بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين النبي الأمي الأمين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين والتابعين الى يوم الدين


الحكمه البليغة من دعوة الامام ناصر محمد اليماني للحوار نابعة من منهج قرآني



أدخل بالموضوع مباشرة وأبدء كلمتي بكيفيه وأهمية الحوار وحتى يتضح لي ولكم ايها الاخوة الكرام هذا المنهج القويم السليم المبارك وهو منهج الحوار أن القرآن الكريم يخبرنا أن أول وأقدم حوار على الاطلاق بدأ قبل خلق الانسان وبسببه وعنه وحول الانسان بدأ ذلك الحوار, في سورة البقرة في قول الله تعالى :

(
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (*)وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) صدق الله العظيم .



أذن اخوتي الكرام كشف لنا القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يدية ولا من خلفة هذا الحدث الذي جرى بين الله سبحانه وملائكتة المقربون قبل خلق الانسان وكان الانسان محور هذا الحوار . ونفهم من ذلك أن أول حوار ظهر في الوجود وارشدنا اليه القرآن الكريم هو هذا الحوار وبالتالي ينبغي لنا العوده والرجوع اليه .

برهنت هذه الايه الكريمه مقوله (
الحوار أولاً ودائماً ) فلذلك على الانسان أن يتخذ من الحوار بداً ومنطلقاً وسبيلاً في علاقته بالانسان الآخر .

وأقتضت حكمة الله سبحانه أن يتحاور مع ملائكتة المقربين الذين يسبحون بحمده ويقدسون له , حين أراد جلت قدرته أن يجعل في الارض خليفة , تحاور معهم وهو غني عن محاورتهم ويكفي عنده سبحانه أن يقول للشي كن فيكون .

والغاية من هذا الحوار متوجهه للإنسان لكي يتبصر في هذا الموقف ويمعن النظر فيه ويتعلم من التخلق بالحوار في التعامل مع الاخرين .


كشفت هذه الايـة الكريمه أن
العلم هو المقوم الحقيقي للحوار , والمحرك له والباعث عليه , فحين قال الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) .
خاطبهم الله سبحانه (
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) .

وحين علم الله آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة قائلاً لهم (
أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) . خاطبة الملائكه (قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ).

فالبعلم خاطب الله الملائكة , وبالعلم رفع الله منزلة آدم وشرفة وكرمة , وبالعلم صدق الملائكة وقالوا سبحانك لا علم لنا الا ماعلمتنا .

وهذا يعني ان الحوار ينبغي أن يتخذ من العلم وجهة ومنطلقاً وسبيلاً , لأن الحوار يقوم بالعلم ولا يقوم بالجهل والعلم هو منطلق الحوار ولن يكون الجهل منطلق الحوار ابداً , بمعنى أن الحوار ينبغي ان يبدا من العلم وينتهي الى العلم وهذا هو الحوار الايجابي .




ثم يكشف لنا القرآن حوار من نوع آخر حوار إبليس الشيطان الرجيم عن الانسان ايضاً لكن بعد خلقه ووجوده فالانسان هو محور الحوار في هذين الموقفين . ونموذج من هذا الحوار

قال تعالى (
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (*)قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين(*)قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (*)قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (*) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (*)قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (*)ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) صدق الله العظيم

لقد ضرب الله لنا مثلاً بليغاً للغايه وفوق مايتخيل الانسان حين تحاور مع إبليس الذي عصى أمره وخرج عن طاعتة واستكبر وتعالى في دلالة صريحة على أن العصيان لا يمنع من الحوار وقول وجهه نظر مغايرة والبوح بها , وليس هذا فحسب وانما العصيان لا يمنع من الحوار حتى اذا كان الطرف الآخر هو إبليس الشيطان الرجيم الذي عليه اللعنه الى يوم الدين .
إذا كان الله الذي هو نور السموات والارض وله ملكوت السموات والارض ويسبح له مافي السموات والارض , تحاور مع إبليس الذي هو رمز الشر ومصدره في هذا الوجود , فهذا يعني أن الحوار ممكن اذا اقتضت الضرورة مع اي إنسان في هذا العالم مهما كانت صفته ووضعيته , لانه ليس بين البشر من هو في منزلة ابليس الذي هو شر كله .
في حين ان الناس كلهم خلق الله فطرهم على فطرته ولا تبديل لخلق الله , قال تعالى (
فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) صدق الله العظيم

ويتبين لنا أن الحوار هو الاصل في التعامل والسلوك ومعنى ذلك انه لابد من الرجوع الى مبدأ الحوار اذا اقتضى الامر حتى مع أولئك الذين نهجوا طريقاً ضلوا به الطريق عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون الحوار حجة عليهم , فالله سبحانه تحاور مع ابليس واتخذ من الحوار مبدأ قبل طرد ابليس من رحمتة ويلعنه الى يوم الدين .

ومعنى ذلك أن الحوار هو الاصل ومن باب أولى أن يكون الحوار بيننا نحن المسلمين الذين فرقنا ديننا شيعاً واحزاب وأن يكون القرآن الكريم هو الحكم ,واذا فقد الحوار داخل الاسرة تشتت وتفككت العلاقة الاسرية الاجتماعية فكيف على مستوى أمة إسلامية تركها رسول الله على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وتجدون بأحاديث نبوية مليئه بالحوارات للرسول مع زوجاته والصحابة والمنافقين والكفار , وأذكر لكم حكمة بالغه طالما أعجبتني وطالما جاءت في مخيلتي حينما أرى حالنا اليوم في مقولة قالها و ذكرها الامام في إحدى بياناته أقتبسها لكم :





اقتباس للامام ناصر محمد اليماني


ويامعشر عُلماء الأمة إن شأن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لخطير لو كان على ضلال مبين فعليكم الذود عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين ولا ينبغي لكم الصمت عن الحق بحجة عدم إشهاره، فتلك حكمة خبيثة وسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تعرضون عن حوار من يتزعم له فرقة جديدة فتتهربون من حواره بحجة عدم إشهاره فبئس الحكمة حكمتكم، أفلا تعلمون أنكم عندما تحاورونه فتقيمون عليه الحجة بسلطان العلم إن كان الحق هو معكم أنكم سوف تفقدونه أنصاره فيتركوه كونه تبين لهم أن الله لم يؤيده بسلطان العلم كون علماء الأمة قد أقاموا عليه الحجة بسلطان العلم ثم يذهب أنصاره من بين يديه فيتركونه فيقولون: "وتالله لقد كدت تردينا لولا أن أنقذنا علماء المُسلمين"، ولكن للأسف أن بسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تتهربون من حواره بحجة عدم إشهاره وبسبب هذه الحكمة الخبيثة ظهرت فرق جديدة في المُسلمين مرقت من الدين كما يمرق السهم من القوس


انتهي الاقتباس
وصدقت ياحبيبي ويا امامي بكل حرف

ما رأيكم اخوتي أليس هذا صحيحاً ؟ بما أن العالم الذي درس وتعلم وحفظ وتسلح بسلاح العلم , أليس من الاولى أن يكون هو أول محاور لثقته بسلطان علمه ؟ والا مافائده هذا السلاح الذي يحملة .

أعود للقرآن الكريم , اذن لو تبحرنا وتدبرنا آيات الله لوجدنا أن القران الكريم يأمر بالجدل بالتي هي أحسن , ومن باب أولى أن يكون الحوار بالتي هي أحسن , لإن الحوار هو الاصل , لانه السلوك الطبيعي وأما الجدل لحالات استثنائيه خاصة . ومن هنا اتضح لكم لماذا الحوار قبل الظهور وتبين لكم الحكمة اليمانية , الحديث الشريف (
أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أنهي موضوعي باقتباس شريف للامام عليه السلام

الإمام ناصرمحمداليماني

الى معشر علماء المسلمين
بالله عليكم هل ترون إعراضكم عن الحوار فيه صالح للمسلمين أم أنه خطر عظيم إذا كنت على ضلال مبين ويصدقني بعض المسلمين؟
أفلا ترون بأن الدفاع عن دينكم وعقائدكم واجب فرض عليكم فتردعوا الضالين المُضلين بعلم وسلطان منير لكي يتبين للمسلمين الذين ليسوا بعلماء بأن هذا المدعي على ضلال مبين فلا يتبعوه؟
أليس هذا هو المنطق إخواني عُلماء المُسلمين؟
إذا فلماذا لا تحاورونني حتى يتبين لكم أمري؟
هل أدعوا إلى الحق و إلى صراطٍ ـــــــــــــــــــــــ مُستقيم أم كنت من المُفترين على الله بغير الحق؟
ولن يتبين لكم أمري حتى تحاورني لتعلموا حقيقة ما أدعوا إليه وكذلك البصيرة التي أحاجكم بها، ومن ثم تنظرون لبياني هل ينطق بالحق أم بالباطل الذي ما أنزل الله به من سُلطان، ومن ثم تخرسوا لساني بعلم وسُلطان منير إن كنت من الضالين المُضلين، فتدافعوا عن دينكم من الضالين المُضلين وعن شعوبكم الإسلامية حتى لا يضلهم الضالون المُضلون الذي يقولون على الله مالا يعلمون.
وأما دعوتي أنا المدعو ناصر محمد اليماني فأني أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الحق والاستمساك بكتاب الله وسنة محمد رسول الله الحق صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لأني لم آتيكم بكتاب جديد ولا منهج جديد غير الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ذلك لأن كُل بدعة ضلالة وكُل ضلالة في النار أعاذني الله وإياكم من النار



انتهى الاقتباس
آمين أعاذنا الله واياكم من النار

وختاماً اسئل الله ان يجعل ماكتبته صواباً , فسبحان الله وصدق رسول الله حينما قال يرفع العلم بقبض العلماء , وكثرت الفتن والحروب في كل مكان وبعداً عن منهج رب العالمين وقتل وتغريب ومصادره اموال وظلم في كل مكان وأختلافات وفرقة وغلاء معيشي وعزوف عن الزواج وتبرج نساء فأين المخرج والنجاه بالله عليكم وانتم معرضون عن دعوه الحوار وتحكيم كتاب الله القران العظيم وسنة نبيه الحق




شكر خاص لرساله قرأتها تحمل أسم الحوار في القرآن , جزى الله خيراً لكاتبها

وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين