الموضوع: ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..

النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..




    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني

    09 - 11 - 1430 هـ
    28 - 10 - 2009 مـ
    06:57 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    ردُّ الإمام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين ولا أفرّقُ بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، وسلامُ الله على كافة الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على مُشبب الذي يُحاج المهديّ المنتظَر من الكتاب، ولكني الإنسان الذي علمه الله البيان الحقّ للقرآن فلو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعين ليُحاجوا الإنسان الذي علمه الله البيان الحقّ للقرآن ليجعل الله عبده وخليفته الإمام المهديّ الإنسان الذي علمهُ الله البيان للقرآن هو المُهيمن عليهم جميعاً بالعلم والسُلطان، فلا يُحاجني أي إنسانٍ أو جانٍّ من القرآن إلا ألجمته بالعلم والسُلطان من مُحكم القرآن تصديقاً للبشرى الحقّ:
    [فلا يُحاجك أحد من القرآن إلا غلبته]. وأنا على ذلك لمن الشاهدين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا أخي مُشبب، أمّا الآن فقد أعجبتني كثيراً لأنك تُحاجني من الكتاب المحفوظ من التحريف القرآن العظيم وأراك تُحاجني بالرمز
    {قَلِيلٌ}، ومن ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب إن كُنت من أولي الألباب، والحقّ أقول والحقّ أحقّ أن يُتبع أنّ الرمز {قَلِيلٌ} في الكتاب وجدناه إمّا أن يكون رمزاً للرقم ثلاثة وإما أن يكون رمزاً للثلث. وقال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وهُنا يذكِّر الله الصحابة المُكرمين الذين حضروا معركة بدر يوم نصرهم الله على أعدائهم برغم أنهم قليل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم. وأفتي بالحقّ أنّ الله يقصد في هذا الموضع بكلمة {قَلِيلٌ} أي أنهم ثُلث يُقاتلون ثُلثين بمعنى أن عدوهم مثليهم، وإنا لصادقون وما ينبغي لي أن أفتيكم بغير علم من الله وأنهُ حقاً يقصد ثُلثاً.

    ومن ثم آتيك بالبُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فتبيّن لك يا مُشبب من مُحكم الكتاب أنّ المقصود من قول الله تعالى:
    {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ} أي أنّ الفئتين ثُلث وثلثين، فأمّا (ثُلث) فهم فئة المؤمنين وأمّا (ثُلثين) فهم أعداؤهم الكُفار في غزوة بدر، بمعنى أنهم مثليهم، فالتقت الفئتان وهم (ثُلث) و (ثُلثان)، فأما (ثُلث) فهم الذين جعل الله رمزاً لعددهم كلمة {قَلِيلٌ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم [الأنفال:26].

    وأما فئة الكُفار فهم مثليهم أي ثُلثين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. وسوف تعلم يوم بعثهم من نومهم ليخرجوا من كهفهم أنهم حقاً ثلاثة ورابعهم كلبهم ..




    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 11 - 1430 هـ
    28 - 10 - 2009 مـ
    09:34 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    وسوف تعلم يوم بعثهم من نومهم ليخرجوا من كهفهم أنهم حقاً ثلاثة ورابعهم كلبهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا مُشبب اتقِ الله أخي الكريم، فإنك تحاجني في شيءٍ هو موجودٌ على الواقع الحقيقي، فأصحاب الكهف من آيات التصديق وسوف تعلم يوم العثور عليهم أو يوم بعثهم من نومهم ليخرجوا من كهفهم أنهم حقاً ثلاثة ورابعهم كلبهم.

    وإذاً لماذا تحاجِج في عددهم ما داموا موجودين؟ فإن شئت عنوانهم فإنهم في اليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر في الكهف الذي بجانب بيت رجل يُدعى مُحمد سعد والكهف يوجد فيه بناء من داخله ويجعل فيه مُحمد سعد قصب الذرة اليابس، فقوموا بهدّ البناء من الجانب الأيسر وسوف تطلعوا عليهم في فجوة نائمون، فكم بلّغناكم و فصّلنا عنوانهم تفصيلاً وقصتهم وأسماءهم والحكمة من بقائهم وكذلك شأن الرقيم المُضاف إليهم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  3. ردّ الامام على مشبب: لا تظنني اعتمدت فقط على بيان كلمة { قَلِيْل } أنها ترمز لثلاث أو الثلث..


    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 11 - 1430 هـ
    29 - 10 - 2009 مـ
    11:58 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ الامام على مشبب: لا تظنني اعتمدت فقط على بيان كلمة { قَلِيْل } أنها ترمز لثلاث أو الثلث..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين وآلهم التوابين المُتطهرين ولا أفرّقُ بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربي وهي ذاتها بصيرة جدّي عليه الصلاة والسلام القُرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني مُعتصمٌ بحبل الله القرآن العظيم، ولعن الله من كان يريد غير الحقّ سواء ناصر محمد اليماني أو الذين يجادلون ناصر محمد اليماني من بعد ما علموا أنّه هو المهديّ المنتظَر ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره، ولا أقصد من قولي هذا مُشبب بن القحطاني برغم أن في القلب منهُ ريبٌ ولكن الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً وسوف أحاجه بالحقّ حتى يتبيّن لي أمره فهل سيجعله الله من الأنصار السابقين الأخيار المُكرمين صفوة البشرية وخير البرية من المؤمنين الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تصِفوا من رأيتم أنه يجادل ناصر محمد اليماني بالقرآن العظيم أنهُ من شياطين البشر، فاحذروا إن ذلك ليعجب ألدّ الخصام لله ربّ العالمين، ولا تقولوا عن مُشبب أو غيره من الذين يحاجونا بالقرآن العظيم إلا خيراً وثقوا في إمامكم كُلّ الثقة أنّ من يحاج المهديّ المنتظَر من الذِّكر العظيم فإني أهدي به إلى الصراط المُستقيم لمن شاء أن يستقيم وإني لأهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد. وإن المهديّ المنتظَر ليحترم مُشبب القحطاني ما دام يبحث عن الحقّ فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يريه الحقّ حقًا ويرزقه اتباعه إنّ ربي غفورٌ رحيمٌ فصبرٌ جميلٌ.

    وإليك الردّ يا مُشبب بن القحطاني من الكتاب. قال الله تعالى:
    {فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)} صدق الله العظيم [الأعراف].
    ثم نأتي لقوله تعالى:
    {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿٣٩﴾ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿٤٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴿٦٥﴾فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴿٦٦﴾ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٦٧﴾ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [هود]، وهذا بُرهان على الرمز {قَلِيل} إما أن يرمز لثلاثةٍ أو الثلث.

    ويا مُشبب بارك الله فيك أخي الكريم لا تظنني اعتمدت فقط على بيان كلمة
    {قَلِيْل} أنها ترمز لثلاث أو الثلث هيهات هيهات! بل لأني علمت علم اليقين من هم أصحاب القصة الغامضة في القرآن العظيم كما سبق التفصيل.
    ويا مُشبب ما كان للمهدي المنتظَر أن ينطق عن الهوى فيحتمل الصح ويحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. ألا والله لو تُكلّف الحكومة اليمانيّة نفسها بالبحث عمَا يقوله ناصر محمد اليماني بإرسال أطقمٍ مُسلحةٍ إلى قرية الأقمر لعثروا على الخبر بعين اليقين. وما على المهديّ المنتظَر إلا أن يفصل لكم البيان الحقّ للذِّكر، وتدبّر قول الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فمن هم أصحاب هذه القرية ومن هم هؤلاء الرسل الثلاثة ومن هم أقوامهم؟ أفلا تسأل نفسك لماذا جعل الله قصتهم غامضة؟ وذلك لأنّ قصتهم مُتعلقة بأصحاب الكهف الذين كذبهم أقوامهم وجعلوهم أمام خيارين اثنين لا ثالث لهم:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس].
    فانظر لتهديدهم لهؤلاء الرسل الثلاثة:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    وهؤلاء الرسل الثلاثة ما كان الوحي يتنزل إلا على واحدٍ منهم، وأما اثنين فهم أنبياء جعلهم الله رسلاً إلى قومهم مع صاحبهم ومثلهم كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ونبي الله هارون عليه الصلاة والسلام، ولن تجد أن الوحي كان يتنزل إلا على واحدٍ منهم وهو رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وجعله الله مع أخاه رسول وهو نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴿٤٢﴾ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ ﴿٤٥﴾ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ﴿٤٦﴾فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ﴿٤٧﴾ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿٤٨﴾قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ ﴿٤٩﴾ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ﴿٥٠﴾ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ ﴿٥١﴾قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} صدق الله العظيم.

    ومن خلال ذلك نعلم أنّ الرسل الثلاثة كذلك لم يتنزل الوحي بالكتاب إلا على واحدٍ منهم واثنين جعلهما له وزراء وأنبياء، فلا يقبل العقل أنه تمّ تنزيل عليهم ثلاثة كُتبٍ وكُلٌ منهم يدعو إلى كتابه واتِّباعه، فهذا غير منطقي أن يتنزل ثلاثة كتبٍ في آنٍ واحد إلى قريةٍ واحدةٍ، وإنما الاثنين الآخرين صدّقا برسول ربهم ثم ابتعثهم أنبياء مع رسول ربهم فجعلهم جميعاً رسل الله إلى قومهم في قريتهم، ولكن اثنين من الرسل إلى هذه القرية إنما هم الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدىً فيتبعون الرسول الذي أنزل الله عليه الرسالة إلى قومه، فانظر لنبي الله لوط عليه الصلاة والسلام آمن برسول الله إبراهيم. وقال الله تعالى:
    {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]. وإذا بحثت في الكتاب تجد أنّ لوطاً ابتعثه الله إلى قريته نبياً وهي إحدى قرى قوم إبراهيم الكريم.

    ومن ذلك نستنتج أننا حين نجد رسولين أو ثلاثة في آنٍ واحد مع بعض إنما الرسالة تنزَّلت على أحدهم، وأما الذين معه من الرسل إنما صدَّقوا بالرسالة فآمنوا بربهم فزادهم الله هُدى فيبتعثهم مع رسول ربهم إلى قومهم فيسمّيهم رسلاً مع رسول ربهم ولكن الرسل درجات. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} صدق الله العظيم [البقرة:253].

    وكذلك أصحاب الكهف إنما هم الرُسل الثلاثة إلى قريتهم ولكن الرسول الذي تنزَّلت عليه الرسالة ليس إلا واحدٌ منهم، وأما الفتيه إنما آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هدىً وجعلهم أنبياء ووزراء مع رسول ربهم الذي يدعو قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام فآمن اثنان منهم بالدعوة إلى الحقّ فآمنوا برسول ربهم، وأما قومهم فأبوا أن يتبعوا رسول ربهم و يتركوا عبادة الأصنام. وقال الله تعالى:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظر لقول رسول ربّهم من بعد أن حذَّروهم فخيَّروهم إما أن يعودوا في ملّتهم فيعبدوا آلهتهم أو يرجمونهم، فلا خيار لهم فأراد قومهم القبض عليهم كما أراد قريش أن يقبضوا على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم تخبّأ هو وصاحبه في الكهف حتى تهدأ الأمور ويستيئسوا من المُطاردة ومن ثم يرحل هو وصاحبه، وكذلك أصحاب الكهف حين أراد قومهم أن يبطشوا بهم فيرجمونهم أو يعيدوهم في ملّتهم فقال لهم رسول ربهم:
    {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم.

    وأولئك هم الرسل الثلاثة فأووا إلى الكهف هرباً من قومهم لأنهم أرادوا القبض عليهم فخيروهم إما أن يعودوا في ملّتهم أو يرجموهم، وسوف تدرك سرّ هربهم من بعد أن بعثهم الله من بعد نومتهم الأولى. وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    إذاً مُشبب، إن هؤلاء أنبياء تجد أنهم مُطاردون من قومهم بسبب أنهم يدعونهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، فأراد قومهم أن يرجموهم أو يعودوا في ملّتهم، فانظر لقول رسول ربهم للفتية الذين آمنوا معه فجعلهم الله معه أنبياء ووزراء، وقال لهم:
    {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم، فهذا هو السبب الذي كلَّف الهرب من قومهم، ألا وإنهم أولئك الرُسل الثلاثة الذين جعل الله قصتهم غامضة في القرآن العظيم لأنهم من أسرار الكتاب. وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظر للتهديد:
    {لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]، بمعنى أنه لا خيار لهم إما أن ينتهوا عن الدعوة إلى عبادة الله فيعبدوا آلهتهم أو يرجموهم. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم [الكهف].

    ثم تبيَّن لنا أنَّ أصحاب الكهف هم ثلاثة لا شك وأنهم أصحاب قرية حمة ذياب بن غانم، وهم:
    1 - رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    2 - رسول الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    3 - رسول الله اليسع عليه الصلاة والسلام
    وأما الرقيم المُضاف إليهم فهو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.


    ويا أخي الكريم، ما علينا إلا البلاغ، فأخبرت بعنوانهم ومكانهم وقصتهم وأسماءهم ولبثهم الأول ولبثهم الثاني، وعلمناكم أنهم لبثوا لبثهم الأول (9000 ألف سنة) وكذلك لبثهم الثاني يستمر (9000 ألف سنة) حسب سنينكم بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، وفصَّلنا كُل ذلك من القرآن العظيم وليس كتأويل الذين يفسرون القرآن بأرقام آياته وإنهم لكاذبون؛ بل بأرقام لفظيّة في محكم القرآن العظيم وما علينا إلا البلاغ بقصتهم ومكانهم، فإذا لم يبحثوا عنهم فسوف يبعثهم الله جميعاً فيخرجوا من كهفهم فهم من وزراء المهديّ المنتظَر وآيات للناس من أنفسهم عجباً؛ بل حتى فصَّلنا لكم أجسادهم العملاقة وبيَّنا لكم السرّ أنه حتى لو اطَّلع عليهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولى منهم فراراً ولمليء منهم رُعباً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وللأسف قال الذين لا يعلمون أنّ الفرار والرُعب سوف يكون بسبب طول شعرهم وأظافرهم! وإنهم لكاذبون، ولو كان هذا التفسير الباطل حقٌّ لما قالوا:
    {لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} لأنهم سوف يرون شعرهم وأظافرهم. وقال الله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} صدق الله العظيم [19:الكهف].

    إذاً هذا التفسير عن سبب الفرار منهم والرعب كان قولاً على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل السبب الحقّ لأنهم عمالقة في خلقتهم لأنهم من الأمم الأولى من بعد عاد وثمود وقبل قوم خليل الله إبراهيم ولوط وإنا لصادقون.

    ويا عجبي الشديد من عُلماء هذه الأمة وأمتهم الذين لا يتدبرون قرآن ربهم ولم يسألوا أنفسهم ؛ لماذا لبث نوح في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً؟ وهذا ليس إلا زمن الدعوة؛ إذاً أعمار تلك الأمم ليست كأعمار أمم آخر الزمان، وذلك لأنّ الله زاد أمم القرون الأولى بسطةً في الخلق علينا أي بسطةً في خلق أجسادهم العملاقة، ولذلك السبب:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} صدق الله العظيم [الكهف].

    والمهديّ المنتظَر وحزبه هو الوحيد الذي أحصى لبثهم وقصتهم وأسماءهم وشأنهم من البداية إلى النهاية، وإذا كنت يا مُشبب من أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب سوف تجد الحكمة من بقاء أصحاب الكهف في قوله تعالى:
    {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً (12)} صدق الله العظيم [الكهف].

    وأما الذين عثروا عليهم من قبل لا يعلمون ما شأنهم وماهي قصتهم وكم لبثهم وما أسماءهم فتنازعوا في قصتهم وكلاً يأتي له بخبرٍ رجماً بالغيب، ومن ثم ردوا علمهم لخالقهم:
    {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم [الكهف].

    وقد بيَّن لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ما هي الحكمة من بقائهم، وهو من أجل اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ وحزبه الذي أحصى عددهم ولبثهم الأول والثاني وقصتهم وأسماءهم، وكذلك بيَّن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني أنّ العثور عليهم هو حكمة إخفائهم من الأعين حتى يأتي زمن الحكمة من بقائهم، وذلك لأنهم شرط من شروط الساعة الكبرى، وقد بيَّن الله لكم هذه الحكمة من العثور عليهم من أجل التمويه والإخفاء حتى يأتي زمن أشراط الساعة الكبرى، وقال الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولربما الجاهلون يقولون إنما هذه الحكمة تخصّ الذين عثروا عليهم، ومن ثم نردّ بالحقّ بأنّ الذين عثروا عليهم لم يعلموا أي شيء لا عن قصتهم ولا عن أسمائهم ولا عن الحكمة من بقاءهم إلا أنهم علموا أنهُ لابدّ أن تكون لهم حكمة إلهيّة في الكتاب لأنهم قد وجدونهم نائمين وحاولوا إيقاظهم فلم يستطيعوا وحاولوا معرفة قصتهم فلم يجدوا من يفتيهم، ومن ثم:
    {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أيها الباحث عن الحقيقة إنّ أصحاب الكهف والرقيم في محافظة ذمار في قرية الأقمر في كهف بجانب بيت رجل يُدعى (محمد سعد) ويجعل فيه محمد سعد علف الأنعام فهل بعد هذا البيان بيان!

    وأقسم بالله ربّ العالمين أنهم لفي محافظة ذمار فلا تُمار فيهم أيها الباحث عن الحقيقة، والكذب حباله قصيرة، ولم يُكلفني الله أن أذهب لاستخراجهم حتى لا يقول المرجفون إنما عثر عليهم ويريد أن يجعل من ذلك له معجزة لكي يصدِّقه الناس أنه المهديّ المنتظَر؛ لأن للأسف
    إن نصف هذا العالم من شياطين البشر والنصف الآخر ثُلثين منه غافلين! ونعود لمواصلة التفصيل. وقال الله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} صدق الله العظيم [الكهف:17].

    وقد بيَّن لكم المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني عن سبب الفرار لمن يعثر عليهم وهو لم يحط بمدى طولهم وخلق أجسامهم وذلك لأنهم من آيات الله عجبا وهم من الأمم الأولى ويلون قوم عادٍ، فانظر لأجساد قوم عاد لعلك تكون من الموقنين.

    وأما وصف أجسام قوم عاد وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف وذلك لأن أصحاب الكهف على مقربة منهم في الزمن فهم من بعد عاد وثمود، وكذلك أجساد عاد وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى:
    {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} صدق الله العظيم [القمر].

    فهل تعلمون ما هو أَعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً، وبيَّن لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى:
    {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} صدق الله العظيم [الحاقة].
    وإنما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى:
    {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} وكذلك قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أن طولهم كطول جذوع النخل، فليستقم أحدكم إلى جانب جذع نخلة وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق. فهل أنتم مُصدقون وتبحثون عن الحقائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلةٍ كُل منكم على قدر جُهده وحيلته وإن أردتم الأحياء النائمون فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدون أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلمون حقيقة قول الله تعالى:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18)} صدق الله العظيم [الكهف]، فتعلمون إنما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشر عمالقة لم يرى مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم، وأقسم بالله العلي العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ فهل تؤمنون بالقرآن العظيم فانظروا لأجسادٍ من قوم عاد أو ثمود تمّ العثور عليهم في الربع الخالي لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].

    واذكروا قول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وما يلي صور من قوم عاد أو قوم ثمود:







    ولربما المُجرمون الذين يصدون عن الحقّ صدوداً يقولون: "إنما هي صور مفبركة"، ومن ثم نرد عليه: ولكن القرآن حقّ وليس مُفبركاً، وقد أتيناكم منه بسلطانٍ مبينٍ. ومن كذب بالحقّ وقال إن أجساد الأمم الأولى ليست إلا كأجسادنا ثم نردّ عليه بالحُجّة الداحضة: ألم تجد صخوراً ضخمةً في مُبانيهم فإن تلك الصخرة كان يحملها اثنين أو ثلاثة من تلك الأقوام، وإن أبيتم وقلتم: "لا فرق بيننا وبين الأمم الأولى في الأجساد فأطول واحدٍ فيه يوجد كأطول واحدٍ فينا"، ومن ثم نُرد عليه بالحقّ ونُهيمن عليه بسلطان العلم المُحكم ونقول قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)} صدق الله العظيم [العنكبوت]، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كانت تلك الأمم تتعمر أكثر من ألف سنة؟ لأننا وجدنا في محكم القرآن لجاهلنا وعالمنا أنّ أول رسل الله نوح عليه الصلاة والسلام لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:14].
    فهل يا ترى تلك الأمم زادهم الله بسطةً في الخلق كما زادهم بسطةً في العمر؟ فتجدوا الجواب في قول الله تعالى:
    {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].

    المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ








  4. - 4 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 11 - 1430 هـ
    30 - 10 - 2009 مـ
    11:40 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    فأين ذهب الرُسل الثلاثة الباقون من القوم جميعاً يا مُشبب ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين. قال الله تعالى: {‏‏فَبَشِّرْ
    عِبَادِ﴿١٧الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨} صدق الله العظيم [الزمر].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿22﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿23﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿24﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فهل أنت يا مُشبب من أولي الألباب المُتدبرين لآيات الكتاب أم من أشرِّ الدواب الصُمّ البكم الذين لا يعقلون؟ وبالنسبة لكلمة
    {قَلِيل} سبقت فتوانا بالحقّ أنه حسب موضعها إما تكون إشارة للرقم ثلاثة أو لثلث وأغلبها الثلث، وتأتي حسب موضعها في قصص القرآن. حتى قول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} وهي ثلاث ثواني من بعد أن حكم خليفة الله داوود عليه الصلاة والسلام بين الخصمين وكان يظنّهم من البشر حتى إذا قضى الحكم بينهم وبعد ثلاث ثواني فقط اختفوا من بين يديه ثم علم أنهم ملائكة. وقال الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فتدبر:
    {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص]، أي قليل ما هم أي قليل من الوقت من بعد الحكم فما هم بين يديه ثم علم أنهم ملائكة من عند ربه وعلم من المقصود من ذلك كما سبق التفصيل من قبل {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويقصد في هذا الموضع بقوله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} أي ثلاث ثواني فما هم؛ لأنهم اختفوا، وذلك حتى يعلم بالهدف من القصة وهم صاحب الغنم والحرث كما سبق التفصيل وأدرك داوود عليه الصلاة والسلام الهدف من القصة من بعد أن حكم بين الملكين المُختصمين وكان يظنّ أنهم من البشر وبعد أن قضى بحكمه بينهم: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وأريد أن أجادلك فيما يُقرّب الفهم ونزيد الآخرين علماً ونهديهم إلى صراطٍ مُستقيمٍ، وحتى نتوصل إلى حقيقة رقم أصاحب الكهف فلنجعل الحوار في رُسل الله الثلاثة وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فإذا كنت يا مُشبب من أولي الألباب فليس المطلوب منك إن كنت باحثاً عن الحقّ ولا تُريد غير الحقّ إلا أن تستخدم عقلك فتُفكّر من بعد التُدبّر لقصة هؤلاء الرُسل الثلاثة لأني أجد أصحاب هذه القصة قد اختفوا جميعاً فلم يبقَ أحدٌ ليخبر شأنهم للعالمين. وأدعوا أهل العقول أن يعوا ما أقول من القول الفصل وما هو بالهزل فآتيك بخبرهم جميعاً وأين ذهب جميع أصحاب هذه القصة فنستنبط ما يلي بالحقّ: أولاً لم أجد أنهُ صدّق بهؤلاء الرسل الثلاثة غيرَ واحدٍ فقط من قومهم والباقون كذبوهم أجمعون.

    ونأتي إلى الرُسل الثلاثة فما الذي أجبرهم على الاعتزال والاختفاء عن قومهم والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]. وهُنا يجد الباحث أن كُبراء قومهم قد جعلوا رُسل ربهم بين خيارين اثنين: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    ويقصدون بقولهم:
    {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾}، ويقصدون هو إما أن تنتهوا عمّا تدعوننا إليه فتعودون في ملتنا أو لنرجمنّكم ويمسّكم منا عذابٌ أليمٌ حتى الموت. فركز يا مُشبب ويا أولي الألباب عليكم بالتركيز على قصة نبيّ الله شُعيب حتى تستطيعوا أن تعلموا بإذن الله ما لم تكونوا به تعلمون، ولا أقصد أنهم أصحاب الكهف كلا بل أريدكم أن تعلموا شيئاً. وقال الله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴿٩٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩١﴾الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٢﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتبيّن لكم في هذه القصة أنّ الذين استكبروا من قوم نبيّ الله شُعيب قد وضعوا شُعيباً والذين آمنوا معه بين خيارين اثنين وهما:
    {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا}، وهذا قرارهم النهائي الذي استقر عليه قوم شُعيب تجاه شُعيب والذين آمنوا معه إما أن يعودوا في ملّتهم فيتركوا الدعوة إلى عبادة الله وحده أو سوف يتمّ إخراج شُعيب والذين آمنوا معه فيطردوهم من قريتهم وهذا قرار نهائي. ثم ردّ عليهم نبيّ الله شُعيب: {قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم بدأ شُعيب بالشدّ للرحيل عن قومه ومن آمن معه، وأراد قوم شُعيب أن يُثبّطوا الذين آمنوا ونصحوهم أن لا يخرجوا مع نبيّ الله شعيب:
    {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ ﴿90﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ولكنهم لم يأبهوا لنصيحة قومهم فشدّوا رحالهم وخرجوا مع نبيّ الله شعيب عليه الصلاة والسلام ومن تبعه، وقد دعا اللهَ شعيبٌ عليه الصلاة والسلام حين خروجه هو والذين آمنوا معه وقال: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿89﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا للنتيجة:
    {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿91﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿92﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿93﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ونعود الآن إلى قصة الرسل الثلاثة وسوف نجد الخيار قد اختلف قليلاً لأنهم لم يقولوا كما قال كفار قرية شعيب:
    {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} صدق الله العظيم [الأعراف]؛ بل قالوا: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]. بمعنى إما أن تنتهوا من الدعوة إلى الله وحده فتعودوا في ملتنا أو {لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم فرّ الرسل الثلاثة بدينهم حتى لا يرجمهم قومهم أو يعيدوهم في ملّتهم ولذلك اختفوا عن قومهم في الكهف حتى يستيئس قومهم من العثور عليهم ثم يرحلون عن قومهم حتى لا يفتنونهم في دينهم، لأنهم حين افتقدوهم تمت مُطاردتهم في جميع طرق السفر الخارجة من القرية في جميع الاتجاهات ولكنهم فعلوا كما فعل محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه، ولم يُصدق الرسل الثلاثة إلا رجلٌ واحدٌ فقط من قومهم وبعد أن سمع بمُطاردة قومهم لرسل ربهم والقبض عليهم؛ قال الله تعالى:
    {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿20﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿21﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿22﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿23﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿24﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظروا لتحديه بقول الحقّ لينتظر الشهادة في سبيل الله فقال متحدياً:
    {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿25﴾}، وما كان من قومه إلا أن قاموا بقتله فوراً، {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿26﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿27﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا قوم قد أهلك الله أصحاب القرية جميعاً من بعد مقتل الذي آمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    والسؤال الذي يطرح نفسه فبعد أن وجدنا أنّ الرجل الذي آمن بالرسل الثلاثة قد قام قومُه بقتله ثم أهلك الله قومَه من بعد قتله جميعاً:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس]. والسؤال الذي يطرح نفسه فأين ذهب الرُسل الثلاثة فهم الوحيدون الذين نجوا من أهل القرية لأنّ الرجل الذي آمن بهم قُتل والقوم دمرهم الله تدميراً: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فلم يبقَ منهم أحداً وبقي معنا الثلاثة الرسل أين ذهبوا؟ ثم تمّ البحث عنهم في الكتاب فوجدنا الجواب:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾ وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴿٢١﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَدًا ﴿٢٤﴾ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿٢٥﴾ قُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وأما قولك يا مُشبب على الله بغير علم فقلت:
    {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} وقلت ولم يصف الله ذلك القول رَجماً بالغيب، ثم رد الله عليك وعليهم وقال: {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿22﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا مُشبب إني لم أجد قط أنّ الذين دعوا الناس إلى الله وترك عبادة الأصنام إلا الأنبياء، وذلك لأنّ الله لم يبعث رُسله إلا بعد أن يعبدوا الناس الأصنام. وقال الله تعالى:
    {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿4﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    بمعنى أنّ الله لا يبعث الرسل حتى يعبد الناس الأصنام. وقال الله تعالى:
    {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    ودائماً تجدون المُحاجاة في عبادة الأصنام بين الرسل وأقوامهم في جميع القصص فيقولون أتريدوننا أن نعبد إلهاً واحداً ونذر آلهتنا التي وجدنا عليها آباءنا. وقال الله تعالى:
    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿5﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وكذلك أصحاب الكهف وقومهم، أم لم تسأل نفسك من الداعية الذين آمنت به الفتية الذي يدعو قومه إلى ترك عبادة الأصنام وأن يعبدوا لله وحده، ولذلك قالوا:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فمن الذي قال لهم:
    {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف]؟ وذلك الرسول الذي آمنت به الفتية الذين اتّبعوه فجعلهم الله أنبياء وإن قاطعني مُشبب وقال: "إنهم فتيه آمنوا بربهم ويجوز أن يكونوا استجابوا لدعوة رسول من ربهم ولكنهم لا ينبغي أن يكونوا رسل مع رسول ربهم وإنما آمنوا برسول ربهم". ثم نُرد عليه بالحق ونقول قال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} صدق الله العظيم [26:العنكبوت]. بمعنى أنه لم يؤمن من قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلا لوط، ثم نجد أنّ الله ابتعثه رسولاً بجانب رسول الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿133﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿134﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿135﴾ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ﴿136﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وهل نجّى الله رسوله لوط عليه الصلاة والسلام إلى مكة وحده وآل بيته؟ بل أنجاه مع خليل الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿71﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ونستنتج أن كذلك الفتية الذين آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هُدًى قد جعلهم رسلاً مع رسول ربهم وهم أصحاب الكهف الذين آمنوا برسول ربهم إلياس ثم جعلهم الله رسلاً إلى جانب رسول الله إلياس وهم إدريس واليسع، وإنا لصادقون.

    ويا مُشبب لقد أقمنا عليك الحُجة بالحقّ إن كُنت تريد الحقّ وإن أبيت فسوف أوجه لك سؤال ونريد الإجابة عليه وهو:
    لقد وجدنا أن الرُسل الثلاثة لم يؤمن بهم من قومهم إلا رَجُلٌ واحدٌ ثم قام قومه بقتله، فوجدنا أين ذهب:
    {
    قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [يس:26]، فصار في الجنة وأهلك الله قومه جميعاً وصاروا في النار، وبقي معنا الرُسل الثلاثة من القوم جميعاً فأين ذهبوا يا مُشبب؟ بل أفتيناك بالحق وإنا لصادقون والكذب حباله قصيرة، أليس الصبح بقريب؟ ألم أفتٍكم أنهم وزراء المهديّ المنتظَر؟ فهل جُننت فليس بيان أصحاب الكهف بهينٍ فكيف أُغامر فأقول غير الحق فأخسر أنصار دعوتي فيذروني وحيداً فريداً والعياذ بالله! ألم نُنبئكم بموقعهم وقصتهم وأسماءهم وعنوانهم وأين يكون كهفهم؟ أفلا تسل نفسك من أخبرني بذلك؟ فكيف يمكن أن يُغامر ناصر محمد اليماني بالتبليغ بعنوانهم ما لم يعلم ذلك علم اليقين؟ فما خطبك يا رجل تُريد أن تكون للحقّ عنيداً فيعذبك الله عذاباً شديداً.

    وأنا المهديّ المنتظَر أذكّر بالقرآن المجيد من يخاف وعيد، وأذكرهم ببئس الله من جهنم التي يقول لها:
    {هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [ق].

    فلا تكن لآيات الله عنيداً إني لك لمن الناصحين، وعليك أن تعلم إنما أصحاب الكهف من آيات الهُدى والتصديق والعجَب لكافة العجم والعرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فصبرٌ جميلٌ، فلا تحسبني يا مُشبب من الساذجين، ولتعلمن نبأه بعد حينٍ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ


  5. فكيف تريد يا مشبب أن يذكر أن الصالحين قليلٌ وهو قد ذكر الكثير؟




    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 11 - 1430 هـ
    01 - 11 - 2009 مـ
    02:05 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    فكيف تريد يا مشبب أن يذكر أن الصالحين قليلٌ وهو قد ذكر الكثير؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا مُشبب، من أشرّ الدواب الصُمّ البكم الذين لا يعقلون فلنجعل الحوار حصرياً في هذه الآية، وما يلي اقتباس من بيان مُشبب:
    اقتباس المشاركة :
    فقال الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ}. صدق الله العظيم [ص].
    أي قليل عددهم ويدخل الثلث في معنى القليل أما أن تقول ثلاث ثواني فوالله لا يقبلها من يعقل ومن يفقه اللغة العربيّة وحتى العامية فهل يعقل أن يكون المعنى إن الكثير من الخلطاء والجلساء يبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وثلاث ثواني ماهم والله إن هذا المعنى لايقبله عقل عاقل فلو أنك قلت الثلث لكان أولى بالتصديق والله المستعان.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس..

    ومن ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: ويا مُشبب من أشر الدواب، ويا أولي الألباب المُتدبرين لآيات الكتاب، قال الله تعالى:
    {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [ص].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم، فانظروا: {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم، فما دامت الفتوى جاءت بأنّ الكثير من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعضٍ فلا يحتاج أن يذكر القليل ما دام قال: {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم. بمعنى أن أكثر الناس لا يشكرون فلا يحتاج لذكر تعداد الصالحين ما دام ذكر {وَإِنَّ كَثِيراً}، فتدبروا يا أولي الألباب، {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم.

    ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} صدق الله العظيم [ص:24]، أي أنّ الملائكة اختفوا من بعد قليل من صدور الحكم، ولذلك خرّ داوود راكعاً وأناب إلى ربه.

    ألا لعنة الله على مُشبب القحطاني الذي مهما بيّنت لهُ آيات الكتاب فإني والله العظيم أعلم أنها لن تزيده إلا رجساً إلى رجسه، ولكن أنصاريَّ سوف يزدادون إيماناً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ (125)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولا تظنني ساذجاً يا مُشبب، فوالله إني أعلم منذ البداية أنك لمن شياطين البشر من الذين جاءوا إلى طاولة الحوار ليطفئوا نور الله فيصدون عن الحقّ صدوداً ويتبعون كُلّ شيطانٍ مريدٍ. لعنك الله بكفرك عدد ذرات ملكوت الله يا مُشبب القحطاني، فوالله ما كُنت من قحطان؛ بل من ذريّات الشيطان الكارهين للقرآن ومن أشدّ الناس على الرحمن عتياً؛ بل أنتم أولى بنار جهنم صلياً. وأما كيف علمت أنك شيطانٌ رجيمُ من اليهود وذلك لأني لاحظتك لا تبحث إلا عن أي نقطة كبيرةٍ أو صغيرةٍ لتحاول التشكيك في اتّباع ناصر محمد اليماني. وهل يتأثر البحر من قطرةٍ! ولكنك لن تُنقص منه قطرةٌ واحدةٌ حتى هذه الآية التي تحاجِجْني بها قد وقعت أنت يا عدو الله ولم يقع المهديّ المنتظَر لأنك لم تأخذ بالك أنّ الله قد ذكر الكثير، فأصبح منطقياً أن نعلم أن القليل هم الطائفة الأخرى، فلا يحتاج لذكرهم بالقليل، ولو لم يذكر الكثير لقلنا صدق مُشبب القحطاني وأخطأ المهديّ المنتظَر ولما أخذتنا العزّة بالإثم مثلكم يا أعداء الله. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [24:ص].

    فهل تراها تحتاج لذكر القليل؟ لكنه قد ذكر الكثير، ودائماً في جميع آيات الكتاب إذا جاء ذكر القليل من الصالحين فلا يذكر الكثير من الكافرين وإن جاء ذكر الكثير من الكافرين لا يذكر القليل من الصالحين لأنه قد أصبح معلوماً في الكتاب، سبحانه وإذا جاء ذكر الكثير فلا يذكر القليل. مثال قول الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [24:ص].

    وقول الله تعالى:
    {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولكن مُشبب يريد الله أن يقول:
    [ اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور وكثير لا يشكرون ]
    فاتق ِ الله، وأعلم أنك لا ولن تتق ِ الله ولن يزيدك البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسك، فكيف تريد أن يذكر أن الصالحين قليلٌ وهو قد ذكر الكثير؟
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [24:ص].

    ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ}صدق الله العظيم [ص:24].

    فانظر لردة فعل داوود بعد أن اختفت ملائكة الرحمن من بعد الحكم مُباشرة فعلم أنهم ملائكة وليسوا من البشر لأنهم اختفوا من بعد الحكم مُباشرة فعلم أنهم ملائكة من الرحمن وعلم بالهدف المقصود:
    {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} صدق الله العظيم
    [ص:24].

    و يا مُشبب قد لعنتك بالحقّ لأنك تستحق لعنة الله ولم أظلمك شيئاً. ألا والله إنك لتعلم يا مُشبب أنك تستحق لعنة الله لأنك تعلم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربك فتنقم منه ومن أتباعه. ألا والله يا مُشبب لتموتن بغيظك يا من تعضّون علينا الأنامل من الغيظ:
    {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} صدق الله العظيم [آل عمران:119-120].

    ولا تخاف فلا ولن أحظرك لأنك لا ولن تفلت من المُباهلة من بعد هذا الحوار الطويل فتفضل للمُباهلة من غير مراوغة ومن ثم نقفل الحوار، وأنا أعلم من بادئ الأمر والله أنها ليست أول مرةٍ أحاور من يزعم أنه مُشبب القحطاني، وإنما أردت أن أبيّن للأنصار أكثر وأكثر وأثبت بالبرهان أنكم لن تمكروا إلا بأنفسكم ولن يزيدكم البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسكم، ولكن الذين صدَّقوا بالحقّ من ربهم يزيدهم البيان إيماناً إلى إيمانهم، فلا تلوموني يا معشر الباحثين عن الحق فوالله الذي لا إله غيره ما لعنت هذا الرجل الذي ليس من نسل قحطان إلا لأني أعلم أنه من نسل الشيطان من الذين يصدّون عن الاعتصام بالقرآن ، وبما أنه لن يستطيع فيأتي يبحث بالمجهر المكبر في بيانات المهديّ المنتظَر ليس بحثاً عن الحقّ كلا وربي بل لعله يجد مدخلاً ولو سمة إبرة ليعجز ناصر محمد اليماني ويثبت عليه دليل كلمة في القرآن فسرها خطأ. وهيهات هيهات يا أعداء الله، ألم تستيئسوا بعد يا شياطين البشر الذين تصدون عن الذكر ليلاً نهاراً وتبغونها عوجاً؟ فهل تعلمون يا معشر الأنصار أن الشياطين يعملون جاهدين الليل والنهار وهم لا يسأمون ليطفئوا نور الله كما يعمل المهديّ المنتظَر ليلاً نهاراً ليخرج البشر من الظُلمات إلى النور؟ وأما حكمة الله أن جعلهم لا يسأمون من المكر الليل والنهار، وذلك ليزدادوا إثماً فيُعذبهم عذاباً عظيماً. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)} صدق الله العظيم [سبأ].

    فتفضل للمُباهلة يا مُشبب من أشرّ الدواب من الذين قال الله عنهم في مُحكم الكتاب:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فهل تعلمون المقصود من قول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم؟ أي ولو بصرهم بالحقّ وعلموا سبيل الحقّ لما اتخذوه سبيلاً ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقُتلوا تقتيلاً سنة الله في الذين خَلوا من شياطين البشر ولن تجد لسنة الله تبديلاً، فتفضل للمُباهلة فقد كظمت غيظي كثيراً، ويا ابن عمر، فأمّا الآن فعليك بفضح عدو الله إن شئت ولكن إياك أن تخالف أمر المهديّ المنتظَر فتحظر مُشبب إلا بقرار من المهديّ المنتظَر فنحن ننتظره للمُباهلة فنجعل لعنة الله سوياً على الظالمين سواء يكون مُشبب الشيطان أو ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    العدو اللدود لشياطين البشر ؛المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــ


  6. فتفضل للمُباهلة يا مُشبب لأنك ما جئتنا لتبحث عن الحقّ بل جئت جازماً أنّ ناصر محمد اليماني ليس بالمهديّ المنتظَر ..




    - 6 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 11 - 1430 هـ
    02 - 11 - 2009 مـ
    11:17 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    فتفضل للمُباهلة يا مُشبب لأنك ما جئتنا لتبحث عن الحقّ بل جئت جازماً أنّ ناصر محمد اليماني ليس بالمهديّ المنتظَر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    و يا مُشبب إننا لم نحظرك لأنك وعدت أن تثبت للأنصار وكافة الزوار أنّ ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر، أم إنك نسيت ما خطته يمينك وشمالك بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    أيها الأخ ناصر محمد اليماني أعلم علم اليقين أنك رجل صاحب علم وليس بالعلم اليسير ولكن قولك أنك المهديّ لن تستطيع أن تثبتها مهما حاولت أن تفعل لأنك لست بالمهديّ المنتظَر..
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس
    وأراك تقول يا مُشبب:
    اقتباس المشاركة :
    ولكن قولك أنك المهديّ لن تستطيع أن تثبتها مهما حاولت أن تفعل لأنك لست بالمهديّ المنتظَر ووالله الذي لا إله غيره أنك لست بالمهديّ المنتظَر وأستطيع أن أثبت لك مع الأيام إن لم توقفوني بعدم مهدويتك لأن الله قد أمدني بنعمة العقل والتفكر ولم يجعلني الله من الذين يتبعون كل من قال أنا المهدي..
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس

    وها نحن لم نحظرك، وسوف يستمر الحوار بشرط أن تدرأ الحُجّة بالحُجّة، وأقسمُ بالله العظيم الذي أنزل القرآن العظيم والذي يحيي العظام وهي رميمٌ أن مُشبب لمن أولياء الشيطان الرجيم، وما أتى باحثاً عن الحقّ؛ بل جاء ليصُدّ الأنصار وكافة الزوار الباحثين عن الحقّ عن اتباع الحقّ، ولن نحظرك يا مُشبب لأنك وعدت أنك سوف تثبت أنّ ناصر محمد اليماني ليس بالمهديّ المنتظَر، وأعلم ما تريد أن يكون ناصر محمد اليماني وهيهات هيهات يا مُشبب، فهل تعلم أن بعض الأنصار انتقدني وقال لماذا تلعن مُشبب؟ ولكنك تعلم يا مُشبب أني ما ظُلمتك شيئاً وتعلم أنك تستحق لعنة الله كما يستحقها إبليس لأنك تعلم أنك عدو لله ولرُسله ولخليفته المهديّ المنتظَر، وقد آتيناك من وقتنا الكثير ولا نزال نعطيك حتى يجعلك الله عبرةً لمن يعتبر، أم تريد الهروب فتأتي لنا باسمٍ آخر ولكني لن أحظرك حتى لا يكون لك العذر.

    وأذكّرك أنك لن تفلت من المُباهلة فنبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين، فتفضل للمُباهلة يا مُشبب لأنك ما جئتنا لتبحث عن الحقّ بل جئت جازماً أنّ ناصر محمد اليماني ليس بالمهديّ المنتظَر، وتفتي في أحد بياناتك لدينا من قبل باسم آخر أنّ ناصر محمد اليماني هو اليماني الذي يظهر قبل المهديّ وليس هو المهديّ برغم اعترافك بعلمنا! قاتلك الله فهل يجتمع النور والظُلمات؟ فكيف يؤتيني الله العلم وحُكم الكتاب ثم أدَّعي بما ليس لي بحقّ! وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. فهل تعلمون من مُشبب هذا؟ ولكني لم ألعنه إلا وأنا أعلم من هو مُشبب هذا. فلم يجعلني الله من الجاهلين ولن نحظره حتى أكشف لكم حقيقته من غير ظُلمٍ ولا افتراء.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________





  7. - 7 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 11 - 1430 هـ
    04 - 11 - 2009 مـ
    01:30 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    لن أبيّن لك أسرار الكتاب لأنك لا تستحق التقدير ولا الاحترام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    و يا مُشبب، إليك بيان المهديّ المنتظَر بالقول المُختصر المُفيد: فلا أريد أنّ أبين لك أسرار الكتاب إنما توجد هناك كلمات أعلم بها ما لم تعلم، ولا أراك تخوض في علم ينتفع به المُسلمون؛ بل تُجادل في أشياء ليس لها علاقة بالفقه في الدين، ولن أبين لك أسرار الكتاب لأنك لا تستحق التقدير ولا الاحترام، وقد أعطيناك من الوقت ما لم نعطه إلا لأمثالك لكي أقيم عليهم الحجّة بالحقّ ونزيد الآخرين علماً وما يكون ردهم إلا كمثل ردودك ثرثرةً فارغةً لا يستفيد منها أي باحث عن الحقّ؛ كلام فاضي إلا ما جاء فيه بعض آيات الذكر الحكيم.

    و قد سبق فتوانا في كلمة كثير فهي بحسب موضعها التي جاءت فيه، ويحتوي على ذلك أسرار لا تخصّك، وذكرت لك وآتيتك بالبرهان المبين فعلمنا من خلال مواضيعٍ ما المقصود من كلمة قليل وكلمة كثير أي كم قَدْرها في الكتاب، ألا والله لو أسألك يا مُشبب عن قول الله تعالى:
    {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (39) ]وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (40)} صدق الله العظيم [الواقعة]. لما استطعت أن تجيب يا مُشبب كم تساوي الثلّة، وكذلك لو سألناك عن قول الله تعالى: {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ(14)} صدق الله العظيم [الواقعة]. لما استطعت أن تجيب يا مُشبب، ولو سألناك عن الفوج كم يساوي في الكتاب لما استطعت أن تُجيب يا مُشبب، ولكني علمتك بالقليل كم يساوي وأتيتك بالبرهان المبين من القرآن، فأما الكثير فهو حسب موضعه كما سبق التفصيل، ولكني أعلمُ من الله ما لا تعلمون، ولكنك يا رجل تضيع وقت المهديّ المنتظَر دونما فائدة تُرتجى منك يا مُشبب، وتأتي لنا ببيان ثرثرة لا يُستفاد منه شيء برغم أنك زعمت أنهُ إذا لم يتمّ حظرك فسوف تثبت أنّ ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر، ألا والله لا تستطيع أن تثبت بالكلام الفارغ بأشعار قيس ولا عُمر!

    ويا رجل، يوجد في الموقع كثيرٌ من المواضيع التي تمّ الخوض فيها ينفع المؤمنين ولكنك لا تقربها! فوالله لا أرى خيراً فيك لنفسك ولا لأمّتك، فكن من تكون فلا يهمني شأنك في شيء لأننا آتيناك أكثر من حجمك وأعطيناك أعظم من رقمك وآتيناك فرصة لتثبت تحديك أنك سوف تثبت أن ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر فلم تستطع شيئاً.

    وبالنسبة للمُباهلة فلن ينفعك الفرار وسوف يحكم الله بيني وبينك يا مُشبب بالحقّ وهو خير الحاكمين، والحمدُ لله زدنا الأنصار علماً وعلّمناهم كيف يعلمون الشياطين الذين لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولّوا وهم مُعرضون، فإن كان المهديّ المنتظَر لعنك بغير الحقّ فسوف يحكم الله بيني وبينك ولا يظلم ربك أحداً، وإن كُنت يا مُشبب تستحق لعنة ربك فأنت تعلم وأنا أعلم أنك لا تريد أن تتّبع الحقّ لأنك جئت لتصدّ عن الحقّ صدوداً وذلك ما تريد برغم أننا قد أعطيناك الفرصة علك تهتدي إلى الصراط المُستقيم، ولكننا وجدناك رجلاً ذا جدالٍ عقيمٍ لا خير في الحوار معك للبشر، وهو مضيعة لوقت المهديّ المنتظَر، حسبي الله ونعم الوكيل.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ


  8. أيّ بيانٍ تأتي فيه الدعوة إلى الإخلاص هو لمن أشدّ البيانات على الشياطين؛ فهو يفقد سلطانه على المُخلصين لله في عبادتهم ..


    - 8 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    ــــــــــــــــــ



    إنّ أيّ بيانٍ تأتي فيه الدعوة إلى الإخلاص هو لمن أشدّ البيانات على الشياطين؛ فهو يفقد سلطانه على المُخلصين لله في عبادتهم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وهذا اقتباس من بيان مُشبب يقول:
    اقتباس المشاركة :
    فأرد وأقول أنار الله قلبك وهداك للحقّ فليس لمثلي بأن يردّ عليك بمثل قولك.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس

    ومن ثم نقول لك صدقت لأنّ ليس بمثلك من يتجرأ على المُباهلة لأنه يعلم أنّه من الذين لعنهم الله بكفرهم من الذين يصدّون عن الحقّ من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ، وأعلمُ بحكمتك من التظاهر بالحُلم وأنت شيطانٌ رجيمٌ فتتظاهر وكأنّك من الذين قال الله عنهم:
    {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ألا والله لو كنت أعلم أنك من الذين يجهلون الحقّ وضلّوا بغير قصدٍ وهم يحسبون أنهم مهتدون أو من المُلحدين لما لعنتك يا مُشبب ولحرصتُ على إنقاذك ولصبرتُ عليك حتى يهديك الله أو أضعف الإيمان لا ألعنك لو أصرَرْت على كُفرك حتى ولو كنت من المُلحدين أو كُنت من الضالين الذين ضلوا عن الصراط المُستقيم بغير قصدٍ وهم لا يعلمون فلما لعنتك علّ الله يهديك، ولكنّي أعلم علم اليقين أنّك من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه
    : {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} صدق الله العظيم، أي يتظاهرون بالقول الحسن بالكلام وهم من ألدّ الخصام. ولذلك قال الله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:4].

    والمهديّ المنتظَر إنما يهدي به الله الناسَ الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، ولكنّ الله لا يهدي به المغضوب عليهم، فمن هم المغضوب عليهم من البشر؟ وهم الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه:
    {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًاً} صدق الله العظيم[الأعراف:146]. ولذلك إن يعلموا الصراط المُستقيم يقعدوا للناس عنده ليصدّوهم عنه صدوداً ولا يتخذونه سبيلاً ويحرّفون كلام الله من بعد ما عقلوه ويبغونها عوجاً؛ الذين قال الله عنهم : {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًاً} صدق الله العظيم.

    إذاً لا يوجد لدينا أمل في هُدى شياطين البشر المغضوب عليهم لأني وجدت غيّهم في الكتاب أنهم إذا بيّن لهم المهديّ المنتظَر سبيل الحقّ فلا يتخذونه سبيلاً؛ بل يؤمنون أنّ الحقّ هو من ربِّهم ثمّ يصدّون عنه صدوداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًاً} صدق الله العظيم. إذاً فكيف نطمع في إيمانكم بالحقّ من ربكم ونحن نجد أنكم إذا تبيّن لكم البيان الحقّ للكتاب فلا يزيدكم إلا رجساً إلى رجسكم. وقال الله عن أمثالكم من إخوانكم الشياطين الأقدمون: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].

    وللأسف أني أجد تعدادهم النّصف في هذه الأمّة ويهدي الله بالمهديّ المنتظَر النّصف الآخر تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإذا جاء في الموضع كلمة كثير ويراد بها النّصف فإنه لا بدّ أن يذكر كلمة كثيرٍ مرتين لأنه يقصد بها النصف الآخر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} صدق الله العظيم. فأصبحوا مُتساوين المُهتدون والمُجرمون في العدد.

    ولكني أفتيتك أنّه لا يمكن أن يأتي ذكر القليل مع الكثير إذا تحدث عن الهدى فقط، فهو إمّا يذكر القليل مثال قول الله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ]، أو يذكر كثير ولن يذكر القليل مثال قول الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [ص:24].

    ومثال قول الله تعالى:
    {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس:92].

    ومثال قول الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم:8].

    ومثال قول الله تعالى:
    {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)} [الروم].

    ومثال قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (243)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (55)} صدق الله العظيم [يونس].

    المهم أننا وجدنا أن كلمة كثير إما ترمز للنصف أو ترمز للثلثين فأما برهان كلمة كثير ترمز للنصف فلا بدّ أن يذكرها مرةً أخرى في نفس الموضع مثال قول الله تعالى:
    {بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فعلمتُ أن شياطين البشر من هذه الأمّة من الناس أنهم صاروا النّصف؛ أولئك نصيب الشيطان من عباد الرحمن ولن يستطيع المهديّ المنتظَر أن يهديهم لأنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً حتى ولو تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربِّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك لأنهم حزب الطاغوت اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله وهم يعلمون أنه الطاغوت عدو الله وعدو الإنس والجنّ أجمعين، فللأسف نصيب الشيطان من الناس هو النّصف. غير أني بحثت عن السبب لماذا لا يهديهم الله بالمهديّ المنتظَر؟ فوجدت الجواب بالكتاب أنّهم لمن أشرّ الدواب من الذين لا يزيدهم البيان الحقّ للكتاب إلا رجساً إلى رجسهم لأنهم ليسوا على ضلالٍ؛ بل يتخذوا الشياطين أولياء من دون الله وهم يعلمون.

    ولكن هُناك قومٌ آخرون كذلك اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنّهم مُهتدون ولكنهم ليسوا من المغضوب عليهم؛ بل من الذين الله ليس براضٍ عنهم بسبب شركهم؛ بل ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وذلك لأن الشياطين لا يقولون لهم أنهم الشياطين بل يقولون لهم أنهم من ملائكة الرحمن قد وكّلهم الله بحمايتهم وأمرهم بالسجود لهم فيعبدهم بعض الناس ويحسبون أنهم مُهتدون أي يحسبهم من ملائكة الرحمن، ولكنهم كالأنعام لا يتفكّرون! فهل يمكن لملائكة الرحمن المُقربين أن يأمروا الناس بالسجود لهم؟ حاشاهم؛ بل أولئك من الشياطين، حتى إذا سألهم الله ما كنتم تعبدون من دون الله فيقولون كُنا نعبد ملائكتك المُقربين، ثم سأل الله ملائكته لكي يأتي الجواب من ملائكته بالحقّ وقال الله تعالى:
    {
    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [سبأ].

    فأولئك هم الذين قال الله تعالى عنهم:
    {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    فكيف يتخذون الشيطان ولياً من دون الله ثم يحسبون أنهم مهتدون؟ ولكني أعلم أن المغضوب عليهم يتخذون الشياطين أولياء من دون الله وهم يعلمون أنهم على ضلالٍ مبينٍ ومن ثم بحثتُ عن الفتوى من ربّي في الكتاب عن هؤلاء فوجدت أن الشياطين خدعوهم ولم يخبروهم أنّهم شياطين بل قالوا لهم أنهم من ملائكة الرحمن المُقربين، وافتروا على الله أنه أمرهم أن يعبدوهم ليقربوهم إلى الله زُلفاً ولم يكتشفوا أنّ الشياطين خدعوهم إلا في هذا الموضع. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    فأولئك خدعهم الشياطين ولم يقولوا لهم أنهم الشياطين بل قالوا أنهم ملائكة الرحمن المقربون وأمروهم أن يعبدوهم ليقربوهم إلى الله زُلفاً ففعلوا فأولئك من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً. ويقع في هذه المصيدة من عباد الله الذين يعبدون عباده المُقربين بشكل عام ليقربوهم إلى الله زلفاً وقال الله تعالى:
    {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

    ألا والله الذي لا إله غيره أنّ من الشيعة الاثني عشر أناساً قابلوا من يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر مُحمد بن الحسن العسكري والذي يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر مُحمد بن الحسن العسكري ويفتيهم أنه يعيذهم من أعدائهم ويأمرهم بالسجود له ليقربهم إلى ربّهم ثم يخروا لهُ راكعين ويعلمُ بهذه الحقيقة على الواقع الحقيقي جميع الذين قد قابلوا من يزعم أنه محمد بن الحسن العسكري ويعلمون علم اليقين أنهُ حقاً أمرهم بالركوع له قربةً إلى الله ليعيذهم ويحميهم من أعدائهم، ثم نقول يا معشر الشيعة الذين أقسموا أنهم قابلوا المهديّ المنتظَر مُحمد الحسن العسكري ألا والله الذي لا إله غيره إنكم تعلمون أنه حقاً أمركم أن تعبدوه زلفاً إلى الله، ويفتيكم أنه من يحميكم من أعدائكم ووعدكم بالحماية والحفظ، بل أقسمُ بربي وربّ مُحمدٍ والناس أجمعين الله ربّ العالمين أنّ ذلك شيطانٌ رجيمٌ وما كان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، ولو كان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لما أمركم أن تعبدوه من دون الله، ولأنه شيطانٌ رجيمٌ يريد أن يضلّكم ضلالاً بعيداً؛ يأمركم أن تعبدوه من دون الله، ولكنه لا يظهر لجميع الشيعة الاثني عشر كلا؛ بل لقلةٍ قليلةٍ، ومنهم مَن يكذب ولم يقابله أحد، ولكني أفتيكم بالحقّ ما يأمركم به المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم هو من سوف يقول لكم الحقّ الذي نطق به جميع الأنبياء والمُرسَلين اعبدوا الله ربي وربكم، وتذكّروا قول الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

    فيا عجبي من المُسلمين أجمعين فكيف يكون على ضلالٍ مُبينٍ من يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويريدُ أن يطهر قلوب البشر من الشرك تطهيراً فيجعل النّاس أمّةً واحدةً يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً ثم يقول كثيرٌ من المُسلمين: "إن ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ؛ بل هو شيطانٌ أشر وليس المهديّ المنتظَر". ثمّ يردّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فإن دعوتكم إلى عبادتي فقد صدقتم، وإن وجدتم أنّ المهديّ ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى عبادة الله وحده ربي وربكم فكذبتم وأصبح ناصر محمد اليماني من الصادقين؛ صادقاً صدّيقاً بالحقّ وينطق بالحقّ ويهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وحده لا شريك له، وذلك بيني وبينكم حتى تبكي على فراق المهديّ المنتظَر ساكن الأرض وساكن السماء بعد أن أوفى بعهد الله وعبدَ الله وحده لا شريك له ودعا الأمم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وما بدل تبديلاً وجعل الأمّة على صراطٍ مستقيمٍ. فما خطبكم لا تميّزون يا معشر المُسلمين بين الخبيث والطيب؟ ألا والله إنّ الخبيث هو كل من يوقعكم في الشرك بالله، وأمّا الطيب فهو الذي يؤتيه الله علم الكتاب فما ينبغي له أن يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين واعبدوا النعيم الأعظم من نعيم الدُنيا والآخرة ذلك رضوان الله عليكم فلا تشركوا بالله شيئاً، ومن يعبدُ الله لا يُشرك به شيئاً فقد اتّبع رضوان الله، ومن أشرك بالله فقد كفر بالله فأحبط عمله فلا يقبل الله من عمله شيء فيرميه على وجهه فيتطاير كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصفٍ لا يقدرون مما كسبوا على شيء. تصديقاً لقول الله تعالى
    : {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} صدق الله العظيم [إبراهيم:18].

    بمعنى أنّ الله يجعل عمله هباءً منثوراً لأنه يرميه على وجهه جميعاً، وهل تدرون لماذا؟ لأنه أغنى الأغنياء عن الشرك فلا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجه الله الكريم ولا يريد من الناس جزاءً ولا شكوراً، أما الذين يفرحون بما أتَوا من الحياة الدُنيا فرحاً بذاتها وليس فرحاً بإنفاقها فجمع فأوعى؛ ومنهم من يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا لوجه الله؛ بل ليقولوا كريم متصدّق، فلا تحسبنّهم بمفازةٍ من العذاب ما دام يحبّ أن يقول له الناس: "كم أنت كريم مُتصدّقٌ"، أو يتعلم العلم ليقولوا: "عالمٌ جليلٌ"، أو يضغط على جبهته بالأرض عند السجود تعمداً منه حتى يظهر أثر السجود على جبهته تعمداً منه ليعلم الناس أنه لمن الساجدين فهو من الذين تُرمى صلاتهم وأعمالهم في وجوههم فيجعل الله أعمالهم هباءً منثوراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} صدق الله العظيم [الفرقان:23]،
    فيرمي الله صلاته وجميع أعماله في وجهه فيتطاير هباءً منثوراً كالرماد المُتطاير في يومٍ عاصفٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} صدق الله العظيم [إبراهيم:18]. أي وربي {ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} صدق الله العظيم.

    غير أني لا أريد أن أحزن قوماً ظهر أثر السجود في جباههم بغير تعمدٍ منهم، فأولئك ما أشركوا بالله ما دام ظهر أثر السجود في جباههم بغير تعمدٍ منهم. وخيرٌ للساجدين أن لا يشوهون وجوههم؛ بل الإخلاص لله هو في القلب. والمقصود من قول الله تعالى:
    {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} صدق الله العظيم [الفتح:29]. أي أن النور يتلألأ من وجوههم من أثر الإخلاص لربّهم، وأمّا أولياء الشيطان فتجدون على وجوههم غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة.

    ويا أمّة الإسلام إنّ أعداء الله سوف يحاولون أن يطفئوا نور الله كمثل مُشبب من المغضوب عليهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} صدق الله العظيم [البقرة:204].

    فهم يتخذون حكمة المهديّ المنتظَر في بعض الأمور كمثل أن يروني أعرض عن الجاهلين فسوف تجدونهم يعرضون عني ليزعم الآخرون أنهم من الكاظمين الغيظ العافين عن الناس ومن الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، ولكنّ الفرق عظيمٌ بينهم وبين ناصر محمد اليماني فأنا أرجو من العفو عن الناس حكمةً في الدعوة إلى الله لعلهم يهتدون فأعفوا عن الناس لوجه الله، وهم يرجون من العفو عن المهديّ المنتظَر وجه الشيطان ليصدّوا عن الحقّ صدوداً حتى يظنّ الآخرون أنّ ناصر محمد اليماني لمن الجاهلين نظراً لأنه غليظٌ على شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر فيلعنهم وهم لا يلعنونه. برغم أنّهم يلعنون المهديّ المنتظَر لعناً كبيراً فيما بينهم، ولكن المهديّ المنتظَر لا يلعن إلا من علم أنه شيطانٌ من شياطين البشر.

    ويا مُشبب، إنما ذلك كبدء المُلاعنة بيني وبينك لبدء المُباهلة لكي تعلم أنّ المهدي مُستعدٌ لمُباهلتك برغم أنك سوف تزوغ كعادتك فتراوغ عن المُباهلة، وأريد أن نجعلها على الظالم من الاثنين سواء مشبب أو ناصر محمد اليماني، لأني أعلمُ وأولو الألباب من الأنصار أنك يا مُشبب لم تأتِ إلى طاولة الحوار كباحثٍ عن الحقّ لعلّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني فتتّبعه؛ بل جئت فقط لتصدّ عن ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ لتثبت حسب زعمك إذا لم يتم حظرك أنّ ناصر محمد اليماني ليس هو المهديّ المنتظَر، ولن أحظرك حتى أقيم الحجّة عليك أكثر فأكثر، ولن يجدك الأنصار تتّبع أي حقٍّ علمتهُ في دعوة ناصر محمد اليماني؛ بل سوف تجدون الشياطين يبحثون عن أي نقطةٍ ولو كخرم إبرة فيدخلون من خلالها للتشكيك فقط في كون ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر، ألا والله لو كانوا يعلمون أن ناصر محمد اليماني اتّبع افتراءهم لاتّخذوني خليلاً. وقال الله تعالى:
    {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:73].

    ولكنهم يعلمون أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر ولذلك تجدونهم يصدّون عنه صدوداً، وتجدونهم مُصرين على التشكيك في شأن ناصر محمد اليماني وهل تدرون لماذا هذا الإصرار الشديد منهم في التشكيك في المهديّ المنتظَر؟ وذلك لأنهم يعلمون أن المُسلمين إذا استجابوا لدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى كتاب الله فهنا فشل الطاغوت وحزبه لفتنة العالمين وأنقذهم من فتنة الأحاديث الموضوعة بالرجوع إلى القرآن العظيم المهديُّ المنتظَر ناصر محمد اليماني. ولذلك تجدون مُشبب علم الجهاد ضدَّ الحقّ وأتباعه يصدّون عن ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً، ألا والله لو يقول لهم ناصر محمد اليماني أنا اليماني المنتظر الذي يظهر قبل المهديّ فقط لاتخذوني خليلاً لأنهم يريدون أن يضلّوا الناس عن طريق المهديّ المنتظَر فيختاروا لهم شيطاناً مريداً، ولكنّ المهديّ المنتظَر قد جعل الله حُجته الدعوة الحقّ في الكتاب فيدعو المُسلمين إلى كتاب الله ليحكم بينهم بحكم الله وليس من عنده، ولذلك تجدون مُشبب وأولياءه من شياطين البشر يصدّون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى الذكر صدوداً كما كان المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ويصدّون عن الدعوة إلى كتاب الله. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} صدق الله العظيم [النساء:61].

    برغم أنّ المنافقين مؤمنون ظاهر الأمر حتى إذا علم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنهم يصدّون عن الدعوة إلى ما أنزل الله ويحلفون له ما قالوا ذلك، وقال الله تعالى:
    {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [التوبة:74].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52) قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) ألم يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِءُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أشدّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69)} صدق الله العظيم [التوبة].

    والدليل على أنّك لمن شياطين البشر كيف أنك لا تزال عند كلمة (قليل)، وقد سبقت فتوانا بالحقّ في شأن قليل فوجدتها في الكتاب تشير إمّا إلى ثلاثة وأتيناك بالبرهان المبين في الثلاثة الأيام التي وعد الله ليهلك قوم صالح بعد قليل بالصيحة، وبيّنا أنه يقصد بعد ثلاثة أيامٍ.
    وكذلك وجدنا قليل أنها تُشير كذلك إلى الثُلث، وأتيناك بالبرهان المُبين حتى إذا تسنى لنا بعد ذلك بيان كلمة (قليل من الوقت) في قصة داوود والمختصمين بين يديه في المحراب من بعد حكم داوود عليه السلام بينهم وبعد قليل و(ما هم) موجودون بين يدي داوود، فعلم داوود أنهم ليسوا المُختصمين من البشر بل من ملائكة الرحمن بسبب أنهم اختفوا من بعد الحكم؛ غيّر حكمه الأول على صاحب الغنم لأن حكمه الأول قد أضاف غنم الفقير لأخيه الغني ولكن حكمه في المحراب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وقليل ما هم أي اختفوا من بين يديه، وأستطيع أن أحدد بالضبط قدر الزمن الذي يستطيع خلاله ملائكة الرحمن التحوّل من إنسانٍ إلى ملاكٍ ليختفوا عن الأبصار.
    فإذا اليهودي مُشبب يريد أن يجعل من ذلك حجّة ولا يزال في ذلك لأنه إنما يسعى للتشكيك، ولن أخرج عن الحوار وسوف نزيدكم علماً بإذن الله، وإنما كتبت شيئاً عن الإخلاص في العبادة لله لأنّ أيّ بيانٍ تأتي فيه الدعوة إلى الإخلاص هو لمن أشدّ البيانات على الشياطين؛ أيْ البيانات التي تدعو إلى الإخلاص لله وعدم الشرك بالله، لأن الشيطان سوف يفقد سلطانه على المُخلصين لله في عبادتهم فلا يجد له عليهم سُلطاناً. ولذلك قال عدو الله:
    {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(83)} صدق الله العظيم [ص]. ولذلك دائماً تجدون بيانات ناصر محمد اليماني يذكركم بالإخلاص لله حتى لا يجعل الله للشيطان عليكم سُلطاناً.

    ويا مُشبب، إن كلمة كثير في الكتاب أجدها ترمز إما لثلثين أو للنصف وهي بحسب موضعها، فإذا ذكرت مرتين فعند ذلك أعلم أنهم نصفين مُتساويين وإذا لم تذكر كلمة كثير إلا مرةً واحدةً في الموضوع فعلمت أنها ترمز لثلثين، فأمّا الموضع الذي تشير إلى النصف فهي في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. فعلمتُ تعداد شياطين البشر ألدّ أعداء الله والمهديّ المنتظَر أنهم صاروا نصف البشر في هذا العصر ومنهم مُشبب القحطاني.

    وأما حين تأتي كلمة (كثيرة) و(قليلة) مثال قول الله تعالى:
    {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. فأعلم علم اليقين أنه يقصد ثلث وثلثين تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنفال:66].

    إذا ثلثٌ يغلبوا ثُلثين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} صدق الله العظيم. فأصبحوا ثلث وهم المائة يغلبوا ثلثين وهم طائفة العدو، وهذا المعيار قد يكبر أو يصغر فهو مكانه ثلث وثلثين.
    أما قليل مثل مائةٌ صابرةٌ حتماً يغلبوا مائتين أي ثلث يغلبوا ثلثين، وهذا بالمعيار الصغير أو أكثر من ذلك فلا يزالون ثلث يغلبوا ثلثين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم. أي ثلث وهم الألف يغلبوا ثلثين وهم الألفين.

    أفلا تعلم يا مُشبب الذي سيصلى ناراً ذات لهب الذي يصدّ عن البيان الحقّ للكتاب أنّ كلمة قليل وكلمة كثير لدينا مفاتيح لأسرار أعلمها ولا تحيطون بها علماً؟ فأعلمُ كم قدر أعدائي أولياء الطاغوت. ألا والله لولا خشيت على الذين لا يعلمون من الأنصار فيظنون أن مشبب قد أتى بسلطان لما بيّنت بعض أسرار الكتاب من قبل الحرب، ولكن لا مشكلة فلن تمكروا إلا بأنفسكم وأنتم لا تشعرون فيجعل الله مكركم ضدكم فنزيد الأنصار علماً فنعلمهم ما لم يكونوا يعلمون.

    وأما حين يأتي يذكر كلمة كثير ولا يأتي بذكر القليل ولا بذكر الكثير من بعدها فأعلم أنه ذكر ثلث وبقي ثلثين شرط أن لا يذكر كلمة كثير مرتين، لأنه إذا ذكرها مرتين أصبحت يقصد بالنصف والنصف الآخر، ولن أقع في الخطأ مثلك كما بينت بغير الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ(21)إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بالحقّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ(22)إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ(23)قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ(25)يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} صدق الله العظيم [ص].

    فنأتي لقول الله تعالى:
    {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم.

    ونأتي لبيان يخصّ الملائكة المُختصمين بين يديه:
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ(25)يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} [ص].

    وهذه الآية واضحة ونأتي لكلمة
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} فأما كلمة قليل فلو كنت من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لقلت أنها تقصد الثلث في هذا الموضع وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين لأنه يقصد الوقت فأعلم من خلالها الزمن الذي يستغرقه الملك في التحويل من البشر إلى مَلَكٍ أو من مَلَك إلى بشرٍ سوياً فإنه يستغرق من الزمن ثلاث ثواني.
    ونأتي لبيان لكلمة
    {مَا هُمْ} فهذه نافية لوجود الملائكة بالمحراب من بعد ثلاث ثواني، وإنما مكثوا من بعد الحكم ثلاث ثواني، ولكن هذه توصلت لها من خلال علوم أخرى في الكتاب.

    ونأتي لكلمة
    {مَا هُمْ} وهذه الكلمة يستخدمها أهل اللغة للإثبات في هذا الموضع وإنهم لكاذبون فأخطأوا في لغتهم نظراً لفهمهم الخاطئ لهذه الآية بظنّ منهم أنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} صدق الله العظيم، فهنا وقفٌ خاطئ لأن كلمة {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} لم تعد تابعة للناس؛ بل للملائكة المختصمين بين يدي داوود أنهم بعد قليل من الوقت وما هم أي وما هم بموجودين لدى داوود عليه الصلاة والسلام، ومن ثم أدرك أنهم ملائكة ولو خرجوا من أمامه وذهبوا لما علم أنهم ملائكة وظنهم من الرعية اختصموا إليه، ولكنه علم أنهم ملائكة وذلك لأنه بعد أن حكم بينهم وبعد قليل من الوقت وما هم بالمحراب أي بعد ثلاث ثواني من الوقت وما هم موجودون ولذلك أدرك أنهم ملائكة، وأما الحكم فانتهى عند قول الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [ص:24]. وإلى هُنا انتهى حكم داوود عليه الصلاة والسلام.

    ونأتي لقوله تعالى
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}، فأما كلمة قليل فقد علمناكم ما يقصد بها ألا وإنه لا يعني الثلث بل الرقم ثلاثة. وننتقل لبيان قول الله تعالى: {مَا هُمْ} فأجدها نافيةً لك يا مُشبب أنك لن تبلغ أنت وأمثالك مكرك المُتكبر عن الحقّ في قلبك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ} صدق الله العظيم [غافر:56]، وكذلك قول الله تعالى {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} صدق الله العظيم.

    إذا كلمة
    {مَا هُمْ} جاءت نافية لوجود الملائكة بعد انقضاء الحكم بثلاث ثواني.

    وسلامُ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    عدو شياطين البشر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ


المواضيع المتشابهه
  1. ردّ صاحب علم الكتاب المهديّ بالجواب من الكتاب لأولي الألباب، حول مواقيت الصلاة الخمس عمود الدين ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 28-04-2020, 07:40 AM
  2. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-05-2017, 08:19 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-05-2012, 06:40 AM
  4. بارك الله فيك يا مُشبب يا من يُحاج الناس بمحكم الكتاب ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-07-2010, 05:11 AM
  5. فتوى المهدي المنتظر بالجواب المُباشر من محكم الذكر
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-03-2010, 02:30 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •