الموضوع: ردجديد

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي ردجديد

    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 36863 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 30 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 02 - 1432 هـ
    28 - 01 - 2011 مـ
    04:49 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    البيان الحق في إثبات خيانة إمرأة نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام
    ويليه فتوى نفي رؤية الله جهرة حين تكليم عباده في الدنيا والأخرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار وجميع الأنصار وجميع المسلمين الأبرار الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم الحقّ من ربِّهم استغفروا ربّهم وأنابوا وتابوا؛ أذلةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين الذين يحاربونهم في دينهم.

    ويا فضيلة الشيخ عبد القادر، لا تجبر المهديّ المنتظَر على المباهلة فتكون من أصحاب النار! فاتقِ الله الواحد القهار ولا تصدّ عن اتباع الذِّكر الذي يحاجُّكم به المهديّ المنتظَر ويُحذّر البشر من بأس الله بما يسمّونه الكوكب العاشر ذلكم كوكب النار سقر، وستعلمون البيان الحقّ ليلة يسبق الليل النهار، ورجوت من ربي أن يريكم الحقّ حقاً ويرزقكم اتباعه والباطل باطلاً ويرزقكم اجتنابه.

    وبالنسبة للمباهلة، فسوف يجعلها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عليه وحده إن كان من الظالمين وإن لم يكن المهديّ المنتظَر فإنّ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وإنْ كان الإمام المهديّ المنتظَر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني فرجوت من ربي وأتوسّل إليه أن يغفر لفضيلة الشيخ عبد القادر إدريس وجميع علماء المسلمين وأمّتهم وأقول: اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم. فأنت يا أخي الكريم جزء من هدف الإمام المهدي، فإن فرّطتُ فيك فهذا يعني أنّي عجزتُ عن تحقيق هدفي في تحقيق النعيم الأعظم أن يكون الله راضياً في نفسه، وأسعى إلى هدي الأمّة كلها كون ذلك جزء من تحقيق رضوان الله في نفسه ليجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، ولذلك لن أفرط في مسلمٍ ولا كافرٍ ولن أفرط فيك أبداً كوني لا أراك من شياطين البشر؛ بل من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ وهم ليسوا على شيءٍ حتى يقيموا ما أنزل الله إليهم في محكم القرآن العظيم.

    ومثل الشيعة والسُّنة كمثل اليهود والنصارى. وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [البقرة:113].

    ولكنّهم في الحقيقة ليسوا على شيء - النصارى واليهود - بسبب عدم اتّباع ما أنزل الله إليهم في محكم التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨} صدق الله العظيم [المائدة].

    وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يقول: يا معشر الشيعة والسُّنة وجميع الفرق الإسلاميّة لستم على شيءٍ حتى تقيموا ما أنزل الله إليكم في محكم كتابه القرآن العظيم فتعتصموا بحبل الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف وتكفروا بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنة النبويّة وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّ ما وجدتموه مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في التوراة أو الإنجيل أو السُّنة النبويّة إنّه جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم إبليس على لسان أوليائه ليجادلوا الحقّ به. وقال الله تعالى:
    {
    وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    ويا علماء أمّة الإسلام وأمّتهم، إنّه لنبأ عظيم أنتم عنه معرضون فلا يصدّكم عن اتّباع الحقّ من ربّكم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

    ويا محمود أبو حمزة، إنّ امرأة النبيّ إذا خانت زوجها فإنّهن لسن كأحد من نساء المسلمين كون ولدها سوف يكون ابناً لنبيٍّ ظاهر الأمر فيُضِلُ الأُمّة من بعد أبيه إذا كان من ذريات الشياطين ولذلك لَسْنَ نساء الأنبياء كأحد من نساء المسلمين، فمن تخون زوجها في فراشه فإن مصيرها النار وبئس القرار، وقال الله تعالى: {يَا نِسَاءَ النبيّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾ يَا نِسَاءَ النبيّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} صدق الله العظيم [الأحزاب:30 إلى 33].

    ولربما محمود المصري يقول: "أفلا ترون أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يقذف نساء محمد رسول الله بالزنا؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألا لعنة الله على الذين يلبسون الحقّ بالباطل وهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم، وإنما أردنا أن نُبيِّن لك الناموس لنساء الأنبياء في الكتاب أنّهن لسن كأحدٍ من النساء، فإذا أنجبت إحداهن ولداً ليس من ذرية زوجها النبيّ المرسل فإن في ذلك خطرٌ عظيمٌ على أتباعه إن كان من ذريات الشياطين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر من الذين لا يلدون إلا فاجراً كفاراً فسوف يضلّ الأمّة ضلالاً بعيداً، ولذلك كان سبب خيانة امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ أنْ أزاغ الله قلبيهما لتكونا من أصحاب الجحيم بسبب خيانتهما لزوجيهما، ولم يذكر الإمام ناصر محمد اليماني جميع نساء الأنبياء إلا بخيرٍ وأصلي عليهن وأسلمُ تسليماً، إلا امرأة نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام وامرأة نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام أفتي في شأنهما حسب فتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {ضَرَبَ
    اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠‏}صدق الله العظيم [التحريم].

    وهنا يتوقف المتدبِّر لذكر الله فيتفكّر بما يقصده الله بالضّبط فما هي نوع هذه الخيانة؟ فلا يجوز الاستغناء بهذه الآية التي تبين خيانتهما في موضوعٍ معينٍ وكان ذلك سبباً أن صرف الله قلبيهما عن اتباع الحقّ من ربهما، ولكن ما نوع تلك الخيانة بالضبط فهل هي خيانة زوجيّة؟ فبالعقل والمنطق إذا كان الله يقصد خيانة زوجيّة فلا بدّ أن تحمل إحداهن حتى يبيّن الله في الكتاب عن نوع خيانتهن ولذلك تجدون الجواب في قول الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فهذا يعني أنه ليس من أهله وليس من ذُريَّته ومن ثم بيَّن الله لكم أنّه حقاً ليس من أهله وليس من ذريَّته. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    أفلا تعلم أنّ الذين أهلكهم الله بالغرق جميعهم من ذريات الشياطين فلا يلدوا إلا فاجراً كفاراً؟ ولذلك قال نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام:
    {
    إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧} صدق الله العظيم [نوح].

    ومن ثمّ وعد الله نبيّه بالإجابة بشرط أن لا يخاطبه في الذين كفروا أو في أحدهم. وقال الله تعالى:
    {وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن نبيّ الله نوح حين جاء الغرق فَتَنَتْهُ رحمتُه بابنِهِ فخالف أمَر ربِه:
    {وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ}، ولكنه حين جاء الغرق لابنه قال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن هنا نتفكّر لماذا حاج نبيّ الله نوح ربّه بقوله:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}؟ والجواب عن سبب هذا الاحتجاج من نوح إلى ربّه وذلك لأنَّ الله وعده أن ينجِّيه في السَّفينة هو وأهله والذين آمنوا معه، وقال الله تعالى: {حَتّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلاّ قَليل} صدق الله العظيم [هود:40].

    ولذلك ظنَّ نبيّ الله نوح أنّ الله سوف يهدي ابنه فيركب معهم كونه من أهله، فقد وعده الله أن ينجيه وأهله ومن آمن معه، ولكنّ نبيّ الله نوح حاول مع ابنه أن يركب معهم كونه من أهله فقد وعده الله أن ينجيه وأهله ولكن ابنه أبى، ولذلك حاج نبيّ الله ربه بوعده له من قبل وقال:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فانظروا لقول نبيّ الله نوح:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}، فما الذي يقصده بقوله: {وَعْدَكَ الْحَقُّ}؟ وذلك لأنه وعده الله بنجاة أهله في قول الله تعالى: {احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ}، ولذلك خاطب نوح عليه الصلاة والسلام ربه وقال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم، وبرغم أن نبيّ الله نوح هو من أهل ذلك الولد كونه من رباه فهو أبوه من التبني، ولكن الله يعلم إنّه ليس ابنه من دمه بسبب أنه ثمرة عملٍ غير صالح من زوجته. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم. فإلى متى تظلّ تحاجّنا في خيانة امرأة نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام يا أبا حمزة لتضيع وقتنا حتى لا نبيِّن للمسلمين ما سوف ينفعهم وينقذهم من فتنة المسيح الكذاب؟ ولسوف نبيِّن في هذا البيان نفي رؤية الله جهرة حين تكليم عباده في الدنيا والآخرة وإنا لصادقون.

    ويا قوم لا بد لكم أن تعلموا كيفية طريقة الإمام المهديّ في تفصيل كتاب الله القرآن العظيم، فلن تجدونه مجرد تفسير كمثل تفاسيركم الظنيّة التي يناقض بعضها بعضاً؛ بل بيان الإمام المهديّ للقرآن العظيم هو تفصيل الكتاب لا ريب فيه كونه يفصّل لكم القرآن بالقرآن في قلب وذات الموضوع فحين تجدونني أفتيكم بعدم رؤية الله جهرة فليس ذلك لأني اعتمدت على آيةٍ واحدةٍ فأحاجّكم بها، كلا وربي بل نأتيكم بالبيان بالتفصيل من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، وعلى سبيل المثال نفي الإمام المهديّ لرؤية الله جهرة سبحانه وذلك لأني أجد عدم رؤية الله جهرةً من صفات الله الأزليّة في محكم كتابه كما جاء ذلك من ضمن التعريف عن صفات الربّ الأزلية. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبما أنّ هذا التعريف لصفات الربّ الأزليّة ولذلك قال الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، بمعنى لا تحيط برؤيته الأبصار ولا يكلم أحداً من عباده إلا من وراء حجاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الشورى]، بمعنى ما كان لبشر أن يكلمه الله جهرةً وهو يراه سبحانه.

    وكما أسلفنا بيان طرق الوحي الثلاثة من الرب، إمّا وحي التّفهيم المباشر من الربّ إلى القلب كما أوحى الله إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام:
    {
    وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15].

    فقد أوحى الله بوحي التّفهيم إلى قلب يوسف أنّ هذا المكر الذي يمكرُ به إخوته سوف يكون سببَ عزِّه، وسوف يجدونه يوماً ما في عزٍّ وهم في ذلٍّ، ثم ينبئهم بأمرهم هذا الذي صنعوه به وهم لا يشعرون أنه أخاهم يوسف كونه صار في مكانٍ عزيزٍ، وهذا ما حدث بالضبط فقد جاء إخوته يتسوّلون من يوسف أنْ يتصدّق عليهم فكانوا بوضع ذليلٍ وهو في مكانٍ عزيزٍ، ولذلك لم يشعروا أنّه هو أخاهم يوسف، ولذلك نبَّأَّهم بما صنعوه به ومن ثم علموا أنّه أخاهم يوسف. وقال تعالى:
    {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ} صدق الله العظيم [يوسف:88 إلى 90].

    وذلك هو التفصيل لوحي التّفهيم من الربّ إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام من قبل أن يبعثه الله رسولاً إلى آل فرعون ولا يزال صغيراً في السن. وقال الله تعالى:
    {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم ؛ أي سوف تذكرهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون أنك أخوهم يوسف كون الله سوف يعزّك بسبب مكرهم ويذلّهم بسبب مكرهم بك بغير الحقّ، ثم جاء تصديق وحي التّفهيم بالحقّ على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾ قَالُوا تَاللَّـهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك من برهان وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب قول الله تعالى:
    {
    فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنما تلقّى آدم وزوجته إلى قلبيهما كلمات الدعاء المرفوع إلى ربهم. وقال الله تعالى:
    {
    قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولكن الله لا يُكلِّم الكافرين يوم القيامة بوحي التّفهيم عن الدعاء إلى ربهم ليرحمهم. وقال الله تعالى:
    {
    وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

    ولا يقصد الله أنه لا يكلمهم بوحي التكليم من وراء الحجاب بل ستجدونه يكلمهم تكليماً. وقال الله تعالى:
    {
    يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    إذاً يا قوم فما يقصد الله تعالى بقوله:
    {
    وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ إذاً فهو يقصد أنه لا يكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته، وكذلك لا ينظر إليهم من ذات نفسه، وهم لم يسألوه رحمته وإنما سألوه أن يرجعهم للحياة الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون.

    فقد تبيّن لكم طريقة وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب مباشرةً، وذلك الوحي هو من أخطر أنواع الوحي على الذين لا يعلمون كونه قد يوسوس له شيطانٌ في صدره فيزعم أنه وحي التفهيم، إذاً فلا بدّ لوحي التّفهيم من سلطان العلم من الكتاب، وأما حدثني قلبي ومن غير سلطان يأتي به مما علّمه الله فلا قبول له لدينا كون الحجّة هي سلطان العلم، فإن كان الإمام المهديّ يفتيكم أنّه يتلقّى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب مباشرةً فإنّكم تجدونني آتيكم بسلطان العلم الذي ألهمني به ربي في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، كون الإمام المهديّ لا يحفظ القرآن عن ظهر قلبٍ، وعلى كلّ حالٍ نعود لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الشورى]، فأما الطريقة الأولى لوحي التّفهيم في قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا} فقد بيّنّاها لكم بالحقّ فذلك هو وحي التفهيم، وأما الطريقة الثانية فهي وحي التكليم من وراء الحجاب في قول الله تعالى: {أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ}، وأما الطريقة الثالثة فهي إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم.

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ الله أراني المسيح الكذاب في المنام،
    [ وقال المسيح الكذاب: "أنا الله وعندي جنة وعندي نار"، ومن ثم نظر إلى الإمام ناصر محمد اليماني نظرة حقدٍ شديدةٍ وقال: "وأنا الذي أنزلت القرآن"، ومن ثم رددتُ عليه وقلت له: أنت الذي أنزل القرآن؟ قال: "نعم"، ومن ثم حاججته بقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم، ومن ثم تقدمتُ إليه حتى صار أنفي على مقربة من أنفه و قلت له: فكيف تكلِّمنى مواجهةً ونحن نراك؟ فغلبتُه بالحقّ وكنت أسمع صرير أسنانه من الغيظ، ومن ثم قال: "حرام وطلاق إني الله"]
    انتهت رؤياي للمسيح الكذاب وأقمت عليه الحجّة من محكم الكتاب، فحاجّوه بذلك إن كنتم تؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم.

    ويا قوم اتقوا الله واتبعوا الحقّ من ربّكم فلم يحتجب الربّ عن الأبصار حتى تؤمنوا به عن ظهر الغيب؛ بل لأنه لا يستحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيء مثله يساويه في العظمة الذاتية ولكنه قال تعالى:
    {
    لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11]، وقد ضرب الله لكم المثل على الواقع الحقيقي لماذا لا يتجلى لأبصار خلقه أجمعين، كون أبصار خلقه أجمعين لا تتحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وضرب الله المثل على ذلك الجبل العظيم. وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذاً يا قوم إن من صفات الربّ أن يكلم عباده من وراء الحجاب سواء في الدنيا أو الآخرة. وقال الله تعالى:
    {
    وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فما هو ذلك الغمام؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب أنّه حجاب الربّ سبحانه بين العبيد والرب المعبود. وقال الله تعالى:
    {
    هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ من ربهم سوف يتركون جميع هذه الآيات المحكمات البيّنات للعالم والجاهل وكأنهم لم يسمعوا ويذهبون إلى الآيات المتشابهات ليحاجّوا الإمام المهديّ برؤية الله جهرة فيقولون: "قال الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة]".

    فوقعوا في المتشابه، ألا وإنَّ التشابه هو في قوله تعالى:
    {نَّاظرَةٌ}، فظنوا أنه يقصد الناظر بالنظر وهو يقصد الانتظار، كمثل قول ملكة سبأ {
    فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل:35] أي منتظرة، وكذلك قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾}، فهو يقصد الوجوه الباطنة التي يتعامل الله معها وهي القلوب. وقال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فذلك هو الوجه المقصود وقد بيّنه الله لكم في ذات الموضوع أنّ وجوهاً تنتظر الرحمة من الله ووجوهاً تنتظر أن يفعل بها فاقرة. ولذلك قال الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، إذاً هو يتكلم عن المنتظرين لرحمته والمنتظرين لعذابه كلٌّ حسب ظنه في ربه؛ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴿٢٥﴾}.

    ويا قوم لم يأمركم الله أن تتّبعوا ظاهر المتشابه كونكم إذا اتبعتم المتشابه من القرآن الذي لا يزال بحاجة للتأويل وتركتم الآيات المحكمات البيّنات هنَّ أمّ الكتاب في قلب وذات الموضوع فإذا تركتموها واتبعتم الآيات التي لها تأويل غير ظاهرها ففي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ في آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم هنّ أمّ الكتاب، وبذلك تعلمون الذين في قلوبهم زيغ عن الحقّ المحكم في آيات أمّ الكتاب ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وإن كان الحقّ مع الشيعة في هذه العقيدة بعدم رؤية الله جهرةً فإنّهم على ضلالٍ مبينٍ في عقائد أخرى كمثل عقيدتهم في عصمة الأنبياء والأئمة من الخطيئة عصمة مطلقة، وتجدونهم يحاجّون الناس بقول الله تعالى:
    {
    وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم [البقرة].

    فوقعوا في المتشابه كون التشابه بالضبط هو قوله تعالى:
    {
    قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، فظنَّ الشيعة أنّهُ يقصد ظلم الخطيئة بقوله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، ولكنه يقصد ظلم الشرك بالله، فكيف يُخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد من كان في قلبه ظلمٌ الشرك بالله؟ ولكن يا معشر الشيعة لو أنكم تركتم هذه الآية التي لا تزال بحاجة للتأويل واتبعتم العقيدة الحقّ في محكم كتاب الله عن عدم عصمة المرسلين من الخطيئة ومن تاب فإن ربي غفورٌ رحيم. وقال الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].


    وتجدون رسول الله موسى حين ظلم نفسه بارتكاب الخطيئة فقتل نفساً بغير الحقّ فتاب إلى ربّه وتاب الله عليه. وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤﴾ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾}.

    إذاً يا معشر الشيعة الاثني عشر إنّ في بيانكم للقرآن تناقضاً كبيراً وكان سبباً لشرك كثيرٍ منكم بالمبالغة في الأئمة المصطفين هو اتّباعكم للمتشابه في قول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، فظننتم أنه يقصد ظلم الخطيئة وهو يقصد ظلم الشرك، فكيف لإمام أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور فيهديهم إلى صراط العزيز الحميد وقلبه ليس سليماً من ظلم الشرك بالله؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا معشر الشيعة والسُّنة وجميع الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم من العلم فرحون، إنّما جعل الله الإمام المهديّ حكماً بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون، ولا ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم بل أُصَدِّقُ ما كان من الحقّ لديكم وأخالفكم إلى الحقّ فيما كنتم عليه من عقائد الباطل، وما ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ إذا تبيّن لكم الحقّ فلا تنصتوا وقولوا أضعف الإيمان إنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني في المسألة الفلانية ولكن لا يعني هذا أنّه المهديّ المنتظَر حتى يصدقه الله الرؤيا بالحقّ فنجده قد هيمن بالحقّ في جميع مواضيع الحوار في دين الله ويهيمن علينا في جميع ما كنا فيه نختلف فلا يجامل هذا ولا ذاك على حساب الدين وما ينبغي له إن كان الإمام المهديّ الحقّ فلا يخاف في الله لومة لائم وسوف يظهره الله شِئنا أم أبينا بعذابٍ شديدٍ لئن أعرضنا عن اتّباع الحقّ من الله العزيز الحكيم.

    وأما الذي يسأل عن قول الله تعالى:
    {
    وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم [التوبة]. وتجد الجواب في قول الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} صدق الله العظيم [الصف:5]، أي فلما زاغوا عن اتباع الحقّ من ربهم: {أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

    ولكني أراك تريد أن تقول: "إنما الحجّة هم الأنبياء والمرسلون على الناس، وبما أنّ ناصر محمد اليماني ليس بنبيٍّ ولا رسولٍ فإذاً لا ولن يعذبنا الله أبداً لو لم نتبعه كونه ليس من الأنبياء والمرسلين!"، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّك أنت الحكيم الرشيد ولم يجعل الله الحجّة على عباده في ذات الأنبياء بل جعل الله الحجّة على عباده هو في الكتاب الذي يحاجّون به أنبياءه والمهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً الحجّة على العباد ليست في ذات الأنبياء ولا المهديّ المنتظَر بل الحجّة لله عليهم حتى عذبهم هو كفرهم بآيات الكتاب التي تتلى عليهم. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    إذاً لِمَ يعذب الله عباده الذين كذبوا بأنبياء الله، أبسبب أنهم كذبوا بأنبياء الله؟ بل بسبب أنّهم كذبوا بآيات الكتاب التي يتلوها عليهم أنبياء الله، ومن كذب بأنبياء الله الحقّ فهو لم يكذب بأنبياء الله أصلاً بل هو كذب بآيات الله التي يتلوها عليهم أنبياء الله. ولذلك قال الله تعالى:
    {
    فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فمن كذّب بدعوته إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإنه لم يكذب ناصر محمد اليماني بل كذب بكتاب الله القرآن العظيم، ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. وقال الله تعالى:
    {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم من ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظر لحجّة الله على عباده يوم القيامة:
    {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، ولكنك أخي الكريم إنك كنت تريد أن تستنبط من الكتاب أنه لن يعذب الله البشر بسبب تكذيبهم بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كون المهديّ المنتظَر لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً، ولكن المهديّ المنتظَر يردّ عليك بالقول المختصر وأقول: فلن يعذب الله البشر بسبب تكذيبهم بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بل بسبب اعراضهم عن اتباع الذِّكر الذي يدعوهم إليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني. وقال الله تعالى: {
    تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦} [الجاثية:6].

    وقال الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  2. افتراضي

    رد: دعوه للنقاش


    اقتباس المشاركة 36866 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 33 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 02 - 1432 هـ
    04 - 02 - 2011 مـ
    04:09 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    نفي رؤيــــــة ذات الله جهرةً بالبصر ..

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: هل ينبغي لله سبحانه أن يكذب في قوله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ والجواب تجدونه في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلً} صدق الله العظيم [النساء:122].

    إذاً يا قوم فكيف أنّ الله يفتينا في محكم كتابه أنه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح في الطوفان كونكم تجدون فتوى الله جليةً واضحةً بينةً محكمةً للعاقل والجاهل وللعالِم والأُمي ولكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ يفتيكم الله أنه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
    {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، فسألتكم بالله العظيم فهل ترون أنّ هذه الآية من الآيات المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، أم إنّها من الآيات المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحق؟ فكيف أنّ الله يفتيكم في محكم كتابه أنّه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم؟ ولكن أبا حمزة لا يُكذِّب الإمام ناصر محمد اليماني بل يكذب بفتوى الله في محكم كتابه: {وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم.

    إذاً فتعالوا لنرجع للعقل والمنطق لو أنّ أحداً من أبناء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام غرق في الطوفان الذي أصاب قوم نبيّ الله نوح الكافرين فماذا سوف يكون جواب العقل والمنطق؟ فحتماً سوف يقول إذاً تبين أنّه أحدٌ من أبناء نبيّ الله نوح غرق في الطوفان فهذا لا شكّ ولا ريب أنه ليس ابنه، بمعنى أنّ امرأته أمّ الغريق خانت نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام لا شكّ ولا ريب، وهذا ما يقوله العقل والمنطق، فتعالوا لنرجع إلى كتاب الله لننظر هل وافق فتوى العقل والمنطق؟ فتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ﴿٤٢﴾ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿٤٣﴾ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾ وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    إذاً يا قوم قد جاءت الفتوى الحقّ مصدقة لتحليل العقل والمنطق، فتبين لكم أنّ إحدى نساء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام خانته وهي كذلك من الكافرين وفرّق الله بينها وبين نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام ودليل خيانتها قول الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم، إذاً يا قوم لقد خانت أم ذلك الولد زوجها فهو ليس من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام، وكذلك تجدون فتوى الخيانة في قول الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠} صدق الله العظيم [التحريم].

    ويا أبا حمزة، وتالله لو لم أجد في كتاب الله إلا هذه الآية في هذا الشأن وهي قول الله تعالى:
    {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} صدق الله العظيم؛ لاتّبعتُ فتواك واعترفت بالحقّ أنها خيانة الكفر فقط ولا غير ولما تجرأت أن أُفتي بزناها لو اجتمع على الفتوى بزناها كافة علماء الجنّ والإنس لما أفتيتُ بذلك ولقلت أنّها خيانة في الإيمان فقط، ولكن يا أبا حمزة ليس الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من الذين قال الله عنهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

    فلو أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يتّبع فتوى أبي حمزة المصري وأقول إنّما هي خيانة في الكفر فقط! إذاً فقد كذّبت بآياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وكذلك بقول الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم [هود:45-46]، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم يا أبا حمزة محمود المصري ما دُمتُ حيّاً؛ بل أراك تقول أنّك كتبتَ ردك الأخير دون أن تطلع على ما أنزلناه من بيانات بالحقّ من بعدك، ولذلك قال أبو حمزة:
    اقتباس المشاركة :
    (لم أقرأ كل الردود لإنشغالي الشديد ويبدو لي أن اليماني لا يزال في تخبط)
    انتهى الاقتباس
    انتهى..

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: بل قرأت فتوى الإمام ناصر محمد اليماني بنفي رؤية ذات الله جهرةً بالبصر، وتبين لك الحقّ من ربّك أن الحقّ هو مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كونه أثبت أن عدم رؤية ذات الله جهرةً بالأبصار من صفات الربّ الأزليّة فلا تبديل لصفاته الأزليّة سبحانه لا في الدنيا ولا في الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وحتى لا يفتنكم المسيح الكذاب الذي يدعي الربوبيّة فيكلِّمكم جهرة وتحيط برؤيته أبصاركم، ولذلك أفتاكم الله ربكم أنها لا تحيط برؤية عظمة ذات الله سبحانه أبصار خلقه جميعاً. ولذلك قال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم، وعلّمكم عن السبب لماذا لا تحيط برؤيته أبصار خلقه، فأفتاكم الله أنّ ليس ذلك حتى تؤمنوا به وأنتم لم ترونه بل كون أبصار خلقه جميعاً لا تستحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه ولذلك ضرب لكم ولنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام المثل الحقّ على الواقع الحقيقي وجعل الله فتوى رؤية عظمة ذات الله متوقفة على ثبوت الجبل العظيم وتحمله لرؤية عظمة ذات الله، فإن استقر الجبل العظيم مكانه متحملاً رؤية عظمة ذات الله سبحانه فسوف ترون عظمة ذات ربكم سبحانه، وتعالوا للنظر إلى النتيجة بالحقّ على الواقع الحقيقي ماذا حدث؟ وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا لقول نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام من بعد أن ضرب الله له المثل العملي على الواقع الحقيقي عن سبب عدم رؤية عظمة ذات الله جهرة حتى إذا أفاق نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن خرَّ صريعاً مغشياً عليه مما حدث للجبل العظيم الذي لم يتحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه، ومن ثم تاب نبيّ الله موسى عن معتقد رؤية عظمة ذات الله جهرة بالأبصار وقال:
    {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ولكن يا معشر الباحثين عن الحقّ فهل تعلمون لماذا أعرض محمود أبو حمزة عن فتوى الإمام ناصر محمد اليماني عن نفي رؤية عظمة ذات الله جهرةً بالأبصار؟ كون أبو حمزة يرى أنّ هذه الفتوى الحقّ التي أفتى بها الإمام ناصر محمد اليماني عن عدم رؤية ذات الله جهرة، فهذا يعني أنّ المسيح الكذاب سوف يعجز تماماً عن فتنة المسلمين كونهم سوف يحاجّونه بالمعتقد الحقّ بصفات الله الذاتيّة في قول الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثمّ فما كان من أبي حمزة محمود إلا أن يُعرض عن فتوى الإمام ناصر محمد اليماني عن فتوى رؤية عظمة ذات الله جهرة وكأنه لم يقرأ آيات الكتاب المحكمات التي تنفي عدم رؤية عظمة ذات الله جهرة! ومن ثم عاد ليحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني عن زنى إحدى نساء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام كونه يريد أن يضيع وقت الإمام ناصر محمد اليماني في مسألةٍ خصوصية لا تنفع المسلمين بشيء كونه يرى أن الإمام ناصر محمد اليماني يصحِّح معتقد المسلمين في مسائل عقائديّة كبرى وفقهية، ولا يزال يصدّ عن الإمام ناصر محمد اليماني صدوداً كبيراً كونه يرى أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينسف عقائد الباطل المفتراة في السُّنة النبويّة نسفاً بمحكم كتاب الله فيثبت بالبرهان المبين الأحاديث الحقّ في السُّنة النبويّة عن عدم رؤية ذات الله جهرةً لا في الدنيا ولا في الآخرة، تصديقاً لفتوى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح مسلم قال: (عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال:
    [ رأيت نورًا ] صدق عليه الصلاة والسلام).

    كوني أجد في كتاب الله أنّ نور ذات الله سبحانه يخترق إلى الأبصار من وراء الحجاب إلى أرض المحشر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنما يشرق نور ذات الله سبحانه من وراء الحجاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم [البقرة]، ونور ذات الله سبحانه يشرق من وراء الغمام.

    ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة ممن يبالغون في الإمام المهديّ بغير الحقّ أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر فإن المهديّ المنتظَر إذا ظهر أشرقت الأرض بنور المهديّ المنتظَر فيستغني البشر عن ضوء الشمس والقمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فهل فهمت الخبر يا ناصر أم لم تقرأ الخبر اليقين لدينا بما يلي عن الإمام الرضا:
    اقتباس المشاركة :
    إن للإمام المهديّ صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين عليهم السلام وصفات خاصة به،ويكفي أن نقرأ قوله تعالى: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيء بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحقّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( سورة الزمر:69 ). فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى، فقد ذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بن شاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم، روايات في تفسيرها. قال القمي رحمه الله:2/253(حدثنا محمد بن أبي عبدالله عليه السلام قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا: ربّ الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام.
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى

    بل يا أيها المهديّ المنتظَر الكذاب ناصر محمد اليماني إن دليل كذبك على إنّك لست المهديّ المنتظَر كون الإمام الحجّة محمد الحسن العسكري هو وجه الله تعالى، لكن أي وجه لله هو عليه السلام؟ نقرأ في دعاء الندبة:
    اقتباس المشاركة :
    أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء، ولنفهم هذه الكلمة العميقة ينبغي أن نعرف هؤلاء الأولياء الذين يتوسلون الى الله تعالى بوجهه الذي هو الإمام المهديّ عليه السلام، فلنقرأ من صفتهم في القرآن: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ( سورة يونس:62-64 )، فلا بد أن يبلغوا هذه الدرجة العالية حتى يكونوا أهلاً لشرف التوسل الى الله بحجته الإمام المهديّ عليه السلام! روحي وأرواح العالمين لك الفداء من جوهرة مخزونة بالأسرار.
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    بل يا أيها المهديّ المنتظَر ناصر الكذاب فلن نصدقك بزعمك أنّك صاحب علم الكتاب المهديّ المنتظَر حتى لا نرى لك ظلاً في النهار! وكذلك إذا ذهبت للغائط حتى إذا وليت فننظر هل ابتلعت الأرض الغائط الذي تركته بل تكون رائحته أطيب من المسك حتى لا نشم لأذاك رائحةً وبولك مسك، أم لم تقرأ ما لدينا في الأثر عن أئمة آل البيت المطهر عن صفات المهديّ المنتظَر بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    روى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفى قال: حدثنا على بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلى الله عليه وآله قال: للإمام علامات:
    (يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس وأسخى الناس، وأعبد الناس، ويولد مختوناً، ويكون مطهراً، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظل، وإذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعاً صوته بالشهادتين، ولا يحتلم، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ويكون محدثاً، ويستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يرى له بول ولا غائط، لأن الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه، وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك)
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربي وهل كنت إلا بشراً وإماماً كريماً؟ ولم أجد أن غائطي تبتلعه الأرض كما تزعمون! ولم أجد لبولي رائحة المسك كوني بشرٌ مثلكم، فلا فرق بيني وبينكم شيئاً يا من تبالغون في المهديّ المنتظَر بغير الحقّ فقد أشركتم بالله حتى تتوبوا إلى الله متاباً، فلا يحزن الصالحون الذين يريدون الحقّ منكم فتوى الإمام ناصر محمد اليماني، فاتقوا الله وما كان للمهديّ المنتظَر الحقّ أنْ يتّبع أهواءكم ولم يجعل الله الحجّة لكم أنَّ المهديّ المنتظَر لا تبتلع الأرض برازه عند الغائط ولم يجعل الله الحجّة لكم أنَّ المهديّ المنتظَر الحقّ رائحة بوله كرائحة المسك! فكم أنتم قوم جاهلون بالغُلُوِّ في شأن المهديّ المنتظَر بغير الحقّ حتى كان سبباً في شرك كثير منكم بربّ العالمين.

    وأما أهل السُّنة والجماعة فحقَّروا من شأنه حتى جعلوا أنفسهم أعلم منه وأنّهم من يُعرِّفونه على شأنه فيهم فيجبِرونه على البيعة وهو صاغر! فما أعظم جهلكم يا معشر الشيعة والسُّنة إلا من رحم ربي منكم فاتّبع الحقّ من ربه والحقّ أحقّ أن يتبع.

    ويا قوم أفلا أدلكم عن حجّة الله عليكم يوم القيامة، فتعالوا لننظر فتوى الله في محكم كتابه عن حجته على عباده يوم القيامة، وسوف تجدونها آيات الكتاب البيّنات حجّة الله على الجنّ والإنس إلى يوم القيامة، ولذلك سوف يقيم الله عليكم الحجّة أنه أنزل إليكم الكتاب لأتباعه. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} [طه].

    وقال الله تعالى:
    {بَلَى قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر:59].

    فقد جعل الله كتابه القرآن العظيم حجته عليكم فيعذِّبكم لو لم تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم. وقال الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    لا قوة إلا بالله! كيف أنّي أرى أنّ الله قد أعمى بصائركم عن الحقّ من ربّكم مهما جادلتُكم بمحكم كتاب الله فلن يتّبعه الذين تأخذهم العزّة بالإثم منكم ولن يتّبعه الذين فرحوا بما عندهم من العلم المفترى من الشيطان ما خالف لمحكم القرآن، فيا عجبي منكم يا قوم عجباً شديداً! فكيف أُلزمكم بالحقّ وأنتم للحقّ كارهون! كوني أدحض حججكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، فأمّا طائفة منكم فيتّبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ويحسبون أنّهم مهتدون وهو عليهم عمًى كونهم فرحين بما لديهم من العلم في الروايات والأحاديث، أفلا يعلمون أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في الأحاديث والروايات أنّه من افتراء الشيطان الرجيم - إبليس - على لسان أوليائه ليجادلوكم به الذين اتّبعوا افتراء الشياطين ويحسبون أنّهم مهتدون، فبأي حديثٍ بعد حديث الله المحفوظ من التحريف تؤمنون، ومن أصدق من الله قيلاً؟

    ولربّما يودّ أحد الذين يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم وهم به كافرون أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني ما خطبك تحاجنا وكأنّنا معشر المسلمين كافرون بكتاب الله القرآن العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً لماذا لا تتّبعوه إن كنتم صادقين؟ ولكن مثلكم كمثل الذين قالوا سمعنا وعصينا فهم يؤمنون بالحقّ من ربهم ولكنهم لا يتّبعونه بل يتبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله، فما أشبهكم باليهود يا معشر المعرضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، لقد اختلفتم في رؤية الله جهرة اختلافاً كبيراً وإنّما جعلني الله حكَماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون وأرى بعض الجاهلين يحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: "لقد سبقه قوم آخرون في الحكم في تلك المسألة". ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فكم أنت من الجاهلين! فقد سبقت فتوانا بالحقّ أن الإمام المهديّ المنتظَر لم يبعثني الله بدينٍ جديدٍ وإنّما أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لعرض ما وجدتم عليه من آبائكم من الأحاديث والروايات، فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فهو حديث مفترى جاءكم من عند غير الله، ولن تجدوني أنتمي إلى أيٍّ من الذين فرقوا دينهم شيعاً بل أدعوكم إلى كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ولا يهمني شيئاً رواة الحديث سواء كانوا ألف راوٍ أو آحاد إذا خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فسوف تجدونني أنسف الحديث المفترى نسفاً ولا أبالي برضوانكم شيئاً؛ بل مصدق لفتوى الله في محكم كتابه لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ أنّ ما كان منها من عند غير الله فسوف تجدون بينها وبين محكم كتاب الله القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ولن أتّبع لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى ولو اجتمعت على روايته جميع علماء الجنّ والإنس لكذبتهم ولا أبالي.

    ويا قوم إنّي أرى أناساً منكم يتساءلون: لماذا لم يُصدِر ناصر محمد اليماني بياناً بفتوى ما يحدث في بعض دول المنطقة العربيّة هذه الأيام، فكأن الأمر لا يهم ناصر محمد اليماني شيء؟ ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إني لا أريدُ أن أعرِّضَ أنصاري للخطر كون أعداؤهم سوف يستغلون الفتوى لو أُفتي أنصاري بالاشتراك بالمظاهرات ضدّ الذين يظلمون الشعوب بغير الحقّ، إذاً فمن عُلِم به من أنصار الإمام ناصر محمد اليماني بين المتظاهرين فسوف يلقون القبض عليه من بين المتظاهرين ويزعمون أنّهم ممن يحرِّضون للمظاهرة كونهم اتّبعوا فتوى إمامهم، ولكن حفاظاً على أنصاري لم نعرِّضْهم للخطر، فلم نأمرهم بذلك ولم ننهَهم عن ذلك.

    وأما بالنسبة لليمن فهو يختلف عن الشعوب العربيّة جميعاً كونه شعبٌ مسلحٌ، فمن لا يملك الرشاش الآلي منهم فهو يملك أقل شيء السلاح الأبيض (الجنبية اليمانيّة)، وحفاظاً على الشعب اليماني أوجِّهُ الأمر إلى أنصار المهديّ المنتظَر في اليمن بعدم الاشتراك في المظاهرة كون ضررها سوف يكون أكبر من نفعها، ولا ينسوا فتوى الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ أنه لا ينبغي أن يذهب الرئيس علي صالح من السلطة من قبل أن يسلم القيادة اليمانيّة إلى المهديّ المنتظَر، فذلك ما أعلمه من الله أنّ الذي سوف يسلم قيادة اليمن إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو الرئيس اليماني علي عبد الله صالح، وما أعلمهُ أنّه سوف يسلِّمها بكل قناعةٍ عن طيب نفسٍ وليس كرهاً، غير أنّي لا أعلم عن الأسباب التي جعلته يسلِّمها، فهل بسبب كوكب العذاب؟ أم بسبب البيان الحقّ للكتاب؟ أم بسبب مكر العرافين؟ كونه سيتبيّن له أنّ العرافين حقاً أولياء الشياطين، وسيتبيّن له أنّهم كانوا يحذِّرونه من القبيلة التي منها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولن يتبيّن له أنّ العرافين أولياء الشياطين وأنهم لا يُحذِّرون إلا من الصالحين حتى يعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تخاف أم موسى على ولدها الطفل الرضيع من فرعون وجنوده؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم [القصص:4].

    وثمة سؤال آخر وهو لماذا يذبح أبناءهم الرُضع؟ ولذلك قال الله تعالى لأم موسى:
    {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:7].

    وذلك لأنَّ العرافين أولياء الشياطين أخبروا فرعون بخطفة غيبية وقالوا: يا فرعون لقد ولد هذا العام مولود في بني إسرائيل وسوف يذهب ملكك إليه فقال فرعون: وهل تعلمون من يكون؟ فقالوا: لا نعلم إلا أنّه وُلد في بني إسرائيل هذا العام. ومن ثم قال فرعون: إذاً فسوف نصدر الأمر إلى جنودنا بالقيام بذبح الجيل الذين ولدوا جميعاً في هذا العام في بني إسرائيل فلا نبقي منهم أحداً حتى نضمن أننا قمنا بقتل ذلك الطفل الذي سيؤول إليه ملكنا.

    وقد قام بذبحهم جميعاً فلم ينجُ منهم أحدٌ إلا الطفل الرضيع موسى عليه الصلاة والسلام، وأراد الله أن يلقِّن الذين يصدقون العرافين درساً في العقيدة أنّ الخطفة إذا كانت حقيقية فلن يغيِّروا من القدر المقدور في الكتاب المسطور وأنّ الله بالغُ أمره. وقال الله تعالى: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم، ويريد الله أن يذهب به اليم ليلقيه بساحل آل فرعون لكي يقوم فرعون بتربيته بنفسه. وقال الله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً} [طه:39].

    وذلك لأن الله ألقى في قلب آسيا امرأة فرعون - عليها الصلاة والسلام - الحبّ للطفل الرضيع موسى - عليه الصلاة والسلام - وهي لم تنجب من فرعون شيئاً وأراد فرعون أن يقتل ذلك الطفل الرضيع خشية أن يكون هو الطفل الذي سوف يؤول إليه ملكه ولكنه ليس متأكداً أنّه من بني إسرائيل فلعل نهر النيل جاء به من مكانٍ بعيدٍ ولذلك لم يصر على قتله بل قالت امرأة فرعون لزوجها:
    {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١١﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أن ما فعله فرعون من حركة مضادة حتى لا يتحقّق ما كان يحذره بسبب مكر أولياء الشياطين لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام فهل تحقّق المقصود ولم يحدث ما يحذر منه؟ بل لم يغنِ عنه ذلك شيئاً، ولكن يا قوم أفلا تعلمون لو أنّ فرعون صدّق بالحقّ من ربه فإنَّ الله سوف يمحو ما في الكتاب فيزيد فرعون عزّاً إلى عزّه وذلك لو أنّه اتّقى ربّه وخشيه فاتّبع الحقّ من ربِّه ولذلك قال الله لنبيه موسى وأخيه هارون أن يقولا لفرعون قولاً ليّناً لعله يتذكر أو يخشى. وقال الله تعالى:
    {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [طه].

    وما يستفاد من هذه القصة بالحقّ هو أنّ العرافين حقاً لا يحذّرون إلا من الصالحين، ألم يحذّروا فرعون من موسى وهو من الصالحين؟ وكذلك الإمام المهديّ الذين يحذّرك من قبيلته العرافون، يا أيها الرئيس علي عبد الله صالح ألا والله لئن صدّقت بالحقّ لا يزيدك الله إلا عزاً إلى عزك، وعلى كلّ حالٍ إنّك تعلم أنّي لم أفترِ عليك بغير الحقّ وأنّ العرافين المشعوذين حقّاً يحذّرونك من هذه القبيلة التي منها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. ألا والله لن ينفعك أنّك تمنعنا حقوقنا ولن ينفعك أنّك تحرمنا من المادة علّه لا يحدث ذلك؛ بل والله الذي لا إله غيره لا يُسلِّم الراية إلينا سواك سواء عن قناعة ذاتيّة بسبب البيان الحقّ للكتاب أو بسبب مرور كوكب العذاب فأقول: العلم عند الله فكل ما أعلمه أنّ علي عبد الله صالح هو من سوف يسلّم الراية اليمانيّة إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وليس إيماني بذلك بسبب خزعبلات الشيعة فمنها الحقّ وأكثرها باطل كانت سبب ضلال الحوثيّين؛ بل لأنّي أعلم ذلك بفتوى من الله، فلن يذهب من السلطة من قبل تسليم القيادة بإذن الله والله على كلّ شيءٍ قديرٌ وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النشور.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


    اقتباس المشاركة 36871 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 36 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 03 - 1432 هـ
    09 - 02 - 2011 مـ
    02:00 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    دعوة الإمام المهديّ بعدم المبالغة في الأنبياء والأئمة ونسائهم بغير الحقّ ..

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أبا حمزة وجميع الذين لا يوقنون بفتوى الله في مُحكم كتابه بقوله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، فهو يتكلم سبحانه عن عذاب الطوفان وأفتاكم ربّ العالمين أنّه أنجى رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام وأهله وذريته، ولم أجد أنّ الله استثنى منهم أحداً؛ بل قال االله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم، ومن خلال ذلك يوقن أولو الألباب أنّ الذي أغرقه الله ليس من ذريته.

    ومن ثم حاجّني أبو حمزة بقول الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ} صدق الله العظيم [هود:42]، ثم رددنا عليه أنه يُعتبر أبوه بالتّبني وأتيناه بالبرهان المبين عن الأبوين الصالحين اللذين لم يكن لديهما أولاداً وقاموا بتربية ولدٍ تمّ وضعه على باب دارهم وهو من ذريات الشياطين، وقاموا بتربيته لوجه الله الكريم، وتبنّوه وهو ليس من ذريتهم، وجئناك بالفتوى من محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١} صدق الله العظيم [الكهف].

    ومن ثمّ وجدنا أبا حمزة يحرّف كلام الله المحكم عن مواضعه المقصودة أنّه لا يقصد الله تعالى
    {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي من ذريتهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وها نحن نأتيه ببرهانٍ آخر في قصة رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [يوسف].

    والجميع يعلمون أنّ أحد الأبوين ليسا من أبوي رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام بل هي زوجة أبيه، وكذلك ابن نبيّ الله نوح - عليه الصلاة والسلام - وابن زوجته فأحدهم أبويه والآخر يعتبر أبوه بالتبني. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ} صدق الله العظيم [هود:42].

    وكذلك الله يخاطبنا بنية المنادي الذي نادى الرجل ذلكم بأنّ نبيّ الله نوح كان يظنه ابنه من ذريته، ولذلك قال:
    {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم، ولكن أبا حمزة مستمسك بهذه الآية يعتبرها برهاناً مبيناً أنّه ابنه من ذريته ونسي فتوى الله في محكم كتابه: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ونبي الله نوح قد علم أنّ ابنه لمن الكافرين كونه رفض أن يركب مع أهله في السفينة، ولكنه لا يعلم أنه ليس ابنه، ولم تتبيّن له خيانة أحد زوجاته إلا بعد فتوى الله تعالى لنبيه:
    {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم، أي أن سبب وجوده بسبب عملٍ غير صالحٍ من قِبَلِ إحدى زوجاته التي خانته مع أحد شياطين البشر وهو لا يعلم بمعنى أنّه ليس من ذريته ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    {يَا نِسَاء النبيّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:30]؛ وهذا يعني أنّ الله لم يعد أنبياءه أنه سوف يعصم زوجاتهم من الزنى؛ بل ذلك يعود لتقوى زوجاتهم ولذلك قال الله تعالى: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾ يَا نِسَاءَ النبيّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} صدق الله العظيم [الأحزاب:31-33]، ولكن امرأة نوح اقترفت عملاً غير صالح وكان ذلك سبب وجود ذلك الولد الذي ليس من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام.

    ويا علماء المسلمين وأُمَّتهم إنما نفتيكم بما أفتاكم الله في محكم كتابه بآياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم فلماذا يكذّب كثيرٌ منكم بفتوى خيانة إحدى نساء نبيّ الله نوح وإحدى نساء نبيّ الله لوط؟ وأما سبب عدم حمل إحدى نساء نبيّ الله لوط التي خانت زوجها فهي خانته وهي عجوز عاقر قاعد من الحيض. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولا أعلم أن عجوزاً قاعداً من الحيض تحمل أبداً إلا بمعجزة من ربّ العالمين كمثل زوجة نبيّ الله إبراهيم التي بشّرها الله أنّها سوف تحمل من زوجها بغلامٍ عليمٍ فكان ذلك لدى نبيّ الله إبراهيم وزوجته أمرٌ عجيبٌ خارقٌ عن العادة، ولذلك قالت امرأة نبيّ الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام:
    {قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [هود:72].

    وهذا ردنا على عدم حمل زوجة نبيّ الله لوط من الزنى كونها عجوزاً عقيماً قاعداً من الحيض، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ويا أحبتي في الله جميعاً ما كان للإمام المهديّ أن يتّبع أهواءكم بغير الحقّ فذلك من مبالغتكم في نساء الأنبياء بشكلٍ عامٍ بأنّهن طيّباتٍ طاهراتٍ وتريدون أن تجعلوهنّ جميعاً معصومات من الخطيئة، ولكن التي أحصنت فرجها منهن كمثل جدتي عائشة عليها الصلاة والسلام تجدون أنّ الله دافع عنها وبرأها في محكم كتابه بقوله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم [النور].

    ولكن ليس معنى ذلك أنّ نساء الأنبياء معصومات من الخطيئة، فبرغم أنّ نساء الأنبياء هُنّ أمهات المؤمنين الذين صدقوهم فاتبعوهم ولكن ليس معنى ذلك أنّهن معصوماتٌ من الخطيئة؛ بل حذرهن الله من ارتكاب الفاحشة كونهن لسنَ كأحدٍ من نساء المسلمين فخطؤها عظيم حين تغشّ زوجها ببهتانٍ مبينٍ ليس من ذريته، فذلك له عواقب وخيمة على الإسلام والمسلمين، ولذلك تجدون أنّهن برغم أنّهن أمّهات المؤمنين ولكن لا يعني ذلك أنّهن معصومات من الخطيئة فيتبرجن أمام المؤمنين من غير محارمهن؛ بل تجدون أنّ الله حذرهن من التبرّج وحذّرهن من أن يخضعن بالقول اللطيف لأحدٍ من غير محارمهن. وقال الله تعالى:
    {يَا نِسَاءَ النبيّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} صدق الله العظيم [الأحزاب:32-33].

    والحكمة من ذلك لأنّ امرأة النبيّ إذا تبرجت فأظهرت مفاتنها للرجال وخضعت لهم بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيراودها عن نفسها فتقع في الخطيئة كونهن لسنَ معصوماتٍ من الخطيئة كما تعتقدون بغير الحقّ بسبب المبالغة في الرسل، ولكن الله يقول الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، فلو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم أنّ نساء الأنبياء والأئمة معصومات من الخطيئة إذاً لعرّض الإمام المهديّ نساءه إلى ارتكاب الخطيئة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل نساء الرسل والأئمة لسن معصومات من ارتكاب الخطيئة إلا من يتقين الله فلا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ولا يخضعن بالقول فيطمع فيهن الذي في قلبه مرض، فاتقوا الله أحبتي في الله.

    وكأني أرى حبيبي أمير النور يتمنى لو يعدل إمامه عن فتوى زنى إحدى زوجات نبيّ الله نوح وإحدى زوجات نبيّ الله لوط، ولكن يا حبيبي في الله أمير النور ما كان للإمام المهديّ أن يتّبع أهواءكم فذلك سوف يكون سبب المبالغة في الأنبياء والأئمة ونسائهم بغير الحقّ؛ بل مثل الأنبياء وزوجاتهم كمثلكم وزوجاتكم معرَّضين للخطيئة إذا وقعنا في المحذور وخلا أحدنا بامرأة ليست زوجته ولا من محارمه فقد يوقعه الشيطان معها كما أوقع امرأة إحدى نساء نبيّ الله نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام! ألا وإنّ جميع الأنبياء والمرسلين وزوجاتهم ليسوا معصومين من الخطيئة إلا من اتقى الله ربه، وإنما التقوى تدفع عن الرسول ارتكاب الخطيئة، ولكن مهما كانت تقواه فإذا وقع في المحذور وخلا بامرأة ليست من زوجاته ولا من محارمه فقد توقعه نفسه في المحذور وإنما كرّه الله إلى أنفس الأنبياء والمرسلين والمؤمنين الكفر والفسوق والعصيان، ولكن إذا أوقع نفسه في المحذور وخلا بامرأة ليست من زوجاته فقد خلق الإنسان ضعيفاً، وبما أنّ رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام يعلم أنّه ليس معصوماً من ارتكاب الخطيئة برغم أنّ الله كرّه إلى نفسه الكفر والفسوق والعصيان، ولكنّه يعلم أنّه ليس معصوماً من الخطيئة وخُلِق الإنسانُ ضعيفاً. ولذلك ناجى ربه وقال:
    {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [يوسف].

    فلمَ المبالغة يا قوم في الأنبياء والأئمة ونسائهم؟ وإنما هم بشر مثلكم فما لكم كيف تحكمون؟ أفلا تعلمون أنّ سبب شرك كثيرٍ من المؤمنين هي المبالغة بغير الحقّ في الأنبياء والرسل والأئمة ونسائهم؟ بل نحن بشر مثلكم ونساؤنا بشر مثلكم وخلقنا الله ضعاف أمام شهوة النفس الأمارة بالسوء، وإنّما ينهى الإنسان التّقي نفسه عن الهوى بالعقل وبالمقاومة بعدم اتباع الشهوات، ألا وإنّما أمركم الله بغضِّ البصر وتحجّب نسائِكم تخفيفاً من ربّكم ورحمة كون الإنسان خلق ضعيفاً. وقال الله تعالى:
    {وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴿٢٧﴾ يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنكم تبالغون في أنبياء الله ورسله ونسائهم وذرياتهم برغم أنّهم بشر مثلكم كما أفتاكم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بما أمره ربه أن يقول:
    {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} صدق الله العظيم [فصلت:6].

    وكذلك جميع الرسل من ربّ العالمين يقولون لأقوامهم كمثل قول محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال الله تعالى:
    {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:11].

    وإنما يقاوم التقي شهوة نفسه فيمنعها من اتباع الشهوات ويُنيب إلى ربّه ليثبت قلبه، فما خطبكم تبالغون في أنبياء الله ورسله وزوجاتهم أنّهم معصومون من الخطيئة ولا ينبغي لأحد منهم أن يخطئ؟ وبسبب المبالغة بغير الحقّ كان السبب الرئيسي لشرك كثير من المؤمنين. وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

    وبسبب المبالغة فيهم زعمت الأمم أنهم شفعاؤهم يوم الدين وصنعوا لهم تماثيلَ أصناماً من بعد موتهم، وحصروا لهم الوسيلة إلى الله من دونهم حتى إذا جمعهم الله بأنبيائهم وقال لرسله:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويقصد: "أأنتم يا معشر الرسل أضللتم عبادي فحصرتم لكم الوسيلة إلى الله من دونهم ووعدتموهم بالشفاعة لهم بين يديّ؟". ومن ثم ردّ الرسل والأئمة المكرمون على ربّهم وقالوا:
    {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًاِ} صدق الله العظيم، ومن ثم ردّ الله على الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون بسبب المبالغة في الرسل والأئمة وقال لهم: {فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولكن لو يتّبع الإمام المهديّ أهواءكم وأقول كمثل قولكم أنّه لا ينبغي لأحدٍ من نساء الأنبياء والأئمة أن ترتكب الفاحشة إذا خلت برجلٍ غريبٍ أو تبرّجت أو خضعت للرجال بالقول وأقول كمثل قولكم أنّهن معصومات من الخطيئة كونهن من نساء الأنبياء والمرسلين والأئمة كونهم معصومين من الخطيئة إذا فلن تغنوا عني من الله شيئاً، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

    ويا أبا حمزة المصري إني لا أجبرك على المباهلة وإنما الذي أجبرني على أن أدعوك للمباهلة هو أنّك تدعو للإشراك بالله، ولربّما يودّ محمود أن يقاطعني فيقول: "ومنذ متى أدعو للإشراك بالله يا ناصر محمد اليماني؟"، ومن ثم نرد عليه ونقول: ذلك يا محمود كونك تدعو إلى تصديق عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وإنّي أشهدُ الله أنّي لمن أشدّ الناس كفراً بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فكيف يشفع العبد بين يدي أرحم الراحمين؟ فذلك مناقضٌ لصفات الرب، فكيف يشفع من هو أدنى رحمة من الله بين يدي الله أرحم الراحمين؟ ولذلك ضرب الله لكم مثل امرأة نوح ولوط بغض النظر عمّا فعلن، والمهم أنّ نبيّ الله نوح ونبي الله لوط لم يغنوا عن زوجاتهم من أصحاب النار شيئاً. ولذلك قال الله تعالى:
    {فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:10].

    ويا أحبتي في الله إنّما الإمام المهديّ بشرٌ مثلكم يدعوكم إلى ما دعاكم إليه الأنبياء والمرسلين:
    {اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

    وأدعوكم إلى عدم المبالغة في أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب ونسائهم كونهم بشر مثلكم ولا تحصروا الوسيلة إلى الله لهم من دونكم فإن فعلتم وحصرتم الوسيلة لهم من دونكم فقد عصيتم أمر الله إليكم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    فذلكم هو هدي الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم بالحقّ إلى يوم الدين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]، لم يحصروا الوسيلة لأحدٍ منهم من دون الله بل تجدونهم يتنافسون جميعاً إلى ربهم أيهم أقرب من غير تفضيل لعبد على عبد، ولكن الذين لا يؤمنون أكثرهم بالله إلا وهم مشركون سوف ينكرون ذلك على الإمام ناصر محمد اليماني ويقولون: "كيف تريدنا أن ننافس محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حب الله وقربه؟ بل هو الأولى أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الله منا ولذلك تجدنا نسأل الله له الوسيلة عند كل صلاةٍ كوننا نرجوا شفاعته بين يدي الله"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: فإني أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنكم إذاً لمن المشركين بالله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً كون الله إنما ابتعث رسله ليدعوا عباده إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويتنافسون في حبه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وينفون جميعاً شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وما ينبغي للإمام المهديّ أن يأمر أنصاره أن يذروا له الوسيلة إلى الله من دونهم بأنّ يسألوها له من دونهم إذاً فقد أمرتهم بالإشراك لو أفعل وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولم يأمر جدّي محمد رسول الله المسلمين أن يذروا له الوسيلة إلى الله من دونهم ولم يأمرهم أن يسألوها له من دونهم وما ينبغي له أفلا تتقون؟ ولماذا إذاً ابتعث الله أنبياءه ورسله والإمام المهديّ إلا ليخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة الربّ المعبود الله وحده لا شريك له، وكذلك يدعوكم الإمام المهديّ وأجاهدكم بكتاب الله القرآن العظيم جهاداً كبيراً لعلكم تتقون، ولكن أبا حمزة المحترم يصفني بالضال المُضِل للأُمة عن الصراط المستقيم ويصدّ عن اتباع ناصر محمد اليماني صدوداً كبيراً! فمن اتّبع محمود المصري وجعل الإمام المهديّ وراء ظهره فقد غضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً مهيناً وما بعد الحقّ إلا الضلال، فكيف يكون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ وهو يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يعبد سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ وكيف يكون الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ وهو يدعوكم إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم وسنة نبيّه الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم؟ وكيف يكون الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ وهو يدعوكم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف ويأمركم أن تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب آيات بيّنات لعالِمكم وجاهلكم والكفر بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة أفلا تتقون؟ ولكن أبا حمزة يصدّ عن هذه الدعوة المباركة صدوداً كبيراً في العالمين وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً مهينا إلا أن يتوب إلى الله متاباً.

    فكيف أنّي أجادله بآيات بيّنات من آيات أمّ الكتاب فيذهب إلى آياتٍ أُخر متشابهات ليُأوِّلَها من عند نفسه بغير سلطان العلم من محكم كتاب الله، ويا عجبي الشديد من بعض المؤمنين كيف أنّه يترك آيات محكمات بيِّنةٍ في قلب وذات الموضوع فيذهب إلى آياتٍ أخر متشابهاتٍ لا يعلم بتأوليهن ثم يأوِّلهن من عند نفسه! أولئك في قلوبهم زيغ عن الحقّ المحكم في آيات أمّ الكتاب البينات، ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    إي وربي ..
    {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد..

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •