- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 03 - 1431 هـ
03 - 03 - 2010 مـ
09:31 مساءً
__________



مرحباً بأبي فراس من خيار الناس ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والتابعين الأنصار السابقين الأخيار في الأولين وفي الآخرين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا أبا فراس ويا خير الناس، رحَّبَ بك اللهُ وخليفتُه في الأرض، وأريدُ أن أعِظك وكافة الباحثين عن الحقّ بقولٍ بليغٍ بالحقّ فقد كرّم الله الإنسان بالفكر والعقل وجعل الله العقل هو حُجّته على الإنسان لَئِنْ ضَلّ عن الصراط المستقيم ولم يتّبع الحقّ من ربّ العالمين، وبما أنك جئت إلينا باحثاً عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ وطالب العلم الحقّ، فاعلم أخي الكريم أنّ ناصر محمد اليمانيّ إمّا أن يكون الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين وإمّا أن يكون مثله كمثل المهديّين المفترين شخصيّة المهديّ المنتظَر في كلّ قريةٍ وعصرٍ، وبين الحين والآخر يظهر لكم مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ من الذين اعترتهم مسوس الشياطين فيوحون إلى كلٍّ منهم أنه المهديّ المنتظَر، وذلك مكرٌ من الشياطين حتى إذا بعث الله المهديّ المنتظَر الحقّ من عنده فيقول المسلمون: "إنْ هو إلّا كمثل المهديّين المُفترين من قبل". فيُعرضون عنه ولا يتدبّرون دعوته، فلا يعيرونه أيَّ اهتمامٍ حتى إذا سمعوا أن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم فيقول المسلمون: "الحمد لله الذي عافانا من كثرة ما ابتلى به عبادَه". ويصفونه بالجنون وهو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين.

ولذلك لا يزال علماء المسلمين وأمّتهم معرضين عن دعوة الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين برغم أنه مضى خمس سنواتٍ وأنا أدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وسبب إعراض المسلمين عن الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم هو بسبب مكر الشياطين لبعض مرضى المسلمين، ولذلك فإمّا أن يكون ناصر محمد اليمانيّ كمثل المهديّين الممسوسين بمسوس الشياطين وإمّا أن يكون المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين.

وبقي معكم هو: كيف لكم أن تعلموا أن ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين؟

فلو يشدّ أبو فراس رحله إلى مُفتي ديار المسلمين فيقول لهم: "أفتوني هل المهديّ المنتظَر الذي ينتظره المسلمون يأتيكم بكتابٍ جديدٍ من ربّ العالمين؟". فسوف يكون جواب كافة مُفتي الديار وخطباء المنابر جواباً موحَّداً إلى أبي فراس فيقولون: "عليك أن تعلم يا أبا فراس أن خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تصديقاً لفتوى لله للمؤمنين في محكم كتابه العزيز: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، وبناءً على ذلك فلن يأتيكم المهديّ المنتظَر بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبعثه الله ناصراً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا بد أن يُحاجّ الناس بما تنزَّل على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بالقرآن العظيم ومن سُنّة رسوله الحقّ".

ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو فراس ويقول: "ولكن علماء المسلمين مختلفون في الدين فلا بدَّ أن الله حتماً سوف يجعل الإمام المهديّ حكَماً بين علماء المسلمين فيما كانوا فيه يختلفون، لذلك لا بدّ أن يزيد الله الإمام المهديّ بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة لكي يجعله الله قادراً على توحيد شمل علماء الأمّة وأمّتهم من بعد أن فرَّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً، وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فإن لم يفعل فليس المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين ما لم يزِده الله بسطةً في علم الكتاب القرآن العظيم على كافة علماء المسلمين شرط أن يكون سلطان علمه مُقنِعاً للعقل والمنطق بالحجّة الداحضة للجدل من محكم كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف".

أليس يا أبا فراس هذا ما يقوله العقل والمنطق للإنسان المسلم؟ وبما أنني أعلمُ علم اليقين أني لم أفترِ على الله ربّ العالمين وأني حقاً المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين ولذلك أدعو كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لكي أحكم بينهم بحكم الله من محكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، وإذا لم أُهيمن عليهم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وذلك لأن الله قد جعل القرآن العظيم المحفوظ من التحريف هو المرجع الحقّ للتوراة والإنجيل والسُنّة النّبويّة، أم إنكم تجدون كتاباً آخر هو أضمن من كتاب الله القرآن المحفوظ من التحريف؟ ألا والله يا أبا فراس لو أنّ أولي الألباب من البشر يتفكّرون فقط في قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر]، ومن ثُمّ يقولون : "بما أن هذه الفتوى نزلت قبل أكثر من 1430 عاماً فإذا كان هذا القرآن حقاً من لدن حكيمٍ عليمٍ وبما أن الله وعد بحفظه من التحريف والتزييف فلا بدّ أن يجد البشرُ أنه حقاً لا يزال محفوظاً من التحريف والتزييف برغم أن القرآن مرَّ على أممٍ كثيرةٍ على مرِّ العصور وبرغم ذلك لا يزال محفوظاً من التحريف، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

ثُمّ يؤمن به الناس لو كانوا يعقلون، فما يُدري محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن القرآن سوف يبقى محفوظاً من التحريف عبر عصور البشر وشاهداً عليهم وباقياً بين أيديهم برغم أنه تمّ تحريف التوراة والإنجيل منذ أمدٍ بعيدٍ نظراً لأن الله لم يعِد الناس بحفظهما؟ ولكن القرآن جعله الله الرسالة الشاملة للإنس والجنّ إلى يوم الدين وموسوعة كتب الأنبياء والمرسلين، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وكذلك دعوة الإمام المهديّ مُصدِّقةٌ بدعوة كافة المرسلين من ربّ العالمين، فيدعو العالمين إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وما يؤمن أكثرهم إلّا وهم مشركون بربّهم أولياءَه المقرَّبين، فيزعمون أنهم شُفعاؤهم يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين! برغم لو يسألهم الإمام المهديّ فيقول: يا معشر المسلمين دُلّوني على الأرحم بكم من بين الرحماء أجمعين؟ وحتماً سيكون جوابهم واحداً موحَّداً فيقولون: "ولسوف نفتيك بالحقّ يا ناصر محمد اليمانيّ أن أرحم الرحماء هو الله أرحم الراحمين". ومن ثُمّ يقول لهم ناصر محمد اليمانيّ: إذاً فكيف تلتمسون الرحمة ممّن هم أدنى رحمةً من الله فترجون شفاعتهم بين يدي الله أرحم الراحمين؟ أم إنكم لا تُقدِّرون الله حقّ قدره؟ ما لم فكيف تحكمون! أم إنكم لا تعلمون بقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]؟

وليست الشّفاعة أنّ أحداً سيشفع لكم بين يدي الله، كلا وربي الله أرحم الراحمين أنه لا ينبغي لعبدٍ أن يتجرّأ للشّفاعة بين يدي المعبود، فهذا مناقضٌ لصفة الرحمة في نفس الله، فكيف يشفع بين يديه عبدٌ من عبيده والله أرحم بعبيده من عبده سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ فمن ذا الذي يحاجّ الله في عباده يوم القيامة؟ وقال الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا أبا فراس لقد أكرمناك بهذا البيان لحكمةٍ يعلمها الله فكن من الشاكرين، ولا يجوز لك أن تنحرج فتُصَدِّق حرجاً من هذا التكريم ما لم يقتنع بالحقّ عقلك ويطمئن إليه قلبك وما بعد الحقّ إلّا الضلال، ولسوف أُفتيك من قبل التدبّر والتفكّر في بيانات المهديّ المنتظَر بأنك إذا كنت من أولي الألباب فحتماً سوف يقتنع عقلك بالبيان الحقّ للذِّكر، وأما الذين لا يعقلون فهم حطب جهنّم هم لها واردون، ولسوف يتبيَّن لهم أن سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم وعدم اتّباع الحقّ من ربّ العالمين هو عدم استخدام العقل، ولذلك قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________