الموضوع: ردٌّ آخر من المهديّ المنتظر إلى أبي حمزة في المنتديات العلميّة العالميّة الهاشميّة ..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14
  1. افتراضي ردٌّ آخر من المهديّ المنتظر إلى أبي حمزة في المنتديات العلميّة العالميّة الهاشميّة ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 01 - 1432 هـ
    10 - 12 - 2010 مـ
    12:16 صباحاً

    ــــــــــــــــــ



    ردٌّ آخر من المهديّ المنتظر إلى أبي حمزة في المنتديات العلميّة العالميّة الهاشميّة ..

    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الأحزاب]. اللهم صلَّ وسلّم وبارك على كافة أنبيائك ورسلك وآلهم الطيّبين والتابعين للحقِّ في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    ويا أبا حمزة محمود المصري، إنّك لا تزال مُصِرّاً على التدليس والافتراء على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وتفتي أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يطعن في عرض الأنبياء جميعاً وحسبي الله عليك؛ الحَكَم بالحقّ بيني وبينك، وإنّما أفتى الإمام ناصر محمد اليماني عن خيانة امرأة نوح التي خانت زوجها فأنجبت له ولداً ليس من ذريّته
    ولكن لدى نبيّ الله نوح نساء أخريات صالحات قانتات وأنجبن له ذريةً صالحةً ولم يهلك الله أحداً بالغرق من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام، تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فتذكّر فتوى الله تعالى:
    {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، ولم يقل الله تعالى وجعلنا من ذريته كون الله يعلمُ إنّ ذلك الرجل ليس من ذريَّته ولذلك لم يأتِ التبعيض للذين أنجى من ذريته؛ بل قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فانظر إلى دليل الإمام المهدي الذي يأتيكم به من محكم كتاب الله القرآن العظيم فيجد المؤمنون إنّهُ حُكمٌ بيِّنٌ استنبطه لهم الإمام المهدي من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالِمِكم وجاهلِكم، وأمّا البرهان الذي استند عليه أبو حمزة في قول الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [هود:٤٢]، فنقول ذلك حسب ظنّ نوح أنّه من ذريّته ولم يكن يعلم بخيانة زوجته له إلا حين أفتاه ربّه وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ ربّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن أبو حمزة يريد أن يستدل بالضبط بقول الله تعالى:
    {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، ولكنّه يُعتبر أبوه بالتبنّي كونه من ربّاه وينادي نوحاً أبتي، ونوح عليه الصلاة والسلام كان يظنّ أنّه ابنه، ولكنّه من ذريّة رجلٍ آخر خبيث، ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في الغلام الذي قتله الرجل الصالح في قصة الرحلة لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام والرجل الصالح في قول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولكنّه في الحقيقة ليس ابناً لهما وإنّما هما أبواه بالتّبني كونه لم تأتِ لهما ذريّةٌ بعدُ، وجُلب إليهما غلامٌ وتمّ وضعه على باب دارِهم وهو من ذريّات الشياطين فوجدوه فأخذوه وقاموا بتربيته لوجه الله واتّخذوه ولداً لهم وكانوا يحبّونه حبّاً جمّاً، ولكنّ الله أراد أن يجزيهم على فعل الخير بأن ينقذهم من فتنة ذلك الولد الذي هو أصلاً من ذريّات الشياطين من الذين لا يلِدون إلا فاجراً كفّاراً، وأراد الله أن يُبدلَهما بولدٍ هو من ذريّتهما فحملت المرأة الصالحة من زوجها في ذلك العام الذي قُتل فيه غلامهما، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} صدق الله العظيم [الكهف:٨١].

    فانظر يا أبا حمزة لقول الله تعالى:
    {وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم، أي من ذريّتهما؛ بمعنى أنّ ذلك الغلام لا يقربهما في الرحم كونه ليس من ذريّتهما، وتبيّن لك الحقّ لا شك ولا ريب كونك احْتَجَجْتَ بقول الله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، وتريد أن تزعم أنّ الله لا ينبغي له أن يقول: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم؛ إلا وهو يعلم أنّه ابنه! ولكنّك من الخاطئين، وإنّما يقصد الله أنّه ابنه بالتّبني كونه ينادي نبيّ الله نوحاً أبتي، ومثله كمثل ذلك الغلام؛ فلم يقصد الله أنّ الأبوين الصالحين هما حقاً أبوا الغلام وإنّما يقصد أنّهما أبواه بالتّبني، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً} صدق الله العظيم، ولكنّ الله بيّن في ذات الآية إنّما هما أبواه بالتّبني ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم.

    وحصحصَ الحقّ يا محمود ولا أظنك سوف تعترف بالحقّ ما دامت تأخذك العزّة بالإثم! فلا ولن تهتدي إلى الصراط المستقيم حتى تتّقي الله وتتنازل عن كبرك وغرورك حين يتبيّن لك الفتوى الحقّ من ربِّك فإن كنت من الصالحين فسوف تقول: "ربّي إنّي ظلمت نفسي بقولي عليك ما لم أعلم له ببرهان من عندك فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم". هذا لو كنت من الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، أمّا الذين في قلوبهم كِبْر فلن يتّبعوا الحقّ من ربّهم حتى ولو تبيّن لهم الحقّ من ربّهم فلن يتبعوه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الحقّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:١٤٦].

    وأما برهانك في قول الله تعالى:
    {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:٢٦].

    فهل تظنّ امرأة نبيّ الله نوح ونبي الله لوط عليهما الصلاة والسلام أنّهن من الطيبات؟ إذاً فلماذا أدخلهما الله نار جهنم؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:١٠]، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٧].

    ولكنّي سوف آتيك بالبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:٢٦].

    فأما قول الله تعالى:
    {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} صدق الله العظيم، وأولئك من أمّهات شياطين الجنّ والإنس وأصلهنّ من ذريّة إبليس الشيطان الرجيم، ويعلمُ بذلك المشعوذون بين البشر أنّهم يجامعونهن فتحمل منه فتذهب به إلى أرض المشرقين حتى تضعه هناك ليكون المولود وذريّته حين يكبروا من ضمن جيوش المسيح الكذاب الشيطان الرجيم، وكذلك يشترك شياطين الجنّ والإنس في التزاوج من إناث شياطين الجنّ وإناث شياطين الإنس ويستمر نسل الإنس هُناك فاستكثروا إناث الشياطين من نسل الإنس فهم من ضمن جيوش يأجوج ومأجوج وهم من النصيب المفروض للشيطان الرجيم ولذلك خاطب الله الجنّ الشياطين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨].

    والاستمتاع هي الشهوة الجنسية من غير شريعة زواج للاستكثار من ذريات الإنس، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨].

    بل ويعبدون الشيطان وإناث الشيطان الرجيم، وقال الله تعالى:
    {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء]، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨].

    وشياطين الجنّ والإنس لهم أزواج شيطانيات من ذريات الشياطين من الجنّ ومن ذريات الشياطين من الإنس وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} صدق الله العظيم [النور:٢٦]؛ ويقصد الخبيثات من إناث الشياطين للخبيثين من شياطين الإنس والخبيثات من إناث شياطين الإنس للخبيثين من شياطين الجنّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} صدق الله العظيم [النور:٢٦]، كما في جنة الفتنة لدى المسيح الكذاب ويريدُ أن يزعم أنّهن الحور العين اللاتي وعد بهن المتّقين، ولكنّ الحور العين لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴿٧٤} صدق الله العظيم [الرحمن]، ولكنّ حور الشيطان في جنة الفتنة يطمثهن رجالٌ من الإنس والجنّ فالمرأة للجميع.

    ومن ثم نأتي: والخبيثون للخبيثات والخبيثات للخبيثين ويحشرهم الله جميعاً هم وأزواجهم في نار جهنم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات]؛ أولئك هم أولى بنار جهنّم صليّاً؛ أي الخبيثون والخبيثات من شياطين الجنّ والخبيثات والخبيثون من شياطين الإنس وذلك الحشر لهم من بين الحشر العام، وقال الله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [مريم]، كونهم إنْ يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً لأنّهم للحقِّ كارهون، لعنهم الله بكفرهم وغضب عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، أولئك هم من المغضوب عليهم، وأما الضالّون فإنّ الله ليس راضياً عنهم فهم أقرب للهدى شرط أن يبحثوا عن الحقّ فيتبيّنوا اتّباعه ومن ثم يهدي الله الباحثين عن الحقّ من الضالين، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ألا وإنّ الإمام المهدي والأنبياء والمرسَلين كانوا من الضالّين غير أنّهم بحثوا عن الحقّ وتفكّروا فهداهم الله إلى الحقّ لأنّه الحقّ وما دونه باطل فاصطفاهم وجعل منهم الأنبياء والمرسَلين كونهم تمنّوا من قبل الهدى أنْ يهديَهم ربّهم إلى الحقّ فهداهم وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وكان من الضالّين خليلُ الله إبراهيم الذي تفكر في عبادة الأصنام فلم يقتنع عقله بعبادتها وأراد أن يختار له ربّاً هو أسمى على الأقل من الأصنام وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا ربّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا ربّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي ربّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا ربّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]؛ بمعنى أنّ رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان من الباحثين عن الحقّ ولكنّه لم يقتنع بعبادة المخلوق من دون الخالق، ولذلك: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي ربّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٧٧].

    ومن ثم جاء الهدى من بعد عدم اقناعه بعبادة من دون الله حتى الشمس المفيدة، ومن ثم جاء نور الهدى من الربّ إلى القلب، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا ربّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ} صدق الله العظيم [الأنعام:78/97/80]، وهداه الله إلى الحقّ كونه من الباحثين عن الحقّ، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وكذلك نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام لم يقتل الرجل فساداً في الأرض بعمدٍ منه وإنّما كان يتعصّب تعصّباً أعمى تبعاً لأحد المذاهب الدينيّة الضالّة من الذين فرّقوا دينهم شيعاً من أتباع رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال له رجلٌ من مذهبٍ آخر:
    {
    فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩} صدق الله العظيم [القصص]، وقد أراد فرعون أن يحاجّه بأنّه قتل نفساً، فكيف يدّعي أنّه رسول إليه من ربّ العالمين؟ وقال: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴿١٨﴾ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي ربّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]، وتبيّن لكم أن رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام كان من الضالين فبحث عن الحقّ فهداه الله إلى الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وكذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان من الضالّين، فلم يكُ يعلم أيّ الطريق الحقّ، فهل الحقّ مع النصارى الذين يعبدون المسيح وأمّه من دون الله أم مع اليهود أم مع قومه الذين يعبدون الأوثان من دون الله؟ ولذلك كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حيرةٍ ويريدُ أن يتّبع الحقّ ولذلك كان يخلو بنفسه في الجبل في غار حراء ويتفكّر في خلق السماوات والأرض ويتمنّى من ربّه أن يهديه إلى سواء السبيل كونه من الضالين الذين لا يعلمون طريق الحقّ هي مع من حتى يتّبعه، ومن ثم اصطفاه الله واجتباه وهداه إلى الصراط المستقيم وجعله من المرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الضحى]، أي باحثاً عن الحقّ وعلم الله أنّك تريد الحقّ لتتّبعه فهدى، ولكن الذين يشركون بالله فيبالغون في الأنبياء بغير الحقّ سوف يغضب ويقول: "أفلا ترون أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يفتي بأنّ الأنبياء كانوا على ضلالٍ؟ ألا ترون أنّه دجالٌ كذابٌ أشرٌ وليس المهديّ المنتظَر؟". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: لعنة الله على الذين لو علموا سبيل الحقّ لما اتّبعوه، ولكنّي الإمام المهدي أفتي بالحقّ:

    إنّ الأنبياء كانوا يبحثون عن الحقّ فيتمنّون اتباعه فاجتباهم ربّهم فهداهم إلى الصراط المستقيم كونهم كانوا يبحثون عن الحقّ بحثاً فكريّاً ويتمنون اتباعه.
    تصديقاً لقول الله تعالى:{
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢}صدق الله العظيم [الحج].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم [الحج:٥٢]؛ أي إلا إذا تمنّى أن يتّبع الحقّ فيبحث عنه بحثاً فكريّاً حتى إذا هداه الله إلى الحقّ فاجتباه واصطفاه ثم يأتي اليقين في قلبه أنّه لن يشكّ في الحقّ أبداً من بعد أن هداه الله إليه، ومن ثمّ يظنّ المهتدي إلى الحقّ أنّه لا ولن يزيغ عنه أبداً من بعد ما تبيّن له الحقّ من ربّه فيلقِّنه الله درساً في العقيدة لكي يعلم أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنّ الهدى هدى الله ونور منه ومن ثم: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} أي ألقى الشكّ في قلبه من بعد ما تبيّن له الحقّ من ربّه كمثل نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فبعد أن هداه الله واجتباه واصطفاه جاءه اليقين أنّه لن يشك في الحقّ أبداً وأراد الله أن يعلمه درساً في علم الهدى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الشكّ في الحقّ من ربّه وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ربّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} صدق الله العظيم [البقرة:٢٦٠].

    ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى:
    {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:٥٢]، فكيف حكَّم الله آياته لنبيّه إبراهيم حتى يطمئن قلبه أنّهُ على الحق: {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} صدق الله العظيم [البقرة:٢٦٠].

    وكذلك نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام فبعد أن كان باحثاً عن الحقّ فهداه الله إليه فاجتباه واصطفاه وابتعثه إلى فرعون رسولاً بآياتٍ مُعجزاتٍ فجاء اليقين في قلب نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام أنّه لا ولن يشك في الحقّ من بعد أن هداه الله إليه فألقى الشيطان في أمنيّته الشكّ بسبب حبال السحرة وعصيّهم فأوجس في نفسه خيفةً موسى، فقال في نفسه: "وهل معجزة الثعبان الذي معي الذي يتحول من عصا إلى ثعبانٍ مبينٍ، فهل هو كمثل عصيّ وحبال السحرة؟". ولكنّ الله حكَّم لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام آياته، وقال الله تعالى:
    {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿٦٥﴾ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بربّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وكذلك جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبعد أن بحث عن الحقّ بحثاً فكريّاً ثم هداه الله إلى الحقّ واجتباه وجعله نبيّاً ورسولاً إلى الناس أجمعين فقال قومه:
    {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ} صدق الله العظيم [هود:٥٤].

    وقالوا له إنّ الذي يكلّمك إنّما هو شيطان وليس مَلك من الرحمن، وقال الله تعالى:
    {
    وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكن حدث الشكّ في قلب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى:
    {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكنّ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يتركه الله أن يسأل أهل الكتاب عن شأنه كون منهم قوم سيخفون شأنه وهم يعرفون أنّه النبي الخاتم كما يعرفون أبناءهم؛ بل ابتعث الله إليه جبريل عليه الصلاة والسلام ليدعوه لزيارة ربّه فيرفعه إليه إلى عند سدرة المنتهى ليُريه في طريقه من آيات ربّه الكبرى ومنها النار وجنة المأوى، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وقال الله تعالى:
    {
    لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨} صدق الله العظيم [النجم]، فالتقى محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله بجميع الأنبياء والمرسَلين بجنّة النعيم عند سدرة المنتهى، فقال الله لنبيّه: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴿٤٥} صدق الله العظيم [الزخرف]، وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسأل أحداً من أهل الكتاب ليفتيه أنّه حقاً رسول من ربّ العالمين وأنّ الذين يوحي إليه ملك من الرحمن وليس من الشيطان فلم يسألهم عن سبب قول الله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولم يسألهم كونه قد علم بما في نفس ربّه من خلال قول الله تعالى لنبيه:
    {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم، ولكنّ الله رحم نبيّه فاستبدل له قوماً هم خيرٌ من أهل الكتاب لن يكتموا الحقّ من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٤٥]، بل قد اطمئنّ قلبه عليه الصلاة والسلام من قبل أن يسألهم ليلة التقى بهم في الإسراء والمعراج كونه قد رأى من آيات ربِّه الكبرى وإنّما سألهم تنفيذاً لأمر ربّه فأجابوه بلسانٍ واحدٍ موحّد: "سبحان الله العظيم وهل ابتعثنا الله إلى العالمين إلا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد وحده لا شريك له الله ربّ العالمين!".

    ويا أحبّتي في الله علماء المسلمين لا تلوموا الإمام المهدي كونه يطيل لكم البيان الحقّ للقرآن وتريدون من المهديّ المنتظَر أن يختصر لكم البيان الحقّ للذِّكر، وتالله إنّي أختصر بقدر ما أستطيع ولكنّي مأمورٌ أن أبيّن لكم آيات القرآن بالقرآن فآتيكم بتفصيله من ذاته لتعلموا أنّ كتاب الله قد فصَّله الله تفصيلاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [هود:١]، وإنّما نستنبط لكم حكم الله المُفصَّل، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:١١٤].

    ويا حبيبي في الله أبا حمزة المصري إنّي أراك تسأل الإمام المهدي فتقول بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    هل يرجو اليماني في نفسه لي أنا كمخالف بالنسبة له اللعنة من الله أم لا؟.. فقط نعم أرجوها لأبي حمزة.. لا لا أرجوها لأبي حمزة.. هل سيتحسر الله على أي منا إذا دخل النار أم لا؟
    انتهى الاقتباس
    انتهى.


    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: كلا وربّي الله ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا أريدُ من ربّي أن يلعنك شيئاً يا محمود وإنّما أُخيفك لعلك تتّقِ الله، وسبق من الإمام المهدي الدعاء إلى ربّه أن لا يجيب دعاءه على عباده، وذلك لأنّي أخشى أن أدعو على أحدٍ في ساعة غضبٍ بالحقّ، ولذلك دعوت ربّي من قبل وجعلت ذلك الدعاء في أحد البيانات أن لا يُجيب ربّي دعائي على عباده وأن يجيب دعائي لهم بالهدى إنَّ ربّي غفور رحيم، ولا نزال نحاول إنقاذك يا محمود فاتّقِ الله حبيبي في الله فيحبّك الله ويقرّبك ويرضى عنك إنّ ربّي غفور رحيم.

    ويا حبيبي في الله محمود تذكّر قول الله تعالى إلى جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    {
    وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥} صدق الله العظيم [يونس]، وكذلك يقول الله لك يا محمود: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥} صدق الله العظيم؛ إنّي لك ناصحٌ أمينٌ، ألا والله إنّ الإمام المهدي لهو أرحم بمحمود من أمّه وأبيه وإنّ الله أرحم من الإمام المهدي ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فهل تستطيع يا محمود أن تخاطب أولادك بخطاب ليِّن وأنت غاضبٌ غضباً شديداً منهم ومن ثم تقول وأنت غاضبٌ غضباً شديداً: (يا أولادي)؟

    ولكنّ الله أرحم الراحمين برغم غضبه الشديد من عباده المجرمين والكافرين والشياطين ومن ثم تجده ينادي عباده جميعاً من الجنّ والإنس بما فيهم الشياطين من عباد الله كون الله جعل الخطاب شاملاً إلى عباده جميعاً من الذين أسرفوا على أنفسهم وظلموا أنفسهم واستيأسوا من رحمة الله أن يغفر لهم لكثرة جرائمهم وبرغم ذلك يناديهم الله أرحم الراحمين ويقول:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} صدق الله العظيم [الزمر:53-54].

    فما أعظم رحمة الله! فيا عباد الله أنيبوا إليه جميعاً ليهدي قلوبكم فلا تستيئِسوا من رحمة الله مهما كانت ذنوبكم ومن ثمّ تستمروا فيما يغضب الله بسبب اليأس من رحمة الله، فتذكروا قول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ من ربّكم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فتذكروا أحبّتي في الله قول الله تعالى:
    {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم، ونعم إنّ الهدى هدى الله ولكن ما هي حُجّة الله على عباده الذين لم يهدِ قلوبهم؟ تجدون الفتوى في هذه الآيات في قول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} صدق الله العظيم، ولذلك ننصحكم أن تنيبوا إلى ربِّكم لكي يهدي قلوبكم ولا تستيئسوا من رحمته فقد وعدكم أن يغفر جميع ذنوبكم مهما كانت ومهما تكون فلا يعجز الله أن يغفر ذنوب إبليس الشيطان الرجيم كونه كذلك من عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم. وربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة فيقول: "وكيف تريد أن يغفر الله لإبليس لو يُنيب إلى ربّه ليغفر ذنبه ويهدي قلبه؟ ألم يلعنه الله وملائكته والناس أجمعين؟ فكيف يمكن أن يغفر الله لمن لعنه الله بكفره؟ فلا ولن يغفر الله لشياطين الجنّ والإنس مهما أنابوا، ومهما تابوا إلى ربِّهم فلن يغفر ذنوبهم فقد لعنهم الله وأجاز عليهم لعنة ملائكته والناس أجمعين"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البيّنات وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا الخطاب موجًّه لشياطين البشر من اليهود الذين يكتمون الحقّ وهم يعلمون ويعرفون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه حقاً النبي المنتظَر خاتم الأنبياء والمرسَلين ولكنّهم للحقِّ منكرون حسداً من عند أنفسهم وهم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم، وبرغم ذلك يقول الله تعالى لهم لأمثالهم:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البيّنات وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، فانظروا لقول الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} صدق الله العظيم [الزمر:53-54].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني آخر فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، فهل سوف يغفر الله لهم لئن تابوا وأنابوا إلى ربِّهم ليهدي قلوبهم؟ فهل سوف يغفر الله لهم حتى ولو قد أجاز عليهم لعنة الله وملائكة والناس أجمعين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي إلى رحمة الله ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البيّنات وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني آخر فيقول: "ولكن انظر يا ناصر للآية من هذه الآيات في قول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٩٠]". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: لقد جاءتك الفتوى من بعد هذه الآية مباشرةً يقول الله لكم إنّه يقصد لن تُقبل توبتهم عند الموت كونهم جاءهم الموت ثم يقول أحدهم إنّي تبت الآن، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فاتّقوا الله يا عباد الله جميعاً من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ فلا تقنطوا من رحمة وتذكّروا نداء الله الشامل إلى عباده بشكل عام من الجنّ والإنس ومن كل جنس، قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ من ربّكم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    اللهم قد بلغت البيان الحقّ للكتاب من ذات الكتاب.. اللهم فاشهد. فبلِّغوا عنّي يا عباد الله الصالحين وقولوا للناس حُسناً وجادلوهم بالتي هي أحسن وبشِّروا ولا تنفِّروا ولا تجعلوا الناس يستيئِسون من رحمة الله، إنَّ الذين يُيَئِّسون الناسَ من رحمة ربِّهم بغير علمٍ من الله؛ أولئك يصدّون عن رحمة الله ومصيرهم في النار وبئس القرار، فاستجيبوا يا معشر البشر الدّاعي إلى الله يرحمكم الله جميعاً فيجعلكم أُمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، إنّ ربّي غفور رحيم.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=36831



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. افتراضي وان من الحجارة لما يتفجر منها الانهار وإن منها لما يهبط من خشية الله



    وان من الحجارة لما يتفجر منها الانهار وإن منها لما يهبط من خشية الله


    الم يأن لك يا أخ محمود المصرى يا ابو حمزة أن يخشع قلبك لذكر الله وللاعتراف بالحق

    قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين

    أشهد ان لااله الا الله واشهد أن محمد رسول الله وأشهد ان الامام المهدى المنتظر ناصر محمد صلى الله عليه واله وسلم

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم. إمامي الحبيب هناك سؤال يجول في خاطري من بعد ما ذكرت أن الأنبياء من ذرية طاهرة ومتسلسلة.. والسؤال يدور حول نبي الله ابراهيم عليه السلام أنه حتماً يجب أن يكون من ذرية طاهرة. فكيف هذا والله يقول في القرآن: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) }
    وفي موضع آخر يقول أيضاً: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) } صدق الله العظيم

    فكيف أصبح من ذرية طاهرة؟ أرجو التوضيح، وشكراً. وهذه إضافة على أنه من ذريه طاهرة ومنه ذرية طاهرة: { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) }

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ابو وهبي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم. إمامي الحبيب هناك سؤال يجول في خاطري من بعد ما ذكرت أن الأنبياء من ذرية طاهرة ومتسلسلة.. والسؤال يدور حول نبي الله ابراهيم عليه السلام أنه حتماً يجب أن يكون من ذرية طاهرة. فكيف هذا والله يقول في القرآن: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) }
    وفي موضع آخر يقول أيضاً: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) } صدق الله العظيم

    فكيف أصبح من ذرية طاهرة؟ أرجو التوضيح، وشكراً. وهذه إضافة على أنه من ذريه طاهرة ومنه ذرية طاهرة: { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) }
    انتهى الاقتباس من ابو وهبي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    و الصلاة و السلام على جميع المرسلين

    اخي ابو وهبي لقد أجاب الامام المهدي كثيرا" عن سؤالك و حتى لا تختلط عليك الامور إليك بعض من هذه البيانات :

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6998

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=5101

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=5138

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4292

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4292

    ---------------


    اقتباس المشاركة 3916 من موضوع من المهدي المنتظر إلى معشر الشيعة الإثني عشر: من هو اليماني؟



    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 11 - 1430 هـ
    13 - 11 - 2009 مـ

    09:58 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ

    من المهدي المنتظر إلى معشر الشيعة الإثني عشر: من هو اليماني؟

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظنّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [الأنعام:116]
    وقال الله تعالى:
    { إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شَيْئاً } [النجم:28]
    وقال الله تعالى:
    { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾ }
    [البقرة]
    وقال الله تعالى:
    { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } [الرعد:37]
    صدق الله العظيم

    من المهدي المنتظر إلى معشر الشيعة الاثني عشر، فقد ضللتكم الروايات التي أغلبها ما أنزل الله بها من سلطان واستمسكتم بها وكأنها قرآن من عند الرحمن، أفلا تتقون؟ وإني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أن اليماني المنتظر هو المهدي المنتظر، وأشهدُ أنه لا فرق بين اليماني المنتظر والمهدي المنتظر حتى يكون هناك فرق بين ( محمد رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم ) و ( أحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم )

    ألا وإن اليماني المنتظر هو ذاته المهدي المنتظر.

    وأما اليماني صاحب ثورة الوحدة اليمنية فهو ليس عالم دينٍ وإنما قائد ثورة الوحدة بين اليمنيين وهو الذي تحاربونه الآن وهو علي عبد الله صالح، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، الذي قام بقدر مقدور في الكتاب المسطور بثورة الوحدة بين اليمَنيين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد حروب اليمَنيين، وإنما ذلك هي من علامات ظهور المهدي المنتظر فتحدث في جيل المهدي المنتظر وعصره من قبل الظهور، ولم أقل ذلك مجاملة مع علي عبد الله صالح أو لأكسب رضوانه وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكني أشهدُ الله أني لم أنطق إلا بالحقّ وأعلم علم اليقين أن علي عبد الله صالح هو من سوف يسلّمني راية الحُكْمِ لأن اليمن سوف يصبح عاصمة الخلافة العالميّة ومكة العاصمة المقدسة مركز اجتماع علماء الدين للتشاور في أمر الدين، وأما عاصمة الخلافة العالميّة فهي اليمن مقر اجتماع وزراء المهدي المنتظر ولاتنا على العالمين للتشاور في أمور البشر، والمهدي المنتظر قد جعله الله حُراً في دولته الكُبرى أفعل ما أريد وليس لكم من الأمر شيء.

    وأما السُفياني فقد مضى وانقضى وهو صدام حسين المجيد، ويسمى بالسفياني لأنه من ذرّية معاوية بن أبي سفيان ونرجو من الله أن يتغمده برحمته وأن يقبل توبته.

    وأما الخراساني فهو الذي تقومون بدعمه ضدّ اليماني الممهد قائد ثورة الوحدة التمهيديّة بين اليمنيين فجعل اليمن دولةً واحدةً، والخراساني واليماني تقوم الحرب بينهما في اليمن، ألا وإن الخراساني هو الحوثي. وهو خراساني يتلو خراساني، ويسمى الخراساني نسبة لأوليائه خراسان إيران وإنه على ضلال مبين بسبب أن ثورته ليست من أجل الدين بل من أجل الدنيا ويرى أنهم أولى بالحكم من غيرهم بزعمهم أن الحكم ليس إلا لآل البيت، ولكني المهدي المنتظر لا أعلم في كتاب الله أنّ الحكم حصرياً لآل البيت بل الملك لله يؤتيه من يشاء سواء يكون من آل البيت أو من غيرهم من المسلمين فأهم شيء أن يحكم بما أنزل الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لأصحابها ولا يظلم رعيته ويعلم أنه مسؤول بين يدي الله عن رعيته هل كان حاكماً عادلاً لا يُظلم عنده أحد وقد خاب من حمل ظُلماً، وكذلك وجبت الطاعة للحاكم الذي يحكم بما أنزل الله فيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة في مصارفها ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقد وجبت عليكم طاعته ما أطاع الله فيكم ولم يجعله الله شرطاً من آل البيت. وقال الله تعالى:
    { الذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأرض أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ المنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } صدق الله العظيم [الحج:41]

    وأما بالنسبة لآل البيت فلم يأمر الله المسلمين بطاعتهم كما يطيعوا الله ورسوله إلا أولي الأمر منهم وهم أئمة المسلمين إذا بعث الله من آل البيت إماماً كريماً ليعيد الأمّة إلى منهاج النّبوّة الأولى فيحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبط لهم أحكام الله للفصل بينهم من القرآن العظيم فيبين لهم الحقّ والباطل.
    وقد علّم الله المسلمين إذا بعث إماماً حقاً من آل البيت أنهم سيجدونه يعلم أحكام الله في القرآن العظيم فيستنبط أئمة آل البيت الحكم للفصل بين علماء الأمّة من القرآن فيحقوا الحقّ من الأحاديث النّبويّة ويبطلوا الباطل بطريقة استنباط الأحكام من القرآن للفصل بين علماء الأمّة المختلفين، ولن يجد الذين يتبعون الحقّ إلا أن يسلموا لحكم الله تسليماً لأنهم يجدونه حكماً واضحاً علّمهم به أولو الأمر منهم من أئمة آل البيت، وذلك هو البرهان للإمامة والقيادة إن بعثهم الله في المسلمين فدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكموا بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم فيحقون الحقّ مباشرة من كتاب الله ويبطلون الباطل إن كانوا صادقين من أئمة آل البيت، فلكل دعوى برهان وذلك بتطبيق الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ ألا وإن القرآن وسنّة البيان جميعهم من عند الله، ولكن الله لم يعدكم بحفظ السُّنة النّبويّة من التحريف والتزييف عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام ولذلك أمركم الله بالاحتكام إلى القرآن العظيم، فإذا كان الحديث النبوي جاء من عند غير الله أي من عند الطاغوت الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فقد علّمكم الله أن الحديث المفترى في السُّنة النّبويّة سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، ويستنبط لكم ذلك أولو الأمر منكم من أئمة آل البيت الذي يزيدهم الله بسطة في العلم على كافة علماء الأمّة فتعلموهم من خلال فتوى الله ببرهانهم في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } صدق الله العظيم [النساء:83]

    إذا لكلّ دعوى برهان، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كنتم صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:111]

    وقد جعل الله البرهان الحقّ للإمامة والقيادة هو علم الاستنباط لأحكام الدين حصرياً من كتاب الله ربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الحقّ فهم معرضون } صدق الله العظيم [الأنبياء:24]

    فقد ضللتكم كثيرٌ من الروايات والأحاديث المكذوبة على النّبيّ وأنتم لا تعلمون وتحسبونها من عند الله ورسوله وما هي من عند الله ورسوله. وقال الله تعالى:
    { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) } صدق الله العظيم [النساء]

    ومن خلال هذه الفتوى من ربّ العالمين يستطيع المسلمون التعرف على أئمة آل البيت الذين يصطفيهم الله من آل البيت وجميعهم من ذرّية الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام من ربّهم، ولم يأمر الله المسلمين بطاعة آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام بل أمرهم ببرهم و احترامهم احتراماً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يجعل الله آل بيت الرسول- صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن لهم الحكم على النّاس في كلّ زمانٍ ومكانٍ بل الحكم هو لأولي الأمر منهم إن بعثهم الله ليعيدوا الأمّة إلى منهاج النّبوّة الأولى فيحكمون بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين، فأولئك أمر الله المسلمين بطاعتهم كما يطيعون أمر الله ورسوله، ولكلّ دعوى برهان وقد جعل الله برهانهم أنهم يدعون علماء الأمّة إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكموا بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم فيستنبطون لهم الحكم الحقّ من محكم كتاب الله شرط أن يكون هذا الحكم هو في آيات الكتاب المحكمات البيِّنات فيعلم به أولو الأمر منهم فيعلّموه لعلماء الأمّة، فإذا الحكم الفصل واضحٌ وبيّنٌ لعالم الأمّة و جاهلها لا يزيغ عن الحُكم الحقّ إلا من كان في قلبه زيغ عن الحقّ، وذلك لأنهم سوف يأتونكم بحكم الله فيعلموكم به في آيات الكتاب المحكمات البيِّنات لعالمكم وجاهلكم وليس في مسألة واحدةٍ بل في جميع ما كنتم فيه تختلفون.

    وعلى سبيل المثال اختلافكم في العصمة، فتقولون إن رسل الله وأئمة آل البيت معصومون من السوء عصمةً مطلقةً أي لا يمكن أن يعملوا سوءاً قط! ولكني المهدي المنتظر أحكم بالحقّ فأفتي بالحقّ أنّ الرسل معصومون من الافتراء على الله ثم أنكر الافتراء بالمبالغة بغير الحقّ حسب فتوى الشيعة أن الرسل معصومون من عمل سوء قط ثم آتيهم بالحكم الفصل وما هو بالهزل من آيات الكتاب المحكمات هُن أمّ الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ المرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ(11) } صدق الله العظيم [النمل]

    ومن ثم نبطل عقيدة الباطل أن رسول الله لا ينبغي له أن يخطئ حسب فتوى الشيعة، فهي باطل مفترًى لأن العصمة المطلقة من الخطأ في الكتاب هي لله وحده لا شريك له فلا تُبالغوا في رُسل الله وأئمة آل البيت بغير الحقّ يا معشر الشيعة الاثني عشر، بل جعلتم المهدي المنتظر مالك الملك يؤتي الملك من يشاء حسب فتوى الجاهلين منكم أن المهدي المنتظر هو من أعطى نجاد حُكم إيران، وحسب زعمكم أن المهدي المنتظر هو من يحفظ دولتكم ويرعاها من حيث لا تعلمون فأنتم تدعونه من دون الله إلا من رحم ربّي منكم ولا يشرك بالله شيئاً، فلا أريد أن أظلم الذين لا يشركون بالله شيئاً إن وُجِدوا.

    ويا معشر الشيعة اتقوا الله، فوالله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه أني المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم بل أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بحُكم الله الحقّ وليس من عند نفسي من رأسي سبحان الله الذي لا يشرك في حكمه أحداً في أحكام الدين بل آتيكم به من محكم كتاب الله ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم. وقال الله تعالى:
    { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } صدق الله العظيم

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظنّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:116]

    وتصديقا لقول الله تعالى:
    { إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شَيْئاً } صدق الله العظيم

    فكم كنتم تستعجلون ببعث المهدي المنتظر يا معشر الشيعة الاثني عشر وها هو قد بعثه الله في عصره وقدره المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم تعلمون يا معشر الشيعة الاثني عشر أن المهدي الحقّ من ربّكم يدعو البشر إلى اتباع الذكر ويدعو علماء الدين المختلفين إلى الاحتكام حصرياً إلى كتاب الله القرآن العظيم. فلا تكونوا كمثل الذين قال الله عنهم:
    { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]

    ولم يجعل الله المهدي المنتظر من الشيعة الاثني عشر ولم يجعل الله المهدي المنتظر من أهل السّنة والجماعة ولم يجعل الله المهدي المنتظر ينتمي إلى أيّ حزبٍ من أحزاب المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لستُ منكم في شيء يا من فرقتم دينكم شيعاً لا أنا ولا جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) } صدق الله العظيم [الأنعام]

    ولكن علماء الأمّة الذين يقولون على الله مالا يعلمون نبذوا أمر الله وراء ظهورهم واختلفوا في دينهم فصدوا عن اتباع دين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى النّاس كافة فكيف يتبعونكم وهم يرونكم مختلفين في دينكم ويلعن بعضكم بعضاً ويكفر بعضكم بعضاً؟ ألا والله لو تركتم ما اختلفتم فيه واستمسكتم بالأساس حتى لا تصدوا النّاس عن اتباع دين الله الذي يدعوهم إلى كلمة سواء بينهم جميعاً أن لا يعبدوا إلا الله وحده لا شريك له لفزتم فوزاً عظيما حتى ولو تركتم شيئاً من السُنن الحقّ في سبيل عدم الاختلاف لغفر الله لكم ذلك وأدخلكم مدخلاً كريماً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً } صدق الله العظيم [النساء:31]

    وذلك لأنكم إذا اختلفتم سوف تضرون دين الله ضرراً عظيماً ثم لا يتبع النّاس رسالة الإسلام الحقّ للناس كافة فيقولوا وكيف نتبع دين المسلمين وهم في دينهم مختلفين؟ فما يُدرينا أيهم على الحقّ! ثم يتركوكم ودينكم، ولذلك نهاكم الله عن الاختلاف ولكنكم خالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾ }
    صدق الله العظيم [الروم]

    وخالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) } صدق الله العظيم [الشورى]

    وخالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ المنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المفْلِحُونَ (104)وَلاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيِّنات وَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105) } صدق الله العظيم [آل عمران]

    فانظروا لقول الله تعالى:
    { وَلاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيِّنات وَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } صدق الله العظيم [آل عمران:105]

    ولذلك فإني المهدي المنتظر أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لستُ منكم في شيء وأتبرأ منكم أنا وجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:159]

    وهل سبب فشلكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم فلم يُتمّ الله بكم نوره على العالمين إلا لأنكم اختلفتم فتفرقتم ثم فشلتم ثم ذهبت ريحكم كما هو حالكم اليوم أذلة مهانين مستضعفين، ودليل ضعفكم ذلك أن يهود تلّ أبيب يقتلون إخوانكم الليل والنّهار وأنتم تشهدون فلم تنصروهم برغم كثرتكم وخالفتم أمر الله ورسوله. وقال الله تعالى:
    { وإنِ اسْتَنْصَروُكُمْ فِي الدّين فَعَلَيْكُمْ النَّصْـر } صدق الله العظيم [الأنفال:72]

    تصديقاً لقول محمد رسول الله الحق:
    [ ومثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، و كونوا عباد الله إخوانا ]

    فأين الإخوة في الدين وأنتم تقتلون بعضكم بعضاً وتؤيدون الحوثي وأمثاله على قتل إخواني المسلمين اليمانيين يا معشر الشيعة الاثني عشر أفلا تتقون؟ فإذا كان الله حرّم عليكم قتل الكفار الذين لم يعتدوا عليكم وأمركم الله أن تحسنوا إليهم وتقسطوا إليهم وهم كافرون وبرغم كفرهم تجدون أن الله لم يأمركم أن تكرهوهم في الدخول في دينكم وأمركم أن تعاملوهم بمُعاملة الدين الإسلامي الحنيف فيجدون فيكم الرحمة والشفقة والقسط والكرم والعدل والإخوة ومن ثم تقنعوا قلوبهم فلا يجدوا إلا أن يسلموا لهذا الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمر بالقسط وعدم قتل النّاس ونهبهم وسفك دمائهم. وقال الله تعالى:
    { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المقْسِطِينَ } صدق الله العظيم [الممتحنة:8]

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كنتم وجدتم في محكم كتاب اللهِ أمرَ اللهِ الصريح والفصيح إلى المسلمين فتجدوا أنه أوصاهم في الكافرين:
    { أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المقْسِطِينَ } صدق الله العظيم

    فما بالكم بإخوانكم المسلمين؟ فما هو موقفكم بين يدي الله يا من تُخالفون كافة أوامر الله في محكم كتابه فتتبعون روايات الخُزعبلات التي أكثرها ما أنزل الله بها من سلطان؟ فكم تسببت رواياتكم في قتل كثير من المسلمين ألا لعنة الله على من لم ينتهي من قتل إخواني المسلمين كما لعنه الله في محكم كتابه العزيز:
    { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً }
    صدق الله العظيم [النساء:92]

    وقال الله تعالى:
    { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ له عَذَابًا عَظِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:93]

    فأخبروني يا معشر الشيعة يا من تدعمون الحوثي على قتل إخواني المسلمين ما هو سلطان علمكم الذي أحل لكم ذلك فلا تقولوا لي أن علي عبد الله صالح اعتدى على الحوثيين كلا وربي والنّاس والعالم شهود أن دعاهم إلى السلم وأكرمهم علّهم ينتهون فما زادهم إلا طُغياناً وفساداً في الأرض، ألا والله إنّ راية اليماني علي عبد الله صالح لهي أهدى من راية الحوثي الخراساني لأنه يدعو إلى السلم وعدم سفك دماء المسلمين اليمانيين وعدم التعصب في الدين غير أنه فاشل في حُكمه بسبب المداراة بغير الحقّ للمُفسدين وكان من المفروض أن يحكم فيهم بحدود الله ومن تعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ألا والله لو يتبع الحقّ علي عبد الله صالح فيكون أول من يُسلم القيادة من البشر لظهرت في اليمن قبل أن أظهر عند الركن اليماني للبيعة من أجل إنقاذ إخواني اليمانيين من الفتنة وسفك الدماء لأنه سوف يصبح ظهوري فرضاً وظهوري عند الركن اليماني سُنة، ولن أقاتل علي عبد الله صالح ولا غيره من جميع حكام المسلمين، كلا وربي فلا أسألهم على اتباع الحقّ أجراً ولا حُكماً فإن اتبعوا الحقّ ثبتناهم على حُكمهم، وجعل الله المهدي المنتظر خليفة الله عليهم بالحقّ فيكونوا من ولاتنا على العالمين ليحكموا بما أنزل الله فلا يُدارون في الحقّ شيئاً ولا يخافون في الله لومة لائم.

    ويا معشر البشر وجميع قادة البشر، إني المهدي المنتظر خليفة الله عليكم جميعاً أدعوكم إلى السلام كافة وعدم سفك الدم والظُلم فأحرم عليكم ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان فأنتم جميعاً إخوة، خلقكم الله من ذكر وأنثى أفلا تعقلون؟ ألا والله إني المهدي المنتظر رحمة من الله للبشر أريد أن أوحّد صفّكم فأجعلكم صفاً واحداً أمام المسيح الدجال الشيطان الرجيم الذي يريد فتنتكم كما فتن أبويكم من قبل، ألا والله الذي لا إله إلا هو إنه يُعِدُّ رجاله وخيوله لغزو البشر بعد مرور كوكب النّار، ويريد فتنة الأحياء منكم والأموات، ألا وإن كافة الأموات من الكافرين إليكم راجعون لكي يجعلهم المهدي المنتظر أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق الهدف من خلقكم فيكون الله راضياً في نفسه عليكم ولذلك خلقكم أفلا تعقلون؟

    فإني المهدي المنتظر رحمة من الله لكم أريد أن أنقذكم من فتنة المسيح الدجال، ألا وإنه الشيطان الرجيم سوف يظهر لكم جهرةً ويناديكم بصوته وأنتم ترونه، ويجلب عليكم بخيوله ورجاله، ويريد فتنتكم أجمعين، فلا تتبعوه و اتبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً.
    ألا والله الذي لا إله غيره إنه يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، بمعنى أنه يريد أن يوردكم نار جهنم ليجعلكم الله معه لأنه قد يئس وذريته من رحمة ربّهم.

    ويا معشر البشر جميعاً استجيبوا لدعوة المهدي المنتظر رحمة الله للأمم إلا من يئس من رحمة الله وأعرض عن دعوة المهدي المنتظر، ألا وإني أدعوكم يا جميع عباد الله من الجنّ والإنس ومن كلّ جنس إلى الله ليغفر لكم ذنوبكم مهما كانت ومهما تكون فلا تزال لديكم فرصة أخيرة ببعث المهدي المنتظر فاستجيبوا داعي الله واستجيبوا لنداء الله في محكم كتابه إلى عباده أجمعين من الجنّ والإنس ومن كلّ جنس:
    { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ } صدق الله العظيم [الأنفال:38]

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    { تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿٢﴾ أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ لَّوْ أَرَادَ اللَّـهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٤﴾ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٥﴾ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٦﴾ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٧﴾ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿٨﴾ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٩﴾ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿١٠﴾ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿١١﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٢﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٣﴾ قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّـهِ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ الْمِيعَادَ ﴿٢٠﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٢١﴾ أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٢﴾ اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٢٤﴾ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٥﴾ فَأَذَاقَهُمُ اللَّـهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٢٨﴾ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٩﴾ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّـهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٣٢﴾ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٤﴾ لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٥﴾ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٦﴾ وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ﴿٣٧﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿٤١﴾ اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤٨﴾ فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٩﴾ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٥٠﴾ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٥١﴾ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٦٣﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ }
    صدق الله العظيم [الزمر]. وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخو البشر في الدم من ذرّية أبونا آدم المهدي المنتظر عبد النعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي هناك فرق بين المغضوب عليهم والضالين ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - محرم - 1432 هـ
    10 - 12 - 2010 مـ
    11:55 مساءً

    ـــــــــــــــ



    هناك فرق بين المغضوب عليهم والضالّين ..

    اقتباس المشاركة : ابو وهبي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم. إمامي الحبيب هناك سؤال يجول في خاطري من بعد ما ذكرت أن الأنبياء من ذرية طاهرة ومتسلسلة.. والسؤال يدور حول نبي الله ابراهيم عليه السلام أنه حتماً يجب أن يكون من ذرية طاهرة. فكيف هذا والله يقول في القرآن: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) }
    وفي موضع آخر يقول أيضاً: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) } صدق الله العظيم

    فكيف أصبح من ذرية طاهرة؟ أرجو التوضيح، وشكراً. وهذه إضافة على أنه من ذريه طاهرة ومنه ذرية طاهرة: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) }
    انتهى الاقتباس من ابو وهبي

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
    ويا أخي الكريم أبا وهبي، نحن نقصد ذريّات الشياطين المغضوب عليهم الذين لا يلِدون إلا فاجراً كفَّاراً ولا نقصد الضالين، وهناك فرق بين المغضوب عليهم والضالين، لكون الضالين هم أقرب إلى الهدى كونهم يَضلّون وهم لا يعلمون أنّهم على ضلالٍ مبينٍ، وأما المغضوب عليهم فإنّهم يضلّون وهم يعلمون وإن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً، أولئك شياطين الجنّ والإنس وأولئك لا يلِدون إلا فاجراً كفّاراً كمِثل إبليس لا يلِدُ إلا فاجراً كفّاراً، ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    بمعنى أنّ إبليس لا يلِد إلا شيطاناً مريداً، وكذلك شياطين الجنّ والإنس فأولئك هم المغضوب عليهم الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي والباطل يتّخذونه سبيلاً، فهم يضلّون عن الحقّ وهم يعلمون أنّهم على ضلالٍ مبينٍ، وأما الضالّون فهم الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً، وآزر كان من الضالين وليس من شياطين الجنّ والإنس، ولذلك قال نبيّ الله إبراهيم في دعائه:
    {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٨٦} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وإنّما الضالّون يأتون كذلك في ذريات الصالحين، ولذلك قال الله تعالى لنبيه إبراهيم:
    {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولا بد أن تعلموا أنّه يوجد هناك فرق كبير بين الضالّين والمغضوب عليهم، كون المغضوب عليهم هم من ذريّات شياطين الجنّ والإنس، وأمّا الضالون فكذلك يوجدون في ذريات الصالحين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=10397




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  6. افتراضي

    {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة : 16]

    {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر : 21]

    الوصابي عبد النعيم الأعظم


  7. افتراضي

    ا
    السلام عليكم
    امامي الحبيب لا تؤاخذني واريدك ان تساعدني على توافق الايات
    يقول الله في كتابه
    مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)
    وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)
    وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)
    صدق الله العظيم
    وانت تقول __
    ا
    بمعنى أن إبليس لا يلد إلا شيطاناً مريداً وكذلك شياطين الجن والإنس فأولئك هم المغضوب عليهم الذين إن يروا سبيل الحق لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي والباطل يتخذونه سبيلاً فهم يضلون عن الحق وهم يعلمون أنهم على ضلال مبين وأما الضالين فهم الذي ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وآزر كان من الضالين وليس من شياطين الجن والإنس ولذلك قال نبي الله إبراهيم في دعائه
    (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ{86}صدق الله العظيم

    وإنما الضالين يأتون كذلك في ذريات الصالحين ولذلك قال الله تعالى لنبيه إبراهيم (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )صدق الله العظيم

    ا
    فكيف نوفق الايات ونخرج بنتيجه
    وشكرا

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ابو وهبي
    ا
    السلام عليكم
    امامي الحبيب لا تؤاخذني واريدك ان تساعدني على توافق الايات
    يقول الله في كتابه
    مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)
    وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)
    وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)
    صدق الله العظيم
    وانت تقول __
    ا
    بمعنى أن إبليس لا يلد إلا شيطاناً مريداً وكذلك شياطين الجن والإنس فأولئك هم المغضوب عليهم الذين إن يروا سبيل الحق لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي والباطل يتخذونه سبيلاً فهم يضلون عن الحق وهم يعلمون أنهم على ضلال مبين وأما الضالين فهم الذي ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وآزر كان من الضالين وليس من شياطين الجن والإنس ولذلك قال نبي الله إبراهيم في دعائه
    (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ{86}صدق الله العظيم

    وإنما الضالين يأتون كذلك في ذريات الصالحين ولذلك قال الله تعالى لنبيه إبراهيم (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )صدق الله العظيم

    ا
    فكيف نوفق الايات ونخرج بنتيجه
    وشكرا
    انتهى الاقتباس من ابو وهبي
    أخي أبو وهبي ارجو ان تطلع على الروابط التي أوردتها لك أعلاه و بارك الله فيكم

  9. افتراضي

    السلام عليكم اجمعين
    يا امام ناصر محمد المحترم
    يشهد الله اني اقدر واثمن واري انك تفسر وتؤل القران وكأنك قران ناطق- ولكن سيدي هذا التفسير انا غير قادر علي هضمه وذلك لان سلالة الانبياء من ادم الي سيدنا محمد كلهم موحدون -وازر في هذه الايه هو عم ابراهيم واكيد انت قرات الاية رقم 133 من سورة البقره وهي واضحة الدلالة علي ان الاب ممكن ان يكون هو العم-اسماعيل كان عم يعقوب -تامل الاية جيدا-
    لي سؤال يا امام ناصر -هل تعتقد بان رسول الله محمد صلي عليه وسلم سحر كما جاء في كتب الاحاديث
    والسلام علبكم اجمعين واهدنا يا الله واياكم طريقه المستقيم-
    ملاحظة-انا للعلم لست شيخ دين ولاكني حاصل علي ليسانس في الفلسفة وعلم النفس من 25 سنة

  10. افتراضي

    السلام عليكم

    لاظن ان ابو نبينامحمد علية الصلاة والسلام كان موحد ولايوجددليل على ذلك


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. بيان آخر في المنتديات العلمية العالمية الهاشمية إلى كافة عُلماء الأمة بطلب الحوار في موقع محايد
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى سؤال من المهدي المنتظر إلى كافة خطباء المنابر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-08-2022, 02:43 AM
  2. أحد الردود في المنتديات العلميّة الهاشميّة ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-06-2021, 01:08 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-12-2010, 10:46 PM
  4. ردالمهدي على أبو حمزه محمود المصري في المنتديات العلمية العالمية الهاشمية
    بواسطة عدوالمسيح الدجال في المنتدى قسم مخصص للمباهلة مع منكري إمامة المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2010, 05:24 AM
  5. الردّ على أبي حمزة محمود المصري في المنتديات العلميّة العالميّة الهاشميّة ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-12-2010, 07:33 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •