الموضوع: والله العظيم لو نطق الشجر والحجر بتكذيب الإمام لن أصدقهم!

صفحة 6 من 9 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 89
  1. افتراضي


    اقتباس المشاركة 7081 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 2 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    13 - رمضان - 1431 هـ
    23 - 08 - 2010 مـ
    07:58 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7073
    ـــــــــــــــــــــ



    الردّ المختصر من محكم الذِّكر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، وكان سؤالك هو اقتباس من بيان الإمام ناصر محمد اليماني بما يلي باللون الأحمر:
    اقتباس المشاركة :
    ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أن الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني بقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ والإنس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فإلى أيِّ فصيلةٍ ينتمي الشيطان إبليس؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    إذًا إبليس من عباد الله، فما خلقه الله إلا ليعبد الله وحده لا شريك له ومثله كمثل عباد الله من الجنّ، ومن ثم نادى الله في مُحكم كتابه إلى كافة عبيده من الجنّ والإنس ومن كُلّ جنس جميع الذين أسرفوا على أنفسهم مهما كان إسرافهم بما فيهم الشياطين لأنهم كذلك من عباد الله وليس أنّهم آلهة من دونه سبحانه؛ بل كذلك من عباد الله ويشملهم النداء إلى رحمة الله إذا تابوا وأنابوا ولم ييأسوا من رحمة الله فسوف يجدون لهم ربًّا غفورًا رحيمًا يغفر الذنوب جميعًا مهما كانت ومهما كثرت، ولم يقل الله تعالى يا معشر الجنّ الذين أسرفوا على أنفسهم، ولم يقل يا معشر الإنس؛ بل لم يحدد الجنس؛ بل جعل الله النداء يشمل كافة عباد الله من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ بما فيهم إبليس الشيطان الرجيم كونه من عباد الله، وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يريدون أن يفتوا أنّ هذا النداء لا يشمل إبليس وشياطين الجنّ والإنس، ومن ثم نردُّ عليه بالحقّ ونقول: فهل جعلتهم آلهة من دون الله سُبحانه؟ أفلا تعلم لو أنّك تخرجهم عن النداء أنك ستنفيهم أن يكونوا من عباد الله وكأنّهم آلهة مع الله، سبحانه! بل هم من عباد الله ويشملهم النداء لأنّهم من عباد الله سُبحانه. وقال الله تعالى:
    {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ إِلَّا آتِي الرَّ‌حْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ومن عباد الله إبليس وشياطين الجنّ والإنس، ولذلك فهو يشملهم الدّاعي من الله لمن أراد رحمته ولم يستيئس من رحمة الله أنّه لن يغفر له، ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    أم تريدني أن أجعلهم يستيئسون من رحمة الله؟ ولكنّك لن تغني عني من الله شيئاً؛ بل أدعو عباد الله جميعاً بما فيهم شياطين الجنّ والإنس أن لا يقنطوا من رحمة الله، وأفتيهم بالحقّ أنّ من تاب إلى الله متاباً ليجد أن رحمة الله وسعت كُل شيء حتى إبليس لو يتوب إلى الله متاباً لوسعته رحمة الله الذي وسع كل شيءٍ رحمةً وعلماً سُبحانه عمَّا يشركون وتعالى علوّاً كبيراً، ودعوة الإمام المهديّ إلى الرحمة والتوبة والإنابة واتِّباع الحقّ من ربهم تشمل كافة عبيد الله من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ، فكيف لا أرجو لهم الهدى وتمنيت لو أنّ الله يهدي كافة عباده من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ، ولكن مُشكلة الشياطين هي اليأس من رحمة الله فظنّوا أنّ الله لن يغفر لهم أبداً مهما تابوا ومهما أنابوا ولذلك يسموا بالمُبلسين من رحمة الله فظلموا أنفسهم، ولكن الإمام المهديّ يفتيهم بالحقّ أنّ سبب ظلمهم لأنفسهم هو اليأس من رحمة الله لو يدركون هذا لتابوا وأنابوا إلى ربهم ثم يجدون رحمة الله وسعت كُل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7].

    فتدبروا يا معشر الشياطين القول الحقّ من ربكم، ومن ثمّ لا تجدون أنّ بينكم وبين رحمة الله إلا أن تتوبوا فتتّبعوا سبيل الحقّ، أم إنّكم لا تعلمون القول الحقّ:
    {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً}؟ أليست الشياطين شيئًا من كُلّ شيء من خلق الله؟ ثم انظروا للقول الحقّ: {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7].

    إذًا ليس بينكم وبين رحمة الله إلا التوبة إلى الله واتباع سبيل الحقّ إلى ربكم ثم يغفر الله ذنوبكم يا عباد الله مهما كانت ومهما تكون. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 7094 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 3 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    14 - رمضان - 1431 هـ
    24 - 08 - 2010 مـ
    02:18 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7088
    ـــــــــــــــــــــــ



    فتوى الإمام المهديّ إلى كافة الذين لعنهم الله وملائكته والناس أجمعين فندعوهم إلى التوبة إلى ربهم ليغفر لهم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحقّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا معشر السائلين الذين أخذتهم الدهشة من دعوة الإمام المهديّ إلى شياطين الجنّ والإنس، ويعظهم أن يتوبوا إلى الله متاباً فيجدون لهم ربّاً رحيماً غفوراً وسع كُل شيء رحمةً وعلماً، ومن ثمّ ألقى إلى الإمام المهديّ أحدُ الأنصار السابقين الأخيار سؤالاً ويقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    "كيف يتقبل الله توبة الذين حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين وقد كتبهم الله من أصحاب الجحيم؟".
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ بالفتوى الحقّ من الله مُباشرةً من مُحكم كتابه. وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فلا أظنّ هذه الآيات المُحكمات البيّنات تحتاج إلى تفسيرٍ أو تأويلٍ؛ بل هي فتوى من الله صريحةٌ فصيحةٌ حتى لا تكون لهم الحُجّة بين يدي الله فيقولون: "إنّ سبب اليأس من رحمته كونه قد حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين". ولذلك استمروا في الإسراف على أنفسهم لأنّ الله لن يغفر لهم ما دام قد حلّت عليهم لعنة الله ولعنة ملائكته ولعنة الناس أجمعين، وحتى لا يحتجّ بذلك الذين أسرفوا على أنفسهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم. وهذا بُرهانٌ بالحقّ لنداء الرحمن في مُحكم القُرآن إلى كافة عباده في الملكوت كُلّه بما فيهم الذين حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين وكتبهم من أصحاب الجحيم أنّ الله على كُل شيء قدير، فإذا تابوا وأنابوا إلى ربّهم ليغفر كافة ذنوبهم جميعاً مهما كانت ومهما بلغت من الكُفر والفسوق والعصيان لوسعتهم رحمة الله الذي وسع كُلّ شيء رحمةً لمن تاب وأناب تصديقاً لنداء الرحمن في مُحكم القرآن إلى جميع عباد الله في ملكوت الرحمن من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وبما أنّ هذا النداء إلى رحمة الله يشمل كافة عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم في الملكوت كُلّه حتى الذين حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس، ولذلك جاء البُرهان الذي يؤكد ذلك من الرحمن في مُحكم القرآن أنّ النداء يشمل حتى الذين حلَّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين وكتبهم من أصحاب الجحيم أنّهم إذا تابوا إلى ربهم فأنابوا ليهدي قلوبهم ويغفر ذنوبهم ليجدوا أنّّ لهم ربّاً وسِع كُلّ شيء رحمةً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ورحمة الله تَسَعُ حتى عباد الله من شياطين الجنّ والإنس لو يتوبون إلى ربّهم ويسلمون له فيتّبعون الحقّ من ربهم فسوف تشملهم رحمة ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

    إلا من أبى من عباد الله في ملكوت الله من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ أن يجيب الدَّاعي إلى رحمة الله وعفوه الشامل فقد برئت ذمة الله وخليفته، فلا حُجّة لهُ بين يدي ربه فسوف يصلى سعيراً ويدعو ثبوراً وظلم نفسه بنفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    فيا إبليس المُبلس من رحمة الله ويا معشر جميع شياطين الجنّ والإنس المُبلسين من رحمة الله ويا معشر شياطين البشر من اليهود، أجيبوا داعي الحقّ من ربكم خيراً لكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُ‌جُوا مِن دِيَارِ‌كُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرً‌ا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَ‌فِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾}‏ صدق الله العظيم [النساء].

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد بين عبيدك وعبدك خليفة الله على عبادك بالحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  2. افتراضي

    برنامج كتاب الموسوعة على الحواسيب والابتوب ويندوز:
    http://www.mediafire.com/download/zb...c_7.5.2016.exe

    برنامج كتاب الموسوعة على الاندرويد:
    http://www.mediafire.com/download/zo...e_7_5_2016.apk


    او على موقع dropbox :

    https://www.dropbox.com/s/fs6d6h0kew..._2016.apk?dl=0


    تحميل من سوق جوجل

    https://play.google.com/store/apps/d...dialumma.bayan

    تحميل من ميديا فاير

    http://www.mediafire.com/file/8358o7...anatimam23.apk




    تطبيق المهدي المنتظر : ييحتوي كافة بيانات الإمام المهدي حتى تاريخ 7-2-2017م - نسخة خفيفة بدون خاصية البحث




    تحميل من سوق جوجل

    https://play.google.com/store/apps/d...ialumma.wosabi

    تحميل من ميديا فاير

    http://www.mediafire.com/file/57uosq...montazar23.apk
    برنامج موسوعة بيانات الإمام المهدي لجوالات أي فون
    https://itunes.apple.com/us/app/ar-m...1394?ls=1&mt=8
    تحميل من سوق جوجل

    https://play.google.com/store/apps/d...dialumma.bayan

    تحميل من ميديا فاير

    http://www.mediafire.com/file/8358o7...anatimam23.apk




    تطبيق المهدي المنتظر : ييحتوي كافة بيانات الإمام المهدي حتى تاريخ 7-2-2017م - نسخة خفيفة بدون خاصية البحث




    تحميل من سوق جوجل

    https://play.google.com/store/apps/d...ialumma.wosabi

    تحميل من ميديا فاير

    http://www.mediafire.com/file/57uosq...montazar23.apk
    أنصحكم بتحميل البرنامج الذي يناسب أجهزتكم
    واقسم بالله أن بيانات ناصرمحمداليماني لمحكم أيات الله المبينات والبينات هي الحق
    وأنه هو المهدي إلي حقيقة النعيم الأعظم
    أنيبو إلي الله ليبصركم الحق وتباكوا إن لم تبكوا وأدعوا الله بإخلاص مخلصين له الدين وأنتم موقنين بالإجابة فهو البر الرحيم القريب المجيب الحق الله أرحم الراحمين
    وسلام علي المرسلين والحمدلله رب العالمين

  3. افتراضي

    https://play.google.com/store/apps/d...mwaso3a.mobile
    برنامج بنظام الاندرنيود بمجرد تثبيته يطلب منك عند فتحه تحميل برنامج قم بتحميله وتصفح واقرأ مع اسهل برنامج وافضل برنامج صممه الاخ جمارت اسال الله ان يزيده علما نافعا في مجال تصميم البرامج وتطويرها علي افضل واكمل وجه وخاصة للذين يستعملون الكمبيوتر
    انصحكم بتحميله
    مفيييد جدا جدا جدا للأنصار وغير الأنصار
    وخواتم طيبة
    وسلام الله عليكم ورحماته الله وبركاته
    وسلام علي المرسلين والحمدلله رب العالمين

  4. افتراضي


    اقتباس المشاركة 120672 من موضوع يا معشر المسلمين كل عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون إلى يوم الدِّين بإذن الله ربّ العالمين..

    15 - 12 - 1434 هـ
    20 - 10 - 2013 مـ
    05:05 صباحــاً
    ــــــــــــــــــــــ


    يا معشر المسلمين كلّ عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون إلى يوم الدِّين بإذن الله ربّ العالمين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب من أوّلهم إلى خاتمهم وجميع المسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    يا معشر المسلمين كل عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون إلى يوم الدِّين بإذن الله ربّ العالمين، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، وأقول يا ربِّ سلِّم سلِّم، يا ربِّ اغفر وارحم، يا ربِّ أنت أرحم بعبادك من عبدِك، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
    ويا عباد الله، ما غرّكم بدعوة الإمام المهديّ؛ رحمةً أخرى للعالمين؟ يدعوكم إلى الله ليغفر لكم من ذنوبكم ويبدّل سيئاتكم حسناتٍ وكان الله عفوّاً غفوراً رحيماً حليماً، فأنيبوا إلى ربّكم ليهدي قلوبكم واعلموا أنّ الهدى هدى الله، واعلموا أنّه يهدي إليه من ينيب من عباده إلى ربّه ليهدي قلبه، ولا يظلم ربّك أحداً فيهدي هذا ويضلّ هذا لكون الله لا يأتي منه إلا الخير، وما أصابكم من خيرٍ فمن الله، وما أصابكم من شرٍ فمن أنفسكم، فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم ترحمون.

    ويا عباد الله، إنّي أعلم من الله ما لا تعلمون، وما جئتكم بوحيٍ جديدٍ بل البيان الحقّ للقرآن المجيد لنهدي النّاس به إلى صراط العزيز الحميد، فاعبدوا الله وحده لا شريك له، واستغنوا برحمة الله من عذابه من طلب الرحمة من عباده من دونه، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أفلا تتقون؟ فوالله لا منجى ولا ملجأ من عذاب الله إلا طلب الرحمة من الله أرحم الراحمين.

    ويا معشر الأنصار، إيّاكم ثم إيّاكم من تحديد ميعاد العذاب حتى لا تفتنوا أنفسكم وأمّتكم، فالتزموا بأمر الله إلى رسوله والإمام المهديّ وجميع المسلمين حين يسأل أحدُهم عن ميعاد عذاب الله للمعرضين أن يقول ما أمره الله أن يقول: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا}، وذلك تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)} صدق الله العظيم [الجن].

    فالتزموا بأمر الله حتى لا تفتنوا أنفسَكم وتفتنوا أمَّتكم إن أراد الله أن يرحمكم وأمّتكم وأخّر ما ترجون، وتذكروا أنكم تعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لكي يدخلكم جنّته، واعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، فاحرصوا على تحقيق رضوان الرحمن الرحيم، وتذكروا بأنّه حتى ولو نصركم بعذابٍ أليمٍ وأهلك المعرضين بأنهم سوف يتحسّرون في أنفسهم على ما فرَّطوا في جنب ربّهم ومن ثم تحلُّ الحسرة في نفس الله عليهم من بعد أن أصبحوا نادمين من بعد هلاكهم بعذابٍ أليمٍ.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار يا من اتَّخذتم النّعيم الأعظم غايةً فاحرصوا على غايتكم، فوالله ثم والله ثم والله إنّ عذاب الله على الأبواب، فأنيبوا إلى ربّكم أن يهدي عباده إن كنتم حريصين على تحقيق رضوان نفس الله أرحم الراحمين فلا تستعجلوا للأمّة الهلاك، واصبروا عليهم وأنيبوا إلى الله أن يهدي قلوبهم ذلك خيرٌ لكم وأشدّ تثبيتاً.

    ولا تلوموا على المسلمين عدمَ التّصديق بالإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ما لم تقيموا عليهم حجّة سلطانِ العلمِ مبتدئين بحجّة الاسم لتجعلوا حجّة الاسم التي يحاجونكم بها هي لكم وليست عليكم لكونكم بمجرد ما إن تُخبروا النّاس أنَّ المهديّ المنتظَر بعثه الله وصار في عصر الحوار من قبل الظهور بالنّصر والتمكين بالفتح المبين فكثيرٌ من السائلين سوف يبادركم بالسؤال عن اسمه، وبمجرد ما تقولون أنّ اسمه ناصر محمد فسوف يكون الاسم السبب الأول بأن يزيغ الله قلبه عن الحقّ، فثبّتوهم بالفتوى الحقّ وقولوا:
    "مهلاً مهلاً أحبتي في الله، فنحن مُصدِّقين بالحديث النّبويّ الحقّ عن الفتوى بالإشارة للاسم (محمد) أنه يأتي يواطئ في اسم الإمام المهدي، وبما أنّ التواطؤ لا يقصد به التطابق بل
    التواطؤ لغةً واصطلاحاً يقصد به التوافق فهل تُنكرون أنّ الاسم محمد لم يواطئ في الاسم (ناصر محمد)؟ وجعل الله قدر التواطؤ للاسم محمد في اسم أبِ المهديّ، والحكمة من ذلك كون الله لن يبعث الإمام المهديّ نبيّاً جديداً ولا رسولاً بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبعثه الله ناصر محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أي ناصراً لما جاء به محمدٌ رسول الله وكافة النّبيين من ربّهم".

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فكم يوجد في العالمين من أشخاصٍ اسمهم ناصر محمد؟". ومن ثمّ يردُّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: هيهات هيهات.. فكم في العالمين اسمه محمد وإبراهيم وعيسى وموسى! فهل جعلتهم أسماءهم كمثل رسل الله موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام؟ بل قلنا إنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في سلطان العلم المهيمن من ربّ العالمين، ولذلك سبقت فتوى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أنه إذا غلبه أحد علماء الأمّة في مسألة حصرياً من القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر، ولا نزال نقول... فكونوا على ذلك من الشاهدين.

    ويا عباد الله، والله الذي لا إله غيره ما قطُّ درستُ علوم الدِّين عند أيٍّ من مشايخ المسلمين ولا اليهود ولا النّصارى، وما قطُّ درست علوم الدِّين عند أيٍّ من مشايخ الإنس والجنّ، وما قطُّ علّمني علوم الدِّين أحدٌ من خلق الله أجمعين؛ بل علّمني ربّي بالتّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم، فأستنبط لكم سلطان العلم من محكم الكتاب. ولا يزال لدينا الكثيرُ في كثيرٍ من مسائل الاستنباط ولم نكمل الاستنباط في المسألة وندّخره للممترين لنلجمهم به إلجاماً إلا من كفر بالقرآن العظيم والحجّة قائمة عليه فللّه الحجّة ورسوله والإمام المهدي بتبليغ قرآنه وبيانه.

    فاتّقوا الله، وما من إلهٍ لكم غير الله فاعبدوه وتنافسوا على حبّ الله وقربه أيّكم أقرب، ولا تذروا التنافس إلى الربّ حصريّاً لأنبيائه ورسله، وما هم إلا بشرٌ عبيدٌ لله مثلكم ولكم الحقّ في الله مثل ما لأنبيائه ورسله، فالتزموا بناموس العبوديّة في محكم الكتاب الذي اتّبعه كافةُ العبيد المكرمين الذين عبدوا الله فتنافسوا في حبّ الله وقربه أيّهم أقرب إلى الربّ فقد أفتاكم الله عن كيفية عبوديّتهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وأمّا قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فهم كذلك يفعلون حتى إذا فازوا بأعلى وأقرب درجةٍ إلى ذات الربّ فلن يرضوا بها حتى يرضى، ألا والله الذي لا إله غيره لن يرضيهم ربّهم بملكوته جميعاً حتى يرضى، أولئك قدَروا ربّهم حقّ قدره فعرفوه حقّ معرفته بأنّه حقّاً هو أرحم الراحمين، وصدّقوا بفتوى الله عن حاله في نفسه بعد أن ينتقم من المكذِّبين بأنبيائه وأوليائه حتى إذا أهلك الله أعداءهم فإذا أعداؤهم لم يعودوا أعداءً لهم ولا لربّهم! ويتمنون لو أنّهم صدّقوا وآمنوا بربّهم واتَّبعوا رسله وعبدوا الله وحده لا شريك له، حتى إذا علم الله بقول عباده النّادمين الموحدين يقول كلٌّ منهم:
    {{يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾}} [الزمر]، وهذه حسرةُ ندمٍ شديدٍ! ومن ثمّ تحلّ حسرة التأسف عليهم في نفس ربّهم فيقول: {{{{{ يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 30 ) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ( 31 ) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(32)}}}}} صدق الله العظيم [يس].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ولماذا حلّت حسرة التّأسف في نفس الله على عباده الظالمين لأنفسهم؟". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إنما الحسرة في نفس الله سببها في أنفس النّادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، فحين حدث التّحسر في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم فهنا تحدث الحسرة في نفس الله عليهم كون الله هو أرحم الراحمين.

    وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "ولماذا لا يرحمهم الله فيخرجهم من عذابه إلى جنّته بدلاً من التّحسر عليهم؟". ومن ثمّ يردُّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: ذلك لكونهم ارتكبوا جرماً أعظم من ذنوبهم من بعد موتهم وهو اليأس من رحمة الله، ومن يقنط من رحمة ربّه فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً.

    ويا عباد الله من مات منكم فبلّغوا الذين من قبلكم إنّما أغلقَ اللهُ باب الأعمال من بعد الموت ولم يغلق باب الدعاء؛ بل الدعاء إلى الربّ مستمرٌ؛ بابُه مفتوحٌ في الدّنيا وفي الآخرة فلن يغلق الله باب كرمه ورحمته، فلا تظلموا أنفسكم باليأس من رحمة الله، وظُنّوا في الله أنّه سوف يرحمكم، ولا تقطعوا الظنّ بالله ولا تستيئِسوا من رحمته، وادعوه حتى يجيبكم، إنّ رحمة الله قريبٌ من عباده، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله؟ فمن استيأس من رحمة ربّه فقد ظلم نفسه.

    ويا عباد الله، لئن حلّ بكم عذابُ الله قريباً إذا لم يؤخِّره الله فادعوه: (بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه) أن يكشف عنكم عذابه، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. ألم يعِد من دعاه بالإجابة في قول الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].

    وتصديقاً لوعد الله في محكم كتابه:
    {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} صدق الله العظيم [البقرة:186].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا قال الله تعالى المضطر يجيب دعوته في قول الله تعالى
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردُّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: هكذا طَبْعُ كثيرٍ من عباد الله لا يدعون الله مخلصين إلا إذا تقطّعت بهم الأسباب؛ دعوا الله مخلصين له الدِّين ومن ثمّ يجيبهم حتى ولو كانوا من المشركين، وسبب الإجابة كونهم تخلّوا في نفس لحظة الدُّعاء عن شركائهم فيجيبهم الله، وحتى الذين تقوم عليهم الساعة وهم من أشرار الخلق يجيبهم ربّهم لو دعوه ولم يستيئِسوا من رحمته فسوف يجدون الله غفوراً رحيماً فيجيبهم ويؤخِّر السّاعة عنهم إلى حينٍ وأمّةٍ أخرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "وحتى السَّاعة يؤخِّرها الله فيكشفها عنهم لو دعا الله أشرُّ خلق الله من تقوم عليهم إذاً لأجابهم وكشف الساعة عنهم؟". ومن ثم نكتفي بردِّ الجواب من الربّ من محكم الكتاب:
    {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم، فلمَ اليأس من رحمة الله؟ فيا معشر أهل النّار أنيبوا إلى ربّكم وادعوه مخلصين، ولا تنتظروا لشفعائكم كما تزعمون فتلبثون فيها إلى يوم الدِّين ثم تدعوهم فلا يستجيبوا لكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:64].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. ويا عباد الله أستوصيكم بتقوى الله والتقوى في القلب فلا تشركوا بالله شيئاً، وذروا عقيدة طلب شفاعةِ العبيدِ للعبيد بين يدي الربّ المعبود فتلك عقيدة شرك بالله أن ترجو من عبدٍ فتسأله أن يشفع لك بين يدي ربّك، فلا تدعوا مع الله أحدا.

    ويا معشر الذين يحاربون دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ألا تخافون أن يعلن الله الحرب عليكم فتصبحوا على ما فعلتم نادمين؟ بل منكم من يطّلق زوجته بسبب أنّها بايعت الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على أن تعبد الله وحده لا شريك له وعلى أن تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وعلى أن لا تفرق بين أحدٍ من رسل الله وعلى أن تتخذ رضوان الله غايةً في العبودية، فما كان من زوجها إلا أن يطلقها! وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً إلا أن يتوب إلى الله متاباً.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لقد وردت إلينا شكوى على الخاص من إحدى الأنصاريّات المكرمات أنّ زوجها طلقها بسبب أنّها بايعت الإمام المهدي ناصر محمد اليماني! فإن أصرّ زوجُها على استمرار الطلاق فلها الخيار فلتختر من تشاء من أنصار المهديّ المنتظَر وسوف نأمره فوراً أن يتزوّجها بعد انقضاء العدّة، وإن كان متزوّجاً من اختارت فلا ينبغي لزوجته الأولى المُعارَضة في أمر الله، فلتختر من تشاء.
    وأمامَ من طلّق الأنصاريّة بسبب البيعة مهلة عشرة أيام من تاريخ الغد؛ إمّا أن يتراجع عن اتّخاذ القرار أنّه لن يرجعها في ذمته إلا إذا تخلت عن مبايعة الإمام المهديّ، وإن أصرّ على أن لا يرجعها في ذمته حتى تتخلّى عن مبايعة الإمام المهدي ناصر محمد ، ومن ثم نقول لها:

    يا أمة الله، إنما البيعة لله ولم يدعُكم ناصر محمد إلى عبادة ناصر محمد حتى يسمح لكم بالتخلّي عن البيعة لله بل ندعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم وسنّة نبيّه الحقّ وإلى الكفر بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة، فإن كان زوجكِ يا أمّة الله مُصرّاً على الاستمرار في الطّلاق والفراق حتى ترجعي عن هذه البيعة الحقّ فمن يُجيرهُ من الله؟ لا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وإنّ ربك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإن ربّك لشديد العقاب، فلن نتخلّى عنكِ أبداً.

    وهذا العرض حصريّاً لهذه الأنصارية ( ع )، فوجب عليكم الصّبر يا معشر الأنصار مهما لاقيتُم من الأذى فقد وعدكم الله بالأذى في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ‎﴿١٨٦﴾‏‏} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:200].

    فاصبروا وصابروا ورابطوا في الدعوة إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّكم واعلموا أنّ الدعوة إلى الحقّ في بادئ الأمر كان غريباً على النّاس لدرجة العجب الشديد، وقال الله تعالى:
    {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)} صدق الله العظيم [ص].

    اللهم عجّل برحمتك وأهدهم برحمتك كيفما تشاء فلك الأمر ربّي من قبل ومن بعدُ وإلى الله تُرجع الأمور، اللهم إنّنا نستعجلك في هدى عبادك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي


    اقتباس المشاركة 41640 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 4 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    14 - رمضان - 1431 هـ
    24 - 08 - 2010 مـ
    05:54 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7097
    ــــــــــــــــــــــ



    تدبرٍ وتفكرٍّ في مُحكم الذِّكر للجواب الفصل وما هو بالهزل ..

    بسم الله الرحمن الرحيم ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا أخي السائل الكريم، هداني الله وإياكم إلى الصراط المستقيم فقد جئناك بالبُرهان المُبين من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب أنّ الله يقبل توبة شياطين البشر الذين شهدوا أنّ الرسول حقّ وآمنوا بآيات ربّهم التي أُنزلت عليه ومن ثمّ أمرهم إيمانهم بالكفر بالحقّ وهم يعلمون أنه الحقّ لا شك ولا ريب ويحرِّفون التوراة والإنجيل من ربّهم من بعد ما عقلوها ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ويريدون أن يطفئوا نور الله، ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:٧٥].

    وقال الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٨٦].

    ومن ثم تعلم أنّ الخطاب موجَّه للكُفار من شياطين الجنّ والإنس الذين علموا بأنّ الرسول حقّ وآمنوا بآيات ربّهم ثم كفروا بالحقّ، وليس كفرهم عن جهلٍ منهم بل لأنهم يعلمون أنّه الحقّ من ربهم بل كفروا برسوله الحقّ وهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم. وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:١٤٦].

    وسبب كفرهم بالحقّ من ربهم بعدما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم لأنهم للحقّ كارهون ويريدون أن يُطفِئوا نور الله بعدما آمنوا به في ذات أنفسهم أنّه الحقّ ولكنهم للحقّ كارهون إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً. وقال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فهل معنى ذلك أنّ الله لن يقبل توبتهم ما دام حكم عليهم باللعنة الخالدة؟ والجواب يتلو ذلك في محكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٨٩].

    وبالنسبة لإبليس الشيطان الرجيم فمثله كمثلهم يؤمن بالله ورسله والبعث واليوم الآخر والجنة والنار ولكنّه يئِس من رحمة الله بسبب ظنّه أنّ الله لن يغفر له كونه سمع الله يقول له:
    {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّين} صدق الله العظيم [ص:78].

    وإنّما ذلك في الكتاب، ولكن الله يقبل التوبة عن عباده جميعاً دونما استثناء لمن تاب وأناب، يبرئ الله ما في الكتاب ويبدله بحسنة العفو عن العقاب الموعود إنّ ربي لغفور رحيم. كمثل وعد الله لأبي لهب وامرأته حمالة الحطب فلو تابوا إلى ربهم وأنابوا لما تحقق ذلك، وإنما لو ماتوا وهم على ما هم عليه فسوف يصلون ناراً ذات لهبٍ فيطبّق عليه الحكم في الكتاب، ولكن الرجوع إلى الله والتوبة يجعل الله يمحو ما يشاء في الكتاب من العقاب.

    ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام فكان الحُكم عليه بالعقاب في الكتاب من غير ظُلمٍ أن يعمِّره الله كما سيعمِّر الشيطان إلى يوم البعث غير أنه في حبْس الظُلمات لم يُحبس فيه قط أحدٌ، ولذلك سوف يُعمِّر الله الحوتَ الذي جعله حبساً لنبيّ الله يونس إلى يوم البعث ولكن الذي غيَّر العقاب هذا في الكتاب هو أنه تاب إلى الله وأناب ولم ييأس من رحمة الله. وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وأما قول الله تعالى إلى الشيطان:
    {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} صدق الله العظيم، فهذا حُكم عليه بسبب تكبره وغروره بعدم السجود لخليفة الله آدم. وقال الله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل لو إبليس قال ربِّ ظلمت نفسي وإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين، فهل سوف يجيب الله دعوته ويغفر له أم إنّ الله سيقول له قُضي الأمر وحلَّت عليك لعنتي إلى يوم الدين؟ ولكن إبليس لم يمت بعدُ حتى لا يقبل الله توبته ولكن إبليس يئس من رحمة الله وظنّ كما ظننتم أنّ الله لن يغفر له كونه سمع ربه يقول:
    {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ(78)} صدق الله العظيم. ولكن اللعنة إنما تستمر عليه من ربّه وملائكته والناس أجمعين ما دام إبليس مُصرّاً على قوله: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ولكن لو تاب إلى ربه وأناب لوجد إبليس أنّ الله توابٌ رحيمٌ، فمثل إبليس كمثل شياطين الجنّ والإنس الذين يحاربون الله ورُسله بعدما تبيِّن لهم الحقّ من ربهم، وقال الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران]، فانظروا لحُكم الله عليهم في الكتاب: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم. ويقصد الله إذا ماتوا وهم لا يزالون على ما هم عليه في حرب الله ورُسوله بعدما تبيَّن لهم أنهُ الحق، ولذلك قال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل لو يتوبون إلى ربهم فهل سوف يقبل توبتهم فيرفع عنهم لعنته ومقته وغضبه ويمحو لعنته وعذاب الخلود الذي ينتظرهم من بعد موتهم، فهل لو يتوبون قبل موتهم سيقبل الله توبتهم؟ والجواب تجدوه بعد ذلك مُباشرة:
    {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً مُشكلة الشياطين هي ليست من عند الله أنّه لن يغفر لهم؛ بل هي من عند أنفسهم وذلك لأنهم يئسوا من رحمة الله في الآخرة كما يئس الكُفار من أصحاب القبور، وسبب أنّهم سيكونون من المُعذَّبين نظراً لأنهم يئسوا من رحمة الله أن يغفر لهم فأصرّوا على كفرهم بعدما تبين لهم أنهُ الحقّ من ربّهم.

    ويا أخي الكريم، وتالله لو أُفتي الشياطين أنّ الله لن يغفر لهم أبداً مهما تابوا إلى ربهم ومهما أنابوا ليجعل الله المهديّ المنتظَر بينهم من المُعذبين لو أفتيهم باليأس من رحمة الله فأُصدق عقيدة الشياطين الباطل في ربّهم أنه لن يغفر لهم مهما تابوا وأنابوا، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ وهل سبب دخولهم النار إلا أنهم يئسوا من رحمة الله؟ وقال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٢٣].

    إذاً اليأس من رحمة الله من أعظم الكبائر في الكتاب وعقيدة باطلة وقع فيها الشياطين بغير علمٍ من الله ولذلك سوف يعذبهم الله لأنهم يئسوا من رحمة ربهم ولم يتوبوا إليه ليغفر ذنوبهم من قبل موتهم أو قبل أن يأتي عذاب ربهم فيهلكهم وهم لم يتوبوا إلى الله
    ، ولكنهم لم يتوبوا إلى الله بسبب اليأس من رحمة الله أنه لن يغفر ذنوبهم ولذلك استمروا فيما لا يرضي ربهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم. ولذلك قال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسبب ضلال الشياطين في الآخرين في هذه العقيدة الباطل هي فتوى علماء المُسلمين أنّ الله لن يغفر للشياطين مهما تابوا إلى ربّهم ومهما أنابوا كونها حلَّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، ولذلك استمر الشياطين على هذه العقيدة الباطل ويريدون أن يجعلوا الناس معهم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء} صدق الله العظيم [النساء:٨٩].

    وسبب ضلال علماء الأمّة عن فتوى الشياطين باليأس من رحمة الله هو أنّهم صدقوا بظنّ الشيطان وعقيدة الباطل كونهم وجدوا أنّ الشيطان في مُحكم القرآن لم يطلب من الرحمن أن يغفر له من بعد أن لعنه الله بكفره إلى يوم الدين فظنّ علماء المُسلمين أنّ الله لن يغفر للشياطين لو تابوا إلى ربهم. وبرهانهم على الباطل هو قول إبليس أنهُ لم يقل ربّ اغفر لي؛ بل قال ربّ أنظِرني. إذاً فتواهم هي مُقتبسة مما اعتقده الشيطان إبليس أنّ الله لن يغفر له من بعد أن لعنه إلى يوم الدين ولذلك قال ربّ أنظرني ولم يقل ربّ اغفر لي.

    إذاً عقيدة إبليس الباطلة أن الله لن يغفر له هي سبب فتوى علماء الأمّة إلى الشياطين بالعقيدة الباطل أنّ الله لن يغفر للشياطين من بعد أن حلَّت عليهم اللعنة الخالدة في الكتاب، وكذلك عقيدة الشيطان أنّ الله لن يغفر لهُ بعد أن لعنه إلى يوم الدين! وكانت هذه العقيدة الباطل هي سبب ضلال الشياطين فيئس من رحمة الله، ولكن الإمام المهديّ خليفة الله بالحقّ يتحدّى بعلم من الله كافة علماء الإنس والجنّ فهو أعلمُ من كافة علماء المُسلمين وأعلمُ من الشياطين وينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ وزادني ربّي علماً لكي أسعى إلى تحقيق النعيم الأعظم وليس معنى ذلك أنّ الله سيغفر للشياطين فيهديهم إلى سبيل الحقّ هيهات هيهات! فكيف يهدي الله قوماً يعلمون علم اليقين أنّ الله حقّ ورسوله حقّ وآياته حقّ والبعث حقّ والنار حقّ ثم يكفرون بالحقّ وهم يعلمون أنّهُ الحق من ربهم؟ أولئك عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم.

    ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "إذاً لا فائدة من أن يتوبوا إلى الله فلن يقبل توبتهم بعد أن حلَّت عليهم لعنه الله وملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين". ومن ثمّ يردّ عليهم الله مُباشرةً الذي أنزل الجواب في مُحكم الكتاب على علم منه، وقال الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً سبب عدم هُداهم هو أنّهم لم يتوبوا إلى ربهم فينيبوا إليه ليهدي قلوبهم لأنهم اعتقدوا أنّ الله لن يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم ولذلك لم ينيبوا إلى ربهم ولذلك لم يهدهم الله، وسبب هذه العقيدة لا يزال شياطين البشر من اليهود لم يتبعوا الحقّ من ربهم جيلاً بعد جيل بعد جيل إلى عصر بعث المهديّ المنتظَر وهم لا يزالون على عقيدة الباطل أنّ الله لن يغفر لهم بعد أن لعنهم بكفرهم فينظروا إلى قول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة:٨٠].

    ولكن الآيات المُحكمات عليهم عمًى لأنّهم لم يبحثوا عن الحقّ؛ هل لو يتوبون سيغفر الله لهم؟ ولذلك لم يرِهِم الله الحقّ في الكتاب حتى مجيء المهديّ المنتظَر الذي يهدي عباد الله إلى الحقّ على علمٍ من الله في محكم كتابه ولا يقول على الله إلا الحقّ بسلطان العلم من الله نستنبطه لعباد الله من محكم كتاب الله رسالة الله الشاملة للجنّ والإنس حُجة الله عليهم جميعاً لو لم يتّبعوا كتاب ربهم، فإن اتَّبعوه فهو حُجّة لهم بين يدي ربّهم.

    وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 41642 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 6 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    16 - رمضان - 1431 هـ
    26 - 08 - 2010 مـ
    01:10 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7181
    ـــــــــــــــــــــــــ



    دعوة الإمام المهديّ إلى الذين غضب الله عليهم معذرةً إلى ربي ولعلهم يتقون ..

    اقتباس المشاركة :
    saedf
    أخي المحترم كلام الامام حاشا أن ينقض بعضه بعضا قرأنا أوله وآخره فوجدنا المغزى الذي اقتبسناه نعم لو أن إبليس استغفر وندم من بعد الذنب لكان حاله حال كل تائب لكن كما قال الامام : وليس معنى ذلك أن الله سيغفر لشياطين فيهديهم إلى سبيل الحقّ هيهات هيهات ، فكيف يهدي الله قوم يعلمون علم اليقين أن الله حق ورسوله حق وآياته حق والبعث حق والنار حق ثم يكفرون بالحق وهم يعلمون أنهُ الحق من ربهم أولئك عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى.
    جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطّيّبين الطّاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    ويا أخي الكريم، فإن كنت تريد الحقّ فإنّي الإمام المهديّ أنطق لكم بالبُرهان المبين بمنطق الله في القرآن العظيم بآياتٍ بيِّناتٍ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب ليعلم عباد الله جميعًا أنّ الله على كُل شيءٍ قديرٌ، فمن تاب وأناب إلى الله من بعد كُفره وإشراكه وفسوقه فمهما عظُمت ذنوبه ليجدنّ رحمة الله وسعت كُل شيء في خلقه أجمعين. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

    وأما فتوى الإمام المهديّ أنّ الله لن يهدي الشياطين ولن يغفر لهم كونهم لم ينيبوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم ويغفر ذنوبهم، فأما من اتّقى فتاب وأناب فإن الله كان للأوابين غفورًا، ولذلك جاءت الفتوى من الله إلى كافة شياطين الجنّ والإنس في محكم كتابه أنّ من تاب وأناب إلى الله من قبل موته من بعد كفره ولعنه فإنّ الله سوف يغفر ذنبه ويرفع عنه غضبه ولعنته ومقته فيقبل توبته فيدخل في نطاق رحمته التي كتب على نفسه أن يغفر ذنب من تاب وأناب إليه من عباده جميعًا. وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فانظر يا رجل لقول الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم. فلم تفهم أنت المقصود من قول لله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؟ بمعنى كيف يهدي الله قوماً لم يتوبوا وينيبوا إلى ربّهم؛ بل ويعلمون أنّ محمدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقٌّ، ويعرفون أنّه الحقّ من ربهم كما يعرفون أبناءهم ولكنهم للحقّ كارهون ويريدون أن يطفئوا نور الله، فكيف يهدي الله قلوبهم وقد علموا الحقّ من ربهم فأعرضوا عنه وكذَّبوه، فكيف يهديهم الله وهم لم يتوبوا وينيبوا إلى ربهم ليغفر ذنبهم وإسرافهم في أمرهم؟ ولذلك أفتاكم الله بالحقّ أنّه سوف يغفر للذين تابوا منهم وأنابوا إلى ربّهم من بعد أن غضب الله عليهم ولعنهم ثم تابوا إلى ربّهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ثم يجدوا الله غفوراً رحيماً. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم.

    فهل تعلم بالمقصود من قول الله تعالى:
    {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ}؟ ويقصد القوم الذين كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرسول حقّ من ربّهم فكرهوا الحقّ من ربّهم وغضب عليهم وحلَّت عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ومن ثم أفتاهم الله بالحقّ أنّ ليس معنى ذلك أنهم لو يتوبون إلى ربهم أنه لن يغفر ذنوبهم؛ بل أفتاهم ربهم بالحقّ، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم. وذلك لأنّ الله لن يطبّق عليهم لعنته بالفعل فيدخلهم نار جهنم إلا إذا ماتوا وهم لا يزالون يُحاربون الله ورُسله مُصرّين على كُفرهم فإذا ماتوا وهم لا يزالون كُفارًا بالحقّ من ربهم فسوف يتمّ تطبيق لعنة الله عليهم بالتأويل الحقّ على الواقع الفعلي. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾ وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل فهمت الخبر والبيان الحقّ للمهديّ المنتظَر الذي يُنادي في عباد الله جميعًا من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ أن يتوبوا إلى ربهم ليغفر ذنوبهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:164].

    وكذلك دعوة الإمام المهديّ إلى الذين غضب الله عليهم حتى لا يسألني ربي لِمَ لمْ أعظهم وأفتيهم برحمة الله التي وسعت كل شيء؟ فدعوتي معذرة إلى ربي ولعلهم يتقون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له )

  7. افتراضي


    اقتباس المشاركة 9720 من موضوع ردّ الإمام المهدي إلى أبو هادي ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 12 - 1431 هـ
    12 - 11 - 2010 مـ
    10:32 صـباحاً
    [ لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=9717
    ــــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ إلى أبو هادي ..

    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما} [الأحزاب:56]. والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع رسل الله من قبله إلى البشر وآلهم الأطهار وعلى جميع المسلمين الذين استجابوا لدعوة الحقّ من ربّهم وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير.

    وأنا المهديّ المنتظَر المؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولا أُفرق بين أحدٍ من رسله الذين يدعون البشر إلى عبادة الله الذي خلقهم، وربّهم الأَوْلى بهم أن يتّبعوا رضوان ربّهم ولذلك خلقهم ليتّبعوا الداعي نعيم رضوان الله على عباده وأن يجتنبوا ما يسخطه، فالذين استجابوا وأنابوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم بشَّرَهم الله في محكم كتابه أنّه سيهدي قلوبهم فيُبصِّرهم بالحقّ بسبب أنّهم لم يحكموا على الداعية من قبل أن يستمعوا إلى قوله ومنطق دعوته ثم يحكِّموا عقولهم ثم يُبصرّهم الله أنّه الحقّ من ربّهم؛ أولئك الذين هدى الله من عباده في كل زمانٍ ومكانٍ لكونهم أنابوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم إلى الحقّ من عنده، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى:13]، ثم هدى الله قلوب الذين أنابوا إلى الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومنهم أبو هادي، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم، كونه لم يتسرّع في الحكم على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ويفتي أنَّه كذّاب أشِر قبل أن يستمع قوله فيتدبّر ويتفكّر فيستخدم عقله الذي تميَّز به الإنسان عن الحيوان ليتفكّر به هل هو الحقّ من ربّه؟ وكذلك لم يتّبع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني قبل أن يستمع إلى قوله ويتفكّر في سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق أم من الذين يدعون إلى الله بغير بصيرةٍ من ربّهم؟ وهكذا ينبغي أن يكون عباد الله إذا سمعوا منادياً ينادي إلى ربّهم فلا يحكموا عليه أنّه على ضلالٍ ولا يحكموا أنّه على الحقّ فيتّبعوه الاتِّباع الأعمى، ولم أفتِكم عن ناموس الهدى بل تجدون تلك الفتوى في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب كما يلي:

    1 - أن لا يتّبعوا الداعي إلى الله اتِّباع الأعمى من قبل التدبّر والتفكّر في سلطان علمه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

    2 - كذلك وعظ الله عباده بعدم الحكم على الدّاعي إلى الله قبل أن يستمعوا قوله ويتفكروا فيه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} صدق الله العظيم [سبأ:46].

    وإنما التفكّر هو في القول، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ (68)} صدق الله العظيم [المؤمنون]، ومن ثم يتَّبعون أحسنه إن تبيَّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم كونه لا يتخالف مع العقل والمنطق، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم، وهذه الفتوى إليكم من ربّكم كيف أنه هدى الذين اتَّبعوا الأنبياء فليس لأنّهم كانوا علماء في الدين فتبيّن لهم من خلال علومهم بالدين أنّه رسول من ربّهم فاتّبعوه؛ بل الذين اتَّبعوا الأنبياء كانوا من قبل أن يبعث الله رسوله إليهم كانوا يعبدون الأوثان وليسوا علماء وإنّما هدى الله منهم الذين استخدموا عقولهم بغض النظر عمّا وجدوا عليه آباءهم، وبما أنّ الأنبياء دعوهم إلى استخدام العقل والمنطق وقالوا لهم: {مَا هَـَذِهِ التّمَاثِيلُ الّتِيَ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ(53)} [الأنبياء].

    وقال لهم أنبياؤهم:
    {قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ(54)قَالُوَاْ أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاّعِبِينَ(55) قَالَ بَل رّبّكُمْ رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الّذِي فطَرَهُنّ وَأَنَاْ عَلَىَ ذَلِكُمْ مّنَ الشّاهِدِينَ(56)} [الأنبياء]، ثم ردّ على رسل ربهم المُستكبرون من أقوامهم الذين لا يتفكّرون وقالوا: {أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر:25]، ومن ثم ردّوا عليهم رسلُ ربهم: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)} [يس].

    قال الذين لا يعقلون: {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)} [هود].

    {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إبراهيم].

    وقال المستكبرون لرسول ربّهم أنتبعك وقد اتَّبعك الأرذلون البسطاء؟ فلن نؤمن لك حتى تطردهم ومن ثم نتّبعك ونغنيك بالمال، ومن ثم قال لهم رسول ربهم:
    {لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [هود:29]، فأمّا الذين استخدموا عقولهم من أقوامهم فهداهم الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحقّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19]، وأما الذين لم يستخدموا عقولهم فلم يهتدوا إلى الحقّ وتبيَّن لهم من بعد موتهم أنّهم قد حطّوا أنفسهم منازل الأنعام التي لا تتفكّر بالعقل ولذلك أدركوا أنَّ سبب ضلالهم هو الاتِّباع الأعمى للذين من قبلهم من غير أن يستخدموا عقولهم، وقال لهم ملائكة الرحمن المقرّبون من خزنة جهنم: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} صدق الله العظيم [الملك].

    ويا أبا هادي المحترم وجميع الباحثين عن الحقّ، لقد تبيَّن لكم في قصص الأمم الذين لم يتّبعوا أنبياء الله أنّ سبب ضلالهم هو الاتِّباع الأعمى للذين من قبلهم وعدم استخدام العقل، وتالله لا ولن تهتدوا فتتّبعوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ناصر محمد اليماني حتى تستخدموا عقولكم، فإذا استخدمتم عقولكم ولم تقل لكم عقولكم إنّكم أنتم الظالمون فلستُ المهديّ المنتظَر ولكن لا تستكبروا بغير الحقّ فتنكروا الردّ عليكم من عقولكم كما استكبر قوم إبراهيم من بعد أن رجعوا إلى أنفسهم للتفكّر لردّ عقولهم على نبيّ الله إبراهيم:
    {فَرَجَعُوَاْ إِلَىَ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوَاْ إِنّكُمْ أَنتُمُ الظّالِمُونَ} [الأنبياء:64].

    ومن ثم عجز قوم إبراهيم أن يردّوا على نبيّه بردّ العقل والمنطق فوقفوا عاجزين عن الردّ العقلي، وقالوا:
    {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ} [الأنبياء:65]، ومن ثم أقام نبيّ الله إبراهيم عليهم بحُجّة العقل والمنطق: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم [الأنبياء]، وتلك حُجّة العقل والمنطق التي جادلهم بها نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكنّ قوم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد أخذتهم العزَّة بالإثم بعدما تبيَّن لهم بحجّة العقل والمنطق أنّهم الظالمون ولكنّها أخذتهم العزّة بالإثم ولم يبالوا بفتوى العقل والمنطق إلى أنفسهم وقالوا:
    {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وانتهت مقدمة البيان من الإمام المهديّ إلى أبي هادي، ونأتي الآن برد الجواب بالعقل والمنطق على أسئلة أبي هادي المحترم ضيف طاولة الحوار الذي يشكّ أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، ونِعْمَ الشك لو يتلوه اليقين، ونأتي الآن إلى ردّ العقل والمنطق على أسئلة أبي هادي.
    اقتباس المشاركة :
    أول سؤال: هل نسب إمامكم مثبت ويصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهل ذكره في أي موضوع في هذا المنتدى.
    انتهى الاقتباس
    والجواب ذكرى لأولي الألباب نقول: فهل لو شهدوا البشر جميعاً على شخص يُسمى السباعي أنّهُ من آل البيت المطهر لو كانوا يعلمون أنّ ذلك الشخص من آل البيت الهاشمي القُرشي لا شكّ ولا ريب في نظرهم كون نسب أُسرة ذلك الشخص مشهور أنّه من آل البيت إلا والدة ذلك الشخص لم تشهد أنّ السباعي من آل البيت.. ثم يقول أبو هادي: "يا أَمَة الله فما يدريك أنّ ابنك ليس من آل البيت وقد شهد له البشر جميعاً أنّه من آل البيت فلعلكِ تجهلين نسب أسرة أبيه أنّهم من آل البيت"، فلو قالت يا أبا هادي: "ولكنّي أشهدُ أنّ ابني فلان ليس من آل البيت كوني التي حملت به أثناء غياب أبيه في السفر وعاد أبوه بعد شهرين ولم يكتشف الأمر كونه لم يتبيّن له الحمل في بطني واستمر الحمل فولدته من بعد أن لامسني أبيه بسبعة أشهر، ومن ثم سماه أبوه السباعي" فهل يا أبا هادي سوف تعتمد شهادة البشر جميعاً أنَّ فلان من آل البيت المطهر؟ وبالعقل والمنطق قد أصبحت شهادات البشر جميعاً ظنيّة ولا يُلامون على ذلك وإنّما شهادتهم حسب علمهم أنّ فلان ابن فلان ولد في أسرة آل بيت فلان ونحنُ نسمع أنّهم من آل البيت فأصبحت شهادتهم ظنيّة فقط، ولكنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً وسوف نجد أبا هادي يقول: "بل شهادة أم السباعي هي الأحقّ ما دام أنّها اعترفت أنّ فلاناً ليس على أبيه لكونها تعلم أنّ أباه سافر وهي حائض ثم تطهرت وأرادها الشيطان مع رجلٍ آخر وعاد أبوه من بعد الحمل بشهرين ولذلك سمّاه أبوه السباعي وكان يظنّ أنّه عليه، كون من النساء من يلدن لسبعة أشهر ومنهن لتسعة أشهر ولكن أمّ السباعي تعلم أنّها حملت به لتسعة أشهر غير أنّها أوهمت زوجها أنّها حملت به يوم عاد زوجها من السفر فولدته لسبعة أشهر ولم يشك زوجها في الأمر فأصبحت حتى شهادة زوجها ظنيّة كشهادة جميع البشر، بل أم السباعي هي التي شهادتها على بيِّنة من نفسها وبالعقل والمنطق ما كان لها أن تكذب على نفسها وولدها فتظلم نفسها وولدها إلا وهي تعلم أنّها أخطأت وتابت وأنابت وأرادت أن تشهد بالحقّ ولكنّ النساء لن يفضحن أنفسهن، وإنّما أم السباعي شيءٌ افتراضيٌّ، ثم نقول: إذاً يا أبا هادي فليس ذلك هو البرهان المبين، فما يدريكم أنّ فلان حقاً من آل البيت حتى ولو كان نسبه مشهوراً أنّه من آل البيت؟ أفلا تعلم أنّ من الأمم من يخرجون عن نسب أبيهم الحقّ نتيجة غلطة امرأة في الجيل القديم؟ فتجدهم ينسبون فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان ولكنّهم لا يعلمون بغلطة فلانة السريّة مع فلان، وليس هذا طعناً في أعراض الناس ولا نتبع عيوب الناس، وإنّما أريد أن أثبت أنّ ذلك ليس البرهان لتتعرّف على المهديّ المنتظَر الحقّ حتى وإن يُخرج لكم مجلد أبيه القديم أنّه فلان ابن فلان ابن فلان حتى يصل بنسبه للإمام علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم تصدّقونه فتتّبعونه وتوقنون أنّه المهدي المنتظر، هيهات هيهات يا أبا هادي، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم.

    أما بالنسبة لنسب ناصر محمد اليماني فهو ينتسب إلى ذريّة الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، ألا والله لو شهد البشر جميعاً وقالوا يا ناصر محمد اليماني إنّك من آل البيت المطهر لما استطاع ناصر محمد اليماني أن يقسم للعالمين أنّه من ذريّة الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم تسليماً، وهل تدري لماذا يا أبا هادي؟ فليس شكّاً في عفّة أمّي ولا أشكّ في نسب أبي ولكن ما يدريني عمّا حدث في الأجيال القدامى! ولذلك لا ينبغي لي أن أقسمُ بالله العظيم أنّي من آل البيت إلا وأنا أعلمُ علم اليقين أنّي من آل البيت من ذريّة الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني فضيلة الشيخ أبو هادي فيقول: "ولكن يا ناصر محمد اليماني، لماذا أنت سوف تقسم على نسبك برغم أنّ جوابك كان منطقيّاً وحقّاً، فما يدريني ويدريك بما حدث في آبائنا الأولين فلا يستطيع أن يجزم أي شخصٍ في البشر أنّه ينتمي إلى شجرة آل فلان بن فلان بن فلان والله يستر على عباده، وإنّما نصدق ظاهر الأمور والسرائر علمها عند العليم الخبير، ولكنّي أراك تُقسمُ يا ناصر محمد اليماني أنّك من آل البيت من ذريّة الإمام علي وفاطمة بنت محمد صلى الله عليهم وآلهم وسلم تسليماً وبيننا وبينهم أكثر من ألف عام، فلماذا أنت من الموقنين؟". ومن ثم يردُّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي في الرؤيا الحقّ:
    [[ كان مني حرثُك وعليٌّ بذَرَكَ، أهدى الرايات رايتُك وأعظمُ الغايات غايتك، وما جادلك أحدٌ من القُرآن إلا غلبته ]]، وفي رؤيا أخرى أضاف: [[ وإنّك أنت المهديّ المنتظَر سيؤتيك الله علم الكتاب، فلا يُحاجّك عالِمٌ إلا غلبتَه بالحقّ ]]. انتهى

    ولربّما أبو هادي يودّ أن يقاطعني فيقول: "ولكنّ الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة يا ناصر محمد"، ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول:"اللهم نعم، ولو كانت الأحكام الشرعيّة للأمة تُبنى على رؤيا المنام إذاً لبدّل الشياطين دين الله تبديلاً لكثرة تجرُّئهم على الافتراء في الرؤيا، ولكن إذا كان ناصر محمد اليماني لم يفترِ بوحي الرؤيا الحقّ فلا بُدّ أن يصدّقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فتجدون أنّه حقّاً لا يُجادل الإمام ناصر محمد اليماني أحدٌ من القرآن كان عالِماً أم جاهلاً إلا أقام عليه الإمام ناصر محمد اليماني الحجّة بسلطان العلم يستنبطه من محكم القرآن، فإن حدث هذا على الواقع الحقيقي فقد أصبحت الرؤيا حُجّة عليكم ما دام تبيّن لكم تأويلها على الواقع الحقيقي وهذا هو حُكم العقل والمنطق.

    ويا حبيبي في الله أبو هادي، فالحق أقول إنّ نسب آبائي كان مجهولاً لديهم لكونهم يعلمون أنّ أباهم وخادمه قد أتيا من أرضٍ مجهولةٍ وجعل له اسماً مستعاراً (شندق) واسم خادمه (شدلق)، ولكن ليست هذه هي أسماءهم الحقيقية، وكان ذلك في العصر القديم وليس أن خادمه ينتمي لأهل البيت وإنّما جعل له ولخادمه أسماءً مستعارة، وجدُّنا جعل له الاسم (شندق) وأما خادمه (شدلق). وأما سبب أن جدُّنا جعل له اسماً مستعاراً يوم قدم إلى القبيلة التي ننتمي إليها اليوم وذلك لكي يحافظ على نفسه وذريّته من بطش الجبّارين في عصر كانوا يلعنون الإمام علي بن أبي طالب على المنابر وكانت الحرب على ذريّة الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام حتى لا يأخذوا بثأر أبيهم في عصر قوم مسرفين ضرب الله عنهم البيان الحقّ للذِّكر صفحاً كونهم كانوا يقتلون أئِمّتهم بغير الحقّ وخالفوا أمر الله إليهم في قول الله تعالى:
    {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} صدق الله العظيم [الشورى:23].

    وما كان من القوم المسرفين إلا أن اضطهدونا بعد موت جدِّنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزمن، ونُبرّئ أبا بكر وعمر وعثمان ونُصلي عليهم ونُسلمُ تسليماً؛ بل اضطهدونا وظلمونا وقتلونا من بعد ذلك؛ حتى ضرب الله عن أولئك القوم المسرفين البيان الحقّ للذِّكر صفحاً من الدهر كونهم لم يحتكموا إلى كتاب الذكر فينظروا الأعلم به فيهم فيتبيّن لهم أنّه من أولي الأمر منهم قد جعله الله لهم إماماً كريماً يهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    وأما كيف يعلمون أنّ الله جعله للناس إماماً؟ وذلك لأنّهم سيجدون أنّ الله زاده بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن فيستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتاب الله فيما كانوا فيه يختلفون، فإن تبيَّن لهم ذلك فقد علموا أنّه من أولي الأمر منهم من الذين أمرهم الله بطاعته من بعد طاعة الله ورسوله؛ كونهم سيُبيِّنون لهم الحقّ من الباطل في السُّنّة النّبويّة فيستنبطون لهم الحكم الحقّ من محكم كتاب الله ويحكمون بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ بين المختلفين لكونهم يعلمون بالتأويل الحقّ لكتاب الله فيعلّمونهم بيانه كما كان يفعل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يُعلّم الناس بيانه في السُّنّة النّبويّة وكذلك يعلّم الله من اصطفاه للناس إماماً التأويل للقرآن حتى يجد أولى الأمر منهم هم أحسنُ تأويلاً لكتاب الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:59].

    ولكن القوم المختلفين أعرضوا عن هذا الناموس في اصطفاء الأئمّة للناس وقد بيّن الله لهم برهان الذي اصطفاه الله للناس إماماً بأنّه يزيده بسطةً في العلم عليهم حتى يكون هو أعلمهم بكتاب الله كمثل الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقره:247].

    وبرغم أنّ الشيعة لَيعلمون أنّ الإمامة هي اصطفاءٌ وليست اختياراً من قِبَلِ البشر ولكنّهم اصطفوا المهديّ المنتظَر وآتوه الحكمُ صبيّاً ولم نجدُ له أيّ أثر من العلم ولا كلمة واحدة! فكيف إذاً علموا أنّ المهديّ المنتظَر هو (محمد بن الحسن العسكري) ما لم يُقِم عليهم الحجّة بسلطان العلم؟ وما كانت حُجّتهم إلا أن قالوا: فبما أنّ أباه كان إماماً ولذلك علمنا أنَّ ابنه إمامٌ! وإذا قلت لهم: فهل تعتقدون بعصمة الأئمّة فسوف يقولون قال الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقره:124].

    ومن ثم تقول لهم ولكنّكم تعتقدون أنّ الإمام محمد بن الحسن العسكري إمامٌ كون أباه إمامٌ! فما يُدريكم وهو لا يزال صبيّاً؟ فهل آتاه الله الحكمُ صبياً؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ ولكنّنا لم نجد لمهديّكم المنتظر أيّ أثرٍ من سلطان العلم ومثله كمثل مهديّ السُّنّة والجماعة ما أنزل الله بهما من سلطانٍ، وبرغم أنّي أخالفهم في عصمة الأئمّة والأنبياء من الخطيئة وأقيم عليهم الحجّة بسلطان العلم من محكم كتاب الله في قول الله تعالى:
    {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿10﴾ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿11﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولربّما يودّ أحد الشيعة أن يقاطعني فيقول، قال الله تعالى:
    {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:24]، ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول إنّما أناب إلى الربّ نبيُّ الله يوسف ثم صرف قلبه عن السوء والفحشاء، فهو يعلمُ أنّه ليس بمعصوم من ارتكاب الخطيئة ولذلك قال: {وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:33].

    ولا أريدُ أن أخرج عن الموضوع يا أبا هادي فصبرٌ جميلٌ، وإنّما أردنا تثبيت قومٍ آخرين ليواصلوا التدبّر والتفكّر في البيان الحقّ للذكر لكونه قد يصل إلى فتوى المهديّ المنتظَر إنَّ الإمامةَ اصطفاءٌ وليست اختياراً ثم يستشيط غضباً فيقول: "هذا المهديّ المنتظَر من الشيعة الاثني عشر فكذلك عقيدتهم أنّ الإمامة اصطفاء من الله وليست اختياراً، بل هم الذين يسبّون أبا بكر وعمر". ثم يتولّى عن مواصلة التدبّر للبيان الحقّ للذكر، ولذلك اضطررنا أن نزجر الشيطان عنه ليواصل التدبّر في البيان الحقّ للذكر.

    وإنّني المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أصلّي على أبي بكر وعمر كونهم أنقذوا المؤمنين من الفتنة الأخطر كادت تعصف بهم من بادئ الأمر، ولو قال أبتي الإمام علي يا أبا بكر وعمر إنّي الإمام المصطفى من الله عليكم فأنتم تعلمون أنّي أعلمكم بكتاب الله، ثم يقيم عليهم الحجّة بالعلم لكان أول من يبايع أبتي الإمام علي على الخلافة هو أبو بكر وعمر، ولذلك لا يقول فيهما المهديّ المنتظَر إلا خيراً كون الإمام علي عليه الصلاة والسلام ظنّ أنّهم يعلمون أنّه الإمام المصطفى عليهم فسكت بادئ الأمر، ولا نلوم على أبي بكر وعمر ونصلّي عليهم والإمام علي ونسلّمُ تسليماً، ألا وإنّ الإمامة هي بالاصطفاء من الله، ألا وان الخليفة قد جعله الله للناس إماماً كما جعل الأنبياء، ألا وإنّ الإمام قد جعله الله خليفة له عليهم وما كان لهم الحقّ من أن يصطفوا خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص].

    وقال الله تعالى:
    {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص:26]، وقال الله تعالى لنبيّه إبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:124]، وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ما كان لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ألا وإنّ الإمام يلزمه تقديم البرهان أنّ الله اصطفاه للناس إماماً عليهم وزاده بسطةً في العلم فيعلّمهم علم البيان يستنبطه من محكم القرآن حتى يتبيّن لعلماء الأمة أنّ الله اصطفاه عليهم وزاده بسطةً في العلم عليهم أجمعين، فإذا تبيّن لهم أنّهُ أعلمهم بكتاب الله فلا ينبغي لهم أن يتّخذوا غيره قائداً عليهم حتى ولو كان بينهم نبيّاً فهو يعلم أنّ القيادة للأعلم ولذلك تجدون نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام جنديّاً تحت إمرة وقيادة الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام، ولكنّكم تجهلون أنّ درجات القيادة في الكتاب على المؤمنين هي حسب زيادة سلطان العلم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [المجادله:11].

    إذاً يا حبيبي في الله أبو هادي، ليس البرهان على صدق المهديّ المنتظَر حتى يثبت لكم نسبه أنّه فلان بن فلان بن فلان بن فلان بن فلان بن الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، هيهات هيهات.. بل بتقديم البرهان بالبيان الحقّ للقرآن ولن يجادله عالِم من الإنس والجان من القرآن إلا أقام عليه الحجّة والسلطان من محكم القرآن شرط أن يدرك البرهان عالمُكم وجاهلُكم لكونه سيأتيكم به من الآيات البيّنات المحكمات هُنّ أم الكتاب، فذلك بيني وبينكم أن أُبيِّن لكم الحقّ في كتاب ربّي وليس إثبات حسبي ونسبي برغم أنّي ذو نسبٍ عريقٍ ومن أشراف قومي ولكنّنا لا نتعالى على الناس بنسبنا.

    ونأتي الآن للجواب على السؤال الثاني من أبي هادي يقول فيه بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    السؤال الثاني: إن لم أؤمن بإمامكم هل أكفر بهذا العمل أم أني أعتبر عاصي هل سأدخل النار بذلك أم ما حكمي أيها الأحباء ؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: كلا وربّي، فلا أصفكم بالكفر لكونكم تكفرون بأنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر لأنّني أعلمُ أنّ المهديّ المنتظَر ليس من الأنبياء والمرسَلين؛ بل رجلٌ من الصالحين يؤتيه الله علم الكتاب فيدعو البشر إلى اتّباع الذِّكر والاحتكام إليه فيما كانوا فيه يختلفون في الدين؛ المسلمين والنصارى واليهود، فمن أعرض عن الدّعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن واتّباعه والكفر بما يخالفه لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النبويّة؛ فمن أعرض عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإنّه لم يكفر بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد؛ بل كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً، بل حتى الذين كذَّبوا بمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم أصلاً لم يكذِّّبوا محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل جحدوا بآيات ربّهم البيّنات في محكم كتابه تصديقاً لفتوى الله تعالى إلى نبيّه: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} وهنا يتساءل السائل إذاً فما كذَّبَ به الكافرون بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يجد الجواب: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ولذلك قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    وكذلك المهديّ المنتظَر فمن كذّب به من العالمين فإنّه لم يكفر بالمهديّ المنتظَر، وما عساه أن يكون إلا عبداً لله من البشر، ولكنّكم كذّبتم بكتاب الله القُرآن العظيم الذي أدعوكم إلى الاحتكام إليه واتّباعه وأُحاجّكم بآيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربّيٍ منكم، فأبى أبو حمزة المصري ومن اتّبع ملّته وأفتى عن منهج ناصر محمد اليماني أنّه منهجٌ باطلٌ وقال: "إنّ ناصر محمد اليماني لا يتّبع سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ما اتّفق منها مع منهجه الباطل". ثم نقول له ولأمثاله: فهل تريدني أن أتّبع في السُّنّة ما يخالف لمحكم كتاب الله؟ إذاً فلو أتّبعكَ لكفرتُ بكتاب الله واستمسكتُ بما يخالف لمحكم كتاب الله من الروايات التي تخالف لآيات الكتاب المحكمات من أحاديث السنة التي لم يعدْكم الله بحفظها من التحريف والتزييف من افتراء الطاغوت فيها بغير الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:81].

    وبما إَّنّ أحاديث سُنّة البيان هي كذلك من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

    وبما أنّ قُرآنه محفوظٌ من التحريف فقد جعله الله المرجع لبيانه، فما وجدتم من بيانه في أحاديث السُّنّة جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فاعلموا أنّ ذلك الحديث النّبويّ ليس من عند الرحمن بل من عند الشيطان نظراً لوجود اختلاف كثير جملةً وتفصيلاً كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، ولذلك أمر الله علماء المسلمين أنّ ما اختلفوا فيه من أحاديث البيان فعليهم أن يحتكموا إلى القرآن، فما كان من أحاديث البيان وبينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً فإنّ ذلك حديث مُفترى من عند الشيطان في سُنّة البيان وما كان من عند الرحمن، وما كان لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينطق بالبيان المخالف لمحكم كتاب ربّه والله المستعان، بل الحديث المخالف لمحكم قرآنه في سُنّة البيان حديث جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر ليصدّوا عن اتّباع الذِّكر عن طريق سُنّة البيان ولذلك علّمكم الله بطريقة كشف الأحاديث المكذوبة عن النبي عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم، ولذلك أفتاكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سُنّة البيان ونطق بالحديث الحقّ الذي يزيد هذه الآية بياناً وتوضيحاً للمسلمين ، فقال عليه الصلاة والسلام: [أيّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله، فلم أقله] صدق عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّ أحاديث سُنّة البيان إنّما تزيد القرآن بياناً للناس وليس أنّها تأتي تخالف لمحكم القرآن لكون الله أمركم ورسوله أن تتّبعوا محكم قرآنه وبيانه الحقّ في السُّنة النّبويّة، ولم ننهَكم إلا عن اتّباع ما يخالف قرآنه في سُنّة بيانه كون ما خالف القرآن في سُنّة البيان فإنّه من عند الشيطان، أما أحاديث الحكمة التي لا تخالف لمحكم قرآنه فردّوها للعقل كون العقل لا يعمى عن الحقّ كمثل حديث السواك، فإذا أرجعتم حديث السواك للعقل فسوف تجدون ذلك حديثاً منطقيّاً يقبله العقل والمنطق ويُسلّم له تسليماً، فلم نأمركم بالكفر بأحاديث الحكمة في سُنّة البيان وإنّما نأمركم بالكفر بما يخالف منها لمحكم القرآن، أفلا تعقلون؟ أم تريدون أن تتّبعوا فتوى أبي حمزة محمود المصري الذي يفتي أنّ منهج الإمام ناصر محمد اليماني نتِنٌ وباطلٌ؟ فكيف يقول على القرآن نتِن وباطل؟ حسبي الله عليه وعلى من اتّبع منهجه، غير أنّي لا أكفر بأحاديث سُنّة البيان ولذلك يجدني أبو حمزة مصدّقاً بالحقّ في السُّنّة النّبويّة ولا أكذّب إلا بما يخالف منها لمحكم قرآنه، ولكن أغضبه ذلك وقال إنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينكر السُّنّة النّبويّة ولا يصدق منها إلا ما يتّفق مع منهجه الباطل، ويا سبحان الله! كيف يقول أنّ القرآن منهجٌ باطلٌ بطريقةٍ غير مباشرةٍ؟ ولكنّ فتواه جليَّةٌ واضحة ويدرك أولو الألباب أنّ هذا الرجل لا ينتمي أصلاً إلى مذهب أهل السُّنّة والجماعة وإنّما يتصيّد في الماء العكر كونه سيجد في السُّنّة أحاديث الباطل التي تخالف للقرآن ولذلك تجدوه يتظاهر أنّه سُنّيٌّ! هيهات هيهات.. أفلا تعلم يا محمود إنّ أغلب أنصار المهديّ المنتظَر إلى حدّ الآن هم من أهل السُّنّة والجماعة وقليل من الشيعة بل إنّ أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور يكونون من مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية لكونهم وجدوا ناصر محمد اليماني لا يدعو إلى التعدّديّة المذهبيّة في الدين فليس ذلك من صالح وحدة المسلمين، فهل فرَّقَهم إلى شيعٍ وأحزابٍ لاتّباع مذهب الإمام الفلاني وأخرى تتّبع مذهب الإمام الفلاني؟ (وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون)، ولكنّي المهديّ المنتظَر لم أجعل لي مذهباً فأزيد المؤمنين فرقةً جديدةً؛ بل أدعوهم إلى اتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ والكفر بما خالف لمحكم كتاب الله سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة، فأشهدُ الله وكافّة خلق الله وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أُعلن بالكفر المطلق لجميع ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة برغم أنّي مؤمن بكتاب الله التوراة والإنجيل ومؤمن بالسُّنّة النّبويّة أنّهم جميعاً من عند الله كما القرآن من عند الله وإنّما أكفر بما يخالف فيهم لمحكم القرآن كون القرآن هو الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف بين يدي البشر ولذلك يجدونه نسخةً واحدةً في العالمين لا تختلف فيه كلمةٌ واحدةٌ، فذلك تصديق على الواقع الحقيقي لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

    وأما التوراة والإنجيل فلم أجدهما محفوظتين من التحريف، وقال الله تعالى:
    {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:79].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:78]، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 )} صدق الله العظيم [آل عمران]، ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر لا يتّبع ما يخالف لكتاب الله في القرآن العظيم في كتاب الله التوراة والإنجيل، وكذلك لم يعِد الله المسلمين بحفظ أحاديث السُّنة النّبويّة من التحريف والتزييف، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:81].

    إذاً يا حبيبي في الله أبو هادي ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم جميعاً، ولا يهمّني رضوان الشيعة ولا السُّنّة ولا اليهود ولا النصارى ولا القرآنيّين الذين يفسّرون القرآن على هواهم من عند أنفسهم، ولا يهمّني رضوان جميع الذين اختلفوا وتفرّقوا بعدما جاءتهم البيّنات من ربّهم أولئك لهم عذابٌ عظيمٌ، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105]، ولذلك أكفر بعقيدة الشيعة التي تقول: "من مات وليس له إماماً مات ميتة الجاهلية" وما عساه الإمام إلا عبدٌ من الصالحين يبيّن لهم كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وسبيل الحقّ هي واحدة وليست ثلاثاً وسبعين طريقاً يا مَن اتّبعتُم السّبل فتفرّق بكم عن سبيله الحقّ، فاتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصَرون.

    وقد ألقى إليّ أحد الإخوان من الشيعة وقال: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا لا تخاطب في بياناتك إلا أهل السُّنّة والجماعة ولا تكاد تذكر الشيعة إلا قليلاً؟". ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي وأقول: وهل وجدتني أدعو إلى اتّباع الشيعة أو السُّنّة والجماعة أو إلى اتّباع أيٍّ من المذاهب الأخرى من الذين فرّقوا دينهم شيَعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟ هيهات هيهات فلا مفاضلة لدينا بين السُّنّة والشيعة، وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً إنّي أعلن الكفر المطلق بالتعدّديّة المذهبيّة في دين الله، وأُبشّر الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً بعدما جاءتهم البيّنات في محكم كتاب الله القرآن العظيم: ألم ينهَكم الله يا معشر المسلمين أن لا تكونوا كمثل الذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات في محكم كتاب الله ولكنّكم أعرضتم عن أمر الله يا معشر علماء المسلمين؟ أم إنّ ناصر محمد اليماني مفترٍ عليكم؟ ولكن حكم الله عليكم لبالمرصاد في محكم الكتاب يفتي أنّ الذين اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات في محكم كتاب الله لهم عذابٌ عظيمٌ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105]. فكيف أنّكم تريدون مهديّاً منتظراً يأتي متشيّعاً إلى أحد مذاهبكم وفرقكم؟! وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

    و نأتي الآن إلى الإجابة على السؤال الثالث لحبيب قلبي أبو هادي يستفتي ناصر محمد اليماني كيف آتاه الله العلم والسؤال كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    الثالث: هو يقول بأنه أوتي العلم أنا أريد أن أعرف كيف طريقة هذا العلم هل هو من كتب دنيوية أم من الله، هل هو وحي أم كيف، أريد أن أفهم؟
    انتهى الاقتباس
    والجواب ذكرى لأولي الألباب: يا حبيب قلبي أبو هادي، فبالعقل والمنطق لو كان للإمام المهديّ المنتظَر مشايخ من البشر يعلِّموه البيان الحقّ للذكر فكيف يستطيع أن يحكم بينهم جميعاً فيما كانوا فيه يختلفون؟ بل لا بدّ أنّه سوف يتّبع مشايخه الذين علَّموه، أفلا تعقلون؟ بل المهديّ المنتظَر مُعلِّمه هو الله الواحد القهار بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، فهل وجدتني أُحاجّكم بالبرهان المبين من غير محكم كتاب الله؟ وإنّما يلهمني الله بسلطان العلم من الربّ إلى القلب فأتذكر البرهان في كتاب الله فيستنبط لكم المهديّ المنتظَر حكم الله بينكم من محكم الذكر وليس أنّه وحيٌّ جديدٌ بل أُحاجّكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد فأهديكم به إلى صراط العزيز الحميد بوحي التّفهيم أستنبطه لكم من محكم القرآن العظيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ بغير سلطان العلم من الله، فلن أقول لكم حدّثني قلبي بل أُحاجّكم بالبرهان الحقّ من كتاب ربّي، فإن كان لديكم بياناً للقرآن هو أحسنُ تفسيراً من بيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فلستُ المهدي المنتظر، كوني لا أفسّر القرآن كمثل تفاسيركم الظنيّة التي تحتمل الصح وتحتمل الخطأ ثم أقول: "فإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان وإن أصبتُ فمن ربّي"! وأعوذُ بالله أن أقول كمثل قول علماء المسلمين هذا كما تسمعونهم من على منابر بيوت الله يكمل فتواه ثم يقول: "فإن أصبتُ فمِن ربي وإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان" ويا سبحان الله! إذاً هو لا يعلم علم اليقين هل ينطق بالحقّ أم بالباطل وذلك بسبب اتّباع الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وإذا كانت طائفة هي الأكثر شيوعاً واتّباعاً ثم تجدهم يقولون: "نحن الطائفة الناجية كوننا نحن الأكثر! ألم يقل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تجتمع أمتي على ضلالة؟" ثم أقيم عليهم الحجّة بالحقّ وأقول: "ومن قال لكم إنّ الاتِّباع حسب الأغلبية بالعدد، أفلا تعقلون؟ بل الاتّباع هو حسب قوّة الحجّة وسلطان العلم المبين من ربّ العالمين وأكثركم يتّبعون العلوم الظنيّة التي تحتمل الصح وتحتمل الخطأ ولن يتّبع الحقّ أهواءكم ولا أهواء طائفة منكم ولو كثرت، وليس برهان الحقّ حسب الأكثرية بل حسب سلطان العلم، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} [الأنعام:148]، {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].

    ويا حبيبي في الله أبو هادي، سبقت فتوانا كيف أتلقّى البيان الحقّ للقرآن أنّه بوحي التّفهيم المباشر من الربّ إلى القلب ولكنّ وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب اتّخذه الشيطان مصيدة فتصيّد به كثيراً من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، هيهات هيهات.. بل وحي التّفهيم إمّا أن يكون من الرحمن وإمّا أن يكون وسوسة من الشيطان ما أنزل الله بها من سلطان ويتبيّن لكم بين وسوسة الشيطان ووحي التّفهيم من الرحمن من خلال سلطان العلم الذي ألهمه به الله، وأما إذا لم يملك المدّعي سلطان العلم من الرحمن فهو من الشيطان ما دام متعلّق بالدين فلا ينبغي أن تتّبعوا وسوسة الشيطان بغير برهان من الله، ويقول الجاهلون هذا هو وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب، ومن ثم يردُّ عليهم المهدي المنتظر، وأقول قال الله تعالى:
    {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}، {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم.

    فاتّقوا الله يا أولي الألباب وأصدِقوا الله يصدِقكم فيجعل لكم فرقاناً في قلوبكم لتميّزوا به بين الحقّ والباطل فإنّي أراكم لم تفرّقوا بين المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يحاجّكم بسلطان العلم من الرحمن يأتيكم من محكم القرآن وبين المهديِّين الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين فيزعمون أنّه وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب وهو يوحي إليه شيطان في الصّدر وليس المهدي المنتظر، وإن أصرَّ وقال بل أنا المهديّ المنتظَر ثم يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}، {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم.

    ونأتي الآن لسؤال حبيبي في الله أبو هادي إذ يقول فيه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    رابعا: رأيت أن لديكم قسم حوار اليهود والنصارى فأريد أن أعرف هل أوتي أيضا إمامكم علم التوراة والإنجيل وكيف تعلمها؟
    انتهى الاقتباس
    ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول لليهود والنصارى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    بل أنا الإمام المهديّ المنتظَر المُعتصم بحبل الله القرآن العظيم وأفتي أنّه البرهان من ربّ العالمين المحفوظ من التحريف حُجّة الله على الناس أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:175].

    ذلكم هو حبل الله الذي أمر الله الناس جميعاً أن يعتصموا به، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم، ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر يدعو البشر إلى اتِّباع كتاب الله ويدعو المسلمين والنصارى واليهود إلى الاعتصام بكتاب الله و الكفر لما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة، فإذا كنت لا أعلم بكثير من أحاديث السُّنة النّبويّة فكذلك لا أعلمُ بكثير ممّا في التوراة والإنجيل، وقد أغناني ربّي بالقرآن العظيم المحفوظ من التحريف ولن تجدوني أكذِّب إلا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة والإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة ولذلك لا تجدوني أحاج الناس من التوراة والإنجيل بل من القرآن العظيم وقليل من أحاديث السُّنة النّبويّة ليس إلا ليعلموا أنّي لا أنكر سُنّة محمد رسول الله الحقّ برغم أن لا حاجة لي بأحاديث السنة؛ بل أنا المهديّ المنتظَر أبيّن لكم كتاب الله القرآن العظيم كما كان يبيّنه للناس محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نعيدَكم إلى منهاج النّبوّة الأولى وأعلمُ من الله ما لا تعلمون.

    وبالنسبة لرؤيا جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهي كثيرة ولكن منها ما هو خاص وكثيرها عام، ولكنّي أواجه مشكلة فيها وهو تشابه النثر بشكل عجيب، وأخشى أن يستغل ذلك الشيطان فيقول: "أفلا ترون أنّ منطق الرؤيا عن رسول الله هو ذات منطق كلمات النثر في حوار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟ فهذا يدل على أنّه مفترٍ كونه نفس كلام ناصر محمد اليماني في كلمات النثر". ثم ينقلبوا على أعقابهم بعد إذ هداهم الله إلى الحقّ بسبب التشابه بين كلام المهديّ المنتظَر ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا الحق، وبما أنّ الرؤيا تخص صاحبها فلا داعي أن أُحاجّكم برؤيا النثر بل بالبيان الحقّ للذّكر، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

    ونأتي الآن لسؤال أبي هادي الذي يقول فيه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    الرابع: قرأت في الكتب أن المهديّ المنتظَر يفتح باب الجهاد ويخرج في غزوات ويؤيده الله بنصره , فهل إمامكم وأنا أرى أنه لم يستجب لدعوته كثير - هل سيفتح باب الجهاد ضدنا - نحن المنكرين له - فإن أصررنا على إنكاره سنكون أعداءه بطبيعة الحال ( فهل سيقاتلنا ونحن نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله )
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: إنّ المهديّ المنتظَر ليس متعطشاً لقتال البشر إلا إذا أُجبر على ذلك لمنع الفساد في الأرض وليس لإكراه الناس حتى يكونوا مؤمنين، فلا إكراه في الدين، فمن شاء فليؤمن ومن يشاء فليكفر وما على المهديّ المنتظَر إلا ما على الأنبياء والمرسَلين وهو البلاغ المبين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [المائدة:92].

    وكذلك جميع الأنبياء والمرسَلين ما عليهم إلا البلاغ المبين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ(14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ(15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16) وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)} صدق الله العظيم [يس].

    وكذلك المهديّ المنتظَر فما عليه إلا أن يذكّر المسلمين والعالمين بذِكرهم الذي بين أيديهم المحفوظ من التحريف حجّة الله علي رسوله وعليهم وعلى العالمين الذين لم يتّبعوه واتّخذوه مهجوراً، فمن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

    وبالنسبة للجهاد فإذا مكّنني الله في الأرض فقد وجب عليّ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فأرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ولا ولن أقاتل الناس على الإيمان أبداً ما دمتُ حيّاً وإنّما أبيِّن لهم الحقّ من ربّهم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر لو يجعله الله خليفةً على البشر فيجبرهم على الإيمان بالله وعبادته وهم صاغرون فلن يتقبّل الله صلواتهم في بيوت الله ولن يتقبّل الله زكاتهم وهم كارهون حتى تكون من خالص قلوبهم وليست خشيةً من أحد، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبm:18].

    ولكنّ البشر حين يرون المهديّ المنتظَر يعدل بين المسلم والكافر ويقسط إلى الكافرين ويبرّهم ويُحسِن إليهم ولا يسفك دماءهم بحُجّة كُفرهم ثم يجدوه يعامل الكافرين بمعاملة الدين الحسنة ويبرّهم كما يبرّ المسلمين ونرفع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان بغض النظر هذا مسلم وهذا كافر، وهيهات هيهات وأقسمُ بربّ السماوات لو أنّ أخي ابن أمي وأبي يعتدي على كافر بحجّة كُفرهِ فيُعلن الحرب عليه فإنّ المهديّ المنتظَر سوف يقف إلى جانب الكافر فيُعلن الحرب على أخيه ابن أمه وأبيه ومن ثم لا يجد الكافرون إلا أن يُسلّموا لهذا الدين تسليماً فيدخلوا في دين الله كافّة بكل قناعةٍ لكونهم علموا أنّهُ حقاً دين الرحمن للعالمين؛ فذلك هو جهاد المهديّ المنتظَر يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا حبيب قلب الإمام المهدي أبو هادي، فاشهدوا علينا من بعد الظهور بالحقّ.

    ونأتي الآن إلى سؤال أبي هادي الذي يقول فيه بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    الخامس: قرأت بعض بيانات ناصر بن محمد اليماني فرأيت تاريخها قديم جدا بعضها من عام 1426 أي قبل قرابة ست سنوات لماذا لم يخرج ويطلب البيعة لنفسه فإن كان هو المهدي حقا فسينصره الله بلا شك ولا ريب وكما أعرف أن المهدي سيأخذ البيعة في مكة فإن حاولت أي من الحكومات ردعه فإن الله سيخسف بذلك الجيش كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم وتكون هذه آية تصديق وآية عظمى له. فلم لم يحاول حتى وإن فشل فإن الله سيحميه مادام أنه المهدي حقا ؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: لقد أمرني ربّي أن أحاجُّكم في عصر الحوار من قبل الظهور عن طريق الكمبيوتر العالمي حتى لا أكون سبباً في هلاك أمّة المسلمين، لكون المسلمين هم أوّل من سوف يمكر بالمهديّ المنتظَر بمجرد أن يظهر لهم في المسجد الحرام فيقول لهم: "أيّها الناس إنّي المهديّ المنتظَر" فلن يتريّثوا حتى يسمعوا ما لديه من الخبر بل سوف ينقضّون عليه فيلقون بالسلاسل على يديه ليثبّتوه ويقودوه إلى سجنٍ تحت الأرض، وحتى لو قال لهم: "يا قوم اتّقوا الله، فما هي جريمتي التي لا تُغتفر في نظركم؟ بل أنا المهديّ المنتظَر سوف أدعوكم إلى اتّباع الذكر" ثم يردّون عليه: "نحن نعلمُ بديننا قبل أن نرى شكلك، أسكت ولا كلمة، فما هو مذهبك؟ ومن هم مشايخك؟" فإن قال: "يا قوم إنّي لا أنتمي إلى أيّ مذهبٍ ولم أتعلّم العلم بين يدي مشايخكم." ومن ثم سيضحكون ويقولون: "إنه لمجنون" فيُلقوه بين المجانين أو يلقون به في غياهب السجون مقيّداً بالأغلال أو يعذّبونه بالكهرباء ويضربونه بالسياط حتى يتوب من دعوته إلى اتّباع كتاب الله، ومن ثم يأخذهم الله أخذ عزيزٍ مُقتدرٍ فينقذ المهديّ المنتظَر من بين أيديهم فيلعنهم لعناً كبيراً.

