الموضوع: سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 456
النتائج 51 إلى 56 من 56
  1. - 51 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 03 - 1432 هـ
    26 - 02 - 2011 مـ
    07:26 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد وآله الأطهار وجميع الانصار للحقّ من ربّهم في الأولين وفي الآخرين..
    ويا أيها المحمودي، إنّي أعلم أنّك لمن الكاذبين ولن تستطيع أن تبيّن أسلحة الدمار الشامل أو الإنترنت من القرآن العظيم شيئاً، وإنّك لمن الكاذبين الذين يقولون على الله غير الحقّ، ولا أعلم أنّه أُنزل بيانُ أسلحة الدمار الشامل أو الإنترنت في القرآن العظيم وإنّك لمن الكاذبين، ولكني أقولُ لك ما أمرنا الله أن نقوله لأمثالك:
    {
    قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    عدو شياطين البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    ________________


  2. البيان الحق في قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴿١﴾ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴿٢﴾ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴿٣﴾ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿٤﴾ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿٥﴾} صدق الله العظيم

    - 52 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 03 - 1432 هـ
    28 - 02 - 2011 مـ
    03:12 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    البيان الحق في قوله تعالى:
    { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴿١﴾ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴿٢﴾ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴿٣﴾ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿٤﴾ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿٥﴾ } صدق الله العظيم [العاديات].

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين إلى الناس كافة وكافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والإنس وأصلي عليهم وعلى آلهم الطيبين وجميع المسلمين وأسلمُ تسليماً..
    ويا أيها الشيخ الكريم الذي ردّ علينا باسم الإدارة، لا تكن شخصاً مجهولاً يحاور الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل عرّفنا على شخصكم الكريم لكي نعلم من تكون وجميع المسلمين المتابعين لهذا النبأ العظيم، وأقِمْ الحجّة بالحقّ على الإمام ناصر محمد اليماني إنْ كنت تراه ليس إلا كمثل الذين يدّعون المهديّة بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتاب منير، وهيهات هيهات.. وأقسمُ بربّ الأرض والسماوات إنّي الإمام المهديّ أجادلكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم ولذلك لم يستطِع جميع من أظهرهم الله على بيان القرآن بالقرآن للإمام المهديّ أن يطعنوا في البيان الحقّ شيئاً.

    وسبق وأن أفتيناكم كيف تُفرِّقون بين البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب فيعلمه بالبرهان المبين ليستنبطه لكم من محكم القرآن لتعلموا أنّه وحي التّفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم، فأين تذهبون؟ فاتّقوا الله وأطيعوني، واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله، وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حكم الله بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، فنأتيكم بحكم الله البيّن من محكم الكتاب ليتذكّر أولو الألباب، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتّبع.

    وأما حين يكون البيان للقرآن بالظنّ من عند أنفسكم كمثل بيان الشيخ المحمودي فتجدونه بياناً معدوم البرهان من الرحمن تماماً، فلم يستطِع أن يأتيكم المحمودي بالبرهان لبيان هذه الآية من محكم القرآن حتى نعلم أن بيانه إلهامٌ من الرحمن وليس وسوسة شيطان، ولكنه تبيّن لنا أن بيانه ليس إلا وسوسة شيطانٍ ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن، فكيف أنّه يأتي بالآية من القرآن ومن ثم يفسِّرها بالظنّ من عند نفسه إنَّ الله يقصد الطائرات والقطارات في قول الله تعالى:
    {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴿١﴾ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴿٢﴾ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴿٣﴾ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿٤﴾ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العاديات].

    ومن ثم يقول الشيخ المحمودي أنّ ذلك بيانٌ يفيد الفتوى عن صنع الطائرات والقطارات! ويا رجل، اتقِ الله، والعلم كله لله ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء، وإنما أنزل الله الكتاب بهدف تبيان طريق الهدى للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وكذلك بيان ما يشاء الله من علوم الإعجاز العلمي وإنما يتبيّن للذين أحاطهم بذلك العلم فقط فيتبيّن لهم أنه الحقّ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦} صدق الله العظيم [سبأ]، كما سبق وأن بيّنا ما شاء الله منه بالحقّ.

    وأما عن التبشير للبشر عن أسباب السفر بالطيران للارتقاء في الفضاء فسوف نأتيك بآيةٍ في قلب وذات الموضوع تُبشّر الإنس أنّ الله سوف يحيطهم بعلمه حتى يطيروا في الفضاء عبر أسباب السفر في الفضاء، والذي يشير إلى أنّ الإنسان سوف يطير في الفضاء فتجدونه في آيةٍ محكمةٍ من آيات التحدي لغزو السماء الدنيا، وسوف تجدون فتوى علم الإنسان أنه سوف يطير في الفضاء عبر وسائل الأسباب، فتجدوه في قول الله تعالى:
    {أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠} صدق الله العظيم [ص].

    ولكن كفار قريش وكافة البشر في عصر بعث محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليس لديهم من أسباب الرقي بالفضاء شيئاً على الإطلاق؛ بل يقصد كفار اليوم من البشر، وإنما تحداهم الله أن يغزوا الفضاء حتى يصلوا إلى السماء الدنيا فينفذوا إلى الملأ الأعلى إلى عالَم الملائكة والتحدي كان من الله لعالَم الجنّ و الإنس. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الرحمن].

    ألا وإن السلطان بنفوذ الاختراق هو بالضبط في ذات السماء الدنيا بالإذن من الله للنفوذ إلى الملأ الأعلى، والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {فَانفُذُوا} هو تحدي من ربّ العالمين إن استطاعوا أن ينفذوا ولن ينفذوا إلا أن يأذن الله لهم بذلك. ثم بيّن الله للجنّ والإنس أنّهم لا يستطيعون النفوذ حتى يأذن الله لهم كونهم سوف يجدونها مُلئت حرساً شديداً وشهباً، ولذلك قال الله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [الرحمن].

    وبرغم أن عالَم الجنّ كانوا من قبل هذا التحدي يستطيعون السماع إلى ما يشاء الله من كلام الملأ الأعلى الملائكي بالسماء الدنيا ولكنهم بعد نزول هذا التحدي من ربّ العالمين وجدوا أنّه الحقّ على الواقع الحقيقي، ولذلك:
    {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن:1-2]، كون الجنّ يعلمون أنَّ الإنس لم يصلوا إلى هناك كون الله لم يحِط الإنس بأسباب السفر للارتقاء إلى الفضاء العلوي، ولكن الجنّ آمنوا بسبب هذا التحدي كونهم وجدوه بالحقّ على الواقع الحقيقي، ولذلك قال الجنّ: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وهذا يعني أنّهم وجدوا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [الرحمن]، ولذلك عَلِمَ الجنّ أنه الحقّ من ربّهم إلا الجاهلون منهم وعالَم الشياطين يكتمون الحقّ وهم يعلمون.

    ولولا أنَّ هذه الآية التي جئت بها يا المحمودي تختص بالرجفة لكويكب العذاب الأصغر بما يسمونه بالنيزك يضرب قُبيل كوكب العذاب الأكبر في الجزيرة العربيّة وهو الرجفة يضرب في مكانٍ في بلاد المسلمين وسط العالَم في علوم الأخبار في الذكر بسبب إعراضهم عن دعوة الإمام المهديّ وأبوا أن يعترفوا بالإمام المهديّ المنتظَر ليظهر للناس عند البيت العتيق من بعد التصديق؛ بل وتم حجب موقعه لديهم، ولولا أني أخشى عليهم من الرجفة كمثل التي أصابت قوم ثمود. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [فصلت]، ولولا أنّي أخشى أن يصدُق الله البيان بالتأويل الحقّ على الواقع الحقيقي، إذاً لبيّنتُها وفصلتُها تفصيلاً ولكني أخشى عليهم لئن بينتُها أن يصدقني الله بيانها بالحقّ على الواقع الحقيقي، وأكتفي بقول الله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿٤﴾ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العاديات].

    وإنما يتكلم عن كويكب العذاب ونحن لا نريد تحقيق رجفة كويكب العذاب كونها في بلاد المسلمين بل في الجزيرة العربيّة وأخشى عليهم من كويكب العذاب وهو بما يسمونه بالنيزك وهو المقصود في قول الله تعالى:
    {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿٤﴾ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿٥﴾} صدق الله العظيم. فأما النقع فهو إثارة غبار نيزك الرجفة من بعد الحدث. وأما قول الله تعالى: {فَوَسَطْن بِهِ جَمْعًا} وذلك تحديد موقع سقوطه، ومعلوم أين تكون الأمّة الوسط التي هي وسط العالَم ولذلك قال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    فأما قول الله تعالى:
    {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} فهو يخصّ بالعذاب الشامل لكوكب العذاب الأكبر، وأما قول الله تعالى: {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} فهو يخصّ بوعد الله بظهور المهديّ المنتظَر ليتم بعبده نوره على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره. تصديقاً لوعده بالحقّ في محكم كتابه إنَّ الله لا يخلف الميعاد، ونقول: اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون، فإذا كان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حريصاً على إنقاذ الكافرين من الهلاك فكيف لا نحرص على إنقاذ إخواني المسلمين من عذاب الله بالصبر عليهم والإعراض عن الدعاء عليهم؟ بل ندعو لهم الله أن يغفر لهم فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم.

    ويا فضيلة الشيخ ألا تزالون تحاجّونّي في الاسم! وحتى تعلموا الحقّ فلا بدّ لكم أن تتبيّنوا ما هو التواطؤ، فإن وجدتموه أنّه يقصد بكلمة التواطؤ أي التطابق! فأصبح الحديث الحقّ:
    [يواطئ اسمه اسمي]. يقصد به "يطابق اسمه اسمي" ثم يكون اسم الإمام المهديّ هو (محمد بن عبد الله)! ولكن إذا تبيّن لكم أنّ المقصود بالتواطؤ هو التوافق فقط، فهذا يعني إنّ الاسم (محمد) يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد) ومن ثم نلقي إلى أهل اللغة العربيّة منكم بسؤال لطالما ألقيناه كثيراً، فهل يصح أن نقول:
    تطابق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه على الهجرة إلى يثرب ؟
    أم الصحيح هو أن نقول: تواطأ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه على الهجرة إلى يثرب، وكذلك يصح أن نقول: توافق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه على الهجرة إلى يثرب؟

    ومن ثم نقول أفلا ترون أنّ التواطؤ المقصود هو التوافق؟ بمعنى أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد)؟ وذلك لكي يكون في اسم الإمام خبره وشأنه كونه لا نبيّ جديد من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وإنما يبعث الله الإمام المهديّ (ناصر محمد) أفلا تتقون؟ ولذلك يجادلكم الإمام المهديّ بما تنزل على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأدعوكم للاحتكام إلى القرآن العظيم.

    وبما أن كلمة التواطؤ في القرآن العظيم أجدها في قول الله تعالى:
    {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّـهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [التوبة].

    فكيفية المواطأة هنا هي: بما أنّ أول أشهر السنة الهجريّة قد جعله الله هو آخر الأشهر الحرم وهو شهر محرم تجدون أنّ أول السنة الهجريّة يواطئ آخر الأشهر الحرم أي أنّه واطأ الشهر الأول للسنة الهجريّة، فكذلك الذين يريدون أن يحلوا ما حرم الله في شهر محرم زادوا شهراً على عدد أشهر السنة القمريّة ليواطئوا شهر محرم الحرام كونه في أول السنة الهجريّة وجعله الله آخر الأشهر الحرم، ولذلك زادوا سنتهم أكثر من اثني عشر شهراً، ولكن أكثركم يجهلون مكر الشياطين.

    ونستنتج أنّ المواطأة لا تعني المطابقة فلو كانت سنتهم تطابق السنة القمريّة إذاً لانتهت في شهر ذي الحجّة إذاً التواطؤ هو الزيادة بعدد الأشهر لتنتهي سنتهم في شهر محرم الحرام، فيكون فيه أعياد الميلاد والفسق والفجور في شهر محرم الحرام، وبما أنّ المواطأة تبيّنت لكم أنّه لا يقصد بها المُطابقة بل التواطؤ هو التوافق، وليس التواطؤ هو التطابق! والدليل القاطع هو: أنّ جميع علماء اللغة العربيّة يعلمون أنّه لا يصح أن نقول: (تطابق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه على الهجرة إلى يثرب)، إذاً بأي حقٍّ وفي علم أي لغة جعلتم التواطؤ هو التطابق حتى زعمتم أنّ اسم الإمام المهديّ لابدّ أن يكون (محمد بن عبد الله) وأنّ ذلك بناء على قول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي]، والحديث الحقّ هو: [يواطئ اسمه اسمي في اسم أبيه].

    فظنه من ظنه أنّه قال واسم أبيه وهو قال في اسم أبيه، وعلى كل حالٍ حتى ولو جاءكم حديثٌ حقٌّ عن النبي يفتيكم أنّ اسم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فتالله لا ولن يغني الاسم عن العلم شيئاً ولكنّ أكثركم يجهلون، أفلا يعلمون أنّ الله جعل الحجّة هي في بسطة العلم على كافة علماء الدين في المسلمين أفلا تتقون؟ فإذا لم يزِد الله الإمام المهديّ بسطةً في العلم على كافة علماء الدين في المسلمين؟ إذاً فكيف يستطيع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين حتى يوحد صفّهم على الصراط المستقيم أفلا تتفكرون؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، والسلام من الله على من اتبع الهدى ..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    __________________


  3. - 53 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 03 - 1432 هـ
    01 - 03 - 2011 مـ
    01:29 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    تطبيق القاعدة في القرآن العظيم لكشف الأحاديث المكذوبة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وجميع المسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدين..
    وأقول حسبنا الله على قوم يعرضون عن آيات الكتاب المحكمات البيّنات من الذين قال الله عنهم:
    {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

    فكيف أنّي أدعوكم إلى الرجوع إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف لتطبيق القاعدة بالحقّ في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم [النساء].

    أي ولو كان الحديث النبويّ مُفترى عن النبيّ فحتماً ستجدون بينه وبين آيات أمّ الكتاب اختلافاً كثيراً، كون الأمر من الله إلى رسوله في محكم القرآن العظيم سوف نجده مختلفاً عن الأمر من الله إلى رسوله في الأحاديث النبويّة، وضربنا لكم على ذلك مثلاً في حديث لا يشكّ فيه كثيرٌ من علماء الدين والمسلمين وكان سبب ضلال كثيرٍ من الذين شوهوا دين الله الإسلام الرحمة للعالمين فيقومون بقتل من لا يتبع دين الإسلام أو يحلّ الله لهم أموالهم ودماءهم ونساءهم، قاتلكم الله أنّى تؤفكون! فهل تريدون الحقّ أم الباطل؟ والعجيب في أمركم أني لم أجد المعرضين عن الحقّ من ربّهم اعترفوا حتى بحديثٍ واحدٍ فيقولون: صدقت يا ناصر محمد اليماني، فقد تبيّن لنا أنّ الحديث الذي لم نكن نشك في صحته أنّه عن النبيّ ولكن بعد تطبيق القاعدة في القرآن العظيم لكشف الأحاديث المكذوبة التي لم يقُلها النبيّ حسب فتوى الله في محكم كتابه أننا نتدبر آيات الكتاب المحكمات فإذا كان الحديث المختلف عليه مفترى فأخبرنا الله أننا سوف نجد بينه وبين آيات الكتاب المحكمات اختلافاً كثيراً، وعليه فقد تبيّن لنا أنّ الحديث المروي عن النبي:
    اقتباس المشاركة :
    [حدثنا أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وأحمد بن عيسى قال أحمد حدثنا وقال الآخران أخبرنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله]
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى
    ومن ثم تبيّن لنا أن هذا الحديث مفترى عن النبيّ وعن أبي هريرة عليهم الصلاة والسلام، كون الأمر من الله إلى رسوله في هذا الحديث جاء مخالفاً لأمر الله إلى كافة رسله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٨} [العنكبوت].

    {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النحل:35].

    {فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٨٢} [النحل].

    {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99].

    {
    لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
    ﴿٢٥٦} [البقرة].

    {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥} [ق].

    {إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿١٩} [المزمل].

    {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾} [الكهف].

    {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد:7].

    {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ق:45].

    {وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٧﴾} [الأنعام].

    {
    فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ ﴿٩سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ ﴿١٠وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿١٢ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿١٣} [الأعلى].

    {وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٢} [التغابن].

    {وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٩٢} [المائدة].

    {قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٥٤} [النور].

    {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠} [الرعد].
    صـــــدق الله العظيم .

    وسألتكم بالله العظيم يا أولي الألباب يا خير الدواب أليست هذه الآيات آيات محكمات من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلِكم تبيّن لكم الناموس في كافة كتب المرسلين إنما عليهم البلاغ وعلى الله الحساب؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٨} [العنكبوت]، {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد:40] صدق الله العظيم.

    ولكنّكم حين تأتون إلى أمر الله في الحديث المفترى عن النبيّ تجدون بينه وبين أمر الله إلى رسوله في محكم كتابه اختلافاً كثيراً؛ بل أمران متناقضان تماماً كما ترون في الحديث المفترى:
    اقتباس المشاركة :
    [أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله]
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى ..

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم يأمر الله رسله أن يُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين بالله وهم صاغرون فيقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة طوعاً أو كرهاً وهم صاغرون؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب أنّ الله لن يتقبل منهم إيمانهم بربّهم وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حتى تكون عن اقتناعٍ من خالص قلوبهم لربّهم وليس خشيةً من أحدٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [التوبة].

    ومن ثم نأتي للحكمة الخبيثة من ذلك الحديث المفترى المخالف لأمر الله إلى رسوله في محكم كتابه، ومن ثمّ تبيّن لكم الحكمة الخبيثة من مكر المنافقين بهذا الحديث المفترى وهو أن يجبروا الكفار على قتالكم ليطفئوا نور الله قبل أن تقوى شوكة المسلمين، كونهم إذا لم يحاربوا دين الإسلام والمسلمين فإنّ المسلمين سوف يقاتلونهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فيتّبعوا دينهم؛ ما لم فقد أحلّ الله لهم دماءهم وأموالهم وسبي نساءهم، ولكنّ المنافقين سوف يجبرون الكفار على حرب الذِّكر للعالمين وحرب من اتّبعه كونهم يظنون أنّ أمر إدخالهم في الدين كُرهاً جاء في كتاب القرآن، ويشهد الله أنّه لم يأمر رسوله بذلك، ولكن الضالين منكم يتّبعون أحاديث الشياطين المفتراة عن نبيّه كذباً ويحسبون أنّهم مهتدون فيقتلون الناس بغير الحقّ بحجّة كفرهم، ولكنّي الإمام المهديّ أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّ من يقتل كافراً بحجّة كفره ولم يحاربكم في دينكم فكأنّما قتل الناس جميعاً إثمه عند الله، فمن يجركم من عذاب الله يا معشر الذين يتبعون الأحاديث المفتراة على رسوله ويحسبون أنهم مهتدون؟ ولكنكم تعلمون أنّ الله لم يأمركم بقتال الكفار إلا الذين يقاتلونكم في دينكم ليطفئوا نور الله أولئك جعل الله لكم عليهم سلطاناً مبيناً، وأحل لكم سفك دمائهم وأموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم كونهم يحاربون الله ورسوله. وقال الله تعالى:
    {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [المائدة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يا فضيلة الشيخ بن عبد القادر تُعرض عن البيان الحقّ للذكر ولم تعترف بالحقّ؟ فإن كنت تريد الحقّ تقول: إنّ أمْرَ الله إلى رسوله في هذا الحديث قد جاء مخالفاً عن أمر الله إلى رسوله، وتبيّن لنا إنّ الله لم يأمر رسوله والمسلمين إلا بقتال الذين يقاتلونهم في دينهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠} صدق الله العظيم [البقرة]، أي ولا تعتدوا على الكفار الذين لم يقاتلونكم في دينكم كون الله أمركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    إذاً تبيّن لكم أنه لا شكّ ولا ريب أن الحديث المروي عن النبيّ عليه الصلاة والسلام أنه قال:
    [أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله]، إنّه حديث كذب مفترًى على الله ورسوله وتبيّن لكم إنّ الله لم يأمركم ولا رسوله بذلك.

    والسؤال الذي يطرح نفسه لأخي الكريم الشيخ محمد عبد القادر إدريس والشيخ المحمودي هو: لماذا لم تعترفوا حتى بهذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم أنّه حديثٌ مفترًى عن النبيّ لا شكّ ولا ريب؟ فتقولون: صدقت يا ناصر محمد اليماني فإنّ هذا الحديث مفترى، وتبيّن لنا أنّ القاعدة في محكم الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة هي قاعدة حقٍ لا شكّ ولا ريب، فكيف تبيّن لنا من خلال تطبيق القاعدة بالحقّ لكشف الأحاديث المكذوبة أنَّ الحديث المفترى عن النبيّ يأتي مخالفاً لمحكم آيات الكتاب لا شكّ ولا ريب؟ ولكن من الأحاديث من لا ينقلها الرواة كما سمعوها عن النبيّ سهواً منهم فينسون كلمةً أو يزيدون كلمةً بغير قصدٍ منهم والله أعلم بما في أنفسهم، فأهم شيءٍ أنّهم لم يكذبوا عن النبيّ متعمدين عليه بالكذب وهم يعلمون، فهذا ليس شرط أن يأتي مخالفاً لمحكم الكتاب فيُعرض على العقل والمنطق لتحليلها كونه لا تعمى الأبصار عن الحقّ إذا تفكّر صاحبها في المنطق أهو منطق الحقّ من ربّ العالمين يصدقه العقل والمنطق الفكري البشري، فحتى التفكّر في القرآن العظيم يستخدم العقل والمنطق في التفكر فيما أنزل الله هل هو الحقّ من ربّ العالمين يصدقه العقل البشري؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦} [سبأ].

    وقال الله تعالى:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤} [محمد].

    وقال الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿٦٩أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٠وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ﴿٧١} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكن أصحاب الاتّباع الأعمى ينهون الناس حتى عن التفكّر في الأحاديث النبويّة هل يقبلها العقل والمنطق، ولذلك ينكرون على الإمام المهديّ فتواه أنه حين يأتي الحديث لا يتفق مع القرآن ولا يخالفه في شيء أن يردوه للعقل والمنطق وقالوا: "إن هذا تشريعٌ جديدٌ من ناصر محمد اليماني". قاتلكم الله يا من تنهون الناس عن استخدام العقل في الأحاديث النبويّة وتنفون استخدام العقل والمنطق الفكري، ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأمركم بما أمركم الله به في محكم كتابه بعدم الاتّباع الأعمى للداعية وأن تستخدموا عقولكم هل تقرّ سلطان علمه أنّه من عند الله؟ ونهاكم الله عن الاتّباع الأعمى، وعن سمعكم وأبصاركم سوف تُسألون لئِن اتّبعتم الداعية إلى الله اتّباعَ الأعمى لمن يقوده. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وخير الدواب في محكم الكتاب هم أولو الألباب المتفكّرون في سلطان علم الداعية، هل هو الحقّ من ربهم؟ ثم يتبعوه إن تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم لا يتناقض مع العقل والمنطق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨}‏ صدق الله العظيم [الزمر].

    ولذلك لم يهدِ الله من كافة الدواب إلا أولي الألباب في كلّ زمانٍ ومكانٍ، كونهم يستمعون إلى قول الداعية مستخدمين عقولهم بالتفكر هل هو الحقّ من ربهم؟ وأما الذين لا يهتدون إلى الحقّ فهم أصحاب الاتّباع الأعمى لما وجدوا عليه آباءهم فاتبعوهم دون أن يستخدموا عقولهم شيئاً، أولئك شر الدواب الذين لا يعقلون برغم أن الله أوجد لهم عقولاً يتفكرون بها إن شاءوا، ولكنهم لم يستخدموا عقولهم شيئاً كونهم كالأنعام التي لا تتفكر. ولذلك قال الله تعالى:
    {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤} [الفرقان].

    وأولئك هم أصحاب الجحيم الذين لا يعقلون كونهم لا يستخدمون عقولهم شيئاً. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم تبيّن لهم أنّ سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم هو الاتّباع الأعمى لمن كان قبلهم دون أن يستخدموا عقولهم شيئاً، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الملك].

    فاتقوا الله يا ابن عبد القادر ولا تُعادي المهديّ المنتظَر فتصدّ عن دعوته إلى الحقّ، ولا تتبع الشيطان أبو حمزة محمود المصري فإنه لمن شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر من الذين تبيّن لهم أن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب يدعو المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى الذكر ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون بالحقّ من ربّهم ولكن شياطين البشر للحقّ كارهون، ولذلك ترون أبا حمزة محمود المصري يصدُّ عن اتّباع الذكر صدوداً كبيراً، وسبق أن أفتيناكم بالحقّ أنّ أبا حمزة لن يستجيب لطلب المباهلة بينه وبين ناصر محمد اليماني في هذا الموقع المبارك المحايد فنبتهل إلى الله فنجعل لعنة الله وغضبه ومقته على الكاذبين، وبما أنّه يعلم أنّه لمن الكاذبين ولذلك ترونه يتهرب عن المباهلة ويضع لها شروطاً من عند نفسه ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن كون المباهلة إنما هي الابتهال إلى الله بالتضرع بالدعاء:
    {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].

    ولكنّ أبا حمزة محمود المصري يخشى أن يلعنه الله بكفره بالصدِّ عن اتّباع ذكره، فيجعله الله عبرةً لمن يعتبر ومن آيات التصديق للمهديّ المنتظَر فيمسخه الله الواحد القهار إلى خنزيرٍ إن يشاء ويلعنه لعناً كبيراً، ولسوف يدعو ثبوراً ويصلى سعيراً كونه من ألدِّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني كونه من ذريات القوم الذين تمت دعوتهم إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم رسوله بما أنزل الله إليهم في محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ولذلك دعاهم محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم بالحقّ من ربّهم فأعرض فريق من شياطين البشر الذين يصدّون عن اتّباع الذكر والاحتكام إليه. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ذرياتهم أبو حمزة محمود المصري الذي يصدّ عن اتّباع المهديّ المنتظَر صدوداً كبيراً كون المهديّ المنتظَر يدعو إلى الاحتكام إلى محكم الذكر والكفر بما يخالفه من أحاديث شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر، ألا لعنهم الله الواحد القهار ما تعاقب الليل والنهار الذين يصدّون عن اتّباع الذِّكر المحفوظ من التحريف والاحتكام إليه من شياطين الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأما فضيلة الشيخ محمد عبد القادر فهو من الذين يخشون أن يتبّعوا ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المنتظَر، ويخشون أن يعرضوا عن اتّباع الإمام ناصر محمد اليماني وهو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: يا ابن عبد القادر اتّقِ الله الواحد القهار واتّبع الذكر الذي يتّبعه محمد رسول الله والمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الإمام ناصر محمد اليماني تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم:1].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩} [الإسراء:9].

    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥} [الأنعام].

    {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} [يس].

    {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38].
    صدق الله العظيم

    كون القرآن العظيم هو حجّة الله عليكم إن كنتم به مؤمنين ولا تتبعوه، وحجة الله عليكم لو كنتم به كافرين ولا تتبعوه، فانظروا إلى حجّة الله عليكم يوم القيامة يا من أعرضوا عن اتّباعه، وقال الله تعالى:
    {قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴿٦٦} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل]، كونه الذكر المحفوظ من التحريف تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩} [الحجر].

    {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤} [الزخرف].

    {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} [يس].

    {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦} [طه].

    صــــدق الله العظيم

    فاتّقِ الله يا ابن عبد القادر من خطباء المنابر، إنّما يوسوس لك الشيطان أنْ لا تتّبع الإمام ناصر محمد اليماني خشية أن لا يكون هو المهديّ المنتظَر، فهل تعبد الله الواحد القهار أم تعبد المهديّ المنتظَر؟ بل أدعوكم إلى اتّباع الذكر المحفوظ من التحريف والاحتكام إلى محكمه والكفر بما يخالف لمحكم الذكر من أحاديث شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر. وأما هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم مجددٌ للدين؟ فهذا شيء يحاسب عليه وحده الإمام ناصر محمد اليماني تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} صدق الله العظيم [غافر:28]، فأهم شيء أن تتّبعوا الحقّ من ربّكم فتكونون على بيّنةٍ من ربّكم أفلا تعقلون؟ فكيف أنّي أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فأبيتم الاحتكام إلى الله الواحد القهار؟ فهل على المهديّ المنتظَر إلا أن يأتيكم بحكم الله من محكم الذكر؟ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

    وإنّما علينا البلاغ بالحقّ لتبيان ما أنزل الله في محكم الكتاب وعلى الله الحساب، فاتّقوا الله يا أولي الألباب واستخدموا عقولكم تجدونها تعلن الانضمام إلى المهديّ المنتظَر فتقول لكم إنّكم أنتم الظالمون؛ بل الإمام ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ على بيّنة من ربِّه لا تحتمل الشك، فيحكم من محكم الذكر المحفوظ من التحريف، فيجادلكم بآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب حتى لا يزيغ عمّا جاء في محكم الذكر إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ فغوى وهوى في نار جهنم وبئس المصير، ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً فأين تذهبون من عذاب الله الواحد القهار من كوكب سقر وهو بما تسمونه بالكوكب العاشر يظهر لكم ليلة اكتمال البدر ليمرَّ على أرضكم فيمطر عليكم حجارة من نار؟ فويلٌ لكم من عذاب الله الواحد القهار فأين تذهبون من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ وقال الله تعالى:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الإنشقاق].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    _____________


  4. - 54 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــ



    الوسيلة هي سعي العبدِّ بأن يفوز بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه
    { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ
    } ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الأنصار للحقّ من ربّهم وأصلي عليهم وأسلمُ تسليماً..

    ويا أخي الكريم الباحث عن الحقّ رأفت سعيد، ألم يتبيّن لك البيان الحقّ للقرآن المجيد؟ أفلا تعلم أنّ اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده أنهم سوف يجدون رضوان الله عليهم نعيماً أعظم من نعيم جنته، ولذلك يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم، وليس أنه اسم أعظم من أسمائه الأخرى سبحانه؛ بل يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم كون عباده سوف يجدونه حقيقةً نعيم رضوان ربّهم عليهم نعيماً أعظم من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    أي ورضوان من الله نعيماً أكبر من نعيم جنته وذلك هو الفوز العظيم، كون في ذلك الهدف من خلق العبيد أن يعبدوا رضوان ربّهم عليهم فيتبعوا ما يرضي الله ويجتنبوا ما يسخطه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    كون عبادة رضوان الله في نفسه هو الهدف من خلق عبيده فمن اتبع ما يرضي الله فقد حقق الهدف من خلقه، ومن كفر برضوان الله واتبع ما يسخطه غَضِبَ اللهُ عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [محمد].

    إذاً الهدف من الخلق محصورٌ في عبادة رضوان الله على عباده ولذلك خلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وحتماً سوف يسألهم عن تحقيق الهدف الذي خلقهم من أجله وهو أن يعبدوا نعيم رضوان الله عليهم، وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَ‌وُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَ‌وُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    أي ألهاهم التكاثر في الحياة الدنيا والاستمتاع بزينتها عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله أن يتّبعوا نعيم رضوان الله عليهم ويجتنبوا ما يسخطه، وسوف يجدون أنّ نعيم رضوان الله عليهم هو أكبر من نعيم الدنيا والآخرة وعن ذلك سوف يُسألون كون في ذلك الحكمة من خلقهم أن يعبدوا نعيم رضوان الله على عباده. ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} صدق الله العظيم، فما هو النّعيم الذي سوف يسأل الله عباده عن تحقيقه؟ ألا وإنّه اتّباع رضوان الله كونه نعيم أكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم، وهذه فتوى من ربّ العالمين أنّ رضوان الله في حقيقته نعيمٌ أكبر من نعيم الجنة، ولكنه نعيم روحانيّ على أنفس عباده وليس أنّ الله تنزل إلى قلوبهم سبحانه وإنّما أمدّهم بروحٍ منه وهي صفة لرضوان نفس ربّهم عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فما هو نعيم الروح والريحان؟ فذلك هو النّعيم الأعظم من جنة النّعيم المادية، ولكن من لم يرضَ الله عنه قط فلن يستطيع أن يعلم حقيقة نعيم رضوان الله على عبده أبداً، وإنما يعلم بذلك الذين اتّبعوا رضوان الله فتنافسوا على حبّه وقربه أيّهم أقرب، فرضي الله عنهم وأيّدهم بروح منه، وذلك روح رضوان نفسه على عباده أولئك حزب الله الربانيون. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فما هي تلك الروح من ربهم؟ ونفتي بالحقّ أنها صفة رضوان الرحمن على الإنس والجان. ولذلك قال الله تعالى: {
    فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهنا ذكر الله لكم نعيمَين اثنين وهم {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} وذلك نعيم الرضوان لنفس الرحمن على عباده، وأما النّعيم الأصغر منه هو قول الله تعالى: {وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} صدق الله العظيم، ولكنّ نعيم رضوان الله على عباده حقاً سوف يجدونه نعيماً أعظم من نعيم جنّات النعيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة]، ولذلك يوصف باسم الله الأعظم بالأعظم، فكما قلنا ليس أنّه اسم أعظم من أسماء الله الحسنى الأخرى بل يوصف بالأعظم كون عباده سوف يجدون نعيم رضوان الله على عباده هو نعيم أعظم من نعيم جنته. ولذلك قال الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ}، أي نعيماً أكبر من نعيم جنات النعيم. ويعلمُ بحقيقة هذه الفتوى بالحقّ الذي قدروا الله حق قدره فعرفوه حق معرفته، ومنهم القوم الذين {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، ومنهم أنصار المهديّ المنتظَر المتنافسين في حبِّ الله وقربه أيّهم أحبّ وأقرب، ولم يذروا التنافس إلى الربّ لأنبيائه والمهديّ المنتظَر، كلا وربّي كونهم من الذين هدى الله من عباده {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    أولئك استجابوا لأمر ربّهم إليهم في محكم كتابه: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    كون الوسيلة إلى الله هي التنافس إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، ولم يجعلها الله حصرياً للأنبياء من دون الصالحين بل ذلك ناموس الهدى في الكتاب للذين هدى الله من عباده: {
    يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك جعل الله صاحب أقرب درجة إلى عرش الرحمن عبداً مجهول من عبيد الله، فلم يفتِ أنّه من الملائكة أو من الجنّ أو من الإنس، والحكمة من أنّ الله جعل صاحب أقرب درجة في حبِّ الله وقربه عبداً مجهولاً وذلك لكي يتمّ التنافس لكافة العبيد إلى الربّ المعبود:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}، وكل عبدٍ يريد أن يكون هو ذلك العبد المجهول الأحبّ والأقرب إلى الرب، ولكن للأسف لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون أنبيائه ورسله بسبب تعظيمهم والمبالغة فيهم وفي الإمام المهديّ حتى أشركوا بالله كثيراً من المؤمنين. ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

    وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أن من بالغ فيني من أنصاري ولم ينافسني في حبِّ الله وقربه كونه يرى أنّه لا يحقّ له فيقول فكيف ينافس المهديّ المنتظَر خليفة الله في أقرب درجة في حبِّ الله وقربه فالإمام المهديّ هو الأولى بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه من بين أنصاره؛ فمن اعتقد بذلك فإنّه قد أشرك بالله وعظّم المهديّ المنتظَر فبالغ فيه بغير الحقّ، فهو ليس ولد الله سبحانه حتى يحصر له الوسيلة ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولن يغني عنه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من الله شيئاً.

    وخلاصة هذا البيان أقول لكافة الإنس والجان خلاصة البيان الحقّ للقرآن: {
    اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ألا وإنّما الوسيلة هي أن يتمنّى العبد أن يفوز بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه.

    وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فما هو الاقتداء؟ فهل هو أن يترك محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منافستهم في حبِّ الله وقربه؟ ولكن الله أمره أن يقتدي بهداهم وليس أن يُعظِّمهم فيترك منافستهم في حبِّ الله وقربه كما تفعلون تركتم التنافس لأقرب درجة في حبِّ الله وقربه لأنبيائه ورسله من دون الصالحين، ألم تتفكروا في قول الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، إذاً فكيف هو الاقتداء؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سلوا الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون هو] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فكلّ عبدٍ من الذين هداهم الله يرجو أن يكون هو ذلك العبد تصديقاً لقول الله تعالى:
    { يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ }
    { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }

    صدق الله العظيم

    اللهم قد بلّغتُ اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________


  5. مباهلة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى شيطانٍ من شياطين البشر محمود أبو حمزة المصري ..

    - 55 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 03 - 1432 هـ
    01 - 03 - 2011 مـ
    04:09 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=12278
    ـــــــــــــــــــ



    مباهلة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى شيطانٍ من شياطين البشر محمود أبو حمزة المصري ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّه عَلَى الْكَاذِبِينَ} صـــــدق الله العظيم ..






    اللهم إنّي عبدك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إليك أبتهل بجميع أسمائك الحسنى وصفاتك العُلى بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن كنت تعلم أنّ عبدك الإمام ناصر محمد اليماني افترى عليك أنّك اصطفيتَه المهديّ المنتظَر ولم تجعله للناس إماماً فإنّ عليَّ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم الدين، وإن كنتَ تعلم أنّ أبا حمزة المصري من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر فيصدون البشر عن اتّباع المهديّ المنتظَر ويصدّون عن اتّباع الذكر الذي يدعوهم المهديّ المنتظَر إلى اتّباعه والاحتكام إليه فيما خالفه من أحاديث شياطين البشر من ذريات الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِ‌هِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَ‌ضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَ‌وُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَ‌بِحَت تِّجَارَ‌تُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    اللهم إنّك بكيدهم عليم، اللهم إنْ كان أبو حمزة محمود المصري منهم يصدُّ عن الصراط المستقيم وهو يعلمُ أنّ المهديّ المنتظَر هو الإمام ناصر محمد اليماني ثم يكذِّب بدعوته أبو حمزة محمود المصري بعدما تبيّن له أنّه الحقّ من ربّه، اللهم إن كان من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويبْطنون الكفر والمكر ويصدون عن البيان الحقّ للذكر، اللهمّ فالعنهُ لعناً كبيراً وامسخه إلى خنزيرٍ وبئس المصير عبرةً لمن يعتبر للمعرضين عن الذكر من كافة البشر، واجعله من آيات التصديق للمهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور يا من يعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصدور إنّك أنت العليم الخبير وإليك المصير، إلا أن يتوب إليك متاباً من قبل موته فوعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    اللهم وإن كان أبو حمزة محمود المصري ليس من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر وإنّما من الضالين أو يتخبّطه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ فيصدّه عن الصراط المستقيم وأبو حمزة لا يعلم أنّه يتخبّطه مسُّ شيطان رجيم، اللهمّ فإنّك أنت الغفور الرحيم، اللهم فاغفر له وطهِّره من مسِّ الشيطان تطهيراً، وأرِهِ الحقّ حقاً وارزقه اتّباعه وأرهِ الباطل باطلاً وارزقه اجتنابه، وأنت أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    ويا أبا حمزة محمود المصري عجباً أمرك، فهل إذا كان الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر إذاً فكلّ فتوى أفتى بها البشر فهو الحقّ من الله الواحد القهار، فلماذا تذكر مسائل أُخر تريدنا أن ندخل مرةً أخرى في الحوار من جديدٍ؟ بل استكمل الحوار بيني وبينك بخاتمة المباهلة بالحقّ ورفعت الأقلام وجفت الصحف؛ بل سوف ننتظر لحكم الله يقضيه بيننا بالحقّ حينما يشاء وقت ما يشاء فليس لي ولا لك من الأمر شيء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ} صدق الله العظيم [البقرة:210]، الذي يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور والذي يعلم أنه حقاً اصطفى الإمام ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظَر فجعله للناس إماماً كريماً ليهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، وإن كان الله الواحد القهار يعلمُ أنه لم يصطفِ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولم يجعله للناس إماماً كريماً فإنّ علي لعنة الله ولعنة الملائكة والجنّ والإنس أجمعين إن كنتُ من الكاذبين وليس المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فكونوا على ذلك من الشاهدين، فكيف ألعن نفسي لو كنتُ مفترياً شخصيّة المهديّ المنتظَر إلّا وأنا أعلمُ علم اليقين من ربّ العالمين أنّي المهديّ المنتظَر جعلني الله للناس إماماً! أفلا تتقون؟

    غير أنّي أبتهل إلى الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتبت على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن لا يلعن الضالين الذين لو علموا أنّ المهديّ المنتظَر هو حقًا الإمام ناصر محمد اليماني لاتبعوه من المسلمين والنصارى واليهود والجنّ والإنس أجمعين وأن يريهم الحقّ حقاً فيرزقهم اتّباعه ويريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه وربّهم أرحم بهم من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فلن أُفرط في أحدٍ منهم أبداً، وإنما نفرط في شياطين الجنّ والإنس في كل جنسٍ الذين لو علموا علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقًا المهديّ المنتظَر يدعو البشر إلى اتّباع الذكر ثمّ يصدون عن اتّباع ذكر ربّهم صدوداً كبيراً بعد ما تبيّن لهم أنه الحقّ كونهم للحقّ كارهون كونهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَ‌هُمْ ﴿٢٣﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ ارْ‌تَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هِم مِّن بَعْدِ مَا تبيّن لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾} [محمد].

    {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِ‌هُوا رِ‌ضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨﴾ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ أَن لَّن يُخْرِ‌جَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    أولئك من أشدّ الناس على الرحمن عتيّاً وأولى بنار جهنم صلياً، كونهم ألدُّ الخصام لربهم، وأشدُّ عداوة لله ربّهم الحقّ، وأشدّ عداوة لمن اتخذ الرحمن ولياً، كونهم اتخذوا الشيطان ولياً من دون الرحمن وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم، وما نقموا من المؤمنين إلا أنهم ليؤمنوا بالله العزيز الحميد ويكتمون الحقّ وهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم، فإن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلا الذين تابوا واعترفوا بالحقّ من ربّهم من قبل موتهم ولم يستيئسوا من رحمة الله فسوف يجدون لهم رباً غفوراً رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البيّنات وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ‌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿١٦٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    كأمثال أبي حمزة محمود المصري الذي يسعى لفتنتكم لتعظيم الأنبياء والمرسلين، ويا سبحان ربي! فهل تدرون ما هو سبب مغامرته بالمباهلة برغم تخوّفه الشديد؟ وذلك لعله يشكك في مصداقية ناصر محمد اليماني كون ناصر محمد اليماني قال: إنّ أبا حمزة لن يجرؤ لمباهلة الإمام ناصر محمد اليماني ثم يقول أفلا ترون أنّي باهلته أليس يعني هذا أنّه يفتري على الله كون ناصر محمد اليماني قال أن أبو حمزة المصري لن يباهله وها أنا باهلته أليس هذا برهان على أنه يفتري على الرحمن؟ ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لقد وقعت يا أبا حمزة محمود المصري فباهلتَ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولم يقل الإمام ناصر محمد اليماني أنّ الله أوحى إليه أنّه لن يباهله أبو حمزة محمود المصري؛ بل قلت ذلك كونك تهرّبت من المباهلة في كل مرةٍ ولكنك وقعت أخيراً برغم أنّك تعلم أنّها مغامرة كبرى، ولكن ما أشبه مغامرتك هذه بمغامرة الشياطين الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى، فبرغم أنّ استراق السمع لمن أعظم المغامرات لدى الشياطين لاستراق السمع كونها ترميهم الشهب الثاقبة من كل جانب تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن هل تعلمون عن سبب مغامرتهم هذه الشديدة الخطورة فيلقون بأنفسهم إلى التهلكة؟ وذلك من شدّة إخلاصه في حرب الله وأنبيائه، فيوحون إلى أوليائهم من شياطين البشر بالخطفة الغيبية حتى لا يصدق الناس أنبياء الله الذين يحيطهم الله بما شاء من علم الغيب، ولكن إذا تكلم النّبيّ عن شيء غيبي فحدث حتى يقول الناس لنبي ربّهم إنما أنت كاهن فقد أخبرنا الكهنة والمنجمون العرافون بأشياء فحدثت، ثم يقولون لأنبياء الله أنهم كهنة عرّافون منجمون، وسبب قولهم هذا هو بسبب مكر شياطين الجنّ والإنس تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نبيّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:112].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾} [الشعراء].

    وقال الله تعالى:
    {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُ‌هُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذاً تبيّن لكم سبب مغامرة الشياطين ليسترقوا السمع من الملأ الأعلى فإنهم يفعلون ذلك من شدّة إخلاصهم لإبليس في إطفاء نور الله حتى لا يصدق الناس أنبياء الله ورسله برغم أنّ في استراق السمع من الملأ الأعلى مغامرة كبرى كون الشهب تقذفهم من كل جانب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وبرغم ذلك تجدون الشياطين يغامرون لاستراق السمع، وكذلك مغامرة أبو حمزة المصري في مباهلة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فبما أنّه لم يستطع أن يقيم على الإمام ناصر محمد اليماني الحجّة بسلطان العلم فأوقعه الشيطان وقال في نفسه: "أفلا تُباهل ناصر محمد اليماني يا محمود حتى تشكك أنصاره فيه كون ناصر محمد اليماني قال إنّك لن تباهله يا محمود؟ فتقدم للمباهلة". ومن ثم أطاع محمود نصيحة الشيطان حتى يلعنه الله كما لعن الشياطين، ونسي محمود أنّ ناصر محمد اليماني لم يقل قال الله تعالى أنّ أبا حمزة لن يباهلني ولم يقل قال محمد رسول الله أن أبا حمزة لن يباهلني بل قال ذلك الإمام ناصر محمد اليماني أنّ أبا حمزة لن يباهله كونه يتهرب من المباهلة في كلّ مرةٍ ويجعل لها شروطاً من عند نفسه، ولكن الشيطان أوقعه أخيراً ثم يتبرأ شيطان محمود منه ويقول:
    {إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال:48].

    فقد أوقعك الشيطان يا محمود في المباهلة، وأقسمُ بالله العظيم أنّ الله لعنك وغضب عليك وأعدّ لك عذاباً عظيماً، ولكني أنصحك بالتوبة والإنابة إلى الربّ فلا تستيئِس من رحمة الله أن يغفر لك بعد أن لعنك الله وغضب عليك، وتذكر قول الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البيّنات وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. وهذه نصيحة الإمام المهديّ إلى عدوه اللدود محمود أبو حمزة المصري برغم أنه لنا لمن أشدّ الخصام بغير الحقّ.

    وأما نصيحة الشيطان إلى محمود أبو حمزة فسوف يقول له: "يا محمود لقد لعنك الله الآن وغضب عليك كما لعن الشياطين وغضب عليك كما غضب عليهم، فليس لك إلا أن تنضم معنا لإطفاء نور الله وإضلال الناس عن اتّباع الحقّ من ربّهم حتى يكونوا معنا في أصحاب السعير"، ولكن الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني يقول فلا تتبع الشياطين يا محمود إنّي لك ناصح أمين.

    وانتهت الحوارات بين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأبو حمزة محمود المصري والحكمُ لله يا محمود إن لم تتُب وتُنِبْ إلى الربّ سبحانه فحتماً تصيبك لعنةُ الله وغضبه ولن تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً ما دمت تحارب المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وتصدّ عن البيان الحقّ للذكر والاحتكام إلى الله في محكم كتابه والحكم لله وهو خير الفاصلين. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    وانتهى الحوار بين المهديّ المنتظَر وأبو حمزة محمود المصري، ويستمر الحوار بين المهديّ المنتظَر والباحثين عن الحقّ من المسلمين والناس أجمعين..

    ويا معشر المسلمين ما ظنّكم بالإمام المهديّ المنتظَر الذي جعله الله إماماً كريماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام وقد علمتم بدرجة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم العلميّة في محكم الكتاب. في قول الله تعالى:
    {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} صدق الله العظيم [آل عمران:48]؟ ورغم ذلك جعل الله خليفته المهديّ المنتظَر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليهم وسلم وعلى جميع المسلمين أفلا تتفكرون؟ فلا يفتنكم أبو حمزة المصري وتالله ما ذكر تلك المسائل إلا حرصاً على فتنتكم، وما ينبغي التدخل في شؤون الله الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد لا يُسأل عمّا يفعل وما دونه من عبيده يُسألون، ولستم أنتم من يقسّم رحمة الله تصديقاً لقول الله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [الزخرف:32].

    ولم يتمّ بعد إعلان العبد الأعلم والأكرم في الملكوت كله برغم أنّ النصارى اختاروا أنّه المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وكذلك المسلمين اختاروا العبد الأعلم والأكرم أنّه محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا والله لو يبعث الله الإمامَ المهديّ والمسيحَ عيسى ابن مريم ومحمداً رسول الله صلى الله عليهم جميعاً ثم يقولون للمسلمين لقد جعل الله الإمام المهديّ إماماً للأنبياء كون الله اختصه بعلم الاسم الأعظم على كافة الملكوت من الملائكة والجنّ والإنس لكان أشدّ كفراً بقولهم الذين حصروا الفضل والتكريم حصرياً للأنبياء والمرسلين وتركوا منافستهم في حبِّ الله وقربه وزعموا أنهم شفعاؤهم يوم الدين، أولئك هم (المؤمنون المشركون)! الذين ألبسوا إيمانهم بظلم، ولن يأتي أحدٌ منهم ربَّه بقلبٍ سليمٍ بسبب المبالغة في الأنبياء والرسل فحصروا لهم الوسيلة إلى ربهم، واعتقدوا أنهم لا يجوز لأتباعهم منافستهم في حبِّ الله وقربه فأذهبوا الحكمة من العبد المجهول في الملكوت كله الأعلم والأحب والأقرب إلى الرب، ولن يفتي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أنّه هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الرب، ولكنّي أشهدكم وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي عبدٌ لله لا أعبدُ غيره وليس لي رباً سواه أعلن المنافسة في حبِّ الله وقربه لجميع كافة أنبياء الله ورسله وكافة الملائكة والجن والإنس وكافة عبيده في الملكوت كله كونه لا يوجد في الملكوت ولدٌ لله حتى يكون هو الأولى بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه بل جميع الذين في الملكوت كلهم عبيدٌ لله لهم الحقّ سواء في ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّ‌حْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْ‌نَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْ‌ضُ وَتَخِرُّ‌ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّ‌حْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّ‌حْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ إِلَّا آتِي الرَّ‌حْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْ‌دًا ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْ‌نَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ‌ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ‌ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ويا معشر الجنّ والإنس اتّقوا الله وقدِّروه حقَّ قدره، وما خلق الله ملائكته وخلق الجنّ والإنس إلا ليعبدوه وحده لا شريك له، فيبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيهم أقرب كون الله جعل الله العبد الأحبّ والأقرب عبداً مجهولاً من بين العبيد ولم يفتِكم الله ورسوله أنّه من الأنبياء بل قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏سلوا الله الوسيلة. قالوا: يا رسول الله وما الوسيلة؟ قال: أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا عبد من عبيد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولكن جميع الذين هدى الله من عباده يرجون أن يكون هو ذلك العبد صاحب الدرجة العالية الرفيعة ليكون العبد الأحبّ والأقرب إلى الرب، ولذلك تجدون الذين هداهم من كافة عبيده
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولم يجعل الله الوسيلة إلى الربّ للتنافس في حبّه وقربه حصرياً للأنبياء والمرسلين بل الوسيلة إلى الربّ هي لكافة عبيد الله في الملكوت كله للذين استجابوا لأمر ربّهم في محكم كتابه أن يبتغوا إلى ربّهم الوسيلة فيتنافسوا إليه أيّهم أحبّ وأقرب تنفيذاً لأمر الله للمؤمنين به في محكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    ألا والله ما أفلح أبداً من ترك الوسيلة للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين وإنّه من الذين قال الله عنهم:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف]، وذلك بسبب المبالغة في أنبياء الله ورسله.

    ويا عجبي من علماء "إسلام ويب" كيف أنهم أفتوا بما لم يفتِ به الله ولا رسوله أنّ الوسيلة هي لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! وما يلي اقتباس من فتواهم وقالوا ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    والوسيلة: هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود، والوسيلة أيضًا: علم على أعلى منزلة في الجنة، وهي منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وداره في الجنة، وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول قال الله تعالى:
    {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [يونس:68]، فكيف أنّكم لتعلمون أنّ محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يُفتِكم أنّه صاحب تلك الدرجة وإنما قال عليه الصلاة والسلام: [وأرجو أن أكون أنا هو]، وكذلك لم يفتِكم محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تلك الدرجة العالية لا تنبغي إلا أن تكون لأحد الأنبياء والمرسلين بل قال عليه الصلاة والسلام: [قالوا يا رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا عبد من عبيد الله]؛ بمعنى أنّ صاحبها جعله الله عبداً مجهولاً من بين العبيد، أم تظنّون الإنس فقط عبيد الله! ولكن عبيد الله هم كافة الذين في ملكوته من الملائكة والجن والإنس ومن كل جنس. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ إِلَّا آتِي الرَّ‌حْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْ‌دًا ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْ‌نَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ‌ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ‌ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    فكيف أنكم تقسِّمون أنتم رحمة الله؟ وما ينبغي لكم وليس لكم من الأمر شيء، أفلا تعلمون أنّه بسبب فتواكم بما لم يُفتِكم به الله ولا رسوله قد أذهبتم الحكمة الربانيّة من جعل ذلك العبد صاحب الدرجة العالية الرفيعة عبداً مجهولاً بين عبيد الله في كافة الملكوت؟ ألا وإن الحكمة من الربّ أن جعل صاحب أقرب درجة إلى عرش الربّ عبداً مجهولاً من بين العبيد وذلك لكي يتمّ تنافس كافة العبيد في الملكوت إلى الربّ المعبود أيُّهم أقرب إلى عرش الرب، ولذلك تجدون الذين هداهم الله من عباده لم يفضِّلوا بعضهم بعضاً في التنافس إلى ذات الله سبحانه كونه لا ينبغي لهم أن يحب بعضهم بعضاً أكثر من الله بل هم أشدّ حباً لله لما دونه ولذلك تجدون سبيل هداهم إلى ربهم
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون لن يرضوا أن ينافسوا المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، ولن يرضوا أن ينافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسوف يقول النصارى: "أجننت يا ناصر محمد اليماني، فكيف ينبغي لنا أن ننافس رسول الله المسيح عيسى ابن مريم ولد الله؟ بل هو الأولى أن يكون صاحب تلك الدرجة العالية الرفيعة، أليس الولد هو الأولى بأبيه؟"، وكذلك المسلمون فسوف يقولون: "أجننت يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر بل كذاب أشر! فكيف تريدنا نحن المسلمين أن ننافس محمداً رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في أقرب درجة في حبِّ الله وقربه؟ بل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله ورسوله هو الأولى بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: يا معشر النصارى المسيحيين والمسلمين الأميين، فهل جعلتم لله أنداداً له في الحبّ في عبيده؟ ولكن الذين آمنوا بربّهم ولم يُلبِسوا إيمانهم بظلم هم أشدّ حباً لله عمّا سواه سبحانه وتعالى علوّا كبيراً، فهل أحببتم المسيح عيسى ابن مريم ومحمداً رسول الله صلى الله عليهم وآلهم وسلم أكثر من الله؟ ولكن الذين آمنوا ولم يلبِسوا إيمانهم بظلمٍ هم أشدّ حباً لله عمّن سواه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أشدّ حُبًّا لِله} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    وبما أنّ الحبّ الأعظم في قلوبهم هو لربّهم ولذلك تجدونهم
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، ولم يفضِّلوا بعضهم بعضاً في التنافس في حب ربّهم وقربّه، وما ينبغي لهم، سبحانه وتعالى علواً! ولكنّي لو نلتُ الدرجة العالية الرفيعة لأنفقتها لوجه الله لجدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - طمعاً في تحقيق النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده الضالين الذين ظلموا أنفسهم، ولذلك لا تزال تُسمى الدرجة العالية الرفيعة "بالوسيلة" كونها ليست الغاية من خلق الخلق بل الوسيلة إلى تحقيق النّعيم الأعظم منها {{{وَيَرْضَى}}} [النجم:26]، برغم أنّها أرفع درجة في جنات النّعيم ولكن ذلك العبد المجهول ومن اتّبعه يريدون تحقيق النّعيم الأعظم منها فيرضى الرحمن في نفسه فيُدخِل عبادَه في رحمته فيقول الضّالون لعباد الله المقربين: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    كون الله قد أدخل كافة عباده الضالين الذين ظلموا أنفسهم في رحمته فذهب الفزع عن قلوبهم ولم يشفع لهم ذلك العبد وأتباعه، سبحان الله العظيم! وإنما كلّما عُرضت تلك الدرجة على أحدٍ من أتباع الإمام المهديّ قلباً وقالباً كونها لا تنبغي إلا لعبدٍ من عبيد الله قالوا: "بل نريد تحقيق النّعيم الأعظم منها"، حتى أصابت الدهشة منهم كافة أنبياء الله ورسله! فكيف أنّه كلما عرض الله على أحدٍ منهم الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة في جنة النّعيم اتخذها وسيلة لتحقيق النّعيم الأعظم منها فينفقها لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال من قال يوم يقوم الناس لربّ العالمين: "عجباً لأمر هؤلاء القوم فأي نعيمٍ هو أكبر من هذه الدرجة العالية الرفيعة في جنة النّعيم التي تنافس عليها كافة الأنبياء والمرسلين!"، فإذا الجواب يأتي من الربّ
    {{{وَيَرْضَى}}} فيعلن أنّه رضي في نفسه فيُدخل عباده جنّته وهنا المفاجأة الكبرى، فقال الذين مُلِئت قوبهم فزعاً ورهباً من نار جهنم لعباد الله المقربين: {{مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وهنا تحقق النّعيم الأعظم من نعيم أعلى درجة في جنات النّعيم (ويرضى الله في نفسه). تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

    فإذا رضي الله في نفسه فهذا يعني أنه لم يعد غضباناً ولا متحسراً على عباده الضالين الذين ظلموا أنفسهم وأنها شفعت لعباده رحمته في نفسه كون الشفاعة لله جميعاً وما ينبغي لعبدٍ من عبيد الله جميعاً أن يتقدم لطلب الشفاعة بين يدي الربّ لأحدٍ من عباد الله كونه ليس بأرحم بعباده من ربّهم الله أرحم الراحمين، وإنما الذين اتخذوا الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة وسيلةً لتحقيق النّعيم الأعظم منها رفضوها بعد أن عُرضت عليهم واحداً واحداً فأنفقوها لمحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وسيلة إلى ربّهم ليحقق لهم النّعيم الأعظم منها
    {{{وَيَرْضَى}}}، أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم لينصرن بهم دينه من بعد أن يرتدّ عن دينه كثيرٌ من المؤمنين في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذين استجابوا للتنافس في حبِّ الله وقربه ويطمعون في تحقيق رضوان نفس ربّهم على عباده
    {{{وَيَرْضَى}}} فأحبهم الله وقربّهم منه حتى غبطهم الأنبياء والمرسلون والشهداء. تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى منابر من نُورٍ، لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ"].

    وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [يا أيها الناس، اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله -عز وجل- عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم، وقربّهم من الله ". فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى بيده إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربّهم [من الله]؟ انعتهم لنا حلهم لنا - يعني صفهم لنا - شكلهم لنا، فسر وجه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بسؤال الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نوراً، وثيابهم نوراً، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون] صدق عليه الصلاة والسلام.

    [عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله" قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: "هم قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس] صدق عليهم الصلاة والسلام.

    أولئك هم القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه بعد أن يرتدَّ كثيرٌ من المؤمنين عن دينه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤} صدق الله العظيم [المائدة].

    أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور من مختلف الأقطار، فكم بينهم من المسافات والأقفار اجتمعت قلوبهم في محبة الله وتنافسوا في حبِّ الله وقربه ويطمعون في تحقيق رضوان الله في نفسه على عباده، وأمّا أنّهم لا تجمعهم أرحام فكونهم من مناطق متباعدة في العالمين صدّقوا الداعي عبر الإنترنت العالميّة في عصر الحوار من قبل الظهور إلى التنافس في حبِّ الله وقربه وتحقيق نعيم رضوان نفسه، ولكنّ الذي قال الله تعالى عنه:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم، لن يصدق كتاب الله ولا الأحاديث الحقّ في سنة رسوله حتى ولو كان مؤمناً، ونقول قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم [التوبة].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخو المؤمنين الذليل على المسلمين العزيز على الكافرين الذين يحاربوننا في الدين؛ خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________________


  6. وتمّت المُباهلة بين المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني وبين أبي حمزة محمود المصري..

    - 56 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    1432 هـ / 2011 مـ
    ــــــــــــــــــ



    وتمّت المباهلة بين المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني وبين أبي حمزة محمود المصري ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم وجميع الأنصار لله الواحد القهار إلى اليوم الآخر..

    أيا محمود أقول لك: رُفعت الأقلام وجفت الصحف، فلا حوار بينك وبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من بعد الابتهال إلى الله الكريم المُتعال؛ بل ننتظر حُكم الله ذو الجلال أن يجيب الابتهال فيلعن الكذاب الأشِر أو يمسخه إلى خنزيرٍ وبئس المصير أو يميته فيلقيه في نار السعير، وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولا يشرك في حكمه أحداً فليس لي ولا لك من الأمر شيئاً، وقضي الأمر بينك وبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بخاتمة المباهلة وقد جعلناها على أساس أنّ أبا حمزة محمود المصري يُنكر أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر المصطفى من الله الواحد القهار، ولكن ناصر محمد اليماني يقول: يا معشر البشر إنّي المهديّ المنتظَر المصطفى من الله الواحد القهار خليفة الله في الأرض بالحقّ اصطفاني الله الواحد القهار وزادني بسطةً في علم البيان الحقّ للذكر، وأبو حمزة يقول يا ناصر محمد اليماني بل أنت كذابٌ أشرٌ ولستَ المهديّ المنتظَر الذي بشّر به محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى هذا الأساس تمت المباهلة بين المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني وبين أبو حمزة محمود المصري، فإن كان ناصر محمد اليماني من الكاذبين وليس المهديّ المنتظَر فصدق أبو حمزة محمود المصري وعلى ناصر محمد اليماني لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم الدين، وإنْ كان المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني لمن الصادقين وأنّه حقاً المهديّ المنتظَر المصطفى من ربّ العالمين فكذب أبو حمزة محمود المصري وإنّ على أبي حمزة محمود المصري لعنة الله وملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين.

    وأما المكر الخبيث من أبي حمزة أنّكم وجدتم أبا حمزة قد وضع نقاطاً في بيان المباهلة فنحن نعلم بهدفه الخبيث من ذلك فإنما يريدها فتنةً فقط للباحثين عن الحقّ كونهم سوف يجدون هذه النقاط من غير برهانٍ للردّ عليها في نفس الصفحة من الإمام ناصر محمد اليماني كون أبو حمزة يعلم أنّه من الغير المعقول أن يقوم الإمام ناصر محمد اليماني بفتح حوارٍ من جديدٍ في تلك النقاط بسلطان العلم من بعد إنهاء الحوار بعد أن قرر المباهلة بينه وبين محمود أبو حمزة المصري، ولذلك أراد محمود أن يضع تلك النقاط فتنةً لمن سوف يطّلعون على هذه المباهلة، فيفتنهم بذكر تلك النقاط التي سبق الردّ عليها بمئات الصفحات في منتديات البشرى الإسلاميّة بسلطان العلم من القرآن العظيم، ولكن أولي الألباب سوف يقولون يا محمود حجتك واهية، فلا داعي لذكر هذه النقاط في بيان المباهلة، كون ناصر محمد اليماني ليس مجرد عالِم في الدين بل يقول إنّه المهديّ المنتظَر اصطفاه الله ربّ العالمين خليفةً له في الأرض وإماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم، فهل أنت من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟ فكأنّك تصدق إنّ الإمام المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني وإنّما تنكر عليه بعض النقاط حتى تذكرها في بيان المباهلة! إذاً أصبحت من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض كمثل الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

    إذاً يا محمود أبو حمزة، فإذا كنت تؤمن أنّ الإمام المهديّ المنتظَر هو الإمام ناصر محمد اليماني فأصبح عليك أن تُصدِّقه بالحقّ ولا تكفر ببعض بيانه للقرآن كونه إذا كان هو المهديّ المنتظَر الحقّ فما ينبغي له إلا أن يُفتي بالفتوى الحقّ من محكم كتاب الله القرآن العظيم، ولكنّك يا أبا حمزة تُكذِّب ناصر محمد اليماني أنّه هو المهديّ المنتظَر المصطفى من ربّ العالمين! إذاً فأصبحتْ المباهلة على أساس إذا كان ناصر محمد اليماني من الصادقين وأنّه هو المهديّ المنتظَر المصطفى من ربّ العالمين وأبو حمزة المصري يكذب ناصر محمد اليماني في ذلك ويقول إنّ ناصر محمد اليماني يكذب على الله ولم يصطفِه الله المهديّ المنتظَر، إذاً أصبحت لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على الكاذب من الاثنين ناصر محمد اليماني أو أبو حمزة محمود المصري، وعلى هذا الأساس تمّ إعلان المباهلة بالحقّ بين المهديّ المنتظَر المصطفى من الله الواحد القهار عبده الإمام ناصر محمد اليماني وبين أبي حمزة محمود المصري، وننتظر لحكم الله بالحقّ وهو خير الفاصلين ولعنة الله على الكاذبين ورُفعت الأقلام وجفت الصحف يا محمود، والحكم لله يعود ولسوف يلعن الكاذب منّا إلى اليوم الموعود، وانتهى الحوار بين المهديّ المنتظَر المصطفى من الله الواحد القهار الإمام ناصر محمد اليماني وبين أبو حمزة محمود المصري، ورُفعت الأقلام وجفت الصحف للمرة الأخيرة..

    ويستمر الحوار بين المهديّ المنتظَر وكافة البشر ما عدا أبي حمزة محمود المصري الذي حكم على نفسه بالطّرد من رحمة الله، فلا حوار بينه وبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من بعد المباهلة حتى يحكم الله بيننا بالحقّ وهو خير الحاكمين، برغم أننا نعلم أنه سوف يأمن مكر الله الواحد القهار وسوف يعود من جديدٍ إلى طاولة الحوار باسمٍ مستعار، فيُظهر الإيمان ويُبطن الكفر ليصدّ عن البيان الحقّ للذكر، ويضيع وقتنا مما يعجّل له الله الواحد القهار بالانتقام إنّ الله عزيزٌ ذو انتقام.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    عدو شياطين البشر؛ المهديّ المنتظَر من آل البيت المطهر الإمام ناصر محمد اليماني .
    ________________


صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 456
المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] ( سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم )
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-08-2018, 04:18 PM
  2. سلسله گفتگوهای امام در پایگاه أشراف أونلاين..
    بواسطة فاطمه في المنتدى فارسي
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 09-09-2016, 08:44 PM
  3. حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 13-05-2014, 01:16 AM
  4. ردٌّ جديد في أشراف أونلاين
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-01-2011, 11:53 PM
  5. سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 03:13 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •