اقتباس المشاركة 4691 من موضوع عاجـــــلٌ : نداءٌ إلى أحبابِ الرحمنِ في مُحكمِ القرآن ..

الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
28 - ربيع الثاني - 1431 هـ
13 - 04 - 2010 مـ
09:40 مساءً
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
____________



عاجـــــلٌ : نداءٌ إلى أحبابِ الرحمنِ في مُحكمِ القرآن ..


بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس].
{يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].

أفلا ترونَ أنّ الله هو حقًّا أرحمُ بعبادِه من عبيدِه؟ ولذلك تجدونَ عبيدَه الصّالحين فرحينَ بما آتاهُم اللهُ من فضلِه وليس في قلوبهم أيَّ حُزنٍ، ولكنّكم وجدتم الذي هو أرحمُ بكُم من عبيدِه حزينًّا مُتحسّرًا على عباده من الذين ظلموا أنفسهَم فكذَّبوا برسلِ ربّهم، ويقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

وهنا يَحزنُ أحبابُ الرحمنِ من حُزنِ حبيبهِم الرحمنُ الرحيمُ؛ ترونَ أعينَهُم تفيضُ من الدّمعِ من حُزنِ ربّهم، ويقولون: "فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين إذا لم يتحقّقْ نعيمُ رضوانِ نفسِك فيَذهبْ حُزنُك وحسرتُك على عبادك؟ فما ذنبُنا يا أرحمَ الراحمين؟ فنحن نعبدُك أنت ونُريدُ أن تكونَ أنت ربّنا راضيًا في نفسك لا متحسّرًا ولا حزينًا، فإذا لم تحقّق لنا هدفَنا؛ (هدى عبادك) فلا حاجةَ لنا بنعيمِ الجنةِ وحورِها وقصورِها وحبيبُنا الرحمنُ الرحيمُ حزينٌ ومتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، أم إنّك خلقتنا من أجلِ الجنةِ والحورِ العين؟ أجبنا يا أرحمَ الراحمين". ثم يأتيهم الجواب من ربّهم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات]. ثم يقولون: "إذاً فكيف نرضى بنعيمِ جنتكَ وحورِها وقصورِها مهما كانت ومهما تكون وحبيبُنا اللهُ أرحمُ الراحمينَ ليس بسعيدٍ في نفسه بسببِ ظُلمِ عباده لأنفسهِم فهم مُتحسّرون على أنفسهم، ويقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم، وكذلك أرحمُ الراحمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم؟". وأما أحباب الرحمن فيقولون: يا حسرتنا على نعيمنا الأعظمِ من جنةِ النّعيم والحور العين، فمتى سيُحقّقُه اللهُ لنا فنحن له عابدون: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

وأمّا آخرونَ من الذين رضوا بنعيمِ الجنة والحورِ العين فهم: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170]، ورضوا بالنّعيم والحور العين، ويقولون: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾} [الزمر]، ويقولون: {إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٠﴾ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴿٦١﴾} [الصافات]. وأما أهلُ الدُنيا فهم رضوا بنعيم الدُنيا وزينتِها وذلك مبلغُهُم من العلم. وقال الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [النجم:29-30].

وأمّا آخرون فاعترفوا بالنّعيم الأكبر من نعيمِ الدنيا والآخرة: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم.

ويا أحبابَ الرحمنِ إنّما أردنا أن نذكّرَكم بعظيمِ حُزنِ حبيبِكُم وحسرتِه على عباده؛ اللهُ أرحمُ الراحمين، فابكوا وتباكوا بين يديه ليُعجّل لكم بتحقيقِ النّعيمِ الأعظمِ من جنّتِه؛ فلن يتحقّقَ حتى يكونَ اللهُ راضيًا في نفسه، ولن يكونَ اللهُ راضيًا في نفسه لا مُتحسّرًا ولا حزينًا حتى يُدْخِلَ عبادَه في رحمتِه فيجعلَ الناسَ أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، وإيّاكم أن تتحسّروا على الناس رحمةً بهم فلم يُفِد ذلك التحسّرُ أنبياءَ اللهِ ورسلَه؛ بل تذكّروا عظيمَ حسرةِ من هو أرحمُ بعبادِه منكم؛ اللهُ أرحمُ الراحمين.

وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخوكم عبدُ النّعيم الأعظم الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني.
___________________
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..