الموضوع: والله العظيم لو نطق الشجر والحجر بتكذيب الإمام لن أصدقهم!

صفحة 5 من 9 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 89
  1. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4926 من موضوع بيانُ الصَّيحةِ بالحَقِّ مِن السَّماء في شَهر رمضان تَصديق البيان الحَقِّ للقرآن ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    26 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    22 - 04 - 2009 مـ
    12:17 صباحًا
    (بحسب التقويم الرّسمي لأُمّ القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=449
    ـــــــــــــــــــــ


    بيانُ الصَّيحةِ بالحَقِّ مِن السَّماء في شَهر رمضان تَصديق البيان الحَقِّ للقرآن ..


    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴿١﴾ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴿٢﴾ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴿٣﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ۖ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿٤﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٥﴾ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٦﴾ وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴿٧﴾ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا ﴿١٠﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١﴾ إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴿١٣﴾ لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴿١٤﴾ قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ﴿١٥﴾ لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا ﴿١٦﴾ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿٢١﴾ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ﴿٢٢﴾ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴿٢٤﴾ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢﴾ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٣٤﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ﴿٣٥﴾ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ﴿٣٦﴾ وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿٣٧﴾ وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا ﴿٣٨﴾ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ۖ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴿٣٩﴾ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴿٤٠﴾ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّـهُ رَسُولًا ﴿٤١﴾ إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٢﴾ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴿٤٣﴾ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴿٤٥﴾ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴿٤٦﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴿٤٧﴾ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴿٤٨﴾ لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴿٤٩﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴿٥٠﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا ﴿٥١﴾ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    مِن الإمام المَهديّ ناصر محمد اليمانيّ إلى كافَّة المُسلمين والنَّاس أجمعين، والسَّلام على مَن اتَّبع الهُدى مِن العالَمين..

    ويا معشَر البَشَر، لا نزال نُجاهِدكم بالبيان الحَقِّ للذِّكر جِهادًا كبيرًا، ولَن يَتَّبِع المَهديّ المُنتظَر الحَقّ أهواءكم ونُجاهِدكم بالقرآن العظيم جِهادًا كَبيرًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم.

    ولا نزال مُهَيمنين على كافَّة عُلماء الأُمَّة بالبَسطة في العِلم بالبيان الحقّ للذِّكر (القرآن العظيم)، المَرجِع الحَقّ للدِّين إن كُنتم بِه مُؤمنين، فإذا وجدتم الإمام ناصر محمد اليمانيّ حقًّا زاده الله على كافة عُلماء الأُمَّة بسطَةً في العِلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فإنَّ لِكُلّ دَعوى بُرهانٌ، فإن كان الإنسان المَهديّ المنتظَر حقًّا عَلَّمه الله البيان الحَقّ للقرآن فلا ولن تُحاجوني مِن القرآن إلَّا جِئتكم بالحَقّ وأحسن تفسيرًا منكم أجمعين، فإن لم يُؤَيِّدني رَبّي بالبيان الحَقّ للقرآن وأحسن تفسيرًا مِنكم فاحذَروا؛ فلستُ المَهديّ المُنتظَر الحَقّ مِن ربّكم، وإن ألجمكم ناصر محمد اليمانيّ بالبيان الحقّ للقرآن فأعرضتم عن الحقّ مِن رَبّكم فقد أُقيمت الحُجَّة، فادرَأوا الحُجَّة بالحُجَّة فإني أُحاجّكم بالعِلم والسُّلطان مِن مُحكَم القرآن، وأرى كَثيرًا مِنكم لا يَعجِبه تَمَسُّك ناصر محمد اليمانيّ بالحُجَّة الحَقّ مِن القرآن ويريد أن أُحاجّه بِغَير ذلك! ثم يجد ردّه مِن الله مُباشرةً في الكتاب مُعلِنًا الحُجّة بالحَقّ عليكم وعلى مُحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وعلى ناصر محمد اليمانيّ، فيجِد إعلان الحُجَّة بالحَقّ في قول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    فأنا المَهديّ المُنتظَر الحَقّ مِن رَبِّكم أُحاجّكم بآيات الله، فبأيّ حديثٍ تريدون أن أُحاجّكم به بَعد آيات الله إن كنتم تعقلون؟! وتذكّروا قول الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وأمَّا السُّنة النّبويّة فما كان حقًّا منها فسوف تجدونه في بيان ناصر محمد اليمانيّ مِن ذات القرآن، وما كان باطِلًا موضوعًا فيها فسوف تجدونه مُخالِفًا لبيان ناصر محمّد اليمانيّ مِن ذات القرآن، وأمَّا الذي لا يُوافِق مِنها ولا يختَلِف مع القرآن فقد جعل الله لكُم سَمعًا وبَصَرًا وفُؤادًا فَخُذوا ما يقبله العَقْل ويطمئن إليه القلب إن كنتم تعقِلون.

    ويا أُمَّة الإسلام، إني أجِدُ في كتاب الله كذلك شرطًا مِن أشراط الساعة الكُبرى وهو صَوتٌ مِن السَّماء ويحدُث خلال شَهرٍ كَريمٍ مِن أشهر رمضان المُعَظَّم وفي ليلة الجمعة، ولا أدري هل هو رمضان هذا 1430، غير أنَّ مِن البيان الحَقّ للقرآن ما قد بدأ تأويله بالتَّصديق بالفِعل على الواقع الحقيقيّ وأنتم الآن في عَصر أشراط الساعة الكُبرى وفي عَصر دعوة الحوار للمهديّ المنتظَر مِن قبل الظهور فأبيّن لَكُم حقائق أشراط السَّاعة الكُبرى يصدقها الله على الواقع الحقيقيّ، ومِنها أن تُدرِك الشّمس القمر؛ فَحَدث، ولا تزالون في جدالٍ كبيرٍ فيما بينكم بسبب انتفاخ الأهلّة وكِبَرٍ في حجم منازله الأولى فترون هِلال الليلة الثَّانية وكأنَّه هِلال الليلة الثالثة، وقد فصَّلنا لَكُم السَّبب مِن الكتاب تفصيلًا أنَّ ذلك بسبب ولادة الهِلال مِن قبل الاقتران فتجتمع به الشّمس وقد هو هلالًا ثم يتجاوزها ثم يشهد منكم رؤيته ولا يُشاهده آخرون إلَّا الليلة الثانية فيرونه مُنتَفِخًا وكأنه هلال الليلة الثالثة فيدهشهم ذلك، وقد أفتيناكم أنه بسبب عُمْر الهلال الذي بدأ مِن لحظة ميلاده مِن قَبْل الاقتران ثم اجتمع بالشمس وقد وُلِد الهِلال مِن قبل الاقتران، وعُلماء الفَلَك يعلمون أن الثانية الأولى تبدأ من بعد الاقتران والمَيل شرقًا ولا يعلمون أن هذه القاعدة الكونيّة قد اختلت لبِدء التَّصديق لأشراط الساعة الكُبَر. تصديقًا لقوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الشمس].

    برغم أن القاعدة الكونيَّة لجريان الشّمس والقَمَر: لا الشَّمس ينبغي لها أن تُدرِك القَمَر فيتلوها، وكذلك الليل لا ينبغي له أن يَسبِق النهار فيتلوه النهار حتى يأتي عَصْر الظهور للمهديّ المنتظَر فيُنذِر البشر أنهم دخلوا عَصر أشراط الساعة الكُبَر فيقول لهم: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا مَعشَر عُلماء الفَلَك، هل ممكن أن يَمُرّ 354 يومًا مُنذ رؤية هِلال شعبان 1429 ولَم يُولَد هِلال شعبان 1430؟ أفلا تعقلون؟! وأنتم تعلمون أن غُرَّة شعبان لعام 1429 شوهدت في مصر وفي السعوديّة بعد غروب شمس الجمعة (نهاية شعبان) فبدأت غُرَّة رمضان 1429 بيوم السبت، فإذا حسبتم مِن ليلة السبت 354 يومًا سوف تجدون مِن المفروض أن تكون غُرَّة شعبان الأربعاء لعام 1430 لأنها انقضت سنةٌ كاملةٌ حسب رؤيَّة الأهِلَّة عِدَّة أيامها 354، ولكنكم تعلمون أنَّ يوم الأربعاء سيحدث فيه كسوفٌ شمسيٌّ ولو لم يشهده الكثير، المُهِم أنكم تعلمون عِلم اليقين يا معشر علماء الفَلَك أنه حقًّا سوف يحدُث كسوفٌ شمسيٌّ يوم الأربعاء، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ممكن أن يَمُرّ 354 يومًا منذ غرّة شعبان 1429 (ليلة السبت) إلى غروب شمس الثلاثاء (تجدونها سنة كاملة حسب رؤيّة الأهِلّة عدة أيامها 354)؛ فهل مِن المعقول أن يَمُرّ 354 يومًا ولم تأتِ لحظة ولادة هلال شعبان 1430؟! فهذا يستحيل عِلميًّا ومنطقيًّا، وليس معنى ذلك أنكم سوف تُشاهدون هلال شعبان 1430 بعد غروب شمس الثلاثاء، كَلَّا لن يُشاهَد لأنَّ الشّمس أدركته وجاءت لحظة ميلاده وهو لا يزال يجري وراء الشَّمس ولم يجتمع بها إلَّا يوم الأربعاء، وبِما أن الكسوف الشمسيّ لن يحدث إلَّا يوم الأربعاء وقد مضى مِن غرّة شعبان الشرعيّة مِن عام 1429 من ليلة السبت إلى يوم الأربعاء 355 يومًا إذًا يا قوم لقد اجتمعت الشّمس بالقمر وقد هو هلالًا، أفلا تعقلون؟! وأما رؤيّة هِلال شعبان فسوف يُشاهَد بعد غروب شمس الأربعاء ليلة الخميس، وبِما أنّ علماء الفلك لا يعلمون أنّ الهلال وُلِد قَبْل الكسوف فاجتمعت به الشّمس وقد هو هلالًا سوف يحسبون عُمْر الهِلال مِن بعد اجتماع الشّمس بالقمر في الكسوف الشمسيّ وعلى حساباتهم الدقيقة والمعتادة سوف يستحيلون رؤيّة هلال رمضان لعام 1430 بعد غروب شمس الخميس 29 شعبان لأنهم لا يعلمون أن الشَّمْس أدركَت القمر في أول شهر شعبان وسوف يُعلِنون لكم أنه لا بُدّ للإتمام لشهر شعبان ثلاثين يومًا بالجمعة.

    ولَكِنَّ ناصر محمد اليماني يُفتي بالحَقّ أنه لا ينبغي للشهر الهجريّ القَمَريّ أن يكون واحدًا وثلاثين يومًا أبدًا أبدًا. وأقسمُ بالله العظيم لَئِن تنازلتم يا مَعشَر عُلماء الفَلَك عَن كبركم وغروركم فراقبتم هِلال رمضان مع مَجلِس القضاء الأعلى بَعْد غروب شمس الخميس أنَّكم حَتمًا سوف تُشاهدون هِلال رمضان بعد غروب شمس الخميس بإذن الله ليلة الجمعة، فيشهد الطرفان عُلماء الفَلَك بالمملكة العربيّة السعوديّة ومجلس القضاء الأعلى هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة المُباركة، وأعلمُ أن مجلس القضاء الأعلى لن تدهشهم رؤيّة الهِلال شيئًا ولَن يندهش في العالَم بأسرِه غير أهل العِلم بجريان القَمَر وهُم عُلَماء الفَلَك، ولكنهم لا يُراقبون دائمًا أهِلّة المُستَحيل عِلميًّا لأنهم لا يعلمون أن الشَّمس أدركَت القَمَر تصديقًا لأحد أشراط الساعة الكُبَر، وكافة علماء الفَلَك يعلمون أن شهر شعبان لعام 1430 لا بُدَّ له أن تكون عدته ثلاثين يومًا بدءًا مِن يوم الخميس غُرَّة شعبان 1430، ولذلك سوف تُصيبهم الدَّهشة مِن رؤيَّة هِلال رمضان 1430 بَعْد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة المُبارَكة فيقولون يا للعجب! والجواب عن السَّبَب أفتيكم به مُقَدَّمًا مِن الكتاب أنه بسبب حدوث شَرط مِن أشراط الساعة فَوُلِدَ هِلال شعبان مِن قَبْل الكسوف ليوم الأربعاء فاجتمعت به الشَّمس يوم الأربعاء وقد هو هلالًا، ولن يتبيَّن لَكُم ذلك يا معشَر عُلَمَاء الفَلَك إلَّا آخر شَهْر شعبان، فعليكم أن تُراقِبوا هِلال رمضان بعد غروب شمس الخميس 29 شعبان وسوف تَشهَدون هِلال رمضان بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة المُبارَكة فتكون غُرَّة رمضان لعام 1430 هي يوم الجمعة المُبارَكة، ولا أدري هل الصَّيحة في رمضان هذا 1430؟ ومَهما كان توقعي حتى ولو كان بنسبة 99% فلا ينبغي لي أن أفتي بذلك ما لم يَكُن 100/100 وذلك حتى لا أقول على الله ما لَم أعلم عِلم اليقين، ولكني أستطيع أن أفتيكم بالحَقّ عن الصَّيحة في الكتاب أنها تكون في أحد أشهر رمضان، ويكون غرّة رمضان الجمعة الذي تكون فيه الصيحة.

    ولرُبَّما يودّ أحد المستعجلين أن يقاطعني فيقول: "عَجِّل وأفتِنا ما هو الصوت الذي يُسمَع مِن السَّماء في رمضان؟ أليس صوت جبريل يُنادي باسم المَهديّ المُنتظَر؟" ومِن ثمّ أردّ عليه وأقول: ليس كذلك؛ ولو طَرَق بابَك أحدٌ ألست تَقول: "مَن الطَّارق؟" وذلك لأنك سمعت طَرْق الباب، وكذلك سوف تسمعون صَوتًا يطرق مَسامعكم آتٍ مِن السماء، فَمِن أين مَصدَر الصوت مِن السماء؟ والجواب: إنَّه صوت النَّجِم الثَّاقِب. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿٢﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الطارق].

    وذلك النَّجم هو كَوكَب سَقَر، سوف تسمعون صوتها حين تراكُم مِن مكانٍ بعيدٍ. وما هو الصَّوت الذي سوف يطرق مسامعكم مِنها؟ إنَّه دويّ انفجارٍ ضَخْم مِن السَّماء. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وذلك هو الصَّوت المُرتَقَب الذي يحدُث في رمضان كإنذارٍ للبَشَر أن يُصَدِّقوا المهديّ المنتظَر قَبْل أن تقترب إليهم أكثَر فأكثَر فتُهِلكهم فيدخلهم الله فيها فيدعون ثُبورًا.

    ولربَّما يودّ أحد الجاهلين عَمَّا جاء في القرآن العظيم أن يُقاطِعني فيَقول: "كيف تقول أنَّه كوكَب سَقَر كوكب أرضي والآن حوَّلتها إلى نجمٍ؟". ومن ثم نرد عليه بالحقّ وأقول: إن الله يُسَمّي النجوم والأراضين جميعًا بالكواكب. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافّات].

    فما هي الكواكب؟ إنَّها النجوم وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [المُلك].

    إذًا الكواكب اسم شامل لجميع الكواكب في الكون، ولكن منها ما هو كَوكبٌ مُضِيء ومنها ما هو كوكبٌ مُنيرٌ يقتبس نوره مِن الكوكب المُضيء، وأسفَل الأراضين السَّبع مِن الكواكب المُضيئة ويحمل الحُطَمة وما أدراك ما الحُطَمة؟ نار الله المُوقَدة، ولم يجعل الله وقودها كمثل وقود النُّجوم في ذاتها ثُم ينفد؛ بل وقودها النَّاس والحِجارة وكُلّ ما يسقُط مِن السَّماء فإذا تجاوز عَن الأرض بعيدًا فإنه يَهوي إليها فهي ذاتها المَكان السَّحيق المَذكور في الكتاب. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} صدق الله العظيم [الحج:31].

    وذلك هو المَكان السَّحيق، وأي شيء يَخرُج عن فَلَكه المَعلوم في السَّماء فيهوي سابِحًا في الفضاء فمصيره في المكان السَّحيق فيها، فإذا تجاوز عن الأرض بعيدًا فلن يتجاوز كوكب سَقَر فقد جعلها الله زبالةً كونيّة، وما هَوَى مِن السماء فتجاوز بعيدًا عَن الأرض فهو يَهوي إليها، وهذا يدل على أنَّ لها جاذبيَّة قويَّة جِدًا برغم أنَّ مركز الجاذبيَّة الكَونيَّة في الأرض ولكِنَّها مُقيَّدة ولن تتضاعف إلَّا حين تتفَجَّر الأرض فتتحوَّل إلى بالوعةٍ كَونيّةٍ تبتلِع كُلّ شَيءٍ في الكون كُلُّه إلَّا كوكب سَقَر فإنَّها لا تستطيع أن تبتلعها أبدًا نظرًا لقوَّة جاذبيَّتها.

    على كُلِّ حالٍ نعود إلى الصَّيحة وتفَصيلها في الكتاب فَهي ليست صيحة جِبريل كما يقول على الله الذين لا يعلمون؛ بل هو صَوت انفجارٍ كَونيٍّ مَصدره مِن النَّجِم الثَّاقِب كَوكَب سَقَر، وما أدراك ما سَقَر؟ وقودها الأحجار والبَشَر الكُفَّار، {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وذلك هو الصوت المُنتظَر حدوثه في شهر يكون شهر رمضان وتكون غُرَّته بيوم جمعة، فهل هو في رمضان هذا 1430؟ {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ولكن ما الذي يلي الانفجار؟ إنَّهُ كِسَف الانفجار وهو ما سوف يظنونه سَحابًا مَركومًا ومَصدره مِن كَوكَب سَقَر يشهدونه مِن بعد الانفجار فيظنونه سَحابًا مَركومًا، وهذا الحَدَث من قَبْل الاقتراب الأكبَر. تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَـٰذَا ۚ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٣٢﴾ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ۚ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٣﴾ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ﴿٣٤﴾ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴿٣٧﴾ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ ۖ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٣٨﴾ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ﴿٣٩﴾ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ ﴿٤٠﴾ أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴿٤١﴾ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ﴿٤٢﴾ أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٣﴾ وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ﴿٤٤﴾ فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴿٤٥﴾ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٦﴾ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾} [الطور].

    {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان].

    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية:٦].

    {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٢﴾} [الصافّات].
    صدق الله العظيم.

    أخو المُؤمنين بآيات الله في الكِتاب الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي




    اقتباس المشاركة 4927 من موضوع بيانُ الصَّيحةِ بالحَقِّ مِن السَّماء في شَهر رمضان تَصديق البيان الحَقِّ للقرآن ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    18 -07 - 2009 مـ
    25 - رجب - 1430 هـ
    01:11 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأُمّ القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1022
    ________



    {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾}
    صدق الله العظيـــــم ..



    اقتباس المشاركة :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أعلم أن أسئلتي كثيرة ولكن هذا حديث أثار اهتمامي بشكل كبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول:
    "يطلع كوكب في آخر الزمان من المشرق، يكون في ذلك العام صيحة في رمضان يموت فيها سبعون ألفاً، ويعمى سبعون ألفاً، ويتيه سبعون ألفاً، ويخرس سبعون ألفاً، وينفتق سبعون ألف عذراء، ويصعق سبعون ألفاً، ويصم سبعون ألفاً، قيل يا رسول الله ما تأمرنا إن كان ذلك؟ قال: عليكم بالصدقة والصلاة والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن، قيل يا رسول الله: ما علامة ذلك ألا يكون في تلك السنة؟ قال: إذا مضى النصف من رمضان ولم يكن فقد أمنت السنة"

    أنت أعلم يا إمامنا بشأن هذا الحديث، فالذي أثارني هو كلمة النصف من رمضان بعد مرور هذا الوقت فقد سلمنا هذا العام من رمضان ؟
    أعلم أني كثرت من الأسئلة ولكن رجائي أن تفتنا من عندك وأسال الله أن يقنا من عذابه
    انتهى الاقتباس
    بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على مُحَمدٍ وآل مُحمَدٍ الطَّيبين والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدِّين، وسَلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين..

    قال الله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وبالنِّسبة للحديث فَفيه إدراجٌ كَثيرٌ.

    ويا أخْي الكَريم إنِّي أخْشَى على هَذه الأُمَّة وأُريد إنقاذها لأنّي والله أرى أنني لو أُحَدِد لَهُم بالضبط التاريخ واليوم فإنهم سوف يُنْظِرون التَّصديق بالحَقّ مِن رَبّهم حتى يروا العَذاب الأليم، وكأنَّهم يقولون: {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ولَكِنَّ المُتَّقين لَن ينتظروا فيُنظِرون التَّصديق بالحَقّ مِن رَبِّهم حتى يَروا العَذاب الأليم، كَلَّا؛ بَل سوف يُنيبون إلى رَبِّهم فيقولون:
    "اللهم إنْ كان هذا هو الحَقّ مِن عِندك فأرِنا الحَقّ حقًّا وارزقنا اتِّباعه واجعلنا مِن الأنصار السَّابقين الأخيار لنُصرة الحَقّ مِن عندك إنَّك بعبادك عَليمٌ يا مَن تعلَم بِما في أنفسنا ولا نعلَم بِما في نفسك، نحن في ذِمَّتك يا مَن كتَبت على نَفسك الرَّحمة أن لا تعمينا عَن الحقّ بسبب ظُلمنا لأنفسنا ووعدك الحَقّ وأنت أرحَم الرَّاحمين، اللهم أسألك بِحَقّ لا إله إلَّا أنت وبِحَقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبِحَقّ عظيم نَعيم رضوان نفسك أن تهدينا إلى الحَقّ وتُثَبِّتنا عليه ومِن السَّابقين إليه إنَّك أنت السَّميع العَليم".

    وقَلبه يخشَع وعينَه تَدمَع، ومِن ثمَّ يُجيب الله دعوة الدَّاعي. تصديقًا لِوَعد الله الحَقّ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60]، ومِن ثمَّ يريه الله الحَقِّ حقًّا ويرزقه اِتّباعه، إنَّ الهُدى هُدى الله يهدي إليه مَن يُنيب مِن عباده، ومَن استغنى بِما عِنده سَواءٌ كان حقًّا أم باطِلًا فلا يهديه الله أبدًا حتى يُنيب إلى رَبِّه ليَهدي قَلبه.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    صدقت اخي ويشهد الله انه الامام المهدي واني لمست هذا بعد التحاقي بركب الانصار الاخيار واني رايت من البشارات الالهية والحمدلله رب العالمين وسبحان الله
    وكم يحدث ان احلف بالشهادة بهذا فيقولون لي اوتحلفين اقول نعم احلف برب العالمين انه هو المهدي المنتظر وان كنتم كارهون
    وما انا بالتي اشهد بالكذب والحمدلله رب العالمين
    وسبحان الله عما يصفون

  4. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4910 من موضوع وكلٌّ يحفظها بطريقته المُثلى ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 07 - 1431 هـ
    30 - 06 - 2010 مـ
    10:57

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=3672
    ـــــــــــــــــ



    جميلٌ قولك أيّها الطيب، ومنطق حكيمٌ وكلٌّ يحفظها بطريقته المُثلى ..

    اقتباس المشاركة : رجل طيب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سمعت من مصادر متعددة عن احتمال وقوع عاصفة شمسية هائلة ستعطل لو شاء الله جميع الأدوات الإلكترونية فتبادرت إلى ذهني الأسئلة التالية:
    ما مدى إستعداد إدارة الموقع لهذه العاصفة؟
    وهل بيانات الإمام حفظه الله في أمان؟
    من المعلوم أن أكثر الأجهزة تضرراً أصغرها خصوصاً الأقراص الصلبة والذاكرات التي يمكن أن تتفرغ بشكل كامل من المعطيات إذا تعرضت لموجة من الإشعاع فما الحل؟
    أولاً يجب طباعة بيانات الإمام على الورق ومن الأفضل نسخها يدوياً بقلم الحبر
    ثانيا يجب تخزين بيانات الموقع على وسائط متعددة وتخزين الوسائط داخل صندوق حديدي سميك لحمايتها من الإشعاع الشمسي
    إذاً لتعزيز فرص نجاة البيانات يجب تخزينها داخل قرص صلب
    وتخزينها مرة أخرى داخل أقراص مدمجة ومرة أخرى داخل ذاكرات ووضع الكل داخل علبة حديدية ووضع العلبة داخل صندوق ودفن الصندوق تحت الأرض
    انتهى الاقتباس من رجل طيب
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    سلامُ الله عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على الرجل الطيب؛ طيّب القلب عابد الربّ مُنير الدرب الحريص على حفظ بيان الكتاب ومن أولي الألباب، ألا وإنّ قوله هو القول الصواب ويكفيكم درساً ما حدث من قبل بسبب عُطلٍ في الموقع افتقدنا العديد من البيانات.

    ولذلك فإنّ الإمام المهديّ يضمّ رأيه إلى رأي الرجل الطيّب أن تقوموا بحفظ البيانات حصريّاً للإمام ناصر محمد اليماني من غير حفظ الجدل للآخرين في ردودهم؛ بل المهم بيانات القرآن العظيم لتُنير دربكم ودرب من أراد الحقّ إلى يوم الدين، وكلٌّ يحفظها بطريقته المُثلى.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي


    اقتباس المشاركة 97164 من موضوع من الإمام المهدي إلى كافة المهديين أحباب الله رب العالمين

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - صفر - 1430 هـ
    27 - 01 - 2009 مـ
    10:50 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ



    يا معشر المهديِّين إنكم تنقسمون إلى ثلاثٍ كما علّمني الله بالقرآن العظيم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    يا معشر المهديِّين في العالمين، إني أراكم في القرآن العظيم من بعد ما تبيّن لكم الحقّ سوف تنقسمون إلى ثلاث جماعاتٍ:
    1- فمنهم ظالمٌ لنفسه عرف الحقّ وأعرض عنه ويرى أنه خيرٌ وأعلم، فظلم نفسه.
    2- ومنكم صدَّق واكتفى بالتصديق ولم ينفق وأولئك المُقتصدون المؤمنون بأنّ ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظَر ولكنهم لم يرقوا إلى درجة اليقين بشأن ناصر محمد اليماني ولذلك اكتفوا بالتصديق ولم ينفقوا خوفاً أن لا يكون هو المهديّ المنتظَر.
    3- ومنكم أحباب الله الموقنين السابقون بالخيرات صدَّقوا وأنفقوا نُصرةً للحقّ من ربّ العالمين وفازوا بحُب الله وقربه ورضوان نفسه وكذلك الذين لا يجدون ما ينفقون؛ أولئك صفوة المهديِّين أحباب الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴿31﴾ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    فأمّا الذين ظلموا أنفسهم، فكلٌ منهم استمر في عقيدته الأولى بأنّه هو المهديّ المنتظَر وأنّه ليس من المهديِّين إلى المهديّ المنتظَر، أولئك سبب فتنتهم عرش الخلافة كما كانت فتنة إبليس ولذلك لم يسجد لآدم بالطاعة لأنه يرى أنّه أولى من آدم بالخلافة وخيرٌ منه وأعلم، وغضب من الله لماذا يُكَرِّم آدم عليه فهو يرى أنّه أولى بالخلافة من آدم ويرى أنه خيرٌ من آدم، ولذلك لم يسجد له برغم أنه يعلمُ أنّ آدم خليفة الله المصطفى، وزاغ عن الحقّ ثم أزاغ الله قلبه ولعنه وطرده من رحمته، ولو قال ربِّ اغفر لي لوجد الله غفوراً رحيماً، ولكنه قد أخذته العزّة بالإثم وطلب من الله أن يُنِظره فيؤخِّره ليصدّ عن الحقّ وهو يعلم أنّه الحقّ ويدعو للباطل وهو يعلم أنّه الباطل، ثم أجابه الله ليزداد إثماً ويبتلي به عباده. وقال الله تعالى:
    {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿62﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وسبب عدم سجود إبليس لآدم هو عدم رضوانه باصطفاء الله لآدم ويرى أنّه خيرٌ وأولى، وأما الملائكة الذين كانوا يعتقدون أنّ خليفة الله سوف يصطفيه الله منهم فبرغم أنّهم لم يكونوا راضين باصطفاء آدم ليس بزعمهم أنه سيفسد فيها ويسفك الدماء، وإنما ذلك تحججٌ منهم بل يرون أنهم أولى، ولذلك قالوا:
    {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    بل يرون أنهم أولى، وهو المقصود من قولهم:
    {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} أي ألسنا أحقّ أن تصطفي خليفتك من الملائكة {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}؟ ولكنهم سجدوا طاعة لله وخشية منه. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿71﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿72﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿73﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿74﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿75﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿76﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿77﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿78﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿79﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿80﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿81﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿82﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿83﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿84﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويا معشر المهديِّين من الذين أورثهم الله علم الكتاب إنّ منكم ظالمٌ لنفسه، وأوحى الله إليه إنّه المهديّ أي المهديّ إلى علم الهدى وكان يظنّ نفسه أنّهُ علم الهدى بذاته المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين! حتى إذا تبيّن له أنّه ليس إلا من المهديِّين إلى المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين ومن ثم لم يرضَ بالحقّ بعد ما تبيّن له أنّه الحقّ من ربه، وقال كما قال إبليس:
    {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ} واستكبر وأبى السجود لخليفة ربّه المُصطفى حتى غضب الله عليه ولعنه ثم ازداد إصراره على الباطل ولم يقل ربّي اغفر لي ولو قال ذلك لوجد الله غفوراً رحيماً، ولكنه قال: {رَبِّ فَأَنظِرْنِي}، أي أَخِّرني وذلك من باب التحدي للعداء لخليفة ربِّه وذريته ليُضلَّهم عن الصراط المُستقيم. ومن ثم جعله الله إماماً للكُفر يدعو إلى الكفر وهو يعلم أنّه على باطل ثم وعده الله ومن تبعه بنار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿84﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويا معشر المهديِّين، إنّ كرسي الخلافة الشاملة ذو درجةٍ لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين، ولكنّ لها شرطٌ وحتى ولو اصطفى الله عبداً ولم يعلم بحقيقة شرطها فحتماً سوف يفشل ولن تدوم له كما ذهبت من آدم وتذهب منه إلى سواه إلى من هو أهل لها، ولها وسيلة في الكتاب وظنّ عباد الله المُقربين من الأنبياء والمرسلين والصدِّيقين أنّ شرطها أن يكون أحبّ عبدٍ وأقربَ عبدٍ لربّ العالمين، وظنوا كذلك أنّ الوسيلة هي أن يكون أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى ربه ولذلك تنافسوا على درجة الحُبّ والقرب من ربّهم. وقال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57]. والبيان لقوله تعالى: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾}؛ أي يرجون جنته ويخافون ناره.

    ويا معشر الطامعين في درجة الخلافة الشاملة للأولى والآخرة فيتمنّون الفوز بها أُقسم بالله ربّ العالمين لو اصطفى الله أحدكم لما دامت له ويذهبها الله منه إلى سواه إلاَّ من يعبد الله كما ينبغي أَن يُعبد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿24﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    والبيان الحقّ لهذه الآية أنّ الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد فقد حقّق الهدف الذي خلقه الله من أجله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولذلك سوف يؤتيه الله ملكوت الأولى والآخرة ومن ثم يفتدي بالبعوضة فما فوقها من الملكوت، بمعنى لو أدخل الله كُل شيء في رحمته إلا بعوضةً واحدةً أخرجها الله عن ملكوت هذا العبد لتكون في نار جهنم ومن ثم يقول الله تعالى لهذا العبد إنّ هذه البعوضة قد حكمنا عليها بالخلود في نار جهنم إلا أن يفتدي هذه البعوضة بما فوقها من الملكوت كله، ثم يعلم الله ويشهد بأن هذا العبد لن يحزن شيئاً على عرش الملكوت؛ بل سوف يفرح فرحاً كبيراً ويكبِّر الله تكبيراً ثم يقول: "إنّي أُشهِدك ربّي أنّي افتديتُ هذه البعوضة من عذاب الخلود في نار جهنم بما آتيتني من الملكوت كُله عن طيب نفسٍ وانشراح صدرٍ من غير أسىً ولا حُزنٍ شيئاً، وأنت على ذلك لمن الشاهدين".

    فلماذا يا معشر المُتقين الذين لن يملكوا من الرحمن خطاباً يوم القيامة، فهل منكم من يشتري بعوضةً بالملكوت كُله؟ حتماً لا. ولكنّي أُقسم بالله الذي لا أعبدُ سواه أنّي لا أتوقف عند ذلك؛ بل لو يقول لي ربي بعد أن افتديت بعوضة بالملكوت كُله ثم يأبى ويقول: بل افتديها بنفسك أنت واقذف بنفسك في نار جهنم حتى إذا قذفت بنفسك في سواء الجحيم في نار جهنم ومن ثم سوف يخرجها ربّك فور أن تُلقي بنفسك في نار جهنم ثم يخرجك ويحقق هدفك النّعيم الأعظم فيكون ربك راضياً في نفسه.
    وأقسم بالله العلي العظيم البر الرحيم الذي يحيي العظام وهي رميم أني سوف أفعل ذلك لو لم يتحقق هدفي إلا بذلك، ومنه التثبيت على ذلك. والله على ما أقول شهيد ووكيل، فلماذا وقد رضي الله عني وجعلني خليفته على ملكوت كُلّ شيء من البعوضة فما فوقها وآتاني ملكوت الدنيا والآخرة، فماذا أبغي بعد ذلك في نظركم؟
    ولكني أعلم بنعيمٍ هو أعظم من ذلك كله؛ أقسمُ بالله ربّ العالمين، وهو أن يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، وإني لستُ مُتحسراً على عباد الله بل حسرتي من حسرة من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين، وليس افتداء البعوضة رحمةً مني؛ بل لتحقيق الهدف فيكون الله راضياً في نفسه، وذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لي والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، فهل منكم من سوف يفعل ذلك؟ وفي ذلك سرّ الوسيلة للإمام المهديّ خليفة الله على الملكوت كُله من البعوضة فما فوقها الذي سوف يهدي الله به الناس أجمعين إلا شياطين الجنّ والإنس الذين علموا أنّه الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم فلما رأوه زُلفةً سِيئَت وجُوههم لأنهم يعلمون أنّ هلاكهم قد اقترب ما دام بَعَثَ اللهُ الإمامَ المهديّ الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ﴿27﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وما هو هذا الذي كانوا به يدَّعون؟ إنها المهدِّية بغير الحقّ عن طريق الممسوسين من الشياطين الذين يَؤُزّونَهم بأَنّ يدَّعي كُلٌ منهم أنّه الإمام المهديّ على مرّ العصور حتى إذا رأوه زلفةً ببعث الإمام المهديّ
    {وَقِيلَ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} أي هذا هو الإمام المهديّ الذي كنتم به تدّعون فمنهم من اتّبع الحقّ ومنهم من أخذته العزّة بالإثم وحسبه جهنّم وبئس المهاد.

    ويا نسيم، لا تكن كمثل الشيطان الرجيم الذي أخذته العزّة بالإثم ولا تقل كما قال شياطين البشر سمعنا وعصينا فأنت جزء من هدفي وغايتي وأقسمُ بربّ العالمين لو يخيّرني الله ما بين دخولك جهنم أو أفتديك بدرجة الخلافة الشاملة لافتديتك بها، فكيف لا أفتديك بها وأنا سوف أفتدي بها حتى بعوضة بما فوقها من الملكوت أجمعين! وذلك لأنّ درجة الخلافة ليست غايتي شيئاً؛ بل غايتي هو نعيمٌ أعظم من نعيم الآخرة والأولى وهو أن يكون الله راضياً في نفسه ليس مُتحسراً على عباده.

    ويا أخي نسيم، أرأيت لو عصاك ولدك سنين عدداً ومن ثم ألقيتَ به أنت في نار جهنم فهل تراك سوف تقعد مسروراً بذلك؟ حاشا لله، إنَّ حسرتك على ولدك ستكون كُبرى مهما عصاكَ فما بالك بحسرة من هو أرحم بولدك منك الله أرحم الراحمين؟
    فسلني عن الرحمن فأخبرك بحاله فأنا العبد الخبير بالرحمن وأنا عبده الخبير به فقد وجدته ليس سعيداً في نفسه فكلما بعث الله رسولاً يدعو قومه إلى الحقّ فيكذِّبونه ومن ثم يهلكهم الله ببأسٍ شديد من لدنه بالحقّ من غير ظُلمٍ ومن ثم يلقي بهم الملائكةُ في نار جهنم، فهل ترى الله سعيداً بذلك؟ كلا وربّي إنَّهُ حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده الذين يصطرخون في نار جهنم ويقول في نفسه قولاً لا تسمعه ملائكته المقربون عنده ولا أحدٌ في السماوات والأرض من بعد أن يهلكهم فيسكت غضبه ويذهب غيظه، ومن ثم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أحباب الله ربّ العالمين، إن كنتم تُحبّون الله فهل يرضيكم أن تستمتعوا بالنعيم والحور العين وأنتم تعلمون أنّ الله غير راضٍ في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم؟ وعَلِمَ الله بأَنَّ عبده الإمام المهديّ حَرَّمَ جنة النّعيم على نفسه حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولكن الله لا يكون راضياً في نفسه حتى يجعل الناس أمةً واحدةً على الهُدى، ومن أجل تحقيق هذا الهدف سوف يبعث الله كافة الذين كَذَّبُوا بالحقّ من ربّهم فأهلكهم من قومِ نوح فما بعدهم فإنّهم إليكم عائدون لكي يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على الهُدى تكريماً لعبده الإمام المهديّ، رحمة الله التي كتب على نفسه إلا من أبى رحمة الله بعدما تبيّن له أنّه الحقّ من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿26﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿28﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. فلا تكن منهم يا نسيم واتبّعني أهدِك صراطاً مُستقيماً.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل تؤمنون أنّ المهديّ المنتظَر سوف يهدي الله من أجله الناس أجمعين إلا الشياطين الذين علموا أنّه الحقّ من ربّهم فزادهم رجساً إلى رجسهم وأصَرُّوا على استكبارهم حسداً من عند أنفسهم بعدما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم وينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض؟ وكما تعلمون أولئك هم شياطين البشر الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتَّخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي والباطل يتَّخذونه سبيلاً ويحرِّفون كلام الله من بعد ما عقلوه، ولو أنهم استغفروا الله لذنوبهم واعترفوا بالحقّ لوجدوا لهم رباً غفوراً رحيماً مهما كانت ذنوبهم، وأقسمُ بالله العلي العظيم لو يتوب إبليس إلى الله متاباً لوسعته رحمة الله الذي وسع كُل شيءٍ رحمةً وعلماً، إلا من أبى رحمة الله.

    يا عباد الله من الجنّ والإنس، لقد أَنزل الله إليكم البُشرى برحمته لكم أجمعين إلا أن ترفضوا عرض الله، ولم يقل يا معشر الجنّ أو يا معشر الإنس بل جعله نداءً إلى عباده أجمعين. وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿53﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿54﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن أصدق من الله حديثاً يا عباد الله؟ أفلا ترون ما أعظم رحمة ربّكم وأنّه حقاً أرحم الراحمين، وأقسمُ بالله العلي العظيم إنّ هذا النداء الشامل يشمل حتى إبليس الشيطان الرجيم فهو ضمن عباد الله فقد وعدكم الله بالتوبة وأن يغفر ذنوبكم جميعاً دون أن يستثني ذنباً واحداً؛ بل الذنوب جميعاً شرط أن تنيبوا إلى ربّكم وتسلموا له. وعليه فإني أدعو كافة عباد الله من الجنّ والإنس وشياطين الجنّ والإنس إلى الإسلام والتوبة والإنابة إلى ربّهم فيغفر لهم جميع ذنوبهم ويبدِّلهم بحسنات العفو، فأيّ نعمة هذه ومن الذي سوف يقول لكم ذلك غير من هو أرحم بعباده من آبائهم وأمهاتهم الله أرحم الراحمين، أفلا يستحق أن تتعافوا يا عباد الله من أجله؟

    وأشهد الله وكفى بالله شهيداً بأنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين قد عفوت عن جميع من قد ظلمني في هذه الحياة قربةً لربي طمعاً في تحقيق رضوان نفسه، ومن كان يحب الله فلكل دعوى برهان فليعفُ معي عن عباد الله فيما اقترفوه من ذنبٍ في حقه الشخصي وتجدون الله أكرم منكم وهو خير الغافرين فيقول لكم يا عبادي لستم أكرم من ربّكم؛ بل أنا خير الغافرين قد غفرت للذين عفوتم عنهم من أجل ربّكم فعفا الله عنهم من أجلكم وهداهم.

    وأشهد الله أني قد عفوت عن أخي الكريم نسيم عسى الله أن يهديه إلى ما يحبه له ويرضاه، وعفوت عن جميع الذين شتموني أو أساءوا إلينا في عصر الحوار من قبل الظهور ورفعتُ عنهم الحجب عن عضويتهم أجمعين سواءً كانوا من الباحثين عن الحقّ أو الشياطين، وإنّما عفوت عنهم في حقي الشخصي ولا أستغفر لهم في حق الله وإنّما لعلّ الله يهدي من يشاء منهم من أجل عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخو عباد الله المُنيبين إليه؛ رحمة الله التي كتب على نفسه إلا من أبى الدخول في رحمة الله بعدما تبيّن له أنّه الحق؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4635 من موضوع المهديّ المنتظَر يحذّر النّصارى والمسلمين واليهود ..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    24 - شوال - 1428 هـ
    05 - 11 - 2007 مـ
    09:17 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=208

    ـــــــــــــــــــ


    المهديّ المنتظَر يحذّر النّصارى والمسلمين واليهود ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظر إلى النّصارى والمسلمين واليهود والنّاس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهدى وبعد..

    قال الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} صدق الله العظيم [النساء:48]. يا معشر المسلمين، إنه لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركون به عبادَه المقربين، ويا معشر النّصارى لقد ضللتم عن الصراط المستقيم وتعبدون المسيح عيسى وأمّه فتدعونهم من دون الله فأشركتم بالله المسيح عيسى ابن مريم وأمّه عليهما الصلاة والسلام، ويا معشر اليهود إنكم لتعبدون الشياطين من دون الله وأنتم تعلمون أنكم بالله مشركون وتعلمون الحقّ ولكنكم للحقّ كارهون، فتعالوا لننظر في علم الغيب في القرآن العظيم هل سينصرونكم أو ينتصرون؟ وقال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴿٢٤﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ﴿٢٥﴾ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وإني المهديّ المنتظَر لا أدّعي علم الغيب بل أخاطبكم من حديث علّام الغيوب، وأعلم بأن هذه الآية تخُصّكم أنتم وآلهتكم من الشياطين الذين تدعونهم من دون الله فتعيذون بهم من عذابه، ولكنهم لا يستطيعون نصر أنفسهم فكيف ترجون النّصر منهم؟ وقال الله تعالى:
    {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وهذه الآية تحتوي على ذكر ثلاثة مجموعات وهم: مجموعة الغاوين، ومجموعة علمائهم، والمجموعة الثالثة آلهتهم التي يعبدونها من دون الله من الشياطين.

    فلنبدأ بتوضيح مجموعة الغاوين وهم من اليهود الأُمّيين والذين لا يعلمون كثيراً من حقائق الأمور عن نهايتهم المأساويّة ومصدّقين الأمانيّ التي يخبرهم بها علماؤهم بأنهم هم المنتصرون وأنهم هم الوارثون وإنْ هم إلا يظنون على حسب ما يقوله لهم علماء اليهوديّة من شياطين البشر، وأكرر وأقول إن الغاوين في هذه الآية هم من الذين لا يعلمون من اليهود وإنما يتّبعون أحاديث علمائهم الذين يُمَنّونهم بالكذب وهم يعلمون، وقال الله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأما جنود إبليس فهم من شياطين الجنّ والإنس الذين يريدون أن يضلّوا اليهود والنّصارى والمسلمين والنّاس أجمعين، ومن شياطين الإنس علماء اليهود من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون أنهم على الله يكذبون، فلا نطمع في إيمانهم ذلك لأنهم ليسوا بغاويين ولا ضالّين حتى نبيّن لهم سبيل الحقّ من سبيل الضلال، وقال الله عن أوّلهم: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    أولئك هم علماء اليهود ومنهم الطائفة الذين جاؤوا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ مُحمداً رسول الله، والله يشهد إنّهم لكاذبون اتخذوا أيمانهم جُنّةً وتستراً بالدّين لأنهم من علماء اليهود، ومن ثم قد أصبحوا في نظر المسلمين بأنهم سوف يكونون من العلماء الأجلاء لأنهم يحيطون بالتوراة والقرآن لكي يأخذ عنهم المسلمون واعتمدوهم من رواة الحديث نظراً لأنهم كانوا علماء بالتّوراة وزادهم الله علماً بالقرآن فهم في نظر كثيرٍ من المسلمين نورٌ على نورٍ، لذلك كانوا يأخذون عنهم الأحاديث فقد اعتمدوهم من رواة الحديث نظراً لأنهم كانوا يلتزمون بالحضور إلى محاضرات محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد سبق وأنْ بيّن لكم ناصر اليماني بأنهم إذا خرجوا من مجالس الحديث من عند رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثم يبيّتون أحاديث غير الأحاديث التي قالها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وكما قلنا لكم من قبل بأن هذه الطائفة لهم صلة مباشرة مع شياطين الجنّ بل هم فيهم أي روحين في جسدٍ واحدٍ، ولكن الشياطين لا تمرضهم كما تمرض الآخرين إذا دخلوا فيهم لأنهم ليسوا أولياءهم، وإنما يبتلي الله بعض النّاس بمسوس الشياطين فيُمرضونهم، وأما اليهود فلا يمرضونهم لأنهم أولياؤهم، ولكن القرآن يحرق الشياطين الذين في أجساد علماء اليهود الحاضرين لدى مجلس محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكان مُحمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يأمر من يشاء من صحابته بتلاوة القرآن حتى يقول: حسبك. ومن ثم يُبيِّن لهم ما شاء الله من الآيات بالبيان بالحديث، ولكن لو نظر أحد الصحابة إلى وجوه اليهود كيف تتغير أثناء تلاوة القرآن لعرفوهم نظراً لأن نور القرآن يحرق النّار التي تسكن في أجسادهم من الشياطين، ولكن الصحابة الحقّ طلبة العلم مشغولون بالنظر إلى وجه أستاذهم ومعلمهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لذلك لم يعرفوا المنكر الذي يظهر في وجه علماء اليهود المؤمنين كذباً، ولكن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان مواجه القوم الحاضرين لذلك كان يرى ويعرف المنكر الذي يظهر في وجوه المنافقين من علماء اليهود، بل يراهم يكادون يسطون بالذين يتلون القرآن في المجلس، وذلك لأن القرآن نورٌ يحرق الشياطين الذين في أجسادهم فيشعر اليهود بتضايقٍ شديدٍ وغضبٍ في أنفسهم بل يكادون يسطون بالذين يتلون، وقال الله تعالى: {
    وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾}
    صدق الله العظيم [الحج].

    ومعنى قوله تعالى:
    {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ}، وذلك الذين يتلون القرآن في مجلس محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى يقول لمن يتلو: "حسبك" لكي يبيّن لهم هذه الآية تنفيذاً لأمر الله في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ومعنى قوله تعالى:
    {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}، ويقصد محمداً رسول الله بأنه يعرف في وجوه المؤمنين ظاهر الأمر الكافرين في الباطن من الحاضرين من علماء اليهود، وذلك لأن محمداً رسول الله مواجهٌ للمجلس فينظر إلى وجوه القوم أثناء تلاوة القرآن فيعرف المنكر وهم الشياطين في وجوه المنافقين التي تتغير أثناء القراءة بل يكادون ينقضُّون على الذين يتلون، ولكنهم يضغطون على أعصابهم فيصبرون حتى لا يُكتشف أمرهم فيصبرون على حريق القرآن في أجسادهم.

    ومعنى قوله تعالى:
    {
    قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الحج]، أي قل يا محمد بينك وبينهم: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾}.

    ولربّما يودّ أحد أن يقاطعني فيقول: "كيف يخلو بهم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لكي يقول لهم ذلك سرّاً؟ فلماذا لا يقوله لهم أمام الملأ ومن ثم يطردهم؟". ومن ثم نردّ عليه فنقول: له اسمع يا هذا إن محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكشف أمرهم ولم يطردهم تنفيذاً لأمر الله أن يُعرض عنهم ولا يكشف أمرهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} [النساء].

    ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "ولماذا أمر الله رسوله بالإعراض عنهم وعدم طردهم فهل الله يريد أن يُضلوا المسلمين؟". ومن ثم نردّ عليه: كلا إن الله لا يرضى لعباده الكفر، ولكن ليُبيّن الذين سوف يستمسكون بحديث الله القرآن العظيم وحديث رسوله الذي لا يخالف لحديثه في القرآن بل يزيده توضيحاً وبياناً من الذين سوف يستمسكون بأحاديث تخالف حديث الله وحديث رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أولئك ضلوا عن كتاب الله وسُنّة رسوله، وذلك لأن أحاديث محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليما كثيراً - تأتي لتزيد حديث الله في القرآن بياناً وتوضيحاً، ولا ينبغي له أن يأتي حديث العبد مخالفاً لحديث الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].

    وبعد أن بيّنت لكم بأن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يطردهم، وكذلك بيّنت الحكمة من الله بعدم طردهم، ومن ثم نعود لمواصلة شرح الآية التي كنا نخوض فيها وهي قصة شياطين البشر إذا كانوا في مجلس محمدٍ رسول الله يقولون الحقّ ولا يخفون الحقّ الذي يعلمونه في التوراة أمام محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم يُعجَب محمدٌ رسول الله بقولهم وكذلك الصحابة تزداد ثقتهم بهم وذلك قبل أن يكشف الله أمرهم لرسوله كان يُعجَب بقولهم ويظنهم صادقين، ولكن حين عودتهم يجدون عتاباً من الشياطين التي تسكنهم وقالوا لهم:
    {إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾} [البقرة].

    ومن ثمّ تعاتبهم الشياطين لماذا يقولون كلمة الحقّ أمام المسلمين؟ وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن شياطين البشر أدهى من شياطين الجنّ فقد بيّنوا لهم إن لهم حكمة من ذلك لكي يكسبوا ثقة المسلمين حتى إذا وثقوا فيهم فعندها سوف ينفذون أحاديث الباطل التي كانوا يبيّتون من قبل. قاتلهم الله أنَّى يؤفكون. فكم أضلوكم عن الصراط المستقيم!

    ومن ثم نعود لشرح الآية التي كنا نخوض فيها في بداية الخطاب في قوله تعالى:
    {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ومعنى قوله:
    {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾}، وقال ذلك القول اليهودُ الغاوون قالوه للشياطين؛ قالوا: {تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾}.

    ومعنى قولهم:
    {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾}، ويقصدون علماءهم المجرمين لأنهم اتّبعوهم وكذبوا عليهم ومنَّوْهُم بأنهم المنصورون وأنهم الوارثون.

    فقد بيّنا لكم يا معشر اليهود ما سوف يجري في علم الغيب لعلكم تحذرون، فاتّبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً، وقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا تفرّقوا بين أحدٍ من رسل الله أجمعين، واعتنقوا الإسلام واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً تَسلَمون من عذابه ويهديكم صراطاً مستقيماً ويؤتيكم من لدنه أجراً عظيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿٦٢﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّـهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴿٦٣﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر النّصارى، تعالوا لننظر ما سوف يجري في علم الغيب، وما هي نتيجة امتحانكم في الحياة الدنيا إن ظللتم على ما أنتم عليه تدعون المسيح عيسى ابن مريم وأمّه من دون الله؟ وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} صدق الله العظيم [المائدة:من الآية 116 إلى الآية 119].

    فاتّبعوني يا معشر النّصارى أهدكم صراطاً مستقيماً، ويؤتِكم الله من لدُنه أجراً عظيماً ويغفرْ لكم جميع ذنوبكم إن الله كان غفوراً رحيماً.

    ويا معشر المسلمين، إنه لا يؤمن أكثركم إلا وهم بربهم مشركون به عبادَه المقربين، فلا تقولوا يا محمد رسول الله أو كما يقول الجاهلون يا محمد وليّ ويا علي فيدخلكم الله نار جهنّم ثم لا تجدون لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً، فلن يغني عنكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته شيئاً عن عذاب الله لئن دعوتم سواه.

    ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إني أرى أكثر المشركين بالله فيكم من المسلمين، فأكثركم يدعون آل بيت رسول الله من دون الله إلا قليلاً منكم، فاتّبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً.

    ويا معشر المسلمين على مختلف مذاهبهم، لقد خالفتم أمر الله بتفرّقكم إلى مذاهب وشيعٍ وكلّ حزب بما لديهم فرحون، فاتّبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون، فأستنبط لكم حكمي من نصوص القرآن العظيم إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم، ومن أحسن من الله حُكماً؟! ما لم؛ فمثلكم كمثل الذين قال الله عنهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾}
    صدق الله العظيم [النساء]. والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط المستقيم.

    المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله والمسيح عيسى ابن مريم وجميع شيعتي من الأنبياء والمُرسَلين ولا أفرّق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المسلمين؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  6. افتراضي


    اقتباس المشاركة 28889 من موضوع فهل من حلَّت عليه لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين، فهل يستيئِس من رحمة الله ؟

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 01 - 1433 هـ
    16 - 12 - 2011 مـ
    04:32 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=28978
    ــــــــــــــــــــ



    فهل من حلَّت عليه لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين، فهل يستيئِس من رحمة الله ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المسلمين، وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

    ولا نزال نكرِّر الترحيب بالتائه الباحث عن الطريق الحقّ، والحق أحقّ أن يُتّبع إن تبيَّن لك أنّه الحقّ فاتّبعه، وما بعد الحقّ إلّا الضلال..
    ويا حبيبي في الله السائل عن المشاركة في البنين بين أَمَةٍ من الجنّ من إناث الشياطين وبين شياطين الإنس فيلتقيان للاستمتاع بجنس النساء من شياطين الجنّ فتحمل منه وتضعه في الأرض ذات المشرقين، وحين يتمّ حشر شياطين الجنّ والإنس جميعاً يخاطبهم الله، ويقول الله مخاطباً معشر إناث شياطين الجنّ:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولربّما يودّ أحد أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار المنتظرين تحقيق النّعيم الأعظم أن يقاطعني فيقول: "يا إمامي الكريم ثَبَّتَني الله وإياك على الصراط المستقيم، فهل شياطين الجنّ والإنس قد حكم الله عليهم بالخلود الأبديّ السرمديّ في نار جهنم إلى ما لا نهاية وعليهم أن يستيِئسوا من رحمة الله أنْ يرحمهم فيخرجهم من نار جهنّم بعد أن يذوقوا وبال أمرهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلا بدّ من أن يتحقّق النّعيم الأعظم بعد أن يذوق كلٌّ من عبيده وبال أمرهِ ولكن على مُكثٍ وقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور، وإلى الله ترجع الأمور، وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين.

    ويا معشر شياطين الجنّ والإنس الذين لعنهم الله وغضب عليهم وأحلّت عليهم من بعد لعنة الله ولعنة الملائكة والناس أجمعين، إنّ الإمام المهدي لا يزال يدعوكم إلى عدم اليأس من رحمة الله فأنيبوا إلى ربّكم ليهديَ قلوبكم ومن ثم يتقبّل الله توبتَكم إنْ فعلتم، واعلموا أنّ الله غفورٌ رحيمٌ، فما أعظم حجّة الله عليكم في مُحكم كتابه أنّه وعدكم بالعفو والغفران حتى ولو حلّت عليكم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، فلا يعني ذلك أنّكم تستيئسوا من رحمة الله؛ بل لله الحجّة البالغة، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً فلماذا اليأس من رحمة الله يا معشر شياطين الجنّ والإنس؟ ومَن أصدق من الله قولاً ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟ فقد وعدكم بقبول التوبة، فتعالوا إلى كلمةٍ سواء بين العبيد أن لا نعبد إلا الله الربّ المعبود فنحقّق الهدف من خلقنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وليس مكوثكم في نار جهنم أياماً معدوداتٍ كما تزعمون؛ بل سنيناً حتى تذوقوا وبال أمركم إنْ أبيتم واستكبرتم، ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 61483 من موضوع من الإمام المهديّ إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة المعدودة في الكتاب، فكم اشتقنا للقائكم أيها الأحباب..

    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=61446

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 11 - 1433 هـ
    19 - 09 - 2012 مـ
    02:08 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    من الإمام المهديّ إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة المعدودة في الكتاب، فكم اشتقنا للقائكم أيها الأحباب..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وآلهم وأسلم تسليماً ومن تبعهم بإحسانٍ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ولا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون ندعو إلى الله على بصيرةٍ، وسبحان الله وما أنا من المشركين، أمّا بعد..

    صلوات الله وسلامه عليكم ورحمته وبركاته يا أحباب الله ربّ العالمين قوم يحبّهم الله ويحبّونه، وأنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أفتي بالبرهان المبين في أنفس قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بأنّهم لن يرضوا في أنفسهم حتى يرضى حبيبهم الله ربّ العالمين لا متحسراً ولا حزيناً، أولئك اتّخذوا عند الرحمن عهداً بأنّهم لن يرضوا حتى يرضى، فيقول من كان من القوم الذي يحبّهم الله ويحبّونه: فماذا نبغي من الحور العين وجنّات النعيم وحبيبنا متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الذين هم ليسوا من شياطين الجنّ والإنس وإنّما ضلّ سعيّهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون، وأما المغضوب عليهم فلا يتحسر الله عليهم حتى يذوقوا وبال أمرهم كونهم ليسوا بنادمين يوم الدين على ما فرّطوا في جنب ربهم؛ بل نادمون لو أنّهم أضلّوا عباد الله جميعاً حتى يكونوا معهم سواءً في نار الجحيم، وقال الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} صدق الله العظيم [النساء:89].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} أي سواءً في نار الجحيم كون الشيطان وحزبه يدعون عباد الله ليكونوا من أصحاب السعير. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتّخذوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [فاطر:6].

    وإنما الحسرة في نفس الله على قومٍ آخرين ليسوا من المغضوب عليهم بل من الضالين عن الهدى بغير عداوةٍ مقصودةٍ لربّ العالمين، حتى إذا حصحص الحقّ وتبيّن لهم أنّ رسلهم حقٌّ من ربّ العالمين ندموا ندماً شديداً لدرجة أنَّ كل ظالمٍ منهم يعضُّ على يديه من النّدم لو أنّه اتّبع رسول ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتّخذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ اتّخذ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} صدق الله العظيم [الفرقان:27].

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد الذين لا يعلمون بحقيقة صفة الرحمة في نفس الله وأن يقول: "يا ناصر محمد، لقد تجرأت بوصف الله بما ليس من صفاته سبحانه فتصف أنّه يتحسر على عباده الظالمين، وفتواك هذه تصف الله بالنّدم. سبحانه! فكيف يندم الله في نفسه على تعذيب الظالمين؟". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ على الذين لا يعلمون وأقول: يا سبحان الله العظيم! وتعالى علوَّاً كبيراً أن يندم على شيء كونه لا يندم على فعل الشيء إلا الخطّاؤون، ما لكم كيف تحكمون؟ فمن الذي أفتى أنّ تحسر الله على عباده الضالين هو تحسر الندم؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فلا ينبغي لله أن يندم على شيء كونه لا يخطئ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولكنّكم قوم لا تفرّقون بين حسرة الله على الضالين وبين حسرة الظالمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ومن ثم تقولون إنّ الحسرة هي الندم وقضي الأمر، ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُ‌وا اللَّـهَ ذِكْرً‌ا كَثِيرً‌ا ﴿٤١﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَ‌ةً وَأَصِيلًا ﴿٤٢﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِ‌جَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَ‌حِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    و السؤال الذي يطرح نفسه: فهل صلاة الله على المؤمنين كمثل صلاة ملائكته على المؤمنين؟ وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فعلّمنا كيف تكون صلاة الملائكة على المؤمنين حتى نستطيع أن نعلم الفرق بين صلاة الله على المؤمنين وصلاة الملائكة على المؤمنين". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم وأقول: فأما صلاة الملائكة على المؤمنين فهي الدعاء للذين آمنوا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٤﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْ‌نَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُ‌ونَ لِمَن فِي الْأَرْ‌ضِ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ربّهم وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7]، فتلك هي صلاة ملائكة الرحمن على من في الأرض من عباد الله المؤمنين.

    وهنا يتبيّن لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين أنّ صلاة الله على المؤمنين لا ينبغي أن تكون كمثل صلاة الملائكة على المؤمنين كون صلاة الملائكة على المؤمنين هي الدعاء إلى الله أن يغفر لهم ويرحمهم، ولكنّ الله يدعو من؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل صلاة الله على المؤمنين هي إجابة دعاء الملائكة.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُ‌وا اللَّـهَ ذِكْرً‌ا كَثِيرً‌ا ﴿٤١﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَ‌ةً وَأَصِيلًا ﴿٤٢﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِ‌جَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَ‌حِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    فكذلك حسرة العباد على ما فرّطوا في جنب ربّهم فحسرتهم هي الندامة على ما فرّطوا في جنب ربّهم، وأما حسرة الله عليهم فليست ندامةً؛
    بل حسرته بسبب صفة الرحمة في نفس الله، أفلا تؤمنون أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين؟ فكيف لا يحزن على النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون؟ وإنما حسرة الله عليهم ليست الندامة فلم يظلمهم شيئاً، سبحانه حتى يندم على ظلمهم! بل هم الذين ظلموا أنفسهم. وإنّما حسرة الله عليهم هو الحزن عليهم كونهم ظلموا أنفسهم فأصبحوا نادمين، ولو لم يندموا على ما فرّطوا في جنب ربّهم لما تحسر الله عليهم شيئاً.

    ويا عباد الله الرحماء، والله إنّكم لتشعروا بالحسرة الآن على الذين لم يتّبعوا الحقّ من ربّهم برغم إنّهم لم يندموا بعد، فما بالكم من بعد الندم! فكيف ستكون حسرتكم عليهم؟ فإذا كان هذا حالكم، فكيف إذاً بحال من هو أرحم بعباده منكم؛ الله أرحم الراحمين؟

    ألا وإنّ الرحمة في نفس الله صفة مشتركة بين الربّ وعباده الرحماء، ولذلك يصف الله صفة الرحمة في نفسه بأنّه هو أرحم الراحمين برغم أنّه لا إله غيره وبرغم ذلك يصف نفسه أنّه هو أرحم الراحمين. ولربما يودّ أن يقول أحد الذين لا يعلمون: "قال الله تعالى:
    {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: اللهم نعم فليس قدر صفة الرحمة في أنفسكم كمثل قدر صفة الرحمة في نفس الله؛ بل الفرق عظيم ولا مجال للمقارنة ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، كون صفة الرحمة في أنفسكم محدودة وصفة الرحمة في نفس الله ليس لها حدود مهما كانت ذنوبكم ومهما عظمت، فربّي وسع كل شيء رحمةً وعلماً لمن تاب وأناب. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الزمر:53].

    ولكن الإنابة والندم شرطٌ محكمٌ في كتاب الله لمن يرجو رحمة ربّه أن يغفر ذنبه ويهدي قلبه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿54﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا عباد الله لا تقنطوا من رحمة الله، ألا والله إنّ من أعظم الظلم في الكتاب هو القنوط من رحمة ربّه، ومن يقنط من رحمة ربّه فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً، كون القنوط من رحمة الله جرم كبير في حد ذاته وكفر بأحبّ صفات الله إلى نفسه بأنّه هو أرحم الراحمين بل أرحم بعبده من الأمّ بولدها، أفلا تؤمنون أن الله هو حقاً أرحم الراحمين؟ إذا لا ينبغي للأمّ أن تكون أرحم بابنها من الله أرحم الراحمين.

    فيا معشر الأمهات، إذا أردْنَ أن تتحقق الشفاعة في نفس الله لأبنائهن من أصحاب الجحيم فلتتذكر كيف تشعر بالحسرة الشديدة والحزن العظيم على ولدها لو كان من أصحاب الجحيم حتى إذا استشعرت بالحسرة والحزن العظيم فإن قالت: "يا رب اغفر لولدي"، وتتوسل إلى الربّ ليغفر لولدها الذي مات وهو من الغافلين الضالين فلن يغفر الله له كونها ألهتها الحسرة في نفسها على ولدها ونسيت أنّ الله هو أرحم منها بولدها.
    وربّما تود إحدى الأمهات أن تقول: "يا ناصر محمد، فلو وجدت ولدي يوم القيامة من أصحاب الجحيم فإني أشهدك إنّني لن أكون سعيدة في جنّات النعيم كوني كلما تذكرت ولدي بين الحين والآخر سوف يغمر قلبي الحزن الشديد حسرةً على ولدي كوني أُمّه، فهل لو أتضرع إلى ربّي أن يرحمني فيعتق ولدي من نار الجحيم فهل الله سوف يُجيب دعائي فيشفّعني في ولدي؟". ومن ثم يردّ عليها الإمام المهديّ وأقول: بل سوف يردّ عليك الله بنفس ردّه على نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام حين أراد أن يشفع لولده من عذاب الله وأراد نبيّ الله نوح أن يرحمه الله فيعتق ولده من العذاب في الدنيا والآخرة، فانظري لرد الله على نبيّه نوح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى:
    {فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [هود:46].

    كون نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام سأل ربَّه الشفاعة لابنه من عذاب الله بالغرق ومن بعد الغرق من عذاب الجحيم، وبما أنّ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام سأل ربَّه الشفاعة وهو لا يعلم بسرِّها، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47)} صدق الله العظيم [هود].

    وبما أن نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام علم من خلال ردّ الله عليه أنّه تجاوز بالدعاء إلى ما لا يحقّ له وعلم إنّ للشفاعة سرّاً لا يحيط به علماً وإنّه ليس كما يظن، ولذلك قال نبيّ الله نوح:
    {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47)} صدق الله العظيم [هود]، فغفر الله له ذلك الدعاء وهو الغفور الرحيم.

    وربّما تودّ أن تقاطعني الأمّ مرةً أخرى فتقول: "يا ويلتي فكيف أدعو الله لو وجدت ولدي من أصحاب الجحيم وعلمت أنّ ولدي قد أصبح من النادمين على ما فرّط في جنب ربّه؟ ولكنّي لن أستطيع أن أستمتع بنعيم جنّة الله وولدي يصرخ في نار جهنّم من عذاب الحريق، فسألتك بالله العظيم يا من اصطفاه الله إمامَ العالمين أن تعلّمني كيف أُنقذ ولدي من عذاب الحريق لو وجدته من المعذّبين وأمّه من الصالحين؟". ومن ثم يردّ عليها عبد النعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر الأمهات لو علمتنّ أنّ أولادكنّ من الضالين من أصحاب الجحيم ومن ثم تشعر الأمّ بعظيم الحسرة والحزن على ولدها المعذّب في نار جهنّم ومن ثم تجثم بين يدي الله فتقول: "يا ربّ إذا كان هذا حالي فكيف بحال من هو أرحم بولدي مني الله أرحم الراحمين؟". ومن ثم يناديها الله من وراء الحجاب فيقول: صدقتِ واعترفتِ أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين فلا ينبغي لك أن تكوني أرحم بولدك مني ووعدي الحقّ وأنا أرحم الراحمين. ومن ثم تحقق الشفاعة لولدها في نفس الله كون الشفاعة لله جميعاً فتشفع لعباده رحمته من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    وربّما يودّ أن يقول أحد عباد الله المسلمين: "وهل في نفس الله حسرة على الكافرين الضالين بسبب صفة الرحمة في نفسه تعالى لأنّه أرحم الراحمين؟". ومن ثم نترك الردّ على العباد من الله أرحم الراحمين مباشرة:
    {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)} صدق الله العظيم [يس].

    وهنا يتوقف للتفكر كلّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فيقول: "يا رب فماذا نبغي من الحور العين وجنّات النعيم وأحبّ شيء إلى أنفسنا الله أرحم الراحمين متحسرٌ وحزينٌ؟ فقد شغلنا عن حسرتنا التفكّر في حسرة من هو أرحم بأولادنا منّا الله أرحم الراحمين، فكيف نقبل أن نكون سعداء في جنّات النّعيم وحبيبنا أرحم الراحمين متحسرٌ وحزينٌ؟ فأين السعادة ما لم يذهب الحزن والحسرة من نفس الله أرحم الراحمين؟". ومن ثم يقول كلّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه: "أقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم لن أرضى بجنّات النّعيم والحور العين حتى يحقّق لي ربي النّعيم الأعظم من جنّات الله فيرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ على الذين اتّخذوا عند الرحمن عهداً بأنّهم لن يرضوا حتى يرضى وأقول: وهل سبب قسمكم أنكم علمتم أن رضوان نفس الربّ هو النّعيم الأعظم من نعيم جنته ولذلك أقسمتم بالله جهد إيمانكم بالحقّ إنّكم لن ترضوا حتى يرضى؟ فهذا يعني إنّكم قد علمتم علم اليقين أنّ رضوان الله نعيمٌ أكبر من نعيم جنّته فصدقتم بفتوى الله في محكم كتابه لعلماء الأمّة وعامتهم بأنّ رضوان الرحمن هو النّعيم الأعظم من نعيم الجنان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جنّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنّات عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله تعالى:
    {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:31].

    ويا قوم ما دعوتكم إلا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولم أفتيكم إلا بالحقّ بأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، فاكفروا بعقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود إن كنتم تؤمنون أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، فكيف تلتمسون الرحمة عند من هم أدنى رحمة أن يشفعوا لكم عند الله أرحم الراحمين؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ومن أبى إلا الاستمرار في عقيدة الشفاعة بين يدي الربّ المعبود فاشهدوا عليه بأنّه من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    وربّما يردّ أحد السائلين المؤمنين أن يقول: "وما سبب إشراكهم بالله من بعد إيمانهم بأنّ الله هو الحقّ؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: تجدون الجواب عن سبب إشراكهم في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    وربّما يودّ أن يقاطعني أحد عباد الله المؤمنين فيقول: "فهل لا يحقّ لنا أن نعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود؟". ومن ثم يجد الجواب في قول الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وعنكم طالت الغيبات لكن ما نسيناكم منازلكم سواد العين ووسط القلب ذكراكم، أحبتي في الله فكم زاد اشتياق الإمام المهديّ إلى لقاء قوم يحبّهم الله ويحبّونه الذين تسيل أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ، رضي الله عنهم وأرضاهم بنعيم رضوانه على عباده، وصلى الله عليهم والملائكة والمهديّ المنتظر وأسلم تسليماً.

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  7. افتراضي

    حبيبي مخلوق

    صدقت وربي
    انه صرح عظيم البناء بناه رب السماء وكلام اليماني تطمئن له القلوب
    سلامي الى جميع الانصار احبتي في الله

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : Ammar Al Saadi
    حبيبي مخلوق

    صدقت وربي
    انه صرح عظيم البناء بناه رب السماء وكلام اليماني تطمئن له القلوب
    سلامي الى جميع الانصار احبتي في الله
    انتهى الاقتباس من Ammar Al Saadi
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه اخوي عمار اسال الله ان يشرح صدرك وينير بصيرتك

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : Ammar Al Saadi
    حبيبي مخلوق

    صدقت وربي
    انه صرح عظيم البناء بناه رب السماء وكلام اليماني تطمئن له القلوب
    سلامي الى جميع الانصار احبتي في الله
    انتهى الاقتباس من Ammar Al Saadi
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الله يريحك بروح وريحان ويهديك الي حقيقة النعيم الأعظم ويؤيدك بروح منه

    وسلام علي المرسلين والحمدلله رب العالمين

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة 4687 من موضوع الرد على أخي المبايع المصري بالحقّ وكل من أراد الحقّ ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    17 - 05 - 1430 هـ
    12 - 05 - 2009 مـ
    03:07 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    الرد على أخي المبايع المصري بالحقّ وكل من أراد الحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أُشهدُ لله بالحقّ أنّ الله أرحم بكم من آبائكم ومن أمّهاتكم وأبنائكم وإخوانكم؛ بل أرحم بكم من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرحم بكم من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. وسبب عذابكم لأنكم ترجون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله فيشفعون لكم بين يدي أرحم الراحمين، أفلا تتقون؟

    ويا أيها المبايع المصري، إني أراك تحاجّني ببياني وكأنّي قلت لكم إنّي سوف أتقدم بين يدي الله وأقول: أنا لها، أنا لها. فأطلب من الله الشفاعة! أفلا تتقِ الله أخي الكريم؟ ولماذا لا تُبصر الحقّ والمقصود؟ فتعال لأزيدك علماً بالحقّ، وأشهدُ أنّي لم أجدْ في الكتاب أرحم من محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالناس، ولا أعلم بمن هو أرحم من محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا الله أرحم الراحمين، ونظرت إلى رحمة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالناس فوجدته كاد أن يذهب نفسه حسراتٍ على الناس من شدة الأسى والتأسف عليهم. وقال الله تعالى:
    {
    فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦} صدق الله العظيم [الكهف].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فزاده الله عتاباً، وقال الله تعالى:
    {
    طه ﴿١مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢} صدق الله العظيم [طه].

    ولكن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - استمرَ في التحسر على الناس ويكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات بسبب عدم إيمانهم بالحقّ، ولذلك يتحسّر عليهم لأنّ الله سوف يعذبهم ويريد أن ينقذهم بالتصديق، فأعرضوا ثم حرص عليهم واستغفر لهم، فردّ الله عليه بالحقّ:
    {
    اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأوجِّه لك سؤالاً ولجميع الباحثين عن الحقّ: أليس التقدم بين يدي الله يوم القيامة طالباً الشفاعة بمعنى أنّه يرجو من الله أن يغفر للذين كفروا؟ فإذا لا يجوز لمحمدٍ رسول الله والمؤمنين في الدنيا أن يستغفروا الله فيرجون منه أن يغفر للذين كفروا فكيف يجوز لهم ذلك يوم القيامة؟ وقال الله تعالى:
    {
    مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣} صدق الله العظيم، [التوبة].

    وهل تعلمون يا معشر الباحثين عن الحقّ أنّ الله ينزع الرحمة من قلوب جميع المتقين يوم القيامة حتى لا يرحموا أصحاب الجحيم؟ وقال الله تعالى:
    {
    وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [الأعراف:50-51].

    وذلك حتى لا يأسَوْا على أهليهم في النار شيئاً ولا يحزنوا عليهم شيئاً. وقال الله تعالى:
    {
    فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [المطففين].

    ولو لم ينزع الله الرحمة من قلوب كافة الأنبياء والمرسلين وكافة عباد الله المتقين لحزنوا حزناً شديداً على أهاليهم ولما استمتعوا بالجنة شيئاً لأنهم في حزنٍ على أهاليهم، ولكنّ الله نزع الرحمة من قلوب المتقين نحو أهل النار فتجدونهم يضحكون منهم وليسوا محزونين عليهم شيئاً كما كانوا محزونين عليهم في الدنيا، وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كذلك ينزع الله من قلبه الرحمة بالكافرين يوم القيامة حتى ولو كانوا من المقربين، فتصور الآن أيّها المبايع المصري لو أنّ أباك في النار وأنت في الجنة فهل تراك سوف تنعم في الجنة وفي قلبك أسى وحزن وحسرة على أبيك؟ كلا لن تكون سعيداً وسوف تظلّ حزيناً على أبيك لو كان ولا قدر الله في النار، ولذلك ينزع الله الرحمة من قلوب المتقين وكأنهم لا يعرفون آباءهم ولا أمهاتهم ولا إخوانهم ولا عشيرتهم برغم أنهم يبصرونهم ويعرفونهم ولكنْ وكأنهم لا يعرفونهم وكأنّ لا أنساب بينهم من قبل بين المتقين والكافرين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿١٠١فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٢وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولذلك تجدون أصحاب الجنة قلوبهم جعلها الله كمثل قلوب خزنة جهنم لا يرحمون المعذَّبين في نار جهنم وذلك حتى يكون أصحاب الجنة سُعداء وليس في قلوبهم حزنٌ ولا أسى على أحدٍ من الكافرين. وأقسمُ بالله العظيم لو لم ينزع الله من قلوبكم الرحمة يوم القيامة تجاه الكافرين من أصحاب النار لتعذبتم في أنفسكم عذاباً عظيماً، فانظروا إلى حال محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو في الدنيا يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسراتٍ من قبل أن يراهم في العذاب؛ بل وهو يرى الكافرين مسرورين فرحين وبرغم ذلك يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات، فكيف بحسرته يوم يراهم في جهنم يصطرخون فيها! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [فاطر].

    ولكنك تجده يوم القيامة يخاصمهم ويقيم عليهم الحجّة بين يدي ربّهم أنه بلّغهم وأنذرهم. وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [الزمر].

    وكذلك الرحمة تُنزع من قلب محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم القيامة على الكافرين ويقيم عليهم الحجّة ويشهد أنّه بلّغهم وحذَّرهم فأعرضوا عن الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {المص ﴿١كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٨وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الأعراف].


    ألا والله لو تُركت الرحمة في قلب محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما كان في الدنيا لكان من أشدِّ الناس عذاباً في نفسه حسرةً على الكافرين من أصحاب النار، ولكن الله لم ينزع الرحمة من قلب محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والمتقين تجاه بعضهم بعضاً؛ بل قال الله تعالى:
    {
    وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    بمعنى أن الرحمة لن تُنزع من قلوب المتقين تجاه بعضهم بعضاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولكنكم تجدونهم لا يرحمون الكفار شيئاً؛ بل يضحكون منهم ولم يحزنوا عليهم شيئاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [المطففين].

    ولذلك تجدون أصحاب الجنة حين يستغيث أصحاب النار لا يرحموهم شيئاً. وقال أصحاب النار لأصحاب الجنة:
    {
    وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [الأعراف:50-51].

    ولو لم يفعل الله ذلك فما ظنّكم بعظيم حزنكم على أقربائكم وأولادكم وآبائكم وإخوانكم لو كانوا من أصحاب الجحيم؟ وما ظنّكم بحزن إبراهيم على أبيه آزر الذي كان من الكافرين؟ وكذلك الإمام المهديّ ينزع الله من قلبه الرحمة يوم الدين بالكافرين، ولكن لماذا حرَّم على نفسه جنة النعيم؟ إنه ليس رحمة بالناس؛ بل لأني أعلمُ من الله ما لا تعلمون، ويا قوم قد علمتم بعظيم حسرة محمد رسول الله أرحم عبدٍ في خلق الله أجمعين فما ظنّكم بحسرة ربّ العالمين الذي هو أرحم بعباده من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الله أرحم الراحمين؟ ولكنكم لا تعلمون ما يقوله الله في نفسه فور هلاك عباده الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم وقال الله تعالى:
    {
    وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].


    ولماذا لا يتحسر الله على عباده وهو أرحم الراحمين؟ ولكن الذي أغضب الله منهم هو يأسهم من رحمته فهم منها مبلسون حين يرون العذاب الأليم، وقد علمتم الآن أنّ الله يتحسر على عباده بعد أن يهلكهم في الدنيا بسبب تكذيبهم برسل ربهم وكذلك يوم القيامة، فالعبد الخبير بالرحمن المذكور في القرآن في قوله تعالى:
    {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59]؛ يفتيكم عن حال ربكم أرحم الراحمين أنه ليس بسعيدٍ ويتحسر على عباده في نفسه ولكنهم من رحمته يائسون، ويتوسل أصحاب النار إلى الملائكة أن يدعوا الله أن يُخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، وأفتتهم الملائكة أنْ يدعوا ربهم فليس ممنوع الدعاء للربّ يوم القيامة. وقال الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّـهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ﴿٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا لقوله:
    {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّكم وجدتموهم بدل أن يدعوا الله أن يرحمهم فتجدونهم يلتمسون الرحمة عند الملائكة الذين هم أدنى رحمةً من الله فيتوسلون إليهم أن يدعوا الله أن يخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، ولكن الملائكة أجابوهم بالحقّ وقالوا: {قَالُوا فَادْعُوا}، أي ادعوا ربكم فهو أرحم بكم من ملائكته، ولكن الكفار لم يفطنوا ولذلك يدعون عباده من دونه لكي يدعوا ربهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، وذلك هو الضلال والشرك بالله أن يدعوا غير الله فيرجون منهم أن يدعوا الله أن يرحمهم؛ أولئك يئسوا من روح الله الذي وسِع كل شيء رحمةً وعلماً وهو أرحم الراحمين، ولم يعرفوا ربّهم ولم يقدروه حقّ قدره فيعلموا أنّه أرحم الراحمين، ولذلك تجدونهم يلتمسون الرحمة عند من هم أدنى رحمةً من أرحم الراحمين، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال بسبب البحث عن الرحمة عند عباده من دونه ليدعوا ربهم؛ فجعلوا بينهم وبين الله وسيطاً وأشركوا بالله، وما دعاء الكافرين إلا في ضلالٍ بسبب الدعاء من عباده من دونه أن يشفعوا لهم عند ربهم وذلك هو الضلال البعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا لقوله:
    {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم يدعون غير الله من عباده ويلتمسون الرحمة عندهم ليشفعوا لهم عند الله حتى يخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، ولذلك قال الله عن دعائهم لملائكته من دونه: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وبسبب دعائهم لغير الله في الدنيا وفي الآخرة حتماً سيدخلون جهنم داخرين ولن يجدوا لهم من دون الله من ينفعهم أو يشفع لهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠} صدق الله العظيم [غافر].

    فلا تُجادلني أيها المصري بأنّ الشفاعة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستغنِ برحمة الله ولا تنتظر للشفاعة من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا من ناصر محمد اليماني. ولم أقل بأني سوف أشفع لكم بين يدي الله حسب اعتقادكم بالشفاعة، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين! وإنما أفتيتكم كيفية الشفاعة أنها ليست كما تزعمون ولا تحيطون بها علماً، وإنما أحاجّ ربي في تحقيق النعيم الأعظم بالنسبة لي من نعيم ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ومهما كانت ومهما تكون فأعوذُ بالله أن أدخلها حتى يتحقق لي النعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده. وليس إنّي أحاجّ الله في عباده سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! فليس لي من الأمر شيئاً، وإنما لأنّي علمتُ أنّ الله أرحم بعباده من عبده وليس سعيداً في نفسه؛ بل مُتحسر على عباده أعظم من تحسّر محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاسألوا الخبير عن الرحمن وأفتيكم بالحقّ وأقول لكم انظروا تحسّر الله أرحم الراحمين على عباده في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    فتذكّروا وتدبّروا {
    يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}؛ مَنْ الذي قال ذلك؟ إنّه الله أرحم الراحمين قال ذلك، فكيف لا يتحسّر على عباده وهو أرحم الراحمين! ولكنّ الذين يئسوا من رحمة الله فالتمسوا الرحمة من سواه ظلموا أنفسهم وأشركوا بالله، والشرك ظلم عظيم لأنفسهم. فهل تحبون الله أم تحبون أنفسكم يا معشر المؤمنين؟ فإن كنتم تحبون أنفسكم فلتتخذوا رضوان الله وسيلة لتحقيق الحور العين وجنات النعيم، وإن كنتم تحبون الله فأقسمُ بالله العظيم لا تستمتعون بالحور العين وجنات النعيم وأنتم تعلمون أنّ الله ليس راضياً في نفسه بسبب ظلم عباده الذين في النار لأنفسهم، فإن نُزعت الرحمة من قلوبكم نحوهم فإن الذي لا يتغيّر ولا يتبدل الأوّل والآخر والظاهر والباطن لا يزال كما هو في الدنيا وفي الآخرة أرحم الراحمين، لو كنتم تعلمون لمَا بحثتم عن الرحمة لدى عباده من دونه فهل أنتم برحمة الله مؤمنون؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّـهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم عبد النعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، قد جعل الله في أسمائي حقيقة لأمري أيها المبايع المصري.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 4688 من موضوع الرد على أخي المبايع المصري بالحقّ وكل من أراد الحقّ ..

    - 2 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    13 - 06 - 1430 هـ
    07 - 06 - 2009 مـ
    07:58 مساءً
    ــــــــــــــــــــــــ


    أخي المبايع المصري ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم المصري المبايع، فهل بايعت على الحقّ وإعلاء كلمة الله في العالمين ودعوة الناس إلى الصراط المستقيم؟ فنحن عليه سائرون، وبالحقّ مستمسكون، والحُكم بما أنزل الله لفاعلون بإذن الله من بعد أن يُمكِّنني الله في الأرض، فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ونقيم حدود الرحمن التي تمنع اعتداء الإنسان على حقوق أخيه الإنسان، وأمّا الدين فلا نُكرِهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين فلا إكراه في الدين، ولو أجبرتُهم أن يعبدوا الله كرهاً ما تقبل الله منهم عبادتهم حتى تكون صلاتهم خالصةً لربّ العالمين، ألا لله الدين الخالص.

    وسوف يتمّ الحُكم بما أنزل الله في كافة العالمين بإذن الله من بعد التمكين تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الحج].

    وأما بالنسبة لبيانك الذي تلوم علينا لماذا لم نُفتِ فيمن لم يحكموا بما أنزل الله، فأردّ عليك بالحقّ وأقول لك: فلو حكموا بما لديهم من أحكام الدّين لحكموا في كثيرٍ بغير ما أنزل الله، فمثلاً لو طبّقوا حدّ الرجم - المُشوّه للدين والمسلمين - على الزّاني المتزوج لقتلوا أنفساً لم يحكم الله بقتلهم؛ بل حكمَ على الذين يأتون فاحشة الزنى بمائة جلدةٍ سواء متزوجاً أم عازباً، وجعل الله الحُكم الحقّ في آياتٍ بيِّنات من أمهات الكتاب في سورة النور. وقال الله تعالى:
    {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠} صدق الله العظيم [النور].

    فما هو العذاب الذي يُدرأ عن المُحصنة الحُرّة التي لم يكن شاهداً على فاحشتها غير زوجها؟ وأفتيك بالحقّ إنّه عذاب فاحشة الزنى الذي جعله الله في آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب في قوله تعالى:
    {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم، فأما الأَمَةُ المُحصنة إن أتتْ فاحشة الزنى فعليها نصف المائة جلدة أي نصف ما على المُحصنة الحُرّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

    فكيف يحكمون بما أنزل الله وقد اتّبع كثيرٌ من علمائهم التحريف لمُحكم كتاب الله عن طريق السُّنة النبويّة من الأحكام الموضوعة اليهودية المشوّهة بالدين والمسلمين؟ بل الأُمّة قد خرجت عن الصراط المستقيم، وابتعث الله الإمام المهديّ ليهدي المسلمين وعلماءهم إلى الصراط المستقيم على منهاج النبوة الأولى، ولم أفتِ أنه توجد طائفة على الحقّ وأُخر ضالين؛ بل أفتينا أنّهم قد خرجوا جميعاً عن طريق الهدى الحقّ وخالفوا كافة أوامر ربِّهم وفرّقوا دينهم أحزاباً وشيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وابتعث الله الإمام المهديّ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فآتيهم بحكم الله الحقّ من كتاب الله من آياته المحكمات البينات هنّ أمّ الكتاب، فنجمع شمل المسلمين ونوحّد صفهم في سبيل الله كالبنيان المرصوص فتقوى شوكتهم ويعود عزّهم ومجدهم، وإنْ أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله المسلمون والناس أجمعون وعصوا أمري فسوف يُظهِر الله خليفته في الأرض عليهم أجمعين في ليلةٍ وهم صاغرون.

    فاستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأَنِبْ إلى ربك ليُطهّر قلبك من رجس الشيطان تطهيراً فيثبتك على الصراط المستقيم، فإن تولّيت عن أمرنا فاعلم أنّ ما بعد الحقّ إلا الضلال المبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ....

صفحة 5 من 9 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى من المهدي المنتظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب والمسلمين
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 08-10-2015, 10:51 AM
  2. { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-10-2015, 07:41 PM
  3. المهدي المنتظر والحجر الأسود
    بواسطة صاحب حجر في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 21-01-2014, 11:41 AM
  4. الإمام المهديّ يؤمن بالتّوراة والإنجيل والقرآن العظيم، وأعلنُ الكفر بما يخالف في التّوراة والإنجيل لمحكم القرآن العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-05-2013, 06:33 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •