بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر ناصر محمد وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الأخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.:
الأمر لا يحتاج إلى فلسفة أرسطوا ولا سقراط الأمر يحتاج لعقول تعي وتسمع فقط، ويا رجل كل شيء هالك إلا الشيء الذي خلق كل شيء ولذلك قال تعالى:
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ } [القصص:٨٨].
وأما القول في جعل الله من الماء كل شيء حي تصديقا لقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ} [الأنبياء:٣٠]، فالأمر فيها واضحا صريحا لذوي العقول والأبصار فانظر لقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا}، فإلى من تعود نا الفاعلين يا أصحاب الغنة والقلقلة، أم أنكم لا تعترفون بها إلا حين توافق أهواءكم وحين تخالفه تتركونها، فمن الذي جعل من الماء كل شيء حي؟
أليس هو الشي الذي خلق كل شيء وكل شيء هالك إلا الشيء الذي خلق كل شيء؟
ومثلها كمثل قول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿٣١﴾ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ﴿٣٢﴾} [الأنبياء].
وأما قولك في قول الله تعالى:
{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} [يس:12].
فإن كان الله هو ضمن الأشياء التي أُحصيت في الأية, إذاً من هو الذي أحصى كل شيء؟ أليس لكل فعل فاعل وقد أخبر الأعرابي سابقاً فقال:
(البعرة تدل على البعير, واثر القدم يدل على المسير, وسماء ذات أبراج, وأرض ذات فجاج, ألا يدل ذلك على السميع البصير).
وما دمت قد علمت أن الله هو شيء ليس كمثله شيء, إذا فالشيء الذي أحصى كل شيء هو الله وإن قلت بل الله هو من الأشياء فأدخلته ضمن ما تم إحصائه ولله المثل الأعلى عما تصفون؟ ثم نسألك مرة أخرى, ومن الذي أحصى كل شيء؟ ومن الذي أحصى كل شيء؟ فلما تحرف الكلم عن مواضعه هداك الله, ولماذا تريدون أن تجعلوا الله لا شيء؟ إذاً فالله في نظركم عدما وليس موجودا! فهل خلقتكم الطبيعة؟ بل أنتم قوم لا توقنون بأيات الله فاتقي الله يا رجل واعلم أن ربك هو خالق كل شيء وهو شيء ليس كمثله شيء فإن أصررت على عنادك عن من الذي أحصى كل شيء ما دام الله شيء ليس كمثله شيء؟ ثم نأتيك بالجواب من محكم الكتاب قال تعالى:
{أَحْصَاهُ اللَّـهُ وَنَسُوهُ ۚ} [المجادلة:6].
فهل بعد هذا الحق لا زلتم تمترون فلا ولن تستطيعوا أن تخرجوا من الحق إلا إن كفرتم بأيات الله وقل حسبنا الله عليه توكلنا وإليه المصير وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.