الموضوع: مواضيع أسرار

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 43
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : اسرار ساهر
    وجدت هذا الاستفسار في صفحه عالفيس بوك
    ليست تابعه للدعوه المباركه فهل يوجد اجابه من البيان الحق على هذا الاستفسار
    ????????????????????????
    وأنا أقرأ الآية الكريمة هذه الليلة، شد إنتباهي عبارتان محكمتان.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّه... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=388494
    انتهى الاقتباس من اسرار ساهر
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 365831 من موضوع تَحذيرٌ مِن ربِّ العالمين للمفسِّرين للقرآن أن لا يقولوا على الله ما لا يَعلمون ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    19 - جمادى الأولى - 1443 هـ
    23 - 12 - 2021 مـ
    05:20 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=365823
    __________



    تَحذيرٌ مِن ربِّ العالمين للمفسِّرين للقرآن أن لا يقولوا على الله ما لا يَعلمون ..


    مُجَرَّد تعليق ورَدّ على السائل الذي ينفي الفراغ الكونيّ بين السماء والأرض ولا نمنَع أن يُرفَع إلى الموسوعة..

    ويا رجل، لو لم يكُن في غرفة نومك فضاءٌ فاصلٌ فراغٌ لَما استطعت أنت الولوج إلى غرفة نومك! ألا تعلم أن جَوَّ السماء هو الفضاء الشاسِع وهو الفاصل بين سَمْك السماء والأرض؟ ولكن سَمْك السماء بناها الله مِن المادة، وهي ذات سَمْكٍ مرفوعٍ مِن المادة مِن وراء النجوم، ألا وإنَّ جَوَّ السماء وهو ذاته الفضاء الكونيّ الفاصِل بين الأرض والسماء يُسَمَّى في الكتاب جَوَّ السماء وهو الفضاء الكونيّ الفاصِل بين الأرض وسَمْك السماء، وهو شاسِع المساحة يَتَّسِع لِما تراه من كواكبٍ ونجومٍ، وكُلٌّ في فلكه يسبَح بين سَمْك السماء والأرض التي تعيشون عليها تصديقًا لقول الله تعالى:
    { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٦٥﴾ } [ سورة الحج ].

    ووقوع السماء على الأرض لا بُد مِن فضاء بينهما فاصلٍ، ألا وإن النجوم والكواكب والسحاب جميعها في جَوِّ السماء؛ أي في الفضاء الكونيّ الفاصل بين السماء والارض، كمثل السّحاب هي في السماء ولكنها ليست في ذات سَمْك السماء؛ بل في جَوِّ السَّماء؛ أي بين السماء والأرض تصديقًا لقول الله تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ‎﴿١٦٤﴾‏ } صدق الله العظيم [ سورة البقرة ].

    وكذلك الكواكب والنجوم زينة للسماء الدنيا وهي السَّماء الأولى، وأقرب السماوات ذات نجوم الزينة، والسماء الدنيا أي الأقرب الى الأرض تصديقًا لقول الله تعالى:
    { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ‎﴿٦﴾‏ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ‎﴿٧﴾‏ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ‎﴿٨﴾‏ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ‎﴿٩﴾‏ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ‎﴿١٠﴾ } [ سورة الصافات ].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ‎﴿١٢﴾‏ } [ سورة فصلت ].

    والسماوات طِباقًا وأقربهم ذات زينة النجوم؛ ذات الفُطور فتتناثَر شظايا في الفضاء لِطرد الجِنِّ الذين يريدون اِستراق السَّمْع مِن المَلإ الأعلى الملائكيّ، ولكن لِحسرةِ البَصَر القَصْير الحَسْير نظرًا للمسافة الشاسعة لا تُشاهِدون النجوم المُتفَجِّرة بين الحين والآخر نظرًا لُبعدِها تصديقًا لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‎﴿١﴾‏ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ‎﴿٢﴾‏ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ‎﴿٣﴾‏ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ‎﴿٤﴾‏ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ‎﴿٥﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الملك ].


    فإذا أردْت أن تُذهِب الفراغ الكونيّ بين السماء والأرض فيتوجب عليك إعادة السماوات والأرض رَتقًا مَدْكوكًا دَكًّا دَكًّا في الأرض التي تعيشون عليها حتى تكون كوكبًا واحدًا كما كانت مِن قبل الانشِقاق والانفِتاق فهنا لا وجود للفراغ بينهما، كما لو يَقَع سَقْف غرفتك بأرض الغرفة فهنا لا تستطيع دخول غرفتك بسبب وقوع السَّقْف على أرضيّة الغُرفة، واعلَم أن لله ما في السماوات وما في الارض وما بينهما مِن كواكبٍ مُضيئةٍٍ أو مُنَيرةٍ فهي مِلك لله بين السماء والأرض تصديقًا لقول الله تعالى:
    { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ‎﴿٨٥﴾ } [ سورة الحجر ].

    وكما سَبَق ذِكر وجود عوالم في كوكب سَقَر بين السماء والأرض، وعوالم على الأرض، وعوالم باطن الأرض مِن تحت الثَّرى تصديقًا لقول الله تعالى:
    { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ‎﴿٦﴾ } صدق الله العظيم [ سورة طه ].

    وقد رَدُّوا عليك الأنصار بالبيانات للإمام المهديّ كتبتها مِن قبل عدَدِ سنين وهي كافية أن تُذهِب حيرتك إذا كُنت مِن أولي الألباب.

    ويا أخي الكريم، إن تفسيركم لكتاب الله بهذه الطريقة فسوف تقولون على الله غير الحقِّ ثم ينظر إليكم العالَمين ( إلى المُسلمين ) نظرة أنَّكم حقًّا متخلفون عَقليًّا وعِلميًّا كونكم: كَم يا تفاسير لآيات الله من عِند أنفسكم؟! فلا يقبل تفسيركم العقل والعِلم والمنطق، ألا وإنَّ القول على الله بدون تفصيلٍ مِن الكتاب مِن خطوات الشيطان لتَصدُّوا عن اتِّباع كتاب الله القرآن العظيم حتى لا يُصَدِّق بالقرآن العالم بأسره، أو يوصلكم للكفر بكتاب الله القرآن العظيم،
    فالحذَر الحذَر مِن خطوات الشيطان الذي يأمركم أن تقولوا على الله غير الذي يقصده الله مِن كلامه في آياته، فذلك محرم عند الله أن تقولوا على الله ما لا تعلمون كما حَرَّم عليكم الفواحش، فلا تَتَّبِعوا أمر الشيطان، وقال الله تعالى: { إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏ } [ سورة البقرة ].

    ولكن ذلك مُحَرَّم عليكم، والشيطان يأمركم باتِّباع ما حَرَّمه الله عليكم وقال الله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿٣٣﴾‏ } صدق الله العظيم [ سورة الأعراف ].

    ونصيحة لوجه الله أخي الكريم: إن طريقتك في تفسير القرآن سوف يوصلك الشيطان بهذه الطريقة إلى التشكيك ثُم الكُفر بالقرآن بالمرَّة فتكون مِن الخاسرين.

    وسبب زَيغان القلوب هو بسبب اتِّباع أمر الشيطان فيقول أحدكم الآية التي بحاجة لتفصيلٍ ثم يُفَسِّرها مِن عند نفسه، فذلك هو الضلال البعيد، وأعوذُ بالله أن أقول على الله ما لا أعلَم عِلم اليقين، وأما الآيات البيِّنات فهُنَّ مِن آيات أُمّ الكِتاب لَسْنَ بحاجة لتأويلٍ بسبب شِدَّة وضوحهنّ، فلو التزَم المُسلمون باتِّباع مُحكَم القرآن العظيم وتَرْك المُتشابِه لِمَن يؤتيه الله عِلم تأويله وتفصيله لَما ضَلّ المسلمون الذين أوتوا القرآن، وهل سبب ضلال الأُمَم من بعد إيمانِهم إلَّا بسبب قولهم على الله في الكتاب ما لا يعلمون فاختلَفوا؟ برغم أنَّ أنبياءهم يتركونَهُم على صراطٍ مُستقيمٍ وبعد فترة مِن الزمن يأتي مفسرون لِكُتب الله من عند أنفسهم فاختَلَفوا فأضَلُّوا أنفسَهم وأضَلُّوا أُمَّتَهم تصديقًا لقول الله تعالى:
    { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ‎﴿٢١٣﴾ } صدق الله العظيم [ سورة البقرة ].

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفةُ الله وعبدُه الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

  2. افتراضي

    وفي ايات الله دائما كلمة ( مطر ) تعني العذاب وكذلك في بيانات النور ذكرها الامام عليه السلام بانها عذاب ..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 279506 من موضوع الإمام المهديّ يُبشّر كافة الأحزاب المُعرضين عن الكتاب بعذاب مطرٍ من غير سحابٍ يأتيهم من الشمال الغربي ..





    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - جمادى الأولى - 1439 هـ
    18 - 01 - 2018 مـ
    10:45 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=279475
    __________


    الإمام المهديّ يُبشّر كافة الأحزاب المُعرضين عن الكتاب بعذاب مطرٍ من غير سحابٍ يأتيهم من الشمال الغربي ..

    بسم الله ربي وربكم والصلاة والسلام على النبيّ محمد رسول الله بالكتاب القرآن العظيم إلى الناس كافةً الذي فيه ذكركم وذكر من كان قبلكم ونبأكم ونبأ من كان قبلكم وخبر من بعدكم؛ وجعله الله حكماً فيما كنتم فيه تختلفون بالقول الفصل وما هو بالهزل حبل الله المتين القرآن المُبين رحمةً للعالمين؛ فيه كافة صحف البشر المرسلين بالذّكر من أوّلهم إلى خاتمهم صلوات ربّي عليهم وعلى من اتّبعهم بإحسانٍ في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، فلكم دعاكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى الذكر القرآن العظيم الذي فيه ذكر ما جاء به خاتم الأنبياء محمد رسول الله إلى العالمين وذكر من كان قبله من رسل الله أجمعين جَمَعَ فيه كافة كُتب المرسلين مترجماً بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿١رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿٢فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿٣وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿٤وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴿٥} صدق الله العظيم [البينة].

    وبعث الله عبده خاتم الأنبياء والمرسلين يتلوه عليكم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ إرتجاليٍّاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣} صدق الله العظيم [النمل].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل تنزل القرآن في كتاب قرطاس جمع الله فيه كافة كُتب رسل الله أجمعين؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة السائلين وأقول: كذلك حاجج الكفارُ رسولَ ربهم وقالوا لولا أنزل عليه كتابٌ في قرطاسٍ يتلوه على الناس وليس يتلوه إرتجاليّاً بلسانه، فرد الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٤فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٥أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٦وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].


    ولكن محمداً رسول الله أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب بل علّمه رسولُ الله جبريل فيتلو عليه آيات القرآن شيئاً فشيئاً، وكان يحفظ ما يتلوه عليه جبريل رسول ربه فيحفظه ويتلوه على الناس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الفرقان].


    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴿١٠٥وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴿١٠٦قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

    كون الذين آمنوا بالقرآن العظيم من النصارى يسمعون محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن فكأنه يتلو عليهم آيات التوراة والإنجيل وهم يعلمون أنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴿١٥٧قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكان الممترون يشككون النبيّ الأميّ في نبوّته ويقولون له: "نحن نعلم أنك لا تكذِب من قبل أن تتلو علينا هذا القرآن ولذلك وصفناك من قبل بالصادق الأمين، وأما الذي يعلّمك هذا القرآن إنما هو من الشياطين يتمثل لك رجلاً سويّاً فيتلون عليك هذا القرآن". فمن ثم ردّ الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وبما أنّ هذا القرآن يقصّ على أهل الكتاب أنباء ما كان لديهم في التوراة والإنجيل ولذلك أيقن الذين أوتوا الكتاب أنه الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚلَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٩٧} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكن الذين آمنوا به من النصارى في عصر التنزيل هم الذين لو علموا الحقّ منهم لاتّبعوه فحين سمعوا النبيّ الأميّ يتلوه عليهم وكأنه يتلو عليهم آياتٍ في التوراة والإنجيل برغم أنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب فأيقن من يريد اتّباع الحقّ منهم حين استمعوا لمحمدٍ رسول الله وهو يتلوه عليهم. وقال الله تعالى:
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٨٦} صدق الله العظيم [المائدة].


    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤} صدق الله العظيم [القصص].

    وأمّا شياطين البشر من اليهود الذين عرفوا أنّ محمداً رسول الله رسولٌ من ربّ العالمين بالقرآن العظيم كما يعرفون أبناءهم فأخذتهم العزّة بالإثم حسداً من عند أنفسهم لماذا لم يُرسل النبيّ من اليهود؟ وغضبوا من ربهم لماذا أرسله من العرب! فغضب الله عليهم ولعنهم فأزاغ قلوبهم عن اتّباعه كونهم تبيّن لهم أنه الحقّ من ربهم فأخذتهم العزةّ بالإثم عن اتّباع داعي الحقّ من ربهم فاتّبعوا الشيطان الرجيم فعبدوه من دون الله وليس بضلالٍ من أحبارهم؛ بل وهم يعلمون. وقيّضَ الله لهم شياطينَ من الجنّ ليؤزّوهم أزّاً ليكونوا يداً واحدةً للصدّ عن اتّباع هذا القرآن العظيم رسالة الحقّ للعالمين، فقال لهم الذين آمنوا من النصارى من القسّيسين والرهبان: "اتقوا الله واتّبعوا الحقّ فقد علمتم كما علمنا أنه الحقّ من ربّ العالمين، كونه يبيّن لكم آياتٍ في التوراة العبريّة وهي أعجميّةٌ ولكنكم ترونها جاءت في القرآن العظيم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ"، فقال الذين أعرضوا من شياطين البشر من اليهود: " إنّما يُعلّمه فلانٌ العبري آياتَ الصحف العبريّة"، فمن ثم ردّ الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّـهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٠٤إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [النحل].

    كون رجلاً من بني إسرائيل وهو من ذريّة الابن الأكبر من بني إسرائيل آمن بالقرآن العظيم قلباً وقالباً وهم يعلمون أنه من أحبارهم. وقال الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقالت شياطين البشر من ذرّية التسعة للذين آمنوا من العرب - ويريدون أن يصدّوا الذين آمنوا من العرب عن الإيمان بالقرآن واتّباعه - بعد أن قال المؤمنون من العرب: "ألم يصدق به ويتّبعه قسّيسون ورهبان معترف بهم من علماء النصارى؟"، فردوا على المؤمنين العرب فقالوا: " لو كان خيراً ما سبقنا القسّيسون ورهبان النصارى إليه". ولذلك قال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وأما بعض الآيات التي لم تُذكر في التوراة كونها من آيات صحف إبراهيم الجد ومن قبله ولم تُذكر في التوراة ولذلك لم يجدوا برهاناً لها في التوراة، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم، برغم أنّ القرآن ذكر كثيراً من آيات التوراة والإنجيل وكتاب البيّنات الذي تنزل على يوسف عليه الصلاة والسلام، وكذلك ذكر آيات قصص أمم من قبلهم ولم يذكرها الله في التوراة، وكذلك أمر الله عبده ورسوله محمداً رسول الله أن يدعو النصارى أصحاب الإنجيل وكذلك أصحاب التوراة من اليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فأعرض الذين كرهوا الحقّ من ربهم وكرهوا رضوان الله ويريدون للناس الكفر بالحقّ من ربهم ولا يريدون للناس الإيمان بالحقّ من ربهم حتى يكونوا سواءً معهم في نار جهنم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ونستنبط من ذلك أنهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم فأعرضوا عنه فقالوا لبعضهم البعض:
    {قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم، وهيهات هيهات ولكن شياطين البشر في جهنم خالدون فيها أحقاباً إلى ما يشاء الله وليس أياماً معدودات، وودّوا لو يكفر العربُ والنصارى والناسُ أجمعون كما كفروا ليكونون معهم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].


    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا ذكر الله طائفتين أي فئتين من المنافقين في قول الله تعالى:
    {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿٨٨وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:88-89]؟". فمن ثمّ يرد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة السائلين في العالمين وأقول: فكلا الطائفتين من ذرّية التسعة من اليهود، وإنما طائفةٌ منهم اتَّبعوا النصارى ظاهر الأمر ليكونوا من النصارى وهم ليسوا من النصارى بل كفراً ونفاقاً يريدون أن يكونوا نصارى من أنصار رسول الله المسيح عيسى ابن مريم بعد أن ظنّوا أنه قد قتله شياطين البشر من ذرّية التسعة، وأرادت فئةٌ منهم أن يُظهروا أنهم غضبوا مما صنع اليهود فاتّبعوا النصارى ليصبحوا منهم ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر والمكر لإضلال النصارى عن اتّباع عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة وأسلّم تسليماً.

    وقام المنافقون من اليهود النصارى ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر قاموا بتنفيذ خطّةٍ باتّفاقٍ مع الطاغوت من يعبدونه من دون الله الشيطان الرجيم، وهي أن يقولوا أن الله هو المسيح عيسى ابن مريم تمهيداً منهم لفتنة المسلمين من النصارى والمسلمين الأميين في آخر الزمان حين يخرج الطاغوت الشيطان الرجيم على الناس منتحلاً شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله ربّ العالمين.

    وأما فئةٌ أخرى كذلك من اليهود اتّبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر، وإنما يريدون أن يصدّوا ذريّات المسلمين من الأميين والنصارى عن اتّباع دعوة عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم وعن دعوة النبيّ الأمي عبد الله ورسوله محمد رسول الله صلى الله عليهم وعلى كافة الرسل من ربهم وأسلّم تسليماً فرسل الله أجمعون جاءوا بدعوةٍ واحدةٍ موحدةٍ إلى الجنّ والإنس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ﴿٥٤وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٦٠} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكن الله قد فضح مكر الفئتين في القرآن العظيم:
    {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿٨٨وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:88-89].

    وتبيّن للمسلمين من النصارى والمسلمين الأميين أنها كانت بينهم فئتان منافقتان من شياطين البشر يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر لصدّ الناس عن عبادة الله وحده ويريدون الكفر بالله والشرك به ما لم ينزل به سلطاناً، وأما فئة المنافقين بين النصارى فقد فضحهم الله بكفرهم بقولهم إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، وآخرون يقولون بل ولد الله، وإنما يريدون إخراج النصارى من النور إلى الظلمات بالكفر بالله أو المبالغة في دين النصارى ليحققوا الشرك بالله. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٦٥وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿٦٦ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٩لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴿٧٠وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ۚ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿٧١لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴿٧٢لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّـهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚوَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٧٤مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّـهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٧٦قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٧٧لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٧٩تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿٨٠وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨١ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴿٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فمن ثم قاموا بإخفاء كثيرٍ من صحف التوراة الحقّ وكتبوا صحفاً من عند أنفسهم ليكذّبوا على الله تعمداً منهم ويخفون الحقّ. وقال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴿٧٢وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّـهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن الطامة الكبرى أنّ المسلمين في عصر بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فكأنهم اتّبعوا ملّة قومٍ كافرين بالقرآن العظيم من اليهود والنصارى! فمن يجير المسلمين والكافرين من عذاب كسف ريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ شديدة البرودة التي حذّرناهم منها من قبل زمنٍ؟ وإنها تأتيهم من الشمال الغربي أي عن الشمال عن النجم القطبي إلى جهة الغرب واسعة النطاق، فمن ينجيكم من عذاب مطرٍ بغير سحابٍ وكويكب العذاب الراجفة يا دونالد ترامب؟ ويا معشر المعرضين عن الكتاب من العجم والعرب إن عذاب الله اقترب بسبب إعراضكم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتابه القرآن العظيم، وأشهد الله ربي وربكم أنه قد غضب لكتابه يا من تأمنون مكر غضبه وعذابه فمن ينقذكم من عذاب ربي وربكم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب.

    وبرغم أني لا أحدد اليوم الأول لعذاب الله ربي وربكم ولكن عذاب الله قريبٌ للذين يأمنون مكر الله وهو يعلم بما في أنفسهم أنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره، واقتربت عليكم أيامٌ نحسات تصديقاً لآياتٍ بيّنات لا يكفر بها إلا المجرمون، ولم يحذّركم عبد الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل الأمر من الله في محكم كتابه يحذّر المعرضين عن اتّباع كتابه وطاعة خليفته في الأرض الذي بعثه الله ناصراً لما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الرسل من ربهم لا نفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحن له مسلمون.

    وأختم هذا البيان الحقّ للقرآن بالبشرى للمعرضين عن اتّباعه بقارعةٍ تتلوها قارعةٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴿١٣إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿١٤فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖوَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ﴿١٦وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٧وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [فصلت].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تحددوا يوم العذاب وحتى ولو كان سيحدث في الساعات القادمة، فنحذّركم تحديد يوم العذاب، وتذكّروا أمر الله في محكم كتابه أن لا تحددوا يوم عذابه في قول الله تعالى:
    {{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦ }} صدق الله العظيم [الملك].

    ونختم هذا البيان كذلك بقول الله تعالى:
    {{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣ }} صدق الله العظيم [النمل].

    وكذلك بقول الله تعالى:
    {{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥٨فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ ﴿٥٩ }} صدق الله العظيم [الدخان].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس
    وبالنسبة للبحار والأنهار فلا وجود لها في الكواكب المنيرة جميعاً عدا كوكب الأرض الأمّ التي تحمل البحار والأنهار والينابيع، ونعم توجد مشاركةٌ لوجود الحياة في الأرض الأمّ بسبب قرب الشمس التي تُبخّر البحر فتتكون السحب الثقال المليئة بالبخار ويتكثّف البخار إلى ماءٍ باردٍ أو ثلجيٍّ، ويعود ذلك لسرعة الرياح التي تسوق السحاب ويعود الثلج إلى كثافة السحب وتراكمها، فقد يتحوّل الماء فيها إلى جبالٍ من بَرَدٍ فيتحوّل إلى عذابٍ يُصيب به من يشاء ويَصرفه عمّن يشاء. ولكن حبيبات البَرَد لا خطر منها على البشر، ولكن إذا تحوّل الوَدْقُ إلى جبالٍ من بَرَد فهذا عذابٌ قاتلٌ ويصبح مطر سَوْءٍ قاتلٍ، كون الجبال سوف تصل إلى الأرض كشظايا كبيرةٍ قاتلةٍ لولا رحمة الله بعباده ومخلوقاته البريّة.

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=240057

    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

  3. افتراضي

    بارك الله فيك اخي المكرم عبدالله خطاب وفي اختنا المكرمه امه الله الحنان وزادكم الله من حبه وقربه ونعيم رضوان نفسه

  4. rose السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وعظيم نعيم رضوانه

    لو تكرمتم اخوتي واخواتي في الله ان تذكروا لي فضل الصلاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في البيان الحق للقرآن الكريم او كما علمتم من الامام عليه الصلاه والسلام

    واحبكم في الله

  5. افتراضي

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    26 - ذو الحجة - 1429 هـ
    24 - 12 - 2008 مـ
    11:03 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
    ــــــــــــــــــــ


    {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي وحبيبي خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا محمد الحسام يا من تتهم الإمام بغير الحقّ، وكّلتُ عليك الله الحيّ الذي لا ينام أن يغفر لك ويعفو عنك، وطعنتَ في عَذْب الكلام وحقيقة النعيم الأعظم وتتهمني بغير الحقّ ظُلمًا؛ بل زورًا وبُهتانًا كبيرًا، فكيف تقول بأني سببتُ محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟!

    وافتريتَ على الإمام المهديّ زُورًا وبُهتانًا وتصفني بالجهل وأنت الجاهل الذي لا يعقل، ودليل جهلك أنك ترى دعائي لمحمدٍ رسول الله بالغُفران مِن الرحمن أنه في نظرك زورٌ وبهتانٌ على محمدٍ رسول الله! وكأنه ليس بآسف الله أن يغفر له وهو يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، وأنا أعلمُ بسرّ دعوتي وصلاتي على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أما أنت فلا تعلم المعنى لأكثر كلمة ينطق بها لسانك (اللهم صلِّ على محمد) فتعال لأعلمك ما هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ألا تعلم يا محمد الحسام أنّ ذلك يعني الدعوة لمحمدٍ رسول الله أن يغفر له الرحمن؟ وصلاة الله عليه هي الإجابة للدعاء فيغفر له فيزيده رضوانًا وقربًا إلى الرحمن، ولسوف آتيك بالبرهان أنّ الصلاة على محمدٍ هي الغفران من الرحمن، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    وإنما الصلاة مِن الملائكة على العباد هي الدُّعاء لهم بالغفران من الرحمن، والإجابة للدعاء هي صلاة الرحمن على عباده. وإليك البرهان من البيان الحقّ للقرآن، وقال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    أي يستغفرون للصالحين في الأرض، وتلك هي صلاة الملائكة على الصالحين في الأرض يا محمد الحسام الذي لا يفقه صلاته على محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر]. فانظر لقوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم، ثم تأتي الإجابة من الله لدُعائهم فيغفر ويرحم، ألا إنّ الله هو الغفور الرحيم.

    وذلك هو البيان الحقّ لصلوات الله على عباده هو وملائكته؛ فتدعي الملائكة ربّهم أن يغفر للمؤمنين، وصلاة الله على المؤمنين هي إجابة الدعاء. تصديقًا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    فما هي صلاة الملائكة؟ إنها الدعاء بالغفران. تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    إذًا صلاة الملائكة على المؤمنين هي الدُّعاء لهم بالاستغفار، وصلاة الله على عباده هي الإجابة للدعاء فيغفر لهم فيزيدهم برضوان نفسه عليهم. تصديقًا لقول الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولكن محمد الحسام لا يعلم أكثر كلمة ينطق بها لسانه وألسنة المسلمين (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) فلا يعلم ما معنى ذلك محمد الحسام! فهو لا يعلم إنما هو الاستغفار لمحمدٍ وآل محمدٍ كما أتينا بالبرهان من القرآن، ولكنك يا محمد أسأت إلينا وافتريت علينا زورًا وبُهتانًا مُبينًا وعفا الله عنك أخي الكريم، وتصِف الإمام المهديّ أنه دجال! فأين الدجل؟ ألا تخاف الله ربّ العالمين حين تقول للإمام المهديّ المنتظَر أنه كذابٌ أشر ثمّ تُقسم بالله أني لست الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين؟ ولكن يا محمد عليك أن تعلم أنه ليس القَسَم وليس الحُلم في المنام جعله الله سُلطان التصديق؛ بل الحُجّة الحقّ هي العلم فإن غلبتني بعلمٍ هو أهدى من علمي وأحسن تأويلًا وأقوم قيلًا وأحسن تفسيرًا بسُلطان العلم المُقنِع، ومعنى قولي المُقنِع أي شرط أن تأتي بسُلطان العلم مِن مُحكَم القرآن العظيم حتى لا يجد العالِم إلّا أن يُذعِن للحقّ فيُسلم تسليمًا.

    فاتَّقِ الله ولا تعُد لمثل هذا فقد عفونا عنك قُربةً إلى الله إنفاقًا لوجهه الكريم ننفق العفو أحبّ النفقات إلى الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:219]. وها نحنُ آتيناك بالبيان الحقّ وإنَّا لصادقون.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين في الدين الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________

  6. افتراضي

    جزاك الله خيرا اخي المكرم .. ولكن هذا معنى الصلاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاستغفار له ولآل بيته فما هي فضائلها للمصلين عليه

  7. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5626 من موضوع ردود الإمام على العضو أشرف: ولا أعلم في الكتب آيةً هي أعظم من حقيقة اسم الله الأعظم كما فصّلنا لكم ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    19 - 09 - 1430 هـ
    09 - 09 - 2009 مـ
    06:16 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    فكيف تنقلب على عَقِبَيْك يا رئيس محكمة العقل والمنطق؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين جدّي النَّبيّ الأُمّيّ الأمين صلوات الله وسلامه عليه، ورجوت له من الله أن يفوز بأعلى درجات جنّات النعيم، ومن ذا الذي أنفق درجات أجره في الجنّة أن تُضاف إلى درجات محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلّا المهديّ المنتظَر؟ وذلك لكي أبلغَهُ بإذن الله ما تمنّى أن يفوز به الدرجةَ العاليةَ الرفيعة في الجنّة ويرجو جدّي أن يكون هو، ولذلك المهديّ المنتظَر قد أنفقتُ درجاتي في جنات النَّعيم لجدّه لكي يتمّ تحقيق غاية محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومراده فيؤتيه الله أجراً غيرَ ممنونٍ على أحدٍ من أنبياء الله ورسله، وبما أنّ لعبد الله وخليفة الله (ن) السبب لبلوغ جدّه الدرجة العالية الرفيعة في الجنة، ولذلك قال الله تعالى: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    ويا أخي أشرف، للأسف لقد ظلمتني بغير الحقّ وزعمت أنّي أنقص من قدر جدّي؛ أحبّ الناس إلى نفسي وأحبّ إليّ من نفسي ولذلك أنفقت درجاتي في جنة النَّعيم لتُضاف إلى درجاته إضافةً إلى صلواتي عليه طيلة حياتي، إلا لأنّه أحبّ إلى نفسي ولذلك أنفقتُ درجاتي في جنة النَّعيم ورجوت من ربي أن تُضاف إلى درجات محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لكي أساعده أن يفوز بالدرجة العالية الرفيعة في الجنة، ولكنّي أُشهد الله أنّي لا أحبّ محمداً رسولَ اللهِ أكثرَ من الله؛ بل أنافسُ جدّي في حُبِّ ربي وقُربه لأنّي لا أعبدُ محمداً رسولَ الله بل أعبدُ الله، وكذلك كافة الانبياء والمُقرّبين يعبدون الله فيتنافسون على ربِّهم أيّهم أحبّ وأقرب تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وكذلك أدعو المؤمنين جميعاً أن يتنافسوا على حُبّ الله وقُربه فيبتغوا إليه الوسيلة فيُجاهدوا في سبيله أيُّكم أحبّ إلى الله وأقرب إن كنتم إيّاه تعبدون، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولكنّ عُبّاد الأنبياء والأولياء لا ولن يتّبعوا دعوة ناصر محمد اليمانيّ حتى ولو اتّبعوه بادئ الأمر حتى إذا وجدوا له بياناً يعلن إنّه يُنافس محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقُربه فسوف يحزنهم ذلك فينقلبوا على أعقابِهم لأنّهم يرون أنّه لا ينبغي أن ينافس محمداً رسولَ الله أحدٌ في حبِّ الله وقربهِ، ثم ينقلبوا على أعقابهم حتى ولو بايعوا المهديّ المنتظَر بالدم أو بحبر القلم كما افتتن أخي أشرف وكان من الأنصار السابقين الأخيار ثم كانت سبب فتنته المبالغة في محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأنّه يرى أنّه لا ينبغي أن ينافس أحدٌ محمداً رسولَ الله في حُب الله وقُربه. ألا والله يا أشرف لو كنت تعبد الله لاستجبت لدعوة الله بالحقّ الذي يأمرك أن تتّخذ إليه الوسيلة علّك تكون أحبّ وأقرب إن كنت تعبد الله كما ينبغي أن يُعبد لا تشرك به شيئاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم.

    فهل تعلم يا أشرف ما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}؟ صدق الله العظيم، أي ابتغوا إليه الوسيلة أيُّكم أحبّ إليه وأقرب كما يفعل عبادُه المُكَّرمون من الأنبياء والمُرسَلين والأولياء الصالحين الذين استجابوا لدعوة ربِّهم فتنافسوا على ربِّهم أيّهم أحبّ إليه وأقرب، فإذا أنتم بدل أن تحذوا حذوهم بالغتُم في شأنِهم فتدعونهم من دون الله وتركتم الله حصريّاً لهم فاتّخذتموهم شفعاءكم عند الله، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكنّ القاضي أشرف رئيس محكمة العدل والمنطق قد ارتكب في حق المهديّ المنتظَر ظلماً عظيماً بأنّي أقلِّلُ من شأنِ وقدرِ ومنزلةِ محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وحرَّم على المهديّ المنتظَر أن يستجيب لأمر الله فينافس محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقربه! ولكنّ المهديّ المنتظَر لا يقلِّلُ من منزلةِ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأقول ما قاله الله إنْ هُو إلّا بشرٌ مثلُنا وعبدٌ من عبادِ اللهِ ولم يأمرْنا الله بعبادةِ محمدٍ رسوِل اللهِ وبالتنافسِ على حُبِّ محمدٍ رسولِ اللهِ وقربِهِ، ولم يأمرْكم محمدٌ رسولُ الله إلّا أن تتّبعوه فتعبدوا الله فتكونوا من عباد الله المُكرَّمين المُتنافسين على حُبِّ الله وقربِهِ من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم. أولئك استجابوا لأمر الله في محكم كتابه فابتغوا إليه الوسيلة أيُّهم أحبّ وأقرب، تصديقاً لأمر الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك ظلمتني يا رئيس المحكمة بقولك أنّي أنتقصُ عبادةَ محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لربّه ولم تتدبّر فتوايَ بالحقّ أنَّ جميعَ الأنبياءِ والمرسَلين يعبدون الله وحده لا شريك له وينافسون على حُبّ الله وقربه قد أخطأوا الوسيلة الحقّ لأنّهم يتنافسون على ربِّهم أيّهم أحبّ وأقرب لكي يفوز بالدرجة العالية الرفيعة، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. ولكنّ المهديّ المنتظَر لم يكتفِ بالصلاة على محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بالدُعاء له أن يفوز بالدرجة العالية الرفيعة في الجنّة بل أنفقتُ درجاتي في الجنة إلى درجات جدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم أنافسه على الدرجة العالية الرفيعة في الجنة وأبتغي النَّعيم الأعظم من ذلك يا أشرف المصري يا من يُحاجّني في أمري ولا يحيط بسري ويجهل قدري وهو أن يكون الله راضياً في نفسه وليس عليّ فحسب؛ كلا!

    فمحمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع المُقرّبين كذلك يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ولكنّي أريد الله أن يكون راضياً في نفسه ليس متحسراً ولا غضبان، ولن يتحقّق ذلك حتى يجعل الله الناس أمّة واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيدخلهم جميعاً في رحمته، ولذلك وبسبب هذا الهدف السامي في نفس ربي حقيقة اسم الله الأعظم الذي فاز به المهديّ المنتظَر ولذلك جاء القدر في الكتاب أن يهدي الله به الناس جميعاً إلا شياطين الجنّ والإنس ويؤيّده الله بجنوده من البعوضة فما فوقها ضدّ الطاغوت وحزبه من الجنّ والإنس ومن كلّ جنسٍ، وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    أفلا تنظر يا أشرف أنّ الله سيهدي بالمهديّ المنتظَر الناس جميعاً إلا شياطين الجنّ والإنس الذين قال الله عنهم: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة]؟ أولئك قومٌ يحرِّفون كلام الله من بعد ما عقِلوه ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون أنّهم يفترون على الله الكذب ويريدون أن يُضِلّوا الناسَ عن الصراط المستقيم لأنّهم أولياءُ الطاغوتِ المسيح الكذاب الذي قال الله عنه: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ويا أخي أشرف، لماذا لم تسأل نفسك: لماذا قدّر الله تحقيق هدف الهُدى للبشر جميعاً في عصر المهديّ المنتظَر أن يجعل الناس جميعاً أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيم؟ وذلك لكي يتحقّق هدف المهديّ المنتظَر فيكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يُدخل الناس جميعاً في رحمته إلا شياطين الجنّ والإنس الذين كرهوا رضوان الله وينقمون ممّن آمن بالله في كلّ زمانٍ ومكانٍ.

    ويا أخي أشرف إنَّك لم تعرف الله ولم تُقدِّره حقَّ قدْرِهِ، ولم يقُل المهديّ المنتظَر: اعبدوني فأنا أحبّ وأقرب عبد إلى الله! وأعوذ بالله أن أكون من المجرمين؛ بل أدعوكم إلى الخروج من عبادة العباد من الأنبياء والرُّسل والأولياء إلى عبادة ربِّ العباد الله وحده فلا يدعو مع الله أحداً، ولن تتحقّق عبادتُكم لله حتى تُنافسوهم وتنافسوا المهديّ المنتظَر في حُبِّ الله وقُربه إن كنتم تعبدون الله كما ينبغي أن يُعبد، ولكن سبب فتنتك وفتنة جميع عبّاد الأنبياء والأولياء هي فتوى ناصر محمد اليمانيّ أنّه ينافس جدّه في حُبّ الله وقربه، وقلتم لا ينبغي أن يكون أحبّ وأقرب عبدٍ إلى الله إلا محمداً رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك تُحرّمون على المهديّ المنتظَر أن ينافس الأنبياء والرسل في حُبّ الله وقربه، ولكنّي لا أتَّبع أهواءَكم ولا رضوانَكم بل مُستمسكٌ بأمر الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    ومن ثم بيّن الله لكم الهدف من الوسيلة إليه أيّكم أحبّ وأقرب، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وأولئك هم المُكرّمون من الأنبياء والمرسَلين والأولياء الصالحين الذين تدعونهم من دون الله فتنتظرونهم ليشفعوا لكم بين يَدَي الله ولم تفعلوا فعلهم فتحذوا حذوهم؛ بل بالغتم فيهم بغير الحقّ وجعلتم التنافس في حُبّ الله وقربه حصريّاً لهم وأحببتموهم أكثر من الله وتدعونهم من دون الله، ولذلك قال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم.

    فكيف تنقلب على عقِبَيْكَ يا رئيس محكمة العقل والمنطق؟ وظلمتَ المهديّ المنتظَر وفتنتَ من فتنتَ من الأنصار والزوّار إلا الربّانيين الذين لا يعبدون محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا يعبدون المهديّ المنتظَر، وهذا قدرٌ من الله ليتمّ غربلة الأنصار لأنّنا سوف نصطفي منهم الوزراء المُكرّمون ويجب أن يكونوا ربّانيين من الذين يتنافسون على حبّ الله وقربه.

    وأما قولك عن فتوى المواريث أنَّك وجدت قوماً آخرين سبقت فتواهم مُطابقة فتوايَ من محكم الكتاب فهذا يدلّ على أنّك لم تكن من أولي الألباب! وإنّما المهديّ المنتظَر حَكَمٌ بين علماء الأمَّة فيما كانوا فيه يختلفون، فوالله لا أعلم بقول من تقصدهم ولا أعلم بكثيرٍ من فتاويكم وبلاويكم الحقّ منها والباطل لأنّي لا أقرأ في كُتَيِّباتِكُم وإنّما أنا حَكمٌ بين الذين فرَّقوا دينَهم شِيعاً فيما كانوا فيه يختلفون وسبقت فتوانا أنَّ من أحكامنا ما يوافق طائفةً في شيء ولكنّي أُخالفهم فيما كان لديهم من الباطل ولا أتّبع أهواءكم ولا أهواءهم.

    وأمّا رؤية الله جهرةً فلن يتحمّل رؤية الله جهرةً الجبل العظيم! فكيف يتحمّل رؤيته الإنسان الضعيف وكما خلق الله الإنسان ضعيفاً في الدنيا كذلك يعيد خلقه يوم القيامة، تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:104]، أفلا يكفيك أخي أشرف أن يشرق نور الله إلى وجهك ويخاطبك من وراء الحجاب؟ أفلا تكون من الشاكرين؟

    وأفتيك في الشيعة إنّ الحقّ لديهم في كثيرٍ من المسائل ولكنّي أعتبر أهل السُّنّة أقلّ شِّركاً من الشيعة لأنّ الشيعة يدعون المهديّ المنتظَر وأئمة آل البيت من دون الله إلا من رحِم ربّي.

    وأما بالنسبة للآيات التي تقول: لماذا لا يؤيّد الله المهديّ ناصر محمد اليماني بآيةٍ؟ فسبقت فتوى الله في محكم الكتاب أنّها سوف تكون آية عذاب، وأخبركم الله عن السبب الذي منع الله من إرسال المعجزات مع محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ومع المهديّ المنتظَر ووعد المعرضين عن الذكر بآية العذاب الأليم، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وأما بالنسبة لمواعيد العذاب الذي تستعجل بها وتريد أن يؤيّد الله بها المهديّ المنتظَر، فكم أرجو من الله أن لا يؤيّدني بها حتى ولو تأخيرها يزيدكم طغياناً وكفراً حتى يهديكم فيحقّق الهدف كيف ما يشاء إنّ ربّي على كل شيءٍ قدير، ولن أدعو عليكم يا أشرف ولم ألعنك بارك الله فيك وهداك فأنت جزءٌ من هدفي، ومرادي إنقاذك وليس لعنك.

    أما بالنسبة ليوم ثمانية أبريل 2005 فأقسم بربي أنّه لم ينقضِ بعد؛ ذلك مما علّمني ربّي أنّه بحسابِ يومٍ ثقيلٍ برغم أنّي اعترفت من قبل أنّني كنت أظنّه كيومٍ من أيامِنا! وأقسمُ بالله أنّني كنتُ أودّ الظهور فجر يوم الجمعة بجامعة الإيمان واستوقفني ربّي في ليلة الجمعة بأنّه بقي تسع ساعات من ذلك اليوم المعلوم وأوشكتْ أن تنقضي، وكذلك علّمني ربّي أنّ الظهور ليس بجامعة الإيمان بل في بيت الله الحرام، وما كنت أدري ما في كتب العلماء ولا علم لي إلا بما علّمني ربي، وإنّما أنا ضابطٌ عسكريٌّ ولم أكن عالمَ دينٍ من قبل فاصطفاني ربّي فزادني عليكم بسطةً في العلم جميعاً ولم يجعلني الله معصوماً من الخطأ كما لم يجعل جدّي معصوماً من الخطأ.

    ويا أشرف كن من الشاكرين وتذكّر القرار الخطأ الذي اتّخذه محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في شأن الأسرى دون أن ينتظر الأمر من الله؛ بل اتّبع رضوان الصحابة وما يحبونه، وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّـهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٦٧﴾ لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّـهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وهذا ردّي عليك يا أشرف إذ تحاجّني في عصمة الأنبياء أنّهم معصومون من الخطأ! ولكنّي أفتيكم بالحقّ أنّي لم أجد في الكتاب أنّه معصومٌ من الخطأ إلا الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} صدق الله العظيم [فاطر:45].

    إذاً لا يوجد إنسانٌ معصومٌ من الخطأ وكذلك الملائكة ليسوا معصومين من الخطأ وقالوا وأخطأوا في حقّ ربِّهم وكأنّهم أعلمُ من الله، وقالوا: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. فانظر لردّ الله تعالى: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، ثم أقام الحجّة عليهم بالحقّ أنّهم ليسُوا بأعلم من ربِّهم، وقال غاضباً من ملائكته: {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31]. فانظر لقول الله تعالى: {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، أفلا ترى أنّ الله غضبان من قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثم أدركت الملائكة خطأهم في حقّ ربِّهم فأنابوا إليه مُسبّحين: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. فأثبت قوله بالحقّ أنّهُ يعلمُ ما لا يعلمون وليس هم أعلم من ربهم: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فانظر لقوله من بعد إقامة الحجّة عليهم أنّهم ليسُوا بأعلم من ربِّهم، ولذلك قال لهم: {أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أشرف لقد حاولنا تثبيتك وقبِلنا بيعتك بعقيدتك في شأن المهديّ المنتظَر كيفما تشاء فلا يهمّني أن يكون المهديّ المنتظَر في عقيدتك هو أحبّ إلى الله وأقرب، كلا وربّي وأهون لي أن تحقر من شأني ولا تبالغ في أمري بغير الحقّ فتدعوني من دون الله! وأهم شيءٍ أن تتّبعني فتعبد الله وحده فتنافسني في حبّ الله وقربه، ولربّما يودّ أحدكم أن يقول: "لماذا تدعو الناس أن ينافسوك في حبّ الله وقربه؟". ثم نردّ عليه: ذلك هو أمر الله الصادر في مُحكم كتابه إلى كافة عباده المؤمنين أن يبتغوا إليه الوسيلة فيجاهدوا في سبيله أيّهم أحبّ وأقرب فيُعلي كلمة الله في الأرض طمعاً في حبّ الله وقربه، ثم ظنَّ نبي الله سليمان أنّ الوسيلة هي المُلك فيستطيع بالمُلك أن يهدي الناس جميعاً ولو بالقوة ثم سأل وأراد أن يفوز بأقرب درجةٍ في حب الله وقربه وقال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} صدق الله العظيم [ص:35].

    فليس ذلك حسداً من نبيّ الله سليمان على ملكوت الدنيا؛ بل حسداً في التنافس في حُبّ الله وقربه ونِعم الحسد حسد سُليمان. وكذلك المهديّ المنتظَر لمن أكبر الحُسّاد من بين العباد على ربّه العزيز الحكيم فينافسهم جميعاً في حُبّ الله وقربه، ولربّما يود أحد الأنصار المُكرمين أن يقاطعني فيقول: "فما دمت تحسد في التنافس في حبّ الله وقربه، فلماذا تخبر الناس بهذا السرّ العظيم؟ فأنت بذلك كثّرت منافسيك بدلاً أن تكون وحدك في هذا العالَم جعلت معك كثيراً ينافسونك في حُبّ الله وقربه". ثم أردّ عليه: ثكلتك أمك! فهذا ظنٌّ وقع فيه كثير من المنافسين، ولذلك فاز عليهم المهديّ المنتظَر الذي علّم البشر بسرّ عبادة الله الحقّ حتى ولو أكون أسفل درجةٍ في حُبّ الله وقربه، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّي أريد الله أن يكون راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً على عباده ولا غضبان وذلك هو النَّعيم الأعظم بالنسبة لي، وأقسمُ بربّ العزّة والجلال لو أفوز بأعلى درجة في حُبّ الله وقربه وعلمت أنّه لن يتحقّق هدفي فلن يكون الله راضياً في نفسه حتى أنفقها لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأنفقتها كما أنفقت الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنة حتى يتحقّق هدفي الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا غضبان؛ بل أقسمُ بالله العظيم لو لم يتحقّق هدفي فتبقى بعوضةٌ واحدةٌ في نار جهنم ولن يتحقّق هدفي حتى أقذف بنفسي في نار جهنم يوم القيامة فداءً للبعوضة لما ذهبت إليها مشياً؛ بل لانطلقت إلى نار جهنّم مُهرولاً ومسرعاً وما توانيتُ وما ترددتُ لكي يتحقّق لي النَّعيم الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا غضبان، ولن تحرقني النار بل ستكون عليَّ برداً وسلاماً لو أمرت بذلك؛ بل أهم شيء أن يتحقّق لي النَّعيم الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه وكيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يدخل كلّ شيء في رحمته.

    يا أشرف المصري يا من يجهل قدري ولا يحيط بسرّي، فإذا كنت تحبّ الله حبّاً شديداً فهل ترى نفسك سوف تكون سعيداً في جنات النَّعيم فتستمتع بالحور العين وربّك غضبانُ في نفسه ومُتحسرٌ على عباده؟ أفلا تعلم إنّ الله هو أرحم الراحمين؟ فكيف لا يتأذّى في نفسه من عباده الضّالين في نارِ جهنّم الذين يدعون خزنة جهنم من دونه فيجعلونهم وسيطاً وشفعاءَ بين يدي ربِّهم أن يُخفّف عنهم يوماً واحداً من العذاب؟ وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر للضلال البعيد برغم أنّهم صاروا في نار جهنم ورغم ذلك لا يزالون مشركين بالله عباده المقربين فيظنّون أنّ الله لا يستجيب إلا دعاءهم فيتّخذونهم وسطاء بينهم وبين الله أن يخفّف عنهم، وذلك لأنّهم لا يؤمنون أنّ ربِّهم هو أرحم بهم من عباده، ولذلك فهم يائسون من رحمته فيلتمسون الرحمة لدى الملائكة، وقالوا لهم: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم.

    ولكن انظروا أيّها المشركون الذين يرجون الشفعاء أن يشفعوا لهم بين يدي الله انظروا لردّ الملائكة بالحقّ والتعليق: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، فما هو الضلال في دعاء الكافرين؟ وهو دعاؤهم لملائكة الرحمن من دونه، وقالوا لهم: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، لا قوة إلا بالله، من كان في هذه أعمى عن دعوة الحقّ فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً حتى وهم يحترقون في نار جهنم ولكنّهم لا يزالون لم يعرفوا الحقّ، وصدق الله العظيم في قوله بالحقّ: {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ويا أيّها الناس، ما بالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى الهلاك! وأقسمُ بالله العظيم لو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدر المهديّ المنتظَر ليهديكم إلى الصراط المستقيم، فما هي جريمتي التي لا تغتفر في نظركم إلا إنّي أدعوكم إلى عبادة الله وترك عبادة العباد وتعظيمهم بغير الحقّ؟ وما أمرتُكم أن تعظِّموني وما أمرتُكم أن تعتقدوا أنّني أحبُّ عبدٍ وأقربُ عبدٍ، كلا وربّي فليس ذلك بأيديكم وليس لي ولا لكم من الأمر شيء والأمر كُلّه لله، وما أمرتُكم أن تعظِّموني فتدعوني من دون الله! وأفتيتكم أنّي برغم أنّي أعلم منزلتي من الله فلن أغني عنكم من الله، ولم أقل أنّي سوف أشفع لكم وأقول يا ربّ شفّعني في أمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم! وأقسم بالله العظيم لو أتجرأ فأنطق بذلك لكنت أوّل من يُقذفُ في نار جهنم، وكذلك محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لن يجرؤ أن يجادلَ ربّه في أحدٍ أبداً، وقال الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    لم أقل أني سوف أشفع للناس بين يدي الله يا أشرف، وإنّما أتجرأ أن أحاجّ الله في نعيمي الأعظم وأشكو إليه ظُلم العباد لي فإنّي لا أعبد نعيم جنّته ولا أعبد الدرجة العاليّة الرفيعة ولن أكتفي أن أكون أحبّ وأقرب عبد إلى نفسه، كلا وربّي لا ولن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولكن كيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِلَ عباده في رحمته ثم تأتي الشفاعة من الله وحده فينادي عبدَه أن يدخُل هو وعباده جنته فقد رضي في نفسه فغلبت رحمته غضبه تصديقاً لعقيدة عبده إنّ الله هو حقّاً أرحم من عباده بعبيده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وهنا المفاجأة الكبرى لدى الأمم فيقولون: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولكن يا قوم ليس أنّ الله أذن له بالشفاعة فلا تكونوا من المشركين؛ بل أذن الله له بمحاجّاة ربّه بالحقّ وقال صواباً، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    ولكنّكم لا تعلمون ما هو القول الصواب فتزعمون أنّه سوف يقول: يا ربِّ شفعني، يا رب أمّتي!! ويا سبحان الله، كم تجهلون قدر الله وتنتظرون الشفاعة ممّن هم أدنى رحمةً من الله وما أشبهكم بالذين قالوا: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [غافر:49].

    لا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلماذا تعمون عن الله الحقّ؟ أفلا تؤمنون أنّ الله هو أرحم الراحمين ومكانكم أنتم وشفعاؤكم، وقال الله تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فانظروا لردّ الله عليهم في موضع آخر: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس]. فهل تَجَرَّأوا للشفاعة لهم؟ بل كفروا بعبادتهم وكانوا عليه ضدّاً.

    ويا أشرف المصري، إنّك إنْ تولَّيتَ فأقسمُ بربِّ العزّة والجلال إنّك لَما اهتديت، وإن تولّيت عن دعوة الحقّ فإنّك قد ضلَلْتَ عن الدعوة إلى الله وأنّه لن ينفعك من الله الواحد القهار محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا المهديّ المنتظَر ولا كافة البشر المخلوقين من صلصال كالفخار ولا كافة الجانّ المخلوقين من نار ولا كافة الملائكة المخلوقين من نور، وأنّه لا ملجأ ولا مَنجى من الله إلا الفرار إليه فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ذلك عهدُ الله على نفسه تصديقاً لقول الله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} صدق الله العظيم [الأنعام:54].

    فلماذا لا تؤمنون بكتاب الله لكم وتبحثون عن الشفاعة ممّن هم أدنى رحمةً بكثير من الله أرحم الراحمين حتى ولو كانوا من المقرّبين في جنات النعيم؟ فانظروا لقولهم لأصحاب النار: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [الأعراف:50-51]. إذاً لم يبقَ لهم إلا باب الله، فلماذا الكافرون من رحمة الله مُبلِسون؟

    ويا أشرف إنّي أراك تنتقد المهديّ المنتظَر فتقول إنّه يحاجّ المُعرضين عن دعوته بآياتٍ من القرآن العظيم وهي لا تخصّ المهديّ المنتظَر بل تخصّ محمداً رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويرى أنّه لا يحقّ للمهديّ المنتظَر أن يحاجّ الناس بها! ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر ويقول: يا أشرف المصري، فهل ترى لو أنّ المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر لعبادة الله الواحد القهار ثم يكفرون به جميعاً ويتّبعون شفعاءهم عند الله ثم يقول المهديّ المُنتظَر: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكافرون]. ومن ثم يقاطعني أشرف المصري فيقول: "مهلاً مهلاً، فهذه السورة لا تخصّك في شيء حتى تقولها للناس كردٍّ منك على المُعرضين عن دعوتك!" فهل تراك نطقت بالحقّ يا أشرف؟ وما تريدني أن أقول يا من تُفرّق بين مُحمد رسول الله والمهديّ المنتظَر؟ ولكنّي أقسمُ بربّ العالمين مالك يوم الدين أنّ من أعرض عن دعوة المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليمانيّ فكأنما أعرض عن دعوة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً، وهل ابتعثني الله إلا لنُصرة ما جاءكم به محمد رسول الله القرآن العظيم؟

    ويا أشرف إنك تزعم أنّ الحسين بن عمر قام بحذف بياناتك وكأنّ الحجّة معك! وإنّك لمن الخاطئين، ولم يحذفها الحسين بن عمر ولكنّه أرجأها قيد العرض حتى يطّلع عليها المهديّ المنتظَر ومن ثم يتمّ تنزيلها مع الردّ، وإنّما يفعل ذلك في المشاركات التي يخشى منها أن تفتن الأنصار أو تصدّ الزوّار عن البحث عن الحقّ، ولكنّه حين يتمّ تنزيلها مع ردّ المهديّ المنتظَر فحتماً يتبيّن للباحثين والأنصار الحقّ فيزيدهم إيماناً، وهذا ردّنا وبياننا بالحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ، ومن انقلبَ على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ .
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4923 من موضوع كان محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يتحسّر على النّاس لأنهم لم يصدّقوه .. (إلى حبيبي وأحبُّ خلق الله إلى قلبي من بعد ربّي) ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    26 - ذو الحجة - 1429 هـ
    24 - 12 - 2008 مـ
    02:36 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)
    ________




    كان محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يتحسر على الناس لأنهم لم يصدقوه ..
    ( إلى حبيبي وأحبُّ خلق الله إلى قلبي من بعد ربّي ) ..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    إلى حبيبي أُهدي إليه كلّ نصيبي في جنّة ربّي، إلى قُرّة عيني إلى مهجتي ورضواني مِن بعد ربّي، إلى من صَبر على التبليغ بالقرآن العظيم حتى اكتمل نزوله للعالمين، إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا.

    اللهم إني أُشهِدَك أنّي تنازلت عمَّا عندك؛ جميع أجر عملي في الآخرة حتى ولو كانت الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة التي يرجو أن يفوز بها (هو) عليه الصلاة والسلام فأنفقتها لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قُربةً إلى الله طمعًا في المزيد من حُبّ الله، وقُربةً إلى الله طمعًا في المزيد من حبّه ورضوان نفسه حتى يكون الله راضيًا في نفسه، ذلك نعيمي الأعظم أن يكون الله راضيًا في نفسه.

    يا عجبي لأهل الجنان! كيف يرضون بها وبدخولها فيستمتعون بها والله ليس راضيًا في نفسه بسبب كفر عباده؟ ولا يرضى لعباده الكفر، وأُشهِد الله بأني قد حرَّمت الجنّة على نفسي حتى يكون الله راضيًا في نفسه، وكيف يرضى الله في نفسه ما لم يُدخِل كلَّ شيءٍ في رحمته إلّا مَن علم الحقَّ فأعرض عنه لأنهم للحقّ كارهون.

    اللهم اغفر لحبيبي وقُرّة عيني وأحبّ خلق الله إلى قلبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا، اللهم صلِّ عليه وسلّم تسليمًا كثيرًا عداد ثواني الدهر والشهر إلى اليوم الآخر يوم يقوم الناس لربّ العالمين، اللهم اجْزِه عنّا بخير ما جزيت به عبادك الصالحين وصلِّ عليه وسلِّم بالصلاة والسلام الخالِدة بلا نهاية ولا حدود، إن الله وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، والصلاة والسلام على كافة رسل الله أجمعين، ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رسُله وأنا مِن المسلمين.

    وكان محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يتحسّر على الناس لأنهم لم يصدِّقوه لأن الذين كذّبوه سوف يدخلون جهنّم داخرين ثُمّ عاتب الله نبيّه عِتابًا خفيفًا وقال الله تعالى: {طه ﴿١﴾ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ ﴿٣﴾ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ولكنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - استمرّ في التحسّر على الناس فعاتبه الله عِتابًا آخرَ وقال الله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فأبى محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلّا الاستمرار في التحسّر على العباد ألّا يكونوا مؤمنين فعاتبه الله عِتابًا آخرَ وقال الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ثُمّ أبى محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلّا أن يستمرّ! واستمرّ بالتحسّر على العباد فعاتبه الله عِتابًا آخرَ وقال الله تعالى: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    ثُمّ أبى محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلّا الاستمرار في التحسّر على الناس لأنه ذو قلبٍ رحيمٍ ومن ثمّ تلقَّى عِتابًا قاسيًا من ربّ العالمين أن لا يكون من الجاهلين وقال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فتعالوا لأُعلِّمكم ماذا جَهِل محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: وهو إذا كان هذا حاله في التحسُّر على عباد الله فكيف بتحسُّر من هو أرحم بعباده من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الله أرحم الراحمين؟! أم إنكم لا تعلمون أنّ الله يتحسّر على الكفّار من عباده حتى إذا كذَّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فيقول: قال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس]؟

    وفي ذلك يكمن سرّ الإمام المهديّ، وحرَّمت على نفسي جنّة ربّي حتى يكون الله راضيًا في نفسه وليس مُتحسّرًا على عباده شيئًا.

    ويا عجبي من الذين يَهْنَؤون بالجنّة والحور العين فيستمتعون بها ولكنهم لا يعلمون كيف حال أرحم الراحمين في نفسه! ولكن الخبير بالرحمن قد أخبركم بحاله تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وبسبب هذا العلم سوف يهدي الله بالإمام المهديّ الناس أجمعين الأولين منهم والآخرين فيجعل الله الناسَ أُمّةً واحدةً على صِراطٍ مستقيم؛ جميع مَن أهلكهم الله فإنهم إليكم عائدون ولكن أكثركم للحقّ مُنكِرون.

    ويا معشر المسلمين إنما جعل الله الإمام المهديّ إمامًا للمسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإمامًا لرسول الله إلياس - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإمامًا لنبيّ الله إدريس - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإمامًا لرسول الله اليسع - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلّا بدرجة العلم.

    ويا معشر المسلمين ألم يقُل كليم الله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للرجل الصالح: {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف]؟ فما خطبكم تُحَقِّرون مِن شأن الإمام المهديّ الذي جعله الله إمامًا للمسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ أم إنكم ترون أنه لا ينبغي أن يكون الإمام المهديّ إمامًا لسوى ابن مريم فتُحقِّرون مِن شأن المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟!

    فيا عُبَّاد الرُسل والأنبياء وكُلٌّ يعبد رسوله: اتَّقوا الله ولا تتدخَّلوا في شؤون الله؛ يرفع درجاتٍ مَن يشاء وإلى الله ترجع الأمور. أفكلّما فضّل الله عبدًا مِثلكم فإذا أنتم تدعونه مِن دون الله وتتوسَّلون به إلى الله فتُشركون بالله؟! ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم فلا يؤمن أكثركم بالله إلّا وهم مشركون به عباده المُقرَّبين، إنَّا لله وإنَّا إليه لراجعون.

    ومَن كان له أيُّ اعتراضٍ على بياني هذا فيُنكر معرفة الحقّ فليتقدَّم للحوار مشكورًا.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو أحباب الله في الدين الإمام ناصر محمد اليماني.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

  9. افتراضي

    جزاكم الله خيرا اخوتي احباب رب العالمين
    اختى المكرمه (امه الله الحنان )و اخي المكرم (علي )
    لقد وجدت ما ابحت عنه في اقتباساتكم وهو صحه الحديث الشريف :-(( وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. ))

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : اسرار ساهر
    جزاكم الله خيرا اخوتي احباب رب العالمين
    اختى المكرمه (امه الله الحنان )و اخي المكرم (علي )
    لقد وجدت ما ابحت عنه في اقتباساتكم وهو صحه الحديث الشريف :-(( وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=409687
    انتهى الاقتباس من اسرار ساهر
    وجزاكم اختي الكريمة وزادنا واياكم علما وهدى و من حبه وقربه وروح نعيم رضوان نفسه ثابتين على الحق الى يوم الدين باذن الله ورحمته ..
    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. مواضيع سعد الرباحي
    بواسطة سعد عمران في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 27-06-2021, 07:43 AM
  2. مواضيع من اقصى المدينه2
    بواسطة من اقصى المدينه2 في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 144
    آخر مشاركة: 03-05-2021, 02:49 AM
  3. مواضيع لبيب الاثوري
    بواسطة لبيب الاثوري في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 08-02-2016, 06:05 PM
  4. مواضيع كيروان السهلي
    بواسطة كيروان السهلي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 96
    آخر مشاركة: 25-11-2015, 02:03 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •