( سؤالٌ وجوابٌ لأولي الألباب )

لماذا تُطيل البيان أيّها الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليمانيّ؟

ويا معشر الأنصار المُكرمين ويا معشر الزوار الباحثين عن الحقّ، اعذروا المهديّ المُنتظَر حين يطيل البيانات بالحقّ فإنه نبأ عظيم فوجب علينا أن نفصِّل الكتاب تفصيلاً، ولا ينبغي للمهدي المُنتظَر الحقّ من ربّكم أن يأتي بالتفصيل من عنده؛ بل أنزل الله إليكم الكتاب مُفصلاً، وإنما نأتيكم بالتفصيل من ذات مُحكم التنزيل من ذي القول الثقيل لعلكم تتفكرون، فكونوا من أولي الألباب من الذين يتدبرون آيات الكتاب فلا تصدقوا المُفترين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنه لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا الله فذلك افتراء على الله ولم يقل الله ذلك سُبحانه، فويلٌ للذين يقولون على الله مالا يعلمون. ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة عُلماء الشيعة والسنة ويقول: "مهلاً مهلاً أيّها الكذاب الأشر ولستَ المهديّ المُنتظَر مُحمد بن الحسن العسكري ولستَ المهديّ المُنتظَر مُحمد بن عبد الله فكيف تنكر قول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]".

ومن ثمّ يردّ على كافة عُلماء الشيعة والسنة المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّهم ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول؛ بل المُتشابه فقط من القرآن وهو ليس إلا بنسبة عشرة في المائة أو أقل من ذلك وأما آيات الكتاب المُحكمات التي جعلهن الله هُنّ أم الكتاب فجميعها آيات بينات ليتذكر أولوا الألباب وقال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

والإمام المهديّ لا يحاجكم إلا بالآيات المُحكمات التي يفقهها عالمكم وجاهلكم فيخرس بالحقّ ألسنتكم علكم تهتدون..
________________


ما هي الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام ؟ وكيف تلقاها؟

قول الله تعالى :{فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

وسوف تجد الكلمات المقصودة بالضبط هي في قول الله تعالى:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

وأما كيف تلقى هذه الكلمات وسوف نفتيك بالحقّ أنه تلقاها بوحي التَّفهيم إلى القلب ليقولا ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

فأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} صدق الله العظيم، أي ما كان للإنسان أن يكلمه الرحمن جهرةً إلا وحياً، ويقصد وحي التَّفهيم إلى القلب بالإلهام. مثال قول الله تعالى:
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:79].

وأما قول الله تعالى : {أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم، ويقصد بوحي التكليم من وراء حجاب مثال قول الله تعالى:
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:164].

وأما البيان لقول الله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم، ويقصد جبريل المُرسل من ربّ العالمين إلى من يصطفي ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ(21)} صدق الله العظيم [التكوير].

وتبين لكم أن الوحي من الله بثلاث طرق وهي:
1- وحي التَّفهيم مباشرةً من الرب إلى القلب.
2- وحي التكليم من وراء حجاب.
3- أو إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
_______________


من هو العبد الأواب ؟

فأنيبوا إلى ربّكم يا عباد الله ليهدي قلوبكم فإن الله يهدي القلوب المُنيبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} صدق الله العظيم [ق].

فهل تعلمون من هو الأواب ؟! إنه ذلك العبد الذي تاب إلى ربّه وأناب ليغفر الله له ذنبه فيهدي قلبه فيُكَرِّه إليه الكفر والفسوق والعصيان. وقال الله تعالى:
{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:25].

وذلك لأن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} صدق الله العظيم [الرعد:11].
__________


- من هو الإنسان الذي علّمه ربّه البيان؟ وهل الإنسان كلمة عمومية تُطلق على كل الناس أم هي تخُص إنساناً بعينه؟

ويا أسد بني هاشم الذي يُجادلني بالقرآن، إليك سؤال المهديّ المُنتظَر وبما أنك تُريدُ أن تجعل ذِكْرَ الإنسان في القرآن هو بشكلٍ عامٍ فهل يمكن أن يكون يقصد الله رسوله في قول الله تعالى:
{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [النحل:4].

ونعلم جوابك أنه يقصد فقط الكُفار بالحقّ، ونستنتج من ذلك أن ذكر الإنسان يقصد بها التخصيص وليس العموم لأننا لو نطبقها على العموم لشمل هذا القول جميع الأنبياء والمُرسلين في قول الله تعالى:
{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [النحل:4].

إذاً يقصد الكافر فقط المُنكر للحقّ من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} صدق الله العظيم [يس:78].

وكذلك قول الله تعالى: {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4)} صدق الله العظيم [الرحمن].

فهو لا يقصد أنه علم الناس أجمعين البيان؛ بل يقصد إنساناً واحداً علّمه البيان الشامل للقرآن العظيم فيُعلمكم بالقلم ما لم تكونوا تعلمون، وذلك لأنه يخاطبكم بالقلم الصامت بالبيان الحقّ للقرآن في عصر الحوار من قبل الظهور إلى أجلٍ مُسمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)} صدق الله العظيم [العلق].

فإذا أردت أن تطبق هذه الآية على الرسول عليه الصلاة والسلام ولكنه أمّيٌّ ولم يعلّمه الله بالقلم؛ بل علمه جبريل عليه الصلاة والسلام. إذاً فمن هو الإنسان المقصود بالضبط؟ وتجد رمز الجواب في قول الله تعالى:
{ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} صدق الله العظيم [القلم:1].

وهُنا تجد أن الله أقسم لنبيه بحرف من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلمه البيان الحقّ للقرآن حتى يتبين للناس أجمعين أن مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس بمجنون؛ بل جاء بالحقّ من ربّ العالمين فيتم الله بالإنسان الذي علمه البيان الشامل للقرآن فيتم الله به نوره ولو كره المُجرمون ظهوره..
__________


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:52]
ـــــــــــــــــــ

سـ1: فماهي الفتوى بالحقّ عن سبب دخول أهل النار في النار فهل ظلمهم الله أم إنهم ظلموا أنفسهم؟
جـ1: وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحقّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران:108].

{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [آل عمران:117].
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} [هود:101].
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس:44].
{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [التوبة:70].
{كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل:33].
{وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

سـ2: اللهم أفتني وعبادك، فهل أمرت عبادك أن يتبعوا الدُعاة الاتّباع الأعمى أم أمرتهم أن يستخدموا عقولهم؟
جـ2: وقال الله تعالى:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

سـ3: اللهم أفتني وعبادك عن سر الهُدى للذين اهتدوا إلى الصراط المُستقيم في عصر بعث الأنبياء وفي عصر بعث المهديّ المُنتظَر؛ فهل سبب هُداهم أنهم استخدموا عقولهم أم أنك أنت من هديتهم من غير سببٍ من عند أنفسهم؟
جـ3: قال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ(18)} صدق الله العظيم [الزمر].

سـ4: فبما أنك ربّي لم تهدي إلى الحقّ إلا الذين يستخدمون العقل والمنطق الفكري فهل هذا يعني أن سبب دخول أهل النارِ النار هو لأنهم لم يستخدموا عقولهم؟
جـ4: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].

سـ 5: اللهم أفتني وعبادك من هم أشَرُّ الدواب في الكتاب؟
جـ 5: قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].

سـ6: فهل يا إله العالمين قد أدرك أهل النار عن سبب دخولهم النار أنهُ كان بسبب الإتباع الأعمى وعدم استخدام العقل؟
جـ6: قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

سـ7: اللهم أفتني وعبادك، فهل لعبادك الخيرة أن يصطفوا خليفتك من دونك؟
جـ7: قال الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

سـ8: اللهم أفتني وعبادك، هل تهدي من تشاء أنت وتضل من تشاء أنت سُبحانك؟
جـ8: قال الله تعالى: {أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [التوبة:70].
{وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر].

سـ9: فهل هذا يعني أنك سُبحانك تهدي إليك من يُنيب إليك من عبادك طالباً الهُدى؟
جـ9: قال الله تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

سـ10: اللهم أفتني وعبادك عن حُجتك على عبادك وعن حُجة عبادك عليك؟
جـ10: قال الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام:149].
{وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام].

سـ11: اللهم أفتني وعبادك، فهل أمرتنا أن نتبع ذكرك وأمرتنا أن نكفر بما خالف لمُحكم ذكرك المحفوظ من التحريف؟
جـ11: قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

سـ12: فما هو حبلك يا إلهي الذي أمرتنا أن نعتصم به ونذر ما خالف لمُحكمه؟
جـ12: قال الله تعالى: {يَا أيّها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا(175)} صدق الله العظيم [النساء].

سـ13: اللهم أفتني وعبادك، فهل للصدق برهان؟
جـ13: قال الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]

سـ14: فما هو البرهان لصدق الداعية يا أرحم الراحمين؟
جـ14: قال الله تعالى: {يَا أيّها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا(175)} صدق الله العظيم [النساء].

سـ15: إذاً يا إلهي قد تبين لعبدك وعبادك جميعاً أنّ الحُجة الداحضة للباطل هي في آياتك البينات في مُحكم كتابك.
جـ15: قال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحقّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(8)} صدق الله العظيم [الجاثية].

سـ16: فهل يا إله العالمين خطابك في الذكر هو لمُحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بشكل خاصٍّ أم إنك تُخاطب به العالمين أجمعين؟
جـ16: قال الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ(18)} صدق الله العظيم [التكوير].

سـ17: اللهم أفتني وعبادك فهل أنزلت في كتابك آياتٍ بيناتٍ للعالم والجاهل لكل ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ؟
جـ17: قال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف:3].
{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} [الرعد:37].
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

سـ18: فهل أمرتنا أن نتبع آياتٍ الكتاب المُحكمات البينات للعالم والجاهل وآياتٍ أخرى أمرتنا بالإيمان بها فقط؟
جـ18: قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

سـ19: فهل يا إلهي أمرتنا أن ما وجدناه جاء مُخالفاً لمُحكم ذكرك أن نكفر به ونتبع ذكرك المحفوظ من التحريف القُرآن العظيم؟
جـ19: قال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

سـ20: وإذا لم يتبعوا الداعي إلى اتّباع ذكرك المحفوظ من التحريف القرآن العظيم فما هو السبيل لإقناعهم؟
جـ20: قال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:4].

سـ21: فما هي هذه الآية المنتظرة يا أرحم الراحمين؟
جـ21: قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم [الدخان:10].

سـ22: فماذا في الدخان المبين يا أرحم الراحمين؟
جـ22: قال الله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الدخان:11].

سـ23: وماذا سوف يقولون حين يرون عذاب الله في الدُخان المبين يا علام الغيوب؟
جـ23: قال الله تعالى: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:12].

سـ24: وهل سوف تكشف عنهم العذاب حتى حين ليتبعوا هذا القرآن العظيم الذين هم عنه مُعرضون؟
جـ24: قال الله تعالى:
{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} صدق الله العظيم [الدخان].


سـ25: فهل يا إله العالمين هذا القرآن هو البصيرة فقط لمن تنزل عليه مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم إنك جعلته كذلك بصيرةً لمن اتبع مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
جـ25: قال الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

س26: ومن كذب بالجواب من مُحكم الكتاب في هذا البيان فهل كذب مُحمداً وناصر مُحمدٍ عليهما الصلاة والسلام وجميع المؤمنين أم إنهم كذبوا بقول ربّ العالمين؟
جـ26: قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عُلماء المُسلمين أو من أمتهم فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر مُحمد اليمانيّ، ولكننا نحن المُسلمون لن يُعذبنا الله ما دام العذاب هو بسبب الكفر بالكتاب وذلك لأننا نحن المُسلمون بالقرآن العظيم مؤمنون". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول: إذاً فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله واتّباعه؟ فلبئس ما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين بأن تعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون، وذلك لأنكم اتبعتم ملة طائفةٍ من أهل الكتاب حتى ردوكم من بعد إيمانكم كافرين فقلتم كمثل قولهم سمعنا وعصينا. وقال الله تعالى:
{قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ؛ بل يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤﴾ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٦٥﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن ربّهم لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿٦٦﴾ يَا أيّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(68)} صدق الله العظيم [المائدة].
ـــــــــــــــــــــــ

- ما هو وعد الله لعباده في الكتاب؟
فيدعونه مُخلصين له الدين إذاً لأجابهم تصديقاً لوعد الله المُطلق لعبادة في مُحكم كتابه: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

- ما هو سبيل النجاة من العذاب وكشفه عنهم إذا حل بهم؟
كما سوف تفعل أمة المهديّ المُنتظَر الذين علمهم كيف يستطيعون أن يكشفوا عذاب الله إذا حل بهم وهو أن ينيبوا إلى ربّهم فيدعونه حين وقوع العذاب فيقولون:
{رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:12].

ومن ثم تأتي الإجابة من الله:
{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:15].

- ماذا ننفق وما هي أعظم صدقة؟
ويا حبيبَ المهديّ المُنتظَر الحسين بن عُمر تذكر قول الله الواحدُ القهار في مُحكم الذكر أنه يتقبل العفو منا حتى عن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر. وقال الله تعالى:
{وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [المائدة:13].

وعليه فإني أشهدُ الله الواحدُ القهار أني قد عفوت عن الذي كان يُسمي نفسه الناصر للإمام ناصر مُحمد وعفوت عنه لكي يزيدني ربّي بحبه وقربه وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:219].

وليس معنى ذلك أني أستغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم ما لم يغيروا ما بأنفسهم فيتوبوا إلى ربّهم، وإنما أعفو عنهم في حقي لوجه الله ليزيدني بحبه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم إن ربي على كل شيءٍ قدير.

- هل العفو دائماً أبداً من صفات الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ في أي شيء؟
صحيح أن الإمام المهديّ لمن أشد الناس حُلماً في العالمين ولكني من أشدُ الناس غضباً إذا انتهكت محارم الله وتمّ التعدي على حدود الله بظلم الإنسان أخيه الإنسان فوالله الذي لا إله غيره ليجدوا الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليمانيّ شخصيةً أُخرى ذا بأسٍ شديدٍ ويضرب بيدٍ من حديد فلا أُبالي على أي جنب كان في الله مصرعي، فلا يغرنكم حلمي وإنما نعفو في الأذى والسبّ والشتم وأما أن أعفو في حدٍّ من حدود الله فهيهات هيهات.. ومن تعدى حدود الله فقد ظلم نفسه، ولكن لا يزال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر على قدر جُهد الإمام المهديّ حسب ما مكنّي فيه ربي إلى حد الآن ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} صدق الله العظيم [الحج:41].

- أيها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ أفتنا في القلب وفي العقيدة الصحيحة في أمر القلب وتقلبه، وما هو المطلوب من كل عبدٍ عند الدعاء أن يعتقد؟
البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

أي كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينْوون في قلوبهم العودة إلى ما كانوا يعملون حاشا لله ربّ العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف أنهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثم يكذبون على ربهم؟ كلا ورب العالمين أن ليس في قلوبهم أي نية للكذب على الله؛ بل إنهم يريدون فعلاً من ربّهم أن يرجعهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حقّ فلا بد لهم أن يعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ولذلك فإن الهُدى هُدى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:24].

فحذار يا معشر الأنصار أن توقنوا أنكم لن تضلوا عن الهُدى بعد أن علمتم أن البيان الحقّ للقرآن العظيم أنه بيان الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه؛ بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(9)} صدق الله العظيم [آل عمران].
_____________


س1: يا أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل تنفع التوبة والإيمان بالله لمن مات وهو من الكافرين أو لمن مات من المؤمنين وهو لم يتب إلى الله متاباً من كبائر الإثم والفواحش؟ ونرجو فتواك مُباشرةً من مُحكم القرآن العظيم.
والجواب من الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:127]. وإليكم الإجابة بالفتوى الحقّ من ربّ العالمين:
{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء].

سـ2: يا أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل هذا يعني أن الله قد حكم عليهم حُكماً نهائياً بالخلود في نار جهنم إلى مالا نهاية وعليهم أن يستيئسوا من رحمة الله؟
جـ2: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(107)} صدق الله العظيم [هود].

سـ3: يا أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل لو اعتقدنا أن الله لا ينبغي لهُ أن يغفر لهم فيرحمهم أبداً فهل هذا الاعتقاد يتعارض مع الإيمان بصفة قدرة الله المُطلقة نظراً لقول الله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} صدق الله العظيم [هود:107]؟
جـ3: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].

سـ4: إذاً فإذا أفتينا أهل النار أنه لا يمكن أن يُخرجهم الله من النار أبداً فقد أفتيناهم باليأس المُطلق من رحمة الله وتعدينا على صفة قدرة الله المُطلقة لأن الله على كُل شيءٍ قديرٌ فعالٌ لما يُريد لا يُسئل عمَّ يفعل، ولكن فهل يمكن أن يرحمهم الله من ذات نفسه أم لا بُد من السبب أن يأتي من عند أنفسهم حتى يرحمهم ربّهم إن يشاء وهو الغفور الرحيم؟
جـ4: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].
وقال الله تعالى: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

سـ5: مهلاً مهلاً أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ فهل معنى هذا أن الله لا يغلق باب الدُعاء عن عبيده الكافرين في الآخرة؟
جـ5: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:47].

سـ6: فهل الله استجاب دعوتهم فرحمهم وأدخلهم جنته؟
جـ6: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].
تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

سـ7: ولكن أيّها الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ أفلا تفتينا من هم هؤلاء الكفار الذين هم على الأعراف بين الجنة والنار ودعوا ربّهم أن لا يجعلهم مع أهل النار فاستجاب لهم؟ فلماذا لم يجعلهم من قبل مع أهل النار؟
جـ7: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

سـ8: أيّها الإمام فهل هؤلاء الذين دعوا ربّهم فاستجاب لهم من الكفار الذين ماتوا قُبيل مبعث رُسل الله إلى قراهم؟
جـ8: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

سـ9: إذاً إن لهم حُجة على ربّهم كونهم من الذين ماتوا قبل أن يأتيهم رُسول من ربّهم كمثل والد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مُؤكد أنه من أهل الأعراف الذين استجاب الله دعوتهم فلم يُعذبهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]. والسؤال الذي يطرح نفسه هو فهل هذا يعني أن كذلك لو يدعون ربّهم الكفار الذين أقيمت عليهم الحُجة بمبعث الرُسل فهل يحق لهم أن يدعوا الله كما دعاه هؤلاء فاستجاب لهم؟
جـ9: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(50)} صدق الله العظيم [غافر].

سـ10: فأين الفتوى للكفار أصحاب النار أن يدعوا ربّهم في هذه الآية؟
جـ10: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50].

سـ11: فما هو البيان لقول الله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم؟ فهل هذا لأنهم يدعون غير الله ليشفعوا لهم عند ربّهم ليخفف عنهم يوم من العذاب؟
جـ11: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [غافر:49].

سـ12: إذاً ضلالهم لأنهم يدعون غير الله، فهل استجاب لهم ملائكة الرحمن المُقربين؟
جـ12: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴿١٣﴾ لَهُ دَعْوَةُ الحقّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(14)} صدق الله العظيم [الرعد].
وقال الله تعالى: {قُلْ مَن ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} صدق الله العظيم [الرعد:16].

سـ13: فما دام الملائكة لم يجرؤوا أن يلبوا دُعاء الكفار من أصحاب النار فهل يعني هذا أن ملائكة الرحمن لم يجرؤوا أن يخاطبوا ربّهم ليخفف عن أصحاب النار يوماً من العذاب برغم أنهم ملائكة الرحمن المُقربين؟ فهل يعني هذا أنه لا ينبغي لهم أن يخاطبوا ربّهم في شأن أصحاب النار ليخفف عنهم يوماً من العذاب؟
جـ13: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:109].

سـ14: إذاً فلا يحقُّ لعبدٍ أن يُجادل الله في عباده يوم القيامة حتى ولو يُريد أن يسأله بحقِّ رحمته؛ بل يحقُّ للعبيد أن يقولوا ما قاله رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]، بمعنى أن العبد ليس بأرحم بالعبيد من الله أرحم الراحمين؛ بل كما قال رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم:36]، فليس عبدك أرحم بعبادك منك؛ بل أنت ربّهم أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وبما أن ملائكة الرحمن المُقربين خزنة جهنم قالوا لأصحاب النار: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]، بمعنى أن يدعوا ربّهم لأن دُعاءهم لعبيده من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم الذي هو أرحم بهم من عبيده يعتبر في ضلالٍ مُبينٍ كون ذلك نُكران لصفة رحمة الله في نفسه أنهُ أرحم الراحمين فكيف يتشفعون بمن هم أدنى رحمةً من الله أرحم الراحمين، ولذلك دُعاؤهم لعبيده من دونه في ضلالٍ. ولذلك قال ملائكة الرحمن لأصحاب النار {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]، أي فادعوا الله أرحم بكم من عبيده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين ولم يفقه ذلك أصحاب النار.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو فلو دعوا ربّهم فهل يحقّ لهم أن يدعوه بأن يخرجهم فيعيدهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون؟ فهل ذلك الدُعاء حُجة لهم على ربّهم فيجيبهم؟

جـ14: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

سـ15: إذاً فلن يجيبهم الله كون ذلك الدُعاء ليس حُجة لهم على ربّهم؛ بل الحُجة لله عليهم بعد أن أرسل إليهم رُسله فكذبوهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165]. والسؤال الذي يطرح نفسه بالضبط هو فما هو الدُعاء الذي يكون فيه حُجةً لهم على ربّهم؟
جـ15: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، بل يقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

سـ16: فهل حُجة العبيد على الربّ المعبود يوم القيامة هي رحمته التي كتب على نفسه ومن لم يؤمن بذلك فقد خسر نفسه ولن يجد له من يرحمه من بعد الله شيئاً؟
جـ16: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

سـ17: الآن بيِّن لنا لماذا قال الكافرون: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
جـ17: وذلك لأنهم من رحمة الله يائسون ويعتقدون أنه لا يوجد حلٌّ إلا أن يشفع لهم عباد الله المُقربون أو يعيدهم الله إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون. إذاً فهم من رحمة الله يائسون ولذلك لم يسألوا ربّهم رحمته التي كتب على نفسه ويقولون إنك على كُل شيءٍ قدير. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].
_______________



وسوف نجعل السائل إفتراضي بوش الأصغر والمُجيب اليماني المُنتظر


ســ1 بوش الأصغر: يا أيها اليماني المنتظر أخبرنا من كتالوج صانع الكون كيف كان عرش الكون قبل أن يكون وبعد ما كان بكن فيكون إلى ما هو عليه الآن شرط أن لا تستنبط العلم من كُتب العلماء بل من القرآن كتالوج الصانع؟
جـــ 1 اليماني المنتظر: قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:٧]

الذي نبأكم في هذه الآية بأنّ السماوات والأرض كانتا قبل أن تكون رتقًا مطويّة مدكوكةً دكاً دكاً على كوكب الماء الذي تعيشون فيه ليبلوكم أيّكم أحسنُ عملاً، وكان عرش السماوات والأرض مطوياً كطيّ السّجل للكُتب في البداية مُجتمعاً على الكوكب الأمّ للسماوات السّبع وزينتها والأراضين السّبع.

ســـ 2 بوش الأصغر: وأين هو هذا الكوكب الأمّ الذي انفتقت منه السماوات السّبع والأراضين السّبع؟ فإذا علمتنا أي الكواكب هو فقد علمتنا مركز هذا الكون العظيم، وذلك لأن هذا الكوكب هو مركز الانفجار الأعظم.
جـــ 2 اليماني المنتظر: إنّ الكوكب الذي انفتقت منه السّماوات السّبع والأراضين السّبع هو الكوكب الذي جعل الله فيه سرّ الحياة وسرّ الحياة هو الماء، ولا حياة بدون الماء وجعل الله من الماء كلّ شيء حي. وقال الله تعالى:
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:٧]

أي رتقًا واحداً مطوياً كطي السّجل للكُتب على الأرض التي جعل فيها الماء، فهل وجدت ماء الحياة والمطر والشجر على الكواكب الأُخر يا بوش الأصغر؟ فإذا وُجِدَ الماء وُجِدَ المطرُ والشجرُ وحياة البشر، إذاً الكوكب الذي رمزه الماء في القرآن العظيم هو الكوكب الذي كان عليه عرش الملكوت الكونيّ للسماوات والأرض وهو هذا الكوكب الأرضي البحري والذي ثلاثة أرباعه بحر عظيم. وقال الله تعالى:

{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كلّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:30]

ســـ 3 بوش الأصغر: فما دمت تخاطبنا من القرآن فتقول بأن مركز الانفجار للانفتاق الكونيّ للسماوات والأرض هو هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وكذلك تقول بأن السماوات سبع والأراضين سبع فلا بُدّ أن يكون كوكبنا الأرضي بين السماوات السّبع والأراضي، ونحن نعلم بأن السّماوات فوق الأرض وتحيط بها من جميع الجوانب فلا بُد أن تكون السّبع الأراضين من تحت كوكب الأرض الأمّ؛ وذلك حتى تكون أرضنا الأمّ هي مركز الانفجار الكونيّ، فهل تستطيع أن تثبت من القرآن؛ كتالوج الرحمن بأنه يقول بأن من بعد أرضنا الأمّ سبعة أراضين طباقا؟
جـــ 3 اليماني المنتظر: قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:٢٧]

فأمّا ظاهر هذه الآية فهي تتكلم عن كلمات قُدرته تعالى كن فيكون بأن ليس لقُدرته حدود ولا نهاية حتى لو يجعل ما في الأرض من شجر أقلام لتُكتب بها كلمات قُدرات الله لنفد بحر الأرض العظيم قبل أن تنفد كلمات قدرته المُطلقة
{كُن فَيَكُونُ}، حتى ولو يمد من بعده الأراضين السّبع بسبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله، فقد علمت من خلال هذه الآية بأن من بعد الأرض الأمّ سبعة أراضين، ويُفهم ذلك بالعدد الرقمي والذي جعله الله في القرآن واضحاً وجليّاً, وذلك لأن الآية لا تتكلم عن الخصوص لبحرٍ مُحددٍ في هذه الأرض بل تتكلم عن ما يشمل وجه الأرض {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ} أي بحر الأرض، وذلك لأن الأرض ثلاثة أرباعها بحر وربع يابسة، ثم قال {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} أي من بعد الأرض التي تحمل البحر والشجر والبشر فيمده من بعده أي من بعد الأرض التي تحمل البحر ويقصد بذلك الأراضين السّبع والتي توجد من بعد الأرض الكوكب الأمّ فيمدهنَّ بسبعة أبحر كمثل بحر الأرض الأمّ ما نفدت كلمات الله ولأن الله يعلم بأن من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها سبعة أراضين ولذلك قال الله تعالى: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ} أي من بعد هذه الأرض ويقصد الأراضين السّبع والتي يعلم بوجودها من بعد أرضنا، ولذلك ذكر الرقم سبعة وقال بسبعة أبحر فنفهم من خلال ذلك بأن الأراضين السّبع توجد من بعد هذه الأرض منفصلة عنها بالفضاء.

ســـ 4 بوش الأصغر: هل توجد في القرآن؛ الكتالوج للصانع الحكيم آيةٌ أكثر وضوحًا تؤكد بأن الأراضين سبعٌ والسماوات سبعٌ؟ وأنّ مواقع الأراضين السّبع توجد من بعد أرضنا إلى الأسفل، وإن أرضنا والتي جعلها الله أمّ الكون توجد بين السماوات السّبع والأراضين السّبع شرط أن تذكر هذه الآية العدد الرقمي للسماوات والأرض، ومن ثم تُبين هذه الآية بأن رقم أرضنا لم يكن من ضمن الرقم سبعة للأراضين السّبع وذلك لأنها كما تقول مركز الانفتاق للسماوات السّبع والأراضين السّبع فلا بُد أن يكون رقمها غير رقم السّبع الأراضين التي من بعدها، ومن ثم يذكر الله بأنه جعل ذلك معجزة لإثبات حقيقة القرآن المُنَّزل وكذلك تصديق البيان للإنسان الذي علَّمه الله البيان؟
جــ 4 اليماني المنتظر:
قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكلّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:١٢]

فهذه الآية جليّةٌ وواضحةٌ ومعجزةٌ للنبيّ الأميّ بأنه حقاً كان يتلقى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ، وذلك لأن الآية تقول بأن الله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن أي الرقم سبعة (سبعة أراضين) يتنزَّل الأمر وهو القرآن العظيم:
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر:94]، يتنزل على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بينهن؛ أي في الأرض الأمّ والتي يوجد بها محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بل ويوجد في مركز المركز؛ أي مركز الأرض التي جعلها الله مركز الانفتاق للسماوات السّبع والأراضين السّبع، ونقطة المركز الكعبة بيت الله المعظَّم، وجميع الكواكب والنّجوم تطوف من اليمين إلى الشمال حول البيت العتيق سابحةًً ومُسبِّحةً الخالق الحكيم سبحانه عمّا يشركون وتعالى علُّواً كبيراً، فقد بيَّن القرآن بأن هذه الأرض الأمّ تخرج عن الرقم سبعة وأنها بين السماوات السّبع والأراضين السّبع لذلك قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}، إذاً السّبع الأراضين من بعد الأرض الأمّ التي نعيش عليها والتي يتنَزَّل الأمر القرآن العظيم بينهن في الأرض الأمّ إلى النَّاس كافة، فهل أنتم مؤمنون؟

ســ 5 بوش الأصغر:
بما أنك ذكرت لنا من القرآن كيف كانت السماوات والأرض قبل الانشقاق والانفتاق ومن ثم ذكرت لنا ما بعد الانفتاق ومركز الانفتاق للكون بأنها الأرض التي نعيش عليها، فهل لك أن تبين لنا كيف سوف تكون النهاية؟ وماهي الساعة؟
جــ 5 اليماني المنتظر:
إن الساعة هي الأرض التي نعيش عليها؛ وهي التي تطوي السماوات والأراضين كطي السّجل للكُتب. تصديقًا لقوله تعالى:
{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤]

ســ 6 بوش الأصغر: فإذا كانت النهاية سوف تعود إلى البداية فيطويها الله كما كانت رتقاً كوكباً واحداً فلا بُدّ أن تكون مركز الجاذبية الكونيّة في هذه الأرض الأمّ التي نعيش عليها، فهل لك أن تبين لنا من القرآن بأن مركز الجاذبية الكونيّة في أرض البشر والتي لولا بأن الله يمنعها لوقعت علينا السماوات والأرض؟
جــ 6 اليماني المنتظر: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} صدق الله العظيم [فاطر:٤١]

ومعنى الزوال للسماوات السّبع والأراضين السّبع هو الوقوع على الأرض انضماماً إلى مركز الجاذبية الكونيّة في الأرض الأمّ التي يعيش عليها البشر، ولكن الله برحمته يمنعها من ذلك رحمة بالعباد لعلهم يتقون، وذلك لأن الله يمنع السماوات السّبع بزينتها والأراضين السّبع وما فيها أن تزولا إلى الأرض الأمّ مركز الجاذبية الكونيّة، وكما قلنا بأن الزوال هو الوقوع على الأرض الأمّ. وقال الله تعالى:
{وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأرض إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [الحج:٦٥]

ســ 7 بوش الأصغر: وكيف يكون ذلك، وماهي الساعة في حقيقتها، وليس زمن وقوعها؟
جــ 7 اليماني المنتظَر: إن الساعة الرئيسية توجد في باطن الأرض التي نعيش عليها، فإذا أوحى لها الله تفجرت في كلّ شبرٍ على وجه الأرض فتنسف الجبال نسفاً فتكون كالعهن المنفوش. وقال الله تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾}
صدق الله العظيم [طه]

وتبدأ بزلزالٍ عظيم لدرجة أن النَّاس لا يستطيعون أن يمشوا مُعتدلي القامة؛ بل يتمرجحون يساراً ويميناً كأنهم سُكارى وما هم بسكارى وإنما من شدة الزلزال العظيم فهم يتمرجحون يساراً ويميناً وإلى الإمام وإلى الخلف. وقال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاس اتَّقُوا ربّكم إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كلّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاس سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾}
صدق الله العظيم [الحج]

وذلك لأن الأرض هي الساعة بذاتها هي التي تُزلْزَل نتيجة أسبابٍ كونيّة ومُسيرة ولكن الأرض التي نعيش عليها هي الساعة بذاتها لذلك قال تعالى:
{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} أي الأرض التي نعيش عليها يُسميها القرآن الساعة، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها أي عشيةً أو ضُحى الساعة التي زلزلت إذا أمرها الله تجلَّت للنّاس من باطن الأرض. وقال الله تعالى:
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأرض زِلْزَالَهَا ﴿١﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأرض أَثْقَالَهَا ﴿٢﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿٣﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿٤﴾ بِأَنَّ ربّك أَوْحَىٰ لَهَا ﴿٥﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاس أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾}
صدق الله العظيم [الزلزلة]

ســـ 8 بوش الأصغر: وماذا تقول عن الكوكب العاشر ( نيبيروا) والمكتشف حديثاً في عام 2005 وهل له شأن في القرآن واسم آخر؟
جــ 8 اليماني المنتظر: أقسم بالله العلي العظيم يا بوش الأصغر بأن اليماني المنتظر لا ينبغي له الظهور حتى يحيطكم الله باكتشاف الكوكب العاشر أسفل الأراضين السّبع ويسمى في القرآن كوكب سجيلٍ فإذا لم تكتشفوه فلا أستطيع أن أبيّن لكم مركز الكون، فإن قلت لكم من بعد الأرض سبع سوف تقولوا ليس من بعدها غير ست كواكب! وإن قلت لكم بل القرآن يقول سبع، لقلتم لم نجد غير ست وأخطأ القرآن أو أنه كان مفترى! ولذلك جاءكم اليماني وبما تسمونه الكوكب العاشر على قدرٍ في الكتاب المُسَّطر في عصر الظهور.

ســ 9 بوش الأصغر: يا من تدعي بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر هل ابتعثك الله نبياً ورسولاً إلى النَّاس أجمعين؟
جــ 9 المهدي المنتظر: يا بوش الأصغر عليك أن تعلم بأن خاتم الأنبياء والمرسلين هو النبيّ الأميّ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رسول الله إلى النَّاس كافة برسالة الله القرآن العظيم، وإنما جعلني الله خليفتَه؛ الإمامَ الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فجعل في اسمي خبري وعنوان أمري ناصر محمد اليماني، ولم آتيكم بوحيٍ جديد بل بالبيان الحقّ للقرآن العظيم الذي اتّخذه النَّاس مهجوراً لكي أريكم حقائق آيات الله في القرآن العظيم على الواقع الحقيقي حتى يتبين لكم أنه الحقّ من ربّكم تصديقاً لقول الله تعالى:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:٥٣]
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [النمل:٩٣]

بمعنى أنكم سوف تعرفون حقائق آيات الله في القرآن العظيم فتعرفونها على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب. وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [غافر:٨١]

ســ 10 بوش الأصغر: نُنكر بأن الأراضين سبعٌ بل عشرة أراضين وجدناها وآخر كوكب اكتشفناه حديثًا هو الكوكب نيبيروا، ويؤكد عُلماؤنا بوكالة ناسا الأمريكيّة بأن هذا الكوكب سوف يمرّ بجانب الأرض، وقد يتوقعون أن تواجه البشرية خطراً عظيماً يوم مرور هذا الكوكب، فهل حذَّر منه النبيّ الأميّ الذي جاء بهذا القرآن؟ فإذا كان حقًا من عند الرحمن فأتنا بالبرهان من نفس القرآن ولن نقبل منك برهاناً من غير القرآن الذي يؤمن به المسلمون أنه من عند الرحمن. وكذلك لنا شرط آخر أن يكون البرهان من القرآن واضحاً وجليّاً ومن ثم نجده حقاً على الواقع الحقيقي، وكذلك شرط آخر أن يكون هذا البرهان واضحاً وجليّاً في القرآن يفهمه كلّ من لديه علم باللغة العربية الفصحى فأتنا بالبرهان عاجلاً غير آجل إن كنت من الصادقين بأن محمداً رسول الله كان يتلقى القرآن من لدُن حكيم عليم، وكذلك نصدقك بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين الذي أتانا بالبيان الحقّ للقرآن ليرينا حقائق من آيات الله في القرآن العظيم نراها حقاً على الواقع الحقيقي.

جــ 3 المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني: أولاً عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنه قد حذر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى النَّاس كافة بأن الله سوف يبعث على الكفار من العالمين عذاباً أليماً من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسوّمة عند ربّك وماهي من الظالمين ببعيد، وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
صدق الله العظيم [الأنفال:٣٢]

وكذلك تحدّوه أن يسقط عليهم كسفَ الحجارة من السماء وأخبرنا الله بردِّهم هذا في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٩٢ ].

ومن ثم ردَّ الله عليهم وقال تعالى:
{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأرض إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأرض أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:٩].

ومن ثم أكَّد الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين. وقال الله تعالى:
{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:٤٤].

وقد بيَّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأن الكسف هو قطع من الحجارة كما بيَّنا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٢].

ســ 11 بوش الأصغر: هل حدد النبيّ الأميّ موعد العذاب الذي حذَّر النَّاس منه كافةً لئن كفروا بهذا القرآن؟
جــ 11 المهدي المنتظر: كلا لم يحدد محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:٢٥]

ســ 12 بوش الأصغر: وهل هذا النوع من العذاب قد أنزله الله على أحد الكافرين برسل ربّهم؟
جــ 12 المهدي المنتظر:
نعم قد حدث من قبل عدة مرات وآخر حدث من قبل أنزله الله على الكفار الذين كفروا برسول الله إبراهيم ولوط. وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

وقال تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

ولكن الله لم يرفع قرى الكفار حتى جعل عاليها سافلها كما يقول على الله الذين لا يعلمون بل أمطر عليهم حجارة من كوكب العذاب. وقال الله تعالى:
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٨٤].

وقال تعالى:
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٤﴾ وَإِنَّ ربّك لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فقد تبين لنا بأن الله أمطر عليهم مطر السوء بحجارةٍ مسوّمةٍ بمعنى أنها مجهزة لاختراق غلاف الأرض الجوي.

ســ 13 بوش الأصغر: ومن أين جاءت هذه الحجارة المسوّمة؟ أي من أي كوكب أمطرت على الأرض؟
جــ 13 المهدي المنتظر: قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

وذلك من كوكب سجيل كما يُسميه القرآن العظيم في قوله تعالى:
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} صدق الله العظيم.

ســ 14 بوش الأصغر: أين يوجد موقع كوكب سجيل هذا كما أخبركم القرآن؟
جــ 14 المهدي المنتظر: عليك يا بوش الأصغر أن تعلم علم اليقين بأن موقع كوكب سجيل هو أسفل الأراضين السّبع، ولا أعلم بكوكبٍ من بعد كوكب سجيلٍ وذلك لأن الله يقول في القرآن العظيم أنه أسفل الكواكب الأرضيّة وذلك واضحٌ وجليٌّ في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود]

بمعنى أن أمر القدر للعذاب جاء بتوقيت مرور كوكب سجيل على الأرض، وبيَّن الله لنا بأنّ كوكب العذاب هذا كان من أسفل الأراضين ودار في فلكه المحكوم إلى ميقات القدر المحتوم للكفار فتغيَّر موقعه من الأسفل إلى الأعلى فمَرَّ فوق هذه الأرض التي نعيش عليها ليمطر على الكفار بحجارة العذاب المسوّمة، ولذلك قال الله تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، أي جعل عالي الأراضين السّبع الذي كان بسافلها.

ســ 15 بوش الأصغر: وأين يوجد مواقع الأراضين السّبع المذكورات في القرآن؟
جــ 15 المهدي المنتظر: توجد الأراضين السّبع من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها إلى الأسفل، وأقرب الأراضين السّبع إلينا هو ما يسمى بالمريخ، وأسفل الأراضين السّبع هو كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم وهو الذي تسمونه كوكب نيبيرو وكذلك تسمونه الكوكب العاشر إكس، ولكنه أحد الأراضين السّبع وأسفلها على الإطلاق وليس بعده أرض كما علّمنا الله بذلك في القرآن العظيم وبيّن لنا وفصل لنا تفصيلاً بأن الأراضين السّبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها وكما بيّنا لكم من قبل في الحوار الافتراضي من قبل بأن هذه الأرض التي نعيش عليها هي أمّ الكون العظيم الذي انفتق منها السماوات وما فيها من الكواكب والنّجوم، وبيّن الله لنا بأن الأراضين السّبع توجد مواقعهن من بعد أرضنا التي نعيش عليها. وقال الله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكلّ شَيْءٍ عِلْمًا}
صدق الله العظيم [الطلاق:١٢]

فأمّا الأمر الذي يتنزل هو أمر القرآن العظيم من ربّ العالمين يتنزل على النبيّ الأميّ الصادق الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان يعيش في هذه الأرض، وبيّن الله لنا بأن هذه الأرض التي نعيش عليها أن موقعها بين السماوات والأرض بمعنى أن الأراضين السّبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وبيَّن الله لنا بأن أسفل الأراضين السّبع هي كوكب العذاب وهو الذي تسمونه كوكب نيبيرو. ولذلك قال الله تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مسوّمة عِندَ ربّك وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

ســ 16 بوش الأصغر:
ولكن علماؤنا بوكالة ناسا الأمريكيّة قد أخبرونا بهذا الكوكب وأنه سبق وأن مرَّ على الأرض وأن زاوية دورانه تميل عن الكواكب الأخرى لدرجة أنه يأتي للأرض من الأطراف أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب؟
جــ 16 المهدي المنتظر: صدق علماؤكم في هذا الشأن يا بوش الأصغ, وذلك لأن الله قد أخبرنا في القرآن العظيم بأنكم سوف تعلمون ذلك، ومن ثم أكّد الله الواحد القهّار أنه سوف يغلبكم بذلك أجمعين لئن كذبتم وقُلتم من أشدُّ منا قوة وظننتم أنكم القوة التي لا تُقهر وعصيتم المهديّ المنتظَر الذي يدعو للحقّ ويهدي بالقرآن العظيم إلى صراط ــــــــــــــــ مُستقيم.

ســ 17 بوش الأصغر: إذاً فأتنا بالآية التي تخبركم بأن الكفار سوف يرون ذلك من قبل أن يأتي وكذلك تؤكد التحدي بهذا الكوكب المدَّمر لمن أبى واستكبر وظنّ أنه المنتصر على المسلمين؟
جــ 17 المهدي المنتظر: قال الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأرض نَنقُصُهَا مِنْ أطرافهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

ســ 18 بوش الأصغر:
لقد اكتشف علماؤنا بأن فلك دوران الكوكب Planet X يميل عن دوران الكواكب بزاوية مقدارها 45 درجة وبسبب هذا الميل فهو يأتي من أطراف الأرض أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب، فهل توجد آية أشد وضوحاً تقول بأن هذا الكوكب يأتي للأرض من الأطراف، وكذلك تؤكّد بأن الله سوف يحيطنا بعلم هذا الكوكب من قبل أن يمر على الأرض، ومن ثم تؤكد هذه الآية بأن هذا الكوكب هو آية التحدي من الله لمن أراد أن يطفئ نور الله وآية النصر والظهور لدين الإسلام على الدين كله؟
جــ 18 المهدي المنتظر:
وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأرض نَنقُصُهَا مِنْ أطرافهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٤٤]. بمعنى أنه سوف يهزمكم به فيدَّمركم به تدميراً. كلا لا وزر يا بوش الأصغر فلا مفر من بأس الله الواحد القهّار ولا منجى ولا ملجأ من بأس الله إلا الفرار من الله إليه سبحانه وتعالى علواً كبيراَ بالتوبة والإنابة إليه فسوف تجد لك رباً غفوراً رحيماً يا بوش الأصغر لئن تبت إلى الله فسوف يغفر الله ذنوبك حتى ولو كانت عدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم فرحمة الله وسعت كل شيء شرط التوبة والإنابة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾}
صدق الله العظيم [الزمر]

وكذلك يا معشر يهود لا تيأسوا من روح الله وادخلوا في الإسلام كافة، ألا ترون بأن الله كتب على نفسه الرحمة ومن يئس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً؟ فأسلموا تسلموا يؤتكم الله أجراً عظيماً ويهديكم صراطاً مُستقيماً، وكان الله غفوراً رحيماً، فنحن المسلمون لا نريد إلا السلامة والرحمة للعالمين، وهل ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين إلا رحمة للعالمين صلّى الله عليه وآله وسلّم؟
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

وكذلك أدعو النَّاس كافة للدخول في الإسلام كافة فيدخلنا الله أجمعين في ظل رحمته، وكذلك يا معشر النّصارى تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد محمداً رسول الله من دون الله ولا تعبدون المسيح عيسى ابن مريم من دون الله ولا يتخذ بعضنا أرباباً من دون الله فتفوزوا فوزاً عظيماً.

وكذلك يا معشر المسلمين توبوا إلى الله متاباً لعلكم تُفلحون. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ويحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو سريع الحساب، فقد أعذر من أنذر يا بوش الأصغر ويا جميع الكفار والمسلمين من الذين لم يكسبوا في إيمانهم خيراً فروا من الله إليه إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ، فقد اقترب ما تسمونه بالكوكب العاشر جاءكم بالعذاب الأليم وسوف يجعله الله يحقق أحد شروط الساعة الكبرى ألا وهو ( طلوع الشمس من مغربها )، والله على ما أقول شهيد ووكيل.
ولم تنتهِ عجلة الحياة بل يتحقق شرط من شروط الساعة الكبرى ألا وهو طلوع الشمس من مغربها جرَّاء كوكب العذاب الأليم، وأقسم لكم بالله العلي العظيم أني لا أنطق لكم إلا بالحقّ من هذا القرآن العظيم الذي اتّخذتموه مهجوراً، ولربّما يظن الجاهلون بأنه قد انتهت عجلة الحياة ما دام الشمس سوف تطلع من مغربها وأنها الساعة، ومن ثم نرد عليه ونقول: كلا ثم كلا؛ بل طلوع الشمس من مغربها ليس إلا شرطٌ من شروط الساعة يأتي من قبل قيام الساعة. أفلا تعقلون يا معشر المسلمين من الذين يهرفون بما لا يعرفون فحملتم القرآن في صدوركم وجعلتم جُلَّ جهدكم في الغنة والقلقة ونسيتم التدبر في القرآن العظيم كما أمركم ربّكم فأصبحتم كمثل الذين من قبلكم من أهل الكتاب فأصبحتم تحملون مالا تفهمون كمثل الحمار يحمل الأسفار ولكنه لا يعلم ما يحمل على ظهره. أفلا تعقلون؟ !ألم يأمركم الله بالتدبر والتفكر في آيات الله في القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:٢٩]

وأقسم بالله العلي العظيم أنه لن يُصدّق بأمري إلا من كان له لُبٌّ مُنير وليس إمَّعة إن أحسن النَّاس وآمنوا آمن وصدق بأمري وإن أساؤوا وكفروا وأنكروا اتَّبع كفرهم أولئك سوف يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، أم إنكم يا معشر المسلمين تريدون أن يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل الحوار فهل هذا هو المنطق في نظركم لو كنتم تعقلون؟ فإن عصر الحوار يأتي من قبل الظهور ومن بعد التصديق يظهر المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق أم تظنون أن العذاب لن يصيب إلا الذين ظلموا من النَّاس خاصة؟ ولكنكم أول من كفر بأمري من قبل الكفار إلا من رحم ربي منكم وأكثركم مذبذبين لا مُصدقين ولا مُكذبين من الذين أظهرهم الله على أمري إلا قليل من المُصدقين وأولئك سوف يجعلهم الله صفوة العالمين مهما كثرت ذنوبهم فلهم ربّ غفور رحيم يبدلهم حسنات ونجعلهم لمن المقربين من بعد الظهور ونجعلهم لمن الوارثين. والسلام على من اتبع الهادي إلى الصراط ــــــــــــــــ المُستقيم.
فانظروا إلى الأراضين السّبع وأنها حقًا من بعد أرضكم بأن البيان هو الحقّ على الواقع الحقيقي Planet X ، فانظروا إلى المجموعة الشمسية للكواكب تجدون بأن السّبع الأراضين موقعهن من بعد أرضكم التي تعيشون عليها:





وكذلك انظروا لكوكب العذاب حين مروره بجانب أرضكم:




ســ 19 بوش الأصغر: وأين سَدُ ذي القرنيين؟ وأين يأجوج ومأجوج؟ وأين المسيح الدجال؟ وأين الأرض ذات المشرقين المذكورة في القرآن العظيم؟ أفتني بالحقّ وأفتِ جميع علماء الأمّة بالحقّ من الآيات المُحكمات في القرآن شرط أن نجد ما تنطق به من القرآن علمياً على الواقع الحقيقي بدقةٍ مُتناهيةٍ كما تنطق به بمنطق القرآن، فإن كنت من الصادقين أفتني وأفتِ جميع علماء الأمّة في العالمين؟
جــ 19 المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر الإمام ناصر محمد اليماني: قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:١٧].

ويا معشر عٌلماء البشرية والنَّاس أجمعين فهل ترون مشرقين ومغربين على سطح أرضكم؟ ومعروفٌ جوابكم فسوف تقولون: لم نرَ غير شروق للشمس إلى جهة وغروب للشمس في الجهة المُقابلة غرباً، ونعلم أن الشمس تظهر من الشرق فتغير شروقها في جهة الشروق شيئاً فشيئاً ولكنها جهةٌ شرقيّةٌ واحدةٌ ومغاربها جهةٌ غربيّةٌ واحدةٌ، ونقول بلى معروف ذلك لدى علماء المسلمين في قوله تعالى:
{بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} صدق الله العظيم [المعارج:٤٠].

ونقول أولاً: يا معشر علماء الأمّة، إنكم تعلمون بأن المشارق والمغارب هي مناطق على سطح أرضكم والدليل قول الله تعالى:
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأرض وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ ربّك الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:١٣٧].

فقد تبيَّن لنا بأن المشارق والمغارب هي مناطق في الأرض في الجهة الشرقية وما يقابلها الغربية، إذاً أين المشرقين والمغربين؟ إذاً يا قوم إن المشرقين والمغربين نُقطتان على سطح الأرض في جهتين مُتقابلتين. ويا معشر علماء الأمّة إني أجد في القرآن العظيم بأن نقطتي المشرقين على سطح الأرض هما نفسهما نُقطتي المغربين بمعنى أنه وجد أرض لها مشرقين في جهتين مختلفتين متقابلتين، بمعنى أن الشمس تشرق عليها من جهة حتى إذا غربت أشرقت عليها من الجهة الأخرى في لحظة وقت الغروب يكون شروقها من الجهة الأخرى لهذه الأرض التي لا تحيطون بها علماً، وأنا لا أكلمكم من كتيباتكم بل من كتاب الله القرآن العظيم وأجد في القرآن العظيم بأن أعظم مسافة بين نقطتين على سطح أرضكم هذه هي بين نُقطتي المشرقين وهما نفسيهما المغربين كما سوف يتبين لكم ذلك على الواقع الحقيقي.

ولربّما يود أحدكم أن يقاطعني: "وكيف عرفـت من القرآن بأن أعظم بعدٍ بين نقطتين على سطح أرضنا هذه هي المسافة بين نقطتي المشرقين؟". فنرد عليه ونقول: قال الله تعالى بأن الإنسان الذي أعرض عن ذكر الله في هذه الحياة الدنيا فإن الله تعالى يقيّض له أحد الشياطين من الجنّ فيكون لهُ قريناً، فأصبحا يعيشان روحين في جسدٍ واحدٍ، ويصدّ هذا الشيطان قرينه الإنسان عن الحقّ حتى إذا تبين له كم أضله عن الصراط المستقيم يكره الإنسان قرينه الشيطان كرهاً عظيماً ولكنهما لا يفترقان؛ بل تستمر حياتهما في جسدٍ واحدٍ وهما في العذاب مشتركان، فلا أريد أن نخرج عن الموضوع ولكن انظروا إلى تمنّي الإنسان من شدة كرهه لقرينه الشيطان عدوه اللدود والذي يعيش معه داخل جسده لذلك: قال الله تعالى:
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مهتدون ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾}
صدق الله العظيم [الزخرف]

ومن خلال ذلك نعلم علم اليقين بأن أعظم مسافة بين نُقطتين على سطح هذه الأرض هي بين المشرقين؛ إذاً يا قوم إن أرضنا ذاتُ نفقٍ عظيمٍ ومفتوحةٍ من الأطراف. وقال الله تعالى:
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأرض أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٣٥]

إذاً يا قوم تبين لنا أنه يوجد هناك عالمٌ تحت الثرى. وقال الله تعالى:
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} صدق الله العظيم [طه:٦]

وتلك هي الأرض المفروشة وليست مُسطّحةً بل مفروشةً مستويةً في مُنتهى الاستواء لدرجة أنه إذا وقف أحدكم في بوابة الأرض النفقيّة جنوباً فسوف يرى البوابة في منتهى طرف الأرض شمالاً، وذلك لأن هذه الأرض المفروشة تمتد في باطن الأرض من الشمال إلى منتهى أطراف الأرض جنوباً ومهَّدها الله تمهيداً. وقال الله تعالى:
{وَالْأرض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم [الذاريات:٤٨]

ومعنى قوله ونعم الماهدون، فإن ذلك وصف في منتهى الدقة يَصِف لكم الأرض المفروشة بأنها مُمهّده تمهيداً في منتهى الدقة في الاستواء فليس فيها نتوء بسبب ذلك التمهيد، فإذا كانت الشمس في السماء مُقابل البوابة الجنوبية وكان أحدكم واقفاً في البوابة الشمالية فسوف ينظر إلى الشمس وهي في مشرق الأرض المفروشة من جهة الجنوب برغم أنه واقف في منتهى طرف الأرض شمالاً في البوابة الشمالية، وفي تلك الأرض يوجد يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال، وتلك هي جنّة الله في الأرض والله على ما أقول شهيد ووكيل، وليست جنّة المأوى التي عند سدرة المُنتهى بل جنّة لله من تحت الثرى، ويريد المسيح الدجال أن يقول أنه الله وكذب وما كان لبشر أن يُكلمه الله جهرة والمسيح الدجال يُكلمكم جهرة ويقول أن لديه جنّة ونار وهي لله وليست له! ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فلا يفتنكم الشيطان يا معشر المسلمين بتلك الجنة فإن الله قد وعدكم بها في الدنيا ويرثكم باطن الأرض وظاهرها إن كنتم مؤمنين .

وأما سدّ ذو القرنيين فيوجد في مضيق في منتصف الأرض المفروشة يقسمها إلى أرضين، ولكن سد ذا القرنيين له فتحةٌ كبرى من أعلى وليس مختم ولكنه أملس رفيعٌ فلا يستطيعون أن يظهروه لكي يقفزوا إلى عالم دون السد في الجهة المقابلة، ولكن يأجوج ومأجوج توجد لهم فتحة من الجهة الأخرى ومنفذهم من البوابة الشمالية، ولكن المسيح الدجال لا يريد أن يخرجهم إلا إذا تهدَّم سدُّ ذو القرنيين وذلك لأن البعث الأول للذين أهلكهم الله وكانوا كافرين مربوط سره بهدم سد ذي القرنيين. وقال الله تعالى:
{وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء:٩٥].

وقال الله تعالى في قصة ذي القرنيين:
{قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

ويا أيها النَّاس أقسم لكم بالله العلي العظيم ما أفتيتكم إلا بالحقّ، ويريد المسيح الدجال أن يخرج عليكم من الأرض المفروشة من باطن أرضكم في يوم البعث الأول فيستغل البعث الأول للهالكين منكم ولم يكونوا من المسلمين، ويريد أن يقول بأن ذلك يوم الخلود وأن لديه جنّة وناراً، ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين، ولكني أشهد أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم إنه كذاب لذلك يسمى المسيح الكذاب، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل سوف يكلمكم كهلاً وهو من الصالحين التّابعين للمهدي المنتظر وذلك لأن محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين. وقال الله تعالى:
{وَيُكَلِّمُ النَّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}
صدق الله العظيم [آل‌عمران:٤٦]

فأمّا التّكليم في المهد فقد سبق وتلك معجزة، ولكن ما هو سرّ المعجزة في أن يتكلم وهو كهلٌ؟ وذلك لأن الله سيبعثه حياً فيكلمكم كهلاً ومن الصالحين في زمن إمامه المهديّ المنتظَر فلا يدعو النَّاس إلى اتباعه بل إلى اتباع المهديّ المنتظَر فيكون من التابعين، فانظروا إلى بوابات الأرض المفروشة نفق في الأرض تجدون الحقّ على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق لقوم يعلمون، ولسوف نفتيكم في الأسرار الأخرى إن كنتم تعقلون، ونكتفي الآن بتوضيح مقر يأجوج ومأجوج والأرض المفروشة وسد ذي القرنيين.

وما يلي صورة الأرض ذات المشرقين من تحت الثرى التقطتها الأقمار الصناعية بالحقّ على الواقع الحقيقي:




هل تُقبل توبة الشياطين إذا تابوا وأنابوا إلى ربّهم من قبل موتهم؟ شرط أن تأتينا بالإجابة من القرآن..

ويا رجلن إن الإمام المهدي ليس مثلكم يقول على الله مالم يعلم، هيهات فلن تجدني أُفتي بشيء إلا وأنا أعلم أن لدي ما يُثبت برهان بيانه من مُحكم القرآن العظيم، راسخٌ في علم الكتاب برحمةٍ من الله الذي يلهمني بالقول الفصل من الكتاب ذكرى لأولي الألباب، ونأتيكم بالبرهان المُبين من مُحكم الكتاب في لُب وقلب وذات الموضوع الحوار كمثال فتواي من أن الله يتقبل توبة الشياطين الذين تابوا إلى ربّهم بعد أن لعنهم الله وأهل الأرض والسماء في قول الله تعالى:
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران]


فهل باب رحمة الله مقفول على الكافرين أثناء حدوث العذاب أو من بعد الحياة الدُنيا أم لا يزال مفتوحاً؟

ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالفتوى من الله من مُحكم كتابه:
{لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ(128)} صدق الله العظيم [آل عمران].

ومن ثم نعلم أن الله لم يقفل باب الرحمة في الكتاب لا في الدُنيا ولا في الآخرة ولكن المُشكلة عند الذين ضلوا عن صراط العزيز الحميد أنهم يائسون من رحمة ربّهم وذلك هو الضلال البعيد. وقال الله تعالى:
{وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ ربّه إِلَّا الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [الحجر:56].

ولكن مُشكلتهم أنهم حين يأتيهم العذاب يبلسوا من رحمة الله بعد أن تبين لهم أن رُسل ربّهم جاءتهم بالحقّ وتبين لهم أنهم هم الظالمون لأنفسهم، وسبب عدم كشف العذاب عنهم نظراً لأنهم لم يتضرعوا إلى ربّهم من بعد الإيمان أن يكشف عنهم العذاب وسبب عدم تضرعهم بالدُعاء إلى ربّهم هو لأنهم مُبلسون من رحمة الله كما يئِس إبليس من رحمة ربّه. ولذلك قال الله تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].


ما هي نصيحتك لمعشر المُذنبين والذين أضلّهم الشياطين؟
بل وما هي نصيحتك لإبليس نفسه؟


فانظروا بالضبط لقوله
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ} أي بعد ما حلت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين فليس لهم الحُجة أن ييأسوا من رحمة الله. ولذلك قال الله تعالى:
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(89)}
صدق الله العظيم [آل عمران].

إذاً يا أيّها الناس توبوا إلى الله متاباً، فإذا كان الله سوف يغفر لشياطين الجنّ والإنس لو تابوا وأنابوا وأصلحوا من بعد أن لعنهم الله وأحل لملائكته والناس أجمعين أن يلعنوهم ومن ثم وعدهم الله لو تابوا من بعد أن حلت اللعنة عليهم فتابوا وأصلحوا فسوف يجدوا لهم رباًّ غفوراً رحيماً، فما بالكم بمن هم من دونهم؟ فمهما كان إسرافهم على أنفسهم فليعلموا أن رحمة الله وسعت كُل شيء سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، فرحمته تسع من تاب وأناب وسأل الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يغفر له فيرفع لعنته ومقته وغضبه عن عبده فقد علم أن لهُ ربّاً غفوراً رحيماً وكان حقاً على الله أن يغفر له، إنَّ الله على كل شيء قدير إن الله لا يُخلفُ الميعاد.


يا عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم، اعلموا أن الله يغفر الذنوب جميعاً، واعلموا أنه هو الغفور الرحيم لمن تاب وأناب، فأنيبوا إلى ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ.

فانظروا يا معشر الشياطين إلى قول الله تعالى:
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:89].

فلا تكذبوا بآيات الله وأنتم تعلمون؛ بل يقبل الله التوبة من قبل الموت لكافة عبيده جميعاً من الجنّ والإنس بشكل عام. تصديقاً لقول الله
تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59)}
صدق الله العظيم [الزمر].
_______________


هل يبرأ الله سنة العذاب بسنة الرحمة بسبب الدعاء؟

ويبرأ الله المصائب في الكتاب برحمته إن الله على كُل شيءٍ قدير، وبالدُعاء يتمُّ تغيير القدر المقدور في الكتاب المسطور لو كنتم تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} صدق الله العظيم [الحديد:22].

وتم الانتهاء من بيان تبديل سنة العذاب في الكتاب بسنة الرحمة بسبب الدُعاء ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:77].
___________________



ما هو موقف الذى يتوفاه الله من الأنصار قبل وفاة الإمام المهدى عليه الصلاة والسلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

سلامُ الله عليكم.. سوف يكونون كمثل النائمين من بعد الموت، ونومتهم كمثل نومة الذين ماتوا من قبل بعث الرسل فهم لم يشعروا بالحياة من بعد موتهم وكأنهم كانوا نائمين، ولم يكن عندهم خبر عن البعث لأنهم ماتوا قبل مبعث رسل الله إلى قراهم، ولذلك قالوا في يوم البعث:
{قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]

ومن ثم ردّ عليهم الذين حضروا بعث الرُسل وقالوا:
{هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52]

وإنما أضرب لكم مثلاً للنائمين الذين لم يشعروا بشيء من بعد موتهم وكأنهم كانوا نائمين، وكذلك الذين حرَّموا على أنفسهم جنة ربّهم حتى يحقق لهم النّعيم الأعظم منها حتماً سوف يجعلهم الله كالنائمين، ولكني أرجو من الله أن يُطيل أعماركم جميعاً حتى يتحقق النّعيم الأعظم، وأصدُقوا الله يصدقكم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
_______________


بِــسْــمِ الــلــهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
إمامي الحبيب، ما هي الرسالة التي تود أن تُحملها للذين أظهرهم الله على أمرك ولم يُصدقوكم وتوفاهم الله من قبل ظهور المهدي المنتظر على البشر بآية العذاب سقر؟

{إِنَّ اللَّه اِشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالهمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل اللَّه فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّه فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم} صدق الله العظيم [التوبة:111]

وفي هذا الآيات جعل الله الإعلان في التّوراة وفي الإنجيل وفي القرآن لكافة الإنس والجانّ بالتعامل المادي بينهم وبين ربّهم فأعلن لهم الثمن وعرف لهم المُقابل، فأما إعلان الثمن فهو قول الله تعالى:
{إِنَّ اللَّه اِشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالهمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة}، وأما المطلوب منهم مقابل ذلك فهو في قول الله تعالى:
{يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:١١١]

ومن ثم تجدون أن الله أصدقهم بالثمن مبُاشرة فور موتهم، وقال الله تعالى:

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ ربّهم يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾}
صدق الله العظيم [آل ‌عمران]

ولكن المهديّ المنتظَر يعلن للأنصار وكافة البشر إعلاناً آخر في مُحكم الذكر ولكنه إعلان فضل آخر من الله وهو أنه يحبهم ويحبونه. تصديقاً لقول الله تعالى:

{يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [المائدة:٥٤]

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: فكيف يرضيهم الله يوم لقاءه وذلك لأنهم لن يرضوا أبداً بجنته لأنهم لم يبيعوا أنفسهم وأموالهم مقابل ذلك بل المقابل من الله أن:
{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم.

والسؤال الذي يطرح نفسه على أحباب الله: فهل سيرضون بنعيم الجنة وحورها وقصورها ومن يحبهم ويحبونه حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم وهو يسمع عباده في النار:
{يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر:37]؟ ألا والله لو قالوا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23] لنالهم الله برحمته ولقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف:49] صدق الله العظيم، فيجيبهم كما أجاب الكفار أصحاب الأعراف من الذين لم يقِم الله عليهم الحجّة ببعث الرسل وهم الذين يموتون من القرى من قبل أن يبعث الله فيهم رسولاً ولذلك ألهمهم الله أن يسألوه رحمته وأن لا يجعلهم مع القوم الظالمين المكذبين برسل ربّهم، وقال الكافرين من أصحاب الأعراف:
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:47]

ومن ثم جاءت الإجابة من الله أرحم الراحمين وقال لهم:
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم

وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]، وما يريد المهديّ المنتظَر هو من أظهره الله على أمرنا ولم يصدق وتوفاه الموت من قبل التصديق وظهور المهديّ المنتظَر فإني أحمله رسالة من الإمام المهدي إلى أصحاب النار أن لا يسألوا الله الرجعة كمثل قولهم:
{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} صدق الله العظيم [المؤمنون:99-100]

بل يقولوا:
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]

وعليك أن تخبرهم يا من كذبت بأمرنا أن الله كتب على نفسه الرحمة فلا يسألوه الرجعة؛ بل يسألوه رحمته التي كتب على نفسه، ويقولوا:
"اللهم إنك أرحم بنا من أمهاتنا وأنت أرحم الراحمين، فلا بد أنك حزين علينا بسبب ظلمنا لأنفسنا، اللهم نسألك بحق عظيم رحمتك التي وسعت كُل شيء أن تخرجنا من نارك برحمتك فتدخلنا جنتك برحمتك فمن ذا الذي هو أرحم بنا من ربنا الرحمن الرحيم؟".

ولن ينكر الله صفة رحمته بعباده فسُرعان ما يأتيكم الرد من الله الرحمن الرحيم، ولكن مُشكلة أصحاب النار هو اليأس من رحمة الله، ألا وإن اليأس من رحمة الله لمن صفات إبليس، ولذلك يُسمي الله اليائسين من رحمته بالمُبلسين، وقال الله تعالى:
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ(٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ(٧٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]

وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٤٤]

أي: فإذا هم يائسون من رحمة الله كما يئس إبليس، فلما قلدوا إبليس في اليأس من رحمة الله، وقال الله تعالى:
{إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:٨٧]

فانتم يا أصحاب النار لا تزالون كافرين برغم أنكم تصطرخون في نار جهنم، ولكنكم لا تزالون كافرين، وكفركم هو اليأس من رحمة الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:٨٧]

ولذلك تلتمسون الرحمة من عبيده و هم أدنى رحمة من الله. وقال الله تعالى:
{وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} صدق الله العظيم [الأعراف:٥٠]

ولكنكم لا تجدونهم يرحموكم فيعطونكم؛ بل سيقولون لكم:
{قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٥٠]

وكذلك يا معشر الكُفار برحمة الله أرحم الراحمين أراكم تلتمسون الرحمة من خزنة جهنم فتقولون:
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [غافر:٤٩]

فهل وجدتموهم رحموكم؟ بل قالوا:
{قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:٥٠]

فانظروا لفتوى الله الحقّ
: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم. وذلك لأنكم يائسون من رحمته وتلتمسون الرحمة من عبيده فتدعونهم أن يشفعوا لكم بين يدي الله. وقال الله تعالى:
{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٥٣]

ويا لعجب قولكم يا معشر الكافرين فكيف تقولون:
{قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} ومن ثم تنطقون بالباطل فتقولون: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم، ويا سبحان ربّي فوالله لم تعرفوا الحقّ بعد. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٧٢]

فكيف أنكم تقرون وتعترفون بالحقّ بقولكم:
{قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} ومن ثم تسألون الرحمة من عباده من دونه أن يشفعوا لكم بين يدي الله أرحم الراحمين بقولكم: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم! فانظروا لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم، إذاً لا تزالون كُفاراً بأرحم الراحمين، وذلك هو سبب بقائكم في نار جهنم، وقال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٦]

يا أيُّها الناس، ذروا الخلق وتوجهوا بقلوب مُخلصةٍ إلى الخالق الذي ليس كمثله شيء الله أرحم الراحمين، وبما أنه أرحم الراحمين ولذلك لا ينبغي أن تجدوا في أرضه وسماواته من هو أرحم بكم من الله لا في الدُنيا ولا في الآخرة، إني لكم ناصح أمين، ذروا تعظيم العبيد بغير الحقّ ولا نمنعكم من الثناء على عباد الله المُكرمين، وإنما التعظيم هو أن تجعلوا التكريم لهم حصرياً من دونكم، ولذلك لا تطمعون أن تكونوا مثلهم مُكرمين، ولذلك جعلتموهم حداً بينكم وبين الله وترجون شفاعتهم فأشركتم بالله، فكيف السبيل لنخرجكم من عبادة العبيد إلى عبادة الربّ المعبود الله أرحم الراحمين؟

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ــــــــــــــــــــــ


من هذا العبد الذى سيتيح له الرحمن فرصة التكلم بين يديه ويقول صوابا ؟ ومن زُمرته؟

وقال الله تعالى: { وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا } صدق الله العظيم [الكهف:52]. بل كفروا بشركهم وكانوا عليهم ضداً، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا(82)} صدق الله العظيم [مريم]

فقد كفروا بشركهم بالله بسبب المبالغة فيهم من بعد موتهم:
{ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } صدق الله العظيم [يونس]. حتى إذا رأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ليعلموا أن لا ملجأ لهم من عذاب ربهم إلا إليه أن يغفر لهم برحمته ولكنهم لم يتجرأوا أن يسألوا الله ذلك وخشعت الأصوات للحي القيوم لا تسمع إلا همساً.

وفجأةً..
تفاجأوا بعبدٍ يأذن الله له أن يخاطب ربه فإذا هو يُزيدهم هماً بغم فيرفع عليهم قضية عند ربهم أنهم حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم ويرفض خلافة ربه على الملكوت، ويرفض دخول جنة ربه ويحاج ربه أن يُحقق له النعيم الأعظم من نعيم جنته. فإذا بالله يقول:
عبدي ألم أجعلك خليفة ربك الشامل من قبل على ملكوت الدُنيا؟ وها أنا أجعلك خليفة ربك على ملكوت الآخرة؟ فإذا هو يقول : أعوذُ بك ربي أن أرضى بذلك حتى تُحقق لي النعيم الأعظم من ذلك كُله. فينظر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والمقربون إلى هذا الرجل ومن حشرهم الله في زمرته فإذا هم يرون زمرته يضحكون بالتبسم من دهشة عباد الله الصالحين لأنهم يعلمون بحقيقة اسم الله الأعظم وهم لا يزالون في الدُنيا؛ بل حقيقة اسم الله الأعظم هي الآية التي جعلها الله في قلوبهم حتى أيقنوا بحقيقة هذا العبد. وأما سبب تبسمهم هو لأنهم يعلمون بالمقصود من طلب هذا العبد لربه بتحقيق النعيم الأعظم؛ لأنهم سمعوا هذا العبد يعتذر لربه عن الخلافة على ملكوت الجنة ويُريد أن يحقق له النعيم الأعظم، مما أدهش ذلك الخطاب من العبد إلى الرب حتى عباد الله الصالحين فقالوا: ماذا يبغي وقد جعله الله خليفته على الملكوت كُلة في الدُنيا والآخرة؟! فإذا كان الله استخلف آدم على جنة لله في الأرض، فقد جعل الله هذا العبد خليفته على جنة المأوى فأي نعيم يُريد أعظم مما أعطاه الله إياه؟ فقد أعطاه ما لم يؤتِه لعبد في الوجود كُله! فهل هذا العبد قد أصابه الغرور ويُريد أن يكون هو الرب؟! فما خطبه وماذا دهاه إذ يرفض أن يكون خليفة ربه على جنة الملكوت الأعظم ويُريد تحقيق النعيم الأعظم منها، فأي نعيم هو أعظم من جنة النعيم؟! فيا للعجب في أنفسهم من غير تكلم، بل الدهشة ظاهرة على وجوههم مما أضحك ذلك زمرة هذا العبد فتراهم مُتبسمين وهم قائمون في زمرته بين يدي ربه إذ يحاج باسمه وباسمهم ربه أن يحقق له النعيم الأعظم، ويشكو إليه الكافرين الذين حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم فلم يُجِبه ربه بعد!! ومن ثم جثى على أرض المحشر يبكي بكاءًا مريراً ويدعو ثبوراً كثيراً ويقول:
(( يا حسرتي على نعيمي الأعظم فلمَ خلقتني يا إلهي واظُلماه فقد ظلمني عبادك الكافرون وحالوا بيني وبين تحقيق النعيم الأعظم يا من حرَّمت الظُلم على نفسك فما ذنب عبدك يا إلهي؟ )).

فأما الكافرون فظنوا أن يُفعل بهم فاقرة أكبر مما هم فيه بسبب هذا العبد الذي يرفع عليهم قضية إلى ربهم لم يعقلوه، وأما الصالحون فأصابتهم الدهشة من الخطاب لهذا العبد لربه برغم أنهُ القول الصواب!

فإذا بالمُفاجأة الكُبرى تأتي من الله أرحم الراحمين فيأذن لعبده وعباده جميعاً أن يدخلوا جنته فقد صار راضياً في نفسه ليتحقق النعيم الأعظم لعبده ومن على شاكلته من زُمرته، فسمع ذلك الكافرون أن الله قد رضي في نفسه على عباده فأدخلهم جميعاً في رحمته فأذن لعبده وجميع عباده أن يدخلوا جنته، ومن ثم يتفاجأ الكافرون من أهل النار، وقالوا لذلك العبد وزمرته:
{ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } صدق الله العظيم [سبأ:23]

ومن ثم يتحقق النعيم الأعظم..
فذلك شأن المهدي المُنتظر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره الذي سوف يجعل الناس أُمةً واحدةً على صراطٍ مُستقيم


أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
__________________