الموضوع: الإمام ناصر محمد اليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الانترنت العالمية

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. افتراضي الإمام ناصر محمد اليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الانترنت العالمية


    الإمام ناصر محمداليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الانترنت العالمية ..



    اقتباس المشاركة 4440 من موضوع المهديّ المنتظر يعلن بنتيجة النّصر من قبل الحوار لأنّ معلِّمي الواحد القهّار ..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني

    27 - رمضان - 1428 هـ
    09 - 10 - 2007 مـ
    05:59 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=254
    __________

    المهديّ المنتظر يعلن بنتيجة النّصر من قبل الحوار لأنّ معلِّمي الواحد القهّار ..


    بسم الله الرحمن الرحيم.
    من المهديّ المنتظَر من أهل البيت المُطهّر خليفة الله في الأرض الإمام ناصر محمد اليماني إلى جميع علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم وطوائفهم أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ثمّ أمّا بعد..

    يا معشر علماء الأمّة إنّي أُشهد الله وملائكته وجميع الصالحين من جِنِّهِم وإنْسهم وكلّ ما يدبُّ في الأرض أو يطير بجناحيه من أُممٍ أمثالكم ثمّ إلى ربّهم يحشرون بأنّي أتحدّاكم أجمعين بالحقّ وليس تحدي الغرور للنزول إلى ميدان المبارزة بالحوار بالعلم والمنطق والقرآن العظيم في يميني وسنة محمدٍ رسول الله الحقّ في يساري، بالرجوع إلى الحقّ إن كنتم تؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر.

    ولربّما يلومني أحدكم فيقول: "كيف تُعلن بنتيجة النّصر مقدماً من قبل الحوار ولا يزال ذلك في علم الغيب ولربّما يُلجمك علماء الأمّة ويخرسوا لسانك بالحقّ فما يدريك بأنّك من سوف تُلجمهم وتنتصر عليهم فتكون حُجّتك هي الداحضة؟" ومن ثمّ نردّ عليه ونقول: إنّ الرَّجل الصالح حين جاء إليه كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام وقال له هل أتّبعك على أن تُعلّمني مما عُلّمت رُشداً؟ وقال له الرجل الصالح:
    {إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧} صدق الله العظيم [الكهف].

    ومن ثمّ ردّ عليه رسول الله وكليمه موسى وقال:
    {سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩} صدق الله العظيم [الكهف].

    ومن ثمّ انظروا إلى النتيجة الحقّ التي أعلنها الرجل الصالح قبل بدء الرحلة هل تحقّقت؟ ونقول بلى كان قوله حقّاً تحقق، ولم نجد رسول الله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام صبر حتى على واحدةٍ! وكلما أخلَّ الشرط المتفق عليه موسى قال له الرجل الصالح: ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبراً؟ ومن ثمّ حكم موسى على نفسه بعد قتل الغلام وقال:
    {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا} صدق الله العظيم [الكهف:76].

    ولكن موسى سأله عن فعلٍ أدنى من ذلك بكثير ليس إلّا مجرد بناء ولم يستطِع الصبر، ثمّ قال الرجل الصالح:
    {قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وبعد أن أخبره بالتأويل للأفعال التي لم يستطع عليها صبراً والحكمة من ذلك قال الرجل الصالح:
    {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} صدق الله العظيم [الكهف:82].

    وكذلك المهديّ المُنتظَر لم يقل هذه النتيجة عن أمره من ذات نفسه؛ بل بإلهامٍ من مُعلمي الله الواحد القهّار، فإن تبيّن للمسلمين بأنّي ألجمت علماءهم بالحقّ إلجاماً وانتصرت عليهم بالحوار بالمنطق الحقّ وأخرست ألسنتهم فلم يجد الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم في أنفسهم حرجاً مما قضيت بالحكم الحقّ ويُسلّموا تسليماً، فقد تبيّن لجميع المسلمين بأنّي حقاً المهديّ المُنتظَر خليفة الله على البشر وأنّ مُعلّمي حقاً الحقّ الله الواحد القهّار، وإن ألجمني علماء الأمّة فقد أصبحت من المهديّين الضالّين بوسوسة الشيطان الرجيم وما كان وحي تفهيم من الحيّ القيوم، فلتكونوا يا معشر المسلمين على ذلك من الشاهدين، فلنبدأ الحوار بإذن الله الواحد القهّار وتوكلت على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيءٍ قدراً، ربِّ زدني علماً إنك أنت السميعُ العليم، إنّك قُلت وقولك الحقّ:
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بالحقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾‏} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وإلى طاولة الحوار وقد أفلح اليوم من استعلى بالحقّ بالقول الحقّ والسلطان المُبين من القُرآن..

    يا معشر علماء الأمّة، إنّي أنا المهديّ المُنتظَر الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ من الذكر الحقّ لمن شاء منكم أن يستقيم فأهديه إلى الصراط ـــــــــ المستقيم بالقرآن العظيم والذي أمرني ربّي أن أستمسك به كما أمر الله جدّي محمداً رسول الله ومن معه بالاستمساك بالقرآن العظيم وأنّه حجّة الله على رسوله وعلى المؤمنين وسوف يُسألون، وقال الله تعالى:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا معشر علماء الأمّة، لقد اتّبعتم أحاديث فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب من الصحابة ظاهر الأمر فردّوكم بعد إيمانكم كافرين، وأخرجوكم عن الصراط ــــــــ المستقيم وأنتم لا تعلمون بأنّ عقيدتكم قد أصبحت عقيدةً في الباطل وأنّكم قد كفرتم بعقائد أُمّ الكتاب في القرآن العظيم، ولو لم تزالوا على الهدى لما جاء قدر عصري وظهوري لأهديكم والمسلمين والنّاس أجمعين إلى صراط العزيز الحميد، ولم يبقَ من القرآن إلّا رسمه بين أيديكم ومن الإسلام إلّا اسمه ليس إلّا كجنسيةٍ تنتمون إليها إلّا من رحم ربّي، وركنتُم إلى الدنيا وأصابكم الوهن فأحببتم القصور ونسيتم القبور، وألهتكم الدنيا عن الآخرة فأحببتم الحياة وكرهتم الموت، وليس ذلك فحسب بل لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر، وليس ذلك فحسب بل ترون الحقّ باطلاً والباطل حقاً، وذلك حال الأمّة فأصبحتم أذلةً في الأرض، وتداعت عليكم أُمم الكفر كافةً فلم تُقاتلوهم كافةً كما أمركم ربّكم إن قاتلوكم، وقال الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:36].

    وأنا المهديّ المُنتظَر أُفتي وأحرّم على المسلمين أن يقتلوا كافراً لم يُقاتلهم ولم يصدّ دعوتهم ولو لم يؤمن بها فلا إكراه في الدّين، أأنتم تكرهون النّاس حتى يكونوا مؤمنين؟! ومن قتل كافراً بحجّة أنّه كافر فكأنّما قتل النّاس جميعاً؛ سيّئة ذلك في الكتاب عند ربّ العالمين، ومن قتل كفاراً لم يُقاتلوه فقد اعتدى على حدود الله.
    وقال الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا معشر المجاهدين إنما ابتعث الله محمداً رسول
    الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رحمةً للعالمين فكونوا دُعاةً على بصيرةٍ من ربّكم في العالمين، ومن تصدّى لدعوتكم ومنعكم فهنا وجب عليكم قتاله بكل ما أوتيتم من قوة، ولا تقاتلوا من لم يُقاتلوكم في الدّين من الكافرين، وأقسطوا إليهم وعاملوهم معاملةً حسنة، وابتسموا لهم وقولوا لهم قولاً كريماً وجادلوهم بالتي هي أحسن واعفوا عنهم واصفحوا ولا تحقدوا عليهم لأنهم كافرين. كلا ثمّ كلا إن الله لم ينهَكم عنهم في القرآن العظيم ما داموا لم يقاتلوكم في الدّين ولم يخرجوكم من دياركم، بل أمركم الله أن تبرُّوهم وتقسطوا إليهم وإن كانوا كافرين، وقال الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    ولكنّ المهديّ المُنتظر يُحذّر قادة المسلمين وجميع المسلمين عن موالاة الذين يقاتلونكم في الدّين بحجّة الإرهاب ويخرجونكم من دياركم أو يُظاهرون فيعاونون على إخراجكم، فإنّه محرّمٌ عليكم موالاتهم ودعم اقتصادهم بالشراء منهم أو البيع لهم، فإنّه محرمٌ عليكم إن كنتم مؤمنين، وإن خفتم عيلةً يغنيكم الله من فضله إنّ الله لا يخلف الميعاد. فلا تقبلوا لهم سفاراتٍ ولا علاقاتٍ ما داموا يُقاتلون إخوانكم المسلمين ويخرجوهم من ديارهم أو يُظاهرون فيناصرون على إخراجهم بالسلاح أو بالمال وغيره نصرةً للمعتدين فإنّه محرمٌ عليكم التعامل معهم حتى يكفّوا عن الاعتداء على المسلمين، ومن يتولّهم منكم فإنه منهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدّين وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    ويا معشر المسلمين إنّما جعلني الله لكم إماماً لأهديكم صراطاً مستقيماً، وقائداً حكيماً لتصحيح عقائدكم التي أفسدها المفترون على الله ورسوله.

    وأنا المهديّ المُنتظَر أكفر بأنّه يوجد هناك عذاب في القبر، وحفرة السوءة لستر جثمان الميت ليس إلّا سُنة غرابٍ بأمرٍ من الله ليُري القاتل من أبناء آدم كيف يواري سوءة أخيه فيسترها في حفرة في التراب حتى لا تنهشها الكلاب والذئاب، ولكنّ الأحاديث المُفتراة جعلت من ذلك أسطورة لا لها أول ولا آخر، وأنّ القبر يحترق ويضيق حتى يُحطّم أضلاع المُسيء! وذلك حتى يشكك الباحثون عن الحقيقة في صدق عقيدة المسلمين في شأن عذاب القبر، ثمّ لا يجدون ما يعتقده المسلمون، ثم يقولون: "إنّ المسلمين على ضلالٍ فلم نجد في قبور كفارٍ نعلم بأنهم غيرُ مسلمين فبحثنا عنهم بعد حين ثمّ وجدنا الجثة لم تتحرك عن الوضع الذي تركناها عليه شيئاً، ولو عادت الروح إليه ولو برهةً لغيّر الميت وضعه من شدة العذاب! وكذلك لم نجد النّار قد اشتعلت في قبورهم، وكذلك لم نجد القبر ضاق عليهم حتى حطم أضلاعهم؛ بل وجدنا الجثة تحللت فأكلها الدود وعادت تراب، والهيكل العظمي كالوضع الذي تركنا الجثة عليه ولم نجد أضلاعه قد تحطمت شيئاً بل قائمة عارية من اللحم."

    ثُمّ يزداد الباحثون كفراً بالإسلام وبما جاء به محمد رسول - الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك هو ما يريده المفترون على الله ورسوله في شأن عذاب القبر.

    وأنا المهديّ المُنتظَر أُفتي من القرآن العظيم فأنكر بأنّ العذاب البرزخيّ في حفرة السوءة؛ بل العذاب البرزخيّ على الروح التي لا تحيطون بعلمها ولا تستطيعون إرجاعها إلى جسدها: {الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:85] أي قدرة ربّي كُن فيكون.


    فهل تظنّون الروح التي هي من قدرة ربّي لا تستطيع أن تحيا إلّا بجسدها؟ كلا ثمّ كلا، فإن الروح لا تموت بفراق الجسد بل يموت الجسد بفراقها؛ بل هي التي تجعل الجسد حياً، وهي من قدرة الله كُن فيكون فكيف لقدرة الله أن لا تستطيع الحياة إلّا بالجسد؟ بل لا تحتاج للجسد بل الجسد هو المُحتاج إليها فلا يكون حياً إلّا بوجودها فيه وإذا غادرته فارق الحياة.

    والحياة هي الروح، وأنت بالروح لا بالجسم إنساناً؛ بل هي المالكة لجميع الحواس الخمس فتجعله يرى ويتكلم ويتحرك ويتألم ويشمّ ويطعم ويفرح ويبكي ويحبّ ويكره، فإذا غادرت الجسد يموت الجسد بفراقها وهي لا تموت، فإمّا في الجّنة والنّعيم وإمّا في العذاب والجحيم وإمّا أن تكون من الأرواح المُنظَرة عند بارئها من الكفار الذين ماتوا من القرى قبل مبعث الرسل إليها فلا يكونوا في نعيمٍ ولا يكونوا في جحيمٍ، تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    أولئك لا يعلمون بأنّ الله يبعث الموتى حتى إذا بعثهم الله من مراقد سوآتهم فيقولون:
    {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} صدق الله العظيم [يس:52].

    ثُمّ يفتيهم المُنذَرون من قبل:
    {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52].

    وقال تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نردّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    أولئك الكفار الذين ماتوا من القرى قبل مبعث الرسل إليهم هم أصحاب الأعراف، ولهم حجّة على ربّهم لأنهم ماتوا قبل مبعث الرُّسل إليهم، وقال الله تعالى:
    {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجّة بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فهم ليسوا في عذابٍ في الحياة البرزخيّة ولا في النّعيم، وكذلك يوم القيامة ليسوا في الجّنة وليسوا في النّار؛ بل على الأعراف منتظرون لرحمة ربّهم ويطمعون أن يدخلهم جنّته برحمته ولا يجعلهم مع أصحاب الجحيم، وكلّمهم الله بوحي التّفهيم أن يسألوه برحمته أن يدخلهم جنّته وأن لا يجعلهم مع أصحاب الجحيم، وقال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجّنة أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النّار قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:46-49].

    ويقصدون أهل الجّنة بقولهم:
    { أَهَٰؤُلَاءِ } يا معشر الكفار الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمته؟ ثُمّ يستجيب ربّهم لدعوتهم برحمته فيناديهم من وراء الحجاب فيُكلِّمهم تكليماً فيقول لأهل الأعراف أرحم الراحمين: {ادْخُلُوا الجّنة لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].

    وبالنسبة للأرواح فمنها ما هو معذَّبٌ ومنها ما هو منعَّمٌ ومكرَّمٌ وأولئك هم المُقربون الذين يدخلون الجّنة بغير حساب قبل يوم الحساب، وأمّا الأرواح الخبيثة فتلك عالم شياطين الجنّ والإنس يدخلون النّار بغير حساب من قبل يوم الحساب.

    وبالنسبة للمقربين فهم قد أصبحوا ملائكةً من البشر أحياء عند ربّهم يُرزقون، وأما أصحاب اليمين فسلامٌ لك من أصحاب اليمين، ولكنهم لا يدخلون الجّنة قبل يوم الحساب، ويسمّون أصحاب اليمين وذلك لأنها سوف تُعطى لهم كتبٌ بأيمانهم، ويوجد هُناك كفارٌ كذلك لا يدخلون النّار قبل يوم الحساب؛ بل يؤخّر دخولهم حتى يتسلمون كتبهم بشمائلهم ولذلك يُسَمَّون أصحاب الشمال، وهؤلاء كانوا ضالين أي ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم مهتدون ولم يكونوا يعلمون أنهم على ضلالٍ مبينٍ، فهؤلاء لم يكن الله غاضبٌ عليهم إلّا أنه ليس راضيّاً عليهم لأنهم ضلّوا عن الصراط المستقيم.

    وأمّا غضبُ الله وسخطه فهو على طائفةٍ لم يكونوا من الضالين الذين ضلّ سعيهم في الحياة وهم يحسبون أنّهم مهتدون؛ بل إذا رأوا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً لأنهم يعلمون أنه سبيل الحقّ وهم للحقّ كارهون، وإذا رأوا سبيل الباطل يتخذونه سبيلاً لأنهم يعلمون أنه سبيل الضلال فيضلّون وهم يعلمون أنهم في طريق الضلال المبين، وينقمون ممّن آمن بالله واتّبع رسله ولم يشرك بالله شيئاً فيتخذونه لهم عدواً مبيناً لأنه وحَّدَ الله ربّ العالمين ولم يُشرك به شيئاً فهذا لا يحبونه ويكيدون له لو استطاعوا وعليه ينقمون وعليه يألمون، ومن رأوه أشرك بالله فهو ينال رضاهم، ويحكم الله بيننا وبينهم، وقال الله تعالى:
    {ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وأولئك هم المغضوب عليهم يعبدون الشيطان الرجيم لأنهم يعلمون أنّهُ عدوٌّ لله ربّ العالمين وأنّه الطاغوت فيتخذون هاروت وقبيله ماروت أولياء من دون الله ومثلهم:
    {كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:41].

    ولن يُغنوا عنهم من الله شيئاً كما لم يغنِ بيت العنكبوت من البرد ولا من الحَرّ فهو أوهن البيوت وإنّما هو شبكةٌ لصيد رزق العنكبوت، ولكن لو كان أحدهم تشبّث ببيت العنكبوت فهل يُغنيه عن البرد أو يقيه من الحرّ أو يمسكه من الوقوع؟ وذلك نتيجة الذين اتّخذوا من دون الله أولياء فلن يغنوا عنهم من الله شيئاً، أولئك من أشدّ الكفار على الرحمن عتيّاً، ونعلم أنّهم أولى بنار جهنّم صِليّاَ، وذلك لأنّهم مؤمنون بالله ربّ العالمين ثمّ يكفرون به لأنهم يعلمون أنه الحقّ وهم للحقّ كارهون، فلا يتّخذون إليه سبيلاً ويتّخذون من افترى على الله خليلاً؛ أولئك ملعونون أينما ثُقِفوا أُخِذوا وقُتّلوا تقتيلاً، سُنّة الله في الذين خلوا أمثالهم ولن تجد لسنة الله تبديلاً؛ أولئك جاءت طائفةٌٌ منهم إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وقالوا نشهد أن لا إله إلّا الله ونشهدُ أنّ محمداً رسول الله كذباً ليس إلّا ظاهر الأمر وهم يبطنون الكُفر وهم يعلمون بأنّ الله حقّ ورسوله حقّ فاتّخذوا أيمانهم جُنّةً ليكونوا من رواة الحديث، فصدّوكم عن سبيل الله يا معشر المسلمين وافتروا على الله ورسوله بأحاديث تخالف هذا القرآن جملةً وتفصيلاً.

    ومن الأحاديث المُفتراة أحاديث عذاب القبر أجمعين، فأوهموكم بأنّ عذاب البرزخ هو في قبر السوءة فجعلوا ذلك عقيدةً لدى المسلمين وذلك حتى يظلّ النّاس أجمعون في شكٍ من العذاب بعد الموت لأنّهم لا يجدون ما يعتقد به المسلمون من عذاب القبر.

    ولولا هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطان لاعتنق كثيرٌ من النّاس الإسلام لأنّهم وجدوا كثيراً من العلوم الحديثة مطابقةً لما جاء في القرآن العظيم، ولكن عقيدة عذاب القبر تصدّهم عن الإيمان لأنّهم لم يجدوا الكفار من أمواتهم يتعذبون في قبورهم كما يعتقد المسلمون! ونجح الصحابة المنافقون من اليهود فصدّوا عن سبيل الله؛ ألا ساء ما يفعلون.

    ويا معشر علماء الأمّة، لقد أخبركم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بالقاعدة التي تستطيعون من خلالها أن تُميّزوا الأحاديث الحقّ من الأحاديث المُفتراة، فقال لكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بمعنى أنّ ما وجدتموه من أحاديثه مُخالفاً لحديث ربّه في القرآن المحفوظ فهو ليس منه؛ بل من عند غير الله ورسوله.

    وكذلك يا معشر علماء الأمّة علّمكم الله بنفس هذه القاعدة بنصّ القرآن العظيم وأنّه ما وجدتم من الأحاديث لرسوله بأنّ بينها وبين القرآن اختلافاً كثيراً فإنّ ذلك من عند غير الله ورسوله، وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقرآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فكيف يا معشر علماء السُّنّة تُنكِرون هذا الحديث الحقّ في سنّة رسول الله والذي يتطابق مع حديث الله في القرآن العظيم وينطقان بالقاعدة والنّاموس والقانون الواحد في طريقة اكتشاف الأحاديث المدسوسة عن رسول الله كذباً في سنّته ولم ينطق بها محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ فهل ترون يا معشر أهل السُّنة بأنّكم ضلَلْتم عن السُّنّة وعن القرآن؟ فاتّبعوني أهدِكم صراطاً مستقيماً.

    وكذلك كثيرٌ من الشيعة ضلّوا ضلالاً بعيداً، وكذلك جميع المذاهب الإسلاميّة إلّا من استمسك بما استمسك به محمد رسول الله وقومه من الذين معه قلباً وقالباً، فتعالوا لننظر بماذا استمسكوا؟ إنّه القرآن العظيم:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    إذاً القرآن حجّة الله على رسوله وعلى المؤمنين، وإنّما محمدٌ رسول الله يهدي النّاس بالقرآن ويُبيّنه لهم، والأحاديث الحقّ جاءت بياناً لبعض آيات القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    وذلك لأنّ القرآن نورٌ بيد محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليُخرج النّاس من الظلمات إلى النّور، وقال الله تعالى:
    {يَا أيّها النّاس قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فأمّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر علماء الأمّة سبق وأن أنكرتُ عذاب القبر في خطاب قبل هذا بأكثر من سنتين ولم يتجرّأ أحد من علماء الأمّة أن يُفتي بأنّ ناصر اليماني على باطل، وسوف ننسخ لكم نفس الخطاب القديم في شأن عذاب القبر الذي ما أنزل الله به من سلطان في القرآن.
    _____________


    ناصر اليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الإنترنت العالميّة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على أمور الدُّنيا والدين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمُرسَلين إلى النّاس كافة، وعلى جميع رُسل الله في الأوّلين والآخرين، وعلى من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثمّ أما بعد..

    يا معشر علماء الأمّة إنّي أدعوكم إلى الحوار للعودة إلى كتاب الله وسُنّة رسوله لجمع شملكم وتوحيد صفّكم، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون مستنبطاً الحُكم الحقّ والقول الفصل من كتاب الله، وأُحقُّ الحقّ وأبطل الباطل الذي أضافته اليهود عن رسول الله كذباً، ولن أستطيع إقناعكم ما لم تعتصموا بحبل الله جميعاً، فإن أبيتُم فستظلّون على تفرّقكم وفشلكم. وكيف أستطيع إقناعكم بالحقّ ما لم تستجيبوا إلى داعي الحقّ وهو الرجوع إلى كتاب الله؟ وتالله لا أعلم بحلٍّ لجمع شتاتكم غير ذلك، فإنّكم قد وقعتم فيما نهاكم الله عنه وفرّقتم دينكم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. ولكن حزب الله ليس إلّا واحداً، وهم من كانوا على ما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً ولا يقولون على الله ورسوله غير الحقّ. فتعالوا لننظر بما استمسك به محمدٌ رسول الله والذين معه وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ويا معشر علماء الأمّة، ألا ترون بأنّ الذِّكْر المحفوظ حجّة الله على محمدٍ رسول الله إن لم يعمل به ويُبلّغ النّاس به، وكذلك حجّة الله على المسلمين إن اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً واستمسكوا بما خالف هذا القرآن جملةً وتفصيلاً؟ غير أنّي لا أكفر بسُنّة رسول الله الحقّ التي إمّا أن توافق هذا القرآن أو لا تخالف هذا القرآن ولو لم أجد لبعض الأحاديث برهاناً في القرآن فيجب عليّ الأخذ به ما دام قد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإن كان حديثاً مُفترى فليس عليَّ إثمٌ شيئاً؛ بل إثمه على من افتراه.

    أما إذا وجدت الحديث قد خالف ما أنزله الله في القرآن فجاء مُخالفاً للآيات المحكمات البيّنات ومن ثمّ آخذ به فقد كفرت بهذا القرآن العظيم واتَّبعت أحاديث فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب من الذين حذّرنا الله منهم وحذّر رسوله، أولئك فريق تظاهروا بالإسلام كذباً فصدّوا عن سبيل الله بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠﴾ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    يا معشر علماء أمّة الإسلام، لقد تفرّقتم إلى أحزابٍ وشيعٍ وقد جعلني الله حكماً بينكم بالحقّ، وربّما يأتي في بعض خطاباتي أمرٌ موجود من قَبْلُ عند بعض طوائفكم وتنكره طائفةٌ أخرى، ثمّ يزعم بعض الجاهلين بأنّي أنتمي إلى مذهب هذه الطائفة غير أنّه لو يتتبّع خطاباتي لوجد بأنّي أخالفها في أمرٍ آخر ويوجد هذا الأمر عند طائفةٍ أُخرى.

    يا معشر علماء الأمّة، إنّما أنا حَكَمٌ بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون من أمور دينكم، ولا ينبغي لي أن أستنبط حكمي من غير كتاب الله ذلك لأنّي لو استنبطت حكمي من السُنّة لما استطعت أن أقنعكم بالحكم الحقّ، ذلك بأنّ الذين لا يوافق هواهم الحكم الحقّ سوف يطعنون في الحديث الحقّ وفيمن رواه وأنّه ليس عن رسول الله أو يضعِّفوه أو يقولوا فيه إدراج، ومن ثمّ ندخل في جدالٍ وحوارٍ طويلٍ ربّما لا نخرج منه بنتيجة، فيذهب كل منّا وهو مُصِرٌّ على جداله.

    فمن أجل ذلك أتحدّى جميع علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفِرقهم بالحكم الحقّ مستنبطاً لهم من آيات القرآن العظيم ولن أجعل لهم عليّ سلطاناً فأحكم بالقياس أو اجتهاداً مني ثمّ أقول: والله أعلم ربّما يكون حُكمي صحيحاً وربّما أخطأت! هذا قول لن آخذ به ولن أقبله من أيّ عالِمٍ، بل أحاوركم بآياتٍ في نفس الموضوع فلا نحيد عنه قيد شعرة، فمن اهتدى فلنفسه ومن أبى وقال: "حسبي ما وجدت عليه سلفي الذين من قبلي" فأقول: حتى لو خالف القرآن؟ فهذا هو قول الجاهلية الأولى؛ "هذا ما وجدنا عليه آباءنا فكيف أُفرّط في سلفي الصالح؟" ولو كان سوف يُجادلني بآيةٍ من القرآن لما استطاع أن يغلبني شيئاً كما سيزعم، ذلك بأنّي سوف آخذ هذه الآية التي يُجادلني بها فأفسّرها خيراً منه وأحسن تفسيراً.

    يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إن كنتم تؤمنون بكتاب الله حقَّ إيمانه فإنّي أتحدّاكم بالحقّ وليس تحدي الغرور، فلنحتكم إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هُدًى ورحمةً للمؤمنين محفوظ إلى يوم الدين.

    أما سُنّة رسول الله فقد استطاع الباطل أن يأتيها من بين يديها في عهد رسول الله ومِن خلفها من بعد وفاته وحرّفوا فيها كثيراً، ولم يعِدكم الله بحفظها من التحريف ولكنّه سبحانه وتعالى لم يجعل لكم عليه سلطاناً؛ بل بيّن لكم في القرآن بأنّ ما كان من أحاديث السُّنّة من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً، فمن آمن بهذه القاعدة فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ واعتصم بحبل الله القرآن العظيم، ومن قال بأنّ السُّنّةَ تنسخ القرآن وأصرّ على ذلك فقد كفر بالقرآن، فلا أستطيع إقناعه أبداً وسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.

    يا معشر علماء الأمّة، لقد وجدت في كتاب الله بأّنهُ يوجد هناك عذابٌ للكفار من بعد الموت غير أنّ الله ورسوله لم يقولا بأنّ العذاب البرزخيّ يوجد في هذه الحُفرة التي تحفرونها لستر سوءات أمواتكم، فأيّ افتراءٍ أوقعكم فيه اليهود! بل كما يعلم الله لولا هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ لاعتنق كثيرٌ من النّاس دين الإسلام، ولكنّكم أخبرتموهم بأنّ قبور الكفار تشتعل ناراً وتضيق عليهم حتى تتحطّم أضلاعهم، فبحثوا عن صحة هذه العقيدة على الواقع الحقيقي لقبر أحد الكفار بعد حينٍ من موته فوجدوا بأنّ الأضلاع لم تتحطّم شيئاً ولم يجدوا هذا القبر يحترق ناراً غير أنّهم وجدوا الجثة قد عادت إلى أصلها تراب وإذا الأضلاع قائمة وليس بها أي كسر، ووجدوا الهيكل العظمي كالوضع الذي تركوه عليه ولم تعُد الحياة لهذا الجسد بعد أن تركوه، ولو عادت الروح إلى الجسد ولو برهةً لتحرّك الميّت وغيّر وضعه السابق. ومن ثمّ خرج الباحثون عن حقيقة عقيدة المسلمين في عذاب القبر بنتيجة هي المزيد من الكفر وإقامة الحجّة على المسلمين بأنّهم لم يجدوا مما يعتقدونه شيئاً، فنجح اليهود بمكر عذاب القبر في صدّ الكثير من العالمين. ولكنّ القرآن يُنكر ذلك جملةً وتفصيلاً ويؤكّد العذاب بعد الموت مباشرةً.

    إمّا في نعيمٍ وإمّا في جحيم؛ ما بعد الدنيا مِن دارٍ إلّا الجّنة أو النّار، وأرواح أهل النّار في النّار، وأرواح أهل الجّنة في الجّنة، فأمّا الذين سوف يدخلون الجّنة ولا تُسلَّم لهم كتب أولئك هم المقربون السابقون بالخيرات والشهداء في سبيل الله، وأمّا الذين سوف تُصرف لهم كتب فهم سيدخلون الجّنة بحساب ويؤجل دخولهم إلى يوم الحساب؛ أولئك هم أصحاب اليمين.

    والروح من أمر قدرته تعالى لا تموت أبداً، فهي التي ترى وتسمع وتتكلم وتشمّ وتطعم وتحس وتتألم وتحب وتكره، فهذه الروح التي هي من أمر قدرة ربّي كُن فيكون هي التي جعلت هذا الجسد حيّاً ويتحرك سعياً وتحمله في الطلوع وتمسكه في النزول وتشم وتطعم وترى وتتكلم وتحس وتتألم، فهل رأى أحدكم في المنام بأنّه يتعذب رغم أنه لم يلمس جسده شيء؟ ولكنّه أحسّ بالعذاب في الحلم كما يحسّه في العلم تماماً ولم يكن الفرق بينهما شيئاً حتى إذا أفاق وإذا بقلبه لم يزل يركض من الهلع والفزع، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [كفى بالمرء أن يوعظ في منامه] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    إن في ذلك لآيةً لكم، فلو كنتم تعقلون لما جادلتم في عذاب البرزخ شيئاً ولآمنتم بأنّ الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلاً، ولكنّكم تظنّون بأنّ الروح لا تحيا بدون الجسد، فكيف تتعذّب بدون جسدها؟ فلا بد أن تعود إلى الجسد في القبر لكي ترى وتسمع وتتكلم وتتألّم، ولكنّكم ترون في المنام وأنتم لم تستخدموا أعينكم وتألّمتم ولم يمسَّ جلودكم شيء، فلماذا لا تؤمنون بالعذاب من بعد الموت يا معشر الكفار؟ وأين ذهبت أرواحكم بعد أن خرجت من الجسد الذي أصبح ساكناً بسبب خروج الروح؟ ذلك بأنّ الروح من أمر الله، وروح قدرته تعالى لا تحتاج إلى الجسد لكي تحيا؛ بل هي التي تجعل الجسد حياً فإذا فارقته فارق الحياة.

    إذاً سرّ الحياة في الروح، فأنت بالروح لا بالجسم إنساناً.

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام ألم يقل الله لكم في القرآن بأنّ العذاب البرزخيّ على الأنفس فقط بعد خروجهن من الأجساد في نفس اليوم فتذهب إلى عالَم العذاب تاركةً الجسد وراءها فيموت لفراقها ويعود إلى أصله تراب؟ وأخبركم القرآن بهذا العذاب البرزخيّ على النّفس بعد خروجها من الجسد، وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

    ولكن هل تقتحم من الأرض إلى السماء؟ نقول لا تقتحم أرواح الكفار بل ترتفع إلى مكانٍ دون السماء وفوق الأرض ثمّ يكونون مَلأً أعلى بالنسبة لأهل الأرض ولكنّهم دون السماء، ذلك بأنّ الملائكة تحملهم إلى السماء فلا تفتحُ لهم السماءُ أبوابها للاختراق إلى الجّنة ومن ثمّ تسقطهم الملائكة فيخرّون من السماء إلى مكانٍ سحيقٍ وهي النّار، وتوجد دون السماء وفوق الأرض فهي بين السماء والأرض، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿٥٠﴾ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿٥١﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿٥٢﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٥٣﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿٥٤﴾ هَـٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿٥٥﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [ص].

    يا معشر علماء الأمّة تيقّظوا فسوف ينتقل سياق الآية إلى عذابٍ آخر، وهو العذاب البرزخيّ بعد الموت وقبل البعث، ولكنّ أموات الكفار لا يجدون أُناساً قد ماتوا قبلهم وكانوا يعدُّونهم من الأشرار، لأنّهم يذكرون آلهتهم بسوء وقاموا بقتلهم، ولكنّهم لم يجدوهم أمامهم في النّار ذلك لأنّهم في علّيّين في نعيمٍ عند ربّهم يُرزقون.

    وعلينا أن نعود إلى مواصلة الآية التي تتحدّث عن نعيم وجحيم يوم القيامة، ثمّ انتقل الوصف إلى عذابٍ آخر وهو العذاب البرزخيّ، قال تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [ص]، والعذاب الآخر هو العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث.

    ثم يصف الله حوارهم: {هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ} صدق الله العظيم [ص:59]، وقال هذا ملائكةُ خزنة جهنّم يبشِّرون أصحاب النّار بقدوم فوجٍ من الكفار مقتحمين من الأرض من بعد أن أهلكهم الله بعد تكذيبهم لرسل ربّهم، فانظروا إلى الجواب من أصحاب النّار الأولين ولم يرحّبوا بالضيوف الجدد: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ومن ثمّ تلفّتوا يساراً ويميناً هل يجدون أُناساً كانوا يذكرون آلهتهم بسوءٍ وصدّقوا الأنبياء وقد قاموا بقتلهم؟ ولكنّهم لم يجدوهم في النّار مع الهالكين الأولين: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾} .. إلى قوله: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فهل تبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة بأنّ النّار فوق الأرض ودون السماء؟ وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾} .. إلى قوله: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً أهل النّار بالنسبة لأهل الأرض ملأٌ أعلى، وبالنسبة لأهل الجّنة فأهل النّار ملأٌ أدنى، ذلك لأنّ النّار توجد دون السماء وفوق الأرض، أم إنّكم لا تصدّقون بقصة خاتم الأنبياء والمرسَلين بأنّه أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى، وإنّه مرّ بأهل النّار في طريق المعراج وشهِد عذابهم البرزخيّ؟ ألا ترون كيف أنّ القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأنّ النّار كانت على طريق رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في ليلة المعراج فمرّ بهم وشهِد عذابهم تصديقاً لوعد الله لرسوله في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكن بعقيدتكم بأنّ العذاب البرزخيّ في القبر وكلّاً يتعذب على حِدة في قبره قد نفيتم قصة معراج الرسول، ذلك بأنّ رسول الله قال بأنّه وجدهم في النّار جميعاً وليسوا أشتاتاً في قبورهم. وهل جعل الله القبر إلّا سُنّة غرابٍ إلّا لكي يكون ذلك بعيداً عن العقائد، فعلّمنا الغراب كيف نواري سوءة أمواتنا وذلك ستراً للعورة وحفظاً لرائحة الجثة النتنة للإنسان؛ بل هي أعظم نتانةً من رائحة جسد الحيوان، وذلك تكريماً لجسد الإنسان فلا تأكله الكلاب والذئاب. ولكن اليهود جعلوا من ذلك أسطورة كأسطورة فتنة المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر! ويا أرض أنبتي فتنبت! ويعيد الروح إلى جسدها! إلى غير ذلك من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ولا يوجد لخزعبلاتهم برهانٌ واحدٌ فقط في القرآن، ولكنّنا نثبت بأنّ أرواح أهل النّار في النّار من بعد موتهم وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وكذلك يوم القيامة يُردّون إلى أشدِّ العذاب بالروح والجسم معاً وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون، قال: {فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن عالَمٌ دون السماء وفوق الأرض، وقال تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]، فعليكم أن تعلموا بأنّ هذه الآية تتكلم عن عوالمٍ ولا تتكلم عن ذات السماء والأرض والكواكب والنجوم، فقال: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} وتعلمون بأنّ السموات السبع مليئةٌ بالملائكة، وأما قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَا} فتلك عوالم أهل النّار في النّار دون السماء وفوق الأرض، وأما قوله: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} فذلك هو المسيح الدجال وجيوشه يوجدون في باطن الأرض تحت الثرى في الأرض المفروشة.

    يا معشر علماء الأمّة، ربّما الجاهلون منكم يقولون: "ما بال هذا اليماني يريدُ أن يشكّكنا في عقيدتنا في عذاب القبر؟" فأقول: تالله بأنّ ما يجلب للكفار الشكّ في الإسلام غير عقيدتكم في عذاب القبر الذي ما أنزل الله به من سلطانٍ، ومن كان عنده سلطاناً على عذاب القبر من القرآن فليأتنا به إن كان من الصادقين! ذلك بأنّ القرآن يقول غير ذلك بأنّ العذاب على النّفس فقط من دون الجسم، واستنبطنا لكم ذلك من القرآن وكذلك استنبطنا لكم بأنّها تصعد إلى السماء ثمّ لا تفتح لها السماء أبوابها، ثمّ يلقون بها في النّار دون السماء وفوق الأرض، وأثبتنا لكم ذلك من القرآن حتى تأكّد لنا حقيقة مرور الرسول على أصحاب النّار في معراجه.

    ومن كان له أيّ اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأنّي على ضلالٍ مبينٍ إن كان من الصادقين.. وسلامُ الله على جميع علماء المسلمين وأمّة الإسلام أجمعين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

    ومن كان له أيّ اعتراضٍ على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأنّني على ضلالٍ مبينٍ إن كان يراني كذلك، وأمّا أن تأخذهُ العزّة بالإثم فيقول: هههه؛ ويقصد بذلك ضحكة الاستهزاء فيُنكر ثم يولّي مدبراً فأقول: عفى الله عنك وأرجو من الله أن يهديني وإياك إلى صراطٍ مستقيمٍ وإلى الله قصد السبيل، فلا تجادل في الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، فهذا غلطٌ ولا أقبله وأتحدّى بعلمٍ وكتابٍ منيرٍ، والسلام على من اتّبع الهُدى من النّاس أجمعين.

    أخو المسلمين في الله ويحبّهم في الله ناصر محمد اليماني ..
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    بيان للامام ناصر محمد اليمانى

    {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:127]


    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56]

    أحبتي في الله جميع ُ عُلماء الأمة في دين الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور.. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    ياقوم إني المهدي المنتظر الحق من ربكم أريدُ لكم النجاة والهُدى إلى صراط العزيز الحميد. بماذا تريدون المهدي المنتظر الذي له تنتظرون أن يهديكم به من بعد القُرآن المحفوظ من التحريف والتزييف أفلا تعقلون؟

    ويا عُلماء الإسلام وأمتهم جميعاً، للأسف لقد نجح مكر الشياطين في صدكم عن اتباع المهدي المنتظر الحق من ربكم. ولربما يود أن يقاطعني أحد عُلماء الأمة فيقول وكيف نجح مكر الشياطين في صد المُسلمين عن اتباع المهدي المنتظر الحق من ربهم ومن ثم نجيب عليه بالحق ونقول لقد نجحوا بطريقة الوسوسة إلى الصدر لبعض منكم أن يقول للبشر انهُ المهدي المنتظر وبين الحين والآخر يظهر لكم مهدي منتظر جديد وذلك حتى إذا ابتعث الله المهدي المنتظر الحق من ربكم ثم تعرضون عنه فتقولون وهل مثله إلا كمثل ميرزا غُلام ومن كان على شاكلته من شياطين البشر فقد سمعنا بهذا الإدعاء كثيراً، في كُل عصر يظهر للبشر مهدي منتظر جديد ثم يتبين لنا أنهُ كذاب أشر أو مجنون ومنهم من ينتحر فيتبين لنا أنه ليس المهدي المنتظر.
    ومن ثم يرد عليكم المهدي المنتظر الحق من ربكم وأقول بل ذلك مكر من شياطين البشر بالوسوسة إلى صدور أشخاص من البشر أنهُ هو المهدي المنتظر والحكمة الخبيثة من ذلك حتى إذا ابتعث الله المهدي المنتظر الحق من ربكم فتعرضوا عنه بظنكم أن مثله كمثل الذين سبقوه في ادعاء شخصية المهدي المنتظر وبذلك نجح الشياطين في صدِّ المسلمين عن التصديق بالمهدي المنتظر الحق من ربهم ولذلك كان المُسلمين من أول الكفار بدعوة اتباع الذكر المحفوظ من التحريف القُرآن العظيم إنا لله وإنا إليه لراجعون.

    وياقوم وتالله إن شياطين البشر كذلك مكروا بالأمم الأولى فصدوهم عن التصديق بأنبياء الله ورُسله بمكر واحد موحد. ولسوف أُبين لكم البيان الحق لقول الله تعالى:
    {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (51) كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)} صدق الله العظيم [الذاريات]

    فانظروا إلى قول الله تعالى {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ} صدق الله العظيم

    فقد أفتاكم الله في محكم كتابه عن رد الأمم جميعاً على رُسل الله الحق من عنده فتجدوا أن ردهم على رُسل ربهم قول واحد {إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ} صدق الله العظيم
    والجواب تجدوه في محكم الكتاب: أن الأمم لم يتواصوا بهذا الرد الموحد على رُسل ربهم بل الشياطين تواصوا بمكر واحد موحد فمن كان به جنة من البشر يتخطبه مس شيطان فيوسوس لهُ بادئ الأمر أن يقول للناس أنهُ نبي ومن ثم ينطق الإنسان ويقول أيها الناس أني رسول الله إليكم ،ومن ثم يتبين لهم أنهُ مجنون فيعرض عنه الناس، وذلك مكر من الشياطين. حتى إذا ابتعث الله نبي جديد فبادئ الأمر يقولوا لهُ مجنون كونهم تعودوا على هذا الإدعاء من قبل بين الحين والآخر يظهر للناس شخص منهم يدعي أنه نبي ورسول الله إليهم ونجح الشياطين بهذا المكر ولذلك تجدوا أن الله كُلما بعث إليهم رسول جديد ومن ثم يكون رد الأمم على رُسل ربهم واحداً موحداً في كُل زمان ومكان فيقولوا لهُ أنك لمجنون.
    ولكنها بقيت لدى الشياطين مُشكلة وهي: فلو أن الله يؤيد رُسله الحق بآيات التصديق فحتماً سوف يتبين للناس أنه ليس بمجنون بل رسول من رب العالمين كون الله أيده بآيات التصديق من عنده تصديقاً لدعوته فأحزن ذلك الشياطين. ومن ثم أخترعوا سحر التخييل بالبصر إلى أعين البشر فيخلوا إليه بالبصر أشياء ما أنزل الله بها من سلطان على الواقع الحقيقي وذلك حتى إذا أيد الله رُسله بآيات التصديق على الواقع الحقيقي فتقول كُل أمة لرسول ربهم لقد تبين لنا أنك لستُ بمجنون بل أنت ساحر عليم. ولذلك قال فرعون لقومه بالفتوى عن نبي الله موسى قال لهم بادئ الأمر:
    {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء:27]

    ومن ثم ردَّ عليهم رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار وقال لفرعون الذي وصف موسى بالجنون وأراد رسول الله موسى أن يثبت لفرعون أنهُ ليس بمجنون كون الله أيده بمعجزات التصديق لدعوته:
    {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ( 30)} صدق الله العظيم [الشعراء]

    ومن ثم رد فرعون عليه وقال:
    {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

    فانظروا ياقوم إلى قول فرعون لرسول الله موسى من قبل تقديم الآيات: {{{قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}}}. ومن ثم أنظروا لفرعون كيف أنه غير فتواه عن جنون موسى من بعد تقديم آيات المُعجزات: {{{قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ(34)}}}

    فماهو سبب تغيير فتوى فرعون عن جنون موسى؟ فكذلك بسبب مكر الشياطين إلى اختراع سحر التخييل كون فرعون سبق وأن شاهد السحرة يلقون بعصيهم وحبالهم أمام أعين الناس فيُخيل إليهم أنه تسعى وذلك مكر من الشياطين حتى إذا أيد الله رُسله بآيات التصديق ثم يقولوا له الناس قدتبين لنا أنك لستُ بمجنون بل أنت ساحر عليم ولذلك رد قوم فرعون إلى فرعون وقالوا:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٣٨﴾ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ ﴿٣٩﴾ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿٤٠﴾ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿٤١﴾ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٢﴾ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ﴿٤٣﴾ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾ فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿٤٥﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿٤٦﴾ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٧﴾ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿٤٨﴾ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٩﴾ قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

    فماهو سبب إيمان السحرة؟ ألا وإنه تصديق الآيات الحق من ربهم التي أيد الله بها موسى، كونهم يعلمون أن ثعبان موسى ليس مُجرد تخييل في الأبصار بل ثعبان حقيقي على الواقع الحقيقي مُعجزة من رب العالمين أكلت عصيهم وحبالهم:
    {فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿٤٥﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿٤٦﴾ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٧﴾ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

    إذا يا فضيلة الشيخ علي توني لقد تبين سر مكر الشياطين في صد الأمم الأمم عن الإيمان برسل ربهم بأنهم استخدموا نوعين من المكر مكر الجنون ومكر سحر التخييل في الابصار.
    وذلك مكر واحد موحد تستخدمه الشياطين عبر العصور لصد الأمم عن اتباع رسل الله إليهم فنجح الشياطين بهذا النوعين من المكر الخبيث ولذلك تجد ردُ الأمم واحد موحد على رسُل الله إليهم ولذلك قال الله تعالى:
    {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ} صدق الله العظيم [الذاريات]

    ولكنكم تعلمون أن الأمم لم يتواصوا بهذا الجواب على رسل ربهم جيل بعد جيل بل تواصى الشياطين بمكر واحد موحد لصد البشر عن اتباع رُسل ربهم فيقولون له بادئ الأمر مجنون حتى إذا أيده الله بآيات التصديق لدعوة الحق من ربه، ومن ثم يقولوا له بل لستَ مجنوناً بل أنت ساحر عليم.
    وكذلك مكر الشياطين عن تصديق المهدي المنتظر الحق من ربهم تجدونهم يوسوسوا إلى صدور أشخاص من البشر في كُل امة أن يقول لهم أنه هو المهدي المنتظر ومن ثم يتبين لهم أنه مجنون أو يجعله الشيطان ينتحر فيتبين لهم أنه مريض نفسياً.
    ولذلك تجدون كثيراً من الذين لا يعقلون يقولون لناصر محمد اليماني بل أنت مريض نفسياً وننصحك بمراجعة الدكتور النفساني بل أنا المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الحق من ربكم وأقسمُ بالله العظيم رب السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم أنه لن يتبع المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ممن أظهرهم الله على أمرنا إلا الذين يعقلون. كما لم تجدوا أنهُ اتبع ألأنبياء إلا الذين يعقلون وهم الذين لا يتبعون الأحكام الظنية كون الظن لا يغني من الحق شيئاً. فلم يحكموا بالظن على ناصر محمد اليماني أنهُ لمريض نفسياً بل قرروا أن يسمعوا قوله فيتدبرونه ويتفكرون في منطق سلطان علمه. فوجدوا أن ناصر محمد اليماني ليس بمريض نفسياً كما يزعم الذين أظهرهم على أمره في الانترنت العالمية. بل علموا أن ناصر محمد اليماني ينطق بالحق ويهدي إلى صراطٍ. مُستقيم ومن ثم اتبعوا الحق من ربهم وخشعت لهُ قلوبهم وفاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحق وأولئك هم أولوا الألباب.
    وليس شرطاً ان يكونوا علماء ولم يبعث الله الأنبياء إلى عُلماء بل إلى قوم يعبدون الأصنام فأتبع دعوة الحق إلى عبادة الله وحده الذين يعقلون وهم الذين لا يحكمون من قبل أن يسمعوا ويتفكروا في منطق الداعية هل يقبله العقل والمنطق ولذلك قال الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر]

    ولكن الذين لا يعقلون من أمة المهدي المنتظر سيقولون للمهدي المنتظر ناصر محمد اليماني يا أخ ناصر نحنُ لسنا بعلماء حتى نتبعك بل سوف ننظر ما يقول في شأنك عُلماءنا فإن اتبعوك اتبعناك وإن كذبوك كذبناك. ومن ثم يرد عليهم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول أيها الإمعات فهل الذين اتبعوا الأنبياء والرسل كانوا عُلماء أم كانوا يعبدون الأصنام وغنما اهتدى منهم الذين استخدموا عقلوهم وتفكروا في منطق صاحبهم فلم يجدوا في منطقه جنه ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46]

    وذلك لأنهم إذا تفكروا في منطق علم الداعية فسوف يتبين لهم أن منطقه ليس بمنطق مجنون فلا بد أنه رسول من رب العالمين فاتبعوه وهداهم ربهم إلى الصراط لمستقيم كونهم استخدموا عقولهم. وأما الذين لا يعقلون فلم يتبعوا الحق من ربهم ولذلك قالوا:
    {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ(10)} صدق الله العظيم [الملك]

    وأهلاً وسهلاً بفضيلة الشيخ علي في طاولة الحوار العالمية للمهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور.
    وأهلاً وسهلاً بكافة الضيوف الزوار الباحثين عن الحق بالعقل والمنطق الفكري. ونأمر الأنصار باحترامكم مهما كنتم مُخالفون لعقيدتنا فنحنًُ ندعوكم إلى مبدء الحوار شرط أن نحتَكِمَ إلى العقل والمنطق. ومن ثم نطبق ما حكمت به عقولنا على محكم كتاب الله، هل سوف يوافق ما حكم به العقل والمنطق الفكري؟ ومن سوف تجدون أن الأبصار فعلاً لا تعمى عن الحق إذا تدبرت وتفكرت.

    فاتقوا الله يا أولوا الألباب فانا الإمام المهدي أدعوكم إلى الإحتكام إلى محكم كتاب الله واتباعه واتباع سنة نبيه الحق التي لا تخالف لمحكم كتاب الله، فلا تتبعوا يامعشر المُسلمين والنصارى أهواء قوم ضلوا وأضلوا كثيراً وأضلوا عن سواء السبيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [المائدة:77]

    اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد. وسلامٌ على المُرسلين والحمد ُلله رب العالمين.



    خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }
    اللهم إني أعوذ بك أن أرضى بشيء حتى ترضى

    وقال الله تعالى:{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
    وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
    صدق الله العظيم

    ____________


  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}
    صدق الله العظيم [الزمر]

    ((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ))
    ____________

    أفتى مُحمد رسول الله عليه الصلاة والسلام في شأنكم بأنكم أشر عُلماء أمة الإسلام
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=9764

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-02-2017, 03:24 PM
  2. الإمام ناصر محمد اليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الانترنت العالمية
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-06-2013, 11:45 PM
  3. اليماني المنتظَر يدعو العلماء بمختلف مجالاتهم إلى طاولة الحوار ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-09-2011, 06:38 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-12-2010, 10:46 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •