الموضوع: إلى مَن ننسب أخطاء إمامكم المهدي ؟

صفحة 18 من 44 الأولىالأولى ... 8161718192028 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 171 إلى 180 من 440
  1. افتراضي

    سبحان من فرّق بين الحقّ و الباطل و فرّق بين الظلمات و النّور و صدق الله تعالى في قوله:وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ.

  2. افتراضي

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

  3. rose

    مقتبس للحبيب الإمام المهدي عليه وآله أوفى وأزكى الصلاة والسلام :

    ﻭﺗﺠﺪﻭﻥ ﺃﻥّ ﻛﻠﻤﺔ { ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ } ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻳُﺤَﺮِّﻓُﻮﻧَﻪُ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣَﺎ ﻋَﻘَﻠُﻮﻩُ ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ (75) } ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ]، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭَﺗِﻠْﻚَ ﺍﻟْﺄَﻣْﺜَﺎﻝُ ﻧَﻀْﺮِﺑُﻬَﺎ ﻟﻠﻨّﺎﺱ ﻭَﻣَﺎ ﻳَﻌْﻘِﻠُﻬَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟْﻌَﺎﻟِﻤُﻮﻥَ } ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ [ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ:43]ﺇﺫﺍً ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻜﻢ ﺍﻵ‌ﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﺃَﻡِ ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﻣِﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﺷُﻔَﻌَﺎﺀَ ﻗُﻞْ ﺃَﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻟَﺎ ﻳَﻤْﻠِﻜُﻮﻥَ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ ﴿٤٣﴾ ﻗُﻞ ﻟِّﻠَّـﻪِ ﺍﻟﺸَّﻔَﺎﻋَﺔُ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﻟَّﻪُ ﻣُﻠْﻚُ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْ‌ﺽِ ﺛُﻢَّ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺗُﺮْ‌ﺟَﻌُﻮﻥَ ﴿٤٤﴾ } ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ [ﺍﻟﺰﻣﺮ]. ﻭﺃﻧّﻪ ﺣﻘﺎً ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{ ﻭَﻻ‌ ﻳَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ }، ﺃﻱ ﻭﻻ‌ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺳﺮّ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺃﻧّﻬﺎ ﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﺘﺸﻔﻊ ﻟﻌﺒﻴﺪﻩ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺎﺟّﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨّﻌﻴﻢ ﺍﻷ‌ﻋﻈﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷ‌ﻧّﻪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﻣُﺘﺤﺴّﺮٌ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺳﺒﺐ ﺣﺴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﻷ‌ﻧّﻪ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﻓﻼ‌ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻣﻨﻪ ﺳُﺒﺤﺎﻧﻪ! ﺑﻞ ﻭﻋﺪﻩ ﺍﻟﺤﻖّ ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ. ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻳﺤﺎﺝّ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻢ ﺑﺴﺮّ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷ‌ﻋﻈﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺿﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ. ﺗﺼﺪﻳﻘﺎً ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭَﻛَﻢْ ﻣِﻦْ ﻣَﻠَﻚٍ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮَﺍﺕِ ﻻ‌ ﺗُﻐْﻨِﻲ ﺷَﻔَﺎﻋَﺘُﻬُﻢْ ﺷَﻴْﺌﺎً ﺇِﻻ‌َّ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺫَﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﻳَﺮْﺿَﻰ } ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ [ﺍﻟﻨﺠﻢ:26]ﻭﺳﻼ‌ﻡٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪُ ﻟﻠﻪ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..ﺃﺧﻮ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﺁﺩﻡ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨّﻌﻴﻢ ﺍﻷ‌ﻋﻈﻢ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻲ.ــــــــــــــــــــــRead more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=10663

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    وإني أراك من دعاة الكفار إلى الإلحاد بوجود الله ومن الدعاة إلى المؤمنين إلى الشرك بالله، وحسبي الله على كلِّ من يصدُّ عن صراط العزيز الحميد ويبغيها عوجاً وهو يعلم الحَقَّ من ربِّه، وأولئك لهم عذابٌ عظيمٌ؛ الذين يصدون عن الصراط المستقيم، ولسوف تعلمون، والحكم لله ربّ العالمين.
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني
    حسبي الله على الذين يصدّون عن الحق صدوداً..



    اقتباس المشاركة 51436 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..




    - 9 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 04 - 1430 هـ
    01 - 04 - 2009 مـ
    02:58 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    حسبي الله على الذين يصدّون عن الحقّ صدوداً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..
    ويا علم الجهاد طريد وقبيله نسيم وأولياءهم أجمعين، سوف يستمر الحوار ولن أحجب عضوياتكم وأجتثكم من الموقع كشجرةٍ خبيثةٍ اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فلا نزال تاركين هذه الشجرة الخبيثة في موقعنا غير أنّني أُفتيكم إمّا أن تكون الشجرة الخبيثة هي الطريد وأولياؤه أو تكون الشجرة الخبيثة هي ناصر محمد اليماني وأولياؤه، فلا بُدّ أن يكون أحدنا على الحقّ والآخر على الباطل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم [سبأ:24].

    بمعنى أنّه لا بُدّ أن يكون أحدنا على الحقّ والآخر على الباطل، وبما أنّي عفوت عنكم لمواصلة الحوار فأما أبناء النّاس منكم فسوف يجُدي العفو معهم ويؤثّر على قلوبهم فلا يعودون لأخطائهم الأولى بالسبِّ والشتم بغير الحقّ لأنّهم يرون أنّه (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وأمّا الشياطين من البشر فمهما عفوتَ عنهم فلن يزيدهم عفوك عنهم إلا تكبّراً وغروراً؛ أولئك هم شياطين البشر ألدُّ أعداء المهديّ المنتظَر. وبرغم ما حدث منهم هذا اليوم من التجاوزات والتّطاول على أنصاري بغير الحقّ والمُغالطة فسوف أكظمُ غيظي وأكتفي بحذف بياناتهم التي تُعبِّر عن مستوى أخلاقهم، ولم أحجبهم بعدُ لكي يستمر الحوار بشرط أن نتجادل بعلمٍ وسلطانٍ، وبعد أن نصل إلى مُنتهاه فإذا لم يُقنع أحدنا الآخر فسوف أدعو نفسي وأنصاري وكذلك علم الجهاد طريد وأنصاره ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين الذين يصدّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً سواء كان علم الجهاد طريد وأولياؤه أو ناصر محمد اليماني وأولياؤه، ونترك الحُكم لله خير الحاكمين. ومن تهرّب من المُباهلة من بعد انتهاء الحوار فليعلم الجميع أنّه يعلمُ نفسه أنّه على باطلٍ، ويعلمُ نفسه أنّهُ يصدّ عن سبيل الله ويبتغيها عوجاً، ولذلك سوف يراوغ ويتهرب من المُباهلة لأنهُ يعلمُ أنّهُ يصدّ عن الحقّ بعدما تبيّن له أنّهُ الحقّ من ربّه، ولذلك لن يتقدم للمُباهلة سواء كان الإمام ناصر محمد اليماني وأولياؤه أو علم الجهاد وأولياؤه، والحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين.

    وأما بالنسبة للذي لا يزال يُحاجّني في رؤية الله جهرةً ولم يكتفِ بصوت ربّه يُكلمه من وراء حجاب تكليماً يوم القيامة؛ بل ويُريد رؤية الله جهرة سُبحان الله وتعالى علوَّا كبيراً، ومن ثم يُرد عليه الإمام المهدي وأقول: يا نسيم هل مُمكن أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64]؟ فتدبر قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} فتجد أنّ هذه صفة تخصّ الله في ذاته أنّه لا ينسى وهي صفةٌ أزليّةٌ لذات الله سُبحانه ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ}. وكذلك يا نسيم قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} صدق الله العظيم [الشورى:51]، بمعنى أنّه وما كان لبشر أن يُكلِّمه الله جهرةً بل وحياً سواءً بوحي التفهيم أو بوحي التكليم من وراء حجاب، فيتبيّن لك أنّ العقيدة في رؤية الله قد أنزل الله حُكمها في مُحكم القرآن العظيم وأنّها صفةٌ من صفات ذات الربّ الأزليّة بديع السماوات والأرض، فانظر إلى صفات بديع السماوات والأرض في قول الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلماذا يا نسيم قمت بتحطيم حجاب الربّ لتزيل هذه الصفة الأزليّة من بين صفات الربّ سُبحانه وقلتَ: بل تدركه الأبصار يوم القيامة؟ وسبحانه عمّا تقول وتعالى علوّاً كبيراً، ألم يقل الله لك يا نسيم:
    {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام]؟

    وما دمتَ كسرت الحجاب واعتقدت أنّه تُدرِكُه الأبصار يوم القيامة جهرةً؛ إذاً جعلت له ولداً وجعلت له صاحبةً! أفلا تتَّقِ الله، وسبق وأن ذكّرتُك بقول الله تعالى:
    {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [البقرة:108].

    وهل تعلم ماذا سأل بنو إسرائيل موسى من قبل؟
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:55]، فانظر لردّ الله عليهم: {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّهم سألوا شيئاً لا يحِقّ لهم ولا ينبغي لهم. وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} صدق الله العظيم [النساء:153].

    ويا نسيم، ما ظنّك بمن خلق السماوات والأرض؟ أفلا تعلمُ أنَّ اللهَ أكبرُ كبيرٍ في الوجود؟ فلا يوجد هُناك شيء هو أكبر من الله، وأصغر شيء الذرة وأكبر شيء الشجرة، فهل تعلم ما هي الشجرة؟ إنّها سدرة المُنتهى حجاب الربّ سُبحانه عندها جنّة المأوى، بمعنى أنّ السدرة أعظمُ من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، فكيف تكون الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض عند سدرة المُنتهى يا نسيم ما لم تكُن السدرة هي أعظمُ حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ بل السدرة هي أقرب شيء من خلقه إلى وجهه سُبحانه ولذلك تُسمى سدرة المُنتهى أي مُنتهى المعراج، فهي الحدود بين العبيد والمعبود خالق الوجود فقد تجاوزت الحدود يا نسيم وتريدُ أن ترى الله جهرةً يوم القيامة فهل نسيم أعظمُ أم جبل الطور الذي ضربه الله لموسى مثلاً؟ وذلك لأنّ موسى لم يطلب من ربِّه رؤيتَه إلا محبةً منه لرؤيتِهِ وليس قلةَ إيمانٍ بربِّه! ولذلك أفتاه الله وقال له:
    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    فهل تعلم لماذا قال موسى لمّا أفاق:
    {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} وذلك لأنهُ علم أنه تجاوز الحدود المسموحة كمثل قول الملائكة حين تجاوزوا الحدود مع ربهم بمعارضتهم في اصطفاء الخليفة وإبداء رأي آخر في نظرهم وكأنّهم أعلمُ من ربهم ولم يدركوا أنّهم حقاً تجاوزوا حدودهم إلا حين قال الله لهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقد علم الملائكة أنهم تجاوزوا حدودهم من خلال قول الله لهم:
    {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم، بمعنى أنّهم ليسوا بصادقين فيما قالوا وكأنّهم أعلمُ من ربِّهم، ومن ثم أدرك الملائكة أنّهم تجاوزوا حدودهم ولذلك قالوا مُباشرةً: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)} صدق الله العظيم، وكذلك موسى حين صُعق مما حدث في الجبل الذي تجلّى الله له فلم يحتمل رؤية الله وجعله دكَّاً وخرَّ موسى صعقاً فلما أفاق عَلِمَ موسى أنه تجاوز الحدود، ولذلك قال مباشرةً بعد أن أفاق: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم. فتدبّر وتفكّر في قول ربك المُحكم في القرآن العظيم: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم،[الأعراف:143].

    بمعنى يا نسيم أنّه لا يرى اللهَ جهرةً (الكونُ وما فيه) سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؛ بل يُكلمهم تكليماً من وراء الحجاب فيسمعون صوت ربّهم سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً. وكذلك يتنزّل الله وهو وراء حجابه الفاصل وذلك الغمام المذكور في القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم [الفرقان:25].

    فهل تعلمُ ماهو الغمام يا نسيم؟ إنه حجاب الربّ سُبحانه. وقال الله تعالى:
    {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} صدق الله العظيم [البقرة:210].

    وعليك أن تعلمَ يا نسيم والباحثين عن الحقّ أنّنا سنجد الأحاديث النّبويّة تتّفق مع ما جاء في مُحكم كتاب الله في شأن رؤية الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، فتعال للتصديق للتطبيق. فلنبدأ التطبيق للتصديق للسُنّة المحمديّة الحقّ، قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصدِّقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية، قال:
    [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة]، صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث الحقّ قد اتّفق مع القرآن المحكم الواضح والبيِّن وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة].

    وكذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن رؤية الله:
    [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    ولكنّنا نشاهد نوره سُبحانة يشعُّ من وراء حجاب الغمام فتُشرق الأرض بنور ربها. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فأنصحك يا نسيم أن لا يكون في قلبك زيغٌ عن الحقّ في آيات أمِّ الكتاب فتتّبع المُتشابه في ظاهره مع أحاديث الفتنة كمثل حديث الفتنة الموضوع:
    [إنكم سترون ربكم يوم القيامة لا تُضامون في رؤيته]. ومن ثم يقولون لك فانظر لقول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾}، وهذه من الآيات المُتشابهات وظاهرها غير باطنها، فهو يقصد أنّها وجوهٌ مُنتظرةٌ لرحمته كمثال قول ملكة سبأ: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}؛ أي مُنتظِرة يا نسيم، وكذلك الوجوه النّاظرة لرحمة ربِّها وأخرى لا تنتظر لرحمة ربها بل ناظرة لعذابه وتظن أن يُفعل بها فاقِرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)} صدق الله العظيم [القيامة].

    وكذلك انظروا إلى الأحاديث المُفتراة في شأن الرؤية وشرُّ البلية ما يُضحك! عن النبي وليس عنه شيئاً بل كذباً وافتراءً:
    اقتباس المشاركة :
    [فإنكم ترونه يوم القيامة، كذلك يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه]
    انتهى الاقتباس

    فبالله عليكم كيف يتّبعون الله، لعبادة منْ وإلى أينَ يتّبعونه؟ فهل جعلتُم اللهَ فاطرَ السماواتِ والأرضَ إنساناً يمشي وأتباعَه يمشون وراءه، أفلا تعقلون؟ وتالله لا يتّبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا يقول اتّبعوني لأدخلكم جنتي! بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة ثم يقول المفتري أنّ الله يجمع الناس ثم يقول:
    [من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون]!

    وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه! أفلا تعقلون؟ فهل إلى هذا الحد لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنة رسوله جملةً وتفصيلاً؟ فهل تريد أن تُباهلَني يا نسيم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحقّ وحقيقة، ولكنّي والله العلي العظيم لا أريد الله أن يلعنك. فلا تفعل، وأقسم بالله العلي العظيم أنّك يا رجل تُجادل الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ، والعجيب في أمرك أنّك تقول أنّك تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله فلا تتّبعهنّ ومن ثم أتيتُك بالأحاديث الحقّ، ولكن إذا كان في قلبك زيغٌ عن الحقّ فحتماً سوف تنبذ المُحكم وراء ظهرك وتتّبع المُتشابه مع أحاديث الفتنة الموضوعة ابتغاء الإثبات للحديث الموضوع وهو حديث فتنة موضوع وكذلك ابتغاء تأويل الآيات المُتشابهات التي لا تزال بحاجة إلى تأويل وتظنّ هذا الحديث الذي تشابه مع ظاهرها أنّه جاء تأويلاً لها برغم أنّه فسَّر الماءَ بالماء فهي مُتشابهة بمعنى أنَّ ظاهرها غير باطنها وتحتاج إلى تأويل ولا يعلم تأويلها إلا الله ويُعلِمُ من يشاء من عباده، فلماذا تعمَدون إلى المُتشابه فتجادلون به وتَذَرون المُحكم الواضح والبيِّن الذي يأتي في نفس وذات وقلب الموضوع بكُل وضوح فينفي عقيدة الرؤية نفياً مُطلقاً؛ لن تراني؟
    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    و صدق الله العظيم فيمن يتّبعون أحاديث الفتنة المُتشابهة مع آياتٍ لا تزال بحاجة للتأويل ويذَرون الآيات المُحكمات في قلب وذات الموضع ولذلك لا تحتاج إلى تأويل. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ولكنّك يا نسيم للأسف من الذين لا يُميَّزون بين المُحكم والمُتشابه ويجعلون المُحكم مُتشابهاً والمُتشابه مُحكماً، فتعال لأعلَّمك أنّ الفرق عظيم في التوضيح، وذلك لأنّ الآيات المُحكمات تأتي واضحةً وجليةً في نفس الموضوع وسوف نضع لكم الآيات المُتشابهات والآيات المُحكمات في شأن رؤية الله وسوف تشهدون بأنفسكم الفرق، ونأتي للآيات المُحكمات فلا تجدوها تحتاج إلى تأويل:
    1 - قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    2 - قال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وفي الآيتين المُحكمتين في قلب ونفس وذات الموضوع تجدون النّفيَ المُطلقَ لرؤية الله جهرةً وليس للإنسان فحسب بل تجدون في الآية الأخرى أنّه لا تدركه أبصار الملائكة والإنس والجنّ جميعاً مَنْ في السماء والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} صدق الله العظيم [الأنعام:103]. وهذه صفات الربّ الأزليّة ولا تبديل لصفاته سُبحانه وتعالى علوَّا كبيراً، وأما الآية التي أوردناها في الرّد السابق عليك فزادتك ضلالاً إلى ضلالك وهي قول الله تعالى: {كَلًّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين:15].

    وهنا حجابُ معرفة الربّ بالبصيرة، ومن كان أعمى عن معرفة الله في الدُنيا فهو كذلك محجوبٌ عن معرفته يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    وذلك الحجاب بينهم وبين معرفة الحقّ والحقّ هو ربّهم إنّما هو على قلوبهم وليس على أعينهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (47) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فانظر يا نسيم إلى البيان الحقّ للحجاب:
    {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخرةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا}، فهل معنى ذلك إنهم لا يشاهدون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظراً للحجاب! بل لا يفقهون نور الحق الذي يخرج من فاهِ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك لن يعرفوا الحقّ، والحق هو الله وذلك الحجاب هو ذاته المقصود يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    فانظر إليهم في الكتاب تجدهم يوم القيامة يبحثون عن شفعائهم ليشفعوا لهم عند ربّهم. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(53)} صدق الله العظيم [الأعراف:52].

    ألا والله لو كانوا يعرفون ربّهم الحقّ لما بحثوا عن الشفعاء بين يديه يوم القيامة، فانظر لرد الله عليهم:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} [القصص:64]، فترى الصّالحين المقرّبين الذين كانوا يدعونهم من دون الله كفروا بعبادتهم ودعائِهم من ربهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)} صدق الله العظيم [يونس:28].

    إذاً، هؤلاء لا يزال الحِجاب بينهم وبين معرفة أنَّ الله هو الحقّ موجوداً على قلوبهم يوم القيامة ولذلك تجدونهم حتى يوم القيامة يدعون شركاءهم المقرّبين من ربِّهم من دون الله ليشفعوا لهم عنده؛ أولئك لا يزال الحجاب على قلوبهم يوم القيامة ولذلك لا يعرفون ربهم الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَلًّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين: 15].

    فذرِ المُتشابه لأهل الذكر الراسخين في العلم الذي يعلِّمُهم الله به إذا جادلتموهم بالمُتشابه من القرآن، واستمسِك بالمُحكم الواضح والبيّن إنّي لك ناصح أمين.

    يا نسيم، اتّبعني ولا تتّبع علمَ الجهاد (طريد) بل عَلَم الجهاد يعلمُ أنّ الله لا يُرى جهرةً لا في الدُنيا ولا في الآخرة ولكن للأسف عِلْمه كعِلم الشيطان الرجيم، والشيطان عالِمٌ ولكنّه استكبر عن الحقّ وأخذته العزّة بالإثم فلعنه الله بكفره، وكذلك علم الجهاد الطريد.

    ولن يستطيع علم الجهاد ولا جميعُ عُلماء شياطين الجن والإنس الذين يرون سبيل الحق فلا يتّخذونه سبيلاً أن يُهيمنوا على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم، وسوف أُلجمهم بمُحكمه إلجاماً، فإن استمسكتم بالمُتشابه وأعرضتم عن المُحكم الواضح والبيّن ففي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ، والحُكمُ لله وهو أسرع الحاسبين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة : باحث عن البينة
    ولكنه تجاهل الكثير من الأسئلة فابحثوا عنها رجاءً، ومن بينها هذا السؤال :
    لماذا نزور قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم ؟ إذا كان القبر هو مجرد حفرةٍ للسوءة ونطرحُ اليوم عليه سؤاليْن جديدان ومازال في جعبتنا الكثير:
    انتهى الاقتباس من باحث عن البينة
    قال الله عز وجل في علاه :
    { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
    صدق الله العظيم [التوبة:103]

    وقال الله عز وجل في علاه:
    قال الله تعالى:
    { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
    الأحزاب

    فكيف يصلي محمد رسول الله على المؤمنين ؟
    و كيف يصلي الله وملائكته والمؤمنون على النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟

    والجواب بالحق من محكم الكتاب ذكرى لعباد الله ذوي العقول والألباب :



    اقتباس المشاركة 4924 من موضوع كان محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يتحسّر على النّاس لأنهم لم يصدّقوه .. (إلى حبيبي وأحبُّ خلق الله إلى قلبي من بعد ربّي) ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    26 - ذو الحجة - 1429 هـ
    24 - 12 - 2008 مـ
    11:03 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
    ــــــــــــــــــــ



    {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي وحبيبي خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا محمد الحسام يا من تتهم الإمام بغير الحقّ، وكّلتُ عليك الله الحيّ الذي لا ينام أن يغفر لك ويعفو عنك، وطعنتَ في عَذْب الكلام وحقيقة النعيم الأعظم وتتهمني بغير الحقّ ظُلمًا؛ بل زورًا وبُهتانًا كبيرًا، فكيف تقول بأني سببتُ محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟!

    وافتريتَ على الإمام المهديّ زُورًا وبُهتانًا وتصفني بالجهل وأنت الجاهل الذي لا يعقل، ودليل جهلك أنك ترى دعائي لمحمدٍ رسول الله بالغُفران مِن الرحمن أنه في نظرك زورٌ وبهتانٌ على محمدٍ رسول الله! وكأنه ليس بآسف الله أن يغفر له وهو يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، وأنا أعلمُ بسرّ دعوتي وصلاتي على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أما أنت فلا تعلم المعنى لأكثر كلمة ينطق بها لسانك (اللهم صلِّ على محمد) فتعال لأعلمك ما هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ألا تعلم يا محمد الحسام أنّ ذلك يعني الدعوة لمحمدٍ رسول الله أن يغفر له الرحمن؟ وصلاة الله عليه هي الإجابة للدعاء فيغفر له فيزيده رضوانًا وقربًا إلى الرحمن، ولسوف آتيك بالبرهان أنّ الصلاة على محمدٍ هي الغفران من الرحمن، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    وإنما الصلاة مِن الملائكة على العباد هي الدُّعاء لهم بالغفران من الرحمن، والإجابة للدعاء هي صلاة الرحمن على عباده. وإليك البرهان من البيان الحقّ للقرآن، وقال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    أي يستغفرون للصالحين في الأرض، وتلك هي صلاة الملائكة على الصالحين في الأرض يا محمد الحسام الذي لا يفقه صلاته على محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر]. فانظر لقوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم، ثم تأتي الإجابة من الله لدُعائهم فيغفر ويرحم، ألا إنّ الله هو الغفور الرحيم.

    وذلك هو البيان الحقّ لصلوات الله على عباده هو وملائكته؛ فتدعي الملائكة ربّهم أن يغفر للمؤمنين، وصلاة الله على المؤمنين هي إجابة الدعاء. تصديقًا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    فما هي صلاة الملائكة؟ إنها الدعاء بالغفران. تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    إذًا صلاة الملائكة على المؤمنين هي الدُّعاء لهم بالاستغفار، وصلاة الله على عباده هي الإجابة للدعاء فيغفر لهم فيزيدهم برضوان نفسه عليهم. تصديقًا لقول الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولكن محمد الحسام لا يعلم أكثر كلمة ينطق بها لسانه وألسنة المسلمين (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) فلا يعلم ما معنى ذلك محمد الحسام! فهو لا يعلم إنما هو الاستغفار لمحمدٍ وآل محمدٍ كما أتينا بالبرهان من القرآن، ولكنك يا محمد أسأت إلينا وافتريت علينا زورًا وبُهتانًا مُبينًا وعفا الله عنك أخي الكريم، وتصِف الإمام المهديّ أنه دجال! فأين الدجل؟ ألا تخاف الله ربّ العالمين حين تقول للإمام المهديّ المنتظَر أنه كذابٌ أشر ثمّ تُقسم بالله أني لست الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين؟ ولكن يا محمد عليك أن تعلم أنه ليس القَسَم وليس الحُلم في المنام جعله الله سُلطان التصديق؛ بل الحُجّة الحقّ هي العلم فإن غلبتني بعلمٍ هو أهدى من علمي وأحسن تأويلًا وأقوم قيلًا وأحسن تفسيرًا بسُلطان العلم المُقنِع، ومعنى قولي المُقنِع أي شرط أن تأتي بسُلطان العلم مِن مُحكَم القرآن العظيم حتى لا يجد العالِم إلّا أن يُذعِن للحقّ فيُسلم تسليمًا.

    فاتَّقِ الله ولا تعُد لمثل هذا فقد عفونا عنك قُربةً إلى الله إنفاقًا لوجهه الكريم ننفق العفو أحبّ النفقات إلى الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:219]. وها نحنُ آتيناك بالبيان الحقّ وإنَّا لصادقون.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين في الدين الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : باحث عن البينة
    ولكنه تجاهل الكثير من الأسئلة فابحثوا عنها رجاءً، ومن بينها هذا السؤال :
    لماذا نزور قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم ؟ إذا كان القبر هو مجرد حفرةٍ للسوءة ونطرحُ اليوم عليه سؤاليْن جديدان ومازال في جعبتنا الكثير :
    انتهى الاقتباس من باحث عن البينة





    اقتباس المشاركة 20630 من موضوع ويا معشر المسلمين إني أراكم قد اختلفتم في الصلاة على أمواتكم ..




    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 -09 - 1432 هـ
    22 - 08 -2011 مــ
    02:30 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    ما ينفع المتوفى بعد موته، وحكم تعليق صور الأموات ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى أنصار الله الواحد القهار، أمّا بعد..

    فإنه ينفع الاستغفار للمتوفى وكذلك النفقة إلى روحه، وأما قراءة الفاتحة إلى أرواح الموتى فهي بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، كون الفاتحة دعاء لصاحبها وكذلك القرآن أجر قراءته لصاحبه ليدَّبروا آياته، ولم ينزِّله الله لكي نقرأه على موتانا.

    وكذلك يجوز لكم وضع صور موتاكم على حائط جدران البيت حتى تكون ذكرى تذكِّركم به، فكل من رآها حتماً يقول: "الله يرحمه". ولكنّ الذين يحرِّمون وضع صورة الميت للذكرى بغير سلطانٍ أتاهم قد حَرَموا كثيراً من المؤمنين هذه الرحمة بالرحمة له فيترحم عليه من رآها. وإنما مُحرَّمٌ تعليق الصور الماجِنة، ما لكم كيف تحكمون يا معشر الذين يُحرِّمون تعليق صورة ميِّتٍ في داره! فكم أنتم جاهلون؟ أفلا تعلمون أنّه بسبب صورة المتوفّى سوف يتعرف عليه أحفادُه وكافةُ ذريّته جيلاً بعد جيلٍ فيترحمون عليه في كلّ أمّةٍ وحتى ولو بينهم وبينه مئات السنين فسوف يتعرفون على صورته ويترحمون عليه.

    وحسبي الله ونعم الوكيل على بعض العلماء الذين لا يتفكّرون، فليس لديهم فرقٌ بين صورةٍ ماجنةٍ خليعةٍ وبين صورةٍ محترمةٍ، وإنّما حُرِّم وضع الصور الماجنة في بيت مؤمنٍ كون الصور الخليعة لا ترضي الله.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 141128 من موضوع ويا معشر المسلمين إني أراكم قد اختلفتم في الصلاة على أمواتكم ..




    - 3 -

    الإمام ناصر محمد اليماني

    18 - 07 - 1433 هـ
    08 - 06 - 2012 مـ
    07:19 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    فتوى الإمام المهديّ للسائل: هل يُصلّى على المتوفي بحادث سيرٍ ويتمّ دفنه ؟

    اقتباس المشاركة :
    امينه عيسى8: المتوفي بحادث السلام عليكم إمام هل يُصلى على المتوفي بحادث أم لا يُدفن
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم
    فكيف لا يُصلّى على المتوفّي بحادثٍ وهو من المسلمين؟ وما الفرق بين المتوفّى بحادثٍ وبين من مات أو قتل؟ بل يُصلّى عليه ويُقبر في مقابر المسلمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  6. rose

    مقتبس للحبيب الإمام المهدي عليه وآله الصلاة والسلام:

    ﻭﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻫﻠﻢَّ ﺇﻟﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ ﻛﻼ‌ ﺑﻞ ﻻ‌ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ ﺟﻨﺘﻪ ﻭﻳﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﻧﺎﺭﻩ ﻭﺣﺴﺒﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻤﻦ ﺛﻢّ ﻳﺮﺩّ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻓﻠﻚ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻺ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻓﻬﻞ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺣُﺒﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺣّﺪ: "ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺣﺐّ ﺭﺑّﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞِّ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً" . ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﻳﺮﺩّ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻓﻠﻨﻔﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺩﺧﻠﻚ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮﻳﻚ ﺃﻭ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻙ ﺃﻭ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻃّﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨّﻢ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺼﻄﺮﺧﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻭﻻ‌ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ، ﻓﺘﺨﻴﻞ ﻛﻢ ﻋﻈﻴﻢ ﺣﺴﺮﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﻳﻚ ﻭﺃﻭﻻ‌ﺩﻙ ﻭﺇﺧﻮﺗﻚ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻈﻴﻤﺎً. ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ: "ﺑﻞ ﺳﻮﻑ ﺃﺩﻋﻮ ﺭﺑّﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﺮﺣﻤﻬﻢ ﻓﻴﻠﺤﻘﻬﻢ ﺑﻌﺒﺪﻩ ﻭﺃﺷﻜﻮ ﺇﻟﻰ ﺭﺑّﻲ ﻋﻈﻴﻢ ﺣﺰﻧﻲ ﻭﺣﺴﺮﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﻱ ﻭﺃﻭﻻ‌ﺩﻱ ﻭﺇﺧﻮﺗﻲ ﻋﻠّﻪ ﻳﺮﺣﻤﻨﻲ ﻓﻴﺨﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺭﻩ ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺘﻪ" . ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﻳﺮﺩّ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ‌ ﻳﺤﻖّ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ‌ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﻭﻫﻞ ﺗﺪﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻭﺫﻟﻚ ﻷ‌ﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺭﺑّﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﺄﺑﻮﻳﻚ ﻭﺃﻭﻻ‌ﺩﻙ ﻭﺇﺧﻮﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻖّ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ: "ﻳﺎ ﺭﺏ ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮ ﻋﺒﺪﻙ ﺑﺤﺴﺮﺓٍ ﻋﻈﻴﻤﺔٍ ﺃﻟﻴﻤﺔٍ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﻱ ﻭﺃﻭﻻ‌ﺩﻱ ﻭﺇﺧﻮﺗﻲ ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻳﺼﻄﺮﺧﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﺴﺮﺗﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺤﺴﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ!"Read more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=1233

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : باحث عن البينة
    ولكنه تجاهل الكثير من الأسئلة فابحثوا عنها رجاءً، ومن بينها هذا السؤال :
    لماذا نزور قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم ؟ إذا كان القبر هو مجرد حفرةٍ للسوءة ونطرحُ اليوم عليه سؤاليْن جديدان ومازال في جعبتنا الكثير :
    انتهى الاقتباس من باحث عن البينة


    إقتباس من أحد بيانات الإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني صلوات ربي وسلامه عليه:

    فلم أمنعكم من الاستغفار للمُسلمين والمُسلمات الأحياء منهم والأموات.
    ألا والله لو تعلمون كم يُخفف الله عن الأموات بسبب دُعاء الأحياء من المُسلمين!
    ولو تعلمون كم فَرحتهم بذلك لاستغفرتم لهم الليل والنهار حتى يغفر الله لهم جميعاً فيدخلهم في رحمته جميعاً، فذلك جزء من تحقيق هدفكم السامي.
    ولكن إذا جاء أحدُ عباد الله لعند أحدكم وقال:

    "يافلان ادعِ الله لي بكذا وكذا" فقل لهُ:
    { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ }
    صدق الله العظيم [غافر:60]

    البيان كاملا :



    اقتباس المشاركة 8721 من موضوع فلا تقل يا فلان استغفر لي الله! ما لم تكن ارتكبت إثماً في حقّه، فإذا لم تكن ارتكبت في حقّه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران ..


    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 10 - 1431 هـ
    08 - 10 - 2010 مـ
    02:01 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    ادعُ ربّك معتقداً أنّه لا يوجد من هو أرحم بك من الله ..

    بسم الله وتوكلتُ على الله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله الأطهار، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار..

    بالنسبة لطلب الاستغفار من الله للمسلمين الأحياء والأموات منهم أجمعين فإنّ ذلك لهو من أحبّ الدُّعاء إلى نفس ربّ العالمين لو كنتم تعلمون، وإنّما حَرَّمْنا عليكم التوسّل بعبيد الله أي أن يستغفروا لكم الله سبحانه فذلك شرك بالله، وإنّما قلنا: إذا أثِمَ أحدُكم في حقّ عبدٍ وطلب منه أن يستغفر الله له في حقّه؛ بمعنى أنّه يطلب منه السماح، ثم يقول العبدُ: "سامحك الله"، ثم يغفر الله له الإثم في حق أخيه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:14].

    فلم أمنعكم من الاستغفار للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، ألا والله لو تعلمون كم يُخفّف الله عن الأموات بسبب دعاء الأحياء من المسلمين! ولو تعلمون كم فَرحتهم بذلك لاستغفرتم لهم الليل والنهار حتى يغفر الله لهم جميعاً فيدخلهم في رحمته جميعاً، فذلك جزء من تحقيق هدفكم السامي، ولكن إذا جاء أحدُ عباد الله إلى أحدكم وقال: "يافلان ادعُ الله لي بكذا وكذا" فقل له: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} صدق الله العظيم [غافر:60]، وذلك لأنّكم لو تدعون له كما طلب ثم يجيبه الله لوجدتم أنّهم كلّ يومٍ سيأتون إليكم بطلب الدعاء من الله، فذلك كان سبب إشراك الأمم حتى بالغوا في عبيد الله الصالحين كون دعاؤهم كان مستجاباً.

    فاتّقوا الله يا أولي الألباب، فمن سألكم الدعاء من الله بأن تدعو الله له بكذا وكذا، فقولوا له:
    "بل ادعُ ربّك معتقداً أنّه لا يوجد من هو أرحم بك من الله، وسوف يجيب دعوتك، إنّ ربّي سميع الدُّعاء".

    فعلِّموهم كيفية الإخلاص في الدُّعاء، تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ} صدق الله العظيم [غافر:65].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 8717 من موضوع فلا تقل يا فلان استغفر لي الله! ما لم تكن ارتكبت إثماً في حقّه، فإذا لم تكن ارتكبت في حقّه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 10 - 1431 هـ
    07 - 10 - 2010 مـ
    09:59 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    فلا تقل يا فلان استغفر لي الله! ما لم تكن ارتكبت إثماً في حقّه، فإذا لم تكن ارتكبت في حقّه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    إخواني الأنصار، قد اطّلعنا على حواركم فيما بينكم حول طلب الاستغفار من العبد ليغفر ويطلب لأخيه الغفران من الربّ، وإنّما ذلك في حالة أنْ يأثم العبدُ في حقّ العبد ومن ثم يأتي العبدُ إلى أخيه العبدَ ليطلب منه العفو والغفران لكونه آثم في حقّه، ثم يتنازل العبد عن حقّه ويطلب له من ربّهما الغفران، ومن ثم يقول العبد: "اللهم إنّي قد عفوت عن أخي لوجهك الكريم وأنت أكرم من عبدك فاغفر له ما فعله بي وأنت أرحم الراحمين"، ثم يغفر الله له، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:14].

    كمثل أولاد يعقوب إذ ارتكبوا إثماً وأذًى في حقّ أبيهم الذي أمّنهم على أخيهم يوسف، ومن ثم ألقوا به في غياهب الجبِّ وآذوا أباهم أذًى عظيماً، وبعد أن حصحص الحقّ وأقرّوا بذنبهم ومن ثم {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴿٩٧﴾ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وإنّما يريدون أن يستغفر لهم ما فعلوه به لكونهم ارتكبوا في حقّه إثماً عظيماً حتى ابيضَّت عيناه من الحُزن، ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴿٩٧﴾ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك استغفار رسول الله يوسف لإخوته إذ أثِموا في حقّه وحقِّ أخيه، وقال الله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾ قَالُوا تَاللَّـهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك الذين يؤذون النبي ويقولون: {هُوَ أُذُنٌ}؛ بمعنى إنّهم سوف يحلفون له أنّهم ما قالوا فيه ولا في الرسالة التي جاء بها إلا خيراً فيصدّقهم، وقال الله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:61].

    وقال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم [التوبة]، ولن يغفر الله لهم حتى ولو استغفر لهم رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما لم يستغفروا الله من خالص قلوبهم فيتوبوا إلى الله متاباً، وقال الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكنّهم لو ندموا على ما اقترفوا في حقّ الله ورسوله لكونهم يؤذون الله ورسوله؛ فلو جاءوا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاعترفوا بذنبهم وطلبوا منه أن يستغفر لهم ما قالوه فيه ظُلماً وزوراً، فسيستغفر لهم الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما فعلوا به من الأذى، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [النساء]؛ بل يستغفرون الله وإنّما يستغفر لهم الرسول في حقّه، ولذلك قال الله تعالى: {فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} صدق الله العظيم؛ أي فاستغفرَ لهم الرسول في حقّه وذلك حين يُقترف الإثم في حقّ العبد فيُطلب منه أن يستغفر الله لهم فيما فعلوه به وذلك حتى يغفر الله لهم الإثم في حقّ عبده، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:14].

    وأما حين لا يكون لأخيه العبد أي علاقة بما اقترفه فعندما يطلب من العبد أن يسأل له من الله الغفران فذلك إشراك بالله، فلم يأمركم الله أن تتّخذوا بينه وبينكم وسيطاً أحبّتي في الله، فاحذروا الإشراك بالله. وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ولم يقُل الأنبياء لأقوامهم أن يطلبوا منهم أن يستغفروا الله لهم بل قالوا: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿٣﴾} [هود].

    {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿٥٢﴾} [هود].

    {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴿٦١﴾} [هود].

    {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴿٩٠﴾} [هود].

    {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾} [نوح].

    {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ﴿٦﴾} [فصلت]
    صــدق الله العظيـم.

    وقال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المزمل:20].

    وقال الله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾} [النصر].

    وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33].
    صــدق الله العظيـم.

    فإذا اقترف العبد إثماً فلا يذهب لأحد العبيد ليطلب منه أن يسأل له من ربه الغفران فذلك شرك بالله؛ بل يستغفر ربّه مُباشرةً من غير وسيط. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولم يبتعث الله الأنبياء والمرسَلين والمهدي المنتظَر ليأمروا الناس أن يتوسّلوا بهم إلى ربّهم ليغفر لهم ذنوبهم سبحانه وتعالى عمَّا يشركون؛ بل ليدعوا الناس إلى ربّهم أن يستغفروا الله مباشرةً ويتوبوا إليه فيعبدونه وحده لا شريك له. فأعرض أكثرهم عن دعوة الحقّ من ربّهم فأقيمت الحُجّة عليهم فعذّبهم الله عذاباً عظيماً، وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّـهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    وأمر الله رسله أن يقولوا لعباده أنّه قريب يجيب دعوتهم إذا دعوا ربّهم مخلصين له الدين من غير شركٍ، وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿١٨٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا حبيبي في الله أبو بكر المغربي، ويا حبيبي في الله أبو محمد الكعبي، ويا أحبتي الأنصار جميعاً تذكروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿٥٤﴾ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ﴿٥٥﴾} [الكهف].

    وقال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٥٥﴾ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٦﴾} [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].

    وقال الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان:77].

    وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

    وقال الله تعالى: {فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر:14].

    {{{{{{إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}}}}}} [إبراهيم:39].

    فلا تقُل: "يا فلان استغفر لي الله" ما لم تكن ارتكبت إثماً في حقّه، فإذا لم تكن قد ارتكبت في حقّه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران، ولا يجوز طلب العفو منه والغفران، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وقال الذين يدعون ربّهم مخلصين له الدين حين وجدوا ثواب ربّهم يوم لقائه، وقالوا: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    ويا أحبّتي في الله، مَنْ الذي هو أرحم بكم من الله؟ فهل تعلمون ما سبب إشراك كثيرٍ من المؤمنين؟ هو عدم فهم آيات الله في طلب الاستغفار. ولذلك تجدونهم يتّخذون قبور أنبيائهم والصالحين من عباده مساجداً فيدعون أنبياءهم والصالحين وهم في قبورهم أن يدعوا الله ليغفر لهم ذنوبهم! فأشركوا بالله ربّهم أرحم الراحمين. وقال الله لهم يوم القيامة أن يدعوا رسل الله من دونه والصالحين من عباده، فهل يستجيبون لهم؟ وأراهم الله أنبياءه ورُسله والصالحين من عباده الذين كانوا يتوسّلون إليهم أن يدعوا الله ليغفر لهم خطاياهم حتى إذا أراهم الله إيّاهم عرفوهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّـهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} صدق الله العظيم [الكهف:52].

    وقال الله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    بل تبرَّأ شركاؤهم من دعائهم من دون الله، وقالوا: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فاتّقوا الله أحبّتي في الله فذلك هو سبب إشراك المؤمنين بربّهم: التوسّل بالدعاء إلى عبيده من دونه ليدعون لهم الله. ويا سبحان الله العظيم! وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿٥٤﴾ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ما كان للمهدي المنتظر أن يأمركم أن تدعونه من دون الله ليستغفر الله لكم فذلك شركٌ بالله إلا أن أستغفر لكم من ذات نفسي من غير طلب للدعاء منكم، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    فهل يصحّ أن نقول: يا ملائكة الرحمن المُقرّبين ادعوا الله أن يغفر لنا، ثم نقول: فإنّه يجوز لنا هذا الدعاء، تصديقاً لقول الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾} [الشورى].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر]؟

    ثم نقول الجواب: لا يجوز فذلك شركٌ بالله العظيم، ولو يسمع ملائكة الرحمن أحداً يقول يا ملائكة الرحمن ادعوا الله ليغفر لنا لما دعوا الله ولقالوا: كيف نستغفر لمن أشرك بالله؟ فلن نغني عنك من الله شيئاً، ولكنّ ملائكة الرحمن يجوز لهم أن يدعوا ربّهم من ذات أنفسهم أن يغفرَ للمؤمنين؛ بل لم يجرؤ ملائكة الرحمن أن يسألوا الله الغفران إلا للذين ينيبون إلى ربّهم لا يشركون بالله شيئاً. ولذلك قالوا: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم.

    اللهم ثبّت أبا محمد الكعبي وأبا بكر المغربي وكافّة أنصاري على الصراط المستقيم، واغفر لهم إنّك أنت الغفور الرحيم.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    إن ذات الله شيءٌ عظيمٌ وهو الأعظم من كل شيءٍ عظيمٍ، ولذلك لم يتحمل رؤية ذات الله الجبلُ العظيم..
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني

    اقتباس المشاركة 5079 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..


    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 07 - 1429 هـ
    14 - 07 - 2008 مـ
    11:56 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    ذروا الحوار بين المهديّ المنتظَر وعلم الجهاد يا معشر الأنصار..
    الإمام المهديّ المنتظَر ينفي رؤية الله جهرةً بالنفي المُطلق لا في الحُلم ولا في المنام ولا في العلم في الدُنيا ولا في الآخرة..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين وعلى التّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    ويا علم الجهاد، ليس سؤالي لك لكي تُعلّمني الفتوى في رؤية الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وإنما كنت أريد الإجابة منك فتقول بأنك رأيت الله في المنام ثم ألجمك بالحقّ إلجاماً، وأنفي رؤية الله جهرةً بالنفي المُطلق لا في الحُلم ولا في المنام ولا في العلم في الدُنيا ولا في الآخرة، نظراً لأنه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله حتى الجبل العظيم، سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار!

    ويا علم الجهاد، إذا لم تتحمل الأوتاد رؤية ربّ العباد جهرةً فهل الأوتاد أعظم أم العباد؟ وقال موسى عليه الصلاة والسلام كما جاء الخبر في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    ويا علم الجهاد، إنّما يُريد الله أن يُبيِّن لموسى والأمّة لماذا لن يرى ذاتَ الله، وأراد الله أن يُبيّن له بالبرهان بالبيان الحقّ بالتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليعلم لماذا أجاب الله عليه بقوله تعالى
    {لَن تَرَانِي}، وذلك لأنّه لا يتحمل عظمة رؤية ذات الله أحدٌ من خلقه حتى الجبل العظيم الذي هو أكبر وأعظم وأقوى من خلق الإنسان؛ إلا إذا تحمّل الجبل رؤية عظمة ذات الله فإنه موسى سوف يرى ربه، وجعل الله رؤية موسى لربه متوقفة على تحمل رؤية الجبل لعظمة ذات الله. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    فانظر يا علم الجهاد ما حدث لموسى وهو لم يرَ ربّه ولكنه صُعِق مما حدث للجبل، ومن ثم أدرك موسى بأنَّ رؤية الله جهرةً لا تنبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولا ينبغي أن يُنافس عظمة ذات الله أحدٌ من خلقه، وأدرك ذلك موسى من بعد البيان الفعلي لسبب نفي الرؤية من الله بقوله لموسى:
    {لَن تَرَانِي}، ولكن الله بيّن لموسى لماذا لن يرى الله جهرةً بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم أدرك موسى سبب نفي الرؤية لله جهرة بأنها العظمة لذات الله لا يتحمل رؤية ذات الله جهرةً حتى الجبل العظيم، وعلِم موسى سبب نفي الرؤية لله جهرةً بأنّه لا ينبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولذلك قال موسى بعد أن أفاق ورأى الجبل قد صار دكاً فأدرك مدى عظمة ذات الله وأنّه لا ينبغي حتى التفكر في كيفية ذات الله، وأدرك موسى خطأه، ولذلك قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين}.

    ويا علم الجهاد، ليس حجب الرؤية قصراً على الإنسان فحسب بل على جميع عباد الله في السموات والأرض. وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا علم الجهاد، سوف ننتقل الآن إلى طُرق الوحي إلى العباد، وسوف نجد الله كذلك ينفي رؤيته جهرة سُبحانه. وقال الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    ولكن هل حجاب الرؤية مُقتصرٌ في الدُنيا؟ وأقول كلا وكذلك في الآخرة تستمر هذه الصفة لعظمة ذات الله، وحين يتكلم الله عن شيء فيقول:
    {وَمَا كَانَ} وهُنا الشيء الذي تكلم الله عنه لا تبديل لكلمات الله فيه أبداً، وما خالفه فهو باطلٌ. فأنظر إلى قول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ‌ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَ‌بَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُ‌سُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَ‌كُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْ‌بَابًا أَيَأْمُرُ‌كُم بِالْكُفْرِ‌ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهل ينبغي من بعد النّفي أن يأتي عبدٌ من عباد الله يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة أن يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله؟ إذاً يا علم الجهاد لا تبديل لكلمات الله في أم الكتاب. وكذلك انظر لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64]، أي لا ينبغي له أن ينسى فلا تبديل.

    وكذلك انظر لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} صدق الله العظيم [المؤمنون:91]، أي لا ينبغي أن يكون معه إله.

    وكذلك انظر لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:143]، أي لا ينبغي أن يضيع إيمان عباده سُبحانه.

    ولم أخرج عن الموضوع شيئاً بل أتيتُك بآياتٍ تتكلم عن ذات الله بكلمة النّفي المُطلق
    {وَمَا كَانَ}، فهل ترى بأنه مُمكن أن يكون الله نسياً في الدُّنيا أو في الآخرة -سُبحانه- فيبدل صفته في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم؟ وكذلك هل يمكن أن يكون مع الله إله في الدُّنيا أو في الآخرة فيبدِّل كلمة التوحيد الُحكم في قوله تعالى {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} صدق الله العظيم؟ وكذلك يا علم الجهاد صفة العظمة لذاته سُبحانه لا تبديل لهذه الصفة لا في الدُنيا ولا في الآخرة تصديقاً للنفي المُطلق {وَمَا كَانَ} تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    ويا علم الجهاد، أفلا ترى بأنّ الله بيَّن كذلك السّبب لعدم التكليم جهرة وقال:
    {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم، أي عَلِيٌّ في عظمته وذاته فلا يُساويه في العظمة شيء حتى يتحمّل رؤيته سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً.

    وننتقل الآن لننظر الوضع في الآخرة في علم الغيب في القرآن العظيم لننظر هل بينه وبين خلقه حجاب يوم يُكلم الله الناس تكليماً ؟ وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّ‌حْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ عَسِيرً‌ا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّ‌سُولُ يَا رَ‌بِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ مَهْجُورً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويا علم الجهاد، فما هو الغَمام الذي قال الله عنه:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً}؟ وسوف تجد الجواب عن شأن هذا الغمام في الكتاب في نفس الموضوع في موضع آخر يُفتيك الله عن الغمام فيقول لك إنّه الحجاب بين الخالق والخلائق. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّه نور وجهه تعالى يشرق من وراء الحجاب يُضيء أرض المحشر. وقال الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْ‌ضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَ‌ىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُ‌ونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَ‌قَتِ الْأَرْ‌ضُ بِنُورِ‌ رَ‌بِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وهذا هو الحُكم الحقّ في الفتوى بنفي رؤية الله جهرةً في الدُنيا أو في الآخرة، وسوف نأتي الآن لتطبيق القاعدة والناموس لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النّبويّة، فما هي القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة؟ إنه في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وبناء على القاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المدسوسة في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، فتعالوا يا علم الجهاد ويا معشر جميع عُلماء الأمّة من أجل التطبيق للتصديق في السُّنة المحمديّة فما وجدناه منها تطابق مع هذه الآيات المُحكمات البيّنات من أمّ الكتاب فأقسم بالله العلي العظيم قَسماً يُصدقه العلم والسُلطان من القرآن بأنّ ما تطابق من السُّنّة مع هذه الفتوى بالحقّ في عدم رؤية الله فإنّ ذلك الحديث نطق به من لا يُنطق عن الهوى جدّي وحبيبي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما خالف من الأحاديث هذه الفتوى فكذلك أقسم بالحقّ أنّه من عند غير الله مدسوس في السُّنة المحمديّة، فتعالوا سويّاً للتطبيق للتصديق في السُّنة المحمديّة، وقد أغنى الله المهديّ المنتظَر الحقّ عن البحث عن الرواة والثُّقات بل أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم، فأعلمُ هل هذا الحديث السُّنّي هو الحقّ من عند ربّ العالمين نطق به الذي لا ينطق عن الهوى؟ أم أنّه حديثٌ من عند غير الله؟

    فحتماً بلا شكّ أو ريب كما أخبرنا الله سوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّ الاختلاف سوف يكون في آيات القرآن المُتشابهات التي لا يعلم تأويلهنّ إلا الله؛ بل الاختلاف بين الحديث المفترى وبين القرآن العظيم سوف يكون في آياته المحكمات البيّنات أمّ الكتاب، فتعالوا للتطبيق للتصديق للناموس لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النّبويّة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة]. صدق عليه الصلاة والسلام، وصدق بما أنزل الله عليه في القرآن العظيم في شأن الفتوى في رؤية الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، ولكنّه يشرق نور وجهه تعالى من وراء حجاب التكليم كما شاهد ذلك محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج إلى ربه. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [رأيتُ نوراً] صدق عليه الصلاة والسلام؛ بمعنى أنّه رأى نور وجهه تعالى من وراء حجاب التكليم، وذلك الحجاب الدائم إذا تنزّل الله سُبحانه فيتنزّل الحجاب معه سُبحانه، وقال محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في شأن نفي رؤية الله جهرة قال: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق عليه الصلاة والسلام وعلى آله أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّ‌حْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ عَسِيرً‌ا ﴿٢٦﴾} [الفرقان].

    وكذلك تجدون البيان عن حقيقة الغمام أنّه حجاب الربّ سبحانه وتعالى علوِّاً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن بعد تطبيق القاعدة والناموس لإثبات ما تيسر من الأحاديث الحقّ في شأن رؤية الله فوجدناها تطابقت مع ما جاء في محكم القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، وأمّا الآن فسوف نقوم بتطبيق الناموس لكشف الأحاديث المدسوسة وحتماً سوف نجدها سوف تختلف مع المحكم في القرآن، فنجدها جاءت مُخالفةً لكتاب الله وسنة رسوله بلا شكّ أو ريب، ويقولون أنّه قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    اقتباس المشاركة :
    قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: «هل تضامون في القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا، يا رسول الله. قال: «فإنكم ترونه كذلك، يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأُمَّة فيها شافعوها أو منافقوها فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون:أنت ربنا، فيتبعونه..» إلخ
    انتهى الاقتباس
    وهذا من الأحاديث التي لم يقُلها عليه الصلاة والسلام.

    بل حتى منطق الباطل يعلمه أولو الألباب مباشرةً فكيف يقولون:
    [فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون:أنت ربنا، فيتبعونه...]؟ وكأنهم تائهون يبحثون عن ربّهم! أفلا تعقلون؟ وهل الشمس أو القمر عدوّان لربّ العالمين حتى يقولون: [فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت]؟ بل الشمس والقمر كل في فلكِهِ يَسْبَحون ويُسَبِّحون لله وله يسجدون. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [الحج:18]. فكيف يجعلون الشمس والقمر أعداءً لله فيقول لهم: من كان يعبد الشمس فليتّبع الشمس أي يكون من حزب الشمس ومن كان يعبد القمر فليتّبع القمر أي يكون من حزب القمر! فكيف ذلك يا أولي الألباب والشمس والقمر من حزب الله؟

    أما قولهم:
    [ويتبع من كان يعبد الطواغيت] أي من حزب الطّواغيت، أفلا ترون أنّهم جعلوا الشمس والقمر من أعداء الله بقولهم مَنْ [فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمرَ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت] ؟ وكذلك يا أولي الألباب كيف يتبع المنافقون ربّ العالمين وهم من أشدّ الخصام لربّ العالمين؟ وذلك لأنهم قالوا في الحديث المُفترى: [وتبقى هذه الأُمَّة فيها شافعوها أو منافقوها فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه..] فهل هذا الحديث يُصدِّقه عاقل ولو لم يعلم أنه يُخالف القرآن المحكم؟ بل يدرك أولو الألباب أن هذا بهتان وكذبٌ بغير الحق.

    ويا علم الجهاد، عليك أن تعلم علم اليقين بأنّ الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة. تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحق. قال عليه الصلاة والسلام:
    [كفى بالمرء أن يوعظ في منامه].

    وكذلك رؤياي لجدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أفتيتهم بالحقّ وقلت إنّ رؤيا جدّي تُخصني ولا أحاجُّكم بها، وإنّما أقول لكم بأنّ الله جعل آية لتصديق هذه الرؤيا بالحقّ وهي قول جدّي محمد رسول الله لي في الرؤيا:
    [وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته].

    ومن ثم قلتُ لهم: فإن كنت حقّاً رأيتُ جدّي فلا بُدّ أن يُصدقني الله الرؤيا بالحقّ فتجدون بأنّه حقاً لا تُجادلون ناصر محمد اليماني من القرآن إلا غلبكم بعلمٍ وسلطانٍ، وهُنا جاء التصديق للرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فهزمتُ المُمْترين بالقرآن العظيم وليس بحجّة الرؤيا، ولكنّك تريد أن يُصدّقك المهديّ المنتظَر بعقيدةِ أنّ الرؤيا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة فتضرب ضربتك يا علم الجهاد! إذاً لفسدت الأرض لكثرة المُفترين في الرؤيا، فلا تكن من الجاهلين إنّي لك ناصحٌ أمينٌ وأدعوك إلى صراطٍ مُستقيمٍ. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    اللهم عبدُك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن كنت تعلم في علم الجهاد خيراً أن تهديه قلباً وقالباً، فيكون من المُصدّقين قلباً وقالباً لا رياء ولا نفاق، إنّك أنت السميع العليم. تصديقاً لقولك ربّي في مُحكم كتابك:
    {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:23].

    فاتّقِ الله أخي الكريم إن كنتَ تخاف الله فاتَّبع الحقّ الذي ينطق بالحقّ وليس بالأحلام والأوهام بل بكتاب الله وسُنَّة رسوله، وتلك حُجّة الله علينا إن لم نأخذ بها أو حجّة لنا إن أخذنا بها فلا يعذبنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رُّ‌سُلًا مُّبَشِّرِ‌ينَ وَمُنذِرِ‌ينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّ‌سُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً يا علم الجهاد إنّ الحُجّة علينا إذا خرجنا عمّا جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين، أو يكون الأخذ بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ حُجّةً لنا بين يدي رحمته فيدخلنا جنتّه ويَقِينا من عذابه.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الدَّاعي إلى الصراط المُستقيم؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51437 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..




    - 10 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 04 - 1430 هـ
    01 - 04 - 2009 مـ
    10:31 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ


    الرد على نسيم: فالذي جعل الجبل دكّاً هو عظمة رؤية ذات الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى:
    {وَعِبَادُ الرَّ‌حْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْ‌ضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويا نسيم، أقسمُ بالله العظيم أنّك تشتِم الإمام المهديّ المنتظَر الدّاعي إلى الصِّراط المُستقيم، وبما أنّي من عباد الرحمن فأقول: عفى الله عنك إنّ ربّي عفوٌّ غفورٌ رحيم. وقد علمت أنّه لا علاقة لك بعَلم الجهاد نظراً لاختلافكم في هذه العقيدة، ولذلك سوف أُجادلك بالحكمة لعلك تخشى، وسوف أجعل الرد مُختصراً للغاية وأقول: قال الله تعالى:
    {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا حين تجلّى الله بذاته للجبل جعلهُ دكّاً؟ فأما جواب المهديّ ناصر محمد اليماني هو أنّ السّبب هو رؤية عظمة ذات الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً. انتهى جوابي..

    ولا أظنُّ الآن سوف يقاطعني مُسلمٌ فينكر عظمة ذات الله فالذي جعل الجبل دكّاً هو عظمة رؤية ذات الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} صدق الله العظيم.

    وإذا قال نسيم: "إنما ذلك في الدُنيا". ومن ثم نردّ عليه ونقول: وهل ذات الله أقل عظمة في الآخرة؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! والمطلوب جواب الأخ نسيم بن عبد الهادي حفظه الله ورعاه.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    إن ذات الله شيءٌ عظيمٌ وهو الأعظم من كل شيءٍ عظيمٍ، ولذلك لم يتحمل رؤية ذات الله الجبلُ العظيم..
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني


    اقتباس المشاركة 51438 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..



    - 11 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 04 - 1430 هـ
    01 - 04 - 2009 مـ
    11:43 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    الجبل لم يحتمل رؤية عظمة ذات الله، وذات الله ليست بأقل عظمة في الآخرة..

    لمْ يُحذفْ يا نسيم، ولكن ردودكم تظل قيد العرض حتى أردّ عليها واحداً واحداً حتى لا تكون فوضى بسببكم في الموقع، فتصوّر لو كنت مُعلماً ويحتوي الفصل على مجموعة من الطُلاب ومن ثم يلقوا بأسئلةٍ في آنٍ واحدٍ، فكيف يُجيبهم؟ وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولو كانوا سألوا معلمهم واحداً واحداً فإذا أكمل الردَّ على الأول ومن ثم يلقي سؤاله الثاني ومن ثم يُردّ عليه المُعلم، ولكنّكم تلقون بأسئلتكم بالموقع ويا ليت لو أنّكم تنتظرون حتى أُجيبكم على أسئلتكم بل تتّبعون البيان الثاني فوراً قبل أن تسمعوا الجواب، وهذه لخبطة مُتعمّدة منكم، وحسبي الله ونعم الوكيل.

    ولذلك أمرنا أن تكون بياناتكم قيد العرض حتى حضوري، ومن ثم أنزلها مع الردّ إذا كانت خاليةً من السفاهة، ولكنّي اعتمدت بيانات لكم تحمل السفاهة في حقّ الإمام المهديّ، وهذا يُعبِّر عن مستوى أخلاقك فأنا أتحمل سفاهتكم إلى ما شاء الله وعفى الله عن الذين لو علموا الحقّ منكم لاتّبعوه.

    وأما قولك أنك تُلجم بعلمٍ فأنت لستَ عالماً يا نسيم، فكيف تُلجم الذي عنده علم القرآن العظيم؟ وما جادلتُ عالِماً إلا وألجمته بالحقّ وما جادلني جاهلٌ إلا وألجمني بجهله ثمّ أُعرض عنه حتى يأتي ببيانٍ هو خير من بياني وأحسن تفسيراً، ولكنّك يا نسيم تتّبع المُتشابه وتعرض عن آيات أمّ الكتاب المُحكمات التي جعل الله فيهنّ الأساس لعقيدة المُسلم لربه، وذلك بسبب الزيغ في القلب للذين يريدون إثبات أحاديث الفتنة، فهم يتّبعون المُتشابه ويذرون المُحكم، فأخذوا من القرآن ما وافق هواهم في ظاهر المُتشابه الذي لا يعلمُ تأويله إلا الله، وتركوا المُحكم الواضح والبين من آيات أمّ الكتاب، ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    فهل معقول أن العالِمَ يريد الفتنة وكذلك يريد تأويل القرآن؟ فتعال لأعلمك ما هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}، أي ابتغاء البرهان لحديثٍ نبويٍّ ولا يعلمُ أنه فتنةٌ موضوعٌ وجعله المفترون يتشابه مع ظاهر هذه الآية المُتشابهة، ويظنّ علماء الحديث أنه جاء تأويلاً لها. والجواب لو كان هذا الحديث ليس مخالف للمحكم لما اعترضنا عليه وقلنا لعله جاء بياناً لهذه الآية التي لا يعلم تأويلها إلا الله، ولكن هذه الآية المُتشابهة يخالف ظاهرها الآيات المُحكمات ولكن تأويلها غير ما جاء في ظاهرها، والمفترون يجعلون الحديث يتشابه مع ظاهرها تماماً، إذا لا تحتاج إلى تأويل لو كانت كما تزعمون كمثال الآية المُتشابهة. قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ثم وضعوا حديثاً مفترًى تشابه مع ظاهرها تماماً:
    [إنكم سترون ربكم جلياً يوم القيامة لا تُضامون في رؤيته]، ولكن هذه الآية من المُتشابهات وتأويلها لا يدركه إلا من علّمه الله ذلك لأنّه لا يعلم بتأويلها سواه سبحانه.

    فلو تدبّر ذو اللبِّ المُفكر هذه الآية لعلم أنّه يقصد بقوله ناظرة؛ أي منتظرة لرحمته وأخرى مُنتظرة لعذابه ولذلك تظنّ أن يُفعل بها فاقرة، ولم تتكلم عن الرؤية مُطلقاً بل ناظرة أي منتظرة. وتعالوا لأعلمكم بموطن التشابه إنّهُ في قول الله تعالى
    {نَاظرَةٌ} فيظن القارئ أنّهُ يقصد النّظر بالأعين إلى ذات ربها، ولكنه يقصد مُنتظرة كمثال قول الله تعالى: {فَنَاظِرَ‌ةٌ بِمَ يَرْ‌جِعُ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿٣٥﴾} [النمل]، وهنا يتبيّن لك أنّ المقصود ناظرة أي مُنتظرة، وتعلم أنّ كلمة ناظرة يأتي في مواطن ويقصد الانتظار وليس النظر؛ بل الانتظار إلى حين يرحمها فيدخلها جنته وأخرى تنتظر عذاب الله فتظنّ أن يُفعل بها فاقرة، إذاً الآية المُتشابه تتكلّم عن رحمة الله وعذابه، فوجوهٌ منتظِرة إلى رحمة الله وأخرى تظنُّ أن يُفعلَ بها فاقِرة، وهذه من المُتشابه فاتّبعتم المُتشابه الذي يُوافق في ظاهره هواكم وتركتُم المُحكم الواضح والبيّن الذي يأتي للفتوى في ذات الموضوع فيتكلم عن رؤية ذات الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143]، فلا تحتاج إلى تأويل لأنها فتوى مُطلقة أبديّة: {قَالَ لَنْ تَرَانِي} صدق الله العظيم. ولن تفيد لأنّ عدم رؤية الله جهرةً من صفاته الأبدية. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فكيف تتّبع المُتشابه وتذَر المُحكم الواضح والبيّن الذي يُفتيك في رؤية الله جهرة؟ وهذا دليل قاطع على الزّيغ عن الحقّ الواضح والبيّن في آياته المُحكمات من أمّ الكتاب والأساس لعقيدة المؤمن بربِّه فيتركه فيتّبع المُتشابه الذي لا يزال بحاجةٍ إلى التأويل.

    ويا نسيم، لقد بيّنتُ لك في البيان قبل هذا عن السبب الواضح والجليّ الذي جعل الجبلَ دكّاً وهو رؤية الله وعلِمتُم ماذا حدث للجبل حين تجلّى الله له بذاته فصار دكّاً بمعنى أنّه لم يحتمل رؤية عظمة ذات الله، ولربما يودُّ نسيم أن يُقاطعني فيقول: "إنما ذلك في الدُنيا". ومن ثم يَردّ عليه الإمام المهدي وأقول:
    وهل ذات الله أقلّ عظمة في الآخرة؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً!

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51440 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..




    - 13 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 04 - -1430 هـ
    03 - 04 - 2009 مـ
    02:50 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    الإمام المهديّ بريءٌ مّما يعتقده عَلَم الجهاد ..

    يا علمَ الشيطان الرجيم! وكذلك الإمام المهديّ بريءٌ مما يعتقد "علم الجهاد" من الباطل. والسؤال الذي يطرح نفسه يا علم الجهاد: هل يُرى الله جهرةً سبحانه؟ وقد وجدتُك في أحد البيانات اعترفتَ بالحقّ أنّ الله لا يُرى جهرةً، ولذلك قلتَ لنسيم إنّك تُخالفه لِما يعتقد لأنّه يعتقد برؤية الله جهرةً، وإن أردتَ أن تنكر اعترافك بالحقّ في عقيدة الرؤية فسوف نأتيك ببيانك الذي اعترفت فيه بالحقّ في فتوانا أنّ الله لا يُرى جهرةً، سُبحانه! أم إنّك تخشى أن ينقلب عليك نسيم فيتّبع الحقّ؟ إذاً أنت لا تُريد الحقّ وكسب رضوان الله؛ بل تريد أن تُرضي الآخرين لكي يتّبعونك، ولذلك تتّبع أهواءَهم حتى لا تُغضبهم. ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يتّبع أهواء البشر فيُخالف البيان الحقّ للذكر، وأعوذُ بالله أن أكون مثلك يا علم الجهاد أو مثل من هم على شاكلتك.

    ويا علم الجهاد إنّنا منتظرون ما هو ادّعاؤك، فهل سوف تفتري بالربوبيّة؟ أم شريك لله في خلقه؟ أم ماذا تريد أن تقول للنّاس؟ فهاتِ به؛ وبيّن لنا شأنك يا رجل لننظر ما تريد أن تكون حسب زعمِك.
    وأكرِّر: أفتِنا هل تعتقد إنّك المهديّ المنتظَر؟ أم ما هو شأنك الذي تريد أن تبوح به للناس؟ فتفضل مشكوراً..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    إن ذات الله شيءٌ عظيمٌ وهو الأعظم من كل شيءٍ عظيمٍ، ولذلك لم يتحمل رؤية ذات الله الجبلُ العظيم..
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني


    اقتباس المشاركة 49707 من موضوع ردود الإمام على الجالودي: أفتيكم بالحقّ أنّ الخلافة من بعد الأنبياء هي للأعلم بكتاب الله ..


    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 03 - 1431 هـ
    10 - 03 - 2010 مـ
    11:01 مساءٍ
    _____________



    سبب صعق موسى هو الفزع مما حدث للجبل ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم الجالودي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام على كافة الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    أخي السائل فتدبّر بالعقل القول بالحقّ فلم يرَ نبيّ الله موسى ربه سُبحانه وتعالى وذلك لأنّ الجبل لم يستقر مكانه وذلك لأنّ الله قال لنبيّه موسى أن ينظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف يرى ربه، ولكن الجبل لم يستقر مكانه. إذاً نبيّ الله موسى لن يَرَى ربه نظراً لأنّ الجبل لم يستقر مكانه، وانقضت الفتوى بالحقّ بآياتٍ محكماتٍ. وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    ويا أمّة الإسلام، أليست هذه آياتٌ محكماتٌ هُنّ أمّ الكتاب ولم يجعلهم الله بحاجة للبيان والتوضيح نظراً لأنهنّ آياتٍ بيناتٍ محكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب في قلب وذات الموضوع:
    {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}، ومن ثم جاءت الفتوى من ربّ العالمين في قلب وذات الموضوع وقال لنبيّه موسى: {لَنْ تَرَانِي}، ومن ثم بيّن الله له السبب عن عدم رؤية الله ولم يبيّن له السبب بالقول اللفظي بل بالبرهان الحقّ على الواقع الحقيقي، وقال الله لنبيّه موسى: {قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}.

    والسؤال الذي أوجهه إلى كافة من يعتقد برؤية ذات الله سبحانه هو: فهل وجدتم أنّ الجبل استقر مكانه؟ وذلك لأنّ الله قال لنبيّه موسى:
    {قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}. ومن ثم أكرر السؤال مرة أخرى ونقول: فهل وجدتم أنّ الجبل استقر مكانه؟ فتعالوا لننظر هل استقر الجبل مكانه فإن وجدنا أنّ الجبل استقر مكانه فهنا نعتقد برؤية ذات الله جهرةً سُبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}، فتعالوا لننظر هل استقر الجبل مكانه من بعد التجلي؟ وقال الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    فانظروا لقول نبيّه موسى كيف اقتنع تماماً بعدم رؤية الله جهرةً وأبداً، وقال:
    {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، فلماذا لا تتوبوا كما تاب نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام؟ وكذلك أذكركم بقول الله تعالى:

    {فَذَلِكُمُ الله رَبُّكُمُ الحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    {فَذَلِكُمُ الله رَبُّكُمُ الحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}

    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿
    ١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾}
    صدق الله العظيم [الأنعام]

    فما خطبكم ياقوم لا تكادون أن تفقهوا قولاً وتذرون آياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب؟ ألا والله لو تعتقدون بهذه العقيدة الحقّ لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم شيئاً، لأنّه يكلمكم جهرةً وأنتم ترونه، فهل ذلكم الله ربكم الذي تحيط به أبصاركم؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل قد أنزل الله لكم تعريفاً من صفات ذاته سُبحانه. وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    والسؤال الذي يطرح نفسه لأخي الجالودي وكافة عُلماء الأمّة وأتباعهم من المُسلمين المؤمنين بهذا القرآن العظيم هو: أليست هذه آيات بيّناتٌ محكماتٌ هُنّ أمّ الكتاب يفقهنٌ ويعلمهنٌ كلّ من تدبّرهنٌ عالمكم وجاهلكم وكلّ ذو لسانٍ عربيٍ مبينٍ؟ أم ترون هذه الصفات من الآيات المُتشابهات ظاهرهنّ غير باطنهنّ؟

    فتعالوا للنظر هل تستطيعون أن تقولوا أنهن آيات متشابهات؟ وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ} فهل هذه آية ترونها ليست محكمة؟

    وكذلك الصفة الأخرى
    { وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ } فهل ترون هذه الآية متشابه لا يعلم تأويلها إلا الله أم إنها محكمة لعالمكم وجاهلكم؟
    وكذلك الصفة الأخرى:
    {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وكذلك فهل هي محكمةٌ ترونها أم عندك شكّ في إحكامها ؟سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فكيف لا يجعلهنّ من آيات أمّ الكتاب المُحكمات؟ بل هُنّ من أمّ الكتاب لأنهُ جاء فيهنّ التعريف لصفات ذات ربكم الحقّ سبحانه. ولذلك قال الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى:
    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}
    صدق الله العظيم [الجاثية:6].

    فكيف السبيل لإنقاذكم من فتنة المسيح الكذاب يامعشر المُسلمين إذا أعرضتم عن آيات أمّ الكتاب البيّنات؟ إنا لله وإنا إليه لراجعون، اللهم اغفر لإخواني المُسلمين فإنهم لا يعلمون، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني..
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    اقتباس المشاركة 51435 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..




    - 8 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 03 - 1430 هـ
    13 - 03 - 2009 مـ
    01:54 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    لقد سبقتْ مِنّي الفتوى في رؤية الله منذ زمن يا نسيم فاتّبع الصراطَ المُستقيم ..

    إليك البيان الفصل وما هو بالهزل يدركهُ أولو الألباب
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=3973

    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

صفحة 18 من 44 الأولىالأولى ... 8161718192028 ... الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. أريد جواب صريح من غير لف ودوران من إمامكم المزعوم
    بواسطة ريــــحــــان في المنتدى قسم مخصص للمباهلة مع منكري إمامة المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 27-03-2023, 09:46 AM
  2. رد إمامكم عليكم يا أصحابي وأحبابي إلى ربّي ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 03:30 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •