الموضوع: نصيحة للإمام

النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. افتراضي نصيحة للإمام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
    سيدنا وامامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه ويلم وعلى ال بيته الاطهار وعلى اصحابه الاخيار
    اما بعد :
    السلام عليكم ايها الامام ورحمة الله وبركاته
    اخوكم اسد بني هاشم لديه نصيحه لكم الا وهيا بخصوص فتواكم بعدم رؤية وجه الله سبحانه وتعالى
    اخي اشهد الله عز وجل انك في جل الموضوعات التي طرحتها كنت تحاجج بصريح القران وواضح البرهان
    الا انك في موضوع رؤية وجه الله عز وجل برهانك ضعيف وحجتك غير مقنعه اذا كلام الله تعالى واضح صريح
    وجه يومئذ ناظره الى ربها ناظره
    وهذا كلام صريح واضح يجلى اللبس
    لكن اخي لاتحزن ولا تهتم لعل الله جعل الصواب يجانبك ليثبت ان الكمال له وحده سبحانه
    والست من البشر والبشر مخطئون ليس بكمل
    وهذا بكل صراحه لا يعيبك في انك المهدي المنتظر في المهدي ايظا يحق له التوبه والرجوع
    فاخي الامام الحبيب انت تعلم ان في القران احكام شامله وفي هذه الاحكام يوجد من لا تقع عليه
    كقوله تعالى ( وصعق من في الارض جميعا الا من شاء ) اليس هذا حكم مطلق ( وصعق من في الارض جميعا ) ثم اتى التخصيص والتفضيل ( الا من شاء ) وقوله ( عالم الغيب والشهاده لا يطلع على غيبه احد الا من ارتضى من رسول ) اوليس هذا حكم مطلق في قوله ( لا يطلع على غيبه من احد)
    ثم اتى التخصيص ( الا من ارتضى من رسول ) اخي اوليس الرسل من البشر لكنهم اختلفو عن باقي البشر بالرساله فحدث التخصيص
    اذا ان البشر يوم القيامه متفاوتون في الدرجات والعلو فمنهم من نال الرضى والقبول ودخل الجنه ومنهم من نال السخط
    فادخل النار لذلك كان حكم الله المطلق ان هؤلاء عن ربهم يومئذ لمحجوبون اي بينهم وبي ربهم حجاب يحيط بهم يمنعهم من رؤية ربهم
    اذا الحكم المطلق انهم محجوبون لا نهم كفرو به واشركو محجوبون
    حسنا اذا ما الضد لهم الطائعون والضذ يقتضي المغايره في المعامله كما تعلم
    اذا لا تعاقب المحسن بعقاب المسيئ
    اذا الاستناء هنا واضح اولئك عصوالله فمحجوبون واولئك اطاعو الله فاولئك
    عن ربهم عن ربهم غير محجوبين
    اذا اختلف البشر في الحكم هتا
    ام عن تفسيرك قول الله تعالى ( يدرك الابصار ولا تدركه الابصار) بانها دليل على عدم رؤية الله عز وجل
    فهذا خطاء منك غير متوفع وخصوص انك عودتني انك تستدل على تفسير كلم الله عزوجل من الكتاب
    فهل في القران معنى كلمة الادراك تعني الرؤيه من بعيد
    الادراك في القران يعني الاحاطه بشيء من جميع جهاته وبجميع ابعاده والتحكم به والسيطره عليه وعلى مفهومه ناتي الى تفسير كلمة الادراك بالقران الكريم
    في قوله تعالى حين اخبر عن حديث بني اسرائيل لموسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
    قالو ( انا لمدركون ) عندما راء بني اسرايل جيش فرعون قادم ماقالو انهم رائونا ياموسى بل قالو
    انا مدركون اي سيحيط بنل شيجش فرعون وسيقضي ويسيسطر على من يشاء لانه ادركهم
    وبالتاكيد فرعون راى بني اسرائيل راي العين لكن بني اسرائي قالو انا لمدركون
    وكلمة ادراك عند العرب ان تقول لشخص اادركت المسئله
    اي هل فهمتها وعرفت اصلها وماهيتها ونوعها
    فاذا فهمت معنى كلمة الادراك تفهم معنى الايه الكريمه
    ( يدرك الابصار ولاتدركه الابصار)
    انت ايوها الامام عندما تنظر لشمس اترى مايقابلك منها فقط
    اما ترها من جميع جوانبها وابعادها وتدرك ماهيتها ومكنونها وتركيبها
    بالتاكيد انت ترى مايقابلك منها ولا تحط باابعادها وتركيبها وحركتها واصلها
    كذلك قول الله تعالى مخبر عن اهل الجنه اذا خصهم بهذا الفضل ( وجه يومئذ ناظره)
    الى ماذا تنظر هذه الوجه تنظر الى ماذا ( الى ربها ناظره ) الى ربها
    وهذا بيان شدييد الوضوح والبرهان ايها الامام
    واما عن تفسيرك لكلمة الوجه انها تعني القلب او النفس هذا والله من المغالة في التفسير
    فالايه صريحه وواضحه تتحدث عن طمس الوجه للادبار وهذا التشويه على الله سهل اذا بين لهم مباشرة بعدها وذكرهم
    وذكرهم بما فعله في بني اسرائيل اصحاب السبت اذا حولهم الى قرده
    فبين القران انه كما فعل بهم في الدنيا هذا التشويه والعقاب فافي الاخره سيكون العقاب اشد تنكيلا
    ولذلك حبيبيى الامام
    التوبه لكل عباد الله قال تعالى ( ان الله يحب التوابين ويحب المتطهريين)
    والخطىء وارد مني ومنك
    والرجوع الى الحق اكرم واعل منزلة عند الله
    من الاستمرار في التشبت بالراي
    والسلام عليكم ورخمة الله نهالى وبركاته
    اخوكم في الله الداعي من قبله ان تكون الامام المنتظر بحق

  2. افتراضي ردُ الإمام إلى أسدُ بني هاشم المُحترم

    الإمام ناصر محمد اليماني
    05-06-2010
    08:32 pm
    ــــــــــــــــــــ


    ردُّ الإمام الى أسد بني هاشم المحترم:
    الله أقسم لنبيه بحرف من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلّمه البيان الحق للقرآن..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وسلم تسليماً، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطاهرين ولا أُفرق بين أحد من رُسله، وأنا من المُسلمين لا أشركُ بالله شيئاً وأدعو إلى صراط العزيز الحميد على بصيرة من ربي آيات مُحكمات من القرآن المجيد..

    ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وأصلي عليكم وأسلمُ تسليماً، فكُن من الشاكرين أن بعث الله الإمام المهدي في جيل أسدُ بني هاشم، وكُن من الأنصار السابقين الأخيار واتبع الإمام المهدي، وعقلُك من أنصار الإمام المهدي وشاهداً عليك بالحق، فنحنُ ندعوك إلى الحق ولا تتبع ما يُخالف لعقلك، ولا ولن يتبع الإمام المهدي وكافة الأنبياء والمُرسلين في جميع الأمم الأولى إلا أولوا الألباب الذين يعقلون، ومن كان يستخدم عقله فقد بشره الله بالهُدى، تصديقاً لقول الله تعالى: { فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ } صدق الله العظيم [الزمر]

    وأما الذين لا يعقلون فاتَّبَعوا الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى ولم يستخدموا عقولهم ومن ثم أدركوا في الآخرة أن سبب ضلالهم ودخولهم النار هو اتّباع الذين من قبلهم اتّباعاً أعمى من غير أن يستخدموا عقولهم، ولذلك أفتوكم بالحق بناءً على تجربتهم: { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } صدق الله العظيم
    [الملك:10]. إذاً تبين لكم الحق أن أصحاب جهنم من الجن والإنس هم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً، ولذلك قال الله تعالى: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } صدق الله العظيم [الأعراف:179]

    فلا تكونوا من الذين لا يستخدمون عقولهم فيتدبرون القول من ربهم الحق، بل أنا الإمام المهدي أدعوكم إلى ما يدعوكم إليه الله ورُسله أجمعين أن تستخدموا عقولكم، وقال الله تعالى: { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ‌ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ } صدق الله العظيم [الأنفال]

    ويا أخي الكريم أسدُ بني هاشم، إنما الإمام المهدي مُجردُ عالمٍ من المُسلمين إلا أن الله يزيده بسطة في العلم عليهم بسُلطان علم البيان الحق للقُرآن العظيم حتى يستنبط لكم حُكم الله الحق من محكم كتابه القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، ولا ينبغي للإمام الحق من ربكم أن يتبع أهواءكم حتى تصدّقوه فتتبعوه، وأعوُذ بالله ان أكون من الجاهلين. ولو يتبع الإمام المهدي أهواءكم فلن أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، وإنما أدعو الناس إلى ما دعاهم إليه جدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يتبعوا القُرآن العظيم فنُحاجهم بمُحكم القُرآن العظيم فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا }
    صدق الله العظيم [الزمر:41]، وقال الله تعالى: { وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ } صدق الله العظيم [النمل:92]

    وبالنسبة لحكم الفتوى عن رؤية الله جهرة فقد جعل الله الفتوى الحق في آيات بيّنات مُحكمات هُنّ أم الكتاب في قلب وذات الموضوع بيّنات لعالمكم وجاهلكم لكُل ذي لسان عربي منكم إن كنتم تعقلون، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ } صدق الله العظيم [الزخرف]، وجعل حكمه في رؤية الله جهرة في آيات بيّنات لعالمكم وجاهلكم، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:99]

    ومن الآيات البيّنات في قلب وذات الموضوع عن الفتوى في رؤية الله جهرة فقد طلب من الله نبيُه موسى - عليه الصلاة والسلام - أن يراه جهرة، ومن ثم أفتاه الله أنه لن يرى ربه، ومن ثم أفتى الله نبيه عن سبب عدم رؤية الله جهرة، وذلك لأنه لا يتحمل رؤية عظمة الله شيء من خلقه أجمعين مهما كان عظيماً، فلا ولن يتحمل رؤية عظمة ذات الله العلي العظيم شيئاً، وأراد الله أن يبيّن لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام بالبيان الحق على الواقع الحقيقي ليعلم نبي الله موسى أنه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله شيئاً من خلق الله أجمعين حتى الجبل العظيم، ولذلك جعل الله البيان ليس لفظي فحسب بل بيان عملي على الواقع الحقيقي ولذلك قال الله لنبيه موسى: { انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } صدق الله العظيم [الأعراف:143]، فأصبحت الفتوى عن رؤية الله جهرة متوقفة على استقرار الجبل مكانه إن تحمل رؤية عظمة ذات الله سُبحانه، فانظروا إلى النتيجة: { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم [الأعراف:143]، فتبين لنبي الله موسى الحقُّ على الواقع الحقيقي أنه حقاً لا يستقر أمام رؤية عظمة ذات الله شيء من خلقه أجمعين لأن الله هو الأعظم من كل شيء في خلقه أجمعين ولن يستقر أمام رؤيته شيء من خلقه إلا شيء مثله، وليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير. ولما أدرك نبي الله موسى الفتوى الحق عن سبب عدم رؤية الله جهرة { قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } [الأعراف:143]

    وقال الله تعالى: { ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]


    ويا أسد بني هاشم، وما بعد الحق إلا الضلال؟ وقال الله تعالى: { فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } صدق الله العظيم [يونس:32]

    ألا والله العظيم لو تعتصمون بهذه الفتوى الحق لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم عن ربكم الحق شيئاً كونه يُكلمكم جهرةً وأنتم ترونه.. أفلا تتقون؟ وما كان للحق أن يتبع أهواءكم وإنما أتُّبِعُ البيانَ الحق للقرآن العظيم فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها، ألا وإن البيان للإمام المهدي ليس مُجرد تفسير مثل تفاسيركم للقرآن العظيم بل بيان الإمام المهدي هو تفصيل الكتاب يأتيكم به من الآيات البينات المُحكمات هُنّ أم الكتاب لا يزغ عم جاء فيهم فيتبع ظاهر الآيات المُتشابهات إلا من كان في قلبه زيغ عن الحق البيّن والمُفصّل في آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب التي أمركم الله أن تتبعوهن، وأما المُتشابه من القرآن فأمركم فقط بالإيمان به أنه من عند الله، تصديقاً لقول الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [ال عمران:7]

    ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم، فهل ترى هذه الفتوى من الله في هذه الآية من المُتشابه؟ وقال الله تعالى: { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم [الأعراف:143]

    { ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]

    ويا أسد بني هاشم، أُشهدُ الله أني أنا الإمام المهدي وكفى بالله شهيداً الذي اصطفاني خليفتهُ عليكم وما كان لكم الخيرة من الأمر فتصطفون خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } صدق الله العظيم [القصص:68]

    أم إنكم لا تعلمون لماذا قال الله تعالى لملائكته { أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة:31]؟ وذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } صدق الله العظيم [القصص:68]،
    وليست الملائكة أعلم من ربهم، وما كان لهم الخيرة في اصطفاء خليفة الله آدم بل قال الله تعالى: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } صدق الله العظيم [الحجر:29]

    وكذلك الإمام المهدي خليفة الله المصطفى.. أفلا تخافون من لعنة الله لو لم تطيعوا خليفته الذي اصطفاه عليكم؟ أفلا تعلمون عن سبب لعنة الله لعبده إبليس؟ وذلك لأنه أبى أن يسجد لأمر الله فيطيع خليفة الله المُصطفى عليهم، وقال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَ‌غَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَ‌جَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]

    ويا أسد بني هاشم، إني أنا الإمام المهدي آمركم أن تقتدوا بهُدى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ } صدق الله العظيم [آل عمران:31]

    ألا وإنما الاتّباع هو أن تفعلوا ما يفعله فتُنافسوا محمداً رسول الله والمهدي المنتظر وكافة الأنبياء والمُرسلين في حُب الله وقربه، وإن أبيتم وقلتم: "فكيف نُنافس محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حُب الله وقربه بل هو أولى بالله من جميع المُسلمين أن يكون هو العبد الأحب والأقرب إلى الله؟" ومن ثم يرد عليكم الإمام المهدي: فاشهدوا بالحق أنكم لم تقتدوا بهدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أمر الله عبده ورسوله محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقتدي بهدي كافة الأنبياء والمُرسلين وأولياء الله الصالحين من قبله أجمعين، وقال الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِ‌كُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَ‌بِّي شَيْئًا وَسِعَ رَ‌بِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَ‌كْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَ‌كْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِ‌يقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]

    فانظروا لقول الله تعالى { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل أمر الله إلى رسوله { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } فهل الاقتداء بهم هو التعظيم فيجعل التنافس إلى الله حصرياً لهم من دونه؟ إذاً لأشرك بالله بسبب تعظيم عباده من دونه بغير الحق لو كان الاقتداء حسب عقيدة عُلماء المُسلمين والنصارى الذين يعظمون أنبياء الله من دونه فيجعلون الله حصرياً لهم ويتخذونهم شُفعاءهم عند الله، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. بل الاقتداء بأنبياء الله ورُسله هو أن تحذوا حَذْوَهم فتفعلوا فعلهم، فإذا وجدتمونهم يتنافسون إلى الله أيهم أقرب فافعلوا مثلهم وانضموا إلى ركب العبيد المُتنافسين إلى الله الرب المعبود. لا إله إلا هو إن كنتم إياه تعبدون. وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾ } صدق الله العظيم [الإسراء]، فقد علّمكم الله كيف يعبده أنبياؤه ورُسله: { يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } صدق الله العظيم [الإسراء:57]

    فتذكروا قول الله تعالى: { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم

    فتذكروا قول الله تعالى { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } صدق الله العظيم

    فَلِمَ تأبوَن أن تقتدوا بهدى عباد الله الذين هداهم إلى الحق فتجدونهم في الكتاب يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ولن تجدوا الذين هدى الله من ذُرياتهم يفضلون آباءهم إلى الله بل يفضلون الله فيتنافسون إلى ربهم أيهم أقرب لأنه أحبَّ إليهم من آبائهم، فكيف يكون حب آبائهم أعظم من حبهم لله فيذرون الله لآبائهم لو اعتقدوا أنه لا ينبغي لهم أن ينافسوا آباءهم في حب الله وقربه إذاً لأشركوا بالله وأحبط عملهم بسبب التعظيم لآبائهم وآولياء الله من دونه، بل تجدونهم جميعاً مُتنافسين إلى الله ويبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ولذلك أمر الله عبده محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتدي بهداهم. وقال الله تعالى: { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]

    وقد عرف الله لكم كيفية عبادتهم لربهم وقال وأفتاكم عن عبادتهم الحق: { يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } صدق الله العظيم [الإسراء:57]

    وكذلك الإمام المهدي الذي بعثه الله ليعيدكم إلى عبادة الله ويأمركم أن تقتدوا بُهدى أنبياء الله ورُسله ويأمركم بما أمركم به الله ورسوله أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتبتغون إليه الوسيلة فتتنافسون في حُب الله وقربه إن كنتم تحبون الله ولا تعبدون إلا إياه تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ } صدق الله العظيم [آل عمران:31]

    فابتغوا إليه الوسيلة أيكم أقرب تصديقاً لقول الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } صدق الله العظيم [المائدة:35]

    وكذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ] صدق عليه الصلاة والسلام

    ولم يجعل الله الوسيلة حصرياً لأنبياء الله من دونكم فقد أشركتم بالله يا من حصرتم الوسيلة لأنبياء الله ورُسله من دونكم، فقد أشركتم بالله بسبب تعظيم أنبياء الله بتعظيم المُبالغة بغير الحق، وإنما هم عباد لله أمثالكم ولكم من الحق في الله مالهم فلا فرق بينهم وبينكم إنما نحنُ بشر مثلكم منّ الله علينا وهدانا إلى الصراط المُستقيم ثم جعلنا من المُكرمين، فإن فعلتم مثل الأنبياء والمرسلين وخليفة الله الإمام المهدي واقتديتم بهدينا كرّمكم الله كما كرّمنا، وإن أبيتم فلن تهتدوا إلى الصراط المُستقيم ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً.

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    أخو عبيد الله المُتنافسين إلى صراط العزيز الحميد الداعي بالقرآن المجيد عبد الله وخليفته الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




المواضيع المتشابهه
  1. نصيحة المهديّ إلى من يريد الحقّ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2013, 01:35 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •