الإمام ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــــ


وسأل سائل فقال: ما هي الأرض التي يتحدث عنها الله سبحانه وتعالى فى قوله: {وَأَوْرَ‌ثَكُمْ أَرْ‌ضَهُمْ وَدِيَارَ‌هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْ‌ضًا لَّمْ تَطَئُوهَا} صدق الله العظيم؟ وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
ــــــــــــــــــــــ


ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين، ذلك هو الشيطان بذاته هو المسيح الدجال ولا يزال في جنة الله في الأرض من تحت الثرى، وتلك هي جنّة الفتنة وفيها المسيح الدجال يريد أن يفتنكم بها، ولكن الله وعدكم بها في الدُنيا من قبل جنّة الآخرة، فيحييكم فيها حياة طيبة في أرض لم تطَؤوها فيورثكم الله أرضهم وديارهم في الدُنيا. تصديقاً لوعد الله للمُسلمين في قول الله تعالى: {وَأَوْرَ‌ثَكُمْ أَرْ‌ضَهُمْ وَدِيَارَ‌هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْ‌ضًا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرً‌ا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]

وتلك الأرض هي الأرض التي لم تدعسها قدمُ مُسلمٍ من أمَّة محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلم، فإن أطعتم الشيطان وعصيتم خليفة الله الإمام المهدي ذهبت عنكم فلا يعدكم الشيطان إلا غروراً، فإن أطعتم المسيح الدجال الذي هو ذاته الشيطان الرجيم فلن تنالوها، وقد كانت في يد آدم وزوجته حتى إذا عصَوا أمر ربّهم وصدّقوا الشيطان خرجوا مما كانوا فيه من العزّ وكذلك أنتم لئن عصيتم أمر الله وصدّقتم الشيطان الرجيم. فلا يفتنكم بها الشيطان كما أخرج أبويكم فقد حذّركم الله فتنته، وقال الله تعالى:
{ يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ } صدق الله العظيم [الأعراف:27].

وقد علَّمكم محمد رسول الله عن يوم هذه الأرض التي يسكنها الدجال، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ أن يوم الدجال كسنة من سنينكم ]. وقال عليه الصلاة والسلام: [ يومه كسنة ] أي يومه كسنة من سنينكم.

ويا أيها الناس، إنما أكلّمكم بالعلم الحقّ الذي سوف تجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي وأنتم لا تزالون في الدُنيا، ولا أتبع خزعبلاتكم التي لا يقبلها العقل والمنطق، وقد فصّلنا لكم جنّة الفتنة التي كانت سبب فتنة آدم فحرص عليها وعلى البقاء فيها، وإنما خوّفه الشيطان بأنّ الله لم ينهاه عن تلك الشجرة حتى لا يكونا ملكين خالدين في ذلك النّعيم الذي هم فيه، وحرصاً على ذلك أكلا من الشجرة، فلا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة إني لكم ناصح أمين. وهذه الجنّة هي من تحت الثرى، وهي لله تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} صدق الله العظيم [طه:6].

ولها مشرقان من جهتين مُتقابلتين وهي الأرض ذات المشرقين، ومشرقاها هما ذاتهما مغرباها، وربها الله وليس عدُوّه وعدُوّكم المسيح الدجال. تصديقاً لقول الله تعالى:
{رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:17].

بمعنى أن لها بوابتين إحداهما في أطراف الأرض جنوباً والأخرى في منتهى أطراف الأرض شمالاً، وأعظم بُعدِ بين نقطتين في هذه الأرض هو بين هاتين البوابتين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].

وذلك لأن أعظم بعد بين نقطتين في هذه الأرض هو بين نقطتي المشرقين لأنهما في جهتين مُتقابلتين وتشرق عليها الشمس من البوابة الجنوبية فتخترق أشعة الشمس هذه الأرض المفروشة حتى تخرج أشعتها من البوابة الشمالية نظراً لأن هذه الأرض مُستوية التضاريس قد مهَّدها الله تمهيداً وفرشها بالخضرة فمهَّدها تمهيداً فتراها بارزة وليس لها مناكب مختفية بل بارزة مستوية فرشها الله بالخضرة ومهّدَها تمهيداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿٤٧﴾ وَالْأَرْ‌ضَ فَرَ‌شْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨)} صدق الله العظيم [الذاريات].

بمعنى إنّه جعلها بارزة ممهدة فإذا كان أحدكم في إحدى بواباتها فإنه سوف يرى الشمس في السماء مقابل بوابتها الأخرى، وذلك هو وصف تضاريسها تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالْأَرْ‌ضَ فَرَ‌شْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم.

تلك الأرض التي وضعها الله للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} صدق الله العظيم [الرحمن].

فأما قوله:
{وَأَوْرَ‌ثَكُمْ أَرْ‌ضَهُمْ وَدِيَارَ‌هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:27]، فهو يخصّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن معه.

وأما قول الله تعالى:
{وَأَرْ‌ضًا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرً‌ا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، فهو يقصد الإمام المهدي وحزبه الذين هم أنفسهم حزب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجميعنا حزب الله، ألا أن حزب الله هم الغالبون.. ويورثنا ملكوت تلك الأرض من الديار والأموال والأرض التي وعدكم الله بها ولم تطأها قدم مُسلمٍ من الأميين بعد، وتلك هي جنّة الفتنة قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب، وزخرفاً ومعارج عليها يظهرون، تسلّط عليها المسيح الدجال الذي يدعو الناس إلى الكفر بالله الحقّ ويدّعي الربوبية بغير الحقّ، ويعد الكُفار بدعوة الحقّ بهذه الديار التي أسقفها من الفضة وأبوابها من الذهب، ويريد أن يجعل النّاس أمّةً واحدةً على الكُفر وما يعدهم الشيطان إلا غروراً، وذلك البيان الحق لقول الله تعالى: { وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

أم إنكم لا تُصدقون بأرض هي نفقٌ في الأرض لم تطؤوها يا معشر المُسلمين وفيها من آيات الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْ‌ضِ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].

وأني أريد أن أغزوها فلا ننتظر حتى يغزونا المسيح الدجال خشية أن يجعل النّاس أمّة واحدة على الكفر، نظراً لفتنة الملكوت الذي أخرجكم منه، وإنّا فوقهم قاهرون. ويريد الله أن يجعلكم أمّة واحدة على الحق، ولو يدعوكم المسيح الدجال إلى الكُفر بالله يا معشر هذه الأمّة لاتبعتموه نظراً لفتنة المُلك الذي في هذه الأرض، وإنما هي زينة الحياة الدُنيا وزُخرفها، ولا يريد الشيطان أن يُدْخِلْها إلا من كفر بالله واتّبعه وعصى الإمام المهدي المُنتظر.
وأقسم برب العزة والجلال لأُخرجنّه منها بقدرة الله مذموماً مدحوراّ هو وجميع جيوشه الذين يعدهم من ذُرِّيات البشر من اليهود؛ آباءهم من البشر وأمهاتهم إناث من شياطين الجنّ فيجامعوهنّ من الذين غيَروا خلق الله، فيلدْنَ عند المسيح الدجال الشيطان الرجيم. فإنّا فوقهم قاهرون بإذن الله العزيز الحكيم، فيورِّثني الله ومن معي أرضهم وديارهم وأموالهم بأرض لم تطؤوها. تصديقاً لوعد الله بالحق:
{وَأَوْرَ‌ثَكُمْ أَرْ‌ضَهُمْ وَدِيَارَ‌هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْ‌ضًا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرً‌ا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

الصراط____________________________ المستقيم
(((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))