بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والرسل من أوّلهم إلى آخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والصلاة والسلام على إمامنا وقرة أعيننا المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني، وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :
شكرا لك أخي الكريم ابو ناصر على تذكيرك لي لحديث نقصان العقل والدين للمرأة، لقد غفلت عنه في مشاركاتي السابقة.
بالنسبة لنقصان الدين، كما نعلم، المرأة لا تصلي ولا تصوم إلا في فترة الحيض أو النفاس وأما باقي الوقت تؤديهما بانتظام، وأيضا ستصلي وستصوم دون انقطاع في مرحلة اليأس، ونعلم أن الصلاة والزكاة هم العمود الثان والرابع على التوالي للدين، أتساءل : ألهذا السبب أصبحت النساء ناقصات دين على حسب هذا الحديث ؟؟، ما رأيك حبيبي في الله فيما يتعلق بالفقير الذي يكاد أن يجد قوت يومه فلم يؤدي فريضة الزكاة طوال حياته ولا حتى نافلتها، والزكاة هو العمود الثالث للدين كما نعلم، وزد على ذلك إذا كان لديه مرض مزمن، فلا يستطيع الصوم، فهل نصفه بناقص دين لأنه رفع عليه القلم بالنسبة للصوم والزكاة ؟، إذا في الأخير : لدينا هنا إمرأة، إلا في فترة الحيض والنفاس لا تصلي ولا تصوم، وهنا رجل لا يزكي ولا يصوم من مهده إلى لحده، إذا من أنقص دينا على الآخر على حسب الحديث.
نعود لنقصان العقل، قال الله تعالى : (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ) صدق الله العظيم [البقرة 282]، لا يستطيع أن يقبل عقلي من هذه الآية نستنبط أن المرأة ناقصة عقل، اللهم إذا استند ببرهان مبين من الآيات البينات، ولكن إلى ذلك الحين، هل نساوي الحفظ وتذكر شيئ بالعقل، فما أكثر الذين يحفظون القرآن الكريم ولكن لا يستطيعون أن يستنبطوا منه شيئ يُذكر، ومنهم من سماهم الله عز وجل كالحمار الذي يحمل أسفارا وهو لا يعلم ماذا يحمل، هناك آيات كثيرة يخاطب بها الله عز وجل العقول دون تخصيص رجل أو إمرأة، قال الله تعالى : (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) صدق الله العظيم، أظن أن الله عز وجل يأمرنا باستخدام العقل ليس الحفظ في تدبر مخلوقاته، لانها آيات لاولي الألباب، سواء ا كانوا رجالا أو نساء ا، قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالفلك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ لأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَلأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم [البقرة: 164]
وقوله تعالى: (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الحق وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)) صدق الله العظيم [الرعد]، أكرر هل عقل الأشياء والتفكر فيها أتكون بالذاكرة والحفظ أو باستعمال العقل ؟؟، وأشهرها الآية التي يحبها كثيرا قوم يحبهم الله ويحبونه قول الله تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)) صدق الله العظيم [الزمر]، فهل الأنصاريات السابقات الأخيار الاتي أسماهم الله عز وجل في ذكره الحكيم بأولي الألباب أهل بناقصات عقل بالنسبة للرجال والعلماء الذين استمعوا القول واتبعوا قول الشيطان الرجيم وأعرضوا عن البيان الحق للقرآن الكريم ؟؟.
بهذا القدر فيه كفاية وأرجو أني قد وفقت في إيصال الفكرة، وللإمام العليم صاحب البيان الحق للقرآن الكريم الفصل فيها،
واحبكم في الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوكم ابوعلام.