( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون )
صدق الله العظيم



اقتباس المشاركة 36873 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

- 38 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 03 - 1432 هـ
11 - 02 - 2011 مـ
02:24 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



خلاصة دعوة الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني إلى الإنس والجنّ أجمعين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيبي وأسوتي وقدوتي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وجميع الأنصار الأبرار إلى يوم يقوم الناس لله الواحد القهار يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم من الشرك، إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون وسبحان الله عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً..

أحبتي في الله علماء المسلمين وأمّتهم والباحثين عن الحقّ من العالمين، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتّبع إذا تبيّن لكم أنّ الداعية يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، وليست الدعوة ببصيرة القرآن محصورةً على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل كذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو كذلك بصيرةً لمن اتّبع محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجدونه يُحاجّ العالمين بذات بصيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

وما هي البصيرة التي كان يحاجّ الناس بها محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى تكون حجّةً على العالمين إن لم يتّبعوا الحقّ من ربهم؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

ويا علماء الإسلام وأمّتهم والناس كافة، إنما يحاجكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بذات بصيرة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويبيّن للناس القرآن العظيم كما كان يبيّنه للناس محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما تبقى من بيان محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في السُّنة النبويّة فلا شكّ ولا ريب أنكم سوف تجدونه متطابقاً مع بيان الإمام المهديّ للقرآن العظيم.

ويا أحبتي في الله وتالله لا أنكر إلا ما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في السُّنة النبويّة أو في التوراة أو الإنجيل، فما خطبكم لا تفقهون الخبر؟ ويأبى كثيرٌ منكم أن تصدقوا المهديّ المنتظَر الذي ابتعثه الله ليبيّن لكم البيان الحقّ للذكر، ولا آتيكم بالبيان من عند نفسي برأيي ولا بالظنّ الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ وما ينبغي لي؛ بل آتيكم بالبرهان بسلطان العلم من محكم القرآن من غير أدنى تناقضٍ أو اختلافٍ، فهل تريدون أن يبعث الله لكم المهديّ المنتظَر مصدِّقاً لما أنتم عليه وكلُّ طائفةٍ منكم يريدون المهديّ المنتظَر أن يأتي منهم مصدقاً لما لديهم من العلم وأنتم تعلمون أنّكم فرّقتكم دينكم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون من العلم؟ إذاً يا أحبتي في الله فكيف يستطيع الإمام المهديّ أن يوحد صفّكم فيجمع كلمتكم ويجعلكم بإذن الله على صراطٍ مستقيم.

ويا أحبتي في الله لقد اجتمع علماء المسلمين وأمّتهم على شيءٍ واحدٍ وهو أنهم قد أشركوا بالله جميعاً ولم تعد قلوبهم سليمةٌ من الشرك بسبب تعظيم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأئمة الكتاب كونكم تعتقدون جميعاً أنه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حبِّ الله وقربه برغم أنه ليس إلا عبدٌ من عبيد الله المسلمين، ولم يأمره الله أن يخرج عن نطاق المسلمين لربّهم كونه ليس من أبناء الله؛ بل عبد من عبيد الله الصالحين، ولا ينبغي له أن يأمركم أن تذروا أقرب درجةٍ إلى الرحمن له من دونكم، سبحان الله العظيم فهو ليس ولداً لله حتى يكون محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الأحقّ بالله من دونكم؛ بل أمره الله أن يكون من ضمن المسلمين المتنافسين إلى الربّ أيّهم أحبّ وأقرب. وقال الله تعالى:
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [يونس].

ويا أحبتي في الله لقد أضعتم الحكمة العظمى في الكتاب من الدرجة التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله المسلمين سواء يكون نبياً أو رسولاً أو من الصالحين المؤمنين، فقد جعل الله صاحبها مجهولاً من بين العبيد فلم ينبئ الله به كافة الأنبياء والمرسلين من الجنّ والإنس والملائكة فلا يعلم أحدٌ هل من ملائكة الرحمن المقربين أو من الجنّ أو من الإنس؛ بل جعل الله صاحب تلك الدرجة عبداً مجهولاً من بين العبيد وكلّ عبدٍ يرجو أن يكون هو في جميع الذين هداهم الله من عباده جميعاً وذلكم هو الهدى الحقّ فلا ينبغي لعبدٍ أن يفضل عبداً على نفسه أن تكون له هذه الدرجة نظراً لأنه يحب ذلك العبد حباً شديداً. ويا سبحان الله العظيم فهل جعل حبّه لذلك العبد أشدّ حباً من حبّه لربّ العالمين الربّ المعبود فذلك هو الشرك بعينه أفلا تتقون؟ كونها أقرب درجة إلى الربّ المعبود، إلا من تمناها لكي ينفقها طمعاً في المزيد من حبّ الله لعبده في نفس ربّه إن كنتم إياه تعبدون. ألا وأن جميع الذين هداهم الله من عباده لم تجدوا أنهم فضلوا بعضهم بعضاً في درجة حُبّ الله العظمى كون أشدّ الحبّ في قلوبهم هو لله من حبّهم لبعضهم بعضاً فإن كنتم أشدّ حباً لله من حبّكم لأنبيائه ورسله فاتّبعوا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في التنافس في حبِّ الله وقربّه، وجميع الذين هداهم الله تجدونهم متنافسين جميعاً إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب ذلكم الذين هدى الله من عباده كما أفتاكم الله في محكم كتابه عن طريقة هداهم إلى ربهم:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

وتلك الطريقة هي خلاصة دعوة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الإنس والجنّ أجمعين فمن أبى أن ينافس العبيد إلى الربّ المعبود وقال وكيف أطمع في منافسة أنبياء الله ورسله؟ فليعلم أنّ حبّه لأنبياء الله ورسله هو أشدّ حباً من حبّه لله ولن يجدوا له من دون الله ولياً ولا نصيراً كونه جعل لله أنداداً في الحبّ في القلب، ومن فعل ذلك فقد أشرك بالله وهو لا يعلم وجعل رسله أو أي عبدٍ أو أمَةٍ ففضلهم على نفسه أن يكون الأحبّ والأقرب منه إلى الله وسوف يدعو ثبوراً ويصلى سعيراً ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. ولذلك قال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً الحبّ الأشدّ في القلب يكون لله ولا ينبغي أن يساويه في الحبّ حبٌّ آخر، وإنما نحبّ أنبياءه ورسله كونهم من أحباب الله المتنافسين إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب ولكنهم لم يحصروا لهم الوسيلة إلى الله للمنافسة في حبّه وقربه لهم من دونكم، إذاً لماذا ابتعثهم الله؟ فهل لكي تعظمونهم بغير الحقّ فتبالغوا فيهم فتجعلوهم الأولى منكم بالله سبحانه وكأنهم أولاده سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ بل هم بشرٌ من عبيد الله فلا فرق في الكتاب بين العبيد عند ربّهم، وكلٌّ درجته إلى ربّه حسب سعيه وإخلاصه لله في هذه الحياة الاختبارية. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ ﴿٣٣﴾ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ ﴿٣٤﴾ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ ﴿٣٥﴾ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿٣٧﴾ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴿٣٨﴾ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ ﴿٤٢﴾ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ ﴿٤٣﴾ وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ﴿٤٤﴾ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ﴿٤٥﴾ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ ﴿٤٦﴾ وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [النجم].

فانظروا لفتوى الله في قوله تعالى:
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم.

وهذه هي خلاصة دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي لم يأمركم أن تعظمونه أكثر من عبدٍ، فما أنا إلا عبدٌ من عبيد الله أمثالكم أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء والمرسلين من الجنّ والإنس؛ يدعون بدعوةٍ واحدةٍ موحدةٍ لا اختلاف فيها بينهم جميعاً: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [النحل]، فمن كفر بدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فقد كفر بدعوة كافة الأنبياء والمرسلين ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً.

ويا عجبي الشديد من قومٍ يقولون: "وكيف يعذبنا الله لئن لم نتبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فهو ليس بنبيٍّ ولا رسولٍ؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا سبحان الله ربي وربكم فهل ظنّكم أنّ الله عذّب الأمم المكذبين برسل ربّهم بسبب أنهم كذبوا رسله؟ بل بسبب أنهم كذبوا بآيات الله التي يحاجهم بها رسله وجحدوا بها أنها من عند الله فأعرضوا عن اتّباع آيات الكتاب المُنزلة في الكتب على رسله، إذاً سبب تعذيبهم من ربهم كونهم أصلاً كذبوا بكلام ربهم وجحدوا بآياته المحكمات في محكم كتابه ولذلك قال الله تعالى:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

إذاً سبب أنّ الله عذبهم كونهم كذبوا كلام ربّهم في محكم آياته ولم يتبعوها ولذلك عذبهم الله عذاباً نُكراً، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو العبيد جميعاً إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتنافس في حبِّ الله وقربه من غير تفضيلٍ لعبدٍ على عبدٍ في ذات الله، وأفتيهم أنّ تلك طريقة الذين هداهم الله من عباده جميعاً وآتيكم بالبرهان المبين لعالِمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم بفتوى الله في محكم كتابه عن الطريقة الحقّ للذين هداهم الله من عباده أنهم جميعاً:
{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم، فهل تجدونهم أنهم فضّلوا بعضهم بعضاً؟ بل كلٌّ منهم يتمنى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ كون الحبّ الأشدّ في قلبه هو لربّه الذي خلقه لعبادته وحده لا شريك له، ولذلك جعل الله صاحب أقرب درجةٍ في حبِّ الله وقربه عبداً مجهولاً، وما محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا عبدٌ من ضمن العبيد المتنافسين إلى الربّ المعبود. ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. صدق عليه الصلاة والسلام، فكل عبدٍ ممن هداهم الله يرجو أن يكون هو ذلك العبد المجهول. ولذلك قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم.

ولكنّ علماء المسلمين وأمّتهم إلا من رحم ربي غضبوا على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وقالوا: "إنه يريدنا أن نتبع محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في التنافس في أقرب درجة في حبِّ الله وقربّه، أليس محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الأولى أن يكون هو من بين العبيد؟" وقالوا: "إنّ ناصر محمد اليماني لغويٌ مُبينٌ وكذابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر وعلى ضلالٍ مبينٍ يريد أن يضلّ المسلمين عن طريقة هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: وما هي طريقة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومن ثم يكون جوابهم بالحقّ فيقولون: "إنه عبدٌ ينافس العبيد إلى الربّ المعبود يريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب ولذلك يرجو أن يكون هو ذلك العبد الحبّ والأقرب إلى الربّ فذلك هو منهج الصراط المستقيم لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كونه أشدّ حباً في قلبه هو لربه ولذلك قال تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم [آل عمران]".

ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: يا عجبي من علماء المسلمين وأمّتهم يعلمون الحقّ من ربهم ثم لا يتبعوه! أم إنكم لا تعلمون بالمقصود من قول الله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم؟ أي إن كان أشدّ حباً في قلوبكم هو الله فاتبعوني للتنافس جميعاً في حبِّ الله وقربه أينا أحبّ وأقرب يحببكم الله ويرضى عنكم فتلكم طريقة هدى الله للذين هدى من عبيده: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

فلماذا يا علماء المسلمين تركتم الحقّ البيِّن في كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ واتبعتم كلمات الإدراج في الحديث الحقّ الذي زاد فيه كعب اليهودي كلمات الإدراج افتراءً على أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه؟ والحديث كما يلي:
[حدثنا ‏ ‏بندار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عاصم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏ليث وهو ابن أبي سليم ‏ ‏حدثني ‏ ‏كعب ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏قال:‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏سلوا الله (‏لي) الوسيلة قالوا يا رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو].

وتعالوا لنبيِّن لكم الحكمة الخبيثة من كلمات الإدراج التي أضافها كعب اليهودي ليضلّكم عن الصراط المستقيم حتى تحصروا الوسيلة إلى الربّ لمحمدٍ رسول الله من دونكم فتشركوا بالله وأنتم لا تعلمون، ولذلك أضاف كعب اليهودي قولاً من عنده غير الذي قاله النبيّ وهي كلمة
(لي)، وهو بتلك الكلمة قام بتحريف المقصود من البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

ولم يستطع أن يحرف الأمر الحقّ في محكم الكتاب وإنما حرفه في الحديث النّبويّ بزيادة كلمة
(لي)، وذلك حتى تجعلوا الوسيلة إلى أقرب درجة في حبِّ الله وقربه هي للنبي من دونكم ومن ثمّ لا يقبلُ الله عبادتكم فيكتبكم من المشركين بالله، كون حبّ محمدٍ رسول الله قد طغى على حبّكم لربّكم الذي خلقكم ولذلك تنازلتم عن التنافس إلى أقرب درجةٍ إلى الربّ لمحمدٍ رسول الله من دونكم فأشركتم بالله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [البقرة].

ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني طهَّر الحديث الحقّ تطهيراً من كلمات الافتراء، ومن ثم صار الحديث الحقّ متطابقاً مع محكم كتاب الله من غير أي تناقض والحديث الحقّ كما يلي:
[سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُوأَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. صدق عليه الصلاة والسلام، وذلك الحديث الحقّ جاء بيان لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}صدق الله العظيم.

وقال الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ومن يقصد الله الذين زعمتم من دونه؟ فهو يقصد أنبياءه ورسله والمقربين من عباده الذين حصرتم الوسيلة لهم من دونكم بحجّة أنهم من عباد الله المُكرمين، ولكنكم حصرتم التكريم لهم وحدهم من دونكم ولذلك استيأستم أن يكرمكم الله كما كرّمهم، وترجون شفاعتهم لكم بين يدي الله. ولذلك قال الله تعالى:
{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ولذلك سوف يعذب الله كافة قرى الكفار بالذكر والمؤمنين به كونهم أعرضوا عن محكم ما أنزل الله إليهم في هذا القرآن العظيم ذِكْرُ الله إلى العالمين حتى إذا جمع الله الأنبياء والمرسلين وعباده المُكرمين، وقال الله:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

وإنما شرك المؤمنين بالله هو بسبب تعظيمهم لأنبياء الله ورسله، وقالوا كيف يأكل الطعام مثلنا وهو رسولٌ من ربّ العالمين؟ وكيف يمشي في الأسواق لقضاء حوائجه وهو نبيّ من المُكرمين؟ ولذلك كذبوا بمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقالوا:
{وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان:7].

ومن ثم ردّ الله عليهم:
{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان:20].

وسبب قول الكفار المؤمنين بربّ العالمين كون أهل الكتاب أخبروهم أنّ الأنبياء مُكَرَّمين على البشر جميعاً كون الله جعل لهم كرامات ومن كراماتهم أنهم لا يأكلون الطعام ولا يمشون في الأسواق ولا يجامعون النساء قاتلهم الله أنى يؤفكون، وإنما يبالغون في أنبياء الله ورسله حتى إذا صدَّقهم الناس فيبالغون فيهم بغير الحقّ وهم بذلك يضمنون شرك الناس بربهم سواء من قبل الإيمان برسله أو من بعد أن آمنوا برسل ربهم فيوقعونهم في المبالغة في أنبيائه بغير الحقّ حتى تشركوا بالله وأنتم لا تعلمون، وكل ذلك من مكر الشيطان على مرّ العصور يريد أن يضلّ البشر عن اتباع رسل ربّهم حتى لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون بالمبالغة في أنبياء الله ورسله ويذرون الله لأنبيائه أن يتنافسوا في حبّه وقربه ويرون أنه لا يحقّ لهم إلا أن ينافسوا المؤمنين التابعين بعضهم بعضاً ولا يحقّ لهم أن يطمعوا في منافسة أنبيائهم إلى ربهم أولئك ضلّوا عن سواء السبيل، ولذلك قال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

ويا علماء المسلمين اتقوا الله واكفروا بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود واستغنوا برحمة الله أرحم الراحمين، فإذا لم يغنِ نبيّ الله نوح -صلى الله عليه وآله وسلم- عن زوجته شيئاً وكذلك نبيّ الله لوط -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يغنِ عن زوجته من عذاب الله شيئاً فكيف إذاً يشفع الأنبياء لأممهم إذا لم يغنوا عن زوجاتهم من الله شيء؟ وقيل ادخلا النار مع الداخلين، أليست هذه الفتوى من الله محكمة في كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى:
{فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:10].

وأنا الإمام المهديّ أنذركم بما أنذركم به جميع الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم أجمعين، وجميعهم ينذرون البشر من عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود ولذلك ابتعث الله رسله إلى الجنّ والإنس لينذرونهم من عقيدة الشفاعة من العبد بين يدي الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ينذر البشر من عقيدة الشفاعة يوم يقوم الناس لربّ العالمين فلا شفاعة لمؤمنٍ ولا كافرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨} صدق الله العظيم [البقرة].

فانظروا لنفي الشفاعة جملةً وتفصيلاً في قول الله تعالى:
{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم، بمعنى أنّها لا شفاعة من عبد لعبد بين يدي الربّ لا لكافرٍ ولا لمؤمنٍ، ولذلك خاطب الله المؤمنين وقال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤} صدق الله العظيم [البقرة]؛ أي والكافرون بهذه الفتوى من ربّ العالمين هم الظالمون كونهم كذبوا فتوى ربهم في محكم كتابه عن نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وحتماً سوف يضلّ عنهم ما كانوا يفترون ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ليشفع لهم عند ربّهم ولا شفيعاً من الأنبياء أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣} صدق الله العظيم [يونس].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فانظر لهذه الآية التي أوردتها كيف أنه استثنى الشفاعة في قوله تعالى:
{مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} صدق الله العظيم " ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ونقول: إنما يأذن الله للعبد بتحقيق الشفاعة من ذات الرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [النبأ].

وليس من الصواب في محكم الكتاب أن يطلب من الربّ أن يشفّعه في عباده الذين ظلموا أنفسهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم فيرضى كون رضوان الله في نفسه هو النّعيم الأكبر من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:72].

فإذا تحقق رضوان الله الكامل في نفسه أدخل عباده في رحمته ولم يعد غضباناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فهنا تتحقق الشفاعة لهم من ربهم فتشفع لهم رحمته من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

إذاً الذي أذِن الله له بالخطاب إلى الربّ بتحقيق الشفاعة لم يشفع للعبيد بين يدي الربّ المعبود الله أرحم الراحمين وإنما أذن الله له بالخطاب إلى الربّ كونه سوف يخاطب ربه أن يحقق له النّعيم الأعظم من جنته فيرضى فإذا تحقق رضوان الله في نفسه جاءت الشفاعة من الربّ إيذاناً برضوان الله في نفسه، وهُنا المُفاجأة الكبرى فيقول الذين ظلموا أنفسهم لأحباب ربّ العالمين: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحقّ وهو العلي الكبير. وهنا تسمعون أعظم ضجة أصواتٍ في تاريخ خلق الله جميعاً يهتفون ويقولون: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. فيخرون لربهم ساجدين إلى ما شاء الله، وذلك بعد تحقيق رضوان الله في نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..