الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
قال تعالى في محكم كتابه العزيز ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه } الآية
بعد بحث وتحقق عميق وتقصي في بعض الكتب القديمة عثرت في احدى المكتبات التي تشمل مئات الآلاف من النفائس من الكتب
والمخطوطات ، وبالصدفة عثرت على كتاب ثمين اسمه دلائل الحائرين لصاحبه أبو عمران موسى بن ميمون بن عبيد الله القرطبي وفائدته تتجلى في مناقشاته لنصوص التوراة ، وتحليله العميق إنما يصدر عن فكرٍ وثقافةٍ إسلامية ، وأنه عندما ينتقد المتكلمين المسلمين يكون نقدُه لهم بأسلوبٍ خالٍ من الشدة التي ينتقد بها المتكلمون المسلمون بعضهم بعضاً ، وأنه ينقد بنى دينه بشكلٍ أشد إذن ، فأبن ميمون يُعتبر فيلسوفاً إسلاميّاً عاش ابن ميمون في المحيط العربى والإسلامي فقد تلقَّى العلم على يد ثلاثةٍ من العلماء المسلمين ، حيث تلقَّى مباشرةً من ابن الأفلح ومن أحد تلاميذ ابن الصائغ وتلقى من ابن رشد بشكلٍ غير مباشر، حين عكف -كما يذكر ابن ميمون نفسه- على دراسة مؤلفات ابن رشد طيلة ثلاثة عشر سنة والعجيب الذي يستدعي النظر والتأمل هوأن النصوص التوراتية في أصلها فيها العلم والبيان الفصل والهدى ونصوصه تطهر من النزعات الفاسدة وتطهر من الاعتقادات الخاطئة والوثنيات الشركية والدارس للثقافة الإسلامية حين يقرأ كتابه دلالة الحائرين يرى أن موسى بن ميمون حتى في مناقشاته لنصوص التوراة إنما يصدر عن فكرٍ وثقافةٍ إسلامية
وقد توفي موسى بن ميمون سنة 1204 ميلادية وهو في السبعين من عمره .
وأهم شيء جعلني أنتبه الى هذا الكتاب الثمين دلائل الحائرين هوما يشتمل عليه من حقائق تجلي معرفتنا بالحق بالله العلي الكبير بتعرفاته على عباده هي بعض النصوص التي تتوافق توافقا كبيرا في آيات الله البينات وسأضعها في هذا القسم لمناقشتها لما فيها من نفع عميم لمؤالفة القلوب بيننا وبين كل الأمم التي تبتغي الحق وتسعى الى التوبة فتتآلف القلوب باذن الله تعالى ويعرفوا بحق ما لحق من تحريفات طالت التوراة وسنبين كل الحقائق بالحق فكتاب الله تعالى هو الكتاب المحفوظ والمهيمن على كل الكتب المنزلة وهو جامع الناس أن يعرفوا الحق فيهدوا الى أنوار الهداية الحقة فتقر كل الأمم وتعترف بالحق وتعلم أن الامام المهدي انما يتكلم بالحق فكل ما أنزله الله يصدر من مشكاة واحدة مشكاة الحق ، فليس في قلوبنا أي تعصب أو مغالاة بل نبين بالحق ما عرفناه من حق وندعو كل الباحثين لمعرفة هذه الحقائق التي سنذكرها لكم تباعا وما بينه هذا العالم المسلم الذي نشأ في بيأة يهودية وقرأ التوراة وحلل نصوصها بعمق فاسمعوا لهذا النص الذي ورد في التوراة وسنناقشه بعمق مع كل الباحثين وتأملوا قوله تعالى ( الرحمن فاسئل به خبيرا ) الآية
وانظروا ما وجدت في نص توراتي في كتاب دلائل الحائرين ( وكل النفائس لا تساويها ) ، ويقول نص آخر ( وكل نفائسك لا تساويها ) فتأملوا يرحمكم الله هذا النص التوراتي (تلك النفائس هي فرائض وأعمال صالحة ونفائسك أنت أحجار قيمة ولألئ أما النفيسة ونفيستك معا لا تساويان الحكمة الا اذا كان المفتخر بها يفتخر ، يفهم ويعرفني ) يقول هذا العالم المسلم ابن ميمون تعليقا على هذا النص التوراتي في كتابه دلائل الحائرين : وذلك أنه لم يقتصر في هذا النص في تبيين أشرف الغايات على ادراكه تعالى بل (الا اذا كان المفتخر بها يفتخر ، يفهم ويعرفني ) وسنتعمق في سرد حقائق عظيمة دالة على أن الحق يصدر من مشكاة واحدة .