- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - جمادى الأولى - 1430 هـ
24 - 05 - 2009 مـ
01:43 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــ



القول المختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

أيها الدارس! فهل عندك سُلطانٌ بهذا أنّ النفر من الجنّ ليلةَ حضروا بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور على رجلٍ يتلو القرآن وهو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ فهل لديك برهانٌ أنّه قرأ لهم القرآن كُلَّه؟ حاشا لله! وإنما استمعوا لما تُلي من القرآن تلك الليلة فلما قُضي ولَّوا إلى قومهم مُنذرين؛ بل لم يكن يعلم بهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وإنّما أُوحي إليه من بعد ذلك أنّه استمع إليه نفرٌ من الجنّ أثناء نافلة الليل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً} صدق الله العظيم [الجن:1].

وبما أنّ محمداً رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلم لم يتلُ لهم القرآن جميعاً لأنّه لا يعلم تلك الليلة أنّه يستمع إليه نفرٌ من الجنّ، ولو علم بهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لما استطاع أن يتلو عليهم القرآن جميعاً في ليلةٍ واحدةٍ، وذلك لأنّه لا يتلوه سريعاً بل أمره الله أن يتلوه بالترتيل شيئاً فشيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَ‌تِّلِ الْقُرْ‌آنَ تَرْ‌تِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ‌ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ‌ اسْمَ رَ‌بِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّ‌بُّ الْمَشْرِ‌قِ وَالْمَغْرِ‌بِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ‌ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْ‌هُمْ هَجْرً‌ا جَمِيلًا (10) وَذَرْ‌نِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْ‌جُفُ الْأَرْ‌ضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا (14) إِنَّا أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْكُمْ رَ‌سُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْ‌سَلْنَا إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ رَ‌سُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْ‌عَوْنُ الرَّ‌سُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْ‌تُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ‌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَ‌ةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِ سَبِيلًا (19)} صدق الله العظيم [المزمل].

بل حتى ولو قرأه سريعاً ومهما كانت سرعته لا يمكن أن ينتهي من تلاوته من بعد العشاء إلى نصف الليل أو أنقص من نصف الليل بقليل؛ بل حتى ولو إلى الصباح لما استطاع أن يحصي لهم القرآن كُلّه، فهو يُرتّله ترتيلاً كما أمره ربه ولم يقرأه سريعاً ولو قرأه سريعاً لما أحصاه يا أيها الدارس لأنّ الله يُقدِّر الليل والنهار ولن يستطيع أن يحصي القرآن في ليلةٍ واحدةٍ والقرآن كثيرٌ، ولا ولن يستطيع محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحصي القرآن كُلّه ولا الذين معه، ولذلك عفى الله عنهم أن يقرأوا القرآن كُله في ليلة، وقال لهم أن يقرأوا ما تيسر من القرآن. وقال الله تعالى:
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].

فهات بُرهانك أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تَلا عليهم القرآن كُلّه في ليلةٍ واحدةٍ، ولكنك تجد الله يفتيك أنهُ لا يستطيع أن يحصي القرآن في ليلةٍ محمدٌ رسول الله ولا الذين معه من صحابته الأخيار، ولذلك قال الله لهم أن يقرأوا ما تيسر:
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________