الموضوع: سؤال استخلصته من أحسن القصص

صفحة 35 من 97 الأولىالأولى ... 2533343536374585 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 341 إلى 350 من 969
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : مجتهد للحق
    ما اسهل المباهله على السنتكم وكم جاءكم من يريد المباهله ثم تأتون بأعذار....
    والله اقولها من اعماق قلبي استغفروا الله واتقوه ان كنتم مؤمنين ولا تزكوا انفسكم..
    وجعلتم عبادالله المخلصين مشركين بالله ،لم تتركوا عالما إلا جعلتموه مشرك او من ذراري الشياطين ونحن نرى هاؤلاء الصالحين يتوفاهم الله بين ساجد و رافع اصبعه بتوحيد الله ومن توفاه الله والقرآن بين يده ثم تجعلونهم مشركين وذراري الشياطين وهم يؤمنون بحديث الشفاعة وبآيات الله التي تبين ذلك وعندك الشيخ المصري الازهري كشك الذي توفاه الله وهو ساجد بين يده فهل يقبله الله ساجدا وهو مشرك بشفاعة محمد ام سهل عليكم ان تكفروا خلق الله..حسبي الله عليكم
    انتهى الاقتباس من مجتهد للحق
    تدخل وتخرج في الكلام يا مجتهد للباطل متى ذكرت ومتى جئت للمباهلة وأين هويتك الحقيقية للمباهلة وماذا فعلت أصلاً ومن تكون حتى تباهل فلا تقلب القفة علينا يا مجتهد للحق!! ولم نتهم أحداً ويا سبحان الله متى كان العبد يعلم ما بقلوب العباد سوى الله العلي القدير... لاتصدق ما تسمع وصدق نصف ما ترى... وحكم عقلك يا مجتهد ولا تحكم بما يراه أو يقوله الآخرون إن أردت أن تفوز فوالله العلي العظيم إنك ترمي بنفسك إلى التهلكة والنور بين يديك لكنك أبيت إلا الإعراض والتكبر !!!
    (( آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ))
    صدق الله العظيم

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : مجتهد للحق
    اخي رضى هل انت نفسه ناصر بمعرف اخر؟
    الجمله الاخيره كأنها منسوبه الى ناصر ولكن لم تفطن الى المعرف
    انتهى الاقتباس من مجتهد للحق
    السلام عليكم ورحمة الله

    اخانا المسمى نفسه مجتهد للحق
    لقد سطرت عشرات المشاركات تنادى اين ناصر ليحاورنى؟أريد الرد من ناصر...فهاهو قد حضر مطلوبك.. فأين الحوار الذى وعدتنا به ؟!!وأين أدلتك من محكم الكتاب التى أخبرتنا عنها؟
    اخانا العزيز: لم نر منك حتى الآن سوى الهمز واللمز فى شخص الامام ناصر محمد اليمانى .. وكأن هذا هو كل مايهمك؟!!
    وتركت آلاف البيانات وعشرات الفتاوى فى مواضيع مختلفة وفى متناول يدك ...وتطلب منه أن يخط لك فتاوى محددة لتتأكد من بسطة علمه ؟!! فأي منطق هذا؟!!
    فهل ستلوم علينا إن اعتبرناك من اللاعبين ؟
    وهل ستغضب ان حكمنا عليك انك لم تحط علما ببيانات النبأ العظيم .. وأن الذى يسيطر عليك هو شئ فى صدرك تجاه شخص الامام ناصر محمد اليمانى فقط لاغير؟
    أرجو أن تخيب ظنوننا ..وتتجه للحوار البناء لتفيد ونستفيد.
    قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

  3. افتراضي







    اقتباس المشاركة 93407 من موضوع نفي شفاعه؟ ما اقتنعت ورجاء دخول الأنصار والمهدي


    اقتباس المشاركة 84610 من موضوع نفي شفاعة العبيد بين يديّ الربّ المعبود، وقال الله: { فَذَكِّرْ‌ بِالْقُرْ‌آنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } صدق الله العظيم.


    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=84604

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 03 - 1434 هــ
    04 - 02 - 2013 مـ
    04:03 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    نفي شفاعة العبيد بين يديّ الربّ المعبود
    وقال الله: { فَذَكِّرْ‌ بِالْقُرْ‌آنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } صدق الله العظيم.


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله المكرمين وآلهم المطهرين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا على من ذكرتم منهم وسلّموا تسليماً ولا تفرّقوا بين أحدٍ من رسله ولا تبالغوا فيهم وفي الإمام المهدي، فما ابتعثهم الله ليدعوكم أن تبالغوا فيهم بل لتتّبعوهم وتنافسوهم في حبّ الله وقربه فتعبدوا الله وحده لا شريك له فتفوزوا فوزاً عظيماً وتهتدوا إلى الصراط المستقيم، صلوات ربّي على المؤمنين الذين لم يَلْبِسوا إيمانهم بظلم الشرك وأسلّم تسليماً، أولئك هم الطائفة الناجية من بين الأمم أجمعين فلهم الأمن من عذاب النار..

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، لقد افترق المسلمون إلى بضعٍ وسبعين فرقة، وسبقت فتوى محمد رسول الله في هذا الحدث الغيبي فقال عليه الصلاة والسلام: روى الترمذي عن عَبْدِ الله بنِ عَمْرٍو قَالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
    [لَيَأْتِيَنّ عَلَى أُمّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النّعْلِ بِالنّعْلِ حَتّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمّهُ عَلاَنِيَةً لَكَانَ فِي أُمّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلّةً كُلّهُمْ فِي النّارِ إِلاّ مِلّةً وَاحِدَةً، قَالَ ومَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي] اِنتهى.

    والسؤال هو: فمن هم تلك الطائفة الناجية من عذاب النّار؟ هل هم أحد الشيع الاثني عشر؟ أم أحد فرق السُّنة والجماعة؟ حتى ننضم إلى الطائفة الناجية من عذاب النار". ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على كافة السائلين عن الحقّ في عصر الحوار من قبل الظهور وأقول قال الله تعالى:
    {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:176].

    وإذا رجعتم إلى تدبر كتاب الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم فسوف تجدون فتوى الله محكمة فيه عن الطائفة الناجية الآمنين من عذاب الله؛ فمن هم؟ ومن ثمّ تجدون الجواب في محكم الكتاب. قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

    وأولئك هم الطائفة الناجية وموجدون في مختلف الفرق وليسوا فرقةً بعينها تتبع أيّ مذهب حسب زعمكم أن من انضمّ إليها نجى، وكلُّ فرقة منكم تزعم أنها هي الطائفة الناجية من عذاب الله! وهيهات هيهات؛
    بل الطائفة الناجية في مختلف الفرق والمذاهب من كان منهم من المؤمنين المتقين العابدين لربّهم ولم يلبسوا إيمانهم بظلم الشرك بالله فأولئك لهم الأمن من عذاب الله. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

    حتى ولو كان هناك أخطاءٌ فقهيّةٌ بسبب فتوى الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لغفر الله لعامة المسلمين ولا يبالي ما داموا قد جاءوا إلى ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ من ظلم الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏} ‏صدق الله العظيم [النساء:48].

    فمن كان قلبه سليماً من ظلم الشرك بالله فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم ونجّاه الله من العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وربّما يودّ أحد فطاحلة علماء المسلمين أن يقول: "يا ناصر محمد، إنّه لا يوجد صنمٌ يُعبد في دول المسلمين فما خطبك دائماً لا يكاد يخلو بيانك من تحذيرنا من الشرك بالله؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألا والله إنّ كثيراً من المسلمين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون بسبب عقيدتهم الباطلة بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فأصبح في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ في محكم كتاب الله. ولذلك نجد الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ تجدونهم دائماً يذرون آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فيذروهنّ وراء ظهورهم فيتّبعون آيات الكتاب المتشابهات التي بحاجة لتأويلٍ حتى يُأوِّلونها كما يشتهون أن يثبتوا بظاهرها حديثَ فتنةٍ موضوعٍ قد تشابه مع ظاهرها ويختلف عنها في البيان الحقّ، ويزعمون أنهم يبتغون تأويل آيات الكتاب المتشابهات، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: فلماذا لا تتبعون آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين ولكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ؟ وأما المتشابه إنما يأمركم الله أن تؤمنوا به وتذروا تأويله لأهله إن كنتم مؤمنين.

    ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر فأْتنا بآيةٍ في الكتاب محكمةٍ بيّنةٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين لننظر هل نحن علماء الأمّة في قلوبنا زيغٌ؟ والزيغ هو الشرك بالله، فإذا كنت من الصادقين فسوف نجد أننا لا نتبع هذه الآيات المحكمات البيّنات بل نذرها وراء ظهورنا ونتبع المتشابهات! فآتنا بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين لننظر هل نحن معرضون عنها ونعتقد بآياتٍ أُخر متشابهات فنتبع ظاهرها كما تزعم". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    ويفتيكم الله بعدم شفاعة الأنبياء وكافة الأولياء بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    فبالله عليكم يا معشر علماء الأمّة وعامتهم من الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به شفاعة عباده المقربين، هل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ وتفصيلٍ في نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود في قول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم؟

    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَ‌زَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُ‌ونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {وَذَرِ‌ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّ‌تْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ‌ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَ‌ابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    وقال تعالى:
    {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وربّما يودّ أحد علماء المسلمين من الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به الأنبياءَ والأولياءَ الصالحين أن يقول: "فهل هذا يعني أنك تكفر بالرواية عن النبي محمد -صلّى الله عليه وآله وسلم- الذي ورد في سنن الترمذي؟
    اقتباس المشاركة :
    "(( سنن الترمذي ))
    2434 أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع فأكله وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال أنا سيد الناس يوم القيامة هل تدرون لم ذاك يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس بعضهم لبعض ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول الناس بعضهم لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم فيقولون أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيت نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم نوح إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله و لن يغضب بعده مثله وإنه قد كان لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كذبت ثلاث كذبات فذكرهن أبو حيان في الحديث نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على البشر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد قال فيأتون محمدا فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشف ع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأخر ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي فيقول يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر وكما بين مكة وبصرى وفي الباب عن أبي بكر الصديق وأنس وعقبة بن عامر وأبي سعيد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان كوفي وهو ثقة وأبو زرعة بن عمرو بن جرير اسمه هرم.
    تحقيق الألباني: صحيح تخريج الطحاوية (198)، ظلال الجنة (811)
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون وأقول: تعالوا لننظر الذين يدعون من دون الله عباده المقربين أن يشفعوا لهم عند ربّهم من عذاب النّار ثم ننظر لحكم الله هل دعاؤهم في ضلالٍ مبينٍ كونهم يدعون عباده من دونه ليشفعوا لهم من عذابه؟ والجواب سوف تجدونه في محكم الكتاب قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا لردّ ملائكة الله المقربين من خزنة جهنم:
    {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، فما هي البيّنات التي جاء بها الرسل؟ والجواب: إنّها آيات الكتاب المحكمات البيّنات فينذرون بها أقوامهم. مثال قول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    ولكن للأسف أنهم مكانهم في دعاء العبيد من دون الربّ المعبود الأرحم بهم من عباده، ولذلك فدعاؤهم في ضلال مبين. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فما هو البيان الحق لقول الله تعالى:
    {فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم؟ أي فادعوا الله هو الأرحم بكم منّا وما دعاء الكافرين لعباده من دونه ليشفعوا لهم عند ربهم إلا في ضلالٍ. فيا من يدعون في مقابر الأئمة والصالحين أن يشفعوا لهم عند ربّهم فما دعاؤكم لعباده من دونه إلا في ضلالٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ‌ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُ‌ونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وربّما يودّ أن يقول أحد الإخوان الشيعة: "يا ناصر محمد، نحن ندعوهم الآن ليستجيبوا لنا يوم القيامة فيشفعوا لنا بين يدي الله". ومن ثمّ نترك الردّ على الشيعة الاثني عشر من الله الواحد القهّار في محكم الذكر. قال الله تعالى:
    {إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [فاطر:14].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ‌ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِ‌ينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    ومن ثمّ نأتي لتأويله الحقّ على الواقع الحقيقي فننظر ما هو ردّ عباد الله المكرمين المقربين على الذين يدعونهم من دون الله. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ شُرَ‌كَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا عباد الله اتقوا الله واعبدوه وحده لا شريك له فلم يأذن الله لكم أن تدعوا مع الله أحداً من عباده ليشفع لكم عند ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولكن يا ناصر محمد فما هو ردّك على الذين يجادلونك بالآيات المتشابهات في عقيدة الشفاعة مثال قول الله تعالى:
    {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [البقرة:255]، أليس الإذن هنا لمن يشاء من عباده أن يطلب من ربّه أن يشفِّعه في عباده؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: إنّما أولئك الذين أَذِنَ الله لهم بالخطاب بالقول الصواب لتحقيق الشفاعة في نفس الربّ كون الشفاعة لله جميعاً، فتشفع لعباده رحمتُه من غضبه وعذابه، كونهم سوف ينطقون بالقول الصواب فيحاجّون ربّهم في تحقيق النّعيم الأعظم فيرضى، كونهم علموا أنّ الله هو الأرحم بعباده من عبيده، وبسبب صفة الرحمة في نفس الله وجدوا ربّهم متحسراً وحزيناً في نفسه على عباده الضالين المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولم يأذن الله لقوم يحبّهم الله ويحبّونه بطلب الشفاعة بل بخطاب الربّ بالقول الصواب لتحقيق الشفاعة في نفس الربّ، فتشفع لعباده الضالين رحمتُه من غضبه وعذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    بمعنى أنها تشفع لعباده رحمتُه من غضبه وعذابه، فمن أذن الله له قولاً فهو يخاطب الربّ بتحقيق النعيم الأعظم ليرضى في نفسه كونهم يعبدون الله؛ رضوان الله غاية وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة؛ بل علموا أنّ نعيم رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته ولذلك اتخذوا رضوان الله غاية كونهم يرونه النّعيم الأكبر من جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  4. افتراضي








    اقتباس المشاركة 81435 من موضوع بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسنّة والجماعة وليست الشفاعة كما تزعمون سُبحان الله العظيم!






    اقتباس المشاركة 7469 من موضوع بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    24 - رمضان - 1431 هـ
    03 - 09 - 2010 مـ
    10:صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )


    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7467

    ____________



    بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله إلى الإنس والجنّ من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله إلى النّاس كافة صلّى الله عليهم وآلهم الطيّبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين..

    أيا معشر البشر إنّي أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهّار نذيراً للبشر بأنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى وأكثرهم معرضون عن اتّباع الذكر القرآن العظيم رسالة الله إلى الإنس والجنّ أجمعين فآمن به نفرٌ من الجنّ فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الجنّ].

    ويا معشر الإنس والجنّ، إنّي الإمام المهديّ خليفة الله في الكتاب؛ الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن؛ فلا يُحاجُّني إنسٌ ولا جانٌّ إلا هيّمنتُ عليه بالعلم والسلطان من محكم القرآن، وأفتاني ربّي بأنّني المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم، ولم يصطفِني خليفة الله عليكم جبريل ولا ملائكةُ الرحمن المقرّبين، ولم يصطفِني عليكم الشيطانُ ولا الجنُّ ولا الإنس أجمعين، وما ينبغي لكافة خلق الله في السماوات والأرض أن يختاروا خليفة الله من دونه سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، تصديقاً لفتوى الله إلى الإنس والجان في محكم القرآن إنّ اختيار خليفة الرحمن في الأرض يختصّ به الله وحده لا إله غيره ولا معبودَ سواه، وما كان لكم أن تختاروا خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وذلك لأنّكم لستم بأعلم من ربّكم سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! وأخطأ ملائكة الرحمن المقرّبون في حقّ ربّهم بغير قصدٍ منهم حين سمعوا قول ربّهم والأمر الموجّه إليهم، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والبيان الحقّ لقول الله في ردّ الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى لستُم بأعلمَ من ربّكم، وبما أنّ ملائكة الرحمن أخطأوا في حقّ ربّهم فأسرّها الرحمن في نفسه فلم يُبدِها لهم حتى إذا أنشأ آدم وذريّته معه في ظهره أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ} صدق الله العظيم [النجم:32]. ومن ثمّ أخذ الله الميثاق من آدم وذريته أجمعين، وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ومن ثمّ اصطفى الله خلفاءه في الأرض من أئمة الكتاب من الأنبياء والمرسَلين والأئمّة الصالحين، ثمّ علّم آدم أسماءهم كلهم أجمعين، ثمّ عرضهم على الملائكة الذين أخطأوا في حقّ ربّهم بقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم. ولذلك عرض الله خلفاءه المصطَفَين من ذريّة آدم من الذين أنطقهم، ثمّ علّم آدم أسماء خلفاء الله الذين اختارهم من ذريته، ثمّ عرضهم على الملائكة ثمّ أقام الله الحجّة على ملائكته المقرّبين ليذكّرهم أنّهم ليسوا بأعلم من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. ومن ثمّ عَلِمَ ملائكة الرحمن المقربون أنّهم تجاوزوا حدودهم غير المسموح بها فأخطأوا في حقّ ربّهم فتابوا وأنابوا ونزّهوا ربّهم عن القصور في العلم فسبّحوه معترفين أن لا علم لهم إلا بما علّمهم الله الذي أحاط بكل شيء علماً: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثمّ أمر الله إلى خليفته آدم الذي اختاره الله خليفته عليهم وزاده بسطةً في العلم على ملائكة الرحمن المُقرّبين فأمر من اصطفاه الله خليفته عليهم أن يُثبت بالبرهان أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليهم ليجعل الله برهان الإمامة والخلافة هو بسطة العلم على جميع من استخلفهم عليهم، ولذلك لم يأمر الله ملائكته أن يسجدوا لآدم من قبل أن يقيم الحجّة عليهم بسلطان العلم؛ بل أمر آدم أن يثبت بالبرهان أنّ الذي اصطفاه زاده بسطةً في العلم عليهم جميعاً، وقال الله تعالى: {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثمّ تستنبطون من القصة الأحكام الحقّ كما يلي: تبيّن لكم أنّ اختيار خليفة الله يختصّ به الله وحده من دون الملائكة والجنّ والإنس أجمعين وما كان لهم الخيرة في اختيار خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص]. فمن أين لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر من دون الله؟ سبحانه وتعالى عمّا يشركون!

    ويا معشر الجنّ والإنس، إنّني أنا الإمام المهديّ المنتظَر، أقسم بمن خلق الإنسان من ترابٍ وأنزل الكتاب الله العزيز الوهّاب أنّه لن يتّبع الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم إلا أولو الألباب من الإنس والجنّ، وهم خير الدّواب الذين يتفكّرون بعقولهم ولا يحكمون من قبل أن يستمعوا سلطان العلم للداعي إلى الله فيتفكّروا؛ فهل تقبل سلطان علمه عقولُهم؟ ثمّ يتّبعون أحسنه إن تبيّن لهم أنّ علم الداعية يقبله العقل والمنطق، أولئك الذين هداهم الله من الجنّ والإنس في كلِّ زمانٍ ومكانٍ في عصر بعث الأنبياء وعصر بعث المهديّ المنتظَر، ولن يستجيب إلى داعي الحقّ إلا أولو الألباب وهم من خير الدّواب، وأمّا أَشرّ الدّواب من الجنّ والإنس فهم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً في التفكّر في سلطان العلم من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ولقد علم أصحاب النار أنّ سبب عدم اتّباع الحقّ من ربّهم هو الاتّباع الأعمى لمن كان قبلهم وعدم استخدام عقولهم للتفكّر في سلطان علم داعيَ الله المبعوث إليهم ليهديهم إلى الصراط المستقيم، وقال الله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وعليه فلا ولن يتّبع داعي الله إلى الصراط المستقيم على علمٍ من ربّه إلا الذين يعقلون وهم الذين لا يحكمون على الداعي إلى الله أنّه على الحقّ ولا على الباطل حتى يستمعوا إلى منطق علمه الذي يحاجِج الناس به لكون الداعي حتى ولو كان يدعو إلى الله فلا بُدّ له أن يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فأمّا الذين لم يحكموا على الداعي إلى الله من قبل أن يستمعوا بل يتفكّروا أولاً في منطق بصيرة علمه هل هي الحقّ من الله؟ فحتماً ستتقبّلها عقولهم إن كان يقبل سلطان ذلك العلم العقل والمنطق الفكري كونها لا تعمى الأبصار إذا تفكّرت ولكن تعمى القلوب المقفلة التي لا تسمح للعقل أن يتفكّر، وليس للعقل سلطانٌ على القلب وما عليه إلا أن يميّز بين الحقّ والباطل إذا استخدمه صاحبه للتفكير، فانظروا إلى منطق العقول لدى قوم إبراهيم سرعان ما حكمت بين قوم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقومه وكان الحكم بينهم هو كما يلي: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وذلك حين أراد نبيّ الله إبراهيم أن يلجأوا إلى أنفسهم ليتفكّروا بعقولهم فسرعان ما جاء الحكم بينهم وكان الحَكَمُ هم عقول قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وإنّما رجعوا إلى أنفسهم فكلّ واحدٍ تفكّر مع عقله في سرّ عبادة الأصنام التي صنعوها بأيديهم ثمّ كانوا لها عابدين، فهل يقبل هذا العقل؟ فكان الحكم إلى كلّ منهم ردّ العقل بالحكم الحقّ بينهم وبين نبيّ الله إبراهيم: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك الإمام المهديّ يقول: يا قوم، فبما أنّني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ في الكتاب فقد جعل الله الحَكَم بيني وبينكم هو الألباب وهي عقولكم، فوالله الذي لا إله غيره لا ينبغي لها أن تخطئ فتظلم المهديّ المنتظَر؛ بل سوف تحكم بالحكم فتقول إنّكم أنتم الظالمون لكونه يدعوكم ناصر محمد اليماني إلى أن تتّبعوا آيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ويأمركم بعدم اتّباع ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ولم يكفر بسنّة البيان النبويّة، غير أنّه أثبت بالقرآن المبين أنّ سنّة البيان ليست محفوظةً من تحريف شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]. ومن ثمّ تعلمون أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا ينطق عن الهوى حتى في أحاديث السنّة النبويّة غير إنّها ليست محفوظة من التحريف والتزييف عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك جعل الله كتابه القرآن العظيم هو المرجع لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ، وعلّمكم الله بالحقّ أنّ الحديث المكذوب عن النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إذا كان من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً لكون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، وما يريد منكم الإمام المهديّ غير ذلك إن كنتم تعقلون، فمَن ترَون الظالمين منّا؟ فهل هم الذين يؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ويكفرون بما خالف لمحكم كتاب الله في السنّة النبويّة لكون الحديث الذي يروى أنّه عن النبيّ غير أنّه يأتي مخالفاً لكلام الله في محكم آياته فهو حديث من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان وأوليائه، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    ولكن للأسف فإنّكم قد أطعتموهم حتى أشركتم بالله يا معشر المسلمين وردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بمحكم كتاب الله، ولذلك ابتعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ليهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فأقذِفُ بالحقّ في آيات الكتاب المحكمات على الباطل المُفترى فيدمغه فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل مما تصفون، ولسوف أثبت بالبرهان المبين أنّ كذلك المُسلمين قد أشركوا بالله فاتّبعوا ملّة المشركين من أهل الكتاب الذين يبالغون في أنبياء الله ورسله فيعظِّمونهم بغير الحقّ كما يعظّم النّصارى عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ولربّما يودُّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني اتّقِ الله، فكيف تفتي في عقيدة المسلمين وعلمائهم أنّهم قد أشركوا بالله كمثل أهل الكتاب؟ ولكنّنا لا نعتقد أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ابن الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المبعوث ليهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز وأقول: يا علماء المسلمين وأمّتهم فهل تعتقدون أنّه يحقّ لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حبّ الله وقربه؟ ومعلومٌ جوابكم فسوف تقولون: "احذر أيّها المدعو ناصر محمد اليماني، أفلا تعلم أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو حبيب الله فهو أكرم من إبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام، فكيف تريدنا أن نعتقد أنّه يحقّ لنا أن ننافس محمداً رسول الله في حبّ الله وقربّه وهو حبيب الله المصطفى بل هو أكرم عبدٍ عند الله". ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويقول: ولكنّي لا أجد في محكم الكتاب أنّ النتيجة قد أُعلِنت لعبيد الله أيّهم أكرم عند الله فلا يزال العبد الأكرم مجهولاً، وهو الأحبّ والأقربّ إلى الله، ولذلك لا يزالون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقربّ، وكل عبدٍ ممن هداهم الله يتمنّى أن يكون هو ذلك العبد الأحبّ والأقربّ إلى الربّ، ولكنّ بدل أن تقتدوا بهداهم فإنّكم تعرضون فتتّبعون الشرك فتُبالغون فيهم بغير الحقّ فترجون شفاعتهم لكم بين يدي الله، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكنّ الله أفتاكم بأنّه لا يعلم أنّه يحقّ لعبدٍ أن يتقدّم للشفاعة بين يدي الربّ المعبود، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]. ولربّما يودُّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء الأمّة فيقول: "إنّما يقصد الذين يعبدون الأصنام". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: أفلا تعلم سرّ عبادة الأصنام كيف كانت بادئ الأمر؟ إنّما هي تماثيل لعِباد الله المكرمين فتَصْنَعُ له الأممُ الأولى صنماً بعد موته فيدعونه من دون الله لكونه عبدٌ مكرّمٌ عند ربّه، ومن الأمّة الأولى الذين صوّروا التمثال طبق صورة نبيّ الله المكرَّم أو صورة أحد أولياء الله المكرّمين ممّن عرفوا بالكرامات فهم يعرفون صورهم في الحياة الدنيا، وإنّما يظل سرّ عبادة الأصنام جيلاً بعد جيلٍ ولكن الذين جعلوا الصنم كمثل صورة رجل من أولياء الله الصالحين حتى إذا حشرهم الله ومن صنعوا لصورهم تماثيل ليعبدوهم من دون الله ولذلك يعرفونهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وذلك لأنّهم يعلمون أنّهم أمروهم بعبادة الله وحده لا شريك له ولم يأمروهم أن يعظّموهم من دون الله ولم يأمروهم أن يتركوا التنافس إلى الله حصرياً لهم من دونهم، ولذلك ألقى الله بالسؤال إلى أنبياء الله ورسله وأوليائه المكرّمين وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولربّما يودُّ أحد فطاحلة علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "وكيف يحشر الله رسله وأنبياءه مع المشركين في نار جهنّم؟ ألم يقل الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات]؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أولئك قوم آخرون يعبدون الشياطين من دون الله ويحسبون أنّهم مهتدون، وتقول لهم الشياطين نحن من عباد الله المقرّبين، فيأمرونهم أن يعبدوهم زُلفةً إلى ربّهم ليقربوهم من ربّهم ويشفعوا لهم بين يدي الله، وما ينبغي لملائكة الرحمن المقرّبين أن يقولوا لأحدٍ أن يعبدهم قربةً إلى الله حتى إذا سألهم الله عمَّا كانوا يعبدون من دون الله قالوا كُنّا نعبد عبادك المُكرّمين من ملائكة الرحمن قربة إليك ربّنا وكانوا يأمروننا بذلك، ومن ثمّ سأل الله ملائكته وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. ولذلك قال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

    ويقصد الشياطين فانظروا لردّ الملائكة: {أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم.

    ويختلف الذين أشركوا بربّهم، فمنهم من عَبَدَ عباد الله المكرّمين وهؤلاء يدخلون النّار لأنّهم بالغوا فيهم بغير الحقّ فيدعونهم من دون الله، وأمّا الذين أشركوهم بالله فلا ذنب لهم كونهم يبالغون فيهم من بعد موتهم ولم يأمروهم بذلك وكانوا شهداء عليهم ما داموا فيهم، وأمّا من بعد موتهم فقالوا كفى بالله شهيداً بيننا وبينكم أننا كنّا عن عبادتكم لغافلين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ الذين كانوا ينتظرون الشفاعة بين يدي الله من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أو غيره من الأنبياء والأولياء المكرّمين فسوف يكفرون بعقيدتهم، فمحمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - سوف يكفر بعقيدتهم بأنّه سيشفع لهم بين يدي ربّهم فيتبرأ منهم وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وقال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما الآن يودُّ أحد خُطباء المنابر أن يُقاطع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّه فيقول: "قف عند حدك يا ناصر محمد اليماني فلنرجع سويّاً إلى برهانك الجديد آنفاً الذي ذكرته في قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم، فكيف يقول الله لأنبيائه ورسله أنّهم لا يعقلون؟ ألم تنظر إلى قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربّي فما خطبكم لا تودّون إلا أن تتّبعوا كلمات التشابه في القرآن العظيم؟! وأشهدُ لله لربّ العالمين أنّ الله يقصد أنبياءه ورسله بقوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.

    ولربّما يستشيط كافة علماء الأمّة غضباً من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيقولون: "وكيف تفتي بهذا البهتان على أنبياء الله ورسله أنّهم المقصودون في قول الله تعالى: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم؟". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول: إنّما هذه الآية فيها من التشابه الذي لا يعلمُ بتأويله إلا الله والراسخون في علم الكتاب، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون. فتعالوا لكي أُبيّن لكم موضع التشابه بالضبط وهو في كلمة: {وَلَا يَعْقِلُونَ}، وسنجعل كلمة التشابه بالحجم الأكبر، وقال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم، فهو سبحانه لم يصِف أنبياءه ورُسله وعباده المكرّمين الذين زعمتم شفاعتهم بين يديّ الله أنّهم لا يعقلون؛ بل يقصد أنّهم لا يعقلون سرّ الشفاعة بين يدي الله، أيْ: لم يُحِطهم الله بسرّ الشفاعة بين يديه كون الشفاعة هي لله جميعاً فتشفع لعباده رحمتُه من غضبه، وإنّما أذِن الله للعبد الذي عقل سرّ الشفاعة أن يُخاطب ربّه كونه لن يسأل من الله الشفاعة لأحدٍ، وما ينبغي له، ولو تشفّع بين يدي الله لأحدٍ من عبيده لألقى به الله أوّل النّاس في نار جهنّم، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ وذلك لأنّي أعلمُ أنّ الله هو أرحم الراحمين فكيف يشفع بين يدي الله لعباده! فهل هو أرحم الراحمين؟ سبحان الله العلي العظيم! بل الله هو أرحم الراحمين ولذلك فهو مُتحسّر على عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم فدعوا الله فأهلكهم وكان حقاً على الله نصر رسله والمؤمنين تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [غافر:51].

    ولكنّكم لا تعلمون عظيم التحسّر في نفس الله أرحم الراحمين، إذ يبدأ في نفسه من فور هلاكهم تصديقاً لوعد رسله والذين آمنوا لنصرتهم، فانظروا كيف انتصر الله لعبده الذي دعا قومه إلى اتّباع الرسل وأعلن إيمانه بالله بين يدي قومه وقال لهم قولاً بليغاً:
    {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وتجدون الأنبياء والمرسَلين والذين آمنوا فاتّبعوهم يفرحون بنصر الله لهم إذ أهلك عدوّهم وأورثهم الأرض من بعدهم فيفرحون بنصر الله حين يرونه أهلك الكافرين برغم أنّهم من الرحماء، ولكنّهم لم يتحسّروا عليهم شيئاً؛ بل فرحون أنْ أهلك عدوّهم وأورثهم الأرض من بعدهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل كذلك الله فرحٌ مسرورٌ بهذا النّصر أنْ يهلك عباده المكذّبين برسله؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    ألا والله الذي لا إله غيره وكأنّي أرى أعين القوم الذين يحبّهم ويحبّونه حين وصلوا عند هذه النقطة فاضت أعينهم من الدمع فيقولون: "يا حسرتنا على النّعيم الأعظم، فلِمَ خلقتنا يا أرحم الراحمين؟ وكيف نكون سعداء وحبيبنا الله أرحم الراحمين يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم؟ ويا سبحان الله العظيم فكيف نتخذ رضوان الله فقط وسيلةً ليدخلنا جنّته فهل لذلك خلقنا؟ أمِنْ أجل نعيم الجنّة والحور العين ولحمِ طيرٍ ممّا يشتهون؟ أفلا نسأل ربّنا ونقول له: يا حبيبنا يا الله كيف حالك في نفسك فهل أنت فرحٌ مسرورٌ في نفسك أنّك نصرتنا فأهلكت الكافرين برسلك فأورثتنا الأرض من بعدهم؟ فأجبنا يا أرحم الراحمين فهل أنت فرح مسرور مثلنا؟ ثمّ تجدون الجواب في محكم الكتاب عن الذين يسألون عن حال ربّهم الرحمن الرحيم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يبكون ويقولون: "لِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ فلم نرَ أنّه قد تحقّق الهدف من الخلق حتى يكون رضوان نفسك غاية وليس وسيلة، وذلك لأنّنا إذا اكتفينا فقط برضوانك علينا فهذا يعني إنّما نتّخذ رضوانك وسيلة لكي تدخلنا في جنّتك فترضينا بها، هيهات هيهات .. فبعزّتك وجلالك لا ولن نرضى حتى تُحقّق لنا النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فيا أسفاه على ما فات من الدّهر وربّنا في حزنٍ عميقٍ وتحسّرٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم فكذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فيقول فور هلاكهم: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم".

    ولربّما يودُّ أحد الذين لم يحيطوا بحقيقة اسم الله الأعظم أن يقاطعني فيقول: "ما خطبك يا ناصر محمد اليماني لا تزال تكرّر هذه الآية في كثيرٍ من بياناتك؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: مهلاً مهلاً حبيبي في الله فهل أنت من أشدِّ النّاس حُبّاً لله؟ فإذا كنت كذلك فوالله الذي لا آله غيره لن يرضيك الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يكون من هو أحبّ إليك من ملكوت الدنيا والآخرة قد رضي في نفسه ولم يعد متحسّراً ولا حزيناً، وهذا إن كنت اتّخذت رضوان ربّك غاية وليس وسيلة. ولربّما يودُّ آخر أن يقول: "وكيف لي أن أعلم هل أنا اتّخذت رضوان الله غاية أم وسيلة؟". ومن ثمّ يفتيه الإمام المهديّ ويقول: فانظر إلى نفسك واصدق الله يصدقك فإن كنت تجد في نفسك أنّ الله لو يتوفّاك فيدخلك جنّته فور موتك فتجد أنّك سوف ترضى فتكون فرحاً مسروراً كمثل الذين قال الله تعالى عنهم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. فإن كنت ترى أنّك سوف ترضى بذلك فور موتك فاعلم أنّك اتّخذت رضوان الله وسيلةً لكي يدخلك جنّته كمثل هؤلاء المُكرمين تجدهم: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم.

    وبما أنّه تحقّق هدفهم ومنتهى أملهم أن يدخلهم الله جنّته ويقيهم من ناره ولذلك تجدهم فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألَّا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. ولكنّ إذا كان حُبّك لله هو أعظم من جنّة الملكوت وحورها ونعيمها فوالله الذي لا إله غيره لن ترضى حتى يكون من أحببتَ راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، فإذا كنت كذلك فاعلم أنّك اتّخذت رضوان الله غاية وليس وسيلة لكي يدخلك جنّته، ولذلك لن ترضى حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولذلك خلقكم لتعبدوا نعيم رضوانه على عباده.

    ونعود الآن لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. وكما أفتيناكم من قبل بكلمة التشابه في هذه الآية لا يعلمُ تأويلها إلا الله والراسخون في علم الكتاب، وبما أنّ الإمام المهديّ هو منهم فلا بُدّ أن يعلّمه الله فيزيده بعلم بيان المُتشابه في القرآن العظيم، وإنّما التشابه هو في كلمةٍ واحدةٍ وهي قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. فانظروا بالضبط لكلمة التشابه: {وَلَا يَعْقِلُونَ} فما يقصد بذلك؟ والجواب حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، فإنّه يقصد بقوله ولا يعقلون أي:
    إنّهم لا يعلمون عن سرّ الشفاعة، وذلك لأنّ الشفاعة لله جميعاً، وإنّما يعلم بسرّ الشفاعة هو الذي يُعلّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم، ولذلك يأذن الله له بالخطاب إلى الربّ كونه يعلم بسرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً فيحاجّ ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه لكي يحقّق له النّعيم الأعظم، وكيف يرضى الله في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته، وذلك هو سرّ الخطاب في الشفاعة، ليس أنّه سيشفع بل سوف يحاجّ ربّه أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته، وبما أنّ عبده يخاطب ربّه في الخطاب بالقول الصواب وهو أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته ثمّ يرضى الله، فإذا رضي في نفسه تحقّقت الشفاعة من الله إلى الله فشفعت لهم رحمته من غضبه، إذاً العبد الذي يأذن الله له بالخطاب فقال صواباً إنّما يحاجّ ربّه أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته فيرضى، ولذلك لا تُغني عنهم شفاعة جميع ملائكة الله المقرّبين كونهم لا يعلمون بسرّ الشفاعة إلا بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فهنا يتبيّن للنّاس أجمعين حقيقة اسم الله الأعظم ولذلك خلقهم. ولذلك قال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم.

    وتجدون أنّ كلمة {وَلَا يَعْقِلُونَ} تأتي في مواضع يقصد بها الفهم والعلم. وقال الله تعالى: {يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].

    وقال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    إذاً تبيّن لكم الآن المقصود من قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم. وأنّه حقاً يقصد بقوله تعالى: {وَلَا يَعْقِلُونَ}، أي: ولا يعقلون سرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً فتشفع لعبيده رحمتُه من غضبه حين يحاجّه عبده أن يحقّق له النّعيم الأعظم، وذلك لأنّه علِم أنّ الله أرحم الراحمين مُتحسّرٌ في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وسبب حسرته عليهم في نفسه إنّما هو لأنّه أرحم الراحمين فلا يوجد من هو أرحم بعباده منه سبحانه! بل وعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. وإنّما يحاجّ الذي علِم بسرّ الشفاعة في تحقيق اسم الله الأعظم وهو أن يرضى في نفسه فإذا رضي في نفسه تحقّقت الشفاعة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    أخو بني آدم في الدم من حواء وآدم عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  5. افتراضي

    سبحان الله ...اين ناصر عندي مواضيع كثيره اين هو
    كل ما اتكلم في موضوع اجد اعذار ...
    عندي موضوع طرحته عن الشفاعه بعد ما اعتذر عن موضوع الصلاه ..اين هو ...يترك الانصارى يخربطون في الصفحه ثم تقولون هات برهانك بعدما ضيعوا المواضيع وخربطوها هذا هو الاسلوب من 4 اشهر ..ارجع الى كل مواضيعي اين هو ناصر

  6. افتراضي




    كتاب سر الشفاعة للإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني ( الجزء الأول ) بصيغة PDF

    رابط تحميل الجزء الاول :
    http://www.mediafire.com/download/xx...9%88%D9%84.pdf
    ________________


    كتاب سر الشفاعة (الجزء الثاني) للإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني بصيغة pdf

    رابط تحميل الجزء الثاني :
    http://www.mediafire.com/download/ul...9%86%D9%8A.pdf
    []




    اقتباس المشاركة 4389 من موضوع المهديّ المنتظَر يُلجم بالبرهان أنّ القرآن المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 11 - 1428 هـ
    02 - 12 - 2007 مـ
    09:34 مساءً
    _________



    المهديّ المنتظَر يُلجم بالبرهان أنّ القرآن المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ..

    بسم الله الرحمن الرحيم من المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - والقرآنِ العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني إلى جميع علماء المذاهب الإسلاميّة على مختلف فرقهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أمّا بعد..

    يا معشر علماء الأمَّة أنا المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى الحوار الفصل وما هو بالهزل شرط أن نحتكم إلى القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحقّ لما تنازعتم فيه من سُنّة محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولسوف أقدِّم لكم البرهان بأنّ الله أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع الأساسي فيما اختلف فيه علماء الحديث، فإن استطاع ناصر اليماني أن يُلجِمَكم بالحقّ بأنّ القرآن هو المرجع لصحة الأحاديث النَّبويّة فسوف أغلبُكم بالحقّ من القرآن الذكر المحفوظ من التحريف ليكون هو المرجع لما اختلفتم فيه.

    ويا معشر علماء الأمَّة لقد أخبركم الله بأنّ هناك طائفةٌ من المسلمين ظاهر الأمر من علماء اليهود من صحابة محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ظاهر الأمر وهم يبطنون المكر ضدّ الله ورسوله اتّخذوا أيمانهم جُنّة ليصدّوا عن سبيل الله فيكونوا من رواة الحديث، وأنزل الله سورةً باسمهم (المنافقون) وقال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ويا معشر علماء الأمَّة تدبّروا قوله تعالى:
    {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، ولسوف أبرهن لكم بأنّ تلك الطائفة قد افترت بأحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وإلى البيان الحقّ:
    {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} صدق الله العظيم، وذلك أمرٌ من الله إلى المسلمين أن يطيعوا محمداً رسول الله فيتّبعوا ما أمرهم به ويجتنبوا ما نهاهم عنه، تصديقاً لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:٧].

    وأما البيان لقوله:
    {وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}، وذلكم الذين تولّوا وكفروا بمحمدٍ رسول الله فأنكروا أنّه مُرسلٌ من الله؛ أولئك هم الكفار ظاهر الأمر وباطنه، وأما البيان لقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}، وهم المسلمون الذين قالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ محمداً رسول الله فيحضرون مجلسه للاستماع إلى الأحاديث النَّبويّة التي جاءت لتزيد القرآن توضيحاً وبياناً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [النحل:٤٤].

    وأما البيان الحقّ لقوله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء]، وهذا القول موجَّهٌ للمسلمين وليس للكافرين؛ بل للمسلمين الذين يقولون طاعةٌ؛ أي أنّهم شهدوا لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة لذلك يقولون طاعة أي أنّهم يريدون أن يطيعوا الله بطاعة رسوله، ولكن طائفة من المسلمين وهم من علماء اليهود إذا خرجوا من مجلس الحديث بيَّتوا أحاديث عن رسول الله لم يقلها هو صلَّى الله عليه وسلَّم، وذلك ليصدّوا عن سبيل الله، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}، وبرغم أنّ الله أخبر رسوله بمكرهم ولكنّ الله أمر رسوله أن يُعرض عنهم فلا يطردهم وذلك ليتبيَّن مَنْ الذين سوف يستمسِكون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ومَنْ الذين يستمسِكون بما خالف كتاب الله وسنة رسوله الحقّ من المسلمين، لذلك لم يأمر الله رسوله بطردهم لذلك استمر مكرهم، وقال الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا}، ومن ثمّ صدر أمر الله إلى علماء الأمَّة فعلّمهم بالطريقة التي يستطيعون أن يكشفوا الأحاديث التي لم يقُلها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ على اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    بمعنى أنّ العلماء يسندون الأحاديث الواردة عن رسول الله والتي تمثل أوامره للمسلمين فيسندوها إلى القرآن فإذا وجدوا فيه اختلافاً كثيراً بينه وبين أحاديث واردة عن النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فإن تلك الأحاديث من عند غير الله؛ من شياطين البشر من المسلمين ظاهر الأمر وهم من علماء اليهود الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزِءون.

    وأما البيان لقوله تعالى:
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}، ويقصد علماء المسلمين إذا جاءهم حديثٌ عن رسول الله، وذلك هو الأمن لمن أطاع الله ورسوله، وأما قوله {أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} وذلك من عند غير الله، وأما قوله أذاعوا به فهم علماء المسلمين يختلفون فيما بينهم، فطائفةٌ تقول أنَّه حديثٌ مفترى مخالفٌ للحديث الفلاني، وأخرى تقول بل هذا هو الحديث الحقّ وما خالفه فهو باطلٌ وليس عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وأما البيان لقوله:
    {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، بمعنى أن يردّوه إلى محمدٍ رسول الله إن لم يزل موجوداً وإلى أولي الأمر منهم إذا لم يكن موجوداً ليحكم بينهم فيردّوه إلى أولي الأمر منهم وهم أهل الذكر الذين يزيدهم الله بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن الكريم لعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم أي: لعَلِم هذا الحديث هل هو مفترى عن رسول الله فيستنبط الحكم من القرآن وهي الآية التي تأتي تخالف هذا الحديث ومن ثمّ يعلمون أنّه مُفترى عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - نظراً لتخالف هذا الحديث مع آيةٍ أو عدّة آياتٍ في القرآن العظيم.

    وأما البيان لقوله تعالى:
    {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} ويقصد المسلمين بأنّه لولا فضل الله عليهم ورحمته بالمهديّ المنتظَر لاتَّبعتم يا معشر المسلمين المسيح الدجال إلا قليلاً، وذلك لأنّ الشيطان هو نفسه المسيح الدجال يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذّاب لذلك يسمى المسيح الكذّاب كما بيَّنا لكم من قبل.

    ولكنّكم يا معشر علماء الأمَّة ظننتم بأنّ الله يخاطب الكفار في قوله تعالى:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، فظننتم أنّه يخاطب الكفار بهذا القرآن العظيم بأنّه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، ونظراً لفهمكم الخاطئ لم تعلموا بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ولذلك استطاعت طائفة المنافقين أن تضلّكم عن الصراط المستقيم، ولو تدبّرتم الآية حقَّ تدبرها لوجدتم أنّه حقاً لا يخاطب الكفار بقوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}؛ بل إنّه يخاطب المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم الذين يقولون طاعة لله ولرسوله وليس الذين كفروا، فتدبّروا الآية جيّداً كما أمركم الله: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فكيف تظنّون أنّه يخاطب بهذه الآية الكفار؟ ألم يقل فيها:
    {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} فهل ترونه يخاطب الكفار أم المسلمين ما لكم كيف تحكمون؟

    ولربّما يودّ أحد المتابعين لبياناتي أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر اليماني ما خطبك تردّد بيان هذه الآيات كثيراً؟". ومن ثمّ نردّ عليه فأقول: أخي الكريم، إذا لم أقنع علماء المسلمين أنَّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، فكيف أستطيع الدفاع عن سنّة رسول الله الحقّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ وذلك لأنّ سُنَّة محمدٍ رسول الله لم يعِدْكم الله بحفظها من التحريف والتزييف؛ بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم ليكون المرجع لسُنة رسول الله فيما خالف من الأحاديث القرآن فاعلموا أنّه حديثٌ مفترى ولم ينزل الله به من سلطان، وأمّا الأحاديث الحقّ فسوف تجدونها متشابهةً مع ما أنزل الله في القرآن العظيم تصديقاً لحديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وأما أحاديث الحكمة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فخذوا بها أجمعين ما دامت لا تخالف القرآن في شيء حتى ولو لم يكن لها برهان في القرآن فخذوا بها ما دامت لا تخالفه في شيء فلا أنهاكم عنها، كمثل حديث السواك وغيره من أحاديث الحكمة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وخذوا منها ما اطمأنّت إليها قلوبكم وتقبلها عقولكم وذلك لأنّ الله يُعلِّم رُسلَه وأنبياءَه الكتاب والحكمة، فما خطبكم يا معشر علماء المسلمين من الذين أظهرهم الله على أمري لا تكادون أن تفقهوا البيان الحقّ وقد فصَّلناه تفصيلاً؟! ومنهم من يظنّ بأنّي أجعل سُنّة محمد رسول الله وراء ظهري وأستمسك بالقرآن وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أستمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وإنّما أكفر بالأحاديث التي جاءت مخالفة لما أنزل الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً فعلمت بأنّ تلك الأحاديث من عند غير الله ورسوله وذلك لأنّي المهديّ المنتظَر أشهد أنّ القرآن من عند الله وكذلك السُّنّة من عند الله وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل بالبيان للقرآن بالأحاديث النَّبويّة فاتّبعوني أهدِكم صراطاً مستقيماً.

    واتّقوا الله، فأنا المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى الحوار من شهر محرم 1426 للهجرة إلى حين صدور هذا البيان والذي طالما كرّرته كثيراً لعلكم تتّقون فتؤمنون أنَّ القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من السنة ولبثت فيكم ثلاث سنوات إلا قليلاً وأنا أدعوكم إلى الحوار إلى حدّ الساعة لصدور خطابنا هذا وكأنّي لم أكن شيئاً مذكوراً بينكم، وكثيرٌ من الذين اطلعوا على أمري يُعرضون عنه ويقولون كيف نقبل مهديّاً منتظراً عن طريق الإنترنت؟ وذلك لأنّهم قومٌ لا يفقهون؛ بل يريدون تحريم الإنترنت (نعمةّ من الله كبرى) فلا تكون لصالح نشر الدّين والبشرى ويريدونها أن تكون حصريّاً لصالح الطاغوت وأوليائه لنشر السوء والفحشاء والمنكر فتنة للمؤمنين فيجعلون نعمة الله الإنترنت نقمة كما يعلمون، وتالله ما اخترتُ وسيلة الإنترنت عن أمري؛ بل تلقّيت ذلك أمراً من الله عن طريق الرؤيا، أفلا يعقلون؟

    ويا معشر علماء المسلمين، لربّما تدرك الشمس القمر مرةً أخرى في هلال شهر ذي الحجّة 1428 إذا شاء الله فترون الهلال بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين، وليس ذلك حكماً بأنّها سوف تدركه بلا شك أو ريب، ولكن ما أريد قوله لئن أراد الله أن تدركه فتشاهدون الهلال بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين لعلكم تتّقون، فهل سوف تعترفون بأنّه حقاً أدركت الشمس القمر والناس في غفلةٍ معرضون أم إنّكم سوف تستمرون في صمتكم مذبذبين لا معي ولا ضدّي؟ ولكنّي سوف أُحمِّلكم المسؤولية بين يدي الله وذلك لأنّ عامة المسلمين قد أنظروا إيمانهم بأمري حتى يعترف بشأني علماءُ المسلمين، وقد أوشك كوكب العذاب أن يظهر لكم بضوئه الباهت ثم يعكس دوران الأرض فتطلع الشمس من مغربها وأنتم لا تزالون في ريبكم تتردّدون في شأن الإمام ناصر محمد اليماني، ولاتزال عجلة الحياة مستمرة وإنّما طلوع الشمس من مغربها هو شرط من أشراط الساعة الكبرى، ولكنّها سوف تطلع من مغربها بسبب كوكب العذاب ولن ينفع الإيمان حينها للذين لم يؤمنوا بعد أو المؤمنين الذين لم يكسبوا في إيمانهم خيراً وهم لا يصلّون ولا يزكّون ولم يطيعوا الله ورسوله ويزعمون أنّهم مؤمنون، هيهات هيهات! من أطاع الله ورسوله فله الأمن ومن عصى غوى وهوى، ولو كان من المسلمين ولم يطع الله ورسوله فليس له الأمن من العذاب الأليم، ولسوف يُهلك الله أشر هذه الأمّة من الشياطين ويعذب ما دون ذلك عذاباً عظيماً عقيماً أليماً حتى يعلموا أنّ الله حقٌّ والقرآن حقٌّ والمهديّ المنتظَر حقٌّ فيهتدون.

    اللهم قد بلّغتُ، اللهم فاشهد، ومن أراد له الله المنّ لمن يشاء فأظهره الله على خطابنا هذا وبلّغه للعلماء؛ إلى من استطاع من علماء الأمَّة ومفتيي الديار الإسلاميّة، فأنا المهديّ المنتظَر كفيل على الله ليصرف عنه العذاب الأليم ويكون من الآمنين، ومن منَّ الله عليه بالعثور على خطابنا هذا ولم يُبلّغه فيراه أمراً هيّناً أو ضلالاً فسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، فبأي حديثٍ بعده تؤمنون! أم إنّكم تنتظرون مهديّاً منتظراً يأتيكم بكتابٍ جديدٍ وأنتم تعلمون أنّ محمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسَلين؟ فما لكم كيف تحكمون؟

    وبعضٌ من الجاهلين يجعل الله فتنته في أخطائي اللغويّة فتفتنه عن التدبّر والتفكّر، إذاً كيف يستطيع أن يأتي ناصر اليماني بهذه البيانات مع أنّ العلماء يفوقونه في الإملاء والتجويد والغنّة والقلقلة؟ وذلك مبلغهم من العلم إلا قليلاً.

    أخوكم عبد النعيم الأعظم المهديّ المنتظَر؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    وقد جعل الله صفاتي في أسمائي لتكون خبري وعنوان أمري، ولم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً، أفلا تعقلون؟
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4446 من موضوع بصيرة الإمام المهديّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 02 - 1431 هـ
    12 - 03 - 2010 مـ
    10:59 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    بصيرة الإمام المهديّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..

    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:7]، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، المقربون عند الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أهل القرآن هم أولياء الله وخاصته] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظاهر وباطن، فظاهره حكم باطنه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا يعذب الله قلباً وعى القرآن فاتّبعه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع آخرين] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [القرآن شافع مشفع وماحِل مصدَّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النّار] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من يجد، ولا يجهل مع من يجهل وفي جوفه كلام الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يؤتى يوم القيامة بالقرآن، وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إنها ستكون فتنة فقيل و ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إني تارك فيكم، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض فاعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    من خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى علماء المسلمين وأمّتهم، فلمَ أنتم معرضون عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني؟ فهل ترونه مبتدعاً بدعوتكم إلى الاحتكام إلى كتاب القرآن العظيم واتّباعه والكفر بما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة نظراً لأنّ الله لم يعدكم بحفظهم من التحريف؟ فأيُّ مهديٍّ تنتظرون ليتبع أهواءكم؟ إذاً لمَ بعثني الله إليكم ما دمت سأتبع أهواءكم، فكيف أستطيع أن أحكم بينكم بالحقّ ما لم أهيمن عليكم بمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟

    ويا عجبي منكم ومن عقيدتكم الحقّ والباطل! فأمّا عقيدتكم الحقّ فهو إيمانكم إن الإمام المهديّ المنتظر هو خليفة الله في الأرض، وأما عجبي فهو من عقيدتكم الباطل إذ تزعمون أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني طائفة منكم فيقولون: "نحن لم نقل أننا نحن من نصطفيه وإنما نعرف أنّه هو الإمام المهديّ ومن ثم نعرّفه على نفسه أنه هو الإمام المهديّ، وحتى ولو أنكر فنُكرهه على البيعة". ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ: فهل عندكم سلطان بهذا من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله من بين البشر فيُعرِّفونه بنفسه في قدره المقدور؟ فما يدريكم يا قوم إنه هو المهديّ المنتظَر إذا كان هو لا يعلم أنه هو المهديّ المنتظَر؟ فكيف علمتم أنتم أنّه المهديّ المنتظَر أفلا تعقلون؟ فما هو السبيل لإنقاذكم يا قوم أفلا تتقون؟ وتالله إني أصبحت لفي حيرةٍ من علمائكم وأمّتكم فهل أنتم مسلمون حقاً؟ ولكن الله قال في محكم كتابه: {إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [النمل:81].

    فما خطبكم يا قوم وماذا دهاكم أم إنكم لفي حيرةٍ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فأقول لكم: وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لفي حيرةٍ منكم، ولكني بيّنت لكم الحيرة منكم فلماذا لا تُبيِّنون لي الحيرة لديكم في شأن الإمام ناصر محمد اليماني؟ فما هو الذي أشكل عليكم ولم يتبيّن لكم في دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وذلك حتى نزيدكم علماً وتفصيلاً مما علّمني ربّي فلن أعلم الغيب وما يدريني بما في أنفسكم فما خطبكم صامتون يا معشر علماء الأمّة؟ أم إنكم تنتظرون كوكب العذاب حتى يتبيّن لكم هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ؟ ويا عجبي من أمركم ولكني أحاجّكم بما أنتم به مؤمنون من قبل أن يبعث الله إليكم الإمام ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّ جميع المسلمين يؤمنون بالقرآن العظيم. ويا قوم ليس من الحكمة في شيء أن تُنظِروا إيمانكم حتى يأتيكم عذاب يوم الظُلّة إنّه كان عذاب يومٍ عظيمٍ، وأخشى أن يصيبكم كما أصاب المعرضين عن ذكر ربّهم ممن كانوا من قبلكم من الأمم، فكيف السبيل لإنقاذكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم؟ ويا قوم إنّ كوكب العذاب آتٍ لا محالة وإنما نريد إنقاذكم، ويا قوم والله الذي لا إله غيره أن كوكب العذاب آتٍ في عصري وعصركم وجيلي وجيلكم وزماني وزمانكم والإمام المهديّ المنتظر فيكم وأنصاره وإنما ينجّينا الله برحمته كما أنجى الذين من قبلنا من أولياء الله الذين اتّبعوا الحقّ من ربّهم، ولا أدري ما الله فاعل بكم فتوبوا إلى الله متاباً واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم في محكم القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ، وإنما ننهاكم عمّا خالف لمحكم القرآن العظيم، ونفتيكم أنّ ما خالف محكم القرآن فإنه من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فكيف اتّبعتم ما يخالف لمحكم كتاب الله وتحسبون أنكم مهتدون؟ فكيف يهتدي من اتّبع ما خالف محكم كتاب الله أفلا تعقلون؟ ولو تدبّرتم كتاب الله لوجدتم أنكم مخالفون لكثيرٍ من محكم كتاب الله لو كنتم تتقون الله وتدبرتم محكم القرآن العظيم.

    ولم يبعثني الله إليكم بكتابٍ جديدٍ وإنما لنعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنجعلكم على صراطٍ مستقيمٍ فتتبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فإنهما نورٌ على نورٍ، ولا ينبغي لأحاديث البيان أن تخالف محكمَ القرآن أفلا تتفكرون؟ وإنما أعظكم بواحدةٍ أن تتفكروا سوياً أو فرادى في منطق ناصر محمد اليماني وفي سلطان علمه وفي صميم دعوته وبصيرته التي يستند عليها فهل تجدونها قولاً على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً أم إنه يدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّه؟ ومن ثم تفكرون في بصيرته هل هي بصيرةٌ جديدةٌ أم إنّها هي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    أفلا تتفكرون في القول الحقّ: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، أم إنّكم تنتظرون مهديّاً منتظَراً مبتدِعاً وليس مُتَّبِعاً أفلا تعقلون؟ ويا قوم إني أشهدكم أني لا ولن أتّبع أهواءكم ما دمت حياً بل أتبع قول الله وقول رسوله الحقّ ولا أفرّق بين الله ورسوله فأتّبع قولاً في السنّة يخالف لقول الله في محكم كتابه إذاً فليس قول رسوله ما دام قد تخالف مع قول الله أفلا تتقون؟ وما ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم.

    ويا قوم، إنما أعظكم وأقول لكم في أنفسكم قولاً بليغ الحكمة فحتى تعلموا فهل لا تزالون على الحقّ، فلن تعلموا ذلك حتى تتدبروا كتاب الله القرآن العظيم فتنظروا في آياته المحكمات لعالِمكم وجاهلكم، فتنظروا هل ما أنتم عليه يخالف لأحد آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم، ومن ثم تتركوا ما يخالف لمحكم القرآن، ومن ثم تعتصموا بمحكم القرآن العظيم، واعلموا أن ما خالف لمحكم القرآن فهو باطل مفترًى، فكيف تتبعوا الباطل المفترى وكيف ترضى بذلك قلوبكم أفلا تُبصرون؟ اللهم قد أفتيت وعلمتهم بالبيان الحقّ اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    دليل على الشفاعة العظمى تقصد؟
    انتهى الاقتباس
    ??????????????????????
    الا تجد في كلامك انت تناقض
    القسم الأول: الشفاعة العامة، ومعنى العموم أن الله سبحانه وتعالى يأذن لمن شاء من عباده الصالحين أن يشفعوا لمن أذن الله لهم بالشفاعة فيهم، وهذه الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وهي أن يشفع في أهل النار من عصاة المؤمنين أن يخرجوا من النار.

    لقسم الثاني: الشفاعة الخاصة: التي تختص بالنبي صلى الله عليه وسلم وأعظمها الشفاعة العظمى التي تكون يوم القيامة، حين يلحق الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، فيطلبون من يشفع لهم إلى الله عز وجل أن يريحهم من هذا الموقف العظيم فيذهبون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى وكلهم لا يشفع حتى تنتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقوم ويشفع عند الله عز وجل أن يخلص عباده من هذا الموقف العظيم، فيجيب الله تعالى دعاءه، ويقبل شفاعته، وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله تعالى به في قوله: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}.
    ارسواعلى بر
    ???????????????????????
    اقتباس المشاركة :
    الشفاعه الخاصه هي في[COLOR="#FF0000"] وقت الحشر قبل الجزاء[/COLOR????????????
    والعامه بعد الجزاء..ارجوكم لا تخربطوا على الناس اذا لا تفهمون ما تقرأون
    انتهى الاقتباس


    - - - تم التحديث - - -

    هل الحديث المفترى قال وقت الحشر قبل الجزاء

    أخرج البخاري ومسلم في حديث الشفاعة لمن دخل النار أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في آخر مرحلة من مراحل الشفاعة: يارب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول الله: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله. فإنما يعني به المؤمنين بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل لا إله إلا الله، ولذلك قال في الحديث قبل الفقرة التي ذكر السائل: فأقول يا رب أمتي أمتي. وأمته المراد بها أمة الإجابة، وأما من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فإنه لا يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنفعه شفاعة أحد كائناً من كان، وإليك نص الحديث المذكور كما في صحيح البخاري، وقال الإمام البخاري: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتونني فأقول أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمد بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل. فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال: هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال: هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، قلنا: يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال: خلق الإنسان عجولاً، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به، وقال: ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله. وراجع فتح الباري لابن حجر وشرح النووي لمسلم، وراجع الفتوى رقم: 10268، والفتوى رقم: 57726.
    <a href=https://www.0zz0.com target=_blank rel=nofollow><a href=http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg target=_blank rel=nofollow>http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg</a></a>.
    اضغط الرابط ليصلك الجديد فى البث الحي :
    https://www.youtube.com/channel/UCer...confirmation=1

  8. افتراضي

    تمعن فى بيانات الامام التى ارفقوها الاحباب الكرام وانب الى الله وستجد الحق حقا ان شاء الله
    <a href=https://www.0zz0.com target=_blank rel=nofollow><a href=http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg target=_blank rel=nofollow>http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg</a></a>.
    اضغط الرابط ليصلك الجديد فى البث الحي :
    https://www.youtube.com/channel/UCer...confirmation=1

  9. افتراضي



    بيان الإمام المهدي المنتظر عن سر الشفاعة إلى أهل السنة والشيعة



    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي

    بصراحة ضيعت وقتي وجهدي معكم .......
    واني مؤمن بربي وهو سيهدين واني متيقن ان الله لا يجعل دعوته مخفيه وناقصه لا يظهرها العبد للناس الا بشروط...
    انبياء الله يخرجون للناس ويبلغون رسالات ربهم ولا يخافون في الله لومت لائم ولا يخفون الحق ولا يكثرون من الاعذار ويعلمون ان الهدايه ليست بأيديهم وما عليهم الا البلاغ المبين
    منتدى ليس فيه انصاف ولا حوار تقولون اقرأ البيان واذا عندك سؤال
    اطرحه..فإذا طرحنا ردوا عليك بنفس البيان اسلوب مهزله واستخفاف بعقول الناس
    .......
    حاولت الوصول الى الحق معكم ولكن تبين لي انها لعبه هذا والله اعلم.......حتى المنطق لا يصدق هذه الدعوة رجل يرفض الظهور اقل شي على اليوتيوب او يجالس علماء ويتناقشوا بكل ادب وحكمه

    شكرا لكم على الاستضافه....

صفحة 35 من 97 الأولىالأولى ... 2533343536374585 ... الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)
    بواسطة الذى آمن في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 11-07-2022, 11:51 AM
  2. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah (Nabi Ibrahim AS)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-06-2015, 07:26 PM
  3. أحسن القصص
    بواسطة الذى آمن في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 05-12-2014, 08:36 PM
  4. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah (Nabi Nuh AS)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-11-2013, 11:59 PM
  5. [فيديو] أحسن القصص حقيقة أصحاب الكهف.. 1
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 08:14 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •