الموضوع: الى الإمام الكريم واعضاء الادارة زارنا ضيف كريم ويريد ان يقابل الامام في حوار بينهما

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16
  1. افتراضي الى الإمام الكريم واعضاء الادارة زارنا ضيف كريم ويريد ان يقابل الامام في حوار بينهما

    هذا اقتباس لما طرحة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على حبيبى سيدنا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا
    والسلام على من أتبع الهدى .
    أما بعد

    أخوتى فى الله
    والله لقد سئمت هذا الأمر فلا لى فيه ناقة ولا جمل .
    ولكنى أخشى عليكم عذاب يوم عظيم.
    ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار ( 41 ) تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ( 42 )لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ( 43 ) فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ( 44 ) .
    الأخت المكرمة سامية :
    والله أنى لأظنك من العباد العاشقين المحبين للرحمن .
    ولكنك سلكت طريق الهلاك والصد عن سبيل الله .
    وردك على حجة عليك لا على .
    فاذا كان سيدنا عيسى بن مريم روح الله وكلمته لا يعرف ما فى نفس الله
    حيث قال الله العظيم فى كتابه الكريم على لسانه :
    وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ .
    فكيف علمتم أنتم بما فى نفس الله .
    اما عن كلامك عن صفات الله تعالى .
    فأنى أحيلك الى علم الأسماء والصفات
    وسأذكر عنه نبذة حتى يتذكر أولوا الألباب :
    توحيد الأسماء والصفات

    تعريف توحيد الأسماء والصفات

    هو : الإيمان بما وصف الله به نفسَه في كتابه ، أو وَصَفَه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء الحسنى والصفات العلى وإمرارها كما جاءت على الوجه اللائق به - سبحانه وتعالى.
    أو هو : اعتقاد انفراد الله - عز وجل - بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجلال ، والجمال .
    وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات ، ومعانيها وأحكامها الواردة بالكتاب والسنة .
    وعرفه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - بتعريف جامع حيث قال : " توحيد الأسماء والصفات : وهو اعتقاد انفراد الرب - جل جلاله - بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجلال ، والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه .
    وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من جميع الأسماء ، والصفات ، ومعانيها ، وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله ، من غير نفي لشيء منها ، ولا تعطيل ، ولا تحريف ، ولا تمثيل .
    ونفي ما نفاه عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من النقائص والعيوب ومن كل ما ينافي كماله "
    طريقة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته
    أهل السنة والجماعة هم الذين اجتمعوا على الأخذ بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والعمل بها ظاهراً وباطناً في القول والعمل والاعتقاد .
    وطريقتهم في أسماء الله وصفاته كما يأتي :
    في الإثبات : يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل .
    في النفي : ينفون ما نفاه الله عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع اعتقادهم ثبوت كمال ضده لله - تعالى - إذ إن كل ما نفاه الله عن نفسه فهو صفات نقص تنافي كماله الواجب ؛ فجميع صفات النقص كالعجز والنوم والموت ممتنعة على الله - تعالى - لوجوب كماله ، وما نفاه عن نفسه فالمراد به انتفاء تلك الصفة المنفية ، وإثبات كمال ضدها ؛ وذلك أن النفي المحض لا يدل على الكمال حتى يكون متضمناً لصفة ثبوتية يُحمد عليها كما في قوله - تعالى - : ( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) [البقرة : 255] ، وقوله : ( وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) (ق : 38) .
    فالله - سبحانه وتعالى - في آية الكرسي نفي عن نفسه ( السنة والنوم ) لكمال حياته وقيوميته ، وفي الآية الثانية نفى نفسه ( اللغوب ) وهو التعب ؛ لكمال قوته وقدرته ، فالنفي هنا متضمن لصفة كمال .
    أما النفي المحض فليس بكمال ، وقد يكون سببه العجز أو الضعف كما قول الشاعر النجاشي يهجو بني العجلان :
    قُـبَيِّلَةٌ لا يـغدرون بـذمة * ولا يظلمون الناس حبة خردل
    فنفى عنهم الظلم لا لمدحهم ، ولكن لذمهم ؛ لأنهم عاجزون عنه أصلاً .
    وكذلك قول الآخر :
    لـكن قـومي وإن كانوا ذوي عدد * ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
    فهو لا يمدحهم لقلة شرهم ، ولكنه يذمهم لعجزهم ، ولهذا قال في البيت الذي بعده :
    فـليت لي بهم قوماً إذا ركبوا * شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
    وقد يكون سبب النفي عدم القابلية فلا يقتضي مدحاً ، كما لو قلت : ( الجدار لا يظلم .(
    ومن هنا يتبين لنا أن النفي المحض لا يدل على الكمال إلا إذا تضمن إثبات كمال الضد .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " وينبغي أن يعلم أن النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتاً ، وإلا فمجرد النفي ليس فيه م-دح ولا كمال ؛ لأن النفي المحض عدم محض ، والعدم المحض ليس بشيء ، وما ليس بشيء فهو كما قيل : ليس بشيء ، فضلاً عن أن يكون مدحاً أو كمالاً .
    ولأن النفي المحض يوصف به المعدوم ، والممتنع ، والمعدوم والممتنع لا يوصف بمدح ولا كمال " .
    التوقف : وذلك فيما لم يرد إثباته أو نفيه مما تنازع الناس فيه كالجسم مثلاً ، والحيز ، والجهة ونحو ذلك ، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه فلا يثبتونه ولا ينفونه ، لعدم ورود النص بذلك أما معناه فيستفصلون عنه ، فإن أُريد به معنى باطل يُنَزَّهُ الله عنه رَدَّوه ، وإن أُريد به معنىً حقٌّ لا يمتنع على الله قبلوه .
    فلفظة " الجسم " مثلاً يتوقفون في اللفظ ، أما المعنى فيستفصلون ، فإن أُريد به الشيء المحدث المركب المفتقر كل جزء منه إلى الآخر - فهذا ممتنع على الرب الحي القيوم .
    وإن أُريد بالجسم ما يقوم بنفسه ، ويتصف به بما يليق به فهذا غير ممتنع على الله ؛ فإنه - سبحانه - قائم بنفسه ، متصف بالصفات الكاملة التي تليق به .
    وكذلك الحال بالنسبة " للجهة " يتوقفون في اللفظة ، أما المعنى فإن أُريد بها جهة سفل فإن الله منزّه عن ذلك ، وإن أُريد جهة علو تُحيط به فهذا ممتنع أيضاً ، وإن أُريد بها أن الله في جهة أي في جهة علو لا تُحيط به - فهذا ثابت لله ، وهكذا شأنهم في الألفاظ المجملة .
    وجاء فى العقيدة الطحاوية :

    قال الطحاوي رحمه الله:
    [ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر ]
    قال المصنف رحمه الله تعالى:
    [ لما ذكر فيما تقدم أن القرآن كلام الله حقيقة، منه بدا، نبه بعد ذلك على أنه تعالى بصفاته ليس كالبشر نفياً للتشبيه عقيب الإثبات، يعني: أنه تعالى وإن وصف بأنه متكلم لكن لا يوصف بمعنى من معاني البشر التي يكون الإنسان بها متكلماً، فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وما أحسن المثل المضروب للمثبت للصفات من غير تشبيه ولا تعطيل باللبن الخالص السائغ للشاربين، يخرج من بين فرث التعطيل ودم التشبيه، والمعطل يعبد عدماً، والمشبه يعبد صنماً.
    وسيأتي في كلام الشيخ: [ومن لم يتوق النفي والتشبيه زلَّ ولم يصب التنزيه] وكذا قوله: [وهو بين التشبيه والتعطيل] أي: دين الإسلام، ولا شك أن التعطيل شر من التشبيه، لِمَا سأذكره إن شاء الله تعالى، وليس ما وصف الله به نفسه ولا ما وصفه به رسوله تشبيهاً بل صفات الخالق كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به وقوله: [فمن أبصر هذا اعتبر] أي: من نظر بعين بصيرته فيما قاله من إثبات الوصف، ونفي التشبيه، ووعيد المشبه اعتبر وانزجر عن مثل قول الكفار] إهـ .
    الشرح:
    اختتم المصنف رحمه الله بما يتعلق بموضوع القرآن عند ما قال الإمام الطحاوي : [ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر] فهذا زيادة في الإيضاح .
    وفي نفي المماثلة في القرآن أو في غيره قال: [ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر] حتى لا يظن أن أهل السنة والجماعة يشبهون الله عز وجل بخلقه عندما يقولون: إنه تعالى يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء، فهم يثبتون من غير تشبيه، وينفون من غير تعطيل.
    وضرب على ذلك هذا المثل الذي ذكره الله تبارك وتعالى في سورة النحل عن اللبن أنه مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ [النحل: 66] فيكون أهل السنة والجماعة مثل اللبن الخالص السائغ للشاربين يخرج من بين فرث التعطيل ودم التشبيه، فشبه التعطيل بالفرث، وشبه التشبيه بالدم، فـأهل السنة والجماعة لا يشبِّهون، كما يفعل الذين يقولون له: يد كيدنا، أو يقولون إن الله هو عيسى -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- أو يقولون: إنه علي بن أبي طالب أو نحو ذلك أو يصفونه بصفة من صفات المخلوقين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
    وهم أيضاً: لا ينفون صفات ذات الله عز وجل كما يقول الجهمية والمعتزلة والأشعرية الذين ينفون الصفات جميعاً فراراً من التشبيه فيقولون: نحن نفر من التشبيه فلا نصفه بأي شيء، وهذا هو حقيقة التعطيل، لأن التعطيل هو نفي الصفات وجحودها، فالتعطيل كما قال أحد العلماء في مناقشته لهم: لو وصف أحد العدم بمثل قول نفاة الصفات: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولاتحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله، لما كان هناك أبلغ من هذا، فكيف يجعلونه عز وجل هكذا.
    وأما المشبه فهو عابد صنم، كما أخبرنا القرآن عن قوم إبراهيم عليه السلام أنهم كانوا يعبدون أصناماً ينحتونها بأيديهم، فينحت الحجر، ويجعل له يداً ورجلاً وعيناً، ثم يعبده ويقول: هذا هو الإله، وكما فعل السامري لما صنع العجل وبنو إسرائيل تسمع خوار العجل، ويرونه أمامهم عجلاً من الذهب ويقول السامري لهم: هذا إلهكم وإله موسى، ويقولون: صدقت، ويتبعونه ويعبدون العجل، فعبد هؤلاء الأشياء المادية الضئيلة وهي محدودة ومشاهدة وملموسه، فالذين يقولون: إن يده سبحانه وتعالى كيد المخلوقين أو كلامه ككلام الخلوقين أو وجهه كوجه المخلوقين أو يقولون: إنه عيسى أو علي أو ما أشبه ذلك، مثلهم كمثل هؤلاء عباد الأصنام عبدوا شيئاً مجسداً مادياً محسوساً يراه الناس ويمكن لهم أن يفعلوا به ما شاءوا.
    كما فعل إبراهيم عليه السلام لما جعلهم جذاذاً إلا كبيرهم، وكما فعل موسى عليه السلام لما حَّرق العجل ونسفه في اليم نسفاً، فمن قال: إنه سبحانه وتعالى على هذه الصفات فقد شبه الله سبحانه وتعالى بخلقه فهو عابد صنم، ومن نفى عن الله تعالى صفاته فهو عابد عدم، وبلغ الأمر بـالباطنية أنهم قالوا: إن لفظ الوجود لا يطلق على الله عز وجل، فلا يقولون: موجود ولا غير موجود والعياذ بالله.
    إذاً: لا نصفه بأي وصف على الإطلاق، إذاً هذا هو العدم بل العدم يمكن أن يعرف فيُقال: العدم غير موجود، وهذا دليل على أن الناس ضلوا في هذا الطريق على طرفي نقيض، فرث التعطيل، ودم التشبيه، ووفق الله عز وجل أهل السنة والجماعة إلى إثبات بلا تشبيه، وإلى تنزيه ونفي بلا تعطيل كما قال جل شأنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ هذا نفي وتنزيه وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ إثبات لله سبحانه وتعالى وإثبات صفاته تبارك وتعالى .

    معنى قوله تعالى: ليس كمثله شيء
    موضوع التشبيه وما يتعلق به من أهم الموضوعات التي خاض فيها النَّاس قديماً وحديثاً، ولا يزالون يخوضون وفي ربهم يختصمون.
    فمنهم: من يشبه المخلوق بالخالق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
    ومنهم: من يشبه الخالق -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بالمخلوق.
    ومنهم: من ينفي بعض صفات الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أو كلها بدعوى التشبيه.
    ومنهم: من يثبت إثباتاً مغالياً فيه، فيقع في التشبيه وهو يظن أنه من أهل الإثبات.
    ومنهم: من يشتط ويغلو في نفي الشبيه عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولكنه ينفي بذلك ما ثبت وصح لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من الأسماء والصفات.
    وهذا الموضوع جدير بأن نتأمله ونتفهمه ونعيه، فإنه من أهم أبواب العقيدة لاسيما وأن الذين ضلوا في أبواب العقيدة والإيمان في توحيد المعرفة والإثبات؛ إنما ضلوا لعدم فهمهم حقيقة التشبيه من حقيقة الإثبات والتنزيه، وهذا ما سوف نشرحه بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

    التشبيه
    قال الإمام الطّّحاويّ رحمه الله تعالى:
    [ولا شيء مثله].
    قَالَ المُصنِّفُ رحمه الله تعالى:
    [اتفق أهل السنة عَلَى أن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام النَّاس لفظاً مجملاً يراد به المعنى الصحيح، وهو ما نفاه القرآن، ودل عليه العقل، من أن خصائص الرب تَعَالَى لا يوصف بها شيء من المخلوقات، ولا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، رد عَلَى الممثلة المشبهة ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، رد عَلَى النفاة المعطلة ، فمن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق، فهو المشبه المبطل المذموم، ومن جعل صفات المخلوق مثل صفات الخالق، فهو نظير النَّصَارَى في كفرهم، ويراد به أنه لا يثبت لله شيء من الصفات، فلا يقَالَ: له قدرة، ولا علم، ولا حياة؛ لأن العبد موصوف بهذه الصفات! ولازم هذا القول أنه لا يقال له: حي، عليم، قدير؛ لأن العبد يسمى بهذه الأسماء، وكذا كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك، وهم يوافقون أهل السنة عَلَى أنه موجود، عليم قدير، حي. والمخلوق يقال له: موجود حي عليم قدير، ولا يقَالَ: هذا تشبيه يجب نفيه، وهذا مما دل عليه الكتاب والسنة وصريح العقل، ولا يخالف فيه عاقل، فإن الله سمى نفسه بأسماء، وسمى بعض عباده بها، وكذلك سمى صفاته بأسماء، وسمى ببعضها صفات خلقه، وليس المسمى كالمسمى فسمى نفسه: حياً، عليماً، قديراً، رؤوفاً، رحيماً، عزيزاً، حكيماً، سميعاً، بصيراً، ملكاً، مؤمناً، جباراً، متكبراً. وقد سمى بعض عباده بهذه الأسماء فقَالَ: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ [الأنعام:95] وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ [الذاريات:28] فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيم [الصافات:101] بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: 128] فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [الإِنسَان:2] قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ [يوسف:51] وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ [الكهف:79] أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً [السجدة: 18] كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر:35] ومعلوم أنه لا يماثل الحيُّ الحيَّ، ولا العليمُ العليمَ، ولا العزيزُ العزيزَ، وكذلك سائر الأسماء، وقال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِه [البقرة:255] أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء:166] وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ [فاطر: 11] إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات: 58] أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً [السجدة:15]، وعن جابر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: {كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثُمَّ ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قَالَ: عاجل أمري وآجله- فاقدره لي، ويسره لي، ثُمَّ بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قَالَ: عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثُمَّ رضني به. قَالَ: ويسمي حاجته} رواه البُخَارِيّ .
    وفي حديث عمار بن ياسر الذي رواه النَّسَائِيُّ وغيره، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كَانَ يدعو بهذا الدعاء: {اللهم بعلمك الغيب وقدرتك عَلَى الخلق، أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إِلَى وجهك الكريم، والشوق إِلَى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين} . فقد سمى الله ورسوله صفات الله علماً وقدرة وقوة، وقال تعالى: ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً [الروم:54] وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاه [يوسف:68] ومعلوم أنه ليس العلم كالعلم، ولا القوة كالقوة، ونظائر هذا كثيرة، وهذا لازم لجميع العقلاء] اهـ.
    الشرح:
    موضوع التشبيه من أهم الموضوعات التي ينبغي أن يعرفها المسلم، ليعرف حقيقة التشبيه، وماذا ينفى عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من التشبيه، والفرق بين التشبيه والإثبات، فإن فيه أموراً دقيقة لا يدركها كل أحد.
    ومن الأمور التي ينبغي معرفتها في مبادئ وأوليات موضوع التشبيه، أن أكثر الخلق وقعوا في تشبيه المخلوق بالخالق.
    فلو تأملنا قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح أو نحو ذلك من الأمم، لوجدنا أن أكثر شرك الأمم هو أنهم جعلوا المخلوقين كالخالق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذه حقيقة مهمة، ينبني عليها معرفة أن كثيراً من الخوض الذي خاض فيه المتكلمون ، وأجهدوا أنفسهم فيه، هو فيما يتعلق بتشبيه الخالق بالمخلوق فقط؛ حتى أنهم نفوا الصفات الثابتة، وتركوا مع ذلك الجانب الأهم الذي وقع فيه أكثر النَّاس.
    فأول أمةٍ وقع فيها الشرك هم قوم نوح -عَلَيْهِ السَّلام- حيث شبهوا المخلوقات بالخالق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسراً، وهم أُناسٌ صالحون عبادٌ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فصوروهم ليتذكروا بهم عبادة الله، ثُمَّ غلوا في التعظيم حتى عبدوهم، ثُمَّ جعلوهم آلهة، وجعلوا لهم مما لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- من الخصائص: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا [نوح:23] فهم شبهوا هذه المخلوقات بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما رفعوها إِلَى منزلة الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى. فرعون، وقد قَالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:24] فشبّه نفسه بالخالق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولم يُشبه الله بنفسه. وهكذا كَانَ أكثر الأمم، إما أن يجعلوا الحجارة كالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أو يجعلوا الملوك والأباطرة كالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أو يجعلوا الأحبار والرهبان كالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31].
    وهذا ما وقعت فيه طائفة الصوفية من هذه الأمة وما شابهها من الطوائف، ولا سيما الرافضة .
    ومن هذه الأمة من شبه الله بخلقه، وهذا ينسب لبعض من لهم دراية بالتفسير كـمقاتل ونحوه، واشتهر عن طوائف من الرافضة ، وقد فصّلها أبو الحسن الأشعري في كتابه: مقالات الإسلاميين فقليل من النَّاس من يقول: "إن الله تَعَالَى مثل المخلوق" ، وأكثر من اشتهر عنه ذلك هم اليهود، كما في أول صفحة في التوراة الموجودة اليوم -والكلام بالمعنى-: (وإن آدم وحواء لمّا أكلا من الشجرة بدت لهما عورتهما، فاختبئا في ظل شجرة في طرف جنة عدن، وهي أرض تقع بين البصرة والفرات .
    فجاء الرّبُ يتمشى في الجنة فلم ير آدم وحواء وسمع صوتهما، وهما لما سمعا أقدام الرب اختبئا تحت الشجرة ليهربا منه، فسألهما الرب: كيف أصبحتما عارفين الخير والشر؟
    ما أدراكما أنكما عريانين؟
    أأكلتما من الشجرة؟
    فيقولان: نعم يا رب).
    فالرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لم يدرِ أنهما أكلا من الشجرة إلا بعد أن رآهما قد سترا العورة، وهم يصورون الإِنسَان أنه كَانَ جاهلاً تماماً، ولا يبالي أنه كَانَ عارياً أو متستراً أو نحو ذلك، إلا بعد أن أكل من "شجرة معرفة الخير والشر".
    فتسميها التوراة المحرفة: (شجرة معرفة الخير والشر) التي إذا أكل منها الإِنسَان صار يعرف الخير والشر، وهذا كله باطل؛ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى علم آدم الأسماء كلها، وعلمه الخير والشر، وفطره عَلَى ذلك قبل أن يأكل من الشجرة. فنجد عدة معاني باطلة في مثل هذا النص تقطع بأن هذا ليس من كلام الله ولن يكون أبداً كلام الله، ومن أعظم الأدلة عَلَى أن هذا الكتاب ليس من عند الله أن الإِنسَان يقرأ في آخر السفر الخامس من الأسفار الخمسة: (ثُمَّ مات موسى ودُفِن في مكان كذا، ولا يزال قبره معروفاً حتى اليوم ولم يأتِ بعده نبيٌّ مثله) فهل يعقل وهل يصدق عاقل أن الله ينزل عَلَى موسى هذا الكلام؟!.
    وإنما هو كما قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّه [البقرة:79].
    وفي موضع آخر تقول التوراة المحرفة: (إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نزل من السماء، وتصارع هو ويعقوب طول الليل إِلَى الفجر، وفي الصباح يرى يعقوب هذا الذي صارعه، وإذا به الرب، ويقول: أأنت الرب الذي كنت تصارعني طول الليل؟).
    ومما فيه أيضاً: أن موسى عَلَيْهِ السَّلام قال للرب -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لما أن غضب عَلَى بني إسرائيل وعاقبهم: يارب ارجع عن حموّ غضبك، واندم عَلَى ما فعلت بشعبك قَالَ: فندم الرب عَلَى ما فعل بشعبه.
    ومما فيه أيضاً: أن موسى عَلَيْهِ السَّلام قال للرب -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لما أن غضب عَلَى بني إسرائيل وعاقبهم: يارب ارجع عن حموّ غضبك، واندم عَلَى ما فعلت بشعبك قَالَ: فندم الرب عَلَى ما فعل بشعبه.
    وقد بين الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لنا جانباً من تشبيه اليهود حينما قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64] وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181].
    فتشبيه الخالق بالمخلوقين إنما أصله من اليهود، والذين نفوا صفات الله عَزَّ وَجَلَّ التي في القُرْآن أو في السنة -بزعمهم-، وَقَالُوا: ننفي التشبيه عن الله، قد شبهوا القُرْآن بالتوراة المحرفة التي كتبها الأحبار والرهبان بأيديهم، وغيروا فيها وبدلوا.
    ولم يُنَزِّل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في أي كتاب من كتبه ما فيه تشبيه له بخلقه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. بل أعظم الحقائق التي يبينها الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في كتبه هي ما يتعلق به وبمعرفته، وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وبما يجب له من حقٍ عَلَى العباد وهو توحيده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وإفراده وحده دون أحد سواه.
    وأصل دين الرافضة من اليهود، وليس غريباً أن تكون الطائفة المشتهرة بالتشبية في أمة الإسلام هي الرافضة ، لأن عبد الله بن سبأ الذي أسس دين الرافضة هو يهودي، خرج من يهود صنعاء اليمن ، وجاء وبذر الفتنة والشقاق عند العوام، ولم يستجب له إلا: منافقٌ كَانَ مختفٍ بنفاقه عَلَى عهد النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو عَلَى عهد أبِي بَكْرٍ وعُمَر إِلَى أول صدر خلافة عثمان ، أو جاهل، أو الذين أسلموا خوفاً وحقداً، أو من المجوس الفرس -العجم- لأن هَؤُلاءِ القوم دكَّ الإسلام ملكهم، وشتت قوتهم وأباد دولتهم، وهدم معابدهم وسحقهم سحقاً تاماً، بخلاف النَّصَارَى؛ لأن الإسلام في أول أمره إنما احتل بلاد الشام وبقيت القسطنطينية ، لم تفتح إلا في عهد مُحَمَّد الفاتح ، وبقيت لهم روما مقر البابوية فلم تُمس، فكأن الديانة النصرانية -العدو الغربي للإسلام- اقتِطعت منه بعض الأطراف، ولذلك لم تكن الصدمة عليه قوية وعميقة. لكن العدو الشرقي للإسلام طحن ودمر تدميراً كاملاً؛ ومن هنا كَانَ حقدهم أعظم وأكثر عَلَى هذا الدين.
    قالوا: أنت أنت!! لـعَلِيّ أمير المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
    ـ قَالَ: ومن أنا؟
    ـ قالوا: أنت الله.
    ـ فقَالَ: أعوذ بالله.
    فحفر الحفر، وأوقد فيها النيران ورماهم فيها، وقَالَ:
    لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبراً
    فلما فعل عَلِيٌّ رضيَّ الله تَعَالَى عنه ذلك هرب عبد الله بن سبأ من الكوفة إِلَى كرمان في بلاد الشرق، وهنالك بذر دين التشييع والرفض، وأوجد في دينهم التشبيه، فقال عنهم أئمة الإسلام -أئمة أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ في عصرهم- أنتم كفار؛ لأنكم تُشبِّهون الله بخلقه .
    وهذا من أعظم الأدلة عَلَى أن أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ونحوهم ليسوا مشبهة ؛ لأنهم يُكفِّرون المُشبهة .
    ولكن عقائد الرافضة المعاصرين في القرون المُتأخرة هي عقيدة المعتزلة ينفون الصِّفات جميعاً، ومن أسباب ذلك:
    1ـ أن التشبيه نبذته الأمة الإسلامية نبذاً شديداً، ورفضته رفضاً قاطعاً، وكفَّر علماء السلف اصحابه.
    2ـ وأن الذين كانت لهم الجولة والصَّولة ضد أهل السنة انما كانوا معطلة ، كالذين عذبوا الإمام أَحْمَد وسجنوه وآذوه، وهم الذين دخلوا في الدولة وفي الوزارة وتمكنوا منها، حتى كَانَ منهم البرامكة وأمثالهم من المعطلة ، الذين كانوا يجحدون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولا يؤمنون إلا بدين مزدك ، وتمكنوا وأظهروا السلاح الذي كَانَ بأيديهم يحاربون به الإسلام، فتحولت الرافضة من التشبيه إِلَى التعطيل، وذلك لأن الرافضة ليس لديهم في الأصل دين من عند الله ثابت، بل الثابت عند الرافضة هو: عداوة الإسلام، فهم يدورون مع عداوة أهل السنة ومع عداوة الإسلام الحقيقي حيثما دارت، وقد نص عَلَى ذلك شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ في كتابه العظيم منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية الذي ألفه رداً عَلَى ابن المُطَهِّر -كما سمى نفسه، وهو ابن المُنجِس- في كتابه منهاج الكرامة .
    بل المعتزلة أنفسهم كانوا يفسقون أو يكفرون الطائفتين المختلفتين، طائفة أهل العراق - عَلِيّ ومن معه- وطائفة أهل الشام معاوية ومن معه رضي الله عن الصحابة أجمعين؛ حتى قال عمرو بن عبيد ، لو شهد عندي عَلِيّ ومعاوية وعَائِِِشَةَ والزبير وعمرو -يعني أصحاب الجمل، وأصحاب صفين- لو شهد عندي واحد من هَؤُلاءِ عَلَى درهم لرددت شهادته" لأنه فاسق، والفاسق ترد شهادته، ثُمَّ بعد ذلك صاروا شيعة في العقيدة في مجال الصحابة، فـالمعتزلة ليس اسمهم المعتزلة ، بل هم نفس الشيعة ، إما زيدية وإما إثنى عشرية ، وذلك لأن المعتزلة أصل دينهم مرض في القلب وشبهات ونفاق، فدخلوا في طائفة الشيعة ؛ لأنها طائفة عاطفة بلا عقليات.
    فالتقت عاطفة بلا عقل صحيح سليم مع الجدليات-أي: الشيعة - وكلام بلا عاطفة -أي: المعتزلة - وأصبحا خطاً واحداً ومنهجاً واحداً، بينما لو قارنَّا كلام الشيعة المتأخرين لوجدناه يخالف كلام الشيعة الأولين في موضوع التشبيه؛ لأن الأولين مشبهة والآخرين معطلة ، ولو نظرنا إِلَى المعتزلة الأولين لوجدناهم يكفرون أو يفسقون عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وهم أقرب إِلَى رأي الخوارج ، بينما المعتزلة المتأخرين نجد أنهم متشيعين يثبتون الإمامة والخلافة لـعَلِيّ أمير المؤمنين وحده، ويبطلون خلافة من عداه.
    أما أهل السنة فقد اتفقوا عَلَى أن الله تَعَالَى ليس كمثله شيء، وهم وسط بين المعطلة والمشبهة، فعرفوا حقيقة الإثبات وحقيقة التنزيه؛ لأنهم اتبعوا ما جَاءَ في الكتاب والسنة.
    وموقف أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ من التشبيه أنهم ينفونه عن الله كما نفاه الله تَعَالَى عن نفسه حيث قال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] ونحوها من الآيات، لكن لفظة التشبيه صارت كلمة مجملة تحمل معنيين: أحدهما صحيح، والآخر باطل.
    فـأهل السنة ينفون التشبيه بمعنى أنه نفي مالا يليق به -سبحانه- مما هو من صفات المخلوقين.
    والمعطلة ينفون التشبيه عن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بمعنى نفي بعض صفاته، ويقولون: إننا ننفيها عنه؛ لأنها تقتضي أو تستلزم أو توهم التشبيه، ونحو ذلك من العبارات.
    يقول الشيخ الشنقيطي رَحِمَهُ اللَّهُ في معنى كلامه: "إثبات الصفات التي تشترك فيها أكثر المخلوقات، فيها دليل عَلَى أن الله أولى بإثبات هذه الصفات وهذا الكمال، وهذا الإثبات ليس فيه تشبيه؛ لأنه قال في أول الآية : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فنفى التشبيه، ثُمَّ أثبت لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ما يليق به من الإثبات، فقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ رد عَلَى الممثلة المشبهة ، وقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ رد عَلَى النفاة المعطلة .
    فمن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق، فهو المشبه المبطل المذموم، مثل ما قلنا في اليهود والرافضة وأمثالهم، ومن جعل صفات المخلوق مثل صفات الخالق، فهو نظير النَّصَارَى في كفرهم حيث قالوا: إن عيسى إله.
    والنَّاس في هذا عَلَى مراتب: منهم من ينفي جميع الأسماء والصفات، ومنهم من يثبت الأسماء وينفي جميع الصفات، ومنهم من يثبت الأسماء وبعض الصفات، وينفي بعض الصفات؛ لكن يجمعهم جميعاً شبهة واحدة، وهي ما ذكره المُصنِّف - رَحِمَهُ اللَّهُ - هنا أنهم يقولون: إذا أثبتنا له شيئاً وللمخلوقات نظيره ففي هذا تشبيه.
    ونبدأ في الرد عليهم بأهم وأول صفة لا نختلف نَحْنُ وإياهم عليها، وإن كَانَ فيهم من خالف؛ لكن معظم أهل القبلة المنتسبين للإسلام لا يخالفون فيها، وهي: وجود الله ووجود المخلوقات، فالله موجود والمخلوقات موجودة وليس الوجود كالوجود، وبما أن الوجود ليس كالوجود، فنقول ذلك في جميع الصفات فالحياة ليست كالحياة، واليد ليست كاليد، والاستواء ليس كالاستواء، والعلو ليس كالعلو، وهكذا في جميع ما أثبته الله لنفسه وما أثبته الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
    أما أثبات التحسر لله عز وجل حاشاه
    قد قاله قبلكم النصارى وأنى أعوذ بالله أن تكونوا ممن قال الله فيهم
    قال تعالى : ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون .
    واليكم معنى الأية التى تستدلون بها :
    يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ﴾ (يس: 30 )
    قالــوا: نسب القرآن إلى الله التحسر في قوله: ﴿ يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ﴾ (يس: 30)، والتحسر أشد الندم، فهل الله يتحسر؟ والجـواب: أن الآية لم تذكر مطلقاً صدور الحسرة من الله، بل تحكي تحسـر الكافرين على تكذيبهم الرسل وهم يلقون في النار، ولو كان التحسـر من الله ـ عياذاً بالله من هذا المعنى ـ فإن الله قادر على إخراجهم من النار وإدخالهم الجنة؛ فهذا أولى له من التحسر الذي يصنعه من لا يملك حيلة ولا دفعاً لما يتحسر عليه.
    وهذا المعنى فهمه مفسرو الإسلام ونقلوه عن التابعين، قال ابن كثير: "قال قتادة: ﴿ يا حسرة على العباد ﴾ : أي يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله، وفرطت في جنب الله ... ومعنى هذا: يا حسـرتهم وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب، كيف كذبوا رسل الله، وخالفوا أمر الله"
    قال ابن عباس: ﴿ يا حسرة على العباد ﴾ أي يا ويل العباد
    ويصدق هذا قول الله تعالى: ﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ )الزمر: 56)، فالمتحسر هو الكافر، لا الله عز وجل، فبطلت الشبهة واستبان الحق لمن ألقى السمع وهو شهيد.
    والعجب أن كتب أصحاب هذه الشبهة لا تمل من كثرة نسبة التحسر والندم إلى الله تعالى، ومن ذلك أن الرب قال: "ندمتُ على أني جعلتُ شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي " صموئيل (1) 15/10)، وأنه رفع عن بني إسرائيل العذاب بيد أعدائهم "لأن الرب ندم من أجل أنينهم " ( القضاة 2/18 (.
    ما أردت أخوتى أن أكمل كلام النصارى فأنى أعوذ بالله أن تكونوا مثلهم ولكنى وضعت النص لمن أراد أن يستزيد علما عن ما يؤمنون ويعتقدون به .
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس ونريد الامام ان يتدخل لنا يومبن ونحن نقنع فيه وهو لايرضى وقد ثنيناه عن المباهلة لانه طلب المباهلة ويقول هو من علما الازهر

  2. افتراضي

    يا اخي انت تدعونا الى حكم علماء معرضين للخطاء والصواب ونحن ندعوك الى كتاب الله الست تقرا العربية وكلام الله واضح . اذن لماذا لاتفهم كلام الله مباشرة الا بعد ان تجعل بينك وبين الفهم لكتاب الله وسيط وهو الاستلال بكلام العالم هل تنزه العالم عن الخطاء في التفسير
    وبخصوص الاسئلة التي اورتها نقول جزاك الله خير على حرصك على ان ترينا الحق ولكن ليس بهذا الاسلوب انتجعل الداعي الى الحق لابد ان يتقيد باصول اهل السنة وحسبه ةكما تتعصب لاصولك ايضا اهل الفرق الاخرى يتعصبون لاصولهم لما لانجعل اصل واحد وهو الخالي من التحريف هو المرجعية لما نختلف فيه وبالتالي نمسك نقط الخلاف نقطة نقطة ونبدا بموضوع الحسرة ونستدل من كتاب الله

  3. افتراضي

    نعم الجواب جوابك اخي التبليغ وبارك الله فيك

  4. rose

    بارك الله فيك أخي التبليغ
    (أعوذ بك ياالله ياأحب شيء إلى قلبي أن أرضى قبل أن ترضى في نفسك )

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحیم

    اخی ال?ریم التبلیغ هل یم?ن ان توضح ما هو السوال و من السائل ؟ و من این نقلت هذا الموضوع ؟
    والسلام علی?م ورحمة الله وبر?اته

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إتقوا الله أيها العلماء ولاتقولوا على الله الا الحق فلقد بالغتم
    وزكيتم أنفسكم وتضنوا ان الله لم يذكر أعمالكم وإضلالكم لأكثر الناس
    الذين هم كالانعـــــــــــــام...بل أضل سبيلا..فأنتم من الملأ الذين يضلون أقوامهم
    عندما كانت تأتي رسل الله بالحق.... ((وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ))



    سبحان الله تشابهت قلوبكم مع أولــئك الملاء من الاقوام السابقه ....
    فأنتم كما هم تقولون لأ تباعكم...
    ـــ امشوا على هذه العقيده وهذا النهج واصبروا على عقيدتكم
    إن هذا لإبتلاء من ربكم يراد....
    أجعل المذاهب في عقيده واحده إن هذا الا إفتراء على قول الرسول(( إختلاف امتي رحمه))
    ......... أين الرحمه ياأولي الالباب..؟؟ لافرق بين قولكم و....((أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ))
    ــــ ماسمعنا بهذه التفاسير ولاحتى قرأنا عنها في كتب التابعين
    والصالحين الذين سبقونا فنحن على إقتفاء الاثـــــــــــر..فهم أعلم وأفهم منا...
    إن هذه إلا بدعه مختلقه....!!!!! فانضروا ايها العلماء كم يشبه قولكم قول هؤلاء
    ((ما سمعنا بهذا في الملة الآخرةإن هذا إلا اختلاق))


    ووالله اننا لن نتر اجع في بحثنا عن الحق
    حتى يهدينا الله سبيـــــــــــــــــــل الرشاد


    والســــــــلام على من إتبع الهدى.....

  7. Thumbs up

    ماشاءالله عليك أيها لباحث عن الحق " ذا النونين " أسأل الله بحق لاإله إلا الله وبحق رحمته اللتي كتب على نفسه واللتي وسعت كل شيء وبحق نعيم رضوانه في نفسه ::: أن يهدي قلبك إلى الصراط المستقيم ويعثرك على الحق ويثبتك عليه إلى أن تلقى ربك بقلب سليم)) .......فهدايتك جزء من هدفنا في تحقيق نعيمنا الأعظم :: رضوان الله في نفسه ''''' فاستمر رعاك الله ووفقك في البحث عن الحق في قراءة الكثير والكثير والمزيد من بيانات الإمام بتدبر بتدبر بكل تمهل ورويه ...فإن شاء الله يهديك الله بها إلى الصراط المستقيم .....وفقك الله إلى مايحب ويرضى...وجزاك الله خيرآ على قول الحق
    (أعوذ بك ياالله ياأحب شيء إلى قلبي أن أرضى قبل أن ترضى في نفسك )

  8. افتراضي

    ان الله اعظم من اي نعمة فهو النعيم الاعظم سبحانه

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ابو محمد
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخي ال?ريم التبليغ هل يم?ن ان توضح ما هو السوال و من السائل ؟ و من اين نقلت هذا الموضوع ؟
    والسلام علي?م ورحمة الله وبر?اته
    انتهى الاقتباس من ابو محمد

    من هنا أخي أبو محمد

    https://nasser-alyamani.org/showthrea...C7%E1%C9/page5
    "" وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلْكِتَٰبِ""

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : أسمى الغايات
    من هنا أخي أبو محمد

    https://nasser-alyamani.org/showthrea...C7%E1%C9/page5
    انتهى الاقتباس من أسمى الغايات
    جزاك الله خير اخي الحبيب اسمى الغايات كفيت ووفيت
    وهذا هو العنوان يدعى احمد عادل (أتقى الله يامهدى الضلالة)

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. حوار الإمام المهدي مع عمر القرشي ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-10-2016, 11:27 AM
  2. [ فيديو ] فيديو سلسلة حوار الامام المهدي ناصر محمد اليماني مع فضيلة الشيخ عمر القرشي
    بواسطة البصيرة في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-05-2014, 12:46 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •