الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 07 - 1430 هـ
27 - 06 - 2009 مـ
02:12 صباحاً
ـــــــــــــــــ



ردّ الإمام على الأخ المكرم الحسين بن عمر:
إن الدين هو الدين الحقّ من ربّ العالمين يدعو الناس للإسلام.

{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}..



بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخي الكريم الحسين بن عمر المُكرم، إنَّ الدين هو الدين الحقّ من رب العالمين يدعو الناس للإسلام، والإسلام هو الاستسلام لأوامر الربّ والانقياد لعبادته وهو الدين عند الله منذ الأزل القديم دين الملائكة ودين الصالحين أجمعين من الإنس والجن، بل هو دين الأمم كُلها ما يَدِبُّ أو يطير دين عباد الله أجمعين من البعوضة فما فوقها وكُلٌ قد علِم صلاتَه وتسبيحه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران: 85].

والإسلام: هو الإقرار والاعتراف والاستسلام للانقياد لعبادة الربّ ومن ثم الانتقال إلى الإيمان إذا وقر في القلب وصدّقه اللسان، ذلك لأن الإسلام هو الاعتراف بكلمة التوحيد وإعلان الاستسلام للانقياد لما أمر الله به فيسلَمُ الناسُ من أذاه وشره فيعبد الله وحده لا شريك ولا دين عند الله غير الإسلام ولم يبعث الله رسله إلا ليدعوا الناس إلا للإسلام؛ من نوح إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴿٧١﴾ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٧٢﴾فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿٧٣﴾ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ﴿٧٤﴾ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [يونس].

ولكن الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه لم يعجبهم اسم الإسلام فتمَّ تحريفه لأنه يدعوهم إلى الاستسلام وعبادة الله وحده لا شريك له، ولكنهم للحقّ كارهون، وعلموا أنهم عندما يشوهون الإسلام وهم يسمَون بالمسلمين فسوف يكون ذلك عقبة، ولذلك تخلوا عن الانتساب إلى الإسلام حتى يستطيعوا أن يعلنوا الحرب على الإسلام فيشَوَّه في نظر العالمين بعد أن تخلوا عن الإسلام ونفوا تسميتهم بالمُسلمين حتى يتسنى لهم الحرب على الإسلام والمُسلمين بكل حيلةٍ ووسيلةٍ بعد أن عرفوا الناس أنّ المُسلمين ليسوا إلا أمّة النّبيّ الأمي حتى لا يكون المسلمون إلا أتباع النّبيّ الأمي فقط من بين العالمين فيطعنوا فيهم وفي دينهم! ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نورَه ولو كرِه المجرمون، فتلك هي حكمتهم من التغيير لاسم دينهم الإسلام والله بريءٌ منهم ومن دينهم ونحن براء منهم ومن دينهم نعبد الله وحده لا شريك له ونحن لهُ مُسلمون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوك ؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيِ.
ـــــــــــــــــــــ

https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=14133