    إذاً يا قوم، إنَّ أمرَ الله بالحوار من قبل الظهور فيه حكمةٌ بالغةٌ ورحمةٌ بكم من الله كون علماءكم أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، فمهما يحاجّهم ناصر محمد اليماني بسلطان العلم فسوف يحاجّونه بالاسم برغم أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل لهم اسم المهديّ المنتظَر (محمد) بل أشار إلى وجود الاسم (محمد) في اسم المهديّ المنتظَر وقال:
    [يواطئ اسمه اسمي]، وفي ذلك حكمة بالغة من الله إلى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وذلك لكي يواطئ الاسم الخبر، كون المهديّ المنتظَر لم يبعثه الله نبيّاً جديداً كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو خاتم الأنبياء والمُرسَلين ولذلك يبعث الله المهديّ المنتظَر (ناصرَ محمدٍ)، وذلك هو التواطؤ المقصود في الاسم (محمد) لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر.

    ويا حبيب قلب المهديّ المنتظَر أبو هادي، كيف تريدني أن أظهر لعلمائكم الذين لو آتيهم بألف برهان من محكم القرآن عن نفي حديث أو رواية لقالوا: "ذرك من هذا فلا تتشدّق بالقرآن، فلا يعلم تأويله إلا الله فلستَ أعلمَ من محمدٍ رسولِ الله وصحابته، فقد فصّل لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاب الله تفصيلاً وحسبنا إلا السُّنّة التي وجدنا عليها آباءنا" وكذلك الشيعة يقولون حسبنا أحاديث وروايات العترة التي وجدنا عليها آباءنا فكذلك الشيعة هم سُنّة ومثلهم كمثل أهل السُّنّة معتصمين بالسُّنّة ويذرون القرآن وراء ظهورهم بحجّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله، وإنّما الشيعة لا يأخذون الروايات من الصحابة بشكل عام فأضاعوا أحاديث هي حقٌّ، وأقل الأحاديث المفتراة لدى الشيعة ولكنّ أكثرهم بالله مشركون بسبب المبالغة في آل بيت رسول الله فيدعونهم من دون الله، وأما السُّنّة فجمعوا كثيراً من الحقّ والباطل، واتّخذوا سُنّة وشيعة هذا القرآن مهجوراً ويحسبون أنّهم مهتدون، وتالله لو كنت أحكم على الضالّين لحكمتُ على جميع علماء المسلمين قبل أن أحكمُ على الكافرين لكونهم لمن أشدّ الناس كفراً بهذا القرآن العظيم من بعد اليهود والنصارى إلا من رحم ربي من المؤمنين.

    أفلا ترى أنّ المهديّ المنتظَر ينادي الناس أجمعين واليهود والنصارى إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم وإلى الكفر بما خالف لكتاب الله القرآن العظيم؟ ومن ثم تجد أول من كفر بدعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع الذّكر هم علماء المسلمين وأمّتهم إلا من رحم ربي ذلك لأنّهم قوم لا يعقلون، ثم جعلوا حجّة للعالمين من الذين أظهرهم الله على أمري من اليهود والنصارى وقالوا: "لو كنت أنت المهديّ المنتظَر ولم نُصدّق بدعوتك ونتّبعك
    فلا لوم علينا كون الذين ينتظرون لبعث المهديّ المنتظَر هم المسلمون ونجدهم أوّل من كفر بأمرك فهم أعلمُ بالمهديّ المنتظَر من النصارى واليهود، فاذهب ليصدّقوك كونهم يؤمنون بالقرآن الذي تدعو إلى اتّباعه والكفر بما يخالفه إلا أن تتّبع التوراة والإنجيل" ثم يقول لهم المهدي المنتظر: "ولكنّ المسلمين قد اتّبعوا ملّتكم وافتراء فريق منكم فهم كذلك يريدون المهديّ المنتظَر يأتي ليتّبع الأحاديث والروايات مهما كانت مخالفة لآيات الكتاب المحكمات في القرآن العظيم، ولسوف يحكمُ الله بين المهديّ المنتظَر الداعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتباعه، ولن يخشى الله إلا من اتّبع هذا الذّكر الحكيم المحفوظ من تحريف شياطين البشر حجّة الله على العالمين إلى يوم الدين، فمن يخشَ الله ويتّقِه فسوف يجيب دعوة الاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)} صدق الله العظيم [يس].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .

    ثم يقف المهديّ المنتظَر حائراً بين قوم يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم، ومضى على المهدي المنتظر ست سنوات وهو يدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه وكأنّهم بكتاب الله لا يؤمنون برغم أنّك تراهم يتغنّون به ويتشدقون به ولكنّهم لم يتّخذونه المرجعيّة لدينهم ولا يتفكّرون في آياته المحكمات هل تخالف لما بين أيديهم من الأحاديث والروايات.

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أكثر علماء الأمّة حتى ولو وجدَ ألف آيةٍ مُحكمةٍ في كتاب الله تُخالف روايةً واحدةً ضعيفة المسند لاعتصم بالرواية المخالفة لألف آية في الكتاب بحجّة أنّه لا يعلم بتأويله إلا الله، وحتى ولو علم اليقين أنّها محكمةٌ لقال حسبنا ما وجدنا عليه سلفنا الصالح فهم أعلمُ بكتاب الله منّا! أولئك يكاد المهديّ المنتظَر أن يلعنهم لعناً كبيراً، أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمتهم.

    ويا أبا هادي، رحّب بك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فإن كنت من علماء المسلمين فأجِب دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإن أقمتَ الحجّة على ناصر محمد اليماني بالحقّ من محكم كتاب الله ولم يجد ناصر محمد اليماني إلا أن يحظر أبا هادي ولم يهيمن على أبي هادي بسلطان العلم المحكم من كتاب الله فعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار التراجع عن اتّباع ناصر محمد اليماني، ولكنّي أعلمُ علم اليقين كما أعلمُ إنّ الله ربّي، أنّي المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب كوني أعلم أنّي لم أفترِ على الله؛ حقيق لا أقول على الله إلا الحق، ولذلك أُقسمُ بالله العظيم لا يستطيع كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يُهيمنوا على ناصر محمد اليماني ولو في نقطةٍ واحدةٍ في القرآن العظيم لئن أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وإن أعرضوا عن اتّباع الذّكر مسلمهم والكافر فسوف يفتح الله بيني وبينهم بالفتح الأكبر فيظهرني الله على كافة البشر مسلمهم والكافر بكوكب العذاب ليلة تبلغ القلوب الحناجر ليلة يسبق الليل النهار، وقد أدركت الشمس القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبرى، ولكن للأسف إنّ أكبر عالِم من علماء المسلمين من خطباء المنابر أعلمهم سيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل سوف أقيم عليك الحجّة حصرياً من القرآن لنفي شرطك هذا، ألم يقل الله تعالى:
    {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم [يس]". ويظن نفسه أنّه عالِم فطحول وهو قد أنكر ظهور الشمس من مغربها، أم تريدون إنّ الشمس تدرك القمر منذ بداية الدهر؟ إذاً كيف يتبيّن لكم أشراط الساعة الكبر إذا دخل فيها عمر البشر لو كانت الشمس تدرك القمر من بداية حركة الدهر ولو كان الليل يسبق النهار من بداية حركة الدهر بل لا بد أن تكون ثابتة المسار لم تتغيّر: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
    ، حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبر ثم تدرك الشمس القمر فيحدث انتفاخ الأهلّة في أوّل الشهر فيرون الهلال فيقولون ليلتين كون الشمس أدركت القمر في أوّله، أفلا تتّقون! فكم وكم وكم فصَّلنا لهم هذا الخبر عبر جهاز الأخبار العالميّة ولكن لا حياة لمن تُنادي، فبلِّغوا عني يا معشر الأنصار الليل والنهار باكتساح شديد عبر مواقع البشر مسلمهم والكافر يزدكم الله بحبّه وقربه ويمنّ عليكم بنعيم رضوانه على أنفسكم، فما أعظمُ أجر المبلّغين البيان للقرآن للعالمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..

    واعذرني يا أبا هادي عن عدم ردّ المهديّ المنتظَر المختصر فإنّه لنبأ عظيم أنتم عنه معرضون وليس حوار أصحاب المنابر الفارغ من البرهان فاقرعوا الحجّة بالحجّة وبيني وبينكم كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله نورٌ على نورٍ، فقد اقترب كوكب العذاب وأنتم مُعرضون عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب، واعلموا أنّ الله لشديدُ العقاب.

    خليفة الله وعبده؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 9853 من موضوع ردّ الإمام المهدي إلى أبو هادي ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 12 - 1431 هـ
    15 - 11 - 2010 مـ
    07:14 مسـاءً
    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=9850
    ـــــــــــــــــــــ



    { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم ..

    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيــــمِ
    {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103].
    {فَمَا كَانَ جَوابَ قَومِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِيْن} [العنكبون:29].
    {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ} [الرعد:6].
    {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس:51].
    {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال:32].
    {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل:46].
    {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].

    ويا أبا هادي كُنّا نظنّك من أولي الألباب من خير الدواب وتبيَّن لنا أنّك من الذين يستعجلون بالعذاب الذين لا يعقلون ولو كانوا يعقلون لقالوا اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدنا إليه وبصّرنا به برحمتك يا أرحم الراحمين، ولكنّ الذين يستعجلون العذاب قومٌ لا يعقلون كونهم يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة.

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    ويا أبا هادي، لو كنت تريد الخير للبشر لما حاورت المهديّ المنتظَر علّه يُجبر أن يبيَّن للبشر بيان الأربعة أشهر من يوم النحر وأذانٌ من الله يوم الحج الأكبر إلى الكافرين:
    {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [التوبه:2].

    ولم يبقَ من بيان أسرار الحساب الذي يخصّ البشر في الكتاب إلا بيان الأربعة أشهر بدءًا من يوم النحر إلى مرور كوكب سقر وهو بما تسمّونه الكوكب العاشر؛ ذلكم كوكب سقر؛ ذلكم كوكب النار اللواحة للبشر من عصر إلى آخر وجاء قدر المرور لكوكب سقر في عصر الحوار من قبل الظهور للمهديّ المنتظَر ليلة يسبق الليل النهار؛ ليلة تبلغُ القلوب الحناجر.

    يا معشر المعرضين عن الذكر اتّقوا الله الواحد القهار، فقد اقتربت إليكم من الأعماق وسوف تظلّكم بالآفاق وهي والمهديّ المنتظَر إليكم في سباق، وأمّا الشمس والقمر فتجتمع به في المحاق ولكنّها أدركته في أول الشهر فاجتمعت به وقد هو هلال وكان ذلك سبب انتفاخ الأهلّة وقد بيَّنّا لكم العلّة التي كانت سبب اختلاف مُتحرّي الأهلّة فهل من مُدَّكِر؟ فذلك شرط من أشراط الساعة الكُبر أن تُدرك الشمس القمر في أول الشهر ويتبيّن لكم ليلة اكتمال البدر قبل ليلة النصف من الشهر فلم تفقهُوا الخبر ولم تعلموا كيف تدرك الشمس القمر! وأكبر علماء المنبر سوف يحاجّ المهديّ المنتظَر بآيةٍ في محكم الذكر ويقول: قال الله تعالى:
    {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ} صدق الله العظيم [يس:40]، حتى إذا أنزلها في طاولة الحوار للمهدي المنتظر ومن ثم يقوم من على الكمبيوتر وهو فرح مسرور فيزعم أنّه أقام الحجّة على المهديّ المنتظَر من محكم الذكر، ومن ثم يردُّ المهديّ المنتظَر على علماء المنبر وأقول: "يا عجبي من أصحاب الأبصار التي لا تتفكّر! وإنّما يقصد نظام الليل والنهار و حركة الشمس والقمر منذ بداية الدهر لا يختل ولا تزال الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق وكلٌّ في فلك يسبحون حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبر ثم تدرك الشمس القمر فتسبقه في أول الشهر فيتلوها ويتكرّر ذلك في أيّ شهر حتى مرور ما يسمّونه بالكوكب العاشر، ومن ثم يسبق الليل النهار فتظهر الشمس للبشر من الغرب شرطاً من أشراط الساعة الكُبرى، وليس ذلك اليوم هو اليوم الآخر؛ بل يوم ظهور المهديّ المنتظَر خليفة الله الداعي إلى الاحتكام إلى الذّكر، فهل من مُدَّكر فيتّبع الذِّكر قبل أن يسبق الليل النهار؟ يوم تبلغُ القلوب الحناجر وما للمُعرِض عن الذِّكر من قوّةٍ ولا ناصرٍ من عذاب الله الواحد القهّار، واللعنة على من أبى واستكبر وحادَّ الله ورسوله والمهديّ المنتظَر، ويتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظُهوره.

    قد أعذر من أنذر يا أولي الأبصار التي تتفكّر كيف يُظهر الله المهديّ المنتظَر في ليلةٍ على العالمين ما لم يكن بآية من السماء تظل أعناقهم من هولها خاضعين لخليفة الله عليهم الذي يدعوهم إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم فأعرضَ أكثرهم فهم لا يؤمنون وقالوا سمعنا وعصينا، ومن ثم نقول لبِئْس ما يأمركم به إيمانكم إذ تُدْعَوْن إلى كتاب الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فإذا هم معرضون ويقولون حسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا فهم الأعلمُ منّا بكتاب الله، وإن جادلوا من كتاب الله فمثل جدالهم كمثل جدال أبو هادي الذي يجعل تناقضاً في تفسيره لكتاب الله كونه من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لكونه ليس من الراسخين في علم الكتاب بشكل عام، ولذلك تجدونه يأتي بدليل من القرآن حسب فهمه وهو لا يعلم أنّه قد جعل تناقضاً في كتاب الله في آيات أُخر، ولسوف آتيك بمثال يا شيخ أبو هادي في جدالك لناصر محمد اليماني الذي أفتى أنّه سوف يطيع أمر الله في محكم كتابه أن يبرّ الكفار ويقسط إليهم ثم أغضب هذا القول أبو هادي وكأنّه يريد الحق، وقال بل قال الله تعالى:
    {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} صدق الله العظيم [المجادله:22].

    ومن ثم يقول: فكيف سوف تبرّ الكفّار وتقسط إليهم؟ ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لقد ظلمت نفسك ظلماً عظيماً يا أبا هادي كونك جعلت حكم الحرب والعداوة والبغضاء على الكفار بشكل عام؛ بل أنت تعلم وكلّ مسلم ذي لسانٍ عربيٍّ مبين يعلمُ أنّ المقصود من قول الله تعالى:
    {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} أي يوادّون من يحارب الله ورسوله، ولكن حكمك الباطل الظالم أعلنت الحرب على الكفار بشكل عام فجعلتهم سواء، الذين لا يحاربون الله ورسوله فتساويهم مع الذين يحاربون الله ورسوله! فأنت ظالمٌ ولكنّ الله قد حرّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده مُحرَّماً ولذلك لن تجد في محكم كتاب الله أن الله ينهانا إلا عن الذين يُحاربون الله ورسوله من الكفار. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9)} صدق الله العظيم [الممتحنه:9].

    أفلا ترى أنّك لمن الظالمين وأن فتواك فتوى باطل وظلم عظيم لنفسك وأمّتك بسبب أنّك جعلت الكفار سواءً؛ الذين يُحاربون الله ورسوله فتساويهم مع الكفار الذين لا يحاربون الله ورسوله؟ ولذلك لن تجد في كتاب الله أنّ الله يأمرنا بقتل الكافرين الذين لم يُحاربونا في ديننا إنّما ينهانا الله عن الذين يحاربون الله ورسوله أن نتولّاهم كونهم يحاربون الله ورسوله ويسعون ليطفِئوا نور الله:
    {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9)} صدق الله العظيم.

    فانظر إلى الذين نهانا الله عنهم، وقال الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} صدق الله العظيم، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} صدق الله العظيم [المجادله:22].

    أي لا تجد قوماً يوادّون من يحارب الله ورسوله، فلا تفترِ على الله ورسوله ما لم يقُله الله ولا رسوله، ألا وإنّه بسبب فتواكم الباطل بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً مرَقت فِرقٌ من الدين كما يمرق سهام من القوس فتجدهم يقتلون الكفار بحجّة أنّهم كافرون برغم أنّهم لم يعتدوا عليكم ولم يخرجوكم من دياركم ثم أضلَلْتم بفتواكم أنفسكم وأضلَلْتم أمّتكم وشوّهتم دينكم في نظر العالمين، فهل تبيّن إنَّ التفسير الظنّي هو بيان الإمام ناصر محمد اليماني أم تفسير أبو هادي؟ ونترك الجواب لأولي الألباب، وهل يتذكّر إلا أولو الألباب؟

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 07 - 1430 هـ
    10 - 07 - 2009 مـ
    11:41 مساءً
    __________


    { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } صدق الله العظيم

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    أخي الكريم، ثبتك الله على الصراط المستقيم الذي يؤدّي إلى الله العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿٥٦﴾ }
    صدق الله العظيم [هود]

    وسبب هُداك إلى الطريق الحقّ هو إنك لا تُريد غير الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتّبع، ولذلك كلفتُ نفسك بالبحث عن الطريق الحقّ، وقد وعد الله الباحثين عن الحقّ من عباده أن يهديهم إلى سبيل الحقّ إليه إنّ الله لا يخلف الميعاد، وجئت إلى موقعنا بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور في عصر الحوار للإمام المهديّ من قبل الظهور لتكون من السابقين الأخيار. تصديقاً لوعد الله الحقّ في مُحكم كتابه:
    { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
    صدق الله العظيم [العنكبوت:69]

    وإن كنت من طُلّاب العلم فاعلم أنّ الله قد وضع شروطاً لطالب العلم كالتالي:
    أن لا يتّبع ما ليس لهُ به علمٍ ما لم يُهيمن عليك العالم بعلمٍ وسلطان مُبين شرط أن يقبله عقلك فيطمئن إليه قلبك، ونهاك الله أن تتبع ناصر محمد اليماني الاتّباع الأعمى ما دُمتَ طالب العلم الحقّ فلا يكفي أن تظن بناصر محمد اليماني الظنّ الحسن أنهُ لا يقول على الله إلا الحقّ، كلا.. فهذا أمرٌ خطيرٌ وعظيمٌ لا ينفع معه الظنّ الحسن ما لم تجد حُجّة الإمام ناصر محمد اليماني مؤيّدة بسلطان العلم المُقنع الذي يقبله العقل والمنطق من كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ، ولذلك أمركم الله باستخدام عقولكم التي لا تعمى إذا حكّمتم عقولكم في التّفكُّر والتّدبُّر في سلطان علم الداعية هل لا يتعارض مع العقل والمنطق؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً }
    صدق الله العظيم [الإسراء:36]

    وإنّما ضلّت الأممُ عن طريق الحقّ بسبب الاتّباع الأعمى للأمّة التي من قبلهم من آبائهم وعلمائهم فاتّبعوا ما ألْفَوا عليه آباءهم من غير أن يستخدموا عقولهم شيئاً؛ هل ما وجدوهم عليه يقبله العقل والمنطق؟ وعلى سبيل المثال ألفوا آباءهم يعبدون الأصنام فاتّبعوهم الاتّباع الأعمى بحسن الظنّ فيهم أنّهم أعلم منهم وأحكم، ولذلك قال الله تعالى:
    { وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣﴾ }
    صدق الله العظيم [الزخرف:23]

    ولذلك مقتهم الله هم وآباءهم بسبب الاتّباع الأعمى دون أن يستخدموا عقولهم التي أنعم الله بها عليهم. قال الله تعالى:
    { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتّبعوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شيئاً وَلَا يَهْتَدُونَ }
    صدق الله العظيم [البقرة:170]

    ولذلك نهى الله عباده من الاتّباع الأعمى للأمم الذين من قبلهم ودعاهم إلى استخدام العقل والتفكّر في ما وجدوا عليه آباءهم هل تقبله عقولهم أم يجدون المنطق في سلطان الداعية المبعوث من ربّهم الذي يدعوهم إلى الحقّ وينهاهم عن الاتّباع الأعمى؟ وقال الله تعالى:
    { قُلْ إنّما أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }
    صدق الله العظيم [سبأ:46]

    وذلك لأن الشيطان لم يتركهم على الحقّ بعد إذ هداهم الله إليه في عهد الرسل، فيموت أنبياء الجنّ والإنس ويستمر مكر الشيطان وأوليائه من شياطين الجنّ والإنس في صدّهم عن الصراط المستقيم عن طريق أوليائه من شياطين الإنس جيلاً بعد جيلٍ، حتى يردّوهم عن دينهم فيخرجونهم عن الصراط المستقيم. وقال الله تعالى:
    { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتّبعوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }
    صدق الله العظيم [لقمان:21]

    وذلك لأنه أقسم ليُضِّل آدم وذريته بكُل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى يوم يبعثون، وقال الله تعالى:
    { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمستقيم ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ }
    صدق الله العظيم [الأعراف]

    وأضلّتِ الشياطين الأمم عبر الأجيالَ من بعد الرسل وكانت كُل أمّة تتبع الأمّة التي من قبلها الاتّباع الأعمى، ولذلك تجد الأمم يلقون بالحجّة على الأمّة التي من قبلها. وقال الله تعالى:
    { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ }
    صدق الله العظيم [الأنعام]

    { يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠﴾ }
    صدق الله العظيم [الأنعام]

    { قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الجنّ وَالإِنسِ فِي النّار كُلَّمَا دَخَلَتْ أمّة لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جميعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النّار قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ }
    صدق الله العظيم [الأعراف:38]

    وخطب فيهم الشيطان وقال لا تلوموني فليس لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي بل لوموا أنفسكم لأنكم لم تستخدموا عقولكم. وقال الله تعالى:
    { وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿٢١﴾ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحقّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سلطان إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾ }
    صدق الله العظيم [إبراهيم]

    ومن ثم أدرك جميع الكافرين ما هو سبب ضلالهم عن الحقّ إنّهُ ليس الشيطان فليس له سلطان عليهم وليست الأمم التي من قبلهم؛ بل اكتشفوا أن سبب ضلالهم عن الحقّ هو عدم استخدام عقولهم فاتّبعوا الاتّباع الأعمى فأعرضوا عن دعوة الحقّ من ربّهم التي يقبلها العقل والمنطق. ولذلك قالوا:
    { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾ }
    صدق الله العظيم [الملك]

    ولذلك تجدون أنّ المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم ينهاكم عن الاتّباع الأعمى ويدعوكم إلى استخدام عقولكم هل الداعي ناصر محمد اليماني قد أيّده الله بسلطان العلم الذي يقبله العقل والمنطق؟ ولذلك تجدون أني أفتي أنّه لا ولن يُصدّق المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم إلا الذين يعقلون منكم، فتفكروا في ما يُحاجّهم به ناصر محمد اليماني وإلى ما وجدوا عليه آباءهم فأيّهم يقبله العقل والمنطق فيتبعونه من بعد التّفكُّر والتّدبُّر، وأولئك الذين هداهم الله في الكتاب في جميع الأمم. فلم أجد أنه اهتدى للحقّ إلا الذين استخدموا عقولهم من الذين لا يحكمون من قبل أن يستمعوا القول فيتدبروا فيه ويتفكروا ومن ثم يحكموا فيتّبعون أحسنه، ولم يهدِ الله من جميع الأمم إلا الذين استخدموا عقولهم ولم يحكموا من قبل التّفكُّر والتّدبُّر في قول الداعية؛ بل يتفكرون في القول من قبل أن يحكموا ومن ثم يتبعوا أحسنه. وقال الله تعالى:
    { فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ }
    صدق الله العظيم [الزمر]

    {‏‏ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آباءهم الْأَوَّلِينَ }
    صدق الله العظيم [المؤمنون:68]

  9. افتراضي

    قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:9].

  10. افتراضي


    اقتباس المشاركة 16119 من موضوع ردّ الامام على السائل: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسست عقيدة الشيعة الاثني عشر..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 06 - 1432 هـ
    28 - 05 - 2011 مـ
    ـــــــــــــــــــــــ


    ردّ الامام على السائل:{ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم،
    وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسست عقيدة الشيعة الاثني عشر
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار..

    يا أيها السائل من الأنصار السابقين الأخيار عن ناموس الاختيار للأئمة والأنبياء الخلفاء في محكم الذكر، فشأن اختيارهم يختصّ به الله وحده من دون عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} صدق الله العظيم [البقرة:124].

    وإن الذين جعلهم الله أئمة للناس منهم الأنبياء ومنهم الصالحين كون الله يزيدهم بسطةً في العلم وليس للأنبياء من الأمر شيء أن يصطفوا الأئمة من بعدهم كونه شأن اختيار الإمام يختصّ به الله وحده كون الإمام هو الملك والخليفة على المُسلمين إذا جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    إذاً إمام الأمّة شأن اختياره يختصّ به الله وحده من دون عباده ولم يقل نبيّهم أنه هو من اختار الإمام طالوت إماماً لبني إسرائيل، وكان بني إسرائيل يظنّون الأئمة من بعد الأنبياء بتشاورٍ بين القوم حتى يختاروا أغناهم مالاً وأعلاهم جاهاً كونهم يرون طالوت -عليه الصلاة والسلام- فقيراً لا يملك المال وليس له جاهاً من كبراء بني إسرائيل، ولذلك أفتاهم نبيهم أن ليس للأنبياء من الأمر شيئاً في اختيار أئمة الكتاب من بعدهم. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    فانظر لنظرة بني إسرائيل القصيرة كنظرة غيرهم من أهل الدنيا يحسبون أنّ الإمامة حسب كثرة المال ويرون أنّ الأئمة من بعد الرسل يجب أن يكون من كبار القوم ومن أغناهم مالاً! ولذلك قالوا:
    {أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} صدق الله العظيم. فانظر للفتوى الحقّ من نبيّهم إليهم قال: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، ومن ثم نعلم الفتوى الحقّ في الكتاب أنّ الأئمة شأنهم شأن الأنبياء والخلفاء يختصّ باختيارهم الله وحده من دون عباده وليس لهم الخيرة من أمر الاختيار ويخلقهم ويصطفيهم في قدرهم المقدور في الكتاب المسطور. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ولكن الشيعة برغم أنهم يعتقدون بهذه العقيدة الحقّ أن الأئمة شأن اختيارهم يختصّ به الله كما يختصّ سبحانه باختيار أنبيائه ولكنهم اختاروا الإمام المهديّ من عند أنفسهم طفلاً كان في المهد صبياً! ولو أنه كلمهم كما كلم الناس المسيح عيسى ابن مريم في المهد صبياً لما لمتُ عليهم بشيء بل اصطفوا الإمام المهديّ محمد بن الحسن العسكري من عند أنفسهم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم عن معرفة الإمام المهديّ الحقّ من ربهم إلا من رحم ربي واتّبع الحقّ بعدما تبين له الهدى، وأما أهل السُّنة والجماعة فكذلك يعتقدون بالعقيدة الحقّ أنّ الإمام المهديّ لا يسبق ميلاده قدره المقدور في الكتاب المسطور ولكنهم جاءوا كذلك بفتوى من عند أنفسهم أن المهديّ المنتظَر إذا جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور فإنّه لا ينبغي أن يقول لهم: "يا أيها الناس إنّي الإمام المهديّ خليفة الله عليكم قد اصطفاني الله عليكم وزادني بسطةً في العلم على كافة العلماء ليجعلني حكماً بالحق بين المختلفين في الدين فأحكم بينهم بما أنزل الله في الكتاب حتى لا يجد الذين يريدون أن يتّبعوا الحق في أنفسهم حرجاً مما قضيتُ بينهم بالحقّ من ربهم ويُسلِّموا تسليماً"، بل قال أهل السُّنة والجماعة: "نحن من نعلم أيُّ البشر يكون المهديّ المنتظَر إذا حضر، ومن ثم نعرِّفه على شأنه في البشر ونقول له إنك المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم"! بل الأعجب من ذلك أنه حتى ولو أنكر أن الله اصطفاه خليفته في الأرض ولو قال: "يا معشر المُسلمين لم يجعلني الله للناس إماماً" لأجبروه على البيعة كرهاً! ومن ثم أقول لهم: إن هذا لشيء عُجاب يا أولي الألباب لأسباب عدة تخالف للعقل والمنطق كما يلي:

    1- فما يدريهم أي البشر هو المهديّ المنتظَر ما لم يعرّفهم بشأنه فيهم؟
    2- وما يدريهم بقدر بعثه المقدور في الكتاب المسطور؟
    3- فإذا كان هو لا يعلمُ أنه هو المهديّ المنتظَر فأنّى للناس أن يعلموا بذلك؟ أم إنهم أعلم منه؟ فكيف الخبر يا أولي الأبصار أفلا تتفكرون؟

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إياكم واتّباع ما يُخالف للعقل والمنطق كون الله سوف يسألكم عمّا أنعم به الله عليكم لو تتبعون ما ليس لكم به علم من الله وهو يخالف للعقل والمنطق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

    ويا أحبتي في الله عُلماء المُسلمين وأمّتهم ما كان لكم أن تختاروا خليفة الله الإمام المهديّ من دونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ونستنبط من ذلك أنّ شأن اختيار أئمة الكتاب الذين يهدون بأمر الله يختصّ باختيارهم الله وحده فهو الذي جعلهم أئمة للناس يهدون بأمره إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:24].

    أفلا تعلمون أنّ الإمام شأنه شأن الأنبياء؟ وقال الله تعالى لنبيه إبراهيم:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

    ولربّما يودّ أحد الشيعة من الذين يبالغون في أئمة الكتاب أن يقاطعني فيقول: "وهل أنت معصوم من الخطيئة يا ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لربما كلّت يدي المَلَك عتيد لكثرة ما كتب عليّ من الخطيئة، ومن ثم يكبّر السائل الشيعي من الاثني عشر فيقول: "الله أكبر يا من يزعمُ أنه المهديّ المنتظَر لقد أقمتُ عليك الحجّة بالحقّ من محكم الذكر من آية محكمة من آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وبما أنك اعترفت في موقعك أنك كنت من الظالمين الذين يرتكبون الخطيئة إذاً فأنت لستَ المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله كون مثله كمثل الأنبياء معصوم من الخطيئة، وحصحص الحقّ يا ناصر محمد اليماني وإنك كذّاب أشر ولستَ المهديّ المنتظَر فقد أقمنا عليك الحجّة من محكم الذِّكر". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول للذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون بسبب المبالغة في الأنبياء وأئمة الكتاب أنهم معصومون من خطيئة الذنوب، وكذلك لا نبرئ أهل السُّنة والجماعة فليسوا منهم ببعيد كونهم كذلك يعتقدون بعصمة الأنبياء من الخطيئة، ومن ثم أقول: يا معشر الشيعة والسنة إن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ جميعاً إلا من رحم ربي، وأما كيف علمنا أن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ وذلك كوني أراكم تتّبعون المتشابه من القرآن وتذرون آيات الكتاب المحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب التي يفتيكم الله فيهن بعدم عصمة الأنبياء من ذنوب الخطيئة في حياتهم في قول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك قال نبي الله موسى:
    {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [القصص:16].

    ويا معشر الشيعة والسنة وجميع عُلماء المُسلمين وأمّتهم، تعالوا لنعلمكم كيف تميّزون بين آيات الكتاب المحكمات وبين الآيات المتشابهات، فعليكم أولاً أن تعتقدوا بالعقيدة الحقّ أنه لا ينبغي أن يكون هناك تناقض في القرآن العظيم وعلى سبيل المثال فلو نأتي بقول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فأمّا الذين هم ليسوا من الراسخين في علم الكتاب بشكل عام فحتماً سوف يزعمون أن جميع هذه الآية محكمة بينة وفيها من المتشابهات في آخرها وهو قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه بالضبط هو في آخرها في كلمةٍ واحدةٍ وهو قول الله تعالى: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسّست عقيدة الشيعة الاثني عشر أن: (الأنبياء وأئمة الكتاب معصومون من الخطيئة). فتبين للإمام المهديّ أنّ في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ إلا من رحم ربي كون عقيدة العصمة للأنبياء وأئمة الكتاب تأسست على هذه الكلمة! ويا عجبي الشديد يا معشر الشيعة الاثني عشر فكيف تتّبعون هذه الكلمة المتشابهة في القرآن وتذرون آيات محكمات بينات من آيات أمّ الكتاب تفتيكم بعكس ما تعتقدون، كمثل قول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وهذا يعني أن الأنبياء ليسوا معصومين من ارتكاب الذنب وإنّ الله غفار لمن تاب وأناب، وقال نبي الله موسى مخاطباً ربه حين أرسله إلى آل فرعون قال:
    {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ} صدق الله العظيم [الشعراء:14].

    كون نبي الله موسى يعترف أن ذلك ذنب وخطيئة ارتكبها بغير الحقّ، ولذلك وجدتم فرعون قد حاجّ نبي الله موسى بذلك، وقال:
    {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(19)} [الشعراء].

    ومن ثم رد نبي الله موسى على فرعون بغير الإنكار بل مقرٌّ ومعترف بذلك الذنب والخطيئة، وقال:
    {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَ‌رْ‌تُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَ‌بِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذاً يا أحبتي في الله إنّ الأنبياء والمرسلين كانوا من الضالّين الباحثين عن الحقّ ومن ثمّ اجتباهم الله وهداهم وجعلهم من المُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52].

    فما هو التمنّي؟ والجواب هو تمنّي اتّباع الحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه، ومن ثمّ يبحث ويتفكّر بالعقل والمنطق أين يجد الحقّ ليتبعه كونه لا يريد أن يتبع إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يتبع، وإذا علم الله أنّ هذا العبد يريد أن يتبع الحقّ كان حقاً على الله أن يهديه إلى الحقّ إن وجده يكلف نفسه للبحث عن الحقّ لاتباعه ومن ثم يُعثره الله الحقّ على الحقّ فيبصره به. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]، كونه توفر لدى العبد شرط البحث عن الهدى والإنابة إلى الربّ ليهدي القلب ثم يهدي الله قلبه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    فما هو القلب المنيب؟ والجواب تجدوه في قلب رسول الله إبراهيم المنيب عليه الصلاة والسلام قال:
    {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، كون نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مجتهداً باحثاً عن الحقّ الذي يقبله العقل والمنطق بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ كونه استخدم عقله ولم يقتنع بعبادة الأصنام وكذلك لم يقتنع بعبادة الكواكب والشمس والقمر حتى ملأ قلبه الحُزن فأناب إلى ربه، وقال: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، ألا والله الذي لا إله غيره لو أنّ أحداً أظهره الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور حتى إذا صار في حيرةٍ من أمر ناصر محمد اليماني فقال: ليس ناصر محمد اليماني بمجنونٍ ولا كاهنٍ ولا ساحرٍ ولا منجمٍ ولا مخبولٍ كون ذلك يُعرف من خلال منطق ناصر محمد اليماني إنه لذو عقلٍ رشيدٍ ويحاج الناس بالقرآن المجيد بآياتٍ بيِّناتٍ من آيات أمّ الكتاب، ومن ثم يقول: "وتالله إني أخشى أنني أكذب ناصر محمد اليماني وهو الإمام المنتظَر الحق خليفة الله المهديّ"، ومن ثم يخلو بنفسه في مكان لا يسمعه أحد إلا الله ثم يجثم بين يدي ربه منيباً إليه ويقول: يا رب يا غافر الذنب ويا هادي القلب المنيب يا من يحول بين المرء وقلبه إنك قلت وقولك الحقّ:
    {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:40]، وقلت وقولك الحقّ: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف:17]، اللهم عبدك يجأر إليك ان تجعل لي في قلبي نوراً أبصر به الحقّ حقاً وارزقني اتباعه وأُبصر به الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تجعل بعث الإمام المهديّ حسرةً على عبدك بسبب ذنوبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني عبدك أشهدك أني قد عفوت عن عبادك الذين ارتكبوا في حقي إثماً فعفوت عنهم لوجهك الكريم، اللهم إنك أكرم من عبدك فاهدني وإياهم إلى الصراط المستقيم برحمتك يا أرحم الراحمين.

    ومن ثم يغشى قلبه نورٌ من ربه فيخشع قلبه وتدمع عينه ومن ثم يلقي الله في قلبه وداً للإمام ناصر محمد اليماني ويبصر أنه حقاً المهديّ المنتظَر خليفة الله لا شك ولا ريب، ومن ثم يأتي متلهفاً لقراءة المزيد من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني ليطمئن قلبه، ومن ثم يزيده الله بها نوراً ويشرح صدره بالبيان الحقّ للقرآن المجيد، ثم يهتدي إلى صراط العزيز الحميد فيعبدُ الله مخلصاً له الدين لا يشرك به شيئاً ويفوز فوزاً عظيماً.

    ولربّما يودّ أحد السائلين الشيعة أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني لا تنسَ أن تدلنا على البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، كوني لا أستطيع أن أرى من برهانك المبين في محكم الكتاب: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم، فهذا يعني أنّ الأنبياء مُعَرَّضون لظلم الخطيئة ومن بدل حسنًا بعد فعل السوء يجد له رباً غفوراً رحيماً كمثل نبي الله موسى إذ ارتكب إثماً من عمل الشيطان فقتل نفس بغير الحقّ فأدرك إثمه العظيم ومن ثم قال: {قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَ‌بِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ‌ لِي فَغَفَرَ‌ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [القصص]، إذاً فلن يستطيع كافة علماء الشيعة أن يفندوا هذا البرهان المبين بعدم عصمة الأنبياء من الخطيئة، ولكننا نعرض عن هذه الآيات وكأننا لا نعلم بها ومن ثم نجادل الناس من القرآن بما يوافق لمعتقدنا بعصمة الأنبياء وأئمة الكتاب وهو في قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذا الأساس تأسّست عقيدتنا بعصمة الأنبياء والأئمة فلا تفعل مثلنا يا ناصر محمد اليماني فتعرض عن دليلنا من القرآن برهان عصمة الأئمة من ظلم الخطيئة كونك لو تعرض عن برهاننا من القرآن وتحاجنا بآيات أخر فسوف نستمسك ببرهاننا وأنت تتمسك ببرهانك فلا أنت أقنعتنا ولا نحن أقنعاك وكلٌّ منا سوف يذهب بسلطان علمه من القرآن الذي يتوافق مع معتقده، وهذا هو ما يحدث بين علماء المُسلمين فكلٌّ منهم يأخذ من القرآن ما توافق مع هواه ويذر الآيات الأخرى مهما كانت بينات، ولذلك لم يستطيع أن يقنع بعضهم بعضاً، فينفض مجلس الحوار بينهم وكلٌّ مستمسك ببرهانه ويزعم إنه هو الحقّ المبين. ولكن يا ناصر محمد اليماني إنك قد حكمت على نفسك إنه لا يجادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته ولذلك وجب عليك أن تبين كلمة التشابه في قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن كلمات الظُلم في الكتاب تنقسم إلى قسمين اثنين وهو: ظُلم الخطيئة وظلم الشرك بالله وأعظم الإثم ظُلم الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:48]. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

    وبما أنّ الله سبحانه وتعالى أفتاكم أنّه لن يجعل للناس إماماً من الظالمين وهو من كان مشركاً بالله كونه لن يزيد الأمّة إلا رجساً إلى رجسهم ولا ولن يخرجهم من الظُلمات إلى النور إلى صراط العزيز الحميد. وقال الله تعالى:
    {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [إبراهيم:1]، كون الإخلاص في عبادة الربّ شرط أساسي لمن يصطفيه الله للناس إماماً ولذلك تجدون دعوة الإمام المهديّ دعوة تأسست على الإخلاص ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الربّ المعبود على بصيرةٍ القرآن المجيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر‌ ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِ‌جَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِ رَ‌بِّهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِ‌ينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولذلك ننهاهم عن المبالغة في الأنبياء والأئمة وجميع عبيد الله المقربين، وكذلك ننهى العالمين التابعين للإمام المهديّ من المبالغة في الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كون الشيطان إذا استيأس من أن يصدكم عن اتّباع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فسوف يتخذ طريقة أخرى كما اتخذها مع أتباع الأنبياء فيوسوس لأحدهم فيقول: وكيف تريد أن تكون أحبّ إلى الله من خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلا ينبغي لك أن تفضل نفسك عليه أن تكون أنت الأحبّ والأقرب إلى الربّ، ألم يقل محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم:
    [والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين‏] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم يقنع المؤمنين الشيطانُ عن طريق أحد عُلماء المُسلمين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون برغم أنّ ناصر محمد اليماني لَيشهدُ بصحة هذا الحديث، ولكنه يقصد أن النبي -عليه الصلاة والسلام- هو الأولى بكم من بعضكم بعضاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6].

    ولكن لم يأمركم أن تتفضلوا بالله سبحانه وتعالى علواً كبيراً فتتنازلوا عن أقرب درجة في حب الله لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن فعلتم فسوف يقول لكم الله يوم لقائه: فقربة إلى من أنفقتم ربّكم؟ وما بعد الحقّ إلا الضلال، ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً. ولربّما يودّ أرفع درجة في أنصار المهديّ المنتظَر أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا إمامي وقدوتي بل أنا من سوف يتنازل عن أقرب درجة في حب الله وقربه". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: وأقول وكيف ذلك يا رجل؟ ثم يقول: "يا أيها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، والله الذي لا إله غيره لو يؤتيني الله ملكوت الدنيا والآخرة ثم أفوز بالدرجة العالية الرفيعة في الجنة ثم أكون أحبّ وأقرب عبد إلى الربّ فلن أرضى عن ربي". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: أبشر يا رجل فقد وعد الله عباده الذين اتبعوا رضوانه أن يرضيهم يوم لقائه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119].

    فكيف لن ترضى وقد آتاك الله ملكوت الدُنيا والآخرة وأعطاك الدرجة العالية الرفيعة في الجنة وجعلك أحبّ عبد وأقرب عبد إلى ربك على مستوى عبيده في الملكوت كُله فما تريد من بعد هذا النعيم؟ ومن ثمّ يردّ علينا بالحق ويقول: " فما الفائدة من ذلك كُله إذا لم يكن حبيبي سعيد وراضٍ في نفسه لا متحسر ولا حزين؟ هيهات هيهات.. ورب الأرض والسماوات لن أرضى بملكوت ربي جميعاً وحتى لو جعلني أحبّ عبد وأقرب عبد إلى نفسه ولم يتحقق النعيم الأعظم
    {وَيَرْضَى}، فما الفائدة ما لم يتحقق رضوان الله الذي أحببت أكثر من أي شيء في الوجود كله الله ربّ العالمين؟" ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: يا رجل لو لم يرضَ الله عنك لما آتاك ملكوت الدنيا والآخرة وآتاك الدرجة العالية الرفيعة في الجنة وجعلك أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسه فما خطبك وماذا دهاك؟ ومن ثمّ يردّ علينا ويقول: "هيهات هيهات يا أيها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وإنك لتعلم ما أبغي وأريد يا من علمتنا البيان الحقّ للقرآن المجيد أن نتخذ رضوان الله غاية وليس وسيلة لتحقيق الجنة فإذا لم يتحقق الهدف المنشود فما الفائدة من كل الملك والملكوت؟ فكيف يكون الحبيب سعيداً في ملكه وهو يعلم أنّ أحبّ شيء إلى نفسه ليس بسعيدٍ بل حزينٌ ومتحسرٌ على عبادة اليائسين من رحمته الذي يراهم {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}؟ صدق الله العظيم [فاطر:37]".

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يعلمون أن يقاطعني فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني، أفلا ترى أنّهم دعوا ربّهم ولم يجبهم؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: وهل ترى أنّ الآخرة دار عمل؟ ومعلوم جوابه فسوف يقول: "بل الحياة الدنيا دار العمل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:7]".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إذاً فهم يعتقدون أنهم لن يدخلوا الجنة إلا أن يعيدهم الله إلى الدنيا فيعملوا صالحاً حتى يدخلهم جنته، إذاً فهم يائسون من رحمته فلا يزالون من الكافرين. وقال الله تعالى:
    {لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87].

    ولكن الدعاء الحقّ هو أن يقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    ولكنهم دعوا الله أن يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وذلك ما يقصدون من قولهم {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم، حتى إذا لم يجبهم الله فيعيدهم إلى الدُنيا ومن ثم لجأوا إلى الملائكة من خزنة جهنم وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    أي وما دعاء الكافرين لعبيد الله من دونه إلا في ضلالٍ، ولذلك قال لهم ملائكة الرحمن:
    {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم. أي فادعوا الله هو أرحم بكم من عباده وما دعاء الكافرين برحمته لعباده من دونه إلا في ضلال كونهم لا يزالون كافرين برحمة ربهم لأنه لا ييأس من روح رحمة ربه إلا الكفور. وقال الله تعالى: {لَا يَيْأَسُ مِن رَّ‌وْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    أفلا ترون أصحاب الأعراف من الكافرين الذين ماتوا قبل بعث الرسل إليهم كلمهم الله بوحي التفهيم إلى قلوبهم أن يدعوا ربهم أن لا يجعلهم مع القوم الظالمين؟ ولذلك:
    {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:47]

    ومن ثم انظروا إلى ردّ الله عليهم كيف أجاب دعاءهم الرحمن الرحيم. وقال:
    {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].

    ويا أيها الناس اعبدوا ربكم وحده لا شريك له
    الذي خلقكم واتبعوا رضوانه ولذلك خلقكم، وإنما خلق الجنة من أجلكم وخلقكم من أجله تعالى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    وأما بالنسبة للأولى بحبِّكم من بين الأنبياء وجميع المُسلمين والناس أجمعين على مستوى العبيد جميعاً فهو جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6]، كونه مَنْ صبر وتأذى أكثر من المهديّ المنتظَر الذي يحاجكم عن طريق الكمبيوتر، ولو ظهر لكم المهديّ المنتظَر من قبل التصديق لكنتم أشد أذًى وكفراً ومكراً من كفار قريش.

    يا معشر عُلماء المُسلمين وأمّتهم، وما هي جريمة المهديّ المنتظَر التي لا تغتفر في نظركم إلا أنه دعاكم إلى عبادة الله وحده والاحتكام إلى الله وحده فوعدكم أن يستنبط لكم حكم الله من محكم القرآن العظيم ويدعو المُسلمين والنصارى واليهود وكافة البشر أن يتّبعوا الذكر المحفوظ من التحريف ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواءً في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة أو في جميع كتب البشر، وإذاً أول كافر بدعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم هم عُلماء المُسلمين وأمّتهم إلا من رحم ربي من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فيا عجبي الشديد!

    يا قوم! فإلى ماذا تريدون أن يدعوكم المهديّ المنتظَر للحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ فهل تنتظرونه يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب التوراة؟ ولكنكم تعلمون أنّ كتاب التوراة ليس محفوظاً من التحريف والتزييف. أم تنتظرون أن يدعوكم إلى كتاب الإنجيل؟ ولكن كتاب الإنجيل ليس محفوظاً من التحريف. أم تنتظرون المهديّ المنتظَر يدعوكم للاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم أو بحار الأنوار؟ ما لكم كيف تحكمون؟ برغم أن المهديّ المنتظَر لا يكذب بما في التوراة والإنجيل ولا يكذب بأحاديث البيان في السُّنة النّبويّة وإنما نكفر بما يخالف فيهما لمحكم القرآن العظيم، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تَفَرَّقوا إنّي لكم منه نذيرٌ مبين.

    ويا أيها الرئيس علي عبد الله صالح اتقِ الله، ويا آل الأحمر اتقوا الله، ويا معشر المعارضة والحوثيّين والشباب اتقوا الله جميعاً واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب القرآن العظيم، ويا معشر هيئة علماء اليمن والسعوديّة اتقوا الله وأنقذوا شعوبكم وأنفسكم بالاعتراف بالحقّ من ربّكم فقد منَّ الله عليكم أن بعث في عصركم الإمام المهديّ ليعلمكم الكتاب والحكمة أفلا تشكرون؟ وإن أبيتم فاعلموا أنّ الله شديد العقاب وما علينا إلا البلاغ وعليه الحساب ولن يتذكر إلا أولوا الألباب. وسلامٌ على المُرسلين، والحمد ُلله ربّ العالمين..

    ويا أبا بكر المغربي لقد اصطفاني ربي على علمٍ منه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللهُ أعلَمُ حيثُ يَجعَلُ رِسَالَتهُ} صدق الله العظيم [الأنعام:124]. فلا تتمنى أن تكون خليفة الله الإمام المهديّ فتلك مسؤولية كبرى، ألا والله الذي لا إله غيره إن همَّ ذلك لفي قلبي وفي كل قطرةٍ من دمي فما أعظمها من مسؤوليةٍ وأمانةٍ كبرى، ألا والله الذي لا إله غيره إني مجبورٌ على قبول الخلافة وأنا كاره لها ولكن ما باليد حيلة فليس لي حلاً غير القبول بها لكي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر حتى أرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان ومن ثم يرون كم الرحمن أنزل من العدل في كتاب القرآن ثم يحبوا ربهم ويتبعوا الحقّ من ربهم، وليس ذلك إلا جزء من تحقيق هدف الإمام المهديّ. ولا يزال النضال مستمراً حتى يتحقق النعيم الاعظم وذلك ما نبغي ومنتهى غايتي ولن تقرَّ عيني وترتاح نفسي حتى يرضى من أحببت أكثر من كل شيء الغفور الودود ذي العرش المجيد الله أرحم الراحمين، وكذلك الذين قدروا ربهم حق قدره القوم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}} [المائدة:54].

    والله الذي لا إله لا غيره أنهم سوف يستغلون وعد الله لعباده أن يرضيهم. تصديقاً لقول الله لوعده بالحقّ للذين رضي عنهم بقوله تعالى:
    {{رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}} صدق الله العظيم [المائدة:119].

    ألا والله لن يرضوا أبداً ولن يفتنهم الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يكون حبيبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، ولن ينسوا أبداً فتوى الله بما في نفسه بسبب عباده الذين ظلموا أنفسهم وكذبوا برسل ربهم ودعائهم عليهم رسل الله فأجاب الله دعاءهم تصديقاً لوعده لهم بإجابة الدعاء على الأعداء ولكن ذلك لم يكن هيناً في نفس الله أرحم الراحمين كما تبين لكم:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ} صدق الله العظيم [يس:30-31].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد ُلله ربّ العالمين..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم؛ المهديّ المنتظَر عبد النعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

صفحة 6 من 9 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى من المهدي المنتظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب والمسلمين
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 08-10-2015, 10:51 AM
  2. { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-10-2015, 07:41 PM
  3. المهدي المنتظر والحجر الأسود
    بواسطة صاحب حجر في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 21-01-2014, 11:41 AM
  4. الإمام المهديّ يؤمن بالتّوراة والإنجيل والقرآن العظيم، وأعلنُ الكفر بما يخالف في التّوراة والإنجيل لمحكم القرآن العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-05-2013, 06:33 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •